عشق لاذع
الفصل الرابع والاربعون 44 ج2 الخاتمه ( 1)
بقلم سيلا وليد
بالحديقة تجري خلف ابنها المشاغب وهو يقود دراجته وبضحكاته وحركاته الطفولية يداعبها لتسرع خلفه خوفًا من سقوطه
-قصي والله هضربك..توقف بدراجته بالقرب من المسبح
-امسكيني يامامي الأول وبعد كدا اضربيني ..هرولت إليه بغضبها الأمومي ..وهدرت به متصنعة عقابه
-طيب مفيش عَجل تاني ..لم تكمل حديثها لتجد نفسها بالمسبح
شهقة خرجت منها تنظر لذاك الذي دفعها بقوة وهو يقفز الى المسبح
-نفسي اعوم دلوقتي ، والنفسية محتاجة غنونة قلبي تعوم معايا، مش من الفجر بتصرخ بالواد الغلبان دا كله علشان محضرش درس الميوزك ..سيبي الواد ياغنى خلي له شخصية
اقتربت منه ونظرات نارية تريد إحراقه بالحال ثم تمتمت بصوتًا خرج عكس ملامح وجهها
-بتقول ايه ياحبيبي..
تراجع للخلف يسبح على ظهره قائلًا
-بقول أن قصي دا ابن كلب لازم تعاقبيه ..توقفت تمنع ابتسامتها تضرب كفيها ببعضهما
-اذا كان رب البيت اهبل هيكون ولاده ايه ..خرج من تحت المياه يرفعها قائلًا:
-هيكونوا عاقلين لأمهم ياروحي
حملها واتجه بها للخارج ، حاوطت عنقه
-ينفع كدا، مفكر نفسك في بيتنا، متنساش بيت بابا دايما ولاد عمي هنا
-حبيبي أنتِ بلبسك وبحضني كمان يعني محدش يقدر يكلمك
على مائدة الطعام كان جواد يتحدث مع صهيب في مختلف الأشياء إلى أن وصل بيجاد وهو يحمل غنى بملابسها المبللة ..اتجه ببصره إليه :
-بتعمل ايه يالا..تحرك قائل داا
-كنا بنصطاد سمك..اجابه متهكمًا
-ومسكت كام قرموط ياحيلتها
توقف مستديرًا إليه عندما استمع الى تهكمه فأجابه :
-هقولك بينا ..اصل خايف من ردة الفعل..
جز جواد على أسنانه يسبه بعدما علم بمغذى حديثه
بعد قليل جلس عز بجوار ربى وبدأ يطعمها ..ضيق عيناه
-عز أفطر ياله علشان متتأخرش على الاجتماع ..اجابه ومازال يطعم زوجته قائلا
-أنا إجازة النهاردة ، لو مش عاجب معاليك ممكن تحضر مكاني
جحظت عيناه فاستند على الطاولة متسائلًا:
-ليه الباشمندس عنده ساعة رضاعة..استدار يغمز لعمه قائلاً :
-لا مراتي وحشاني وعايز انفرد بيها ..قهقه صهيب يبتعد بنظرات عن نظرات جواد النارية التي ذهبت لتلك الجالسة فوق ساق زوجها
-بتعملي ايه ياجنى
اجاب جاسر :
-بتقيس الضغط ياحج ..هو حضرتك مش بتفطر ليه بدل مارمي عيونك علينا ..
قوم يالا فز من هنا
نهض يتنفس بعمق قائلا
-ياااه اخيرا بقالي ساعة بحاول اسمعها
جاسر صاح بها جواد بغضب فهبت جنى واقفة وجلست بجواره،عندما وجدت نظرات عمها الاستيائية، ضحك
صهيب
-براحة عليهم ياجواد اصل ابنك لسة كان فرحه امبارح
وضع جاسر الطعام بفمه وبدأ يلوكه بهدوء وتحدث:
-مابلاش انت ياصهيوب..قطع حديثهم وصل عاليا ملقية تحية الصباح
رفعت غزل نظرها إليها ثم إلى ابنها الجالس بصمت فأشارت إليها بالجلوس
جلست بجوار جنى مبتعدة عن ياسين، حدجها جواد بنظرة هادئة ثم تسائل
-إنتِ كويسة حبيبتي ..اومأت برأسها بصمت ..نظرت غزل إلى جنى
-جنجون حطي قدام عاليا البيض حبيبتي خليها تتغذى تعويض على اللي حصلها
هزت رأسها بالنفي، وأمسكت كوب العصير ترتشف منه قائلة:
هشرب عصير بس ياطنط، ماليش نفس للأكل توقفت ربى تضع أمامها بعض الطعام وتغمز إليها
-الجميل لازم ياكل ويهتم بصحته كويسة..ابتسمت بحنان تشكر ربى واخدث منها قطعة التوست بالمربى وبدأت تلوكها بهدوء، ونظراتها على ياسين الذي تظاهر بانشغاله بقراءة الأخبار ..رفع رأسه عندما هتف جواد
-ريان ويوسف هيتغدوا معانا قبل مايرجعوا اسكندرية مش عايز حد يتأخر برة ، اتجه إلى جاسر واردف :
-إنت بالذات مينفعش تخرج دول ضيوفك، وطبعا ريان مواقفه الحلوة كتيرة
-بس أنا كنت ناوي اسافر النهاردة فعلا
ارتشف جواد عصيره وتابع حديثه
-سافر بكرة، ومستعجل ليه يااخويا، دا انت بتقعد مع مراتك اكتر مابتروح شغلك، ثم اتجه بنظره الى جنى
-بطلي تنطيط يابت متنسيش انك حامل، دا اهبل
زم شفتيه فاتجه إلى عز الذي يشاكسه
-افطر ياعز عندك شغل..نهضت ربى واتجهت تجمع أشيائها
-حبيبي ياله هتأخر على أول محاضرة
توقف فأشار جواد إليه
-مفطرتش يابني ..سحب الطبق الذي يوضع أمام جاسر وتحرك به اتجاه السيارة
-كل كويس ياجسور اوعى تزور يلا
-حلوف..سبه بها جاسر وهو يتناول الطعام بغضب ..وصل بيجاد بجوار غنى
-ايه دا انتوا فطرتوا من غيرنا، مش من الأدب تستنونا
-الحق علينا ياحبيبي ، كان المفروض نستنى الزعيم المافيا، قومي ياغزل قابلي الحلوف جوز بنتك بالسفارة على السلم ..قالها جواد متهكما
جذب المقعد وأجلس غنى عليه ثم استدار يجلس بجوار جواد وصهيب
-بتتريق ياحمايا، تنكر اني جو البهجة في العيلة دي
جلس فارس الذي وصل للتو بمقابلته وأجابه
-اه يابني وناوين نعملك راتب شهري
حدجه مستهزئًا:
-دا أنا اوزنك فلوس يلا ..بس يلا انت وهو ..قالها جواد ثم توقف يشير إلى ياسين :
-بعد ماتخلص فطارك تعالي لي على المكتب، نهض يضع سلاحه بخصره قائلًا:
-أنا اتأخرت يابابا، لما ارجع إن شاءالله بعد اذن حضرتك ..أشار بعينيه إلى غزل التي توقفت تتحرك خلفه
-ياسين !! توقف يواليها بظهر
ايه اللي حصل بينك وبين مراتك
ذهب ببصره لعاليا التي تطعم ابنتها ثم إلى والدته ، مفيش ياماما ، سوء فهم بسيط.. وسوء الفهم دا يخليها عايزة تسيب البيت
سحب نفسا ببطى عندما شعر بأختناقه كأن هناك صخرة فوق صدره واردف:
-ماما ممكن محدش يدخل بيني وبين مراتي ياماما ، انا عارف بعمل ايه
بعد عدة ساعات بجروب الألفي
طرقت على بابا المكتب
-اتفضل حضرتك دي كل الايميلات اللي وصلت الصبح
رفع عيناه من فوق جهازه يشير إليها بالجلوس قائلاً:
-اقعدي فيه حاجة هنا عايزك تبعتيها لاستاذ مسعد علشان يقفلها مع الحسابات
جلست مرغمة تنتظره إلى أن ينتهي ، ولجت السكرتيرة
- ابعت قهوتك ياباشمهندس ..
-أيوة هاتيلي قهوتي وكلمي مسعد قوليله ميقفلش الحسابات غير لما ..توقف يطالعها
-اسمك ايه !!
زفرت متأففة ثم تحدثت بصوت خافت:
-حضرتك بقالي شهرين في الشركة ولسة مش عارف اسمي
أشار للسكرتيرة بالخروج بعدما تحدث إليها
-الاستاذة هتبعتله الحسابات كاملة ، ثم اتجه بنظره إليها بعدما غادرت السكرتيرة:
-آسف ياست العفوية اني مش عارف احفظ اسمك
ارتبكت من حديثه وابتلعت ريقها بصعوبة
-مش قصدي حضرتك، انا قصدي ..توقف من مكانه يشير إليها بالصمت ثم أشار على الجهاز
-ادخلي ابعتي الحاجات دي لمستر مسعد
اومأت له دون حديث ونهضت من مكانها تجلس أمام شاشة الحاسوب
ظلت لدقائق تعمل بصمت بينما هو اتجه إلى الشرفة ينظر للخارج استدار بعدما تحدثت
-فيه غلطة هنا في الأرقام دي، الارقام اللي في الورقة غير اللي على الجهاز، تحرك إليها ، بدخول السكرتيرة تضع القهوة على مكتبه..ثم تحركت مغادرة وهي ترمق جوان الجالسة على جهاز حاسوبه ،، انحنى ينظر بجهازه ، تراجعت برأسها بعدما وجدت تلاشي المسافة بينهما
جز على أسنانه وهتف بضجر
-الغلطة عندك ياستاذة بدل ماتكتبي اتنين كتبتي سبعة، ايه الاستهتار دا ..قالها بغضب وهو يحرك يديه لتنسكب القهوة على يديها ، هبت من مكانها تنظر لكفيها الذي تلون جلده ..اقترب يطالعها بأسى قائلًا:
-مكنش قصدي..تراجعت تشير إلى الجهاز
-الارقام دي حضرتك اللي مسجلها مش انا ابدا ..على العموم انا ظبطهم وبعتهم كدا خلاص ..بعد اذنك قالتها واستدارت تتحرك للخارج ..أوقفها صوته
-انزلي العيادة تحت خليهم يدوكي حاجة للحروق
نظرت لكفيها ثم اتجهت بنظرها للقهوة
-مفيش حرق ولا حاجة ، القهوة مكنتش سخنة قوي ، بعد اذن حضرتك
بالجامعة عند هنا
خرجت من البوابة الرئيسية وجدته متكأ على سيارته يتحدث بهاتفه، اتجهت إليه بابتسامتها الرقيقة
-حضرة الظابط واقف من زمان ..سحب كفيها يقربها إليه
-وحشتيني، نظرت إلى الأرض وتوردت وجنتيها ..رفع حاجبه يطالعها بسخرية
-اللي يشوفك دلوقتي مايقولش دي هنا المجنونة
رفع عيناها لتتشابك النظرات قائلة
-خلاص بقى الأول كنت عايزة البرود بتاع حضرتك يتفك، لكن دلوقتي ، اقترب يجذبها إليه منتظر حديثها
-لكن ايه دلوقتي ، انت عارفة عملتي فيا ايه
تشابكت عينهما ناهيك عن تشابك اناملهم ليقترب منها أكثر
-وقعت لحد مابقتش قادر على البعد ياهنون
التفتت حولها بعدما وجدت تقاربهما
-جواد احنا في الجامعة، ابعد شوية
تحمحم متراجعًا للخلف ، ثم استدار يفتح الباب ويشير إليها بالركوب
بعد قليل دلفت السيارة إلى حي الألفي، كان متوقفا بالحديقة فذهبت أبصاره لترجلهم من السيارة، أشار إلى صهيب بعينيه:
-كلم حازم يروح يطلب البنت من سيف، مبقاش ينفع دخولهم وخروجهم كدا من غير رابط رسمي
-ابن عمتها برضو ياجواد
-صهيب ، انا مابشككش في أخلاقهم بس دول شباب ، وانا شايف الاتنين متعلقين ببعض، ليه نستنى ، يبقى يخرج بيها وهي مراته حتى علشان الحرمانية ياأخي
اومأ متفهما ثم تحرك إلى تلك المنازل التي أعدت حديثا، دلف إلى منزل أوس ببداية الأمر ينظر إلى التجهيزات التي أوشكت على الانتهاء
-حلوة الحاجات اللي الولاد عاملينها ..اومأ جواد برأسه قائلاً:
-عصر التكنولوجيا ياسيدي، تحرك بعض الامتار ليدلف لمنزل اخر ببوابة أخرى وحديقة أخرى
توقف جواد متخصرا
-أنا مقولتش مش عايز فواصل، ليه البوابة دي ..وصل إليه عز يشير إلى بعض التصميمات
-من الافضل ياعمو كل بيت يكون منفصل، والصراحة عجبني إصرار جاسر على كدا، متنساش فيه حمام سباحة مينفعش يكون مفتوح
اتجه إليه قائلًا:
-مااحنا عاملين حمامات سباحة ومفيش فواصل
حك عز أنامله بعنقه وحمحم قائلاً
-لا الحاجات دي قدمت انك تعمل حمام سباحة مغلق وخلفي، خلي كل واحد يعمل في بيته اللي هو عايزه
وافقه صهيب الرأي قائلًا:
-بدل في مكان واحد مفيش مشكلة ياجواد، وأنا شايف ان كدا احسن بدل المساحة تكفي
حلوة الفكرة قول امين بقى وبارك علشان تكون بنفس راضية
-مين اللي عرض الفكرة دي ياعز، أكيد أوس مش كدا
غمز عز قاىلًا:
-المنفلت ابنك الكبير ..امتقع وجه جواد واردف مستوبخا؛
-اتفضل اللي بقول هيبقى كبير العيلة ، دا كبير العيلة في الانفلات وقلة الادب
قهقه عز يتراجع بجسده يضع كفيه معتذرا
-والله ياعمو حضرتك اللي وصلته لكدا
تهكم جواد يرمقه باستخفاف
-لا والواد مفكر نفسه شيخ، دا انت اكبر منفلت فيهم، انت هتقولي على ادبك
مساءًا بغرفة الاستقبال
جلس ريان بصحبة يوسف وبدأو يتحدثون عن اخر التطورات ، بينما في الأعلى كانت تجلس بشرفتها ، استمعت إلى ضحكاتها مع ياسمينا وهم يتجولون بالحديقة ، هنا تذكرت ماصار بينها وبين ياسين، شعور قاس تغلغل بداخلها والغيرة تأكل صدرها كنبات شيطاني تفرعت جذوره ليتشعب بكل أعضائها لتحولها لكتلة نارية ، ظلت تجوب بالمكان ، استمعت الى طرقات على باب غرفتها فتحت الباب وجدتها جنى
-عاملة ايه يالولو ، بقولك جاسر عايز يتكلم معاكي شوية، قطبت جبينها مستفهمة:
-يتكلم معايا في ايه، انا مش عايزة اتكلم مع حد دلوقتي والله ياجنى..اقتربت جنى تطالعها بعيون مستفهمة
-مالك ياعاليا ..صاحت بجنون ، استمع جاسر الذي يهبط الدرج إلى صياحها
-البت دي جاية هنا ليه ياجنى، جاية تكمل اللي عملته امبارح
اقتربت جنى منها متسائلة:
-عاليا اهدي أنا مش فاهمة حاجة.. ايه اللي البت عملته وبت مين!!
ابتلعت غصتها وتلك الصورة ترواد مخيلتها لتتجمع الدموع بعينيها فتتحدث بألم فتت قلبها
-ليليان هانم اللي شوفتها امبارح وهي بتبوس جوزي
توقف جاسر على أعتاب الغرفة بعدما ألجمته الصدمة من حديثها ، مما جعل قدميه تتسمر بالمكان وهو يستمع إلى باقي حديثها
-شوفتهم امبارح في اوضة مكتب جاسر، الحقيرة بتقرب من جوزي وبتتحرش بيه، طرق جاسر الباب ودلف للداخل يوزع النظرات بينهما ، اقتربت جنى ظنا أنه لم يستمع إلى حديثهما فرسمت ابتسامة
-حبيبي عاليا تعبانة ومش قادرة تتكلم
دلوقتي ، ممكن بعدين ، مسحت عاليا دموعها مبتعدة عنهما أوقفها جاسر
-ايه اللي سمعته دا، توقفت ثم استدارت إليه :
-السؤال دا لحضرة الظابط المحترم، مش ليا ياحضرة الظابط
ارتفعت ضحكات ليليان بالاسفل وهي تنادي على الأطفال
-مسك راسيل كفاية لعب بقى، ثم هتفت إلى ياسمينا
-أنا تعبت هدخل جوا، البنات دول ينسوا الواحد همومه والله
كورت قبضتها وهي تنظر إليها بنظرات نارية، اقترب جاسر يشير إلى جنى
-ايه اللي حصل ، كانت نظراته تراقب انفعالات عاليا من صوت ليليان بالأسفل، فاستدارت كالمجنونة قائلة :
-أنا هعرفك حالا ايه حصل..توقف أمامها محاولا منعها من الخروج بسبب حالتها قائلًا:
-عاليا ممكن نتكلم، اهدي علشان نعرف نتكلم
-خرجني ياحضرة الظابط ، انا محدش هياخد حقي، دي واحدة حقيرة ولازم اوقفها عند حدها
- عاليا ممكن تهدي، متنسيش انك تعبانة ..اتجه بأنظاره إلى جنى
-هديها وانا هشوف ايه اللي حصل ، دفعت جنى من أمامها وخرجت كالمجنونة ، دفعت الباب أمام الجميع ..نظر جواد إليها مستفهمًا :
-فيه حاجة ياعاليا ..!!
اتجهت بأنظارها الى ريان ويوسف ثم اقتربت من ليليان
-اه فيه..ولج جاسر حتى يسيطر على الوضع ولكنها رفعت كفيها ونزلت فوق وجنة ليليان مما هب جواد من مكانه وصدمة أُذهلت الجميع
أشارت بسبباتها :
-أنا بقى مش هتخبى زيك ، انسابت عبراتها رغمًا عنها بوصول ياسين الذي دلف للتو وجذبها من كفيها ولكنها دفعته وهدرت
-أنا آسفة ياعمو جواد بس الاستاذة المحترمة اللي مشفتش جزء من الاحترام بتتحرش بجوزي
جذبها ياسين بقوة وخرج بها من الغرفة وسط ذهول من الجميع
توقف يوسف يطالع ابنته مذهولا لما استمع إليه
-ايه اللي سمعته دا، تتشبث بريان وانسابت عبراتها
كور قبضته وشعر بتوقف دمائه عندما أكدت له مااستمع إليه من عاليا
حمحم ريان وحاول الخروج من المأزق قائلاً:
-اهدى يايوسف اكيد فيه سوء فهم بين مدام عاليا ولي لي
بينما جواد الذي توقف ينظر إلى جاسر بعيونا مستفهمة عما صار، أومأ له بعينيه أن مااستمع إليه صار
تحرك يوسف بعدما جمع أشيائه الخاصة معتذرًا
-آسف ياحضرة اللوا ، فرصة تانية يكون الوضع افضل، واسف بناء على اللي عملته ليليان
عجز جواد عن الرد ، واتجه لريان ليحتوي الموقف ، ولكن تأزم الوضع عندما هتفت ليليان
-أنا عارفة اني غلطت ياعمو، بس والله الموضوع جه عفوي، انا كنت بتأسف لياسين وبقوله راضية أكون زوجة تانية لاني بجد مش قادرة انساه
-ليليان صاح بها يوسف، يسحبها من كفيها وتحرك مغادرا لسيارته ، بينما ربت ريان على كتف جواد متأسفا
-بعدين نتكلم ، معلش لازم ألحقه
اومأ له جواد متفهما ليجلس على المقعد بعيون مشتتة وصلت إليه غزل
-ايه اللي حصل ليه ريان اخد نغم ومشيوا، ايه قلة التقدير دي
مسح على وجهه بغضب ثم أشار إلى جاسر الصامت
-شوفلي ياسين فين وابعته
دفعها بقوة داخل الغرفة حتى سقطت على الأرضية والغضب المحموم يخرج من عينيه
-اي قلة الادب والاحترام دا، ازاي تصغري ابويا كدا اتجنني
لم ترد عليه وظلت كما هي بالأرضية، إلى أن انحنى يجذبها بعنف من منكبيها
-ايه اتخرستي، نزعت نفسها واستدارت مبتعدة عنه
-طلقني ياحضرة الظابط، خايف على مشاعر الست الحبيبه طلقني وروحلها
قالتها بدموع كادت أن تحرق وجنتيها واستدارت إليه يعيونا ملامة عتابية:
-طلقني ياياسين، وشكرا لوقوفك معانا
اقترب منها ببطى وهتف بصوت اجفلها من شدة غضبه
-أنا اللي بتأسف لنفسي علشان لتاني مرة بغلط نفس الغلطة وبختار غلط
تصارعت أنفاسها وكثرت دموعها بسبب حديثه المهلك لقلبها:
-طلقني !!
قاطعهم طرقات جاسر على الباب
-ياسين ..فتح الباب وتحرك للأسفل مهرولا كالذي فقد عقله..وصلت غزل تطالعها بأسى
-ليه يابنتي كدا ، طول عمرك وأنتِ عاقلة وبتحاولي تستحملي غضبه ..
أغلقت الباب بعد خروجهم وهوت على الأرضية تحتضن جسدها باكية
بعد عدة ساعات بمنزل سيف جلس الجميع في جو من البهجة، سوى من عاليا التى انكمشت بجلوسها، جلست جنى بجوارها بمنزل عمها
-عاملة ايه !!
-كويسة ياجنى، انا مخنوقة وعايزة أخرج هما مش لبسوا الدبل تعالي نخرج
اه لبسوا الدبل وقالوا كتب الكتاب يوم الجمعة، توقفت عاليا بعد استماعهم لأصوات الاغاني والزغاريط بمنزل
توقفت جنى قائلة:
هروح ابارك لهنا لتفكر مرحتش علشان حاجة وراجعة لك تاني
صعدت غرفتها بعد خروج جنى وقامت بسحب حقيبتها لتغادر المنزل ، توقفت توزع نظراتها على تلك الغرفة التي شهدت قصة حبهما
انسابت عبراتها تجر حقيبتها تجمع بها ذكرياتها المأسوية والجميلة معه وتحركت متجهة للأسفل ، قابلها أوس على باب المنزل، نظر للحقيبة ثم إلى دموعها
-عاليا رايحة فين ؟!
أزالت دموعها وأجابته
-راجعة بيت والدي، وصلت المربية براسيل
-راسيل يااستاذة عاليا ..أشارت إلى السيارة واردفت
-وديها العربية ..رفع أوس هاتفه يهاتف ياسين ..بينما هي تحركت إلى السيارة، وجدت من يقبض على كفيها بعنف
-يعني مش مكفيكي الفضيحة اللي عملتيها لا وكمان عايزة تسيبي البيت
-سيب ايدي ياياسين، احنا خلاص مينفعش نبقى مع بعض
وصلت إليهم جنى وهي تضع حقيبة صغيرة بالسيارة
-سبها ياياسين ، هنروح على بيتنا كام يوم تهدى وبعدين نرجع تاني مش كدا ياعاليا
-لا مش كدا ياجنى، انا هرجع بيت ابويا وياريت حضرة الظابط يبعت لي ورقة الطلاق
قالتها ثم استقلت السيارة فاتجه يفتح باب السيارة بعنف يحمل ابنته
-يبقى ارجعي لوحدك ، بنتي مش هتبعد عني
❈-❈-❈
وصل جواد على صوت الضجة
-في ايه ؟!
ترجلت من السيارة تشير الى ياسين
-هات البنت ياياسين، لو سمحت متخلنيش اندم على جوازنا
-أنا قولت بنتي مش هتبعد عني عايزة تمشي مع السلامة مش ماسك فيكي
-عاليا أنا بسأل فيه ايه
-آسفة ياعمو جواد، مش هقدر أكمل مع حضرة الظابط ، قالتها واستقلت سيارتها وقامت باستخراج حقيبة جنى -مالوش لزوم تسيبي بيتك علشاني قالتها وتحركت بالسيارة للخارج
حملت جنى راسيل التي ارتفع بكاؤها بعد خروج والدتها ، بينما توقف ياسين مذهولا من فعلتها، اتجه إلى الأعلى ، دلف إلى الغرفة وبدأ يثور ويحطم كل ما يقابله
-ايه اللي حصل دا ياغزل ، كنتي فين
وضعت كفيها بخصرها تمسح على وجهها بحزن:
-والله مااعرف العيال دول ايه اللي حصلهم، عاليا اتجننت خلاص
-ايه يادكتورة ماتعقلي كلامك ، واحدة شافت جوزها في حضن واحدة تانية منتظرة منها تاخده في حضنها، رغم تصرفها الغبي لكن عجبتني، اه هي قلت بينا بس البنت تستاهل، البنت دي اللي زمان دمرت ياسين ايه البجاحة دي راجعة وبتقول انا راضية أكون زوجة تانية ، ترضيها لحد من بناتك
جلست غزل تضع رأسها بين راحتيها
-ياربي لو شوفته فوق بيعمل ايه، دا مسبش حتة سليمة في الاوضة
بالشركة الألفي
اتفضل حضرتك دا البروجرام بتاع النهاردة، وكمان فيه جدولة لبعض المشاريع الباشمهندس أوس شيك عليها
كانت نظراته تحاصر كفيها، وضعت تلك الأوراق أمامه
-الورق دا ممكن حضرتك تمضي عليه علشان...بتر حديثها عندما لامس كفيها
-ايدك عاملة ايه دلوقتي...
سحبت كفيها سريعا، وابتعدت خطوة للخلف
-كويسة الحمد لله ، متشكرة للأهتمامك
نصب عوده وتوقف:
-آسف...ترقرقت عيناها بالدمع وابتعدت ببصرها عنه
-على ايه يافندم، ياترى على اهانتك المتعمدة، ولا حرق ايدي، ولا غرورك اللي مفكر أن مفيش حد بيفهم سوى الباشا
دنى منها مذهولا من حديثها الذي امتزج بدموعها، حتى توقف أمامها مباشرة
-جوان مش قصدي
استدارت ترمقه بنظرة لم يعلم معناها ثم هتفت
-اكيد مش قصد حضرتك، بس ياريت تنزل من البرج العالي لواقع الأرض علشان تحس بغيرك
على العموم انا ماليش أعاتب حضرتك
-الورق عند حضرتك، ولما تخلصه ابعته مع ميس نادين ..قالتها واستدارت للتحرك إلا أنه أطبق على كفيها ، فصرخت بتأوه من آثار الحرق، تركها سريعا يرفع يديه
-آسف ..اسف
طالعته بنظرة نارية وهتفت باستنكار من فعلته
-اتمنى تحافظ على الحدود. بينا
جذب ذراعها بعنف ودفعها لتجلس على المقعد عندنا رأى التهاب حرق يديها، ثم جذب من درج مكتبه ذاك الكريم الذي جلبته ربى بناء على طلبه
-دا كريم ومرهم كويس للحروق ، حطي منه علشان يرطب الحرق ، ايدك التهبت
سحبت كفيها مبتعدة عنه واردفت شاكرة:
-شكرا لحضرتك ياافندم ، انا مش قاصر علشان معرفش اهتم بنفسي
-جوان ..تمتم بها وهو يطحن ضروسه
-اسمعي الكلام مش عايز دوشة ...سحب كفيها بقوة بعدما فتح أنبوب الكريم يضعه على كفيها الخارجي بهدوء، ثم دلكه بأنامله بحرص وهو ينظر إليه بأسى
-مش المفروض تلمسي اي حاجة سخنة، ولا تمسكي قلم
سحبت كفيها وأردفت شاكرة
-شكرا لحضرتك مكنش فيه داعي لدا كله..نهضت هاتفة
-فيه اجتماع بعض عشر دقايق ، اومأ إليها وتحركت ونظراته على مغادرتها
جلس ينظر إلى أنامله التي مازال بها أثار الكريم ..ابتسامة لاحت على شفتيه ولا يعلم لماذا، هل من صوتها الهادئ اليوم أو من روددها المتسرعة
بعد قليل جلس الجميع بغرفة الأجتماع ، جلست بجواره تضع بعض الأوراق
-دا اللي مفروض نقدمه للمناقصة، أستاذة نجوى قالت اسلمه لحضرتك
أشار بعينيه لخصلة شعرها التي هوت من حجابها ..هزت رأسها غير مستوعبة نظراته ..رفع أنامله وضمها لداخل الحجاب .. ألجمتها الصدمة من فعلته رغم شعور بفراشات تدغدغ معدتها ، ارتجف جسدها وانحبست أنفاسها بداخلها ..حتى شعرت بعدم قدرتها على التنفس ..لم يرحم ضعفها وأمال إليها
-روحي الحمام ، ظبطي حجابك، فيه خصلات باينة من شعرك
طالعته بصدمة ولم تقو على الحديث أو الحركة ، كانت هناك من العيون تراقب حديثهما..دلف الجميع لحجرة الاجتماع ، بينما هو أشار بعينيه إلى الحمام الموجود بالغرفة الكبيرة
نهضت تستند عندما فشلت بالوقوف والابتعاد عنه..ابتسامة ظهرت على وجهه عندما توردت وجنتيها وأصبحت كالتفاح ، ابتعد بنظره مبتعدا عنها ، يستغفر ربه ، ويحدث حاله
-البت دي عملت فيك ايه يافارس اتجننت فوق ..قابل عيناه عين عز الذي غمز إليه ..ولكن قطع حرب النظرات عندما تحدث أوس مبتدأ الاجتماع ، بوصولها تجذب المقعد وتجلس بجواره ..تحدثت إحدى المندوبات
-احنا سعداء جدا بالعمل معاكم، وانا النهاردة جايبة عرض هنستفيد منه احنا الاتنين
أشار أوس إلى جوان
-جوان شغلي العرض ... توقفت امام شاشة العرض وبدأت تشير إلى أرقام الميزانية التي وضعتها الشركة المنافسة بالتفصيل
اومأ أوس يشير إليها بالجلوس، ثم اتجه إلى نادين العضو المنتدب للشركة الأخرى
-حضرتك سمعتي دلوقتي..عروضكم مش مستوفية شروطنا
رمقت جوان بنظرة ثم توقفت بدلال وأشارت إلى بعض الارقام وتقوم بعكسها ثم التفت إليهم
-ليه منعملش كدا ، المكسب هيكون الضعف ..انحنى فارس وابتسامة ساخرة هاتفا
-شوفتي الشطارة يااستاذة جوان، وحضرتك بتزعلي مني، عايزة تروحي الجامعة مرحلة تأهيل
استندت على طاولة الاجتماعات متناسية حديث الجميع واردفت وعيناها تخترق أعين فارس متوقفة
-اه دا مكسب قريب بس فيه خسارة الضعف قدام، غير طبعا إنهاك العمال والمكن، مصانع الأدوية بتعتمد على الجودة قبل الكمية، مش علشان نكسب اسبوع كويس نخسر شهور قدام ..ثم اتجهت بنظرها إلى نادين
-أنا بتكلم في مجالي وطبعا الرأي الاخير للمهندسين، وانا متأكدة سمعة الشركة في السوق مستحيل تغامر بكدا
صفق أوس يشير إليها بالجلوس
-برافو ياجوان، دا اللي عايز افهمه للاستاذة نادين، عرضكم مرفوض ..وافقت نادين على مضض على شروطهم وتم التوقيع بين الطرفين ..انتهى الاجتماع وتحركت إلى مكتبها،تحرك خلفها أوس يشير إليها
-انقلي مكتبك عندي ، هحتاجك في الأيام الجاية، فارس معاه نجوى، والصراحة مستخصرك في الميزانيات فارس
ابتسمت له بمجاملة بوصول فارس متسائلًا:
-في ايه ..أشار عليها
-عايزها عندي، شوف مسعد يجب لك غيرها
-ليه هي عروسة حلاوة ، دي وظيفة ، روح دورلك على واحدة تانية ، وأنتِ مكانك متسبهوش لأي سبب ..قالها بغضب عارم واتجه إلى مكتبه لا يعلم مالذي بها ليجذبه بتلك الطريقة
مرت الأيام والشهور سريعا وعاليا التي اعتزلت بنفسها بمنزل والدها ، حاولت غزل معها بعد الذهاب إليها ولكنها لم تعود
تغيرت حالة ياسين وأصبح أكثر غضبا
واعتزل الجميع سوى ابنته التي اقترب منها وجعل حياته كلها منصبة اتجاهها
استيقظ على صوتها
-بابي ..بابي ، يالة حضرتك قولت هتوديني لمامي، انطي جنى تعبانة ومش قادرة تروح
فتح عيناه وحملها واجلسها فوق صدره
-عاملة دوشة ليه على الصبح
-عايزة اروح أشوف مامي النهاردة الجمعة وحضرتك وعدتني
شعر بانشقاق قلبه لنصفين، لقد اشتاق اليها حد الجنون، مرت قرابة الثلاث أشهر على عقابه أشد العقاب، رغم تهديدها بأبنته إلا أنها ظلت تعاقبه ، بوقوف والده بجواره، وجلوس راسيل معها ثلاث ايام بالاسبوع ، حتى يضغط جواد على كلاهما ولكن كليهما تمسك برأيه
قبل رأس ابنته وأشار إليها بالخروج
-انزلي العبي مع ولاد عمك وانا هاخد شاور وانزل حبيبتي..قبلت وجنتيه تصفق بيديها وهبطت
مساء قبل حلول شهر رمضان
أغلق ألبوم الصور..ثم انحنى يطبع قبلة مطولة على جبينها
-حبيبة بابي لازم تنام علشان عندها حضانة الصبح ..رفعت رأسها تحاوط والدها
-بابي احنا هنفضل عايشين بعيد عن مامي قد ايه، هي وحشتني قوي..لمعت عيناه بالعبرات فلقد شقت كلمات ابنته صدره، واشتعل من اشتياقه الكامن لها، فنهض من فوق فراشها مهرولا للخارج يحبس عبراته حتى لا يضعف أمامها، ولج لداخل غرفته واطبق على جفنيه بقوة يمنع عبراته من التمرد..قطع جحيم اشتياقه هاتفه ..ابتلع غصة واجاب
-أيوة يابابا..على الجانب الآخر
انزل بالبنت كلنا تحت وسفيان هنا كمان بيسأل عليها
حمحم حتى يجلي صوته قائلا
-عندها كويز بكرة ولازم تستعد..قاطعه على الجانب الآخر
-قولت نزل البنت، انا عارف انها صاحية ..وبعدين احنا في رمضان يعني مفيش نوم قبل الفجر، مش هتكلم كتير
استمع لطرقات على باب غرفته..طلت برأسها
-بابي ممكن انزل شوية لجدو ونٓانٓا
أشار بيديه تقدمت منه
-جلس على عقبيه أمامها يمسد على خصلاتها
-إنتِ زعلانة من بابي علشان منعك تلعبي تحت
هزت رأسها بالنفي
-لأ يابابي، انا كان عندي هوم ورك وكان لازم اخلصه مع الناني ، حضرتك زعلان مني ..ابتسم لها ثم رفع كفيها يقبله
-ابدا ياحبيبة بابي انزلي شوية لجدو وابعدي عن سفيان وآدم وقصي ..أمسكت يديه
-طب ممكن اكلم كنان يابابي
-انزلي حبيبة بابي هغير رأيي
بعد فترة من مراقبة جواد لأحفاده، وصل حازم وجلس بجواره
-كل سنة وانت طيب ياجواد
ابتسم إليه :
-وأنت طيب حبيبي، فين مليكة
-عند ميرنا بيشوفوا ايه اللي ناقص العروسة
-خلاص جواد نوى يدخل بعد العيد
اجابه حازم
-إن شاءالله كانت هنا خلصت امتحاناتها، لو على جواد عايز يتجوز الصبح
ابتسم جواد بحزن ثم رفع رأسه الى حازم
-عندي مشوار مهم ، شوية وراجع لك
-حضرتك طلبتني يابابا ..قالها أوس
أشار إليه بالدخول
-جهز عربيتك يابابا هنروح لمرات اخوك
دلفت غزل تطالعه بصدمة
-جواد هتروح فين دلوقتي
تحرك قائلاً:
-رايح اجيب ام البنت ..صاح على جاسر الذي هبط من أعلى
-مفاتيح بيتك فين ؟!
ضيق عيناه مستفهما :
-فيه حاجة يابابا!
جذب مفاتيحه وأردف:
هنفضل لحد امتى يعني واحنا ساكتين
وكل اللي بت
بيقوله محدش يدخل ، والتانية راكبة دماغها ، كويس إن باباها جه، اه. نعرف نتكلم معاه ..خد مراتك على بيتك ، وانا هقنع عاليا تيجي هناك علشان بنتها، حرام البنت مالهاش ذنب
اومأ جاسر متفهما ثم هتف
-أنا عندي شغل كام يوم في بور سعيد وجنى خلاص داخلة على الشهر السابع
مينفعش تقعد لوحدها فياريت حضرتك تقنعها بكدا فعلا
تحرك قائلا :
-هتيجي لما اقولها هتيجي ..لما اشوف آخرة اخوك ايه
بالأعلى امسك هاتفه وقام بمهاتفتها ، قامت بالرد عليه سريعا
-البنت حصل لها حاجة ..تنهيدة موجعة ثم أردف:
-أنا مسافر بكرة العريش ، ومش عارف هرجع امتى خلي بالك من البنت كويس
هبت من مكانها واختتق حلقها بغصتها المؤلمة
-عريش تاني ليه ؟!.
تراقص قلبه فرحا عندما شعر بخوفها عليها، فلعب على مشاعرها قائلا
-يمكن ترتاحي ويجي لك خبر وفاتي
شهقة خرجت من فمها تضع كفيها على فمها تهمس بصوت خافت
-بعد الشر عنك
أطبق على جفنيه يهمس إليها
-وحشتيني يالولو، قلبك قاسي قوي على ياسين
ارتفع بكاؤها قائلة
-ياسين !!..نهض من مكانه هامسًا إليها
-حياته كلها ياهبلة، ازاي تفكري ممكن اخونك بس ياعاليا وانا روحي فيكي
-ياسين ..قلبي وجعني ليه عملت فيا كدا ..لو عايزني تعالى خدني
تحرك سريعا إلى غرفة ثيابه ليرتدي ثيابه سريعا متجها إلى خاطفة قلبه
بالحديقة تجلس بأحضانه ويحاوطها بذراعيه، يشاهدون بعض غرف النوم واثاث منزلهم ، توقفت عند إحدى الغرف تشير إليه
-دي حلوة حبيبي ، ولونها حلو قوي
عاجبك حبيبي
رفعت رأسها إليه
-عجبتك انت ...لملم خصلاتها وانحنى يطبع قبلة على وجنتيها
-المهم أنتِ اللي يعجبك يعجبني
-جواد بتحبني ..جذبها بقوة لأحضانه
واطبق على جفنيه يستنشق رائحتها بوله
-جواد بيعشقك ياهنا، نسيتي انك بقيتي مراتي وباقي شهر وتكوني في حضني
دفنت رأسها بأحضانه
-كنت خايفة انك تكون اتأثرت بكلامي
رفع رأسها واحتضن وجهها مقتربا لتختلط أنفاسهما ببعضهما
-جننتي جواد ياهنا، عايزة ايه اكتر مابقيت اعد الساعات علشان ارجع من شغلي واضمك لحضني
ابتسمت تلمس وجهه
-عايزك تحبني على طول لحد ماانعجز
قهقه عليها يجذبها للنهوض
-طيب نتجوز الأول وبعد كدا نشوف الموضوع دا
عند عاليا اصطدمت بحديث جواد وعجزت عن الرد، فأشار والدها
-عمك جه هتكسفيه، قومي ارجعي بيت جوزك وهو قالك اهو أنتِ راجعة لبنتك وهو هيعرف يتصرف مع ابنه
نظرت بحزن للخارج تنتظر وصول ياسين ولكن خاب املها ، فتحركت إلى غرفتها لتعود مع جواد على منزل جواد
عند ياسين قبل قليل ، ارتدى ثيابه وهبط للأسفل قابلته والدته
-ياسين بابا راح يرجع عاليا واياك تعترض، هيرجعها علشان ابنتها ، ابتسم لوالدته ولكنه بتر الابتسامة عندما أكملت والدته
-هتروح على بيت جاسر ومالكش دعوة بيها ..ودا شرطها
باليوم التالي بالشركة خرجت من الشركة فتوقف أمامها
-عايز اتكلم معاكي، نظرت إلى صديقتها ثم أشارت إليها
-هشوف الباشمهندس عايز ايه وهلحقك
أشار إلى سيارته قائلا
-روحي أنتِ يانجوى جوان هتروح معايا مشوار تبع الشغل
زوت مابين حاجبيها متسائلة
-شغل ايه ..أشار إليها يفتح باب السيارة
-ادخلي ياجوان مش هاكلك .. توقفت للحظات ثم استمعت إلى صوت عز بالخلف
-روحي معاه ياجوان ، متخافيش من فارس، هو هيتكلم معاكي على ضمانتي
صعد ياسين بغرفته يدور حول نفسه
-كانت بتضحك عاليا، عايزة تعرف حبي ليها، كور قبضته يزأر بصوت كالاسد ، ثم تحرك إلى منزل جاسر
بعد قليل بمنزل جاسر ، صعد إلى غرفته وترك جنى لاستقابلها، وصلت عاليا بعد قليل ...هرولت ابنتها إليها
-مامي جت..انحنى جواد يقبل حفيدته يشير إلى جنى
-حبيبة عمو خلي بالك من نفسك، همس جواد إليها
-ياسين عرف أن عاليا هنا، هتلاقيه شوية وجاي ، سبيه ياخدها
ابتسمت إليه وعلمت بمخطط عمها ، استدار جواد يشير إلى عاليا بالدخول
ثم تحرك إلى سيارته
وصل بعد قليل مترجلا من سيارته يبحث عنها ، قابتلته جنى التي تحمل كوب لبن لابنها ...توقفت أمامه
-فيه حاجة...
أشار إليها غاضبا
-وسعي من قدامي علشان مزعلكيش
دفع باب غرفتها وأغلقه خلفه ، كانت تقوم بتبديل ثيابها ، بحث عنها ، استمع الى صوت داخل غرفة الملابس
دلف للداخل وجدها تحمل ثيابها وتلتف بالمنشفة..
تحرك إليها يطالعها بإشتياق كاد يحرق صدره ، شعرت بأحدهم استدارت تنظر للذي دلف للداخل يغلق باب الغرفة مقدمه..
الفصل الخامس والاربعون ج1 من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا