عشق لاذع الفصل السادس والعشرون 26 ج2 بقلم سيلا وليد

         

عشق لاذع

الفصل السادس والعشرون 26 ج2

بقلم سيلا وليد

اومأ جواد متفهما، فأكمل الرجل حديثه الذي جعل جواد يهب فزعا من مكانه 


-إنت بتقول ايه، وانت عملت زي ما قالك 


صمت الرجل لبرهة واجابه :


-دي أوامره ياباشا واسف كان لازم انفذها..مسح على وجهه وتحول وجهه للوحة من الغضب بنفور عروقه وتحول عيناه التي ألهبت بنيران جهنم، حاول السيطرة على غضبه فتحدث متسائلا


-عملتها كام مرة


-مرتين؟!..متعملهاش تاني سمعتني ..قالها وأغلق الهاتف يلقيه بقوة على المكتب وتحدث مزمجرا 


-وبعدين معاك يابن جواد ليه يوم عن يوم عايز تلوث نفسك 


هوى على مقعده، يضع رأسه بين راحتيه، وانفاسه تتسارع داخل صدره 


❈-❈-❈


ولجت غزل إليه تطالعه بصمت ثم اقتربت حيث جلوسه


-جواد !!..رفع رأسه ينظر إليها ثم أشار إليها 


-تعالي حبيبتي..تقدمت حتى استندت على المكتب امامه 


-مش كفاية شغل، ياله علشان ننام، روبي نامت هي وابنها فقولت نرتاح احنا كمان وتريح نفسك 


نهض من مكانه وسحب كفيها 


-أنا هلكان فعلا ياغزل وعايز انام كتير..حاوطت خصره 


-الف سلامة على حبيب غزل المهمل في صحته 


ابتسم يسحبها متجهًا لغرفته 


بمكان بعيدًا خارج مصر


كانت تجلس بأحضانه أمام المدفأة وكفيه يمسد على بطنها 


-عامل ايه حبيب بابي..وضعت رأسها على كتفه مبتسمة 


-تعبانة اوي يابيجاد، المرة دي صعبة عن حمل سفيان 


طبع قبلة على رأسها يضمها بقوة لأحضانه 


-معلش حبيبي، هانت كلها كام شهر وترتاحي 


ابتسمت من بين أوجاعها 


-كام شهر، بتصبرني يعني..استمعت لمربية طفلها 


-مدام ..سفيان عايز حضرتك..نهض بيجاد بعدما وضع وشاح ثقيلا على كتفها 


-خليكي مرتاحة هشوفه ورجعلك ..اومأت بابتسامة ضعيفة ، ثم اتجهت لهاتفها تهاتف والدتها


-مامي ..اخباركم ايه 


كانت تجلس أمام مرآة الزينة فردت قائلة :


-إحنا كويسين ياقلبي، اخبارك ايه وأخبار حبيب نٓانٓا إيه 


-قصدك اللي جوا ولا اللي برة 


ابتسمت غزل ونظراتها من خلال المرآة على جواد الذي يجلس متراجعا على الفراش مغمض العينين فتحدثت: 


-اللي جوا واللي برة، ياله متتأخروش علينا ، وجدو كمان وحشهم اوي ..نهضت غزل من مكانها قائلة 


-أيوة حبيبتي بابا صاحي دلوقتي..مسدت على رأسه 


-كلم ياجدو ام سفيان ..ابتسم وهو يحذبها بين ذراعيه مجيبا على ابنته 


-غنونة بابا..انسابت دموعها تهمس له 


-بابا وحشتني اوي ياحبيبي..اعتدل متسائلا 


-غنون بتوجع قلب باباها وبتعيط ولا ايه ..شعرت بوجود بيجاد جنبها فإجابته بعدما أزالت عبراتها


-لا ياحبيبي ...وحشتني، روبي عاملة ايه، وجاسر يابابا لسة مرجعش حي الألفي 


-كلنا كويسين ياحبيبتي، وبعدين ماانتِ بتكلمي مامي على طول وعارفة الاخبار..ابتسمت تنظر لبيجاد وهتفت


-طول عمرك جواد الألفي ياحضرة اللوا 


مبروك الحفيد التالت عقبال الرابع والخامس إن شاءالله 


أطلق ضحكة خافتة ثم انحنى يطبع قبلة على رأس غزل 


-كفاية عليكوا كدا يابابا، علشان تعرفوا تربوه مع اللي جاي، قولي للحلوف اللي جانبك اتهدا يالا 


قهقه بيجاد يخطف الهاتف من يد غنى


-طول عمرك قارش ملحتي ياحمايا، معرفش بتغير مني ولا ايه، يعني مش كفاية عليك غزالتك، عينك من مراتي 


ارتفعت ضحكات جواد يغمز لغزل 


-شوفتي الحلوف بيقول ايه..ثم استأنف حديثه:


-إنت هترجع بكرة ولا لا ياحيوان، 


-تدفع كام وانا ارجع !!


اممم ..تمتم بها جواد فأردف بنبرة رخيمة لا تقبل الجدال


-غنى تكون في مصر بكرة علشان فرح اخوها، ومتنساش اختها ولدت، واياك اسمع نفسك ..قالها وأغلق الهاتف 


لكمته غزل بصدره 


-حرام عليك ياجواد، ليه قارشه كدا 


تمدد على الفراش يغلق عينه يجذبها لأحضانه 


-نامي يازوزو متبقيش هبلة زي الحلوف دا 


❈-❈-❈


بمنزل حازم 


كان يجلس أمام المسبح يتحدث بهاتفه، اقتربت منه تقى تضع كفيها على كتفه 


-جواد ممكن نتكلم لو فاضي..اغلق الهاتف واومأ لها يشير للمقعد 


-اتفضلي ياحبيبتي 


جلست تقى تفرك كفيها ثم رفعت عيناها 


-عايزة اروح ازور جنى وماما رافضة، فإيه رأيك تقولها..ذهب بذاكرته لذاك اليوم وابتسامة زينت وجهه وهو يتذكرها بثيابها وشفتيها المطلية، أغمض عيناه يستغفر ربه ، ثم هرب بنظره لأخته وتحدث


-هقولها ياتقى، بس انا مينفعش اروح معاكي، شوفي ماما أو كلمي عز 


نهضت واقتربت منه تلثم وجنتيه 


-شكرا ياحبيبي..قالتها وتحركت سعيدة من أمامه..ظلت نظراته على خروجها حتى اختفت من مكانه


تراجع بجسده يضع يديه خلف عنقه يتذكر لحظاتهم مع بعضهما البعض 


تنفس بحزن يهمس لنفسه


-وبعدهالك ياجواد هتفضل تفكر فيها لحد إمتى دي بقت مرات اخوك، لازم تبعد عن الوجع دا 


كور قبضته واغروقت عيناه بالدموع هاتفا:


-ليه ياجنى توجعي قلبي وتخليني اتعلق بيكي وأنتِ بتحبيه، ولا هو اللي لعب بمشاعري..


شعر بأقدام خلفه استدار ينظر فوجده عز ..أشار إليه 


-بتعمل ايه يابني دلوقتي مجنون، فيه حد يركب عجل في الجو دا


اتجه إليه يربت على كتفه


-جه في بالي اركب عجل دلوقتي ايه حرام ..وضع كوبه الحراري أمامه على الطاولة، فامسكه جواد 


-بتشرب ايه دا ..جذبه عز قائلاً :


-سم تشربه، اهو ارتاح منك


قهقه جواد قائلاً :


-ياريت بس اشرب انت شوية وأنا بعدك علشان نموت مع بعض 


تراجع عز يرفع قدميه فوق الطاولة يرتشف مشروبه قائلاً:


-ماتيجي نعمل اي حاجة زي زمان ..القعدة وحشة ياخي 


اقترب جواد يستند على مقعده ثم دقق النظر بعينيه 


-هو انت روبي كرشتك وجاي تقرفني، تعالى نروح نسرق التوت 


قطب عز جبينه 


-نسرق توت..نهض جواد يرمقه بسخرية 


-قوم ياباشمهندس نام، عندنا شغل والساعة اتنين ياحبيبي..امسك عز هاتفه يشير إليه مشمئزا 


-هتصل بالأهبل التاني اللي فعلا بيفهمني مش حلوف زيك...قام برفع الهاتف وظل يهاتفه لبعض الوقت 


عند جاسر، كانت تغفو بين أحضانه، بسط يديه جاذبًا إياه يرفعه وتحدث بنبرة متحشرجة إثر النوم :


-أيوة ..ضحك عز بصوت مرتفع 


-دا الحنين نايم، واحنا هنا بنشرب اعشاب 


-عز!! فيه حاجة


حك عز ذقنه يطالع جواد 


-محتاجك يازميل وحشتني ياجسورة


تهكم جاسر مبررا


-إنت ماوحشتنيش، مراتي بس اللي بتوحشني ، وامشي شوفلك لعبة العب بيها عايز أنام ..قال وحشتك..قالها وأغلق الهاتف 


نظر عز للهاتف جاحظا عينيه 


-شوفت الواد قال ايه، يخربيتك يابن جواد..قهقه جواد يضرب يديه ببعضهما ثم ربت على كتفه بقوة


-قوم يازيزو روح ياحبيبي، خد المخدة في حضنك ونام ..نهض عز واتجه إليه، ولكنه هرول يضحك بصوت مرتفع 


-خلاص ماتتحولش هنروح نسرق توت 


توقف عز يضع كفيه بخصره


-على اخر الزمن ياعز شوية حلاليف يلعبوا بيك، الواد دا بيقول نسرق توت يعني ايه ..يقصد نخترق الأجهزة ولا ايه يخربيت غبائه 


بقصر المنسي 


طرقت على باب جناحه ثم ولجت للداخل وجدته يقوم بعمل رياضيته، وزعت نظراتها على الجناح بأكمله، توقفت أمام صورة تجمع العائلة ..تلألأت عيناها بالعبرات اقتربت تتلمسها، فشعرت بذراعه يحاوط جسدها 


-ماذا تفعلين هنا جنيتي ؟!


أزالت عبراتها تشير على الصورة


-لسة محتفظ بيها..


أدارها إليه حتى أصبحت بمقابلته 


-لماذا تبكين صغيرتي؟!


تراجعت بعيدا عن ذراعيه


-مجليش نوم فجيت اقولك عايزة ارجع شغلي من تاني وعمي جواد رجع من اسبوع وسأل عليا في المستشفى ، وهيزعل اوي لما يعرف سبت المستشفى من غير ما أقوله واشاركه زي كل مرة 


قاوم صدع كلماتها التي ازعجته فأشار بسبباته محذرا 


-انه ليس له الحق فيما أفعله معكي، نعم أنني احترمته لوقوفه بجانبك، ولكن لابد له أن يعلم أنني عدت وامرك يهمني أكثر من أحد..أخبريه انتي وافقت على وجوده بحياتك لتوقفه معكي بغيابي فقط..أخبريه عن موعد زفافنا، يكفي مرور ذاك الوقت 


-وهيا اخرجي من غرفتي ، ولم يوجد لديك عمل بعد آلان، عملك هنا بغرفتي وسط أحضاني ماليس سوى ذاك ..هيا اخرجي آلان 


شعرت بقبضة تعتصر فؤادها ويحترق ألما على كلماته النارية، فاقتربت منه 


-إنت ليس سوى ابن عمي ليس إلا.. انا حرة ونسيت اقولك يابن عمي أنا مرتبطة بشخص تاني ..لكمته بصدره واهتاجت صارخة 


-جاي بعد ١٥ سنة توقف قدامي ببجاحة وتقولي انا حقك، كنت فين لما دفنت ابويا وحيدة، كنت فين لما كنت بتعب ومابلقيش اللي يقولي هوني على نفسك، الراجل اللي بتقول عليه مش من حقه ، هو اكتر شخص له الحق فيا ..قالتها واستدارت متجهة لغرفتها سريعا 


الصفحة التالية


الفصل السادس والعشرون


6


بغرفة ياسين قبل عدة ساعات 


توقف يستمع إليها بذهول، ارتبكت تتراجع للخلف وهي تشير  للهاتف


-دا ..دا ..اقترب منها يرمقها بنظرات نارية 


-دا عشيقك الحقير صح..دفعته صارخة 


-اخرص ..انت ازاي تتجرأ وتقول كدا، أصابها الذهول واخترقت كلماته روحها لتنزف بصمت 


-من اول مرة اتقابلنا فيها وانت نظرات شك واتهام وبس، سألت نفسك مرة واحدة انا ممكن اعمل كدا ولا لا، واحدة عارفة معالم دينها، وبتخاف ربها ممكن تنزل الانحطاط دا، لا طبعا سمعت انت وكريم ونفذت حكم الاعدام ..ازاي انتوا ظباط اه ازاي 


واحد عديم الاخلاق عرف يلعب بيا، وانتوا حكمتوا عليا ..عمري ماهسامح حد فيكم، انا بكرهكوا كلكو


أخرجت كل مايؤلمها ونظرت إليه بنظرات معاتبة تنخرط ببكاء مرير 


-شوف التليفون وبعدين اتهمني براحتك، دا رقم رن عادي معرفوش 


فكرت جنى لأنها كل شوية بتغير رقم ، واكيد سمعتني 


اكتفت بإيماءة تتراجع للخلف وتنساب عبراتها بقوة 


-طلقني مبقتش طياق انت انسان مريض، مريض بالعند والتكبر، زي مايكون الكون كله تحت امرك، مستحيل افضل على ذمة شخص ذيك 


ظلت تبكي بشهقات 


-بكرهكوا كلكوا، قالتها وولجت لغرفتها تغلق الباب خلفها بقوة 


جلس على المقعد وانفاسه تتسارع داخل صدره حاول تهدئة نبضات قلبه التي صخبت بقوة 


نهض يثور كالأسد المفترس يحطم كل مايقابله 


-حقيررررة..استمعت لصراخه بالخارج أطبقت على جفنيها متألمة 


-ليه ياياسين تعمل كدا، وضعت كفيها على صدرها هامسة 


-يارب اصلح حالي، يارب خدلي حقي من كل من اذوني ..تمددت تتكور بوضع الجنين حتى غفت بمكانها 


بمنزل جاسر 


خرج من مرحاضه يقف أمام المرآة يصفف خصلاته بعدما ارتدى ملابسه، جمع اشيائه الخاصة يضع سلاحه بخصره، كل هذا وهي تراقبه بعينان تفيض ولعًا بعشقه ..استدار متجهًا إليها 


-همشي جنجون وساعتين هرجع اويكي حي الألفي 


هبت من مكانه متناسية ماترتديه ، 


-بجد ياجاسر يعني هنروح حي الألفي، انا بحبك أكتر واحد في الدنيا، قالتها بطفولية،  وقف ونظراته تخترق جسدها الذي لا يستره سوى منامة شفافة تصل أعلى ركبتيها،  دنى بخطوات سلحفيه ومازالت نظراته تخترقها، توقفت عن الحديث تنظر إلى ماينظر إليه، جحظت عيناها، تلقيه بالوسادة ثم هرولت للمرحاض


-أنا كنت عارفة إنك قليل ادب، غبية ياجنى سايبة الرجالة المحترمة كلها ورايحة تتجوزي ابو عين زايغة، أغلقت باب المرحاض تعض على أناملها تبتسم بخبث عندما استمعت لطرقاته على الباب


-مش عجبك عايزة تتجوزي راجل محترم ..، طيب انا قليل ادب ، افتحي الباب يابت


وضعت كفيها على فمها تمنع ضحكاتها ثم هتفت من خلف الباب 


- اه انت قليل ادب واقف تبصبصلي، ركل الباب بقدمه 


-عارفة لو مش ورايا شغل صدقيني كنت اعرفك ازاي ابصبصلك يامؤدبة 


صفقت بكفيها تبتسم بسعادة ثم تحدثت:


-روح شغلك ياحبيبي اتأخرت، واقفل رماديتك دي علشان محطلكش  فيها ملح يابن جواد 


تحرك وهو يطلق صفيرًا قائلا:


-ماوعدكيش ياجنجون قولتلهم ينقلوني قضايا الاداب المخدرات دي كلها مجرمين بس الاداب فيها ستات حلوة..لم يكمل حديثه عندما استمع لفتح باب الحمام، تخرج منه كالمجنونة 


وصلت إليه تلكمه بصدره صارخة به 


-ستات ايه يابو عين زايغة يابتاع الاداب، طب والله لأعلمك الادب اهو مفرد اداب ، ظلت تلكمه كالمجنون تصرخ به،  وصوت ضحكاته التي ارتفعت بالمكان يرفعها لاحضانه يدور بها يدفن رأسه بخصلاتها


- اخيرا خرجتي ياروحي، شوفتي عرفت اخرجك..حاولت التملص من أحضانه 


-وسع يارخم يابصباص يابتاع الاداب 


ألقاها على الفراش ومازالت ضحكاته تزين وجهه، حاوطها بذراعه 


-أنا بصباص ياجنجون، وقليل ادب وعايزة تتجوزي واحد مؤدب ..طيب هبص اهو ..قالها وهو يوزع نظراته على جسدها، يمرر أنامله ، وضعت كفيها على وجهها تغمض عيناها 


-بس بقى ياجاسر، عيب كدا، والله هعيط، ياله امشي بقى 


❈-❈-❈


اقترب من وجهها يزيل كفوفها يهمس لها 


-لازم اصالح جنجونة قلبي الأول وأعرفها أن عنيا مش شايفة غيرها، وبدعي من ربنا لو حاولت في مرة اشوف غيرها ودا اللي مستحيل يحصل علشان مفيش اجمل منها في الدنيا كلها، ربنا يصبني بالعمى ياروحي


قالها وهو يدنو يطبع قبلة بجانب شفتيها واستأنف همسه 


"جاسر بيعشق جنته، مش محتاج لحد تاني انتي اخترقتي القلب وتربعتي على عرشه ياروحي ومفتاحه يخصك وحدك" قالها وهو يفترس ملامحها الجميلة ثم اعتدل وأشار عليها 


-هبلة نسيت أنها كانت طول الليل كدا في حضني، اجهزي حبي  فرح ياسين اخر الأسبوع هخليكي تباتي كمان ليلة هناك..قالها واستدار سريعا للخارج يحاول السيطرة على نفسه من طلتها التي أضعفت كيانه وزلزلت دواخله..


هبت من فوق فراشها 


-جاسر!!


توقف يواليها ظهره، تحركت إليه ثم أدارته إليها ترفع نفسها تطبع قبلة بجانب شفتيه:


-هتوحشني اوي، مش عايزاك تفكر في أي حاجة غير مراتك حبيبتك، ومش عايزة ابات بعيدة عنك 


مسد على خصلاتها ثم استدار وتحرك 


ارتدى نظارته متجها لسيارته يتحدث بهاتفه:


-جهز القوة جالي إشارة بالمكان، هعدي اجيب إذن نيابة 


باليوم التالي عند ياسين  


خرج من شركة يتحدث بهاتفه 


-كريم ابن عمك هموته سمعتني، توقف كريم متسائلاً :


-فيه ايه ياياسين ؟!


-الحقير لسة بيكلم اختك ياكريم، صدقني أنا بحاول أمسك نفسي معاها علشانك، هي متلزمنيش، لسة جاية من شركة الاتصالات دلوقتي ، بيكلمها وبيبعتلها رسايل بس اختك بتمسح الرسايل، انا بحاول امسك نفسي ياريت تكلمها وتفهمها أنها متجوزة 


شعر كريم بغصة تختنقه، حاول الهدوء فأردف :


-هزورها ياياسين، لازم نتكلم مبقاش ينفع وخاصة بعد موضوع حفلة جوازكم دي ، مش عايز حد يشك ، واتعامل ياياسين على انك عريس ياخي وهشوف خالد 


لكم القيادة بعنف صائحا:


-أنا مش عريس ياكريم سمعتني ..قالها وأغلق الهاتف يقود السيارة بسرعة جنونية حتى وصل للنيل توقف ينظر بحزن يقبع داخل صدره ذهب بشروده لذاك اليوم الذي جعله بلا نبض 


فلاش :


خرج من كليته وقام بمهاتفتها 


-لي لي ..انا جايلك حبيبتي..نهضت من جوار أصدقائها ترجع خصلاتها للخلف بفعل الرياح 


-جاي دلوقتي..ابتسم والسعادة ترتسم بعينيه قائلاً :


-اطلعي برة قدامي دقيقتين بس 


توترت مرتبكة فتحدثت بتقطع :


-بس .. أنا ، يعني عندي محاضرة دلوقتي مينفعش ياياسين .. مازالت الابتسامة تزين وجهه 


-مش هأخرك، اطلعي ياله وحشتيني..أغلق الهاتف يطلق صفيرًا ثم فتح هاتفه على الموسيقى الهادئة مبتسمًا بحبور، وصل بعد قليل مترجلا من سيارته متجها إلى وقوفها، ولكنه توقف عندما وجدها بتلك الثياب مرة أخرى ..اقترب إليها يرمقها بنظرات تود إحراقها ..توقف أمامها صامتًا وعيناه تحكي الكثير والكثير 


ابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت: 


-ياسين لازم نتكلم ..أشار بيديه للتحرك ..ترجلت من سيارته متجهين لكافيه على النيل ..جلست بمقابلته تطالعه فترة من الصمت ثم تحدثت 


-أنا آسفة على اللي هقوله بس لازم تسمعني للآخر 


وصل النادل لمشروباتهم 


-عايزة كولا لو سمحت..قالتها بهدوء 


ثم اتجهت بنظرها لياسين الذي هتف 


-قهوة مظبوطة لو سمحت..قالها ثم اقترب يستند على الطاولة منتظر حديثها 


-ياسين انا مش هقدر اتجوزك، فكرت كويس مستحيل اقدر اعيش في مصر، عرفت من بابي إن  الظباط مابيسافروش وحياتكم بتكون مقيدة اوي، حقيقي آسفة ياياسين مش هقدر اكمل معاك وكمان انت بتقول ماينفعش نرتبط طول ماانت في الكلية ، ومينفعش نتقابل، حياتك غير حياتي، انا متعودة على الحياة في امريكا، هيكون صعب اوي اقدر اتأقلم على الحياة هنا..صمتت تنتظر حديثه، ولكنه ابتعد بنظره بوصول مشروباتهم ..استمعت لرنين هاتفها امسكته تنظر إليه ثم نظرت الى ياسين فتحدثت قائلة: 


-سوري ياياسين لازم ارد


-أيوة ياحسام ..نظرت بساعة يديها وأجابته: 


-تمام هستناك قدام الكلية بعد ربع ساعة، لا خلصت محاضراتي ..اوكيه 


حمحمت متوترة تطالعه: 


-دا حسام ابن شريك بابي، دكتور في جامعة بأمريكا، ونزل إجازة واتعرفنا على بعض في بارتي لريان ابن عمو عمر..واتقدملي وانا وافقت 


نهض من مكانه ملقيا بعض النقود على الطاولة، ثم ارتدى نظارته الشمسية 


قائلاً :


-ألف مبروك، اتمنى لك السعادة ..قالها واستدار سريعا


خرج من شروده وآه حارقة خرجت من أعماقه 


-ليه مكتوب عليك الغدر ياياسين، فوق وماتخليش حتة بت زي دي تلعب بيك..شغل مقود السيارة متجهة لمنزله 


وصل بعد قليل لغرفته 


دفع الباب وبحث عنها بعينيه..اقترب حيث جلوسها بالشرفة، تضع رأسها فوق ركبيتها تنظر للخارج بعينين خاوية من الحياة ..انحنى لمستوى جلوسها 


-ايه البرنسيسة عاجبتها القعدة، اجهزي يا..صمت للحظة يرمقها بإزدراء: 


-مش عارف اقول ايه ..مدام ولا آنسة، رغم اني اشك من كلمة آنسة دي ..رفعت نظرها إليه وأجابته بروح محترقة وقلبا يتمزق ألمًا


-إنت إنسان مريض  كلك عقد عايز تروح لدكتور نفسي، ابتسامة ساخرة تجلت بعينها وتحدثت متهكمة تغرز عيناها بعينيه النارية


-حتى الدكتور النفسي مش هيقدر يعمل معاك حاجة، احسنلك تشوف شيخ يطلع عفاريتك 


ضغط على فكها بقوة :


-عرفت أنه بيكلمك ياحقيرة، ومن زمان مش من دلوقتي ، بس ياترى الأمورة بتروح تقابله..ضغط بقوة يتحدث من بين أسنانه:


-عندك جرأة توقفي قدامي وبتتبجحي


حاولت الابتعاد قائلة :


-ابعد عني متلمسنيش 


-انتِ ايه ياشيخة رغم اللي أنتِ فيه بس لسانك اطول منك


ضغط على خصلاتها 


-تدخلي زي الشاطرة تعمليلي اكل، وتكوي الهدوم، وبعد كدا أشوف هعمل فيكي ايه 


دفعته بقوة وتحدثت بعينان تطلق سهامًا مشتعلة: 


-قولتلك مليون مرة بطل الهمجية اللي انت فيها دي، انا هنا مش الخدامة بتاعتك، ولأخر مرة هقولك طلقني لو فعلا راجل ، مع إني أشك ..سحبها بقوة خلفه يجرها من خصلاتها متجها للداخل ، فقد أخرجت شياطين الجحيم القابعة بداخله 


-هعرفك انا راجل ولا لأ يامؤدبة يابنت الناس المحترمة..توقفت متراجعة تمنعه بضراوة ..جذبها بقوة فلقد أظلم قلبه الحالك واحترق بنيران الغدر والخيانة يدفعها بغضب على الفراش 


-دلوقتي هعرفك انا راجل ولا لأ


هزت رأسها وتسابقت عبراتها ضربات قلبها مذهولة من تحوله 


ياسين متعملش كدا، انت عارف اخر جوازنا ايه من فضلك ماتخلنيش اكرهك 


ضغط على كتفها بقوة آلامتها 


-ليه ماشبهش الحيوان اللي بتكلميه، انحنى مقتربا من ثغرها ابتعدت تدفعه وتبكي تهتف من بين بكائها 


-ابعد ياياسين ..


ضغط على ثغرها بخاصته كالمنتقم من حبيبه، إلى أن صمتت مقاومتها، 


تراجع مبتسما بسخرية:


تؤ مش حلوة ..طعمها وحش ..قرص وجنتيها وتحدث مشمئزًا: 


-متخافيش مش هقرب منك لان مفيش حاجة تشدني، أشار عليها مستهزئا 


-إنتِ على بعضك ماتحركيش فيا حتى نظرة..ادخلي اجهزي علشان اليومين اللي قبل الفرح دول تروحي عند جاسر 


اهو حتى اطمن انك تحترمي نفسك


❈-❈-❈


اقترب وحاوطها بذراعيه ينظر لدموعها 


-بلاش دموع التماسيح دي، سبيها لليلة دخلتنا، دنى حتى اختلطت انفاسهما 


-اجهزي ياعروسة فرحنا بعد يومين ولازم نعمل دخلة بلدي، ودا أمر ياروح ياسين ..قالها مبتعدا يطلق صفيرًا وتحرك للخارج 


-هستناكي تحت، على الله تتأخري هطلع واقدم الدخلة على طول 


اهتز جسدها حتى شعرت بإنهيارها وعدم قدرتها على الوقوف، فهوت جالسة تضع أناملها على شفتيها 


تهمس لنفسها


-هو باسني ولا أنا بتخيل، وضعت كفيها على وجنتيها لتشعر بلهيبها 


-الواد دا هيموتني بسكتة قلبية ..بس وحياة ربنا ماهرحمك ياحضرة الظابط 


ظلت بمكانها لبعض الوقت تفكر بشيئا ثم نهضت من مكانها متجهة لغرفة ثيابها


الصفحة التالية


الفصل السادس والعشرون


7


بعد عدة ساعات وخاصة وقت الظهيرة 


ولجت الخادمة إليها 


مدام جنى فيروز برة عايزة تقابل حضرتك، لا تعلم لماذا شعرت بتوقف نبضها وانتابها رعشة مخيفة ، فأشارت الخادمة 


-خليها تدخل..طالعتها عاليا 


-جنى دي فيروز اللي كانت متجوزة جاسر، كأن لا يوجد احد سواها، قلبها ينبض بعنف،  وارتعاشة بسائر جسدها 


حتى ولجت فيروز وابتسامة متسعة على وجهها قائلة 


-اتقابلنا تاني ياجنجون..


ابتسامة باردة بملامح جامدة تطالعها بصمت حتى تحدثت فيروز 


-فين جاسر، جاي افرحه واقوله مبروك هيكون أب بعد سبع شهور


برودة اجتاحت جسدها بالكامل، وتحجرت عبراتها بمقلتيها، شهقة خرجت من فم عاليا، 


ابتلعت جنى ريقها ف


قهقهت بصوت مرتفع ورسمت البرود على ملامحها، وجلست تضع قدم فوق الأخرى، ثم امالت تجذب حبة من الكريز


-بتقولي انك حامل من جوزي صح قالتها وهي  تطالعها بنظرة نارية على برودها 


-ايه مش مصدقة، ولا ايه ..قالتها فيروز


جذبت محرمة ورقية ومسحت فمها ثم نصبت عودها 


-مش موضوع مصدقة ولا لأ، موضوع اني واثقة في جاسر، بصي هو بعيد عني أهو، بس ميعملهاش


ولو على قصدك الليلة إياها، وحياتك ياحبيبتي لو بعتيلي الفيديو نفسه هقولك مستحيل..مش مصدقاكي


❈-❈-❈


رغم انهيارها الداخلي إلا أنها هتفت تشير على الكريز 


-تاكلي كريز علشان البيبي إنما انتي وصلتي الشهر الكام ..قاطعتهم الخادمة 


-مدام جنى حضرة الظابط جه برة وبيقول لحضرتك اطلعيله


رمقت فيروز بنظرة خبيثة مبتسمة ثم اتجهت لعاليا 


-نادي على حضرة الظابط يالولو 


قولوا ام ابنك جوا 


ولج جاسر ونظراته عليها 


-ايه حبيبي مش هنروح حي الألفي 


تحركت جنى من أمام فيروز لتظهر لجاسر


قطب جبينه متسائلًا:


-ايه اللي جابك هنا يابت ..اتجهت جنى إليه ثم اقتربت منه تحتضنه


-حبيبي وحشتني ..طوقها بأحضانه يطبع قبلة على رأسها وعيناه على تلك الواقفة 


-البت دي جاية هنا ليه..طوقت ذراعه واتجهت إلى فيروز تشيرا عليها مشمئزة 


-الاستاذة جاية ومفكراني هبلة وهصدقها، وبتقولي أنها حامل ..قالتها وهي ترفع عيناها المتألمة إليه 


لف ذراعه يحاوط خصرها يهمس بجوار أذنها 


-جنى !! أغمضت عيناها واجابته 


-أنا هطلع اوضتي ياجاسر، هستناك فوق ..تحركت بعض الخطوات..فجذبها لأحضانه 


-5دقايق واكون عندك ..


-أنا قولت لمنيرة تجهزلها أوضة في الجنينة جنب أوضة الكلب ياحبيبي 


قالتها وتحركت للأعلى تنادي على منيرة 


-جهزي الغدا يامنيرة، لغيت الرحلة 


اتجه إليها تراجعت بخطواتها للخلف 


-اسمعني ياجاسر، والله انا حامل ولو مش مصدقني خدني للدكتور 


جنى ...صاح بها جاسر 


توقفت عن تحركها اجهزي ياقلبي هنروح حي الألفي ...قالها بدخول أحد الرجال يشير على فيروز 


-خد المدام دي احبسها في أوضة الجنايني، ممنوع تخرج من باب الاوضة..اقترب وابتسامة على وجهه


-شوفتي انا جبتك لحد عندي إزاي، بتقولي الولد ابني صح 


اقتربت منه تغرز عيناها به 


-اه ابنك ولو مش فاكر عملت ايه في الليلة إياه افكرك، استدارت برأسها لجنى قائلة 


-طبعًا مش هقولك على جوزك حبيبك بيكون حلو ازاي ياجنجون، صفعة قوية على وجهها 


-إنتِ واحدة ذبالة، هستنى من واحدة وهي بتخطط ازاي تخلي راجل ..استغفر الله العظيم..اقتربت منها ترمقها بإستحقار 


-اسمعيني يافيروز، لأن زمان سكت لك 


انا متأكدة من جوزي، والله حتى لو جبتي لي فيديو وقولتلي دا جاسر ..مش هصدقك، واحنا هنطلع ولاد أصول معاكي وأنا بوعدك يافيروز 


لو دا ابن جاسر هخليه يعترف بيه 


قالتها واستدارت للأعلى 


-جنى...صاح بها وهو يجلس على مائدة الطعام يجذب محرمته ثم هتف 


-ايه مش هتتغدي معانا علشان ترحبي بمدام فيروز وابنها


تجمد جسدها، فضغطت على ردائها 


ثم تراجعت لمائدة الطعام ورسمت ابتسامة 


-أكيد ياحبيبي، هو احنا هيجلنا أعز من فيروز...قالتها وهي تجذب مقعدًا بعنف ثم جلست عليه


تشير إليها:


-اتفضلي يامدام..دا حتى بعزم عليكي ومتخافيش انا مش زبالة زي ناس علشان احطلك حاجة في الأكل، وزي ماوعدتك ..رغم ما يشعر به من كلماته إلا أنه سحب كفيها يطبع قبلة عليه


-تسلم ايدك حبيبتي..عملتي الأكل اللي بحبه..ارتجف كفيها من ملامسته، فحاولت سحبه الا أنه تمكن منه حتى جعلها تطعمه بيديها


صرخت فيروز الذي تطالعهم بحالة جنونية


-جاسر ..أنا جاية أقولك أنا حامل وانت قاعد تهزر مع المدام 


لم يعريها أهتمام فأمسك بعض قطع اللحم يطعمها مبتسمًا ثم رفع رأسه إليها


-مش إنتِ قولتي اللي عندك وأنا سمعت ومراتي طلبت من منيرة تجهزلك أوضة في الجنينة، يبقى تروحي عليها وتستني ردي ..وآه مينفعش تقعدي معانا 


-منيرة!!


نعم ياباشا..أشار على فيروز 


-روحي مع محمد شوفي المدام محتاجة ايه، وخديلها اكل أصلها حامل 


بعد قليل خرجت منيرة ببعض الطعام إليها أوقفها جاسر 


-فين العصير يامنيرة ..ألقت الملعقة وتوقفت بغضب تنظر لعاليا 


-مالك ياعم الحنين عصير ايه انت صدقت نفسك ولا ايه المدام مش حامل ياحنين 


انحنى يطبع قبلة بجانب شفتيها هامسا 


-جنجونة الشرسة حبي


ثم أخرج من جيبه عبوة يفرغها داخل العصير، ثم أشار لمنيرة 


-خليكي معاها لما تشربه مع شوية نصائح يامنيرة ومتنسيش اللي قولتلك عليه 


اومأت مبتسمة قائلة 


-حاضر ياباشا 


ضيقت جنى عيناها تنظر إليه بريبة 


-جاسر انت بتعمل ايه...أشار لعاليا 


جوزك جه برة ياله عندنا حنة الليلة ياجنجون، خلي بالك من العروسة ياروحي 


بعد عدة ساعات 


ارتدت فستانا من اللون الاحمر وجلست أمام غنى التي قامت برسم حنتها ببراعة 


-تعرفي انك قمراية ياعاليا، تستاهلي حضرة الظابط يضحي علشانك 


طأطأت رأسها بحزنًا مع دخول غزل إليهم 


-بسم الله ماشاء الله حبيبتي..طالعة زي القمر ..والدتك ووالدك برة واخوكي 


نهضت تحمل فستانها تتحرك إليهم بقلب ينبض بالأشتياق رغم حزنها منهم ..نهض ياسين ينظر لجمالها الخارق الملفت بردائها الأحمر وخصلاتها المموجة ناهيك عن لمساتها التجميلية التي انارت وجهها فجعلتها أسطورة ملكية 


اقترب منها متلاشيا وجود الجميع توقف أمامها نظرت للأسفل بخجل من نظراته التي افترستها ، اقترب يطبع قبلة مطولة على جبينها هامسا لها 


-ياريت الجمال كل حاجة ياعاليا، حاولي تمثلي قدام الكل أننا بنحب بعض، أنتِ أستاذة في كدا 


لكزت جنى جاسر 


-ايه رأيك ..رفع حاجبه متسائلا:


-مش فاهم 


همست بجوار أذنه 


-نقربهم من بعض ياجسور، مالكش في العواطف خالص 


انحنى يهمس لها 


-ليا في حبك بس ياجنجون...اقترب عز يقف بينهم 


-وسع يالا ..عايز اختي انت مابترحمش نفسك..تحرك للخارج دون حديث 


يمسك هاتفه 


-راكان !!


اجابه راكان 


-اذن النيابة جاهز من الصبح ياجاسر، بس بقولك لازم تفكر كويس هتعمل ايه ..وضع يديه بجيب بنطاله متحدثًا


-البت عندي وجاية وعاملة حوار بس كنت مرتبله 


ضيق راكان عينيه متسائلا:


-تقصد ايه؟!


-راكان انا هأجل الموضوع شوية لبعد فرح ياسين، وان شاءالله وقت مانرجع 


هكلمك على طول 


-تمام ياجاسر، بس إياك تقتل البت انت هتضرر اكتر واحد ..بتر حديثه عندما شعر بوجود جواد خلفه فأغلق الهاتف 


-سامعك ياباشا..قالها جاسر وهو ينظر للبعيد


-متحاولش تقرب من البنت ياجاسر البت عاملة فيديوهات وموزعها يااهبل، اللي طولته اخدته، بس معرفش واصلة لحد فين 


❈-❈-❈


بعد عدة ساعات 


بغرفة ربى


ولج إلى الغرفة بهدوء كانت تتشبث بمهد طفلها تهزه وهي تغفو ..ظل للحظات يتابعها بعينيه لبعض الوقت حتى تحرك بخطوات بطيئة وعيناه ترسمها حتى وصل إليها، انحنى ثم حملها بهدوء ..فتحت عيناها، ابتسمت تهمس اسمه، ضمها لصدره كطفل رضيع


-روحه وقلبه..وضعها بهدوء على الفراش، يمسد على خصلاتها  وهي تغرق بسباتها مبتسمة، انحنى يطبع قبلته الدافئة على جبينها، ثم اقترب بجوار أذنها 


-بحبك فراشتي..فتحت عيناها بين النوم واليقظة هامسة تجذب عنقه 


-وأنا بحبك أوي، كفاية بعد ..وضع رأسه بأنفاسه الحارة تضرب عنقها 


-وحشتيني حبيبي..رفع رأسه وتقابلت نظراتهما اللتان ازداد بريق العشق بهما منذ فراقهما..همست بإسمه تملس على وجنتيه 


-امتى هتغفرلي ذنبي وتصك غفراني ..تنهد بغرام يحي القلب وهو يمرر أنامله بين خصلاتها مقتربا يلثم وجنتيها 


-مقدرش..مين اللي قال القلب يقدر يعذب حبيبه ..


جملة أحيت روحها فرفعت ذراعيها تحاوطه وتحتضنه بقوة 


-بحبك ومفيش غير قلبي..بتر حديثها بمعزوفة سيمفونية على ثغرهما لتعقد علاقة روحانية بدقات القلوب..بعد فترة استمع لبكائها بين أحضانه..هب فزعا معتدلا 


-ايه اللي حصل ..رفرفرت بأهدابها تبكي بنشيج مرير 


-ايه اللي عملناه دا، حرام عليك لكمته بصدره وارتفعت شهقاتها 


-احنا مطلقين ..ربنا ينتقم منك ..قالتها وهي تلكمه بصدره 


جذبها لأحضانه يتمدد على الفراش 


-نامي ياروبي، دي بوسة بريئة ياروحي 


اعمل ايه في حضرة اللوا المفتري رفض ارجعك تاني 


نهضت تستند على صدره تدقق النظر بمقلتيه 


-عز انت رجعتني لعصمتك صح، ماهو اكيد مش هتدخل وتبوسني كدا 


جذبها بقوة 


-هضيع الساعتين اللي سرقتهم من جواد على فهمك ياروحي ..اتكأ على الوسادة يمرر أنامله بخصلاتها يبعدها عن وجهها 


-أيوة رجعتك قبل ولادتك بشهر ، نامي علشان بكرة اليوم طويل ، متخافيش هكون مؤدب، وبطلي كلام لو جواد قفشني هنا هيدفني 


وضعت رأسها بصدره تحاوط جسده واغمضت عيناها مبتسمة فاخيرا تستمتع باحضانه الدافئة


الصفحة التالية


الفصل السادس والعشرون


8


❈-❈-❈


ولج للداخل يبحث عنها، كور قبضته فكلما تذكر حديثها مع غنى يصاب بالجنون..استمع إلى رذاذ المياه بالداخل، اتجه للشرفة واشعل سيجاره ينظر للخارج ..التوت زواية فمه مبتسمًا على ماتفعله به جنيته ..جلس يرفع أقدامه فوق الجدار ينفث تبغه وابتسامة على وجهه كلما تذكر غيرتها المجنونة، ذهب بذاكرته ليلة أمس 


-واقف بتعمل إيه عندك ياحضرة الظابط..تحرك بعدما ابتسم للفتاة معتذرا واتجه إليها


-كنتي فين، كنت بدور عليكي..رفعت حاجبها ساخرة، ثم جذبته من زر قميصه 


-عيونك الحلوة دي ياجسورة هشيلها من وشك لم نفسك، دفعها بقوة على الجدار، يحاوطها بذراعيه 


-عايز اعرف هتعملي ايه في عيوني ياجنجون، يرضيكي تشيلي عيوني اللي بشوفك بيها


دنت تتلاعب بزر قميصه، ثم رفعت نفسها تهمس له 


-استهبل ياحبيبي، جنى مبقتش الهبلة العبيطة..ضغط على خصرها يجذبها بقوة حتى اختلطت أنفاسهما 


-تفتكري الهبلة لما كبرت عرفت جوزها بيحبها اد ايه ، علشان جاية تشك فيه، لا وكمان عايزة تعميني 


ارتجفت شفتيها من أنفاسه القريبة 


-جاسر ابعد الناس تشوفنا هيقولوا ايه ..لامس وجنتيها بخاصته يهمس 


-هيقولوا مهلكته بتغير عليه وزعلانة وهو بيصالحها، مش أنتِ بتغيري عليا ياجنجون


تاهت بقربه ورائحته التي اسكرتها فهمست 


-اوي ، بغير عليك اوي ومش عايزاك تشوف غيري ..داعب وجهها يستنشق أنفاسها 


-وحبيبك مش شايف غيرك وبس


خرج من شروده على صوت خطواتها، رفع نظره كانت تقوم بتجفيف خصلاتها بالمنشفة، ثم ألقتها على المقعد وجلست أمام طاولة الزينة، خطى إليها بخطى سلحفية، رأت صورته بإنعكاس المرآة، فاستدارت تطالعه بذهول 


-بتعمل إيه، مش المفروض انت في الشغل..لف المقعد وحاوطها بذراعيه ينظر لأنعكاس صورتهما 


-وحشتيني مقدرتش اصبر..نظرت له من فوق أكتافها 


-بتهزر صح ..وضع رأسه على كتفها ومازالت نظراته عليها 


ازاي تسمحي لنفسك تخلعي هدومك قدام حد يامدام


لفت رأسها تنظر إليه بذهول 


ايه اللي بتقوله دا اتجننت، جز على أسنانه ينظر لفتحة مأزر الحمام، ثم حرك أنامله ابتداء من عنقها حتى وصل لفتحة صدرها، كانت تتابع حركة أنامله بقلب مرتجف


-جاسر بتعمل ايه عيب كدا، أدار المقعد يرمقها بسهام الغيرة النارية


اومال إيه دا ؟!


قالها يجذب رابط مازرها حتى ظهر جسدها بالكامل امامه، 


شهقت تلملم المأزر ..


ايه اللي بتعمله دا ، اتجننت


جز على أسنانه وتحدث غاضبا بعدما ظهرت تلك الشامات أمامه 


-هو انتي لسة شوفتي جنان، دا انتي نهارك اسود النهاردة ، رايحة تكشفي نفسك قدام حد غيري يابت 


تراجعت بالمقعد تحاول الابتعاد من قبضته بعدما علمت بنيته 


ولكنه كان الأسرع ، فجذبها بقوة 


-هعرفك ازاي تتجنني تاني يابتاعة الشامات..تراجعت برأسها تنظر لعيناه التي تحولت للونها الداكن 


هتعمل ايه ..تسائلت بها بتقطع 


-هرسملك شامات مش تنسيها طول عمرك مش أنا أولى يام كنان


تحركت مسرعة إلا أنه جذبها بقوة يضمها لأحضانه يهمس لها 


-وحياة جنى عندي لازم أعملك شامات أحسن من دي، وضعت رأسها بصدره خجلا من مقصده هامسة بتقطع وهي تتشبث بقميصه


-جاسر عيب ايه اللي بتقوله دا، ضغط على خصرها حتى تأوهت 


-ولما هو عيب روحتي قعدتي قدام غنى تعمل الحاجات دي ليه..قالها وهو يمرر أنامله على فتحة صدرها 


ابتلعت ريقها بصعوبة وحاولت الحديث ولكنه منعها عندما وضع إبهامه على شفتيها يهز رأسه


-هتتعاقبي ياجنجون..صمت بالنظرات بينهما حتى قطعته 


-أنا حبيت اغير واعملك حاجة كويسة، وانا بعمل دا لنفسي


-جنىىىى..قالها وهو يجز على نواجزه ومازال يضغط على خصرها بقوة قائلا بعيون ترمقها بسهام الغيرة 


-انتي ممكن أكون فرحان بكدا، اتجننتي، تكشفي جسمك قدام حد علشان تبسطيني ..تلألأت عيناها بطبقة كرستالية


-جاسر والله كنت بعمل كدا علشانك، وكمان دي اختك مش حد غريب..وضع رأسه بحنايا صدره بأنفاسا لهيبية كادت تحرقها هامسًا 


-مين قالك انا مش مبسوط بيكي كدا ، رفع رأسه وتقابلت النظرات بعتاب عاشق 


-بموت في كل حاجة فيكي على طبيعتها، عمر الحاجات دي ماتحركني


هتستهبلي يابت ، شوفتك مع غنى وسمعتها وهي بتقولك ارسملك الحنة في الامانات ياجنجون، اقسم بالله..وضعت كفيها على شفتيه 


-بتقول ايه يامجنون


قهقه عليها يجذبها لتجلس بأحضانه 


-بابا عرف أن فيروز عندي، وعارف حاجات اكتر من كدا 


تنهدت متألمة تسحب نفسًا ثم استدارت 


-جاسر ايه رأيك نسافر يومين مع ياسين، بجد محتاجة ابعد عن كل دا 


احتضن وجهها ينظر لعيناها الحزينة 


-حاضر ..جهزي نفسك بعد الفرح هنسافر، بس مينفعش برة مصر، خلينا في شرم اكتر..نهضت من مكانها واتجهت لغرفة ملابسها 


-هروح اشوف بابا ، هيبات هنا، توقفت مستديرة تطالعه بصمت ..اقترب منها يلثم جبينها قائلا


-باتي معاه ياقلبي، اومأت مبتسمة ثم تحدثت 


-هتبات هنا ولا تروح بيتنا، اتجه للمرحاض يهز رأسه 


-لا مش هبعد عنك هنام هنا يمكن تغيري رأيك وحضني يوحشك 


توقفت ونظراتها على دخوله للمرحاض، أمسكت ردائها وهوت جالسة على المقعد وانسابت دموعها تهمس لنفسها


-ليه السعادة محسوبة عندي بالدقايق 


بعد يومين 


صفقت بيديها كالأطفال 


قول والله، تأفف بضجر ينظر لعاليا، شوفي وخليكي شاهدة علشان بتزعل لما بقولها مجنونة


رفعت نفسها تحاوط عنقه 


-خلاص ياباشا مصر، عرفت انك مابتضحكش عليا..حاوطها وتحاوطها متحركًا جهة الشاطئ فتوقفت تنظر لعاليا الصامتة


-واقفة ليه ماتيجي..هزت رأسها وابتسمت 


-لا هستنى ياسين، روحوا انتوا واحنا هنحصلكم


جذبها من كفيها وأسرع قائلا 


-البت دي بتفهم، لكزته بذراعه


-اتلم احسنلك، وياله عايزة اطير الطايرة ..توقف يطالعها بنظرات مبهمة فدنى يجذبها لأحضانه، يضع جبينه فوق جبهتها 


-طيب ماتيجي تطيرني مش احسن 


قطبت جبينها متسائلة 


-وانت هطير ازاي، عندك جناحين ولا هتعمل عباس بن فرناس 


دنى بأنفاسه غامزا بعينه


-لأ طيراني من غير أجنحة ياجنجون، طيران بقلبي ياروحي 


ابتعدت بعدما استمعت لصراخ ياسين على عاليا، استدار جاسر ينظر إليه بصدمة، ولم يستوعب مايراه، إذ اسرع نحوه يصرخ به 


مر اسبوعًا اخر 


بغرفة مكتبه بالشركة ولج إليه راكان 


-اخيرا عرفت اوصلك يابني 


نهض من مكانه يضيق مابين حاجبيها


-فيه حاجة ولا إيه 


وضع صورة أمامه 


-تعرف الواد دا 


امسك الصورة وأومأ برأسه 


-أيوة ..دا ابن عم فيروز ليه 


وضع اسطوانة امامه قائلا 


-لقيت دي عنده، الواد دا شوفته مع أمجد مرة، خليت حد يجبلي اخباره، عرفت أنه بيتردد على شقة طليقتك اللي هي اصلا وخداها في مكان بعيد بس اللي عرفته أن جواد الألفي وراها خطوة بخطوة معرفتش عايز منها ايه، بس لما حد قالي انك كنت عندها، وكمان جواد بيراقبها يبقى اكيد فيه حوار 


رجع بجسده على المقعد واشعل سيجاره 


-اه وراها حوار بس شخصي، يهمني انا بس ...ضحك راكان ساخرا يشير الاسطوانة 


-أيوة ماانا عارف ، شوف دي وانت تتأكد أنهم بيرتبوا لمصيبة 


-عارف..قالها جاسر ببرود 


-راكان عايز اعمل حاجة علشان نعرف ندخل بين مهربين سينا 


-تقصد ايه ؟!


قص مايخطر بذهنه، ولكن قطع حديثه رنين هاتفه..نهض معتذرا


-أيوة ياباشا..فيه ايه يامنيرة 


-مدام فيروز عمال تصرخ ياباشا 


-سبيها لحد ماارجع، لو حد قرب منها هموتك 


-فيه ايه ..


دي فيروز ..عندي حابسها علشان اخد حقي منها


المهم هتساعدني !!


دا خطر جدا ياجاسر !!


تراجع يتكأ بجسده ينظر إليه 


-مش خطر ولا حاجة ياراكان بس عايز تخطيط صح 


حك راكان ذقنه ثم تسائل


-حضرة اللوا ميعرفش أكيد ..نهض متجهًا للمبرد وجلب قنينة مياه متجهًا إليه 


-اجبلك تشكوليت ..جحظت أعين راكان فنهض من مكانه متجها للخارج 


- هيعرف ياجاسر وحياتك عندي ليعرف..تحرك متجهًا إليه يقهقه


-مش هتعملها ياراكان مش من قيمك صح يابن البنداري ..خرج الآخر يغلق الباب خلفه بعنف يسبه، فتحدث قائلا


-خلعت الباب ياحضرة المستشار ودا عهدة ابن الألفي ..فتح راكان الباب يرمقه بسخرية 


-ليه مش دي شركتكم يالا خليتها عهدة ..قهقه بصوت مرتفع بدخول عز ملقيا السلام 


-خير يابن عمي اتجننت ولا إيه ..جز راكان على أسنانه قائلا


-لا دا من نومه بين نسوانه الاتنين اتجنن 


توقف جاسر يرمقه بنظرات نارية، فيما نظر عز مستفهما 


-يعني ايه !!


        الفصل السابع والعشرون ج1 من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا



تعليقات