
رواية إنفصام
الفصل السابع 7
بقلم رباب حسين
خرجت نور من المكتب تاركة جون وحده ثم ذهبت إلى البهو بعد قليل من الوقت إتصل بها حازم
نور / ألو
حازم / دكتورة نور عزيز معايا؟
نور / أيوة انا
حازم / معاكي حازم أمين سكرتير مكتب إياد الحديدي من الحديدي جروب
نور / أهلاََ وسهلََا
حازم / دكتور مازن أتواصل معايا وبلغني أن حضرتك مستعدة تعالجي أنسه سارة الحديدي
نور / اه مفيش مشكلة
حازم / تمام.... تقدري حضرتك تبدأي من أمتي؟
نور / بكرة إن شاء الله.... تقدر حضرتك تحدد الميعاد وانا هاجي
حازم / تمام يبقي بكرة الساعة ٤ العصر في فيلا إياد الحديدي.... هبعت لحضرتك اللوكيشن بالظبط
نور / تمام
حازم / بالنسبة للأتعاب ياريت حضرتك تبعتيلي رقم حسابك في البنك وهعمل تحويل عليه بالمبلغ
نور / تمام.... هبعت الرقم
أنهت المكالمة ثم أخذت تفكر.... هل هذا سيجدي نفعاََ؟ ولكن لا بأس من المحاولة
مرت ساعة ثم خرج يوسف من المكتب وجدها تجلس بالبهو وحدها
يوسف / انا عندي مشوار مهم هخلصه وأرجع
نور / طيب متتأخرش
يوسف / متقلقيش يا دكتورة
تيقنت نور أن يوسف من يتحدث معها.... ظلت تنتظر إلى أن دقت الساعة الثامنة وعاد يوسف إلي المنزل
نور / حمد الله على السلامة.... انا مستنياك ناكل سوا
يوسف / تمام
تناول الطعام ثم جلسو للتحدث معاََ
يوسف / حضرتك متأكدة من دخولك في فيلا إياد؟
نور / اه... عمومََا لو مجاش بفايدة مش هيضر
يوسف / بس إياد شخص غير سوي....ممكن يأذيكي لو حس إنك بتتجسسي عليه
نور / إن شاء الله مش هيحس... انا هبدأ العلاج بكرة.... ده حتي بعتلي الأتعاب مقدماََ
يوسف / طيب تمام.... بس قبل أي حاجة تاخدي الزرار ده خليه في جيبك أول ما تحسي بخطر حواليكي لأي سبب تدوسي عليه وانا هاجي فوراََ
أخذت نور منه الزرار وقالت / ده جي بي أس؟
أماء يوسف ثم أردف.... قوليلي يا دكتورة.... ليه جون ظهر النهاردة؟
نور / عشان حضرتك أتعصبت إني خدت قرار الشغل عند إياد من غير ما أسمع رأيك
يوسف / انا حاسس الوضع بيسوء.... كان بيطلع بليل بس دلوقتي بيظهر في أي وقت.... وبفوق ألاقي نفسي مش فاكر أي حاجة.... أحساس بشع
نور / مقدرش أجزم إنه الوضع سئ لكن أقدر أقول إن تبدل الشخصيتين ببعض ده هيساعد في العلاج قدام.... متقلقش يا يوسف كله خير.... ولا لسه مش واثق فيا
يوسف / حتى لو مش واثق جون واثق فيكي ومصر علي وجودك
نور / قولي بقي هو ليه اسم جون ممكن تعرف
يوسف وهو يفكر / انا فكرت فعلاََ ليه إختار الاسم ده.... بس مش عارف أوصل لنتيجة.... أسأليه ما انتو أصحاب
نور / عرفت منين أننا أصحاب؟
يوسف / أعتقد كلمة أصحاب قليلة كمان.... ده انا قمت لقيته نايم جنبك على السرير
نور في عصبية / لو سمحت يا يوسف بلاش تلميحات ملهاش لازمة
يوسف في هدوء / انا مش بلمح بس كنت فاكر أنك مش هتستغلي الوضع عشان تقربي منه كدة.... اه فيه عقد جواز بينا بس أعتقد إنه مش حقيقي..... فلو سمحتي متستغليش الوضع أكتر من كدة
نور في غضب / وتفتكر وضع إيه اللي بستغله يا بشمهندس..... ولا حضرتك فاكر إني هموت عليك مثلاََ ومصدقت
يوسف / بالظبط يا دكتورة..... انا مش شخص تضيعي نفسك وحياتك ومستقبلك جنبه ووجبي إني افوقك..... انا مش جون يا دكتورة ولا عمري هكون هو..... ولو هو بيتعامل معاكي على إن اللي بينكو أكبر من الصداقة فا انا لا
تركها يوسف وذهب إلي غرفته... لم تستطع أن تكبح دموعها..... لما يعاملها هكذا؟... يدفن مشاعر الحب بداخله.... هذا واضح لأن جون يتعامل معها بحب ورعاية وهذا دليل على أن يوسف يحبها ولكن يجرحها ويتعمد وضع القيود بينهم وهذا ما يؤلمها حقاََ حتى لم تشعر بخوفه عليها من الذهاب إلي منزل إياد.... صعدت إلى غرفتها وأخذت حمام دافئ وبدلت ثيابها ثم جلست بغرفتها وظلت تبكي... تأخر الوقت كثيراً لم يظهر جون وغلبها النعاس.... أستيقظت نور وجدت الساعه التاسعة صباحاََ.... نهضت في ذعر هل لم يظهر جون بالأمس أم ظهر وخرج ولم تراه؟ .... بدلت ثيابها سريعاََ ثم نزلت للأسفل وجدت عبد الجليل بالبهو يشرف على الخادمات
نور / عبد الجليل
عبد الجليل / نعم يا دكتورة
نور / فين بشمهندس يوسف؟
عبد الجليل / راح الشغل من بدري
نور / طيب تعرف خرج إمبارح ولا لا؟
عبد الجليل / لا مخرجش تاني
زادت حيرة نور لما لم يظهر جون بالأمس؟....
فريدة / واضح إن حالته بدأت تتحسن يا دكتورة
نور / لا مش بالسرعة ديه.... إختفاءه مش طبيعي
فريدة / قلقانة من إيه؟
نور / كدة يوسف مشاعره مكبوتة وده ممكن يدخلنا في حتت تانية
فريدة / ربنا يستر يا دكتورة.... متقلقنيش أرجوكي
نور بإبتسامة / خير يا مدام فريدة متقلقيش
تناولتا الفطار معََا ومضى الوقت وذهبت نور في ميعادها إلى منزل إياد الحديدي.... أستقبلتها الخادمة ثم طلبت منها الإنتظار بأحد الغرف بعد قليل دخل إياد الغرفة
إياد / أهلاََ وسهلََا يا دك...
ثم توقف مكانه عندما نظر إليها وقطع حديثه ظل يتأملها وينظر إليها نظرات يتفحص بها كل إنش بجسدها
تحمحمت نور وقالت في حزم / دكتورة نور عزيز....أقدر أعرف فين المريضة
إياد / مستعجلة ليه يا دكتورة.... إتفضلي أقعدي نتكلم شوية أشرحلك الوضع بتاع أختي وبعدين تشوفيها
جلست نور ثم قالت / إتفضل بس بسرعة عشان الوقت
إياد / تمام..... أختي سارة هي الصغيرة ماما ماتت وهي بتولدها وبابا مات وهي ١٠ سنين.... وائل أخويا الله يرحمه هو اللي كان بياخد باله منها بحكم إن انا الكبير أستلمت كل الشغل وفضل هو جنبها.... من فترة قبل موت وائل كانت حزينة بس مرديتش تقول ليه ولا حتي لوائل... بس بعد موته حالتها بقت أصعب ورافضة الكلام والأكل
نور / تمام أقدر أشوفها بقي؟
إياد / هو حضرتك مستعجلة أوي كده؟
نور / عندي مواعيد تانية للأسف
وقفت نور ووقف إياد أمامها ثم قال / كنت أتمنى أقعد معاكي أكتر يا دكتورة.... بس واضح إن حضرتك مش طيقاني..... على العموم مش هضغط عليكي إتفضلي أوصلك لأوضة سارة
نور / مفيش داعي حضرتك تتعب نفسك ممكن حد من الخدم يوصلني
إبتسم إياد وقال / لا ده حضرتك فعلاََ مش طيقاني.... مش عارف ليه؟!!
نور / زمان أهلنا كانو بيقولو البني أدم سيرة.... وما شاء الله سيرة حضرتك عطرة
إياد في تعجب / قصدك على حادثة وائل؟!!!
نور / لا قصدي على سمعة حضرتك.... عن إذنك
ذهبت نور ونظر إياد إليها وهي تذهب وأعجب بقوة شخصيتها.... وأيضاََ صراحتها ....لأول مرة تتحدث معه فتاة بهذة الطريقة وقال لنفسه : يمكن عشان كل البنات اللي أعرفهم شمال....لا بس ديه غيرهم كلهم..... ربنا يستر واللي انا حاسس بيه ده يبقي إعجاب بس
خرج من الغرفة وجد نور تصعد الدرج مع الخادمة.... كان ينتظر حمد كبير الحرس بالبهو
حمد : إياد باشا..... حضرتك هتخرج دلوقتي؟
لم يجيبه إياد وظل ينظر إلى نور إنتبه حمد إلي نظرته ثم قال : ديه من ضمن الموسوعة يا باشا ولا إيه؟
إياد : لا ديه برا الموسوعة.... الدكتورة بتاعت أختي..... بس حلوة أوي يا حمد
وصلت نور إلى الغرفة ودخلت بها وجدت الغرفة معتمة وتجلس سارة بمنتصف السرير تضم ركبتيها إلى صدرها.... دخلت نور وأغلقت الباب ثم ذهبت إلى الستائر وفتحتها
نور بإبتسامة / قاعدة في الضلمة كده ليه؟
ثم أقتربت منها وقالت : اه عيني..... صحيح ضلمة إيه والقمر قاعد فيها أهوه ونوره ومالي الأوضة
نظرت لها سارة وعقدت حجيبيها
نور / متخافيش.... انا بس جاية أتعرف عليكي وامشي..... مش عايزة تقولي إسمك
لم تجيب
نور وهي تصفع جبهتها / غبية انا فعلََا.... وهل يخفي القمر.... طيب أنسة سارة..... أنا نور...... الصراحة هما قالو إنك محتاجة حد يقعد معاكي.... عشان يعني انتي علي طول لوحدك فانا جيت عشان أقعد معاكي شوية لو مش هيضايقك يعني
لم تجيب أيضََا ولم تنظر لها
جلست نور على السرير بجوارها وقالت / طيب بما إنك مش عايزة تتكلمي هتكلم انا.... معلش بقي هصدعك علي فكرة انا رغاية جداََ ولو محدش وقفني مش هبطل رغي..... طيب بما إنك مش بتردي يبقي أستحملي بقي..... انا يا ستي نور عندي ٣٠ سنة ولسه متجوزتش..... متقوليش عنستي انا لسه بدور برواقة كده..... بس انتي شكلك أصغر مني..... عارفة وانا في سنك كدة خالتي ماتت كنت لسه متخرجة جديد..... كانت كل اللي ليا في الدنيا.... أصل انا ماما وبابا ماتو في حادثة وخالتي هي اللي ربتني..... كانت هي عيلتي كلها..... بس خلاص بعدها مبقاش ليا حد..... تفتكرى ممكن أقابل الشخص اللي بجد أحبه ويحبني ونعمل عيلة سوا ويبقي ليا حد في الدنيا ديه بدل ما انا عايشة زي عود القصب كده لوحدي..... يا بختك عندك أخ..... وخايف عليكي أوي.... كان نفسي يبقي ليا أخوات... نظرت لها سارة وكأنها بدأت تهتم بحديثها...... عارفة الأخ ده عامل زي الضهر كدة بعد الأب.... وانا مليش ضهر خالص..... الحياة وحشة لو تعيشي فيها لوحدك بس عارفة انا ميأستش أبداََ فضلت أتعرف علي ناس كتير وأشوف ناس كتير وليا أصحاب فعلََا محستش بوحدة أوي معاهم.... لكن قعدتك ديه هتحسسك إنك لوحدك أكتر..... بعد قليل دخلت الخادمة وقالت..... تحبو تشربوا حاجة
نور / لو سارة هتشرب هشرب معاها.... ثم نظرت إلى سارة وقالت / إيه رأيك نبقي أصحاب؟
لم تجيب
نور / طيب مترديش بس لو تشربي معايا عصير هعرف إنك وافقت وهاجي تاني.... بس لو مشربتيش يبقي خلاص همشي..... ها هتشربي
أماءت لها بنعم إبتسمت نور وقالت يبقي إتنين عصير بس لازم يكون من اللي بتحبه سارة
الخادمة / بتحب المانجا
نور في تعجب / وانا كمان.... شكلنا هنبقي أصحاب بجد.... خلاص أتنين مانجا لو سمحتي
أما عند يوسف كان يقطع المكتب ذهاباََ وإياباََ في قلق ثم أتصل بوالدته
يوسف / أيوة يا ماما رجعت
فريدة / لا.... مالك يا يوسف قلقان كده ليه؟ ديه رابع مرة تتصل تسأل علي نور..... انتو أتخانقتو ولا حاجة؟
يوسف / لا يا ماما بس هي أتأخرت وانا قلقان بس
فريدة / متقلقش إن شاء الله ترجع بالسلامة
أنهى يوسف المكالمة وهو يشعر بالغضب من نفسه وقال / مكنش لازم أخليها تروح عنده انا غبي..... ثم خرج من المكتب وعاد إلي المنزل
أما عند نور فكانت أنهت الجلسة ونامت سارة أثر الدواء التي وضعته نور بالعصير دون أن تراها.... نزلت إلي أسفل وجدت إياد يجلس وهم بالوقوف عندما رآها
إياد / ها يا دكتورة طمنيني
نور / متقلقش هي عندها صدمة بس شديدة شوية.... انا أديتها مهدئ في العصير..... وطبعاََ انا مقولتش إني دكتورة ولا حاجة بس لازم تاخد المهدأ ده فترة صغيرة كده مع الجلسات وبرده في العصير من غير ما تحس
أعطته الدواء وقالت / حبة واحدة في اليوم... وإن شاء الله هجيلها بكرة
إياد / شكراََ يا دكتورة
نور / العفو... عن إذنك
إياد / لا ثواني.... معاكي عربية
نور / لا
إياد / طيب أوصلك؟
نور / لا شكراََ
إياد / متقلقيش يا دكتورة مش كل الناس بينقلو كلام صح.... ممكن تكوني ظلماني
نور / مفتكرش.... عن إذنك
ذهبت نور وظل ينظر إليها ثم قال / لا مختلفة.... وجديدة..... أما نشوف هتروحي بينا فين
وصل يوسف ودخل إلى المنزل وسأل عنها والدته فقالت
فريدة / يا أبني ما انت كلمتني من شوية وقولتلك لسه مجاتش
يوسف / الساعه بقت ٧ كل ده في جلسة؟
فريدة / بتصل بيها تليفونها مقفول
يوسف / وانا كمان
بعد قليل دخلت نور وجدت يوسف متوتر للغاية وفريدة تجلس بجواره تحاول تهدئته
نور / مساء الخير
سيطر يوسف علي توتره وتحدث بهدوء / أقدر أعرف حضرتك كنتي فين كل ده؟
نور / في الجلسة
يوسف / كل ده؟
نور / اه
يوسف / وقافلة تليفونك ليه؟
نور / مش بعمل جلسة و تليفوني مفتوح..... وبعدين الحالة صعبة ومحتاجة تركيز ووقت كبير
يوسف / لا مفيش مرواح هناك تاني.... خلاص
نور / مينفعش... بنيت ثقة مع المريضة لازم أكمل
يوسف في حزم / وانا كلامي هيتنفذ
نور / بصفتك إيه؟
يوسف / جوزك.... ولازم تسمعي كلامي
نظرت له نور في تعجب وقالت / لسه إمبارح حضرتك قايلي متستغليش الوضع والنهاردة حضرتك جاي تستغله وكمان بتملي علي قرارات.... أسفة يا بشمهندس مش من حقك
تركته نور وصعدت إلى غرفتها وصعد خلفها ثم أمسكها من يدها وقال / انا مقدرش أسيبك كل ده هناك وهو موجود..... لو أتأذيتي منه هبقي انا السبب وانا مش مستحمل أشيل ذنب حد تاني
نور / هو ده كل اللي مضايقك إنك شايل ذنبي..... لا متقلقش انا اللي رايحة بمزاجي وإنت ملكش أي علاقة بالموضوع
يوسف / دكتورة أرجوكي بلاش
نور / سارة هي المفتاح يا يوسف هتقدر توصلنا لكل حاجة كلامها معايا هيودينا علي الطريق الصح.... اللي فهمته النهاردة من كلام إياد إن حالتها كانت بتسوء من قبل موت وائل وده معناه إن فيه أسرار تانية..... خليني أعرف الحقيقة يمكن نوصل لحاجة تريحك وتجيب حق والدك بيها
يوسف / انتي قعدتي مع إياد؟
نور / اه
يوسف : عملك حاجة؟
نور / لا.... متقلقش أنا أقدر أوقفه عند حده كويس أوي..... بعد إذنك انا تعبانة وعايزة أرتاح
يوسف / مش غريب إن جون مظهرش إمبارح
نظرت إليه ولاحظت كم يحاول تهدأت أعصابه وكبت مشاعر الخوف عليها ثم قالت
نور / انا متأكدة إنه هيظهر النهاردة.... عن إذنك
دخلت إلي غرفتها وبدلت ثيابها ثم دخلت فريدة ومعها حبيبة تحمل الطعام
فريدة / دخلي الأكل يا حبيبة وروحي
وضعت حبيبة الطعام وذهبت من الغرفة وأغلقت الباب
فريدة / شكلك تعبان وواضح إنك مكلتيش
نور / اه فعلاََ جعانة جداََ
جلست نور وبدأت بتناول الطعام
فريدة / ممكن أفهم كنتي فين النهاردة؟
نظرت لها نور وقالت / هقولك
ثم قصت لها كل شئ
فريدة / فهمت يوسف كان قلقان ليه والصراحة معاه حق.... ليه يا بنتي دخلتي نفسك في المشاكل ديه؟
نور / عشان أساعده يا مدام فريدة.... يوسف مش هيخف غير لما يجيب حق باباه الأول
فريدة / ويا ترى بتعملي كده مع كل المرضى بتوعك؟
توترت نور ونظرت بعيداََ عنها وقالت / لا.... بس اللي بقدر عليه بعمله
أمسكت فريدة وجهها وجذبته إليها وقالت / قوليلي يا نور.... انتي حبيتي يوسف؟
خجلت نور ولم تجاوب
فريدة / مش انا قولتلك بلاش تحبيه؟
نور / لا هي حاجة مفيهاش تحكم أصلاََ.... حضرتك معترضة عليا؟
فريدة / لا طبعاََ مش ديه المشكلة.... بس يوسف مش هيسمحلك تقربيله
نور / ليه؟
فريدة / عشان عرفتي أبشع حاجة هو عملها في حياته
نور / بس انا متأكدة إنه غصب عنه وإنه مريض
فريدة / انا عارفة يوسف كويس لما بيغلط بيفضل فاكر غلطه ويندم عليه طول عمره.... والغلط المرة ديه كبير أوي.... صعب يسامح نفسه وصعب يقبل إنك تربطي نفسك مع واحد قاتل
نور / لو سمحتي يا مدام فريدة متقوليش عليه كدة..... يوسف مشاعره هشه جداََ ولو سمع الكلمة ديه عمره ما هيقدر ينساها
فريدة / للأسف يا بنتي هو اللي بيقولها لنفسه
تركتها فريدة وذهبت
ظلت نور تفكر هل هذا السبب في معاملة يوسف لها هكذا
في منتصف الليل وجدت نور باب الغرفة يفتح على مصرعيه بكل قوة نظرت ووجدت جون يقف أمامها إبتسمت له فاقترب منها وغمرها بين ذراعيه بقوة
نور / براحة يا جون هتموتني
إبتعد عنها ونظر لها في قلق / انتي كويسة؟.... الحيوان ده عملك حاجة؟
نور وهي تنظر في عينيه / مجتش إمبارح ليه؟
هدأ جون ونظر لها وقال / وحشتك؟
نور / أوي
إبتسم وقال / كنت حاسس إني بأذيكي يا نور.... أنا فعلََا عصبيتي هتأذيكي.... يوسف هو الأفضل ليكي
نور / بذمتك انت مش شايف هو بيعاملني ازاي
جون / شايف بس متأكد إنه خايف عليكي..... بس الصراحة فرحان..... عشان كدة عمرك ما هتبقي غير ليا انا وبس
نور / يبقي متغبش عني
إبتسم جون وأحتضنها وقال / حاضر.... إيه رأيك تيجي نخرج سوا؟
نور / ماشي.... أستناني برا وانا هغير هدومي واجي
جون / تاني برا؟
نور / اه برا
خرج جون وتركها ثم بدلت ثيابها وخرجت له
نور / ها توديني فين؟
جون / مكاني الخاص
أخذها جون بالسيارة وذهب إلى الكورنيش ونزل من مكان معين وجلس علي صخرة بجانب النيل وأجلسها بجواره وقال / انا بحب أوي أجي بليل هنا..... بحب أشوف النيل بليل أوي
نور / المكان حلو فعلاََ... بس بما إن حضرتك رايق النهاردة ممكن أسألك شوية أسئلة؟
جون / مع إني عارف الأسئلة بس أسألي
نور / ليه إسم جون؟
إبتسم جون وقال / مش عارف يوسف معرفش ازاى بس انا هقولك..... فيلم يوسف المفضل هو جون ويك..... عارفاه؟
نور / اه
جون / شخص بينتقم وبيقتل بطريقة وحشية..... انا
نور / كنت
جون / بس شكل اللي انتي بتعمليه هتخليني أرجع أنتقم تاني
نور / لا متقلقش مش هيحصل حاجة.... سؤالي التاني بقي.... إيه الظرف الأبيض اللي يوسف لقاه في أوضته ده؟
جون / لا ده بقي لا
نور / مفيش حاجة أسمها لا.... قول يلا
جون / نور قولت لا
نور / وانا قولت اه
جون / وبعدين معاكي
نور / هتخبي عليا يا جون
جون / مقدرش أخبي عليكي..... انتي بقيتي أغلى حاجة في حياتي.... بس بلاش
نور / يبقي قولي بقي
ظلت تنظر إليه في رجاء وتتمسك بذراعه
جون / طيب.... ده حد بيساعدني وبيجبلي أخبار الحديدي وزيدان جروب
نور / مين هو؟
تنهد جون وصمت قليلاََ ثم قال / عمي عزت..