
رواية إنفصام
الفصل العشرون 20 والاخير
بقلم رباب حسين
قاد يوسف سيارته وتوجه إلي المنزل دون أن يتحدث مع نور بأي شئ ولكن بداخله يدعو الله أن تصدق ما تراه وتعلم قدر حبه لها.... وصولو إلى المنزل وخرج يوسف وفتح لها الباب نظرت له نور وقالت / جايبني هنا ليه؟!!!
يوسف / هنا بدأ كل حاجة.... هنا الحقيقة اللي انتي متعرفيهاش.... ثقي فيا وتعالي معايا
مد يده لها فأمسكت يده وخرجت من السيارة ثم دخل المنزل وجد فريدة في البهو
فريدة في تعجب ونظرة السعادة تملء عينيها / نور؟!!!!.... انتو اتصالحتو؟
يوسف / معلش يا ماما انا محتاج أتكلم مع نور شوية... عن أذنك
صعد إلى الطابق العلوي ودخل إلي غرفته ثم أدخلها وأغلق الباب وذهب إلي الكومود بجانب السرير وأخرج منه ورق وأعطاه لنور
نور / إيه ده؟!!!
يوسف / من ساعة ما عرفت إن جون موجود وهو كان بيسيبلي رسايل كتير.... هنا على المرايا... أو على اللاب توب أو الورق ده..... أول مرة منعني إني أبعدك عنه وهددني إنه هيأذيكي لو مشيتي.... الغريب إني لما طلبت منك تمشي أول مرة كان جوايا أحساس إني عايزك جنبي بس كنت بقاوم...... تاني مرة لما قالي علي الظابط عمر..... احنا كنا أصحاب في ثانوي بس دخلنا كليات مختلفة وكل واحد أتلهي في مستقبله.... لكن جون قالي هيساعدك... وفعلاََ ساعدني ولولاه مكنتش هعرف أخرجك من مخزن نصر أبداََ.... بعد كدة بقينا نسيب رسايل لبعض.... بس الرسايل ديه كلها تخصك انتي..... عشان كده أحتفظت بيها.... وكأني بأكد لنفسي حبي ليكي اللي ملوش حدود
نظرت نور إلي الورق وجلست تقرأه
يوسف / جون انا عارف أنك أقرب منها انا زعلتها أوي النهاردة..... جوايا أحساس مش قادر أقاومه إني عايز أصالحها بس انا مش قادر.... أظن يا جون أنك أكتر واحد عارف انا خايف من إيه وببعد عنها ليه.... يمكن انت أذتني كتير باللي انت عملته ويمكن انت السبب في إني أبعد عنها لكن انت فعلاََ نصي التاني وحاسس بيا.... صالحها..... حاول تعوضها عن اللي انا بعمله بس متتعداش حدودك فاهم
نظرت نور إلى ورقة أخرى / يوسف نور بتحبك بجد.... انت دايما كنت عايز واحدة تحبك زي ما انت.... بكل عيوبك ومميزاتك.....نور فعلاََ بتحبك بكل حالاتك..... ديه حبت حتى النسخة الشريرة منك..... نور تستاهل فرصة يا يوسف متبعدهاش عني ولا عنك.... احنا الأتنين بنحبها
ثم ورقة أخرى
يوسف / حكايتنا صعب تكمل..... وانت عارف ليه
نظرت له نور في غضب وقالت / وانا عايزة أعرف ليه مش هتكمل
يوسف والحزن في عينيه / عايزة تتجوزى قاتل يا دكتورة؟!!!.... انا قتلت ناس كتير أوي..... انا كلمة قاتل قليلة عليا.... عايزاني أتجوزك وانتي عارفة كل الوحش ده عني.... وتيجي بعد كدة تقفي قدامي وتقوليلي إني قاتل.... تفتكرى هستحمل حاجة زي كدة
نور في غضب / ومين قالك إني هقولك كدة؟!!!.... مين قالك إني شايفاك قاتل أصلاََ؟.... انا عارفاك كويس وحبيتك زي ما انت كدة
يوسف / زي ما انا قاتل؟!!
نور / يوسف انت كنت مريض.... إذا كان ربنا بيقول ليس على المريضِ حرج أجي انا وأحاسبك..... يوسف انت حتى لو أتقبض عليك مش هتتحاسب
يوسف / وتعرفي منين إني مش هيحصل حاجة تخليني أتعب تاني وارجع أقتل.... ولا عايزة تربطي اسمك بأسمي وتضيعي مستقبلك.... انتي دكتورة معروفة وشاطرة ومستقبلك كبير.... انا عرفت اسمك من أول مرة شفتك فيها.... شيفاني بالأنانية ديه إني أخليكي ليا ومستقبلك يضيع ولو فيه أطفال بينا يبقو ولاد القاتل..... نور انا حرفياََ قاعد مستني الشرطة تيجي تقبض عليا في أي وقت
نور / انت اللي خايف يا يوسف زيادة عن اللزوم.... اللي قتلتهم دول ناس خارجة عن القانون.... ناس بتموت في شباب البلد بالمخدرات والأسلحة الغير مرخصة.... تفتكر الشرطة مهتمة تعرف مين اللي خلصها منهم..... ولو بتدور انت بعيد عن الشبهات يا يوسف..... وملكش أي ضغينة معاهم خصوصاََ لما أتفقت مع عمر عشان تجيب حقك.... دلوقتي فهمت جون فكرك بعمر ليه؟!!! كدة واضح إنك لجئت للشرطة عشان تجيب اللي قتل باباك فعلاََ..... لو كنت بتقتل مكنتش هتروح للحكومة بنفسك وتطلب المساعدة
صمت يوسف وفكر قليلاََ ثم قال / لا مفيش جريمة كاملة..... وانتي صورتك طلعت معايا وانا معروف إني مليش علاقات بالستات يعني انتي هتبقي في موضع شبهة..... عرفتي ليه فسخت خطوبتي معاكي قدام المديرين كلهم وتعمدت أعمل كدة.... عشان أبعدك عن أي إتهام ممكن يتوجهلك
نور / مفيش إتهام لا ليا ولا ليك.... يوسف انت رجل أعمال ناجح.... ومحدش هيفكر فيك أصلاََ إنك تعمل كدة
يوسف / انا خايف عليكي مش على نفسي
نور / يعني عايزني أمشي؟!!!
يوسف / المشكلة إني مش قادر..... من ساعة ما خدتك في حضني وقربت منك واعترفتلك بحبي وانا مش عارف أبطل تفكير فيكي
تعجبت نور وعقدت حاجبيها وقالت / أمتي ده حصل؟!!
يوسف / فاكرة الليلة اللي طلبت منك فيها تخفي جون بالأدوية..... لما كسرت المرايا
نور / اه
يوسف / فاكرة حصل إيه مع جون عندك في الأوضة قبلها
نور في خجل / فاكرة
يوسف / ده كان انا مش جون
اتسعت عين نور وأخذت تتذكر ما حدث
يوسف / جون نام جنبك ولما صحتيه انا اللي صحيت.... لما لقيتك بين أيديا قلبي كان هيخرج من مكانه..... ولما لقيتك بتتكلمي معايا على إني جون أستغليت الفرصة واعترفت بحبي ليكي وقربت منك.... بس اللي جنني بعدها إني عرفت إن جون قرب منك قبلي.... بقيت هتجنن ازاي ذكرى زي ديه ما بينا وانا مش فاكرها..... ازاي عيشتي معايا لحظة زي ديه وانا معيشتهاش معاكي..... عشان كدة بقيت بتخانق مع نفسي في الأوضة.... وسمعت صوت جون في راسي لأول مرة..... نور انا كنت بتخانق مع نفسي عشانك والصراحة ديه كانت أكبر دافعة تخليني أقرر إن جون مش هيقربلك تاني.... بقيت باخد منوم عشان جون ميظهرش بليل
نور / وطالما بتحبني كدة ليه محستش بده لما جيت أنقذتني من نصر؟!!!
يوسف في غضب / اه ما انتي كنتي حاضنة إياد قدامي وهو بيعترفلك بحبه وشغالة عياط عليه وجاية تترمي في حضني وتعيطي علي واحد غيري..... وانا اللي رميت نفسي قدامك قبليه ولا كأني عملت حاجة..... خليتني أشك في حبك ليا من كتر حزنك علي البيه اللي أنقذ حياتك..... لا وكمان قررتي تسيبي البيت وتمشي من غير حتى ما تتأكدي إذا فعلاََ كنت خفيت ولا لا.... لقيتك محضرة هدومك وزي ما تكوني ما صدقتي خلصتي مني
نور / عشان كنت عارفة إنك هتطلب من أمشي
يوسف في غضب / يا سلام وديه عرفتيها منين بقي ؟!!!
نور / عشان جون جيه وودعني قبلها بليلة.... وقالي إنك خلاص مبقتش محتاجه وحاسس إنه فعلاََ معاك وبتعمل كل اللي هو عايزه.... وقالي إنك هتبعدني عنك... وودعني ومشي
هربت الدموع من عينيها
نور / ودعني وقلبي كان بيتقطع وانا عارفة إني خلاص عمرك ما هتبقي ليا وإنك مش عايزني.... وكنت هتجنن منين جون بيحبني كدة ومنين انت تتعاملني كدة..... ولما بقيت تاخد المنوم عشان جون ميجيش..... حسيت إني فعلاََ لأول مرة لوحدي..... كنت محتاجالك وملقتش منك غير قسوة.... انا لما كنت بعيط في حضنك يوم ما أنقذتني مكنتش بعيط علي إياد.... كنت بعيط لأني كنت مرعوبة وبدور في حضنك علي الأمان.... بدور على جون اللي اتحرمت منه اللي مكنش بيهون عليه زعلي.... لكن انت لا بيهون عليك زعلي وكسرة قلبي عادي..... سيبتني أخرج من بيتك وانا حاسة إني بني أدمة متتحبش ولا من مستواك عشان تبصلها
أقترب يوسف منها وأمسك وجهها بين يديه وقال / نور انا غيور جداََ..... ولما شفت حالتك ديه بعد موت إياد بقيت مش عارف انتي حبتيني فعلاََ ولا لا..... ولما قولتلك تمشي كنت مستني أشوف في عينيكي نظرة حب وانتي ماشية تخليني أتمسك بيكي.....لكن لقيتك محضرة أصلاََ شنطتك ومقررة تبعدي.... انا بحبك وكنت بعمل كدة عشان خايف عليكي..... لكن صدقيني يا نور مبقتش قادر على بعدك..... خلاص مش عارف أعيش من غيرك من ساعة ما مشيتي وانا حاسس إني روحي خرجت من جسمي.....سامحيني يا نور..... واديني فرصة أصلح اللي بينا واعوضك عن كل اللي حصل
ضمها إليه وانكمشت نور داخل حضنه بين ذراعيه كأنها طفلة تختبء في حضن أبيها ليحميها من قسوة الدنيا التي تركت بها وحدها.... أحس يوسف بضعفها وحاجتها له.... وشعر بالندم علي ما فعله مسبقاََ بها...... كيف قسي عليها لهذه الدرجة وهي حتى لا تستطيع أن تشتكي لأحد وتبوح بسره.... نزلت الدموع من عينيه وقال / هعوضك عن كل لحظة بكيتي فيها بسببي..... كل موقف وحش وكل كلمة قاسية قولتهالك من ورا قلبي
أماءت نور برأسها بنعم داخل صدره
يوسف / انا بس مش عارف هدخل الشركة ازاي بعد اللي حصل النهاردة.... انا وقفت في وسط الموظفين كلهم وجريت وراكي واعترفت بحبي ليكي
ابتسمت نور ونظرت إلى وجهه وقالت / زي ما انا دخلت النهاردة وكلهم قعدو يتكلمو عليا وأكيد حسو إن انا اللي بجري وراك وانت مش عايزني
يوسف / لا ده لو كدة يبقي كويس إن حصل كدة قدامهم عشان يتأكدو إن انا اللي عايزك..... فين ورقة الجواز العرفي يا نور؟!!
نور / معايا.... كنت هخليها كارت في الاخر أضغط بيه عليك عشان ترجعلي
ضحك يوسف وقال / مجنونة وتعمليها عادي..... ده انتي دخلتي في الأجتماع وهزقتيني عادي جداََ
ضحكت وقالت / حقي.... جوزى وسايبني ومش معبرني
نظر لها يوسف وابتسم فرحاََ لسماع هذه الكلمة ثم قال / حلوة أوي الكلمة ديه..... بقولك إيه المرة ديه الجواز هيبقي رسمي والخميس الجاي
نور / هو إيه ده اللي الخميس الجاي لا طبعاََ
يوسف /يعني المشكلة في الميعاد بس لكن موافقة على الجواز؟!!!
نور في خجل / أيوة موافقة بس مش الخميس الجاي أكيد
يوسف / طيب اللي بعده؟!!
نور / لا اللي بعد شهر
يوسف / شهر؟!!! لا طبعاََ كتير جداََ
نور / شهر كتير؟!!!
يوسف في غضب / اه..... هنعمل إيه في الشهر ده كله؟!!! الجناح بتاعي جاهز من كله.... ولو على الهدوم بكرة أملي الدريسنج ده بهدوم جديدة كلها ليكي.... وفستان الفرح حتى لو هتجبيه من برا هياخد بالكتير أسبوع..... ليه بقي نأجل شهر؟!!!
نور / جون ممكن بلاش عصبية
يوسف / جون؟!!!
نور / أيوة..... حاسة إني شايفة جون بعصبيته وغيرته واستعجاله...... أتغيرت أوي يا يوسف
يوسف / وديه حاجة حلوة ولا وحشة
نور / انا بحبك كلك على بعضك كده
أقترب يوسف منها ودني بأذنه لها وقال / قولتي إيه؟!!!
نور في خجل / انا بحبك
يوسف / يلهوووووى لا بصي بقي هو الفرح بكرة
نور / يوسف متهرجش
يوسف / لا ما أنا مش هستحمل تبقي في الأوضة اللي جنبي واسمع الكلام ده واستني الشهر بتاعك ده
نور / ومين قال إني هقعد في الأوضة اللي جنبك؟!!!
يوسف / ليه وانتي فاكرة إني هسيبك تمشي؟!!! لا يا حبيبتي من النهاردة هتفضلي هنا
نور / لا طبعاََ..... ازاي يعني أعيش معاك هنا ونبقي بنجهز لفرحنا..... انا هدخل البيت ده وانا عروسة بس
يوسف / لا بقي كدة كتير..... طيب خليها أسبوعين..... كفاية والله هنلحق..... حتى الفرح هنعمله هنا في جنينة الفيلا
نور / طيب خلاص خليها بعد أسبوعين..... انا لازم أمشي بقي
يوسف / رايحة فين؟!!!
نور / هروح
يوسف / هو انتي أصلاََ قاعدة فين؟!!! ده بيتك فاضي من ساعة ما مشيتي ودورت عليكي ملقتكيش
نور / قاعدة مع سارة
يوسف / طيب..... بس خليكي معايا شوية
نور / انا منمتش طول الليل..... هروح بس أرتاح وبكرة نتقابل بعد الشغل عشان هروح أقدم على أجازة
يوسف / طيب..... هستناكي بكرة في الشركة
ضحكت نور وقالت / متأكد؟!!!
يوسف / اه طبعاََ عشان كمان نعزم الناس كلها على الفرح
نور / ماشي.... هجيلك بكرة
نزلو للأسف وهو يمسك بيدها ثم ذهبو إلى فريدة وأبلغوها بموعد الزفاف..... سعدت فريدة للغاية وبدأت في تحضير الزفاف في وقتها..... غادرت نور وذهبت إلي منزل سارة وقصت لها ما حدث وقررت سارة أن تساعد نور تحضيرات الزفاف وعندما علم حازم أقترح أن يتم زفافه هو وسارة بنفس الحفل وأن يتشارك مع يوسف في حجز قاعة كبيرة لهم وهذا بعد موافقة سارة علي عرض الزواج من حازم..... سعدت نور بالفكرة وأبلغت يوسف ووافق علي الفور وقرر حجز قاعة كبيرة لهم وأيضاََ طلب من سارة أن تعتبرها هدية زواج منه...... مر الأسبوعين سريعاََ وتم تحضير الزفاف وكانت نور وسارة في غاية الجمال وكان الحفل أكثر من رائع وتحدثت عنه الصحف والمجلات وأيضاََ تحدثو عن شراكة شركة الألفي والحديدي...... تم الزفاف وأصبح يوسف أسعد إنسان بعد ما أصبحت نور له
ما أجمل أن يعوضك الله بإنسان يحبك بكل جوارحه ويكون هدفه في الدنيا أسعادك..... دخلت نور إلي حياة يوسف وهي مدمرة بالكامل وظلت بجواره وأعطته الأمل في الحياة مرة أخري
فبعد الظلام نور وبعد الحزن فرح وتتبدل الأحوال دائماََ بفضل الله
تمت بحمد الله
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا