رواية إنفصام الفصل الثالث 3 بقلم رباب حسين


رواية إنفصام

الفصل الثالث 3

بقلم رباب حسين


عاد يوسف قبل الفجر بقليل بدل ثيابه وذهب إلى النوم.... عند أذان الفجر إستيقظ يوسف ولكن شعر بالتعب الشديد تذكر حديث نور له بالنوم إذا كان يشعر بالتعب فذهب إلى نوم عميق

إستيقظت نور وأستعدت للنزول للأسفل وجدت فريدة تتحدث مع عبد الجليل

فريدة في غضب  / يعني إيه نايم لحد دلوقتي؟!!.... أطلع صحيه حالاً

أوقفته نور على الدرج / روح إنت دلوقتي يا عبد الجليل

فريدة / خليه يطلع يصحيه كفاية نوم كده

نظرت نور إلى ساعتها وقالت/ ده مكملش ٥ ساعات نوم سيبيه ينام ويرتاح

فريدة في غضب / أزاي يعني ؟!! انا عمري ما سيبته ينام للوقت ده أبداً

نور في هدوء / مدام فريدة هو راجع الساعة ٤ أكيد لازم يرتاح جسمه محتاج النوم..... أنسى خالص النظام اللي حضرتك عملاه.... النظام مش أهم من صحته

زفرت فريدة في غضب ثم ذهبو للافطار لم تتحدث فريدة قط ولكن وجهها كان ملئ بالغضب..... تناولت نور الطعام وجلست بالبهو تتابع الأخبار

المذيع / حادثة قتل رجل الأعمال وائل الحديدي حولها علامات أستفهام كتير جداََ والغريب إن كل اللي أتقتل في مكان الحادث أتقتل بالرصاص أو بكسر الرقبة لكن هو الوحيد فيهم اللي أتقتل ببلطة وده موجه الشكوك نحو إن العداوة كانت معاه هو تحديداً..... وده يرجعنا لحادثة قتل رجل الأعمال أيضاً بشير زيدان اللي أتقتل في عملية تهريب مخدرات وكمان أتقتل بنفس الطريقة..... الحكومة بتربط الحادثتين ببعض وفيه بعض الأراء إن القاتل شخص واحد

قطع تركيزها صياح فريدة مع أحد الخدم ثم دخلت خادمة أخرى تعطيها كوب القهوة

نور / هي مدام فريدة بتزعق كده ليه ؟

الخادمة بصوت منخفض / هي كده لما النظام اللي عملاه بيبوظ بتبقي في قمة عصبيتها... ده غير إن الباشمهندس مصحيش لحد دلوقتي

ذهبت الخادمة و أخذت نور كوب القهوة وذهبت إليها 

نور / ممكن أعرف إيه العصبية ديه كلها؟

فريدة في غضب / عشان كل أما أطلب حاجة مش بتتنفذ.... وكمان حاسة إنك بتخربي كل حاجة انا عملتها

نور / ليس على المريض حرج يا مدام فريدة..... وبعدين أكيد يعني يوسف كان بيتعب وهو صغير ويفضل نايم في السرير صح؟

فريدة / أيوة بس كان صغير مش راجل وعنده ألتزامات

نور / كبير صغير المرض واحد وهو مرضه أصعب دلوقتي.... أرجوكي يا مدام فريدة ساعديني.... ونسيب كل حاجك على جنب دلوقتي ونركز علي الهدف الأكبر

صمتت فريدة ثم ذهبت إلى غرفتها.... نظرت لها الخادمة في إمتنان إبتسمت لها نور وذهبت

بمرور الوقت صعدت نور إلى غرفة يوسف وفتحت الباب وجدته نائم والغرفة مظلمة ذهبت إلى الستائر وفتحتها تأملت الغرفة فهي كبيرة للغاية وجميلة جداً كباقي القصر.... ذهبت بجواره وقالت

نور / يوسف..... يوسف

فتح يوسف عينه رآها أمامه نظر إليها دون حديث ظل يتأمل عينيها في صمت

إبتسمت نور وقالت :صباح الخير

يوسف / صباح النور.... الساعة كام؟

نور / ١٢ الضهر

جلس يوسف في فزع / يا نهااااار انا نمت ده كله؟

نور وهي مبتسمة / امممم حاسس إنك كويس؟

يوسف / مصدع بس شوية....

تلاقي ماما متضايقة أوى دلوقتي

نور / متقلقش يا هندسة اخننا في ضهرك

إبتسم يوسف وقال / انا حاسس إنك مش هتلحقي تكملي الشهر ده

ضحكت نور وقالت / لا متقلقش قاعدة معاك.... قوم بس فوق كده واشرب قهوة عشان الصداع يروح

يوسف / لا الدكاتره منعوني من القهوة عشان قلة النوم ديه

نور / لا مفيش مشكلة أشرب واحد قهوة بس عشان تفوق.... انا هنزل أخليهم يبعتولك القهوة هنا

يوسف / وكمان علي الريق..... مش بقولك ناوية متكمليش الشهر

أقتربت نور منه ودنت بوجهها أمامه وقالت / لا ناوية أخليك تعيش زي ما انت عايز

ظل يوسف ينظر إليها ويتأمل في عينيها ثم شعر بقلبه ينبض بعنف.... إبتعدت نور وكادت أن تذهب ثم قالت / حلوة أوضتك علي فكرة وكبيرة جداََ

يوسف / هي جناح.... انا اللي صممته ثم أشار .... ديه غرفة الرياضة بتاعتي.... وديه الدريسينج روم.... وده الحمام

أشارت نور إلى باب أخر وقالت / طيب وديه إيه؟

يوسف / ديه كنت ناوي أعملها مكتب بس لما بابا مات خدت مكتبه اللي تحت و قفلتها... حتى مش فاكر المفتاح فين

نور / طيب انا هنزل

خرجت نور وتركته متخبط المشاعر فهي جميلة للغاية عينيها ساحرة ومختلفة ثم قال في نفسه/ مينفعش يا يوسف ديه الدكتورة بتاعتك

نهض وذهب إلي الحمام ثم خرج لعب رياضته الصباحية ثم أخذ حمام دافئ وارتدي حلته وذهب إلي العمل وتجنب الحديث مع فريدة تجنباً لحدوث أي مشكلة

عاد يوسف في المساء كانت نور وفريدة يتناولون العشاء وكان الطعام عبارة عن خضار فقط... جلس يوسف معهم بعد تحية فريدة الباردة معه ثم نظر إلى الطعام وعلم أن هذا عقاب له على ما فعله اليوم.... تناول الطعام ونور تنظر إليه دون أن تتحدث ثم صعدت فريدة إلى غرفتها دون كلام

يوسف /كنت عارف إنها هتزعل

نور / سيبها بس عليا واعمل انت اللي يريحك

يوسف / لا خايف تتعب أو يجرالها حاجة

نور / شوية شوية هتتعود يا يوسف.... بلاش تيجي على صحتك عشان أي حد حتى لو مامتك.... انت مش صغير ومن حقك تقرر الطريقة اللي تعيش بيها

يوسف / انا مش عارف... حاسس إني عامل عملة... ده حتي بتعاقبني بالأكل.... أحسن حاجة أقوم أنام بلاش سهر النهاردة كمان

أماءت نور له وذهب إلى غرفته بعد قليل صعدت نور ومعها كوب من القهوة وانتظرت في غرفتها

بعد ٣ ساعات فُتِح باب الغرفة ودخل يوسف في غضب

يوسف بصوت مرتفع / ممكن أعرف إنتي بتعمل إيه بالظبط؟!!!

نور في فزع : عملت إيه؟!

أمسكها يوسف من ذراعها وجذبها إليه وقال : انا عارف حركات النسوان ديه كويس..... انتي لقيتيه شاب وحلو ومعاه فلوس وأهبل وساذج بتقربي منه عشان توصلي للهدف اللي انا عارف ومتأكد هو إيه.... بس ده بعدك.... انا هكره فيكي فاهمة..... يوسف مش هيحبك ولا هتفضلي جنبه

صمت فجأة عندما لمح في عينيها الخوف شعر بضربات قلبه تزداد وظل يتأمل عينيها ثم أبتعد عنها وقال في هدوء / انتي خطر..... لازم تمشي من هنا

أقتربت نور منه ووضعت يدها على قلبه وقالت / يمكن انت متأكد إنكم ٢ مش واحد بس قلبكم واحد

ظل ينظر إليها ثم أمسكها من ذراعيها وقال / مش في مصلحتك إني كمان أقع فيكي عارفة ليه؟!!! عشان ساعتها مش هخليه يشاركني فيكي.... ولو فكرتي تقربي منه على إنه انا هقتلك

نور / انا بس عايزة نبقي أصحاب ممكن ؟!

يوسف / يبقي متتعديش حدودك مع يوسف ووقفي مشاعره ديه.... انا مش هتحمل ضعف حبه كمان.... كفاية مستحمل ضعف شخصيته

نور :مش جعان..... الأكل كان وحش أوي الصراحة

إبتعد يوسف وقال/ جعان

نور / نفسك تاكل إيه؟

يوسف / بيتزا بالمشروم حجم كبير

نور / خلاص أطلبلنا أكل بقي

يوسف / انتي مش طبيعيك علي فكرة

ضحكت نور وتاه يوسف في ضحكتها ثم قال لا انا أمشي أحسن... هروح أجيب التليفون من الأوضة وأطلب الأكل

ذهب يوسف ودخل الغرفة وجد ظرف أبيض كبير على السرير فتحه وظهر علي عينيه الغضب ثم بدل ثيابه وخرج من الغرفة.... رأته نور يذهب فقالت / إيه ده رايح فين؟!!!.... مش قولنا هناكل سوا

نظر إليها في غضب وقال / مش وقتك يا نور أبعدي عني دلوقتي

شعرت نور بالذعر وأحست أن هناك شئ سئ سوف يحدث أخذت معطف من الدولاب وركضت خلفه وجدته ذهب إلى مواقف السيارات وخرج وهو يقود دراجة نارية ركضت نور إلى الباب الرئيسي وأوقفت سيارة أجرة وذهبت وراءه

بعد نصف ساعة توقف بعيداً عن منزل في القاهرة الجديدة كان المكان خالي نسبياً فكل المنازل المجاورة تحت الإنشاء وجدت يوسف يتسلل للداخل ووضع قناع أسود علي وجهه ذهبت خلفه وجدت بعض الحراس ملقون علي الأرض دخلت من الباب ثم وجدت حراس أيضاً مقتولين علي مسافة قريبة شعور الزعر يزداد عندها ثم أخذت تدخل المنزل وتقترب أكثر وكلما أقتربت وجدت قتلة أخرون ثم أستمعت إلى أصوات بالغرفة في الطابق الأعلى صعدت وأخذت تقترب ثم فتحت باب الغرفة وجدت يوسف يحمل بلطة في يديه ويرفعها في الهواء يريد أن يقتل بها أحد الرجال الفاقد للوعي... نظر لها يوسف في غضب وقال/ انتي إيه اللي جابك هنا؟

نور في فزع / انت قتلت دول كلهم؟!!!!

أمسكها يوسف من يدها وخرج دون أن يقتل الرجل الأخير.... خرج من الغرفة ومن المنزل كله ثم صعد إلى دراجته وأخذها خلفه عنوة وقاد سريعاً.... بعد بعض الوقت توقف بالدراجة علي تلال المقطم.... نزل وجذبها من يدها أنزلها من علي الدراجة وقال في غضب / أعمل فيكي إيه دلوقتي ؟!!! إيه اللي خلاكي تمشي ورايا؟!!!

نور في توتر وخوف / إنت بتقتل يا يوسف؟!!

يوسف / قولتلك أنا مش يوسف..... انا باخد حقه

نور / حقه من مين؟!!!.... انا كنت فاكرة إن إنت موجود عشان تعبر عن المشاعر المكبوتة جوا يوسف واللي زود عليها موت باباه.... لكن مكنتش أعرف إن كمية الغضب اللي جواك ديه ممكن تخليك تقتل....اه انا كنت مستغربة العدوانية اللي أنت بتتعامل بيها.... بس متوقعتش أبداً إنك تقتل.... ومتقوليش إنك بتاخد حقه بالقتل.... لأن يوسف الألفي معروف بنزاهته في السوق كله

يوسف / والنزاهة عملت إيه؟!!!... لما عرف إن أبوه أتقتل وساب الحكومة تحقق ولما موصلتش لحاجة سكت ومتحركش.... لا بابا لازم حقه يرجع خصوصاً لما اللي يكون قاتله ناس ***عايزة تكوش علي السوق بأي شكل وبأي طريقة..... لو انا مقتلتهمش هيقتلو يوسف زي ما قتلو بابا

نور/ هو عمران الألفي مات مقتول؟!!! 

جلس يوسف أرضاً وقال / أيوة.... توقعت إنك عارفة

نور / لا معرفش.... انا معرفتش أسم يوسف الألفي إلا من قريب لما عمل البرج في الأمارات

يوسف / عشان البرج ده بالذات بابا أتقتل

نور / مات أزاي ومين قتله؟! 

يوسف / قتلوه في مكتبه وقطعو رقبته.... يوسف اللي لاقاه.... قلق عليه لما مرجعش والوقت كان أتأخر نزل عشان يروح الشركة لقاه ميت هناك.... انا متأكد إن هما اللي قتلوه

نور : مين هما؟!! 

يوسف / زيدان جروب والحديدي جروب 

نور / لحظة.... هو أنت اللي قتلت وائل الحديدي وبشير زيدان؟ 

يوسف : اه

نور / يا نهار أسود.... يا نهار أسود

يوسف / انتي هتعددي.... أسمعي الكلام ده ميطلعش برا..... انا ممكن أرميكي من هنا وأخلص منك 

نور / بص انا مش هقول لحد بس سيبني أمشي وانت مش هتشوف وشي تاني

يوسف / لا يا حلوة الكلام ده كان زمان.... انتي دلوقتي عرفتي سري ومفيش خروج من بيتي نهائي.... ولو فكرتي تهربي هقتلك ومش هسمي عليكي.... انتي اللي مشيتي ورايا ودخلتي نفسك في اللي ملكيش فيه.... يبقي تستحملي للأخر

نور / أبوس أيدك سيبني أمشي.... انا أوعدك إني مش هجيب سيرة أبداََ ومش هعمل أي حاجة.... ولا كأني شفت حاجة 

يوسف / إنسي.... يا تعيشي معايا يا أقتلك

نور / انا ممكن أمشي وانت مش موجود 

يوسف / أعمليها ومش هيطلع عليكي صبح

بكت نور وقالت / طيب انا ذنبي إيه؟.... أرجوك يا يوسف سيبني أمشي

أقترب منها يوسف ونظر إليها وهي تبكي ثم زادت ضربات قلبه وشعر بالرغبة في غمرها بين ذراعيها فقال / قولتلك انا مش يوسف.... ثم نظر في عينيها وقال بصوت هادئ : انا جون.... وبطلي عياط... عشان مش هيحصل كويس

نور وهي تبكي / هتقتلني كمان عشان بعيط.... انت إيه مش بتحس

أقترب منها وقبلها ثم أبتعد عنها نظرت في عينيه وصمتت دون حديث

جون / من النهاردة انتي بتاعتي.... ومش مسمحولك تمشي

نور / هقعد بس على شرط

جون / قولي

نور / مفيش قتل تاني

جون / لا.... ديه بقي مش بتاعتك 

نور /وانا مش بتاعتك

تنهد وقال / عايزاني أنسى بابا عشانك؟ 

نور / فيه طرق كتير جداً تقدر تجيب حقك بيها غير القتل.... لو وعدتني إنك متقتلش هساعدك.... أرجوك يا يوسف أوعدني إنك مش هتقتل تاني

جون / قولنا جون مش يوسف

نور / ماشي يا جون بس أوعدني الأول

جون / أوعدك هجرب طريقتك بس لو منفعتش مش هيبقي قدامي حل غير القتل

نور / إن شاء الله هنقدر نثبت الحقيقة

عاد جون ونور إلى المنزل

في هذا الوقت إستعاد إياد وعيه وجد كل الحرس حوله موتي وهو نجي.... ظل يركض في أرجاء المنزل في رعب ثم تذكر كاميرات المراقبة وجدها محطمة كلها عدا كاميرا واحدة في زاوية بعيدة ذهب إلى الحاسوب ونظر إليها وجد صورة شخص ملثم لا يرى من شئ ولكن لمح فتاة بجانبه تخرج معه من المنزل ولكن لم يستطع رؤيتها.... إتصل إياد بالشرطة وجاءت للتحقيق

الظابط / يعني يا أستاذ إياد حضرتك مشفتش أي حاجه منه مميزة؟ 

إياد / زي ما حضرتك شايف كده لبسه في الصوره

الظابط / طيب والبنت اللي معاه ديه شفتها؟! 

إياد / لا هو دخل لوحده بس انا كنت بجري منه وقعت وأتخبطت في دماغي محستش بأي حاجة وبعدها لما فقت لقيت المنظر ده

الظابط / علي العموم إحنا هننشر الصورة ديه يمكن حد يستدل عليه معندناش حل غير كده

عاد يوسف ونور إلي المنزل ثم صعدوا إلى غرفهم توقف جون وقال / نور

ألتفتت إليه ثم أردف / مش عايزك تخافي مني.... أكتر حاجك كسرتني هي موت بابا..... وكمان الطريقة كانت بشعة.... أرجوكي..... متمشيش

نظرت له نور وقالت / مش همشي طول ما احنا علي إتفاقنا.... أدخل نام جسمك محتاج راحة

جون / حاضر 

ذهب إلى غرفته وذهبت نور إلى غرفتها أيضاً ولكن لم تستطع النوم فكل المشاهد التي رأتها اليوم تظهر أمام عينها واحدة تلو الأخرى... وبعد قت طويل نامت...


               الفصل الرابع من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة