الفصل الرابع والاربعون 44 ج1 الخاتمه ( 1)
بقلم سيلا وليد
حبيبتي
كأنها مثل ماتهواها نفسي قد خُلِقَت
البدر طلعتها والمسك نكهتها..
كأنها أُفرِغَت من ماء لؤلؤة
ففي كل جارحة من حسنها قمر......
فإن أخبروكِ يومااا
أني سأنساكِ وأرحل
أخبريهم أن فكرة فراقك في عيني ككسرة الموت وأكثر...
كل خرائط العالم خطوطها بطولها وعرضها بالية..
ولا تخضع لقانون المسافات..
ف تباااا لهم...!!!
لا يعلمون أنكِ في عمق الوجدان قاطنة...
فليشهد الله وامام الجميع اعلنها ..
انتِ أعز العابرين فِي عُمري ، و مهما تكاثرت الاشياء الجميلة تبقِ أنت اجملها ، و يكفيني من الحب اني احببتك بصدق وبمشاعر عميقة ، ثم إني اضعك في ودائع الرحمن كل يوم خوفا من ان يصيبك اذى و انا لست بجانبك
واني لاعيذك انتِ وقلبكِ وعيناكِ من الم الدنيا ومشاقها ومن كل شعور يخفي جمال ابتسامتك..
دمتِ نبضاً لقلبي..
خرجت عاليا بخطوات اقرب إلى الركض إلى سيارتها، حاصرها جاسر بنظراته، ثم التفت الى ياسين الذي يتحدث مع أحد قادته..تحرك إليها مستغربا حالتها ، ولكنه اصطدم بدخول راكان البنداري الذي توقف مبتسمًا
"اهلا بيك يامقتول بحي الألفي"
عانقه جاسر بمحبة قائلًا:
دلوقتي اقدر اقولك مرحبا راكان في حي الألفي المتواضع
رحب به جاسر متحركًا بجواره بعدما القى تحيته على زوجته
"حي الألفي نور مدام ليلى"
ميرسي ياحضرة الظابط..قالتها ليلى بهدوء ..أمال راكان برأسه إليها
-حبيبتي هتروحي مع جاسر عند الدكتورة ..خطى إلى أن وصل إلى وقوف والده مع بعض قادة الأمن ..أشار إلى غنى يهمس إليها
"حبيبتي خدي مدام ليلى عند ماما وجنى، وانا عشر دقايق وراجع
شعر بأحدهم يتشبث بذراعه
-جاسر تعالى اعرفك على حضرة القاضي "بدر القاضي "
التفت إلى باسم يبسط كفيه إلى الشخص
-اهلا يافندم !!
ابتسم بدر قائلًا :
-أفندم ايه بس ، مش بنا كتير، سيادة العقيد كلمني عنك كتير
ابتسم جاسر إلى باسم
-سيادة العقيد بيعزني بس، علشان كدا شايفني احسن الناس
ربت باسم على كتفه ينظر إلى بدر قائلًا:
-دا ابني يابدر، قبل مايبقى تلميذين
امال جاسر يهمس له
-مابلاش تلميذك دي انا مش فاشل قوي كدا يعني
لكزه باسم يقهقه ، ثم أشار إليه
-الواد دا كنا عايزين نقدمله في فنون مسرحية
جحظت أعين جاسر متجهة إلى بدر ضاحكًا
-حضرتك عمو بيحب يتريق مش اكتر
ظل الحديث قائم على الدعابة بينهما إلى أن توقف بدر بنظراته على راكان متسائلًا:
-تعرفوه ..اومأ جاسر ضاحكا
-دا راكان البنداري، اكيد حضرتك تعرفه
ابتسم بدر وتذكر بعض اللقاءات بينهما فأومأ له
-فعلا اتعرفنا على بعض قريب من خلال قضية هو كان بيترافع فيها
تحرك جاسر إلى وقوف راكان بجوار والده وهمس إليه ليتحرك معتذرا متجها إلى بدر القاضي
-اوووه بدر باشا وأنا بقول الحفلة منورة ليه ..نظر جاسر بساعته فانحنى راكان غامزا إليه
- ايه حضرة المجهول منتظر حد ولا ايه
-اه ، عايز أخرج عشر دقايق وراجع ، وزع نظراته على الجميع، دقايق وراجع قالها ثم تحرك معتذرًا للخارج ..امسكه باسم
-رايح فين بسرعة كدا ؟!
راجع ياعمو غطي عليا سلام
أغطي عليك، ناوي تعمل ايه يابن جواد ربنا يستر بمصايبك، بحث عن جنى ظنا أنه هرب بها ولكنه وجدها تجلس بجوار غزل وليلى ..ضيق عيناه
-الواد دا رايح يهبب ايه..رفع هاتفه سريعا
-إنت فين يابني
-قدام البوابة ياباشا ..تحرك باسم إلى مكانا هادئا واردف
-جاسر هيخرج دلوقتي عايزك تكون ظله اياك يفلت منك
-علم ياباشا ...زفر ممتعضا على تحركاته الغير محسوبة، اتجه إلى جواد لعله يعلم شيئا
عند جاسر
تحرك إلى سيارته سريعا يتحدث بهاتفه
-مدام عاليا روحت بيت اهلها ولا فين ؟!
لا ياباشا داخلة على شقة في الهرم
-الهرم..!! رددها جاسر بذهول فتسائل
ابعتلي اللوكيشن بسرعة واطلع ورا مدام عاليا متخلهاش تحس بحاجة
-تمام ياباشا..ظل يتحرك بسيارته، وهو يهتف:
-ياترى رايحة فين ياعاليا
عند عاليا ..طرقت الباب وتوقفت بالخارج منتظرة أن يفتح إليها الباب ، ظلت لبعض الدقائق، فُتح الباب متوقفًا أمامها بجسده العاري وبيده مشروب مما حرمه الله
ابتلعت ريقها تنظر بالداخل
-فين كريم ياخالد، جبت لك الفلوس ، واتنازلت لك على كل ما املك ، هات الفيديو
أشار لها بالدخول
-طب ادخلي هنتكلم على الباب ،
ادخل ازاي يابني ادم انت ، أشارت إليه مشمئزة
-ايه القرف دا ، استر نفسك ورغم ماظنش انك تعملها
تراجعت بعيدا تصيح بغضب بعدما توقف بتلك الهيئة ينظر إلى الدرج ، ثم تحدث:
-تمام هلبس، جذب كنزته وارتداها ثم أشار إليها بالدخول قائلًا:
عارفة لو لقيتك بتلعبي معايا هقتلك واشرب من دمك
-لا متخافش ، خد حاجتك اهي وهات الفيديو وعايزة اخويا ياخالد
-طيب ادخلي صحي العريس، ماليش دخل انا ..نظرت حولها بخوف ودلفت بساقين مرتعشة بعدما تناول منها النقود والمجوهرات ..تنظر حولها برعب..دفع الباب بقدمه يغلقه ، مما جعل جسدها يرتجف تسائلت بتقطع بعدما فشلت بإظهار قوتها
-هو فين، اوعى تكون عملت فيه حاجة
أشار بعينيه لتلك الغرفة ، لكنها توقفت تشير إليه
-ادخل صحي اخويا ياخالد، وإياكي تكون بتلعب بيا مش هرحمك
اقترب منها وشبه ابتسامة ساخرة
-هتعملي ايه، عايز اعرف ناوية على ايه
أشارت بسبباتها :
متقربش مني علشان هموتك ..دفع المقعد الذي بجوارها ليختل توازنها فتسقط على المقعد ، كبلها بذراعيه وضحكة شيطانية تجلت بملامحه
-اخيرًا ياعاليا، أخيرا هتكوني ليا واستمتع بجمالك ..دفعته بقوة وحاولت التملص من قبضته ، فركلته بمنطقته المحظورة وصرخت محاولة الخروج ..بالداخل تململ كريم بنومه وأصوات متداخلة ولكن حالته لم تسمح له بالتركيز
دفع الرجل بالخارج الباب بعدما استمع إلى صرخات عاليا بالداخل، جن خالد وحاول الحصول عليها ، فهجم عليها ينزع حجابها وبدأ يلطمها بكل جزء ، هرولت إلى المطبخ تبحث عن شيئًا تدافع به عن نفسها، جذبها من خصلاتها يجرها لداخل الغرفة، لمحت سكين يوضع على رخامة المطبخ ، ولكنه ركلها بقوة ببطنها لتصرخ وتشعر بكم الآلام التي اخترقت جسدها ، انسابت عبراتها ، تستند بقوة على الرخامة بعد خروج خالد ليرى من بالخارج ..أمسكت السكين وتحركت للخارج تشير بوهن
-لو قربت مني هموتك ، جز على أسنانه واقترب كالمجنون وبدأ يضربها بأبشع الطرق بعدما علم بالرجل الذي أرسله جاسر خلفها
-هموتك ياحيوانة، بتضحكي عليا، طيب شوفي هعمل ايه، أشار إلى الكاميرا المعلقة بالحائط وقام بنزع ثيابه ونظرات حيوانية وهو يفترس جسدها ، اعتدلت تجذب السكين الذي سقط من يديها
-هموتك لو قربت، حالة من الهرج والمرج بالخارج ودفع جاسر للباب في الوقت الذي عاد وعي كريم يهب من مكانه وهو يرى نفسه عاريا بالكامل بجوار تلك الفتاة الغائبة عن الوعي ويبدو أن أحدهم انتهك عرضها
استمع لصرخات أخته بالخارج ، ارتدى ثيابه سريعا، ورغم شعوره بثقل جسده إلا أنه أنهاها وخرج ، بدخول جاسر والرجل ، هرول جاسر عندما وجد خالد يهجم على عاليا التي لم يرف لها جفن لتغرز السكين ببطنه ..توقف كريم ينظر بصدمة وكأن جسده اصابه شلل ولم يقو على الحركة، نظرات مذهولة وهو يجد أخته تتراجع بجسدها وشهقاتها ترتفع ، بجذب جاسر إليه يلقيه بقوة بالجدار، رغم نزيف بطنه
لم يشعر جاسر بوقوف كريم المصدوم، هرول إلى عاليا عندما وجد ارتجاف جسدها وصرخاتها تضع كفيها الملوث بدماء خالد على وجهها
رفعها بين يديه يحاوطها بذراعيه
-عاليا اهدي خلاص ..اهدي، ولكن ازدادت صرخاتها وهي ترى الدماء بيديها ..همس كريم اسم أخته كالفاقد للوعي
-عاليا..ورغم صوته الخافت إلا أنه اخترق إذن جاسر الذي استدار يطالعه بصدمة ونظرات استفهامية عن وجودهما بتلك الشقة
-صاح جاسر به حتى يفيق من صدمته
-كريم تعالى شيل اختك مش شايف حالتها، رفع نظراته الى جاسر وكأنه لم يستمع إليه، كل مايشعر به انسحاب أنفاسه وتذكره بما اوجده هنا، ولكن آفاقه عقله عندما لمح عاليا وهي تهوى بين ذراع جاسر فاقدة للوعي
بعد فترة جلس أمام غرفة الطبيب ينتظر خروجها، دقائق وخرجت الممرضة
-المريضة اتعرضت لصدمة عنيفة الدكتورة ركبت لها محلول شوية وتفوق ، سلامتها
جلس جاسر بجواره وكأن على رأسه الطير ..ظل الصمت سيد الموقف لدقائق حتى تسائل جاسر
-ايه اللي حصل، وليه كنت انت وعاليا في الشقة
مسح على وجهه بغضب حتى كاد أن يقلع جلده ، مردفًا:
-نزلت من عربيتي لقيت ست عجوزة قدامي بتستند على عكازها وبتقولي ممكن تساعدني يابني اعدي الطريق، مسكت أيدها ومشيت معاها اعديها الطريق علشان تركب تاكسي من الجهة المعاكسة تروح المستشفى ، وصلتها للتاكسي وبفتح لها الباب اساعدها وقتها مسحتش بنفسي ، غير لما قومت وانت عارف الباقي
توقف جاسر عندما ارتفع رنين هاتفه الذي لم ينقطع منذ وصولهم للمشفى، تحرك يرد على والده
-أيوة يابابا !!
-إنت فين ياجاسر، ينفع كدا ، ايه اللي بتعمله دا
-بابا أنا في المستشفى...ابتعد جواد عن غزل وحاول الثبات أمام الجميع
-ايه اللي حصل انت تعبانة
قص له ماصار ، ذهب جواد ببصره سريعا الى ياسين الذي يجاور أوس وعز وعلى وجهه علامات الحزن
سحب نفسًا عميقًا وزفره بهدوء
-الولد مات ولا لسة ؟!
لا لسة عايش في العمليات الضربة مش هتموته
-تمام هبعتلك ياسين وانت ارجع بعد مااخوك يوصل
-حاضر!!
❈-❈-❈
دقائق وخرجت عاليا إلى غرفة أخرى ، ظل جالسًا بالخارج
عند جواد تحرك معتذرًا ، واتجه إلى ياسين ، قبض على ذراعه
-تعالى عايز اتكلم معاك، ثم أشار إلى عز ..
-عز هات عربيتك علشان تروح مع ابن عمك المستشفى
زوى مابين حاجبيه متسائلاً:
مستشفى!! ليه مين تعبان !!
ربت جواد على كتفه وتحدث بهدوء
-اسمعني كويس وعايزك ابن جواد بحق، تهدى كدا وبلاش تتسرع وتتحكم بأعصابك، اسلوب الجحلفة مش عايزه، انت مش صغير سمعتني
التفت حوله يبحث عن زوجته فأدار والده وجهه
-مش هنا ، مراتك في المستشفى
-ايه مستشفى ليه؟!
روح وجاسر هيفهمك، وبلاش عضلاتك دي
-جاسر!! ...هو ايه اللي بيحصل بالظبط
استدار سريعا واطلق العنان لساقيه ليتحرك مهرولا وتمنى أن تكون له أجنحة ليصل إليها ، وصل إلى سيارة عز يفتح رابطة عنقه بغضب
-في ايه ياياسين ومين اللي تعبان؟!
اتجه ببصره يطالعه بشرود، وكأنه لا يستمع الى حديثه ، ربت عز على كتفه متسائلاً :
-إنت كويس !!
-بابا بيقول عاليا في المستشفى ، وجاسر هناك، اكيد الموضوع كبير، تفتكر ايه اللي حصل
تحرك بالسيارة وبدأ عقله يراوده وهو يراقب الطريق مرة ووجه ياسين الذي ارتسم على ملامحه الحزن والخوف بآن واحد ...وصل بعد قليل وخطوايه توازي دقات قلبه، صعد إلى الطابق المنشود ..زادت دقاته بصخب وهو يرى كريم بجوار جاسر أمام غرفتها، نهض جاسر من مكانه وتحرك إلى وقوفه..أطبق على ذراعه
-اسمعها الأول واياك تتغابى سمعتني
نظراته كانت على كريم الذي يحاوط رأسه بين راحتيه ،وتسائل
-ايه اللي حصل ، ثم اتجه ببصره وتعمق بالنظر إلى أخيه
-إزاي انت هنا، وليه أنا معرفش!!
قبض على ذراعه بقوة :
-ياسين مش وقت اسئلتك دي ، مراتك تفوق وبعد كدا يبقى اسألها ، انا هنا ليه علشان دا واجبي متنساش انا أخوك الكبير يلا، مالكش تحاسبني انا هنا ليه
أشار إلى كريم قائلًا:
-حالته مش متحملة أي كلمة ، تقعد لحد مامراتك تفوق، وانا الحفلة تنتهي وهجيب جنى ونيجي دا لو لسة عاليا متحسنتش
تجيب جنى هو ايه اللي بيحصل وعاليا مالها
ربت على كتفه وتحدث بأسى
-ربنا يعوض عليكم حبيبي !!
-يعوض علينا في أيه بالظبط انا مش فاهم
صمت جاسر عن الحديث للحظات، يحدث حاله
-ياسين مكنش يعرف إن عاليا حامل، فاق من شروده على قبض ياسين بذراعه
-عاليا مالها ياجاسر
حمحم جاسر ليتجلى صوته فأردف :
-كانت حامل ياياسين والحمل نزل !!
امتقع وجهه يردد حديث جاسر
-حامل وسقطت، ازاي !!
رفع عيناه إلى جاسر ونظرات الحزن ترتسم بعيونه وهناك سنيورهات رسمها لنفسه بسبب رؤيتها له مع ليليان فهمس بعيناه المترجية أن ما وصل إليه من فهم لم يكن صحيحا
-عاليا سقطت الولد ؟!
ذهل جاسر من حديثه ، اتجه ياسين بنظراته إلى كريم..
-اتصلت باخوها وجت هنا تنزل الولد علشان شافتني مع ليليان لدرجة دي
بدأ يهذي بكلماته وصدمة جاسر التي اذهلتها مما جعله يقبض على ذراعيه يهزه بعنف
-فوق وبطل هبل ، عاليا ابن عمها هجم عليها وهي ضربته بالسكين ولولا وصولي كان زمانها موتته، أدار وجهه إلى كريم وهدر به
-شوف حالة اخوها ازاي، شكل الموضوع كبير يامتخلف مش الهبل اللي بتقوله دا
ابتلع جمراته الغاضبة وهزة عنيفة أصابت جسده ، وبلسان ثقيل تسائل:
-تقصد ايه ياجاسر، ايه اللي جاب ابن عمها عندها
-اقعد استناها وهي تحكي لك انا لازم ارجع الحفلة دلوقتي ، هشوفك بعدين
مقدرش اتكلم في حاجة أنا معرفهاش ، ياله سلام ..اتجه جاسر إلى عز الذي يتحدث بهاتفه
-جنى عمال تتصل بيك مبتردش ليه
-أنا راجع وانت خد بالك من ياسين ، الحفلة تخلص وهاجي على طول ،
-هو ايه اللي حصل ؟!
تسائل بها عز..أشار بعينيه إلى كريم
-معرفش عاليا تفوق ونعرف، ياله سلام
قالها وتحرك متجها للخارج، بينما اتجه عز الى ياسين الذي توقف أمام كريم
-ايه اللي حصل ياكريم ؟!
فرك وجهه بغضب يهز رأسه قائلا
-معرفش ، بس شكل فيه لعبة اتعملت على عاليا وانا المقصود
ضيق ياسين عيناه مستفهمًا ؟!
-يعني ايه وليه اختك راحت الشقة وليه انت كنت موجود هناك وليه ضربته ياكريم صرخ بها ياسين عندما فقد وعيه ..توقف عز أمامه يجز على أسنانه
-صوتك ياحضرة الظابط احنا في مستشفى ، ومتنساش دي مستشفى خاصة ومش تبعنا والكاميرات في كل حتة ، مسمعش صوتك غير لما مراتك تفوق، ودا لو عاقل يعني ؟؟
دار ذهابا وإيابا بالردهة كاد أن يصاب بالجنون، لكم الحائط بعنف مما نزف كفيه ...واه حارقة خرجت من جوفه
وصل جاسر إلى منزله، قابلته جنى التي توقفت تنتظره بخارج الحفل وعلى وجهها علامات القلق ..اتجهت إلى سيارته عندما دلف إلى الحي، ترجل متجهًا إليها
-حبيبي واقفة كدا ليه !!
-عاليا مالها ياجاسر..تحرك بها للداخل
-بعدين حبيبي ، عيب بقالي فترة خارج الحفل وأكيد مش حلو في حق بابا، طبع قبلة على جبينها
-ادخلي عند ماما دلوقتي والحفل يخلص وهنروحلهم
اومأت متفهمة ودلفت للداخل ولكن هناك مايشغل بالها، ماذا حدث ، توقف جاسر بجانب والده معتذرا على خروجه ..ظل لبعض الوقت إلى أن انتهى الحفل
بعد فترة جلس بغرفة مكتب والده بصحبة أوس
-متعرفش ليه راحت هناك ؟!
اجاب والده:
-أنا معرفش لولا شوفتها وهي خارجة كان الله اعلم ايه اللي هيحصل، اومأ مفتخرًا به
-برافو عليك ياحبيبي ، عايزك دايمًا كدا، عيونك على الصغير قبل الكبير
-بابا تفتكر هددها بحاجة!!
تسائل بها أوس
تراجع جواد بجسده وأجابه
-دا أكيد، انا مش خايف غير من ياسين ، وزع نظراته بينهما مردفا
-حد فيكم يروح يجيبهم من المستشفى ، عز مش هيقدر عليه لوحده
توقف جاسر قائلاً:
-هروح أنا، علشان اخد جنى، أكيد هنحتاج واحدة معانا علشان تساعدها
أشار جواد له بالتحرك
بالاعلى بغرفة غزل
-يعني ايه ياياسمينا ، ازاي دا يحصل من غير ماحد يعرف
-حاولت ياسمين التحدث معها بهدوء
-احنا منعرفش ايه اللي حصل ياطنط ، المهم تكون كويسة
ظلت تتحرك وعلامات التوتر والقلق نصيبها ..بدأت تتمتم مع نفسها
-ياترى هيكون ردة فعل ياسين ايه ، ربنا يستر..أشارت إلى ياسمينا
-انزلي إنتِ علشان والدتك ماتشكش في حاجة، وأنا شوية وهنزل
-حاضر، بس لو سمحتي بلاش تتعصبي، العصبية مش حلوة ابدا علشان حضرتك
-انزلي يابنتي ، هما ولادي خلوا فيا عقل
بالأسفل بالحديقة كان الجميع يجلس على تلك الطاولة بعد انتهاء الحفل ولم يتبقى سوى الأقارب ، ارتفعت ضحكات ريان على حديث صهيب وهو يتذكر ظهور جاسر امامه، وكذلك شاركه بيجاد الحديث
ظل الجميع يضحكون، سوى من تلك العيون التي تبحث عن ياسين وعاليا
جذبت ربى المقعد وجلست بجوارها
-نورتي ياليليان
-ميرسي ياروبي ، عاملة ايه وولادك عاملين ايه !!
رسمت ابتسامة وتحدثت:
-الحمد لله..حمحمت متسائلة:
-عايزة ايه من ياسين ياليليان، شوفتك وأنتِ معاه ..رفعت نظرها إلى والدها الذي يتحدث مع ريان ثم اتجهت إلى رُبى
-مقدرتش اعيش من غيره ياروبي
اتكأت "رُبى "على الطاولة وغرزت عيناها بأعين ليليان قائلة:
-بس هو عاش من غيرك يالي لي ، وسعيد مع مراته وعنده بنت والتاني جاي في السكة، اتمنى تبعدي عنه ، ياسين مستحيل يخون مراته
سحبت كفيها تضمها وانسابت عبراتها
-ساعديني ياروبي، أنا راضية أكون زوجة تانية بس هو يحس بيا، مش هضايق مراته، انا عرفت كمان أنه اتجوزها غصب
-بصي ياليليان معرفش وصلك ايه، بس اخويا بيعشق مراته ، دنت تهمس إليها :
-مفيش حد من ولاد الألفي بيتجوز غصب عنه، دي كان مجرد مصطلح استخدمه اللي وصلك الكلام، بلاش احلامك تكبر على الفاضي، ونصيحة مني ابعدي بكرامتك حتى لو ياسين مش متجوز مستحيل يرجع لك لو هيفضل العمر من غير جواز ، دا توأمي وأنا اكتر الناس اعرفه من عيونه
قالتها ونهضت من مكانها ترمقه بنظرات عتابية ثم تحركت للداخل، قابلتها والدتها
-عز كلمك !!
توقفت أمام والدتها متسائلة!
-هو فين عز ، سألت عليه جاسر، قالي في مشوار
ربتت غزل على كتفها وأشارت إلى غرفة راسيل
-شوفي بنت اخوكي، كانت بتعيط والناني مش عارفة تسكتها
-بتعيط!! قالتها روبى بتعجب متسائلة
-ليه عاليا مش فوق ..استمعت إلى الخادمة
-دكتورة، سيادة اللوا بيسأل عن حضرتك، أشارت إلى أبنتها قائلة:
-روحي شوفي راسيل، وانا هودع ريان وجاية
بالمشفى وصل جاسر وجنى الى جلوس عز بجوار كريم ..توقف متسائلا
-عاليا لسة مفقتش...نهض كريم مردفًا
-هشوفها كدا، ياسين جوا
بالداخل عند ياسين
جلس بجوار فراشها على المقعد، يطالعها بصمت ، هناك حرب شعواء بين عقله وقلبه، يريد عقابها بأقصى العقوبة، ولكن كيف لقلبه التمادي على من عشقها
رفرفرت أهدابها لعدة مرات متأوهة ، ظل يحدجها بصمت إلى أن فتحت عيناها بالكامل
اقترب من فراشها يفترسها بملامحه الغاضبة قائلا
-حمد الله على سلامتك يامدام ..همست بصوت ضعيف بين حركة الوعي واللاوعي اسمه
-ياسين !!..استمع الى طرقات على باب الغرفة، فسمح بالدخول، دلف كريم بخطوات متعثرة، وعيناه على أخته
حاولت الأعتدال ولكنها تأوهت متسائلة:
-ايه اللي حصل ؟!
تذكرت ماصار إليها ، فوضعت كفيها على أحشائها تنظر إلى ياسين بدموع عيناها الحارقة
-ابني ..اعتدل بوقوفه، محاولا السيطرة على أعصابه
-كريم شوف الدكتورة تطمنا على المدام علشان نمشي
-ياسين ممكن تهدى ، انت مش شايف حالتها ..حدجه مستنكرًا حديثه
-اهدى، أهدى لحد امتى ممكن تقولي، اتجه بنظراته إليها
-ايه المدام مالهاش راجل علشان ترجع له ولا مفكرة نفسها مش متجوزة راجل
-ياسين لو سمحت
-كريم شوف الدكتورة، عايز امشي من المخروبة دي
انسابت دموعها على وجنتيها، فانحنى بجسده يغرز عيناه بعيناها
-ممكن اعرف بتعيطي ليه ، سيبي دموعك دي لسة هتحتاجيها يامدام
دلفت جنى بعدما استمعت لصراخه ..وزعت نظراتها بينهما ثم هتفت
-ياسين جاسر وعز عايزينك برة
التفت إلى جنى يشير إلى عاليا
-ساعديها ياجنى عايز امشي من هنا
بعد فترة وصلت إلى منزلها كان الجميع بإنتظارهم ..قابلتها غزل
-ألف سلامة عليكي حبيبتى ، ربنا يعوض عليكو
اومأت بحزن وتحركت بجوار جنى إلى أن وصلت غرفتها ...بعد فترة جلس جواد بجوار غزل
-اطلعي لها اسأليها عن اللي حصل ، لازم اعرف دا تخطيط منين بالظبط
-جواد البنت تعبانة بلاش دلوقتي
-غزل انا قولت ايه، عايز اعرف ازاي راحت هناك، اتجه ببصره إلى أوس
-شوفي لي ياسين راح فين ، الفجر هيدن خليه يجهز علشان نصلي كلنا مع بعض
جلست جنى بجوارها تمسد على خصلاتها ، فقامت بقص ماصار لها بدخول غزل التي توقفت متصنمة لما استمعت إليه ، فاتجهت إليها غاضبة
-وأنت مجنونة يابنتي، يعني الشخص دا عمل كتير قبل كدا وبرضو تروحي له
ظلت تجوب المكان بأعين مشتتة
-ياسين عرف، هزت رأسها بالنفي مع عبراتها المتساقطة ..
حاولت غزل التفكير بشيئا حتى تقنعه ، تعلم ابنها سيثور ولن يصمت حينما يعلم ..هزت رأسها رافضة مافعلته، ثم اتجهت إلى الأسفل لتحكي لزوجها ليتعامل بتصرف عقلاني مع ابنه
❈-❈-❈
مرت عدة ساعات وجنى بجوارها إلى أن غفت ، ثم نهضت من جوارها بدخول ربى متسائلة عن ماحدث
سحبت كف ربى وتحركوا للخارج
-أنا هلكانة وعايزة انام، الصبح نتكلم، هما رجعوا من الصلاة
استدارت متحركة وهي تجيبها
-قاعدين في الحديقة، هروح علشان أيهم وأدهم كانوا صاحين، تصبحي على خير
أشارت لها بكفيها وتحركت إلى غرفة ابنها وجدته غافيا مثل الملاك، انحنت تقبله، وقامت بخفض المكيف ثم اتجهت إلى غرفتها ، ولجت إلى المرحاض لتخرج بعد دقائق تتجهز بثياب نومها بدخول زوجها..وصل إلى جلوسها أمام مرآة الزينة، لينحني ملثم جيدها
-نعيمّا حبيبي ، ابتسامة رائعة تلمع بعيناها ثم توقفت تعانق رقبته بخصلاتها الندية
-كنت فين دا كله، أدار جسدها ليجذب المجفف ويقوم بتجفيف خصلاتها الناعمة ، ثم حاوط جسدها متجها إلى الفراش
-بابا كان قاعد مع ياسين بيحاول يمتص غضبه، لانه مش ناوي على خير
قامت بفك زرائر قميصه ، متذكرة ماصار بينهما
-ممكن اعرف ليه مالبستش الكرافت ياجاسر، احنا اتكلمنا قبل ماننزل وحضرتك ضحكت عليا
قهقه عليها يضمها لأحضانه:
-حبيبي غيران ..رفعت رأسها وتعمقت برماديته
-ليه حبيبي ميستهلش الغيرة، انحنى يحتضن كريزتها للحظات يضع جبينه فوق خاصتها
-تؤ ..متغيرش علشان حبيبك مش شايف غيرك اصلا، فاطمني ياروح حبيبك ..أغمضت عيناها تستمتع بمذاق كلماته التي جعلت قلبها كمعزوفة سيمفونية بأعذب الالحان يتدفق منها الحب بكل معانيه، لمس وجنتيها عندما وجد عيناها منغلقة ، رفعها من خصرها متراجعًا على فراشها ليدفنها بداخل أحضانه يود إذابة ضلوعها ..ظلا فترة من الصمت المعزوف بنبض القلوب حتى قطعه هو ممسدًا على خصلاتها
-عاليا حكت لك حاجة..هنا اعتدلت واستدارت تنظر إليه بحزن انبثق بتجمع الدموع متذكرة انهيار حالتها
-صعبانة عليا قوي ياجاسر انا حاسة بيها فقدان الولد صعب
وضع إبهامه على شفتيها ليقطع حديثها
-دا قدرها حبيبتي ، الولد مالوش نصيب يجي، واللي عرفته أنه لسة في الأول بدليل أن ياسين معرفش بوجود
تنهدت بمرارة متذكرة ماصار إليها فأردفت بنبرة تقطر وجعا:
-مهما كان بس دا قطعة منها ومن حبيبها ، دي كانت فرحانة وعمال تخطط ازاي تعمل حفلة خاصة علشان تقول لياسين، بس اهو زي ماانت قولت ، نصيبهم أنه ميجيش
احتوى وجهها بين راحتيه
-جنى إنتِ لسة متذكرة الماضي، انا مش عايز أي ذكرى حزينة تكون في الذاكرة
اهدته ابتسامة من عيناها، ثم رفعت كفيها تتحسس وجنتيه
-مفيش ذكرى ليك بتوجعني ياجاسر سواء حزينة أو سعيدة، كل ذكرياتنا بعشقها، حتى لو مؤلمة، مفيش غير ذكرى جوازك، دي بس اللي بيوجعني جدا .. والله حبيبي بحاول انساها، بس عارف مراتك موسوسة
تمدد على الفراش يحذبها لأحضانه عندما انعقد لسانه وانحبس النفس بصدره ليشعر بلاختتاق متألما لما شعرت به بتلك الفترة
حاوطت جسده تدفن رأسها بصدره تستنشق رائحته وكأنه جرعتها للبقاء على قيد الحياة، هامسة بصوتها الضعيف الذي كاد يسمع بسبب دفن رأسها بصدره
-بس عارف وقت مابنام في حضنك كدا مبفتكرش غير انا حبيبتك وبس وانك عايز تشتري لي العالم كله ، وعايز تخطف لي نجمة من السما
رفعت رأسها تستند بذقنها على صدره
-أنا كمان نفسي تكون أسعد راجل في الدنيا، نفسي مالمحش اي حزن في عينيك، نفسي افضل في حضنك وبس
دي سعادتي الحقيقية
لمعت عيناه ببريق عشقها ، خلل أنامله بشعرها وأردف وهو يرسمها برماديته
-زمان لما كنتي بتقعدي جنبي انا وعز كنت اكلم نفسي ياترى لو حضنتها هيكون حرام، طيب هما قالو احنا اخوات يعني حضنها مش حرام، لحد مافي مرة كنت بتكلم مع بابا بهزار فقالي طبعا هي تجوزلك مينفعش تقرب منها
بابا وقتها ابتسم وقالي انا زمان غلطت وربنا عاقبني علشان كنت عارف الغلط ورغم كدا كنت بعمله ، امك كانت محرمة عليا ورغم كدا كنت بحضنها عادي، بعد مااتجوزتها وبقت ملكي حمدت ربنا ودعيت كتير يغفرلي على خطايا، انا يابني مكنش قصدي حاجة وحشة، بس مشاعري اتحركت غصب عني..علشان كدا بقولك لو عايز بنت عمك اخطبها وكله بالحلال، لو مش عايزها اياك تقرب منها ، علشان كلمة اخوات، دي اخوة محسوسة ياحبيبي ، قصدي تقوا بعض وتكون سندها في الدنيا ، انما لو مشاعر متقربش علشان متاخدش ذنوب
وقتها فضلت اضحك وارسم على بابا
حب ايه اللي حضرتك بتقوله انا كنت بس عايز اعرف حدود العلاقة بيني وبين بنات عمي اللي حضرتك قولت عليهم اخواتنا، ياريت يابابا بلاش المصطلح دا علشان بجد ساعات بيكون موجع
اقتربت من أنفاسه ووضعت رأسها فوق صدره تلمس وجنتيه وتستمع لحديثه ، ابتسم ولمعت عيناه بطبقة كرستالية
-تعرفي بابا سألني وقتها، قالي جاسر مين من بنات عمك اللي بتحبها، وقتها مكنش قدامي غير اللي طلع من لساني وانا بقوله دي واحدة تانية يابابا متعلق بيها بس كنت بسأل على معنى الإخوة لبنات عمي، وبما أن عمو صهيب بيقول امثل دور حبيب جنى فكنت عايز اعرف ايه اخرة حدودي معاها
رفع ذقنها ودنى يهمس لها
-هو فيه حد يقدر يمثل أنه بيحب ياجنى، إلا الحب مينفعش التمثيل فيه ابدا، ممكن تخبي بس عيونك بتكون فضحاكي، كان لازم ادور على حاجة اقنع بيها الكل علشان محدش يلاحظ عيوني الملهوفة عليكي ، دمعة غائرة انبثقت من جفنيه رغما عنه متذكرا ذاك اليوم
-عارفة يوم ماغنى اتحجزت بالمشفى علشان العملية، رجعت لقيتك تعبانة وقاعدة في حضن عز، قعدت جنبك من الناحية التانية وقتها عز قام يرد على تليفونه، معرفش كان شغل وصفقة أو ايه مش فاكر، حطيتي راسك على كتفي ودي كانت أول مرة تكوني قريبة مني بالشكل دا، كنا بنقعد جنب بعض اها، بس عمري مالمست حاجة فيكي، حتى شعرك من وقت ماتحجبتي في اعدادي وانا مشفتوش
اختنق صوته عندما روادته تلك الليلة
احساس صعب قوي ياجنى لما يكون حبيبك بين ايدك وانتِ ضعيفة وبتحاولي تمنعي نفسك علشان متغلطيش وتشيلي ذنوب، انا وقتها ضمتك لحضني قوي كأني كنت بستمد من الحضن دا قوة علشان اقدر اعيش بعيد عنك وقراري اللي اتخدته بعد ماشوفتك في حضن جواد، وبعد ماجواد اعترفلي بمشاعره...قبض على خصلاتها بعنف وقربها إليه يحتضن ثغرها بقوة كأنه يمحي ذاك المشهد ويزيل اثاره ، ظل لفترة ليست بالقليلة حتى تذوق دموعها التي انسابت بصمت..ابتعد سريعا ثم نهض متجها إلى الحمام دون حديث ظنا تألمها من قبلته ولا يعلم أن دموعها دموع ندم على ماشعرت به بتلك الفترة، خرج بعد دقائق مرتديا ثيابا للنوم يهرب من نظراتها ..قام بعدل وسادته ثم تمدد بجوارها مواليها ظهره دون حديث..نهضت تنزع روبها ثم دنت منه تهمس بجوار أذنه
-من إمتى بتنام كدا جنب جنجونتك، أول مرة تديني ضهرك ياترى زهقت مني حالا كدا...استدار سريعا يجذبها حتى هوت فوق صدره لتقبل تفاحة آدم هامسة
-اسفة، آسفة على غبائي اللي وجعنا الوقت دا كله
مرر أنامله على شفتيها
-أنا اللي اسف وجعتك صح ..انحنت تقبله ثم هزت رأسها بالنفي
-وجعتني لما حرمتني من جنتي، انا كنت بعيط علشان أنا غبية وحرمت نفسي من حضنك الايام دي ، ياريت الأيام ترجع كنت أنا اللي وقفت قدامك وقولت انا بموت فيك ، مقدرش أعيش من غيرك ..بعشقك بجنون وياريت تحس بيه، وقتها هتدفني جوا قلبك
-دافنك والله جوا قلبي وعيني ياحبيبة قلبي من زمان قوي، ومكنتش هخلي حد يقرب منك، والله ماكلام ياجنى، مكنتش هخلي حد يقرب منك حتى لو اتنازلت عن جاسر نفسه
طالعته بدموعها التي انسابت بغزارة
-آسفة حبيبي، آسفة على أي زعل حصل بينا وبعدنا على بعض
ضمها تحت كنف ذراعه ثم التقط هاتفه يبحث فيه عن شيئا ، إلى أن وصل إلى صورها الذي يضعها بمكانها السري
-نظرت بذهول واعتدلت تجلس على ركبتيها أمامه
-دي صور أعياد ميلادي كلها ، مرر أنامله على الشاشة يقلب بها جميعها بكل الوضعيات
-كنت حافظهم عندي ، بس كنت ناسيهم لسة مكتشفهم قريب، راكان بيسألني عن حاجة وبدور لقيتهم ، ابتسمت على صورها
-دول قدامى قوي ..قبل جبينها وأغلق الهاتف
-قدامى بس أجمل صور لقلبي وروحي ، ياله ننام علشان الشيطان بيوزني ، قهقهت وأشارت إلى تيشرت
-طيب هتنام كدا جنبي ، طيب اشم مين دلوقتي ...نزع كنزته ، وفرد ذراعيه لتقترب تدفن نفسها بداخله
قائلة:
-مش عايزة حاجة من الدنيا غير حضنك دا حبيبي
-ضمها وأغمض عيناه وذاكرته تصفع عقله ..، وتابع حديثه الذي قطعه منذ قليل عن جلوسها مع عز:
-ضميتك وقتها معرفش فاكرة ولا لا ..ضميتك قوي وتمنيت كل حاجة توقف على الحضن دا يومها حجابك وقع من على شعرك ، لأول مرة أدفن راسي في شعرك وكأني بجمع ريحتك جوايا ..الليلة دي مش هنساها أبدًا ياجنى لأنها كانت مختلفة بأحاسيس ومشاعر تانية ، فتحتي عينك وابتسمي وقولتيلي فين عز ..دنى من شفتيها يلامسها بخاصتها
-كنت مغرية وجبارة يابنت عمي ووقفتي قلبي ودخلتيني في طريق سد فقد سيطرتي على نفسي فاكرة قولت لك ايه وقتها
رفعت كفيها على وجنتيه وأصبحت وجنتيها مختلطة بدموع عيناها
-كفاية ياجاسر متوجعش قلبي أكتر ماهو موجوع
سحب جسدها حتى أصبحت بمقابلته وملس على وجهها
-فداكِ قلبي وحياتي كلها ياجنجون، سلامة قلبك من كل وجع ياروحي
رفعت نفسها وقبلته وتمنت أن يسحب روحها بتلك القبلة حتى تطفئ نيران أشعلها بغباء احساسها بتلك الفترة ، شعر بها فهمس لها يربط على قلبها
-متعرفيش قد ايه عنيت وانتِ مش في حضني، مش معقول بعد ماامتلك دنيتي وحياتي ابص لغيرك، انا مكنتش عايز غيرك وبس، يعني مهما أقول او اعمل مستحيل عيوني تبص لحد أو تشوف حد غير ملكة ومهلكة قلبي
يكفي ما تشعر به من دقات قلبها الصاخبة التي آلامت صدرها، ايعقل أن حبيبها يعشقها أضعاف مضاعفة من احساسها اتجاهه
ظلت تمرر أناملها الناعمة على وجهه تقص لها إحدى معزوفات العشق لقلبها المتيم والموشوم بعشقه، دقائق ناعمة بينهما ولكنها بأعواما عديدة بالبعد عن احضان بعضهما البعض .اخذها لعالم لا يدون سوى اسمه فقط، ولا يسمع بها سوى نبض قلوبهما الصارخة
❈-❈-❈
بعد فترة كادت أن تسحب أنفاسهما ويكتب بدفتر اموات العاشقين ، كانت تضع رأسها على صدره وترسمه بينيتها بنومه الهادئ التي شبهته بملاكها ونبض حياتها ...ذهب بسباتا عميق بعد اجتيازه جميع الاختبارات ليتوج بملك الملوك، نعم فهو ملك قلبها وفارس احلامها، ابتسامة عاشقة أنارت وجهها لتجعلها وكأنه فتاة من فتيات الحور وهي تتذكر مدى عشقه إليها أقسمت بينها وبين نفسها انها لن تذوقه سوى السعادة والعشق فقط، ستوهبه حياة مليئة بالحب والألوان البهية مثل زهور الربيع الذي يعطينا الروائح العبقة
دنت تقبله بلهفة تغمض عيناها مستمعة بطعم قبلاته حينها فتح عيناه وشعر بها، ابتسم مابين نومه ظنا أنها ترواده أحلامه ، دفن رأسه بعنقها وحاصرها بجسده يهمس لها بصوته الأجش
-اهدئ صغيرتي فأنت بحصن أمانكِ ..قبلة ناعمة بعنقه لتذهب بعدها بثباتا عميقا وكأنها امتلكت العالم بكلماته الدافئة
صباح جميل محمل بصوت العصافير فوق الاشجار، ورائحة الزهور العبقة بفصل الربيع تملأ المكان ، ناهيك عن ساكن ذاك الحي الذي يملأه البهجة وسرور ..بعد ذاك الحفل المهيب
غمرت الشمس الدنيا بنور ربها وهو يجلس يدخن بشراسة بالحديقة ، ظل لفترة إلى انهك جسده، ثم صعد بخطوات متعثرة وخفقات مؤلمة بعدما شعر بانهيار حياته الوردية التي كان يرسمها للمستقبل بحضن حبيبته، فتح الباب وولج للداخل بهدوء لكي لا يوقظها، خطى بخطوات مهزوزة وكأنه يتحرك فوق بلور ليشحذ قدمه ويشعر بكم التأوه ، وصل إليها، جلس بجوارها لفترة يراقب نومها ويحفر ملامحها العاشقة لقلبه، نهض ليبدل ثيابه ثم عاد مرة أخرى وتوقف بحيرة وحربه الداخلية تنهش بعقله كالشيطان يريد أن يصفعها ويبعدها عن حياته بعد ما فعلت به وبقلبه ذلك الفعل الشنيع ، تمدد بجوارها بعد فترة بالصراع بين قلبه وعقله ، تململت بنومها متأوهة تضع كفيها على بطنها ، بسط كفيه المرتعش واحتجز الدمع بعيناه وهو يضع كفيه مكان تأوهها، يهمس ببعض الكلمات لتسكين بنومها، اقترب منها بعدما ضعف وجذابها لأمان احضانه، تغلب قلبه على عقله ليضعه في خانة اليك أغمض عيناه دافنا وجهه بعنقها
بعد قليل تململت بنومها شعرت بجسد صلب تحت رأسها، فتحت عيناها وجدته يحاوطها بذراعيه يضع رأسها على صدره..رفعت رأسها تطالعه بحزن متذكرة ماصار ، شعرت بقبضة معتصرة وعيناها تخترق شفتيه أطبقت على جفنيها وانسابت عبراتها رغمًا عنها ، شهقة خرجت من جوفها على إثرها فتح عيناه ، اعتدل سريعًا يمسح على وجهه بعنف ، تراجع يستند على الفراش
-ايه موجوعة !!
هبطت من فوق الفراش بساقين مرتعشتين متجهة للحمام دون أن تتفوه بحرف
مسح على وجهه بغضب يستغفر ربه ، محاولا السيطرة على غضبه ..خرجت بعد فترة تلتف بالمنشفة متجهة إلى غرفة ثيابها خرجت تجلس على الأريكة تتراجع بجسدها للخلف مغمضة العينين ...نهض من مكانه واتجه يجلس بجوارها
سامعك عايز اعرف ايه اللي حصل
فتحت عيناها تنظر إليه
-قولي الأول ايه اللي شوفته دا، ازاي تعمل فيا كدا
اتجه إليها يطالعها بذهول، انا اللي بسأل مترديش عليا سؤال بسؤال يامدام
نهضت من مكانها تهتف بقلب ممزق:
-ليه ياحضرة الظابط مش شايف من حقي اعرف ليه جوزي كان في حضن واحدة تانية
جن جنونه ونهض من مكانه يقبض على ذراعها بعنف :
-أنا جيت لك هنا وصرختِ فيا وطلعتيني خاين حتى من غير ماتسمعيني، وياريت تسكتي على كدا، لا خرجتي من ورايا ورحتي شقة لراجل عازب وانت عارفة إن الراجل دا اكبر مصيبة
-إنت خونتي ياياسين، قربت منها وخليتها تلمسك، وحشتك مش كدا
تجمد جسده حتى شعر ببرودة تجتاحه وعيناها كزخات المطر ، تراجع مبتعدا عنها يطالعها بذهول ، فتح فمه للحديث ولكنه شعر بثقل لسانه، وكأن حروف الكلمات هربت، اقتربت منه مع زيادة بكاؤها
-ليه تعمل فيا كدا، طيب لما بتحبها ومش قادر تنساها ليه قربت مني وخلتني أتعلق بيك، أشارت على نفسها وازدادت شهقاتها
-دا أنا حبيتك من كل قلبي، سلمتلك قلبي على طبق من دهب، نظرت حولها بضياع وتشتت وتابعت حديثها المؤلم
-ليه توجعني ، لسة عايز تنتقم مني، انا مجبرتكش على جوازك مني، كنت قولي انك اتجبرت وعايز تعيش مع اللي بتحبها بس متأذنيش كدا
ارتجافة أصابت قلبه من حالتها وهي تتحدث بدموعها التي أخفت ملامح وجهها، ابتعدت متجهة إلى غرفة الملابس وجلبت الحقيبة لتجمع ملابسها ، كل هذا تحت نظراته الصامتة وجسده المتصنم ، دقائق لم يتحرك انش واحد إلى أن أغلقت حقيبتها مع صوت بكاؤها الذي فطر قلبه وجعله يئن وينزف دون دماء
خطى إلى أن توصل إلى وقوفها وهي ترتدي ثيابها ، حاوط جسدها من الخلف يضمها إلى أحضانه
-مفيش حاجة من دي حصلت يامجنونة، انا اتفاجأت بيها وانا خارج بتشدني وفي لحظة مجنونة منها لقيتها بتبوسني، والله ماقربت منها ياعاليا، وضع رأسه بعنقها يستنشق رائحتها بوله وهمس بصوته الأجش
-عاليا أنا بحبك إنتِ، ومستحيل افكر في واحد داست على قلبي حتى لو مش بحبك ...أدارها بهدوء واحتضن وجهها يتعمق بسحر بحرها:
-مجنونة ياعاليا، بعد الحب دا كله ، افكر في كدا ، انا مش بتكلم معاكي علشان ابرئ نفسي قدامك، انا بس عاذرك على اللي شوفتيه وعايز افهمك سوء التفاهم ..دنى من شفتيها وهمس وعيناه تحاوط عيناها
-مش ياسين اللي يخون مراته حتى لو بيعشق واحدة تانية، تخيلي بقى لو بيموت في مراته اللي هي نور حياته
ارتجفت بين ذراعيه وازدادت شهقاتها
فضمها بقوة يتراجع بها إلى المقعد ، حاوطها بذراعيه، يديرها إليه
-عاليا أنا مش هحاسبك على اتهامك ليا بالخيانة دلوقتي ، بس تأكدي عقابي هيكون موجع قوي أنا عاذرك مش أكتر، ودلوقتي احكي لي يااستاذة عاليا ايه اللي حصل معاكي، وليه معرفش بالحمل
-أنا لسة عارفة الحمل امبارح الصبح ، لسة شهر ، وكنت ناوية أقولك
-حتة ولو كان لازم اعرف، دلوقتي احكي لي ايه اللي حصل
تراجعت تاركة أحضانه وجلست بمقابلته وقصت له ماصار
كور قبضته ونهض يثور عليها وكأن أحدهم يلف ثعبان حول عنقه عندما خيل له هجوم ذاك الحقير عليها ولمسه إليها
انحنى يرمقها بنظرات نارية يود أن يقبض على عنقها وهمس بهسيس
-خرجتي من غير اذني، وروحتي شقة لواحد حقير وكأنك مش متجوزة، قوليلي اعمل فيكي ايه ايه..صرخ بها حتى ارتعبت من صوته
نهضت من مكانها وهدرت بدموع
-كنت منتظر مني ايه منتظر اشوف اخويا مستقبله بيضيع ، وانا معرفش الحقير دا ناوي على ايه
ضغط على ذراعها بقوة آلامتها
-إنتِ عارفة لولا جاسر شافك كان ممكن يحصل لك ايه، مفكرتيش أنه ممكن يكون فخ، دا كان ناوي على اغتصابك يامدام ..توسعت عيناه وتغير لونها حتى أصبح كقعر جهنم من شدة غضبه..دفعها بقوة وبدأ يحطم في كل ما يقابله ..ابتعدت عنه عندما وجدت حالته ..حاولت الحديث إلا أنه اخرصها بصياحه
-عايزاني اعمل ايه ، واحد كان هيغتصبك ، واحد قرب ولمسك، غيى أنك موتي ابني يامدام ، اقترب منها وازداد جنونه حينما لاح عقله بأنها المسؤولة عن فقد الجنين ..أطبق على كتفها بعنف
-مش عايز اسمع صوتك، الباب دا لو خرجتي منه هدفنك مكانك سمعتي، وحياة ربي ياعاليا لاندمك علشان تعرفي تخرجي من ورايا حلو
دفعته وصاحت به
-متقدرش تعمل فيا كدا انت مين إن شاءالله علشان تقولي اعمل ايه ومعملش ايه، ولو رجعت تاني هعمل كدا ، ايه عايز تخبي فضحتيك فقولت تطلعتي غلطانة ، انا أعمل اللي انا عايزاه، وانت روح عند الست اللي خليتها تبوسك، ايه مفكرني هبلة وهصدق كلامك العبيط دا، حضرة الظابط طفل علشان واحدة تقرب منه وتبوسه كمان ..أشارت بسبباتها وهدرت بصوت مرتفع
-روح شوف نفسك وتعالى حاسبني، انا كنت رايحة علشان انقذ اخويا مش قافلة على نفسي الباب وبحب في حد
ضغط على فكها بقوة حتى شعرت بتحطيمه
-طيب اطلع برة الباب دا وشوفي هعمل فيكي ايه ..قالها ودفعها بغضب حتى كادت أن تسقط على الأرضية واستدار متحركًا للخارج كالذي يطارده عدوه
جلست تحتضن جسدها وانسابت عبراتها
استمعت الى طرقات على باب الغرفة، بعدها دلفت ربى ، بحثت عنها وجدتها جالسة بالأرضية وتبكي بشهقات ..اتجهت إليها وأوقفتها ثم ساعدتها بالجلوس
-ياسين مقابلني ووشه بيطلع نار، ايه اللي حصل وليه عملتي كدا ياعاليا ، كدا تخرجي من غير ما تعرفي حد، طيب عرفي بابا
اتجهت بنظرها إلى ربى
-ياسين كان مع ليليان في اوضة واحدة ياربى، انا شوفتهم ، كنتي منتظرة مني ايه والاستاذ شوفته في حضنها ، دورت على باباكي بس كنت عارفة أنه مشغول مع ضيوفه، قوليلي ياربى لو عز مستقبله في خطر هتستني حد يقولك تعملي ايه ، عارفة ان خالد حقير لكن دا اخويا مقدرتش اشوف مستقبله بيضيع
ضمت رأسها تربت على كتفها
-اهدي حبيبتي ، ربنا ينتقم منه الحيوان، المهم انت بطلي عياط وامسحي دموعك والدتك جت تحت، بلاش تفهم سوء التفاهم اللي بينكم
اتجهت إلى حقيبتها ووضعت بها أشيائها الخاصة
-لا أنا همشي مع ماما،مستحيل اقعد له تاني، خليه يروح للست ليليان بتاعته، وخليها تبوس فيه حلو
شهقت ربى تضع كفيها على شفتيها مذهولة:
-عاليا ايه الجنان دا ..مسحت دموعها بعنف
-ايه مش مصدقة، روحي اسأليه، جاي يحاسبني بأي حق ، مالوش يحاسبني وهو كان في حضن الهانم وسيباه تبوسه كمان
انا لازم امشي من البيت دا، وخليه يطلقني، انا عارفة جوازنا احنا الاتنين اتجبرنا بسبب ظروفنا، ودلوقتي انا مش عايزاه
جذبت ربى الحقيبة من يديها وأجلستها
-طيب ممكن تسمعي مني، انزلي دلوقتي قابلي مامتك وباباكي، علشان يطمنوا عليكي، وبعد كدا وعد مني لأخليكي تاخدي حقك من ياسين ، قومي حبيبتي اغسلي وشك كدا واعيدي قوتك، أنتِ مش ضعيفة علشان بنت زي ليليان تخطف جوزك ، دا جوزك وأبو بنتك وقبل دا كله حبيبك ياعاليا متنكريش دا
ربتت على ظهرها
-متخربيش بيتك ياعاليا،اما ليليان دي توقفيها عند حدها ياهبلة، مش تسيبي بيتك ..قومي واقوفي كدا وخليكي جنب جوزك النهاردة تبيني انك الأقوى ، بابا عازمهم على الغدا ، تفكري ازاي توقفي وتاخدي حقك مش الهبل اللي بتقوله
خرجت ربى بعد إقناعها بنزولها لوالدتها ، ثم اتجهت إلى غرفة والدتها
بغرفة غزل كانت تجلس تقرأ وردها اليومي بعد صلاة الضحى، استمعت الى طرقات على باب الغرفة، فسمحت بالدخول
-ماما فاضية،اشارت لها بالدخول، همست بصوت خفيض
-بابي نايم ولا نزل ..قالتها وهي تجلس بجوار والدتها
-لسة نايم محتاجه حاجة حبيبتي
سحبت نفسا وقصت لها مااستمعت إليه من عاليا ..تنهدت غزل وحاولت أن تسيطر على غضبها فتحدثت بصوت خافت:
-بلاش بابا يعرف، وانا لما تيجي الست ليليان هعرف اتصرف معاها ازاي
هزت رأسها ونهضت قائلة :
-انا خارجة الجامعة النهاردة كمان ساعتين كدا، يبقى شوفي طنط نهى، وابعتي هاتي ايهم وأدهم هنا، مبحبش اسبهم مع الناني
ابتسمت لها واردفت:
-حاضر ياقلبي ربنا يوفقك، خلي بالك من نفسك ،
-طيب حبيبتي مش هتنزلي لأهل عاليا ولا ايه..نهضت غزل وأومأت إليها ونهضت تنظر بساعة يديها
-جاين بدري كدا ليه ؟!
-معرفش بس شكلهم مسافرين علشان سمعت كريم بيقولهم هتتأخروا على الطيارة واللي فهمته أنهم ميعرفوش حاجة
أومأت غزل وتحدثت:
-نسيت دول رايحين عمرة، طيب انزلي وأنا شوية هنزل ...قبلت جبين والدتها وتحركت إلى الخارج
بغرفة أوس توقف أمام المرآة ينهي تجهيزه للنزول لعمله، فتحت ياسمينا عينيها بعدما تسللت رائحته إلى رئتيها
رفعت رأسها هامسة بصوت مبحوح من النوم
-صباح الخير حبيبي..استدار إليها ثم خطى إلى أن وصل إليها وانحنى يقبل جبينها
-صباح الرضا ياروح حبيبك ..نظرت بساعتها متسائلة:
-الساعة كام دلوقتي
جلس بجوارها على الفراش يضم رأسها لأحضانه ثم انحنى يطبع قبلة على رأسها
-الساعة 11ياقلبي كملي نومك، انا عندي ميتينج 12 يادوب اتحرك
اعتدلت جالسة ترجع خصلاتها الشاردة للخلف واردفت:
-لا هقوم كفاية نوم، عمو جواد عازم بابا وخالو يوسف على الغدا،انا مش هنزل شغل النهاردة
نهض من مكانه واتجه إلى المرآة يعدل من رابطة عنقه قائلًا:
-براحتك ياياسو،انا هحاول ارجع بدري، خلي بالك من" مسك"، عندها ليسون الساعة 4 عايزك تقابلي الميس وتشوفي قدرات البنت
نهضت من فوق الفراش تجذب روبها ثم تحركت إلى وقوفه.. توقفت أمامه وساعدته بربط رابطة عنقه مبتسمة
-حاضر، هشوفها وهنظم الوقت علشان النادي ..سمعت كمان" ربى" بتقول هتنزل ايهم وادهم النادي علشان يمارسوا لعبة لنشاطهم فايه رأيك ننزل مسك كمان
قبل كفيها واتجه إلى حقيبة عمله
-حبيبي اللي في مصلحة البنت اعمليه، شوفي النوادي الكويسة وابعتي لي اختار نادي كويس وميكونش فيه تجاوزات
انحنى وطبع قبلة سريعة على شفتيها واتجه للأسفل
-اجهزي بدل صحيتي علشان نحضر الفطار كلنا مع بعض
اومأت إليه بالموافقة وتحركت إلى الحمام لتجهيز نفسها
بغرفة جاسر
فتحت عيناها، بعدما داعبتها أشعة الشمس لتجد نفسها محاصرة بتلك الفولاذية وكأنها مسجونته ..رفعت أناملها تمررها على وجهه تنحط ملامحه بعيونًا هائمة بعشقه..شعر بها ولكنه ظل كما هو و لم يرف جفنه، ولكن كيف يستطع السيطرة على دقات قلبه العنيفة عندما اقتربت تتنفس أنفاسه تهمس له
"مستعدة أتنازل عن كل حاجة لمجرد كل يوم الصبح افتح عيوني على أغلى راجل بحياتي ..هنا صمتت الألسنة ولم يتبقى سوى دقات قلبه التي أعلنت الحرب عليه ليفتح رماديته، يجذبها بقوة حتى تلاشى المسافة ولم يتبقى سوى الأنفاس المرتفعة المختلطة بالعشق السامي هامسًا لها
"وأنا مستعد أموت كل يوم علشان اشوف جنون حبك ليا ..وضعت كفيها على فمه
-اسكت مسمعش الكلمة دي ابدًا، مستعدة أعشقك اكتر واكتر بس بلاش تجيب السيرة دي، انت متعرفش انا عيشت ازاي ولا عانيت ايه
خلل أنامله بخصلاتها:
-عايز اعرف واحس وأنتِ جوا حضني ..تلألئت عيناها بنجومها
-حقيقي ياجاسر، لسة معرفتش ولا حسيت قد ايه انا عانيت
هز رأسه وابتسامة لاعوب وهو يمرر أنامله على عنقها
-ايه اللي يثبت، لو على المستشفى ممكن يكون علشان موضوع كنان
دفعته بقوة وهبت كالمجنونة
-طيب يابن عمي ..كان عندنا وخلص، ودلوقتي بح ..ياله روح مكان ماجيت
كانت عيناه تخترق جسدها الذي ظهر أمامه دون أن تعي ما تفعله
ظلت تصرخ وتلكمه ثم توقفت عندما وجدت صمته ونظراته إليها
نظرت إلى ماينظر إليه
-اه قليل الادب يابو عيون زايغة
قالتها وهي تهجم عليه مما جعله يجذبها حتى سقطت فوقه وضحكاته ترتفع بالمكان من يسمعه لم يقل أنه لم يعاني طيلة حياته ...
-يابت اتهدي أنتِ ليه بتنسي كدا، مش قولنا كلام حلو قبل النوم، أشار إلى صدره غامزًا:
-حتى بليتي دا وغرقتيه مية ومليون آسفة ، أكلتي كلامك دا كله
نظر للذي تنظر إليه فجذبه سريعًا
-تيشريتي ومستحيل تلبسيه عايزك كدا ..ابتسامة لاعوب على شفتيها وهي تجذب المفرش تلتف به وتحركت بدلال أمامه
-اشبع بالتيشيرت ، بس وحياتك بعد كدا لانام جنبك بالبيجامة ياابو كنان الحلو
-بيجامة ايه يابت هو إنتِ عندك بيجامة اصلا، تحركت سريعا بعدما وجدت اقترابه ونظراته التي تعلمها جيدا إلى أن وصلت الحمام وأغلقت الباب، ولكنه كان الأسرع ليضع ساقيه يمنع غلقه واستند على الجدار
-مكنش في نيتي يابت ياجنجون لكن دلوقتي ، وحياة عشر سنين حب لأطلعهم على جتك دلوقتي
تراجعت تشير إليه
-اعقل ياجاسر، متنساش انا حامل ، والله من عمايلك دي شكلي مش هجيب عيال تاني ..لم يكترث لحديثها وتحرك للداخل ينزع ثيابه
-معرفش دايما نيتك شمال ليه ، انا قصدي اخد شاور ، لكن إنتِ دايما اللي عقلك واخدك سكة شمال، طول عمري محترم ، يارب تقتنعي بكدا
توسعت عيناها تنظر إليه بذهول ، منع ابتسامته من الظهور واستدار للجهة الأخرى من مظهرها المصدوم بحديثه
فتحدث مشاكسًا ليقضي على وقوفها
-لو عجبك شكلي كدا ، ممكن تيجي ناخد شاور مع بعض، وهغمض عيني
استدار يغمز إليها وهتف:
-امور صح ..جزت على اسنانها تضرب قدمها بالأرض
-وقح...دلف إلى كابينة الحمام وهو يدندن ثم التفت إليها
-وقح بس أمور وعندي جيش معجبين
استشاطت غضبا، لتهرول إليه تدفع الباب بعنف تلكمه بصدره
-جيش ايه ياوقح يابو عيون زايغة، وانا طول الليل بقول فيك شعر ، متستهلش
لم تشعر بنفسها سوى وهو يحملها بعدما نزع المفرش عن جسدها
-اهدي بس ياأم العيال، ليه العصبية دي كلها، دا كله علشان قولت لك هناخد شاور مع بعض...سكنت بين ذراعيه واختتق صوتها
-عندك جيش معجبين وعجبينك قوي ياجاسر
لم يدعها تكمل حديثها ليفتح المياه تنظر حولها بذهول
جاكوزي ..وضع إبهامه على شفتيها
-استرخي استمتعي، وضع كفيه على بطنها التي بدأت بالظهور
-خلي حبيبة باباها تستمتع معانا ....