رواية إنفصام الفصل الخامس 5بقلم رباب حسين


رواية إنفصام

الفصل الخامس 5

بقلم رباب حسين


صعد جون إلى غرفته بعد طلب نور منه ذلك كتب شئً علي ورقة ثم وضعها بجانبه علي السرير.... أغلق عينيه واسترخي جسده..... بعد قليل رأي يوسف حلم.... رأي شخص ينظر إليه ويبتسم له إبتسامة بجانب شفتيه ولكن هذا الشخص يبدو مثله تماماً.... ظل ينظر إليه ويقترب منه ويحمل في يده بلطة وبها دماء.... ثم قال / متقربش علي الحاجات اللي مش بتاعتك

ثم رفع البلطة بالهواء وقبل أن تسقط علي رأسه أستيقظ يوسف في ذعر.... ظل يلتقط أنفاسه بصعوبة ثم تأمل المكان حوله مما سبب له صدمة فأخر ما يتذكره أنه كان خارج من المنزل ذاهب إلي قسم الشرطة لا يتذكر متى صعد إلى غرفته.... وقعت يده على الورقة وجد بها اسم جون

شعر بالتخبط هذا خطه ولكن من كتب هذا نزل سريعاً إلى أسفل وجد نور تتحدث مع والدته وتقول

نور / يعني إنتي مش بس خبيتي عليا الحالة في الأول لا وكمان مقولتليش إنه بيقتل ودلوقتي جاية تقوليلي إني مراته

صدم من كلامها وقال / مرات مين؟!!!

نظرت له نور ثم أعادت النظر إلي فريدة وقالت في غضب / مدام فريدة حضرتك عديتي كل الحدود.... انا كنت متفهمة موقفك لكن اللي حضرتك بتعمليه ده مش طبيعي.... حضرتك تتحكمي بأبنك زي ما انتي عايزة لكن مش من حقك أبداً تتحكمي في حياتي انا كمان.... انا عايزة العقد ده فوراً

يوسف في هدوء : دكتورة بعد إذنك ماما شكلها تعبان ممكن نأجل الكلام دلوقتي؟ 

نور / انا عارفة إنها تعبانة بس بصراحة هي مش سايبه فرصة تخليني حتى أفكر أهدى دلوقتي.... ليه بتعمل كل حاجة بمزاجها والمفروض إن احنا نسمع كلامها ونفذه

يوسف / دكتورة نور لو سمحتي أخرجي وسيبيني اتكلم معاها.... مش حضرتك كل اللي انتي عايزاه العقد؟ .... أتفضلي حضرتك دلوقتي وأكيد اللي انتي عايزاه هيتم 

نظرت له نور وذهبت من أمامه إلى حديقة المنزل..... ذهب يوسف وجلس بجوارها وقال / ليه كده يا ماما؟ 

فريدة في تعب / يا ابني انت روحك في أيديها.... عارفة عنك كل حاجة لو أتكلمت هتوديك في داهيه

يوسف / كان فيه طرق تانية نقدر نسكتها بيها

فريدة / اه فيه.... زي الشخص التاني ده اللي لو حس بخطر منها هيقتلها... يا ابني كده أحسن ليك وليها.... زي ما خفت عليك خفت عليها منه.... انت مشفتش ده بيتعامل مع الناس ازاي

صمت يوسف وشعر بالحزن علي نفسه.... رتبت فريدة علي كتفه وقالت / يا ابني هي تقدر تساعدك.... وهتعالجك انا واثقة فيها والحمد لله طلع اللي كنت بسمعه عنها حقيقة.... قدرت تكسب الشخص التاني ده.... وعرفت سره ومعملهاش حاجة.... هي متعصبة دلوقتي بس بعد شوية هتعرف إني معملتش كده عشان أتحكم فيها انا بس خفت عليها ديه بنت وحيدة ملهاش حد في الدنيا..... كانت عايشة مع خالتها وماتت.... لا يمكن أضرها أبداً

أمسك يوسف يد والدته وقال / خلاص يا ست الكل.... انتي تعبانة لو سمحتي أطلعي أوضتك وارتاحي.... انا هتفاهم معاها

صعدت فريدة إلى غرفتها وذهب يوسف إلى نور في الحديقة وجدها تجلس على الطاولة.... جلس أمامها وقال 

يوسف / هديتي شوية؟ 

نور : لا

أبتسم يوسف وقال /  انا عارف إن من حقك تغضبي.... بس متقلقيش الموضوع بسيط الورقة هتتقطع وخلاص 

نور / الموضوع مش الورقة وبس الموضوع في إنها بتاخد قرارت وبتنفذها من غير حتى ما تستشير أي حد

يوسف / دكتورة انتي فهماها غلط.... هي خافت عليكي لو عرفتي سر القتل ده إنك تقولي للشرطة وتفضحي الموضوع وساعتها كمان ممكن انا أقتلك..... ما انا طلعت قاتل

نظرت له وإذا بالحزن يكسو وجهه

زفرت نور وقالت / أانا عارفة إنك مصدوم من اللي انت عرفته النهاردة.... بس متقلقش هو واعدني إنه مش هيقتل تاني

يوسف / وده المفروض يريح ضميري؟ 

نور / في كل الحالات انت ضميرك لازم يكون مرتاح لأن اللي حصل ده مش انت اللي عملته يا يوسف.... جون اللي عمل كده

يوسف : هو اسمه جون..... يبقي كان بيعرفني بنفسه

نور : عرفك بيه ازاي؟ 

يوسف : قبل أي حاجة.... هو انا طلعت أوضتي ازاي ؟ هو ظهر وانا خارج؟ 

أماءت نور بنعم

يوسف / انا فتحت عيني لقيت نفسي في أوضتي وورقة جنبي على السرير مكتوب فيها اسم جون

صمتت نور وظلت تفكر

يوسف / بس مش ديه المشكلة.... انا حلمت بيه

نور /حلمت بإيه؟ 

يوسف / بصلي بصة غريبة وقالي متقربش علي حاجات مش بتاعتك وكان بيحاول يضربني بالبتاعة اللي بيقتل بيها ديه.... هو ممكن يأذيني صح؟ 

نور / لا انت وهو واحد يا يوسف.... جسم واحد... لو أتأذيت هو هيتأذي

يوسف / طيب نعمل إيه؟

نور / ولا حاجه انا عايزاك تقولي حاسس بإيه دلوقتي وإيه أحساسك لما شفته في الحلم؟ 

ظلوا يتحدثون أما عند إياد الحديدي كان يحضر إحدى الأجتماعات بشركته.... تحدث أحد المديرين / يا بشمهندس الشركة أسهمها بتهبط بشكل مبالغ فيه ده غير إن كل الناس اللي كانت مقدمة في وحدات الكومبوند الجديد بيسحبو التقديمات

إياد / متقلقوش انا هتصرف مع الدعاية وهعمل حمالات إعلانية جديدة والمبالغ هتدفع للناس بكل إحترام وبفكر نعمل تخفضيات جديدة على اللي يدفع مقدم ١٠ ٪ بس خلال شهر.... بس انتو تابعو الأسهم وحاولوا تشتروا علي أد ما تقدرو منها ولما الأسهم تغلى نبيعها تاني تمام.... أتفضلو دلوقتي

خرجو جميعاً وتحدث السكرتير الخاص بإياد

حازم / حضرتك كده هنخسر فلوس كتير أوي

إياد وهو يشعل سيجاره / هتصرف وهدخل شريك معايا عشان الفلوس ديه

حازم / مين؟ 

إياد / زيدان جروب.... عندي معاهم معاد النهاردة بليل

حازم / وهيوافقو؟... معلش يا بشمهندس بس وضع الشركة دلوقتي يقلق أي حد

إياد في ثقة / هيوافقو.... المهم.....اللي قلقني دلوقتي سارة أختي.... لا بقت تتكلم ولا تخرج من أوضتها

حازم / عايزة دكتور نفسي يا بشمهندس..... صدمة موت أخوها مأثر عليها

إياد / مش أخوك دكتور؟ 

حازم / اه بس مش نفسي

إياد / طب شوفلي حل في الموضوع ده

حازم / حاضر 

أما عند يوسف كان مازال يتحدث مع نور

نور / كل اللي انت قولته ده طبيعي.... بس اللي انا عايزاه منك إنك متلومش نفسك على أي حاجة عملتها.... انت مريض يا يوسف ومحدش يقدر يحملك مسئولية اللي حصل أبداً

يوسف / انا خايف يقتل تاني

نور / قولتلك إنه وعدني.... خلاص بقي

يوسف / طيب انتي قولتي لبسه مختلف عني.... فين حاجته ديه؟ 

نور / أعتقد إنه الباب المقفول في أوضتك اللي سألتك عليه وقولتلي مش فاكر المفتاح فين

يوسف / معقول.... طيب انا عايز أدخلها

نور / عبد الجليل عارف مكان المفتاح.... أخر مرة مدام فريدة قالتله يرجع المفتاح مكانه

ذهب يوسف إلى داخل المنزل وطلب من عبد الجليل المفتاح.... نظر عبد الجليل إلى نور التي أماءت له بالموافقة.... 

عبد الجليل / المفتاح تحت التلفزيون اللي في أوضة البشمهندس

صعدا معاً ودخلا إلى غرفة يوسف وأخذ المفتاح وفتح الغرفة.... وجد ملابس كلها سوداء ووجد البلطة معلقة بالغرفة داخل صندوق زجاج.... وجد حلي من الجلد الرجالي.... ومعاطف جلد سوداء 

يوسف / واضح إنه بيعمل كل الممنوعات فعلاً 

نور / قصدك اللبس الكاجول ده 

يوسف / واللون الأسود كمان.... ماما بتكره اللون ده.... هو بيكره ماما صح؟ 

نور / هو محمل مامتك مسئولية اللي حصلك.... بس مش بيكرهها الحقيقة هي اللي بتكرهو.... قلبكم واحد يا يوسف ومشاعركم واحدة لا يمكن يكرها طالما انت بتحبها بالشكل ده

نظر يوسف إليها وصمت يفكر.... هل يشعر جون بنفس الشعور بداخله تجاهها؟....هل يحبها أيضاََ هل من الممكن أن يؤذيها؟..... لا.... لا يتحمل أن يؤذيها بيديه... وحتى ولم يكن هو.... هو يثق في نفسه ولكن لا يثق به

يوسف / دكتورة نور.... انا متشكر جداً علي اللي حضرتك عملتيه معايا طول الفترة اللي فاتت..... بس خلاص انا مش محتاج حضرتك معايا أكتر من كدة.... مش محتاج دكتور جنبي.... لو سمحتي تاخدي هدومك وتمشي من هنا

نور في صدمة / يوسف إنت بتقول إيه ؟ أنا لا يمكن أسيبك وأمشي

يوسف / حضرتك تنفذي من غير نقاش.... أظن من حقي إني أختار الدكتور اللي يعالجني.... الأول كنت سايب ماما تختار الدكتور لإني مكنتش أعرف الحالة إيه.... لكن انتي صغيرة على إنك تعالجي حالة زي ديه..... انا عايز دكتور كبير أثق فيه

نور في صدمة / يعني حضرتك مش واثق فيا إني أقدر أعالجك؟

يوسف / لا..... إتفضلي خدي هدومك وأمشي من هنا..... هطلع عربية توصلك مكان ما انتي عايزة

نور / تمام يا بشمهندس.... طالما مفيش ثقة بينا يبقي العلاج مستحيل 

ذهبت نور من أمامه وظل يوسف يتطلع إلى الباب في حزن.... هل عرفت يا قلبي طريق الحب.... ولكن يشعر بأنه من المستحيل أن يتقرب منها يجب إنهاء هذا الحب من قبل أن يبدأ ولكن يشعر أنه لا يستطيع التنفس ويشعر بالقلق.... ماذا سيحدث ليلاََ؟ .... ثم قرر إنه لن ينام مطلقاً.... ذهب إلى الشرفة ينظر إلى بوابة المنزل.... بعد قليل رآها تذهب بالسيارة وغادرت... شعر بالوحدة لأول مرة فأصبح وجودها يبعث الطمئنينة بداخله يشعر وكأنها ترى كل ما به من حزن وغضب.... تفهمه جيداََ.... كانت بجواره وعوضته قليلاََ عن غياب والده الذي كان نعم الصديق له ولكن ابتعاده عنها يكون في صالحها فلتعيش حياتها مع رجل أخر يستحقها فهو مهما كان قاتل لا يستحق الحب ولا يستطيع تدمير حياتها معه .... نزل إلى أسفل ودخل إلي المكتب وطلب إحضار كوب كبير من القهوة

وصلت نور إلي منزلها التي كانت تقطنه مع خالتها.... دخلت إلي المنزل وهي تشعر بالقلق حيال ما سيحدث في المساء عندما يعود جون.... هل من الممكن أن ينكث عهده معها؟... لم تحاول أن تفتح حقيبتها تشعر بأنها ستعود إلى القصر مرة أخرى... وتذكرت الشرط الجزائي.... وتأكدت أن فريدة لن تتركها تذهب هكذا

أستيقظت فريدة ونزلت إلي أسفل وجدت الخادمة تدخل كوب من القهوة إلى المكتب

فريدة / كل ديه قهوة يا حبيبة؟

حبيبة / بشمهندس يوسف هو اللي طالب كده.... وديه كمان تاني مرة يطلبها.... وشكلها متضايق أوي

فريدة / دكتورة نور فين؟ 

حبيبة / خدت هدومها ومشيت

فريدة في صدمة / مشيت إزاى؟!!! وازاي يوسف يسيبها تمشي؟ 

حبيبة  / أعتقد هو اللي طلب منها تمشي.... وخرج عربية توصلها للبيت

تركتها فريدة وذهبت إلى المكتب ودخلت دون طرق الباب وقالت في غضب 

فريدة / انت ازاي تسيب نور تمشي؟ 

يوسف / عشان مينفعش تقعد هنا أكتر من كده

فريدة / ليه بقي إن شاء الله؟ 

يوسف / عشان ممكن تتأذي وانا مش هسمح إن جون يأذيها.... ومش هستحمل يحصلها حاجة بسببي.... وحضرتك كمان جوزتينا..... جون عكسي يا ماما انا حاطط حدود معاها هو مش هيحط حدود..... عايزاني أدمر حياتها

فريدة / ومين قالك إنه هيقربلها ولا مش هيحط حدود بينها وبينه

يوسف / ماما بقولك جون عكسي في كل حاجه....لكن مشاعرنا واحدة..... بيعمل كل حاجة انا عايزها بدون شروط..... يعني ممكن يتمم جوازه منها.... وانا مش هسمح بده

فريدة / مش فاهمة..... يعني انت عايز تتمم جوازك منها؟؟!!! انت حبيتها يا يوسف؟!!!! 

يوسف / أيوة... وطالما انا حبيتها يبقي هو حبها.... وجود نور هنا خطر عليها.... مش هسامح نفسي لو جرالها حاجة.... انا هدور علي دكتور تاني... متقلقيش 

شعرت فريدة بالحزن علي إبنها فهي تعلم أنه لم يحب من قبل فقالت / طيب ممكن أعرف إيه كمية القهوة ديه؟

يوسف / مش عايز أنام يا ماما 

فريدة / بس ده مش حل.... هتفضل صاحي طول عمرك

يوسف / علي الأقل لحد أما أعرف هعمل إيه في اللي انا فيه ده

فريدة / طيب انا عندي حل كنت بعمله قبل ما نور تيجي.... كنت بديك حقنة منومة لما بلاقي الشخص التاني ده هو اللي موجود..... بس نور حذرتني من ده وقالتلي غلط

يوسف / طيب لو لقتيني أتغيرت وحسيتي إني جون أديني المنوم حتى لو غلط هيحصلي إيه أكتر من كده..... ما خلاص حياتي اتدمرت

وضع يوسف كلتا يديه علي رأسه ونظر أرضاََ في حزن.... نظرت له فريدة ثم تركته وذهبت وهي تشعر بالحزن الشديد 

ظلت بالبهو ويوسف يطلب القهوة مراراََ وتكراراََ

أما إياد فذهب للقاء كرم زيدان ونصر زيدان دخل إلي الفيلا الخاصة بهم وجلس ينتظرهم بالبهو ثم جاء كرم وهو مبتسم وقال / إياد باشا... منور 

إبتسام إياد وقال / كرم باشا... ده نورك... فين نصر باشا؟ 

كرم / جي حالاً

دخل نصر وقال / أكتر حاجة بحبها فيك يا إياد مواعيدك المظبوطة

إياد / وانا أقدر أتأخر برده

جلسوا جميعاََ وقال نصر / خير يا إياد إيه سبب الزيارة المستعجلة ديه؟ 

إياد / حضرتك عارف وضع الشركة حالياََ.... موت وائل وهو بيسلم البضاعة خلي الشركة أسهمها في الأرض..... ده غير إن الحكومة حجزت علي كل حاجة باسمه

كرم / زي اللي حصل معانا لما بشير أتقتل

إياد / بس بشير الله يرحمه كان شركته لوحده ومنفصل عنكم..... انا فيه حاجات كتير بيني وبين وائل هي الشركة بتاعتي انا بس اه.....لكن الناس عرفانا سوا.... ووائل كان بيشتغل معايا فيها ده اللي مخلي الناس تبعد عن شركتي

نصر / طيب إيه المطلوب مني يا إياد؟ 

إياد / عايز شريك معايا في الكومبوند الجديد.... لحد بس ما الناس تنسي.... انا هضطر أعمل خصومات على الوحدات السكنية.... وده هيعمل خسارة كبيرة

نصر / وانت عايزني أشاركك في الخسارة يعني؟ 

إياد / لا بس لو دخلت بالتمويل في المشروع هترفع الخسارة عني شوية..... انا عشمي فيك كبير.... خصوصاََ إن اللي بينا برده كبير

تنهد نصر ونظر له في صمت وفهم ما يرمي إليه إياد ثم قال / طيب انا عندي حل تاني

إياد / إيه هو ؟

نصر / شوف المبلغ اللي انت عايزه يعوض خسارتك وانا هديلك المبلغ ده..... ولما تخلص مشكلتك رجعه

إياد / ماشي.... هتقدر تديني المبلغ إمتى؟ 

نصر / عدي عليا بكرة في الشركة الصبح نروح البنك سوا وأحولك المبلغ اللي انت عايزه

أما يوسف فظل مستيقظاََ حتى الساعة الواحدة ليلاََ وفريدة تجلس بالبهو شاردة حزينة عاجزة لا تستطيع مساعدة إبنها

عبد الجليل / مدام فريدة حضرتك مش هتنامي؟... الوقت أتأخر جداََ

فريدة / مش قادرة أنام وأسيب يوسف كدة

عبد الجليل / متقلقيش انا هفضل سهران جنبه وزي ما أمرتي لو حسيت إنه أتغير هديله الحقنة علي طول

فريدة / مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه يا عبد الجليل

عبد الجليل / يا مدام انا قضيت شبابي هنا في خدمتكم.... انتو بقيتو زي أهلي ويوسف زي ابني... متخافيش عليه واطلعي أرتاحي

نهضت فريدة ورتبت علي كتفه وصعدت إلى غرفتها وظل عبد الجليل جالس وعينيه علي الباب... حتى دقت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل.... غفي يوسف رغماََ عنه وبعد قليل إستيقظ جون.... خرج من الغرفة في هدوء وجد عبد الجليل نائم علي الكرسي.... تحرك ببطء وصعد إلى غرفته وبدل ثيابه وخرج من المنزل دون أن يشعر به أحد.... أتصل السائق الذي قام بإيصال نور إلى منزلها وأخذ عنوانها منه ثم أخذ سيارة يوسف من المواقف وذهب إلى عنوانها..... نظر إلى العمارة بالأسفل لا يعلم بأي شقة هي.... وجد أحد الشباب يصعد بالعمارة أوقفه وسأله عنها فأخبره برقم الشقة.... نظر إلى الشقة من أسفل ثم أنتظر قليلاً ليطمئن من عدم وجود أحد يمر بالشارع ثم تسلق المواسير وصعد إلى شرفة الغرفة ودخل منها إلى الشقة وجدها نائمة.... ظل يتأملها ويبتسم ثم ذهب إلي الأريكة التي بالغرفة وجلس عليها وأشعل المصباح الجانبي.... قلقت نور على الضوء ونهضت في فزع وجدت جون يجلس أمامها

نور / جون.... انت دخلت هنا ازاي؟!!! 

أتكأ جون علي الأريكة ووضع ساقه فوق الأخرى وعقد ذراعيه أمام صدره وقال / من البلكونة

نور وهي تغطي جسدها جيداََ / وليه مجتش من الباب

جون / حبيت أشوفك وانتي نايمة... انتي ازاي تسمعي كلام الأهبل ده وتمشي؟ 

نور / عشان مش واثق فيا

جون / هو يعرف حد غيرك عشان يثق فيه.... ده جبان خاف عليكي مني عشان كده بعدك عنه

ظهرت إبتسامة علي صغرها مما آثار غضب جون فقال / عجبك أوي إنه خايف عليكي صح؟ 

نور / ما ده معناه إنك خايف عليا كمان

جون في غضب / متحاوليش تداري يا نور.... هخاف عليكي مني ازاي يعني..... انا عارف إنك بتحبي يوسف لكن انا لا.... وعارف إنك عايزة يوسف يخف وتعيشي معاه وتنسيني

نهضت نور وارتدت شال علي كتفها وأقتربت منه وجلست بجواره وقالت / انت ليه بس معتقد إن لو يوسف خف انت هتختفي؟ انت ويوسف هتبقوا شخص واحد لو خف هتقدر تعبر عن غضبك وزعلك وحزنك وأعتراضك.... مش انت عايز يوسف يعيش مستقل.... لازم انتو ويوسف تتحدو مع بعض 

جون / نور متغيريش الموضوع وجاوبيني.... انتي بتحبيه هو صح؟ 

نور / بحبكم انتوا الأتنين.... وضعت يدها قلبه وقالت / بحب القلب اللي بيدق ليا ده عشان ملكي.... جون أو يوسف مش فارق معايا انا بحب الشخص ده بكل حالاته

نظر جون في عينيها وقال بهدوء / طيب ليه أعترضتي علي الجواز... خايفة لو أتسجنت تروحي في داهية؟ 

نور / لا مش خايفة..... بس أكيد مش حابة نتجوز كدة ولا حابة نتجوز عرفي

جون / طيب نخليها رسمي

نور / جون مش وقته خلينا نشوف حل في موضوع باباك الأول

جون في غضب / إيه علاقة جوازنا بده ولا انتي مستنية لما أخف

نور / يااااا ربي.... يا جون متعصبنيش انا راضية بيك وبجنانك كله.... خلاص

إبتسم جون وقال / بذمتك فيه دكتورة نفسية عصبية كده؟ 

نور بعصبية / اه.. انا إيه هتعترض؟

جون / انا أقدر ده انتي اللي في القلب

نور / طيب يلا على بيتك

جون / يلا معايا

نور / لا يوسف رافض وجودي

جون / مش بمزاجه وبعدين سيبيلي الموضوع ده ولو خرجتي من البيت تاني يا نور هاجي أجيبك من شعرك.... متسمعيش كلامه..... انا عارف هو بيفكر في إيه وهعرف أتعامل معاه..... إتفضلي غيري هدومك ويلا نمشي

نور / طيب أطلع برا

جون / وأطلع برا ليه؟ انتي مراتي

دفعته نور إلى خارج الغرفة وقالت / انا عرفت يوسف مشاني ليه... برا يا جون عشان مش هيحصل كويس وإنسي موضوع الجواز ده

توقف جون وألتفت إليها وقال : لا ديه بقي لا..... مقدرش أنساه ده يمكن أحلى حاجة عملتها فريدة ليوسف في حياتها 

دفعته نور مرة أخرى وقالت / ولو.... تنساه دلوقتي.... يلا برا

خرج جون وأغلقت نور الباب بالمفتاح ثم بدلت ثيابها وخرجت 

جون / فين شنطتك؟ 

نور / عند الباب مفضتهاش أصلاََ

إبتسم جون وقال / واضح إنك كنتي مستنياني

إبتسمت نور وقالت / يلا بقي عشان الوقت أتأخر أوي ولازم تنام عشان الشغل

جون / حاضر

ذهبو معاََ وعادوا إلى منزل يوسف مرة أخرى وأوصلها إلى غرفتها

جون / لا ده ظلم بقي.... انا ملحقتش أقعد معاكي.... طيب بصي هدخل أقعد جنبك لحد ما تنامي.... هقعد مؤدب وأول ما تنامي هخرج

نور بصوت منخفض / لا طبعاََ انت مجنون

جون / متخافيش يا نور عمري ما هأذيكي ولا هعمل حاجة انتي مش عايزاها..... ولا انتي كمان فكراني حيوان زي يوسف؟ 

نظرت له نور في حزن وقالت / لا طبعاََ عمري ما هقول كده

جون / طيب ثقي فيا

نور / طيب بص أستنى هنا هغير هدومي وبعدين تدخل انت

إبتسم جون وقال / ماشي هستناكي

دخلت نور وبدلت ثيابها ثم دخل جون الغرفة واستلقت نور على السرير وظل جون يتأملها ويعبث بشعرها حتى غفت وغفي بجانبها

في الصباح إستيقظ يوسف وجد نفسه بغرفة نور وهي نائمة بجواره ويرتدي ثياب جون نهض في ذعر وقال / نور انتي إيه اللي رجعك؟!!


                الفصل السادس من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة