الفصل الرابع عشر 14
بقلم رباب حسين
بعد ما ذهب نصر صعد إياد إلي غرفة سارة ليسأل نور على ما قاله نصر
إياد / فين دكتورة نور؟
سارة في شك / عايز منها إيه؟
إياد / عايز أسألها علي حاجة ضروري..... هي مشيت أمتي؟
سارة / من شوية..... حاجة إيه اللي انت عايز تسألها عليها؟!!!.... إياد ملكش دعوى بيها
إياد / فيه إيه يا سارة خايفة عليها كدة ليه؟
سارة / عشان زي ملهاش حد في الدنيا
إياد / ليه وانا رحت فين؟
سارة / وانت من أمتي كنت موجود في حياتي أصلاََ.... مفيش غير وائل بس اللي كان بيهتم بيا.... اللي انت ضيعته ومشيته في سكتك الشمال لحد ما مات
إياد في صدمة / انتي بتقولي إيه؟!!! أنا اللي مشيته في السكة الشمال؟!!!
سارة / أيوة لما استغليت صدمته في حبيبته وخليته زيك بيتاجر في السلاح
إياد / انتي فاكرة إني بتاجر في السلاح يا سارة؟
سارة / انت هتعمل برئ..... أمال وائل كان بيتاجر لوحده؟!!! ما طول عمرك انت اللي ماسك الشغل كله وهو يدوب بيساعد
إياد في غضب / اديكي قولتي يا أنسة سارة.... شايل الشغل كله..... عشان شيلت مسئوليتكم بدري.... عشان لما أبوكى وأمك ماتو مكنش فيه غيري وانا اللي شيلت مسئوليتكم.... بقيت بشتغل وبكمل تعليمي وشايل الشركة كلها على كتافي عشان أعرف احافظ على اللي أبوكى بناه.... عشان انتي تتعلمي أحسن علام وعشان أخوكي وائل يتعلم ويطلع مهندس زيي عشان محدش فيكو يجي يقول انت قصرت معانا ولا مكنتش أخونا الكبير اللي خدنا تحت جناحه بعد ما أبونا مات..... جاية دلوقتي تتهميني إني بتاجر في السلاح وكمان خليت وائل زيي..... اه وطبعاََ مات بسببي صح؟!!! .... هو ده اللي انتي مصدقاه عني؟ ده ظنك فيا يا سارة؟
سارة / الأول كنت شايفاك كدة بس بعد كدة لما عرفت إنك بتدوس علي أي حد عشان الفلوس نزلت من نظري وبقيت أتوقع منك أي حاجة
إياد / دوست علي مين مش فاهم؟!! انتي بتجيبي الكلام ده منين؟!!!
سارة / متكدبش..... انا شفت الفيديوهات بنفسي..... فيديوهات قتل عمران الألفي
وصدم إياد واتسعت عيناه / بس أسكتي خالص..... لو نصر عرف إنك عارفة هيخلص عليكي..... أسكتي..... صدقيني يا سارة انا مليش علاقة بقتله..... كل الحكاية إن نصر اتفق معايا إني أعطل كاميرات المراقبة.... انتي عارفة ان ليا في الهكر من زمان.... قالي هيدخل يهدده عشان ينسحب من المناقصة ومش عايز دليل على التهديد وفوجئت بيه بيقتله.... ولو لاحظتي انا مدخلتش الشركة أصلاََ كنت بتحكم في الكاميرات من برا وسجلت كل حاجة.... ولما خفت من نصر شيلت الفيديوهات ديه ضمان بس مش أكتر
سارة / وليه معترفتش عليه؟
إياد / عشان وائل كانت رقبته تحت أيده بعد ما عصاني وصمم يتاجر في السلاح....نصر اللي فضل يزن على دماغه.... وانا فضلت أقنع فيه إنه يبطل ولما وافق مات
سارة / لو انت صادق أهوه وائل مات مطلعتش الفيديوهات ليه؟
إياد / عشان الشركة بتروح مني ومفيش حد يقدر يساعدني غير نصر
سارة / تبقي شريكه يا إياد.... الساكت عن الحق شيطان أخرس
نظر إليها إياد ولم يجيب.... فمعها حق فمنذ ذلك اليوم المشئوم وحياته انقلبت رأساََ علي عقب... ثم هدأ قليلاََ وقال
إياد / كل اللي أقدر اقولهولك دلوقتي إني مقتلتش حد ولا هقتل حد ولا عمري تاجرت في السلاح.... أرجوكي صدقيني
تركها إياد وذهب وهو حزين فكيف لأخته أن تظن فيه هكذا؟ وأيضاََ نور التي خدعته هل حقاََ هي جاسوسة ليوسف واستغلت أخته؟
وصلت نور إلى منزل يوسف وكان رجال نصر لا يزالو يراقبونها.... كانت تركض خائفة فهي تشعر منذ خروجها من المنزل أنها مراقبة.... صعدت إلى غرفة يوسف فوراََ ودخلت في ذعر
يوسف في قلق / مالك يا دكتورة فيه إيه؟
نور / عرفت كل حاجة.... وسمعتهم وهما بيتكلمو
يوسف / أهدى بس وتعالي أقعد..... خدي أشربي ماية
أخذت نور الماء وجلست بجواره وقصت عليه كل ما سمعته
يوسف / طيب والفيديوهات ديه فين؟
نور / أكيد مقالش.... بس انا ناوية ارجع تاني واستغل فرصة إن إياد مش موجود وافتش المكتب بتاعه
يوسف في قلق / لا طبعاََ متعمليش كدة.... كفاية كدة يا دكتورة..... مهمتك كدة خلصت
نور / ليه بس يا يوسف.... سيبني أجرب
يوسف / لا.... انا هشوف طريقة تانية.... أو هقول لعمي يشوف رجالته اللي هناك يتصرفو..... انا مش هغامر وتتكشفي
نور / انا أصلاََ فيه حاجة عايزة أقولك عليها
يوسف / قولي
نور / انا حاسة إن فيه حد بيراقبني
عقد يوسف حاجبيه وقال / بيراقبك؟!!! تبقي مصيبة لو حد شك فيكي وشافك جاية على هنا
نور / ليه يعني؟
يوسف / انتي ناسية إنك ظهرتي معايا في التلفزيون واحنا خارجين من المستشفي..... لا انتي متخرجيش من البيت تاني لوحدك.... فاهمة.... ومفيش جلسات مع سارة تاني
نور / بس سارة محتاجاني
يوسف / أجلي الجلسات ديه لحد ما نتأكد إنك في أمان وبعد كدة لما تعوزي تشوفيها ميبقاش في البيت
نور / طيب..... بس طمني عليك انت.... حاسس بإيه دلوقتي؟
يوسف / انا كويس الحمد لله.... والصراحة كنت حابب أعتذرلك علي اللي قولته في العربية وكمان اللي قولته في المستشفى..... انا أسف
نور / حصل خير.... بلاش نتكلم في اللي فات......بس كل اللي بتمناه نبطل نتخانق سوا..... عشان بجد محتاجين ندور على طريقة تانية للحوار بينا.... وأهم حاجة عايزاك تعرفها إن انا مش بستغلك ولا بستغل مرضك ولا بتقرب من جون عشان السبب اللي في دماغك.... ثق فيا يا يوسف لأن بجد مش هعرف أعالجك وانت مش واثق فيا
يوسف / خلاص يا دكتورة..... زي ما انتي عايزة هيحصل
ابتسمت نور واستأذنت يوسف للخروج.... واتصل يوسف بعمه وقص له ما قالته نور وطلب منه أن يبحث عن طريقة لإيجاد تسجيلات الكاميرات
أما نصر فا عاد إلى المنزل وكان غاضب جداََ ودخل مكتبه وجاء كرم إليه
كرم / كنت فين يا نصر بتصل مش بترد عليا
نصر / مصيبة يا كرم.... مصيبة
كرم في ذعر / فيه إيه؟!!!
نصر / إياد ماسك عليا فيديوهات وانا بقتل عمران
كرم / مش ممكن يعني إيه.....رقبتنا انا وانت تحت رحمته؟!!!
نصر / أيوة..... انا لازم أتصرف.... عايز طريقة أخد بيها الفيديوهات ديه.... دور على حاجة اعرف أضغط بيها عليه
طرق الباب وفتح كرم وجد خلدون أمامه
خلدون / عايز نصر باشا في كلمة
نصر / تعالي يا خلدون
دخل خلدون وقال / الدكتورة نور خرجت النهاردة راحت فيلا إياد الحديدي واللي بيراقبها بلغني إنها خرجت مفزوعة من هناك ده غير إنها رجعت على فيلا يوسف وكانت شكلها بتهرب من حاجة
نصر في شك / كانت عند إياد؟؟!!!.... الكلام ده أمتي؟
خلدون / بلغوني إنها خرجت وبعدها حضرتك خرجت من عند إياد علي طول
صدم نصر وفتح عينيه وقال / تبقي سمعت..... سمعت كل حاجة..... انا عايز البت ديه النهاردة قبل بكرة
كرم / سمعت إيه؟!!
نصر في غضب / سمعت إياد وهو بيقولي علي الفيديوهات..... رحت في داهية.... أكيد قالت ليوسف..... أعمل إيه؟!!
ظل يفكر ثم تذكر أن إياد معجب بها وقال / البت ديه هضغط بيها علي إياد.... خلدون روح قول للرجالة أول ما تخرج نور يجيبوها فوراََ فاهم.... ولا أقولك انت تعمل المهمة ديه..... انا عايز البت ديه بأي شكل فاهم
خلدون / أمرك يا باشا
خرج خلدون وقال كرم / فهمني يا نصر هتضغط بيها علي إياد إزاى؟
نصر / إياد بيحبها وبطل العك مع الستات عشانها.... البت ديه هضرب بيها عصفورين بحجر واحد..... هساوم بيها إياد علي الفيديوهات وهخلي يوسف يجي ياخدها وبعدين أخلص منهم هما الأتنين... عشان ميبقاش فيه دليل عليا بعد كدة....والسوق كله يبقي بتاعي انا وبس
أما عزت اتصل بغريب وطلب منه البحث عن التسجيلات ولكن لم يجد شئ....
وإياد حاول الأتصال بنور ولكن لم تجيبه أبداََ وأيضاََ لم تعود إلي جلساتها مع سارة مما جعل إياد حزين لعدم رؤيتها وهذا ما لاحظته سارة بعد عدة أيام.... فلم يخرج إياد من المنزل أبداََ وكان يتابع العمل من منزله وبعد ٣ أيام كانت سارة تجلس بحديقة المنزل تشعر بالوحدة والحزن.... نور اختفت فجأةََ وأيضاََ إياد حزين ولا تعلم كيف تخرجه من حزنه ولكن تأكدت من شئ واحد.... إياد يحب نور حقاََ
جاء حازم سكرتير إياد ليبلغه عن المستجد بالشركة فرأي سارة تجلس شاردة بالحديقة.... نظر إليها في حب واشتياق ثم اقترب منها وقال
حازم / صباح الخير يا أنسة سارة
ابتسمت سارة قليلاََ وقالت / صباح النور يا حازم.... أتفضل اقعد
جلس حازم وقال / فرحان بصراحة إني شفتك برا الأوضة.... بشمهندس إياد كان قلقان عليكي أوي
سارة / هو قلقان عليا وانا زعلته مني
حازم / لا ميزعلش منك.... دايماََ يقولي سارة ديه بنتي مش أختي
سارة / بس انا زعلته أوي.... تقدر تقول صدقت اللي الناس قالته عليه بعد وفاة وائل الله يرحمه
حازم / معقول!!! لا طبعاََ بشمهندس إياد ملوش في السكك ديه..... هو اه بيحب الستات شوية.... بس ملوش في الكلام ده.... انا معاه بقالي سنين شغله كله في النور وحساباته قدامي كلها وعارف الفلوس اللي بتدخل فيها جاية منين وأقدر اقولك إن فلوسه كلها من أرباح الشركة
سارة / طيب معندكش طريقة تخليه يخرج من اللي هو فيه؟!!
حازم / الصراحة انا مش عارف ماله.... شكله حزين ومكتئب
سارة / بيحب..... وجع الحب وحش..... وانا عارفة إنه محبش قبل كدة..... كان دايماََ وائل يقولي لو إياد حب هيقع ومحدش هيسمي عليه.... إياد حنين أوي بجد.... مش عارفة إزاى زعلته مني انا كمان
نظر حازم في عينيها وقال / أيوة وجع الحب وحش
سارة / شكلنا كلنا موجوعين
حازم / هو ممكن تساعديه.... وشوية هو هيرجع لطبيعته
سارة / أساعده إزاى؟!!
حازم / حضرتك خريجة إدارة أعمال ومخبيش عليكي وضع الشركة من بعد موت أخوكي وهو صعب جداََ..... الصراحة بشمهندس إياد عدي بصدمات كتير ورا بعض ودلوقتي كمان بتقولي عنده مشاكل شخصية فا ده أكيد اللي موصله للحالة ديه..... فا ممكن حضرتك تنزلي تساعديه في الشركة.... انتي بردة شريكة فيها وليكي حق التوقيع والإدارة.... ووجود دم جديد في الإدارة هيدي ثقة للعملاء.... إيه رأيك؟!!!
سارة / تصدق فكرة.... بس هتبقي معايا ماشي
ابتسم حازم وقال / أكيد.... هقوم انا بقي أطلع للبشمهندس.... وبكرة الصبح هبعت عربية من الشركة بالسواق يجي يوصل حضرتك ويبقي معاكي على طول
سارة / تمام.... اتفقنا
دخل حازم إلى المنزل وصعد إلى غرفة إياد وكان علي حاله حزين..... شارد.... لا يتحدث كثيراََ
في اليوم التالي بدأت سارة العمل في الشركة وبحكم دراستها وتفوقها أستطاعت أن تقدم حلول لحل المشكلة المادية التي تقع بها الشركة.... وشعرت بالراحة أكبر عندما بدأت أن تثبت نفسها في العمل وشخصيتها أصبحت مستقلة وأقوى وأيضاََ بدأت تشعر بإعجاب حازم بها ونظراته إليها في كل وقت مما جعلها تعجب به أيضاََ ولكن ظل إياد علي حاله
مضى أسبوعان وكانت نور دائماََ مع يوسف بالنهار يتحدثون كثيراََ وهذا ما جعل يوسف في حالة مستقرة أكثر فلم يعد هناك شجار ولكن حبها في قلبه يتعمق أكثر وأكثر ويتعلق بها.... وفي الليل كان يظهر جون ويظل يتحدث معها ويغمرها في عشقه
أما نصر فكان علي مشارف الجنون فلم تخرج نور أبداََ من المنزل وخلدون مستمر في المراقبة ولكن لا جديد
وفيه صباح جديد جاء الطبيب وقام بنزع الجبيرة عن ذراع يوسف وقدمه وطلب منه أن يقوم بالعلاج الطبيعي وأخيراََ نزل يوسف إلى البهو بالأسفل كانت معه نور يتكأ علي يدها وتشرف فريدة علي تحضير طاولة الطعام له
فريدة / وأخيراََ يا حبيبي رجعت تنور البيت تاني.....حمد الله على سلامتك
قبل يوسف يدها وقال / الله يسلمك يا أمي
فريدة / يلا تعالو نفطر سوا
ذهبو وتناول الطعام معاََ وقال يوسف / كل ده يا ماما!!!
فريدة / عملتلك كل الأكل اللي بتحبه ومفيد للعضم كمان عشان ترجع تتحرك زي الأول
نور / الدكتور قال إنه مش يحتاج علاج كتير.... هو أصلاََ رياضي فا جسمه هيرجع بسرعة إن شاء الله
فريدة / إن شاء الله..... بس انا كنت عايزة اطمن منك على حالته كمان
نور / متقلقيش يا مدام فريدة إحنا في تقدم كبير.... قريب أوي هتخلصو مني
فريدة / متقوليش كدة.... انا أصلاََ خدت علي وجودك معايا.... نفسي تفضلي معانا علي طول
يوسف / مش عايزاني أخف يعني؟!!!
فريدة / لا طبعاََ يا حبيبي عايزاك تخف واطمن عليك.... بس يصعب عليا فراقها
نظر يوسف إلى فريدة وفهم ما ترمي إليه فقال / أكيد يعني هيجي وقت وتمشي.... قدامك فرصة تأهلي نفسك إنها مش هتبقي معانا
نظرت له نور وفهمت من كلامه أنها بالنسبة له طبيبة فقط.... فهي كانت تأمل أن مع هذا التغيير في شخصيته أن يعترف بحبه لها ولكن دون فائدة..... فقد أصبح يمزح ويضحك ويعاتب أحياناََ وهذا كان مفقود في شخصيته قديماََ فقد كان جامداََ في مشاعره كثيراََ ولكن ينقصه أن يعترف لها بحبه... ظلت صامته تتناول الطعام دون حديث.... ثم قطع صمتهم رنين هاتف يوسف.... رأت نور الأسم (الظابط عمر)...
أخذ يوسف الهاتف وذهب بعيداََ عنهم وأجاب
يوسف / أيوة يا عمر
عمر / أخبارك إيه يا يوسف؟!!! فيه جديد؟
يوسف / لا معرفتش أجيب الفيديوهات لحد دلوقتي
عمر / انا نفسي أساعدك بس مش عارف ازاي.... فكرت إننا نجيب حد يقدم بلاغ كيدي في إياد الحديدي وعلى أساسه نطلع أمر التفتيش واروح انا افتش البيت.... متنساش إن موضوع أخوه ده مخلي أصلاََ العين عليه
يوسف / بس فيه حد تبعنا دور في البيت والشركة وملقاش حاجة.... أكيد شايلها في مكان تاني
عمر / طيب وبعدين....انا من ساعة ما جيتلي وطلبت مساعدتي وانا مش عارف أخدمك في أي حاجة
يوسف / كفاية وقفتك معايا يا عمر.... انت الوحيد اللي وقفت جنبي من أصحابي كلهم
عمر / متقولش كدة يا يوسف.... احنا بس لولا إن كل واحد دخل كلية شكل مكناش بعدنا عن بعض كدة.... انا أصلاََ فرحان إنك افتكرتني وجيتلي
يوسف / الصراحة في حد هو اللي قالي محدش هيساعدك غيره
عمر / مين ده؟!!
يوسف / بعدين أبقى اعرفك عليه
عمر / طيب..... هقفل انا بقي عشان عندي مداهمة
يوسف / ربنا معاك يا عمر
أنهى يوسف المكالمة وكانت نور ذهبت إلى الحديقة وظلت فريدة بانتظار يوسف علي الطاولة
فريدة/ ليه يا يوسف كدة؟!! ده انا قولت إنك خلاص غيرت رأيك في موضوع نور
يوسف / ماما انا قراري نهائي وقولته كذا مرة..... انا ونور لا
فريدة / بس انا شايفة إن مفيش حد غيرها يقدر يسعدك
يوسف / مدام فريدة لو سمحتي كفاية تدخلي في حياتي أكتر من كدة..... أظن كبرت بما فيه الكفاية عشان أقدر أقرر لوحدي هعمل إيه في حياتي.... ولا كمان عايزاني أتجوز على مزاجك
فريدة / لا انا مش قصدي كدة أبداََ.... ولا عايزة أتدخل في حياتك تاني.... بس يا ابني نور بتحبك وقليل أوي لما تلاقي حب بالشكل ده..... ديه مستحملة جنانك وحباك زي ما انت كدة..... انا شفتها بتعاملك إزاى واستحملت كل اللي عملته فيها ورفضت تسيب الشغل وكمان بسمعها بتتكلم مع جون إزاى وده بيأكد لي أد إيه انت بتحبها يا يوسف... ومهما حاولت تداري عنها حبك جون فاضحك قدامها
يوسف / مليش دعوى.... ومعرفش هما بيقولو إيه لبعض وموعدتش بحاجة عشان تتمسك عليا.... انا واضح وصريح معاها من الأول ومعاملتي معاها في حدود الشغل وبس
جاء عزت ودخل المنزل ومعه أوراق من الشركة
قال وهو سعيد / لا النهاردة الفرحة فرحتين
يوسف / خير يا عمي
عزت / أولاََ فرحة إنك قاعد معانا تحت هنا.... وثانياََ خدنا المشروع الجديد في العين السخنة
ابتسم يوسف وقال / بجد طيب حلو جداََ
عزت / مع إن المنافسة كانت شديدة.... سارة الحديدي عملت اللي تقدر عليه وأكتر عشان تاخد المشروع ده من الحكومة بس سمعتنا وقفت في صفنا
يوسف / كويس جداََ..... بس سارة بردة باين عليها شاطرة
عزت / الصراحة اه.... هي شايلة الشركة كلها في حين إن إياد مختفي تماماََ
يوسف / أختفاءه غريب
عزت / فيه كلام إن عنده أكتئاب وقاعد في البيت.... أمال دكتورة نور فين؟
فريدة / برا في الجنينة.... مشفتهاش وانت داخل؟!!!
عزت / لا مشفتهاش
يوسف في فزع / إزاى يعني؟!!....
هتكون راحت فين؟!!... مصيبة لو حد خطفها
عزت / لا يا يوسف مش للدرجة ديه
يوسف وهو ينهض / لا للدرجة ديه.... هو نصر ده ليه أمان
حاول يوسف أن يركض للخارج فقال عزت / إستني يا يوسف هاجي معاك
خرجت خلفهم فريدة وأخذ يوسف ينظر في أرجاء الحديقة وينادي بعلو صوته / دكتورة نور... دكتورة نور
جاءت نور وهي تحمل عصفور جريح / نعم..... انا هنا
زفر يوسف في ارتياح وقال / كنتي فين؟!!!
نور / كنت بشوف العصفور ده..... شكله مجروح.... هعالجه وبعدين أطيره..... بس شكله حلو ازاي
اقتربت منه وظل يوسف يرتب علي العصفور..... نظر عزت إلى فريدة وقال / لايقين علي بعض أوي
تنهدت فريدة وقالت / يوسف دماغه ناشفة أوي يا عزت.... بص اتخض عليها ازاي ويقولي مش عايزها.... ومش عارفة أتكلم معاه عشان حاسس إني بحاول اتحكم فيه
عزت / يوسف اتغير أوي يا فريدة..... تحسي إنه بقي عايش
فريدة / كله بفضل نور..... يارب يحنن قلبه عليها الغلبانة ديه
أنقضي اليوم وذهب يوسف إلى النوم وبعد منتصف الليل جاء جون إلى غرفة نور
جون / وأخيراََ...... انا جيت
ضحكت نور وقالت / حمد الله على السلامة
نظر جون في أرجاء الغرفة وقال / الأوضة وحشتني وصاحبة الأوضة وحشتني
ذهب إليها وغمرها
جون / يااااه كان واحشني الحضن ده أوي
نور / تعالي أقعد طيب عشان لسه مخلصناش العلاج الطبيعي
جون / لا انا مش حاسس بتعب.... ده حتي يوسف عايز ينزل الشغل بكرة
نور / امممم يبقي هتنام بدري النهاردة..... بقالك أكتر من أسبوعين مقضيها سهر
جون / مالك يا نور؟!!! شكلك مش مبسوط
نور / ولا حاجة يا جون انا كويسة
جون / اه.... يبقي كلام يوسف مزعلك
نور / خايفة يا جون....
خايفة اتحرم منه... لو خف هرجع بيتي ومش هشوفه تاني
جون / يبقي متعالجهوش
نور / انت تاني؟!!!
جون / لا والله مش قصدي.... انا قصدي إني انا كمان مش عايز أتحرم منك
ظلو يتحدثون حتى صارت الساعة الثالثة
نور / كفاية كدة ويلا على أوضتك
جون / لا انا هنام هنا
نور / لا طبعاََ.... مش هيحصل
جون / طيب بصي مش هنام بس تعالي في حضني شوية وبعدين هقوم
نور / جون متهرجش يلا على أوضتك
جون / علي فكرة انا جوزك... وبعدين مش هنام..... انتي وحشاني أوي وعايز أخدك في حضني... مش كفاية متربط بقالي أسبوعين مش عارف أحضنك
نور / طيب هي عشر دقايق وتقوم تروح أوضتك
جذبها جون من يدها وأخذها بين ذراعيه وضمها إليه ووضعت جبهتها علي صدره لتستنشق عطره عن قرب
نور / عارف يا جون أنا بقيت مدمنة ريحة البرفان بتاعك.... لدرجة إني بشمه من علي بعد..... لما بتحضني بحس إن بابا هو اللي حاضني... بحس بأمان وراحة مش طبيعية
جون في نعاس / هو بابا كان بيحط نفس البرفان؟!!!
نور / لا بس كان حضنه مريح أوي..... أمان.... أنا أصلاََ مش فاكرة برفانه كان إيه بس فاكرة إيده أوي كانت دافية...... كان دايماََ يملس علي وشي بحنية..... زي ما انت عملت..... عشان كدة بحس إنك العوض اللي جالي متأخر وخايفة يا جون أوي أخسرك..... خايفة يوسف يبعدني عنه..... لسه بيعاملني علي إني دكتورة وبس.... انا كرهت إني الدكتورة بتاعته....
تفتكر لو كنت قابلته في وضع غير ده كان برده منع نفسه عني
لم يجيب جون فشعرت نور أنه نام رفعت رأسها وقالت / جون..... انت نمت؟!!! روح بقي على أوضتك..... جون
فتح يوسف عينيه وجد نور بين ذراعيه نظر حوله وجد نفسه في غرفتها
نور / جون قوم نام في أوضتك.... مش عايزة مشاكل مع يوسف الله يخليك
نظر لها يوسف وعلم أنها لم تعلم بأن جون رحل فنظر في عينيها وقال / خليني معاكي شوية
نور / ولو نمت بقي يوسف هيرجع يجرحني بالكلام تاني
ظل ينظر إليها في عشق وضمها إليه وقال / متخافيش مش هنام
شعر بضربات قلبه تزداد وعبيرها يدخل في ثنايات صدره وشعر براحة كبيرة.... كأنه يطمئن قلبه أنها له
نور / جون..... ساكت ليه؟!!!
نظر إليها يوسف وابتسم وقال / بشبع منك
نور / متخافش هفضل علي قلبك طول العمر..... انا وعدتك حتى لو يوسف بعدني عنك هفضل معاه.... غصب عنه
ضحكت نور وقالت / شكلي بكدب صح؟!!
يوسف / لا.... مش انتي وعدتيني؟!!!
نور / اه
يوسف / يبقي خليكي أد وعدك
ظل يتأمل ملامحها عن قرب وينظر إلى عينيها ثم قال / نور
نور / نعم
تنهد يوسف وضمها إليه أكثر وأغمض عينيه وقال / انا بحبك....