الفصل التاسع عشر 19
بقلم رباب حسين
خرجت نور من المنزل وظل يوسف يتابعها بعينيه حتى غابت عن نظره أغلق عينيه في ألم وكأن روحه غادرت جسده.... ذهبت فريدة إليه وقالت في غضب / انت إزاى تسيبها تمشي؟!!!!....توقعت إنك خلاص عقلت بس واضح إن مفيش فايدة فيك
لم يجيب يوسف وكأن صدمته أفقدته النطق..... ظل ينظر حوله في ألم.... يحاول أن يستوعب..... هل إنتهى كل شئ الآن؟!!!
رأت فريدة الألم في عينيه فأقتربت منه ووضعت يدها على كتفه وقالت في حزن / طالما بتحبها كدة يا حبيبي سيبتها تمشي ليه؟!!!
يوسف / هي كانت هتمشي يا ماما..... هي عايزة تمشي..... انا مش عارف هل انا السبب ولا هي أصلا محبتنيش؟!!!
فريدة / نور بتحبك يا يوسف.... انا متأكدة من ده
يوسف في غضب / ماما انتي مشفتيش كانت عاملة ازاي لما إياد مات..... يمكن ندمت على حبها ليا وإنها رفضته عشاني..... يمكن لما حست إني مش عايز أقولها انا حاسس ناحيتها بإيه فقدت الأمل ومشيت..... ماما انا متلخبط مش عارف هي بتفكر ازاي
فريدة / وهتعرفها ازاي وانت طول الوقت بتصدها وحاطط ميت خط أحمر بينك وبينها.... ليه مسألتهاش يا يوسف؟!!!
يوسف / توقعت إني لما أقولها إني خلاص خفيت وأنها هتمشي هشوف في عينيها نظرة حب تخليني أتحرك.... لكن ما صدقت...... ماما هي محضرة شنطتها من قبل ما اتكلم.... هي واخدة قرارها إنها تمشي
ثم أغلق عينيه في حزن وقال/ كدة أحسن..... أحسن لها تبعد عني..... قربها مني هيأذيها
ثم غادر المنزل وذهب إلي العمل
أما نور فذهبت إلي منزل سارة وهي تحمل حقيبة ملابسها.... فتحت لها ناهد
نور / سارة موجودة؟
ناهد /أيوة يا بنتي.... إتفضلي
وقفت سارة عندما وجدت نور تدخل وهي تحمل حقيبتها
نور / ممكن أقعد معاكي يا سارة؟
ابتسمت سارة في فرح وقالت / بجد يا نور..... هتقعدي معايا ؟
ابتسمت نور وقالت / ده لو وافقتي يعني
ذهبت سارة إليها واحتضنتها ثم قالت / تنوري طبعاََ يا حبيبتي..... بس يوسف هيسيبك...
قاطعتها نور وقالت في ألم / بلاش نتكلم عنه يا سارة..... بلاش
أماءت لها سارة في حزن وأخذتها إلى الأعلى لتريها غرفتها
مر شهر ونور لازالت تقيم عند سارة في منزلها التي تحسنت كثيراََ بسبب غمر نفسها بالعمل ومساندة حازم ونور لها...... أما نور فجدت عمل أخر بأحد المستشفيات ولا تتحدث عن يوسف أبداََ كانت دائماََ ما تتذكر كلام جون لها في أخر لقاء لهما..... كانت تراهن على أن يوسف سوف يأخذ خطوةََ نحوها وتنتظر هذا منه ولكن لا جديد
أما يوسف فكان حزين شارد يعمل فقط فقد عاد إلى أنطوائه وروتينه اليومي كان يشتاق إليها حد الجنون ولكن لا يعلم ماذا يفعل
وفي يوم جديد يوسف يجلس بمكتبه ينظر إلى الفراغ ويستند برأسه علي الكرسي.... دخل عزت وقال / يوسف وقع على الورق ده
أعتدل يوسف وأخذ الورق ثم تحدث عزت وقال / النهاردة كانت محاكمة نصر وكرم..... نصر خد أعدام وكرم مؤبد
يوسف / خلصنا منهم..... فيه أخبار يا عمي؟!!
عزت / بيتها فاضي مرجعتش عليه لسه..... ولا عارفين نوصلها.... ولما بتصل بيها مش بترد..... حتى فريدة كلمتها كذا مرة مردتش
يوسف / انا خايف يكون جرالها حاجة؟!!!
عزت / لا إن شاء الله خير..... انا متأكد إنها هترجع.... نور غيرك يا يوسف انت بتقدر تتحكم في مشاعرك لكن نور لا..... مش هتقدر تبعد عنك أكتر من كدة
يوسف / ده لو فيه مشاعر أصلاََ يا عمي
عزت / هو لو عرفت مكانها يا يوسف هتعمل إيه؟
يوسف / انا عايزة أطمن عليها بس يا عمي..... انا يمكن مش عارف أنساها بس لسة عند رأيي وجودها جنبي هيأذيها
عزت / طيب..... بكرة أجتماعنا مع سارة الحديدي..... لسه عايز تدخلها شريكة معانا في المشروع؟
يوسف / اه..... وضع الشركة صعب وهي لوحدها.... انا عايز أساعدها.....خلينا مننساش إن فعلاََ لولا اللي عمله إياد كان زماني انا ونور مايتين
عزت / صح..... طيب الأجتماع بكرة الساعة ٣ بعد أجتماع المديرين.... لو عايرني أحضر إجتماع المديرين واسيبك لأجتماع سارة عادي
يوسف / لا هحضر الأتنين
عزت / ريح نفسك يا يوسف شوية..... فريدة عمالة تتخانق معايا بسببك..... انا مش أدها
يوسف / عارف يا عمي الحل إيه بينك وبين أمي.... أجوزكو وارتاح
ثم ضحكو معاََ وقال عزت / أمك بتعشق حاجة اسمها عمران.... وبعدين انت عايز كل يوم تحل ١٠٠ مشكلة
يوسف / ما انا كدة كدة كل يوم بحل ١٠٠ مشكلة بينكم
ضحكو معاََ ثم خرج عزت وترك يوسف لشروده مرة أخرى
حل الليل وعادت نور إلي منزل سارة وجدت حازم يجلس معها بالبهو
سارة / نور جت أهيه..... إيه أخرك كدة؟!!
جلست نور وقالت / كان فيه تقارير لازم أسلمها النهاردة...... عاملين إيه؟!!
حازم / تمام.... كنت مستنيكي عشان أسلمك الأمانة وامشي
نظرت نور له في لؤم وقالت / قاعد عشان الأمانة بس يعني؟!!
نظر حازم إلي سارة التي نظرت إلي الأرض في نظرة هروب منه
نور / إيه ده مالكم؟!!!
حازم / انا هشهدك عليها يا نور..... انا طلبت أيدها للجواز وهي مردتش عليا لحد دلوقتي
نظرت نور إليها فقالت سارة / مش عايز يديني فرصة أفكر
حازم / كانت فاكر إن الفكرة في دماغك أصلاََ ومفكرة فيها..... ليه محسساني إنك متفاجأة يعني؟!!!
سارة / يعني مش من حقي أفكر في قرار مهم زي ديه؟
نور / سيبها تدلع شوية يا حازم..... من حقها تدلع برده
ابتسم حازم ونظر إلي سارة وقال / لا لو على الدلع فمن حقك القمر يتدلع طبعاََ
خجلت سارة ولم تجيب
حازم / طيب هستأذن انا بقي
وقف حازم وما أن هم للمغادرة حتى قال /اه يا سارة صحيح عزت الألفي كلمني وقالي إن معادنا بكرة مع يوسف الساعة ٣
نظرت سارة إلى نور وقالت / طيب يا حازم هعدي أشوف البنك الأول وبعدين نروح الأجتماع سوا
حازم / طيب تمام.... هعدي عليكي الصبح بدري
غادر حازم وكانت نور شاردة
سارة / انا عارفة إنك مش عايزة تتكلمي ولا تحكي حاجة عنه عشان كدة مقولتلكيش..... بصي هو عرض عليا إني أدخل معاه شريكة في المشروع الأخير بتاعه والصراحة يا نور وضع الشركة صعب وانا محتاجة المشروع ده فعلاََ.... وجود اسم الشركة جنب شركة الألفي هيرجع ثقة الناس فينا..... انا مكنتش هوافق عشانك
قاطعتها نور وقالت / لا طبعاََ..... شغلك انتي أدري بيه وانا اتمنى إنك تنجحي..... وبعدين يوسف شخص محترم وناجح وإكيد بيرد جميل إياد الله يرحمه
سارة / مش عايزة برده تحكي؟
نور / سيبك مني انا..... قوليلي مش موافقة على حازم ليه؟.... لسه مش متأكدة من مشاعرك؟
سارة / لا انا أتعلقت بيه جداََ.... بس مش عارفة ليه خايفة.....يمكن لسة موضوع عمار مأثر عليا
نور / احنا مش أتفقنا نرمي الماضي كله ورا ضهرنا..... يمكن انا مقابلتش عمار ومقدرش أقارن بينهم..... لكن يا سارة حازم بيحبك وباين عليه أوي.... وكمان بيخاف عليكي
سارة / لا لو على المقارنة عمار باعني في أول مطب لكن حازم فضل جنبي حتي وهو مش متأكد إذا كنت بحبه ولا لا..... هو وعدني يا نور إنه مش هيمشي ووفي بوعده
صمتت نور وأخذت تفكر.... وتقول في نفسها وعد..... انا موفتش بوعدي يا جون
سارة / رحتي فين؟!!!.... لو بس يا نور تحكيلي هترتاحي
نور / انا كويسة.... صحيح فيه حاجة كدة عايزة أقولك عليها..... في مستشفى في دبي كلمتني النهاردة وعرضو عليا أشتغل هناك
سارة / بجد؟ وهتروحي؟!!
نور / لسه بفكر..... وبعدين كدة كدة هتتجوزي يعني خلاص بقي راحت عليا
سارة / لا طبعاََ.... ولا حاجة هتقدر تفرقنا..... احنا وقعنا في طريق بعض ومش صدفة يا نور
نور وهي تبتسم / لا ده قدري..... وقعتي في طريقي كدة
سارة / كدة.... ماشي ماشي..... روحي سافري بقي
ضحكو معاََ وتناولو العشاء ثم ذهبو إلى النوم
حلمت نور بجون وهو ينادي اسمها.... نهضت نور وظلت تنظر حولها كأنها سمعته بجوارها.... كان ينادي كأنه بحاجةََ لها.... ظلت نور تفكر وتتذكر ما قاله جون أخر مرة
"جون / انا حاولت مع يوسف وهفضل أحاول عشان يفضل معاكي"
وهناك فكرة واحدة بداخل رأسها.... هل جون يحتاج إلي مساعدتها..... فربما يحاول وحده...... بعد ذلك تذكرت وعدها لجون بأنها ستظل مع يوسف ولن تتركه أبدا رغماََ عنه.... ولكن هل تذهب وتعترف بحبها مرةََ أخرى.... ماذا لو رفضها كعادته..... ماذا إن كان قد نساها ولا يهتم بوجودها حتى الآن...... هل أشتاق إليها أم لا؟.... لم تستطع نور العودة إلي النوم مرة أخرى وظلت تفكر طوال الليل وفي الصباح لم تذهب إلي العمل وبعد تفكير طويل توصلت إلى حل واحد..... أن تعطي يوسف فرصة أخرى وتفي بوعدها إلي جون.... ولكن إذا رفض يوسف حبها هذه المرة أيضاََ ستذهب إلي دبي للعمل هناك ولا تعود مرةََ أخرى..... أخذت حمام دافئ وارتدت ثيابها و انطلقت إلي شركة يوسف.... دخلت الشركة تحت أنظار العاملين وبدأ الحديث الجانبي ولكن لم تهتم فهي جاءت لغرض ما وسوف تختفي بعد ذلك صعدت إلى الطابق الأخير وذهبت إلي المكتب ودخلته.... حاولت السكرتيرة أيقافها / يا أنسة حضرتك بتعملي إيه؟!!!
نور / فين يوسف؟!!!
السكرتيرة / يا أنسة مينفعش حضرتك تدخلي تقابليه في أي وقت كدة
خرجت نور من مكتبه وجدت صوت يأتي من الغرفة المجاورة
السكرتيرة / فيه إجتماع جوا وحضرتك مينفعش تدخلي ممكن تستنيه لحد ما يخلص
دفعتها ونور واقتحمت الغرفة
فزع كل من في الغرفة من فتح الباب المفاجئ ويوسف نظر مسرعاََ إلى الباب وجد نور تدخل الغرفة وتتقدم منه عقد حاجبيه ووقف أمامها وقال / دكتورة نور!!! فيه إيه؟!!!
نور في غضب / انا عايزة أعرف انت بتعمل فيا كدة ليه؟!!!
نظر يوسف للمديرين ووقف عزت بجانب نور وقال / أهدى يا نور إيه حصل؟!!!
نور / رد عليا يا بشمهندس ليه بتعمل فيا كدة؟!!!
نظر يوسف إليهم وقال / أتفضلو حضراتكم دلوقتي
خرجو جميعاََ من الغرفة وأغلق عزت الباب وظلو ينتظرون بالخارج
يوسف / ممكن أعرف إيه اللي انتي بتعمليه ده؟!!!
نور / انا فكرت في كل الأسباب وحاولت ألتمسلك ألف عذر.... لكن بجد مش لاقية سبب واحد يخليك تعمل معايا كدة..... انا من حقي أعرف ليه بتبعدني عنك؟
يوسف / انا مقربتش أصلاََ عشان أبعد..... واضح إنك متلغبطة بيني وبين حد تاني
أشارت نور إلي قلبه وقالت / الحد التاني ده هنا..... مش حد غريب عنك..... هو ده اللي حبيته ومبقتش قادرة أعيش من غيره.... انا بحبك يا يوسف..... ومش عايزة أبعد عنك
نظر يوسف بعيد عن عينيها يحاول أن يسيطر على مشاعره صمت قليلاََ ثم قال / انا عارف مشاعرك من ناحيتي.... بس انا كنت صريح وواضح معاكي من الأول..... ليه جاية دلوقتي وعايزاني أقولك كلام يجرحك؟!!!
نظرت نور له في حزن وقالت / انا جاية وعارفة ردك كويس بس انا جيت عشان وعدي ليه.... جيت عشان ميبقاش في قلبي ذرة لوم أفضل أندم عليها طول عمري..... جيت عشان أبقى خدت أخر خطوة تجاهك وعارفة إنك هتجرحني.... مش جديد
ملئت الدموع عينيها ثم نظرت إليه وقالت / أوعدك ديه أخر مرة هزعجك فيها..... وأخر مرة هتشوفني فيها ثم أبتعدت قليلاََ عنه وقالت في محاولة لأظهار قوة زائفة / انا ماشية يا يوسف.... هسافر برا مصر..... هسيبلك البلد كلها وهمشي.....ومش هرجع تاني أبداََ......مش فارقة معايا كتير.... ما انا كدة كدة لوحدي فا مش هتفرق في أي بلد
نظر يوسف إليها وشعر بقلبه يصرخ باسمها.... شعر بسكين يطعن صدره.... هل ستغادر إلي الأبد؟!!
تحركت نور من أمامه وذهبت إلي الباب ثم توقفت عندما سمعته يقول / هتروحي فين؟!!!!
التفتت إليه وقالت / مش هقولك..... عشان زي ما خلتني أندم إني جيت النهاردة هخليك تندم طول حياتي علي إنك سيبتني أمشي.... هخليك تندم إنك ضيعتني من أيدك..... ميبقاش عندك أمل حتى إنك تشوفني تاني..... يمكن الندم ده يخليك تبطل تحبس مشاعرك جواك..... يمكن الندم يخليك متضيعش حبك من أيدك مرة تانية..... على الأقل تحاول تفرد جناحاتك وتعيش الدنيا زي أي حد
خرجت نور من الغرفة وذهبت إلي المصعد تحت نظرات المديرين ثم طلبت المصعد ووقفت في إنتظاره ودخلت به و ضغطت علي زر الطابق السفلي كاد أن يغلق إلا أن وجدت يد يوسف تمنع الباب من الأغلاق دخل يوسف إلي المصعد وأغلق الباب عليهم ثم بدأ المصعد في النزول
يوسف / متمشيش.... متمشيش يا نور
نظرت إليه فلأول مرة تسمع اسمها منه
اقترب منها وأمسك كاتفيها وقال / خليكي معايا
ضمها إليه وبدأت دموع نور تنهمر
يوسف / انا بحبك يا نور.... بحبك ومش عايز أبعد عنك تاني
اقتربت نور من أذنه وقالت في إبتسامة / حمد الله على السلامة يا بشمهندس..... أقدر أقولك دلوقتي إنك خفيت
أبتعد يوسف عنها ونظر في عينيها وعقد حاجبيه....وصل المصعد إلي الطابق السفلي وفُتِح الباب نظرو الموظفين داخل المصعد وظلو ينظرون إلي بعضهم البعض ثم أغلق باب المصعد مرة أخري
يوسف / قصدك إيه بكلامك ده؟!!
أزالت نور دموعها من علي وجنتيها في غرور وقالت / قصدي إني كنت عارفة إنك لسه كاتم مشاعرك جواك..... كان لازم أخرج مشاعرك ديه عشان أطمن إنك خلاص خفيت علي الأخر
همت بالضغط على زر المصعد لتخرج منه لكن أوقف يوسف يدها وقال / انتي بتهرجي صح؟!!!
بعدت نور يده عنها في غضب وقالت / انا قمت بواجبي كطبيبة لكن كنور الأنسانة انت متستحقش إني أبقى معاك..... مين قالك إني مسمحاك علي كل لحظة جرحتني وهنتني فيها؟ مين قالك إني نسيت كلامك اللي كان بيطعن في قلبي كل مرة من ساعة ما شفتك أول مرة لحد دلوقتي فوق في مكتبك؟..... انت مسبتش موقف بيني وبينك إلا وجرحتني وحسستني إني ولا حاجة.... كلامك وغرورك وتكبرك عليا..... فاكر إني نسيت كل ده؟
يوسف / نور انا عارف إني غلطت بس....
نور والدموع تنساب من عينيها / متقولش نور..... متقولش اسمي علي لسانك..... متفكرنيش بجون..... يمكن جون نسخة منك اه بس عنده مشاعر وبيحس..... كان بيحس بيا..... كان بيجري عليا لما أكون متضايقة..... لكن انت لا..... انت دوست عليا وياريت عارفة ليه.... انت حسستني في كل مرة إن انا ولا حاجة بالنسبالك..... حتى لما خرجت واتخطفت عملت إيه بعت معايا واحد من الأمن وكدة خلاص سكت ضميرك..... ولما رجعت مهنش عليك حتى تاخدي في حضنك تطمني..... انت عارف انا كنت مرعوبة أد إيه...... عارف كنت حاسة بإيه وانا وسط ناس مجرمة مفيش في قلبها رحمة..... كل اللي كنت بفكر فيه وانا هناك..... يوسف هيجي وهيخرجني من هنا..... ولما لقيت إن انت اللي جيت مش جون فرحت وقولت جيه ينقذني ومهربش لكن لما جريت عليك عشان أحس بالأمان اللي كنت مستنياه منك لقيت واقف زي الصنم..... كل اللي طلع منك تقوله تاني يوم هو حمد الله على السلامة....هو ده حبك ليا..... انت شخص قاسي مبيعرفش يحب..... انا عايزة أعرف هو انت مخفتش عليا.... ده انت حتى مسألتنيش انتي كويسه ولا لا..... وجي دلوقتي متوقع إنك أول ما هتقولي بحبك هجري عليك وأقولك وانا كمان يا حبيبي وخلاص ندفن كل اللي حصل ده..... ده انت من جبروتك جي بكل جراءة تقولي متقربيش مني تاني والزمي حدودك معايا..... حسستني إني واحدة معندهاش أخلاق ولا تربية بتضحك عليك وتستغل مرضك عشان تقرب منك وانت رافضني..... لا يا بشمهندس انت اللي عديت كل الحدود وانا اللي دلوقتي مش عايزاك
ثم ضغطت زر المصعد وخرجت ظل يوسف يحاول أن يوقفها ولكن دون جدوي
قال يوسف بصوت مرتفع / أقفي يا نور واسمعيني
ثم أشار إلي الأمن وقال في غضب/ أقفلوا الباب ده
وقبل أن يغلقوه وجدو سارة تدخل من باب الشركة ومعها حازم ثم أغلق الأمن الباب.... نظرت سارة إلي نور التي تركض تحاول الخروج والدموع تغرق وجهها..... أوقفتها سارة في قلق وقالت / نور فيه إيه؟!! بتعيطي كدة ليه؟!!!
تجمع جميع العمال حول هذا الضجيج
ثم وجدو يوسف يلحق بها وقال / نور أسمعيني.... أديني بس فرصة أشرحلك
نور / أبعد بقولك.... مبقتش عايزة أسمع منك حاجة..... انا جيت أديلك فرصة أخيرة وبرده ضيعتها مبقاش ليك عندي فرص تاني
يوسف / انا عارف إني غلطت في حقك كتير.... بس والله غصب عني.... يا نور والله انا بحبك وكل اللي حصل ده خوف عليكي.... انا كنت ببعد عنك عشان خايف عليكي..... لو اديتني فرصة هشرحلك كل حاجة
نور وهي تبكي / لا.... انا عايزة أمشي..... سارة خرجيني من هنا..... خرجني من هنا يا حازم أمسك يوسف يدها وجذبها إليه ونظر في عينيها وقال بصوت منخفض / انتي عارفة انا بحبك أد إيه ومتأكدة من ده.... يمكن كنت بخبي مشاعري عنك بس في أوقات تانية كنتي بتحسي بحبي مش انتي قولتي المشاعر واحدة يا دكتورة..... أكيد اللي كنت بخبيه كان مفضوح بالنسبالك..... أدينا فرصة يا نور..... عشان منندمش احنا الأتنين..... أوفى بوعدك ليا
اقترب حازم منها وقال / أنا معرفش بينكم إيه يا نور بس كل اللي انا متأكد منه وشوفته بعيني هو حب الباشمهندس ليكي..... أديله فرصة يتكلم
نظرت نور إلي حازم ثم نظرت إلى سارة التي أماءت لها بنعم
عادت نور النظر إلي يوسف الذي أمسك يدها وتحرك معها ثم قال قبل أن يغادر / أنسة سارة انا متأسف جداََ هنأجل أجتماعنا ليوم تاني.... ثم أشار إلي الأستقبال وقال / بلغي السكرتارية تلغي كل مواعيدي
ثم خرج من الشركة وادخل نور السيارة وصعد بجوارها وأنطلق بسيارته...
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا