الفصل الثامن عشر 18
بقلم رباب حسين
وصل إياد إلي المخزن وحده حسب رغبة نصر.... ذهب إليه خلدون وقام بتفقد إذا كان يحمل أي سلاح.... دخل إياد إلى المخزن وما أن رأته نور حتى اتسعت عينيها وظلت تميأ إليه بلا كي يذهب.... نظر إليها نصر وقال / اسكتي أحسنلك يا دكتورة
ثم نظر إلى إياد وقال / جبت الفيديوهات؟!!
إياد / فكها الأول
نصر / مستعجل على إيه مش لما أشوف الفيديوهات الأول
في هذه الأثناء اقترب يوسف وعمر من الموقع وقامو بترك السيارات بعيداََ ثم تسللو حول المخزن وقامو بضرب الرجال حوله في هدوء حتى ظل خلدون أمام الباب ومعه رجلين
عمر بصوت منخفض / فيه باب من ورا.... بلاش ندخل من الباب الرئيسي
يوسف / طيب.... بس براحة وخلي العساكر تبقي جاهزة علي أشارة منك
بلغ عمر العساكر بأن يقتربو قليلاََ دون أن يشعر بهم أحد.... ثم دخل يوسف أولاََ وتسلل خلفه عمر
عمر / يوسف متسبقنيش أحسن تكشفنا
يوسف / متقلقش مش هكشفك تعالي بس نشوف هما فين
تتبع يوسف وعمر الصوت وسمع صوت إياد وهو يقول / عايز تاخد الفيديوهات وبعدين تخلص علينا.... لا فكها الأول وبعدين خد الفلاشة
نصر / يااااه مش فارق معاك يعني تعيش ولا لا..... هي اللي فارقة معاك بس.... فعلاََ وائل مش جايبه من برا.... إذا كان سابتك وقاعدة مع حبيبها في بيت واحد
إياد / متجيبش سيرة وائل علي لسانك و لا تتكلم عليها كدة
نصر / أخلص هات الفلاشة بدل مش هيحصلك كويس
أشار عمر إلي يوسف بأن يذهب إلي الجهة الأخرى خلف نصر ويذهب هو ليقف من خلف إياد.... ما أن تحرك يوسف حتى وضع رجله علي خشب بالأرض وأصدر صوتاََ.....إنتبهو جميعاََ إلى الصوت ونظر عمر إلي يوسف وأشار له بالتوقف ثم اقترب كرم ليري ما هذا الصوت أشهر عمر سلاحه وخرج أمام نصر وقال / متتحركش
ثم ذهب يوسف خلف كرم وقام برفع السلاح عليه من الخلف
كرم في زعر / انت جيت منين؟!!!
نظر نصر إلى إياد في غضب وقال / خلدوووون
دخل خلدون ومعه الرجلين ثم اقترب العساكر ووقفو خلفهم وقال عمر / متحاولش يا نصر.... سلم نفسك بالذوق أحسنلك
رفع نصر مسدسه وأشار به على نور وقال / طالما مفيش مفر يبقي هحرق قلبكم عليها دفع يوسف كرم بعيداََ وركض أمام نور وفجأة استمعو جميعاََ إلي صوت إطلاق الرصاص نظرت نور في عين يوسف وهو يحميها...... ثم ألتفت يوسف خلفه وجد أن إياد قام بحمايتهما وتلقى هو الرصاصة بدلاََ عنهم.... أطلق عمر الرصاص علي يد نصر ووقع السلاح من يده وألقي القبض عليهم جميعاََ
ظلت نور تصدر صوتاََ ليوسف وهي تشير إليه أن ينزع الاصق عن فمها..... أزاله يوسف فوراََ
نور في بكاء / فكني يا يوسف
أحل قيدها يوسف ذهبت مسرعة إلي إياد الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة وحملت رأسه بين يديها
إياد وهو يبتسم بين ألمه ويتحدث ببطء / الحمد لله..... إنك... عايشة.... انتي الهدية.... اللي جات في الأخر.... وغيرتني..... انا تبت علي أيدك..... حبك.... طهرني..... كان نفسي تبقي ليا..... كان نفسي تحبيني زي ما... حبيتك
ثم سعل دم من فمه وأردف / عارف..... إني مستحقكيش.... بس كان نفسي.... أسعدك..... كان نفسي تبقي معايا.... بس كفاية إني قدرت أحميكي..... كفاية إنك عايشة......ومتأذتيش بسببي
بكت نور بشدة
إياد / خلي بالك من.... سارة..... ملهاش.... حد.... غيري
ثم أغلق عينيه ومات
كانت نور تنظر إليه وتبكي بكل جوارحها.... ضحي بنفسه ليفديها.... كم كان شعور مؤلم أن يموت أحدهم لأجلك
عمر / سيبيه يا دكتورة.... خلاص
نظرت إليه نور في بكاء ثم نظرت حولها وجدت يوسف يقف وينظر إليها في غضب يدور في فكره ألف فكرة حبيبته تحتضن شخص أخر ويعترف لها بحبه وكم تمني أن تكون له وهي تبكي حزناََ عليه.... ركضت إليه وارتمت بين أحضانه..... صدم يوسف من فعلها واتسعت عينيه وظل ثابت مكانه لم يحرك يده ولم يحتضنها..... كان يشعر بالضجر من بكائها عليه لهذه الدرجة....تبكي على وفاة من يحبها.... لماذا؟!! هل تكن له شعور أخر أم فقط بدافع الشفقة؟.... كانت الغيرة تأكل قلبه... أبعدها عن أحضانه وقال / خلاص يا دكتورة.... كفاية حزن عليه
ظلت نور تبكي لا تستطيع أن تتوقف عن البكاء.... ذهب عمر إلي يوسف وقال / لازم تيجو معانا عشان نتمم المحضر..... ولقيت الفلاشة في جيب إياد... ثم نظر إلى نور وقال / حاولي تتمالكي أعصابك يا دكتورة عشان لازم نبلغ أخته
أماءت له بنعم ومازالت تبكي وهذا ما زاد من غضب يوسف أكثر
ذهبوا جميعاََ إلى قسم الشرطة وأخذ الطب الشرعي جثة إياد.... جلست نور ويوسف داخل مكتب عمر وقام عمر بإبلاغ حازم سكرتير إياد الذي ما أن تلقى الخبر حتى ذهب مسرعاََ إلي منزل إياد.... ظل يطرق الباب حتى استيقظ الخدم وفتحو له
حازم / فين سارة؟!!!
ناهد / نايمة يا حازم
حازم / صحيها فوراََ
أماءت له ناهد وكانت تشعر بالخوف من هيئة حازم..... بعد قليل نزلت سارة الدرج وقالت في تعجب / حازم!!!!..... فيه إيه؟!! إيه اللي جابك في الوقت ده
نظر حازم إليها في تردد لا يعلم كيف يبلغها بهذا الخبر
سارة / في إيه يا حازم فهمني؟؟!!
حازم / إياد..... راح عشان ينقذ نور.... واتقتل
سارة في صدمة / لا.... لا.. لالا أكيد غلطان..... لا إياد مش هيموت ويسبني هو كمان..... لا.... لا إياد وعدني إنه يفضل جنبي...... لا مش ممكن كلهم يسبوني كده لوحدي....... لا إياد عايش أكيد
ظلت تبكي في عدم تصديق وصدمة وظل حازم يهدأ من صدمة سارة وأخذها معه بالسيارة وذهبو إلي قسم الشرطة.... دخلت سارة غرفة عمر ووجدت نور أمامها تبكي هي الأخرى..... أحتضنت نور سارة وقالت وهي تبكي / انا أسفة يا سارة..... إياد مات وهو بيحميني.....فداني بروحه.... انا أسفة إني السبب في إنك تتحرمي منه
ظلت سارة تبكي بأحضان نور حتى أخذ حازم سارة من بين أحضانها وضمها إليه.... نظرت نور إلي حازم الذي كان يبكي حزناََ عليها ورأت في عينيه عشقه لها وهذا ما جعل نور تطمئن قليلاََ علي سارة..... كانت تخاف أن تعيش سارة وحيدة مثلها
عمر/ لو سمحتم يا جماعة أهدوا شوية
ثم نظر إلي حازم وقال / حضرتك تقرب للمرحوم
حازم / لا انا سكرتيره
عمر / طيب مين هيستلم الجثمان
حازم / انا
يوسف / وانا معاك يا حازم لحد ما يتم الدفن
نظرت له سارة في إمتنان
بعد قليل دخلت فريدة وعزت إلي المكتب
فريدة في زعر / انتو كويسين يا ولاد؟!!.... نور حبيبتي حمد الله على سلامتك
أحتضنتها نور وظلت فريدة ترتب علي ظهرها وقالت / خلاص يا نور متخافيش.... انتي معانا دلوقتي
يوسف / ماما خديها وروحي علي البيت..... الفجر قرب يأذن وانا هروح أخلص أجراءات الدفن مع حازم
عزت / أنا هفضل معاكم.... فريدة خدي نور وروحي خليها ترتاح
ذهبت فريدة مع نور إلي المنزل وكانت تبدو متعبة للغاية ظلت معها فريدة حتى أخذت حمام دافئ وبدلت ثيابها وأحضرت لها الطعام وظلت معها حتى أكلت ونامت..... كل هذا ونور تبكي من الصدمة.... كانت خائفة للغاية.... وبداخلها تشعر بأنها أنانية.... فبرغم من حزنها علي إياد ووفاته إلا أنها تشعر بالراحة بأن يوسف لم يمت فداءََ لها..... فكم شعرت بالذعر عندما وقف أمامها وسمعت صوت الرصاص بعدها وظنت أنه هو من أصيب.... تتذكر ما شعرت به في هذا المكان المظلم وكلام نصر وكرم إليها بأنهم سيقتولون يوسف أمامها.... ظلت تبكي إلي أن نامت من التعب
أما يوسف وحازم وعزت أستلموا جثمان إياد وتم عمل مراسم الدفن و عاد يوسف إلي المنزل في وقت العصر.... وجد فريدة تجلس بالبهو في حزن
يوسف في تعب / إيه الأخبار يا ماما؟
فريدة / نور تعبانة أوي.... مش عايزة تبطل عياط.... فضلت جنبها لحد ما نامت..... هما عملو فيها حاجة يا إبني؟!!!
عقد يوسف حاجبيه وقال / لا... لا مفتكرش.... هدومها سليمة....هي زعلانة على إياد
فريدة / شاب زي الورد..... وأخته يا عيني صعبانة عليا..... أخواتها الأتنين ماتو ورا بعض
نظر يوسف إلي فريدة في ألم وأغمض عينيه
فريدة / مش قصدي يا حبيبي والله.... مش قصدي أفكرك
يوسف / خلاص يا ماما.... انا تعبان وعايز أرتاح قبل العزا بليل
ذهب يوسف إلى غرفته وهو يشعر بالضيق والحزن ثم بدل ثيابه وذهب إلي غرفة نور..... وجدها نائمة وتبدو متعبة وعينيها متورمة من كثرة البكاء ظل يتطلع بها في إشتياق وعتاب ولوم..... وسؤال واحد يدور برأسه...... هل حقاََ تحبه؟!!!..... ظل يتأملها ثم خرج وعاد إلى غرفته ونام قليلاََ
بعد ساعتين استيقظ وبدل ثيابه ونزل للأسفل.... وجد عمه عزت يجلس مع فريدة وما أن نزل حتى وجد نور تلحق به وهي ترتدي ملابس سوداء
نور / عايزة أروح لسارة
يوسف / انا رايح عشان العزا... تعالي معايا
فريدة / احنا كمان جايين
عزت / تعالي معايا يا فريدة في عربيتي
أماءت له فريدة وذهبو جميعاََ..... صعدت نور بجانب يوسف بالسيارة.... كانت لا تتحدث شاردة وتستند برأسها علي زجاج السيارة.... ويوسف ينظر إليها كل حين.... ظل الصمت حليفهم إلى أن وصلو إلي منزل إياد..... ذهبت نور فوراََ إلى غرفة سارة واحتضنتها
نور / انا عارفة إنك مصدومة..... بس عايزة أقولك علي اللي إياد قاله قبل ما يموت....علي أد ما كان بيتألم بس كان بيبتسم وقالي إنه فرحان إنه تاب قبل ما يموت.... يمكن انا محبتوش بس فرحانة يا سارة إني كنت السبب اللي فوقه قبل فوات الأوان.... إياد كان كويس بس مين مننا مش بيغلط..... المهم نلحق نفسنا قبل ما الشيطان يا خدنا في سكته أكتر من كدة..... إياد حماني وضحى بروح عشاني ومع ذلك كان مبسوط إني انا عايشة... وفي الأخر وصاني عليكي.... يمكن ربنا حرمنا احنا الأتنين من أهلنا بس مش صدفة إن نبقي قريبين من بعض كدة..... انا من زمان اعتبرتك أخت ليا..... ولما حسيت إني مليش حد وعايزة أتكلم ملقتش غيرك أكلمه..... ممكن يا سارة تعتبريني أختك..... يمكن احنا الأتنين عوض لبعض.... وانا أوعدك إني مش هسيبك أبداََ
ظلت سارة تستمع إليه ثم هدأت قليلاََ وقالت / انا كمان فرحانة إني قربت منه قبل ما يموت.... كنت فهماه غلط بس الحمد لله إني حسيت بطيبة قلبه.... وأكيد يا نور بعتبرك أختي.... ومن هنا ورايح هنبقي مع بعض
نور / طيب يبقي تقومي دلوقتي وتنزلي تاخدي العزا في أخوكي.... عايزاكي تبقي قوية عشان تقدري تقفي لوحدك وتديري الشركة كأن أخواتك موجودين
أماءت لها سارة وجففت دموعها ونزلت معها...... ظلت نور معها حتى رحل جميع المعزيين ثم ذهبت إلي ناهد وقالت / خليكي معاها يا دادة وانا هجيلها بكرة
أماءت لها ناهد في حزن وهي تبكي ثم ذهبت نور.... وجدت يوسف ينتظرها بالخارج.... ورحلت فريدة مع عزت.... صعدت بالسيارة ولم تتحدث أيضاََ..... وصلو إلى المنزل وصعدو إلي الغرف وقبل أن تدخل نور الغرفة قال
يوسف / حمد الله على سلامتك يا دكتورة
نظرت له نور أماءت له ودخلت إلي غرفتها ونامت..... وفي منتصف الليل جاء جون وفتح الباب ودخل إلي نور وجلس بجانب السرير وأخذ ينظر إليها في إشتياق ويداعب شعرها بأصابعه..... استيقظت نور ونظرت إليه فقال
جون / وحشتيني
جلست نور وأشعلت ضوء الغرفة ونظرت في عينيه وعرفت أنه جون..... وارتمت بين ذراعيه
نور في بكاء / كنت فين؟!!! ليه سايبني كل ده؟!!! انا كنت بستناك كل ليلة.... كانت فاكرة إنك خلاص مبقتش تحبني
أبعدها جون عن أحضانها وقال / مبقتش أحبك ازاي؟ ..... ده انا عايش بحبك يا نور..... حبك هو اللي بيقويني
نور / طيب كنت فين؟!!!
جون / موجود معاكي على طول..... زي ما قولتي يا حبيبتي.....مش انتي قولتيلي هتحس بكل اللي بيحسه يوسف وهو هيعمل كل اللي انت عايزه
جلس جون بجوارها وأمسك يدها وقال / انا كنت حاسس بكل حاجة... ولما يوسف راح عشان ينقذك حسيت إني بتحرك معاه..... حتى هو عمل كل اللي كان ممكن أعمله عشان أنقذك
مرر جون بأصابعه داخل شعرها وقال / يوسف خلاص يا نور مبقاش محتاجني
ثم نظر في عينيها وهربت دامعة من عينيه وقال / انا جيت أعمل أخر حاجة يوسف مش هيقدر يعملها..... جيت.... أودعك
نظرت له نور وبكت
جون / لا يا نور متعيطيش..... انتي كنتي عارفة إن اليوم ده هيجي..... وإن يوسف لما يخف مش هتقدري تشوفيني تاني.....بس اللي مكنتش عارفه يا نور إني هتحرم منك كمان..... انا حاولت مع يوسف وهفضل أحاول عشان يفضل معاكي..... لكن هو هيعرف إني أختفيت وساعتها هتمشي.... وهتمشي من غير ما يودعك.... عشان كده كان لازم أعمل انا ده عشان على الأقل أسيبك بالطريقة اللي تريح قلبي..... نور عايزك تتأكدي من حاجة واحدة بس..... انا بحبك..... بحبك فوق ما تتخيلي.... وانا واثق إنك هتبقي ليوسف في الأخر
بكت نور وارتمت بين أحضانه وقالت / حتى لو مبقتش ليه..... عمري ما هنساك ولا هحب حد غيرك..... كفاية إنك هتمشي وانا عارفة إنك بتحبني وإن اللي بينا كان حقيقي
بعدها عن أحضانه ونظر في عينيها المليئة بالدموع وقال / مع السلامة يا أحلى دكتورة شافها قلبي..... لازم أمشي.... يوسف أقوى مني دلوقتي وممكن يظهر في أي وقت
قبل جون خدها وجبهتها وأزال الدموع من علي وجهها وذهب وهو ينظر إليها نظرة الوداع
عاد إلى غرفته وذهب إلي النوم وظلت نور تبكي في الغرفة وحيدة وقبل الفجر نهضت وحضرت حقيبة ثيابها في إنتظار ما سيفعله يوسف
أما يوسف فبدأ بالحلم الذي كان يحلم به دائماََ في الحلم
يوسف وهو صغير يجلس بغرفة مظلمة ويرى النور خلف الباب كالعادة ويسمع صوت الأطفال بالخارج يضحكون ويلعبون أخذ يقترب من الباب ويظل الباب يبتعد أكثر عنه حتى ظهر يوسف في سنه الحالي وابتسم له وقال / تعالي يا يوسف متخفش
نظر إليه ومد يده ثم فتح له الباب خرج يوسف الصغير ونظر حوله وجد نفسه في مدينة ملاهي كبيرة ومبهجة والأطفال تلعب وتمرح.... أنخفض يوسف الكبير وقال له / الدنيا حلوة يا يوسف عيشها..... أفرض جناحاتك يا يوسف وطير.... متخفش من حاجة..... انت حر وقوي محدش هيقدر يأذيك تاني
أماء له يوسف الصغير بنعم وابتسم.... نهض يوسف الكبير وما أن هم بالذهاب فقال له / رايح فين؟!! خليك معايا متسبنيش
نظر له يوسف الكبير وقال / مبقتش محتاجني خلاص... وبعدين انا مش هسيبك أنا هفضل دايماََ هنا
وأشار بيده إلي قلبه ثم ذهب وتركه
أفاق يوسف من الحلم وقال في نفسه..... جون مشي خلاص
نهض يوسف وذهب إلى غرفة فريدة مسرعاََ وأيقظها من النوم
يوسف في سعادة / ماما.... ماما
نهضت فريدة في نعاس وقالت له/ نعم يا حبيبي.... فيه حاجة؟!!
يوسف / ماما..... انا خفيت..... جون مشي خلاص..... جون مشي.... جالي في الحلم وقالي إني مبقتش محتاجله..... انا خفيت يا ماما
فريدة في سعادة / الحمد لله يا حبيبي.... ألف حمد وشكر ليك يارب
جلس بجوارها وقص عليها الحلم بالتفصيل
فريدة / ده نور هتفرج أوي
اختفت إبتسامة يوسف..... لقد تم شفاءه إذاََ علي نور أن تذهب الآن نظر إلي فريدة وقال / ماما فين ورقة الجواز العرفي؟!!!
فريدة / هنا في الدولاب
ذهب يوسف إلي الخزانة وأخرج وثيقة الزواج وقال / انا هدخل أخد شاور وأغير هدومي
ذهب إلي غرفته وبعد قليل خرج منها ونزل إلي أسفل.... إنتظر قليلاََ حتى نزلت نور..... كانت لا تزال حزينة... نظر إليها ثم قال / دكتورة ممكن تيجي ورايا علي المكتب
أماءت له وذهبت خلفه.... جلس يوسف علي المكتب وقال / إتفضلي يا دكتورة
نور / إيه ده؟!!!
يوسف / ده مبلغ أعتبريه مكافأة نهاية الخدمة.... وديه ورقة الجواز العرفي.... أظن مبقاش فيه حاجة تخليكي تقعدي هنا أكتر من كدة
نظرت له نور وتأكدت الآن أن يوسف قد طاب كما قال جون..... وأنه لن يودعها.... أخذت نور الورقة فقط وذهبت دون حديث.... نظر لها يوسف في تعجب لم يتوقع هذا الهدوء أبداََ..... خرج خلفها وجدها صعدت إلي غرفتها وبعد دقائق قليلة نزلت وهي تحمل حقيبة ملابسها.... نظر إليها يوسف في تعجب..... هل كانت مغادرة علي أي حال؟!!! وتذكر ما قالته له
"نور / متخافش هفضل علي قلبك طول العمر..... انا وعدتك حتى لو يوسف بعدني عنك هفضل معاه.... غصب عنه"
هل كانت تخدعه؟!!! أم فقط أحبت جون؟!!! أم لم تحبه من الأساس وتشعر بالحزن علي موت إياد حبيبها؟!!!
فريدة / رايحة فين يا نور؟!!!
نور / مهمتي خلصت يا مدام فريدة..... حمد الله على سلامته
ذهبت إلي باب المنزل وغادرت...