الفصل السابع والعشرون 27 ج1
بقلم سيلا وليد
بغرفة ملحقة بمنزله
جلست تتناول طعامها تتحدث بالهاتف وصوت ضحكاتها مرتفع
-حبسني في أوضة في الجنينة، بس صدق ..تفتكر صدق فعلا ولا ناوي يلعب
أجابها الآخر
-فيروز ..جاسر ميهمنيش، ركزي في شغلك اهم حاجة ، وموتي على حملك علشان دا الحل الوحيد حاليا..احنا بنحاول نخترق النظام وعارفة لو نجحتي ووصلتينا للمطلوب، حياتك هتتغير
وضعت الفاكهة بفمها تلوكها بإستمتاع ثم هتفت
-متخفش على الحمل، انا بخاف عليه ناسي أن دا ابن جاسر ولا إيه، قالتها بضحكة مرتفعة
أجابها الآخر
-أيوة هو دا بالظبط، وبالنسبة لمراته لازم تزعزعيها وتبعد عنه بأي طريقة، واسمعيني لازم تخليه يجبلك شغالة على قدك، ولو رفض هدديه بالسديهات، ومتنسيش اخوه ظابط الحربية هيسكت لما يعرف الموضوع هيضر اخوه، سمعاني، متعرفيش مراته ممكن تعمل حاجة علشان تسقطك، مش عايز الولد ينزل قبل مانوصل للمطلوب
-راكان البنداري ؟؟
تسائلت بها ..نفث تبغه واجابها
-وراه بالخطوة، عرفنا مكان مراته في ألمانيا، وحامل، الخيوط كلها في ايدنا، لازم الصفقة تتم على خير..نضرب ضربتنا في الوقت المناسب، نشغل بيها راكان وجواد، علشان كدا بقولك ..جاسر فرصتنا الوحيدة
-تمام ..كل حاجة هعملها زي ماطلبت، وهفضل ساكتة لحد ما يرجع ، ومش هعمل حاجة تضايقه، وهقنعه زي ما اتفقنا
-برافو فيروز، والدتك هخرجها قريب
سلام...سلام
قالتها ونهضت متجهة تنظر من النافذة تستنشق الهواء تضع كفيها على احشائها
-وحشتني قوي ياجاسر، وحياة حبي اللي حبتهولك لأعمل اي حاجة علشان ارجعك لو وصلت اقتل مراتك ..ابتسمت عندما تذكرت كلمات جنى "لو ابنه هخليه يعترف بيه"
هنشوف ياجنجون ..بكرة نشوف ، كلها شهر ونعمل التحاليل، بس يارب الأندال دول يكونوا قد كلامهم
عند جاسر
.تحرك للداخل ..دلف إلى مكتب والده بعد السماح له بالدخول
بالداخل كان يجلس متراجعًا على مقعده مغمض العينين..
-بابا حضرتك عايزني، نهض من مكانه يشير إلى الأريكية
-تعالى ياحبيبي عايزك في موضوع مهم..تحرك يجلس بجوار والده ..نظر تحت أقدامه ينتظر حديثه
صمت جواد لثواني يقاوم سيطرة غضبه حتى سحب نفسًا وزفره ببطئ
وتحدث هاتفًا:
-إنت مصدق نفسك، عجبك اللي بتعمله
مسح جاسر على وجهه بعنف يهز رأسه قائلا
-ابراهيم قالك صح ..ولجت الخادمة بمشروبات دافئة مردفة بهدوء :
-الدكتورة راحت عند الباشمهندس حازم ياباشا، قالت شوية وهترجع
أشار إليها بالخروج ..اومأت بالطاعة وخرجت
استدار يرفع كوب مشروب والده
-اتفضل حضرتك..أخذه ونظراته تحاصره ..ارتشف بعضه ثم تحدث:
-سامعك ياجاسر، ليه عملت كدا، ليه اخلاقك وقيمك تنزل بيهم دي تربيتي حبيبي .. اختنق من إصرار والده
زفرة مختنقة فما يشعر به نيران تحرق احشائه، فداخله يغلي كالمرجل..تراجع بجسده للخلف يهرب ببصره من والده
ارتشف جواد مشروبه مرة أخرى قائلا
-اشرب علشان تدفى..رفع كوبه وأجاب والده
-أنا دفيان يابابا، الحمد لله أنا كويس
ابتسم جواد وأجابه مشاكسًا :
-الحب مدفيك يابن جواد
أطلق ضحكة خافتة يضرب على ركبتيه:
-اوي ياباشا، حضرتك مجرب وعارف
مط جواد شفتيه يهز رأسه ساخرًا
-أيوة ماهو باين يابن جواد، شوفت نظراتك هتاكل البت في الحنة، طب كان فين من زمان، وايه شوية الاعصار اللي عملتهم علينا يالا
زم شفتيه يضغط عليها :
-استاذك ياباشا والله مش واخد بالك من غزالتك لما قالت لي كأن جواد الألفي بيتكرر قدامي ..دنى بجسده يغرز عيناه بعين والده قائلاً:
-بس فيه إختلاف كبير بينا ياحضرة اللوا، اولا انت كنت بتهرب لسراب وتخنق قلب امي، لكن أنا كنت بموت علشان غيري يعيش
اغروقت عين جواد بدموع الندم، فرغم كلمات ابنه البسيطة إلا أنها نزلت على قلبه كسوط من نيران تلهمه
جذب جاسر كف والده ورفعه يقبلهما عندما وجد شحوب وجهه فتحدث بنبرة هادئة مسترسلًا:
-بابا أنا مش زعلان لاني كنت السبب في كدا، انا ماوجهتش يابابا عملت زي النعامة دفنت راسي وسبت حبيبتي لغيري يتلاعب بيها، مفيش حد السبب في الوجع دا غيرنا احنا الاتنين، انا استاهل وهي تستاهل، وادينا بندفع تمنه يابابا للأسف
ربت على كتفه قائلًا:
-ربنا هيعوضك بالعوض ياحبيبي، وبكرة هتلاقي السعادة اللي هتبكي من جمالها
ابتسم واختتق صوته :
-اقولك حاجة يابابا، رغم إن حبيبتي في حضني والسعادة محاوطني من كل الجهات الا انا عامل زي الديب وهو نايم بفتح عين واقفل التانية، علشان مقومش من النوم والاقي السعادة دي هربت من بين ايديا، بابا أنا اسعد راجل في الدنيا وفي نفس الوقت بتوجع وجع محدش يقدر يستحمله
اقترب جواد من جلوسه يرفع ذقنه
-ابن جواد الألفي ميططيش راسه، دايما راسه مرفوع مفيش قوة تهزه، هو اللي يهز الجبل، نهض جواد من مكانه وتوجه للشرفة واستأنف حديثه
-بس مع دا كله اوعى تنسى قيمك واخلاقك، عايزك تفكر في خطواتك بدينك وقيمك قبل عقلك حبيبي ، استدار ونظراته تخترق وقوفه
-عارف فيروز زبالة ومتستهلش انك تلوث نفسك علشانها، مش دي اللي ضيع اخلاقك، مش ابن جواد اللي ينزل لمستوى واحدة شغالة مع مافيا علشان ياخد حقه، تاخد حقك بعقلك النضيف ياحضرة الظابط
استند جاسر على الجدار ينظر للخارج بحزنا قائلاً:
-بابا اللي كنت خايف منه حصل، دي جاية وبتقولي حامل
قهقه جواد واستدار يستند على الجدار يراقب الشباب وهو يلعبون ثم أجاب بوجه خالي من التعبير
-وانت رأيك ايه، الواد ابنك ولا لا
أطبق على جفنيه بحسرة واجابه بروح تنزف قائلاً:
-لو قولتلك مش عارف ..ضرب جواد على السور الحديدي ببطأ، كأنه بيانو ومازالت نظراته الخاوية بالمكان
-يبقى هتضطر تستنى لما تعرف اد ايه ثقتك بنفسك يابن جواد، استدار برأسه
-اول مرة أعجز عن رد فعل غصب عني، متكتف ياجاسر، انت كتفت ابوك ومبقاش عارف يفكر يطلع من المصيبة دي ازاي، البت طلعت أحقر مما توقعت، شغالة مع مافيا تجار الاسلحة،من وقت ماطلقتها، وطبعا لما باسم شك فيها حاولوا يصفوه
-عرفت..قالها بنبرة جيليدية..اقترب جواد يتعمق بالنظر من أثر حديثه:
-يعني إيه؟!
اعتدل ينظر لوالده مستندا على السور يعقد ذراعيه
استرسل بنبرة حزينة وعينين منكسرة
-عارف يابابا أنها اشتعلت مع الراجل اللي اسمه الجارحي دا، بس مفيش ادانة، أوراقهم كلها سليمة، اچنس عربيات وشغل من تحت لتحت، زرعت واحد بينهم قولت يمكن اوصل لحاجة
جلس جواد يشير إليه:
-اقعد وفهمني عرفت دا كله ازاي ومنين..اتجه ينحني وبلع استفهام والده، فحاول أن يخرج من حالته،رفع رأسه ينظر له:
-مابلاش تلعب معايا يابو الجود، ابنك لعيب ومحترف ماهو ابن جواد برضو
رفع جواد حاجبه ساخرا
-لا ياراجل، قولي غير كدا ، يعني كنت بتلعب مع ابوك يالا
رفع أيده يضربهما ببعضهما يضحك بصوت مرتفع
- لا بس لعيب ياحضرة اللوا وارفعلك القبعة، بس ابنك اولى بلعبك وقفشك
حك جواد ذقنه وهو يرمقه بنظرات مبهمة
-عرفت امتى يابن جواد..
-يوم الحريق، بعد مارجعت الشقة لقيت شيكات باسم تميم الجارحي وشوية سيدهات كدا الهبلة مسكاه عليه
-سديهات من انهي نوع بالظبط ، حاجة تدينه
ارتشف من كوبه يشير لوالده اشرب اعشاب ست الدكتورة وخلي بالك من صحتك ياحج، وبلاش تقنعنا انك كويس ومش محتاج للعلاج يابابا، حضرتك بضرنا كلنا
ضيق جواد عيناه يبتعد عن نظرات ابنه:
- تقصد ايه يالا، هي جنى طيرت عقلك
تحدث بعينان تهيم عشقًا
ومال جنجون هنا بس..ربت على ركبتيه
-كله هيعدي ويبقى ذكرى .
وضع كفيه على صدره واجابه.
-قلبي وجعني عليها يابابا، مبقتش لاقي اعذار ولا دوا ادويها
ربت على كتفه وابتلع غصته
-عارف ياحبيبي انك قدام اختبار صعب، المشكلة مبقتش في جنى لأنها بتحبك ومجرد ماطبطب عليها وتاخدها في حضنك هترضى بكلمة تربط على قلبها، والبنت بعدها عنك بيموتها ...اختنق بشهقه بآنة متوجعة وكأن أحد يلف حوله حبلا من نيران
❈-❈-❈
فرفع بصره وعيناه تحجرت بمياه العشق الضاري
-خايف من قلبة عمك مش كدا ..مسح جواد على وجهه، يزفر الهواء بقوة واتجه بنظره إليه
-طبعا لسة قدامنا وقت، وممكن البت دي تخطيطها مانوصلوش،
اومأ متفاهمًا:
-للأسف يابابا، معرفش بتفكر في ايه، وليه رجعت، كنت هموتها واخلص منها بس حضرتك ورايا بخطوة
أطلق صوت معترض أخرجه من اتفه يشير إليه محذرًا
-ودا اللي هما عايزينه، انا هقولك حاجة مهمة المفروض مكنتش تعرفها، بس من واجبي اعرفك علشان تعرف انت بتعمل ايه
دقق النظر يستمع إلى والده بتمعن
-الادارة اختارتك في القضية دي، وعلى أساس كدا اتنقلت اسمياعلية، عايزين ظابط وجه جديد يدخل حدود المحافظة، وبما انك أظهرت شجاعتك اخر قضية انت وجواد فالادارة اختارتكم، ماشي ياحضرة الرائد
التمعت عيناه بسعادة مرددًا
-رائد!!..بتتكلم بجد يابابا، يعني اترقيت
فرد ذراعيه
-امري لله هعاملك زي الطفل واقولك تعالى في حضن ابوك
ارتفعت ضحكاته وهو يضم والده بسعادة، مسح والده على ظهره
-ألف مبروك يا حبيبي ودايما من نجاح لنجاح ..ابتسم لوالده يرفع كفيه يقبلهما ثم ضمهما قائلاً والسعادة تقفز من محجريه:
-ربنا يخليك ليا ياأحسن اب في الدنيا، بس برضو البركة في حضرتك اللي دلتني على أول الخيط
لف جواد كفيه حول عنقه يهزه
-أنا معملتش حاجة، أنا ابني مش محتاج مساعدة من حد، ومتفكرش تفتيشك انت وراكان بعيد عن عيني انا بس كنت عايز اشوف ابني بيفكر ازاي وهل هينجح ويستاهل وظيفته ولا يقولوا عليه دخل الشرطة واسطة
-آآه طويلة أخرجها من جوفه بسعادة ولمعت عيناه قائلاً:
-يااااه يابابا اخيرًا، القضية دي كانت بالنسبالي تحدي، رغم قلق عمو باسم بس حضرتك لما قولتلي اجري ورا حسك البوليسي ودافع بعقل الظابط، ورمتلي خيط، دا اللي فوقني
ربت على ساقيه قائلا :
-إنت شاطر ياجاسر، ولما بتحط حاجة في دماغك بتوصلها، بس بهدوء مش تهور..أشار بأصابعه
-تلاتة حاجات خليك دايما فاكرهم، دول يعتبروا النجاح
أول حاجة ايمانك بالله واصرارك للنجاح ..ثانيا الثقة بالنفس لازم تثق في نفسك وتقنعها انك اقوى من اي حاجة وتقدر تعدي صعوبات وعقوبات
تالت حاجة انك تفصل مشاعرك عن عملك ..اوعي قلبك يلين لشخص مهما كان حالته مع المجرمين اللي انت بايدك وبتصميمك وبعقيدتك سلمتهم، حياتك الشخصية بعيد كل البعد عن حياتك العملية مهما كانت هتوصلك لنجاح، اياك ثم إياك تاخد حد من أهلك كبش فدا علشان توصل لدليل أو نجاح، لانك هتخسر خسارة متتعوضش، وهي ثقة اللي حواليك فيك ..فهمت كلامي ياحبيبي
اومأ برأسه مبتسمًا، ثم غمز بعينيه
-شكل حضرتك وصلت لتفكيري يابو الجود
أفلت جواد ضحكة خافتة ثم تحدث:
-ابعد عن طريق فيروز ياجاسر، هتأذي نفسك واللي بتفكر فيه هيدخلك في جحيم
ارتشف باقي كوبه ثم وضعه على الطاولة
-اخر ضربة ياحضرة اللوا ياتصيب ياتخيب
هز رأسه بالرفض قائلاً :
-دا خطر يابني، اولا على حياتك ثانيا على بيتك، لازم تفكر وتشوف النتائج الأول
نهض من مكانه ينظر بشرود وأجابه
-عمرك اتخيرت بين شغلك وماما، نهض جواد يطالعه بتدقيق لعله يصل لمرحلة تفكيره فتسائل
-جاسر ناوي على ايه، اوعي اللي فهمته هتخسر ومش هتعرف تعوض اللي تخسره، المرة دي الوجع هيكون شديد صدقني مش هتتحمل، ولا حد هيرحمك، وزي ما قولتلك من شوية علشان تنجح ابعد حياتك الشخصية عن حياتك العملية
استدار لوالده يضع كفيه بجيب بنطاله
-بابا حضرتك كنت شغال في المخابرات..قهقه جواد بدخول غزل، فرفع ذراعيه يربت على كتفه
-انزل اغلب العيال دي زي زمان، شايف بيجاد عامل عليهم كماشة
رفع حاجبه ساخرا وتحدث:
-دا بقى علشان تنفرد بغزالتك ولا علشان متجوبش على سؤالي
حاوط كتفه يشير لغزل التي توقفت على الباب تطالعهم بذهول
-دي خيانة على فكرة، تقعد مع بابا من غير ماما
قطب مابين جبينه مضيقًا عيناه وابتسامة ساخره تجلت بملامحه ينظر لوالده فتحدث مسترسلا:
-قول لست ماما انا كبرت ومبقتش الواد اللي هتضحك عليا بكلمتين خليها تقول الكلمتين اللي بتلف عليهم
لكزته بكتفه، تبعد ذراع جواد عنه
-طب امشي يابن جواد، ثم اتجهت بنظرها لزوجها تحدثه موبخة إياه
-دا كله قاعد معاه، وانا اللي مستنية منك تليفون تقولي اتأخرتي ليه يازوز، مكنش العشم
طبع جاسر قبلة على وجنتيها :
-ماما الغيورة، بقيتي جدة ياحجة غزل ارحمي الراجل، دا هيفطس مننا
أشار له جواد بالخروج
-ياله شوف هتعمل ايه، واقعد مع اخوك وعقله، البت دي نضيفة، انا مش عارف امسكه وكل مااجي اتكلم معاه يقولي مشغول، أهلها طيبيبن وكلنا شفناهم النهاردة واقفين ازاي مكسورين
اقترب من والده يغمز بطرف عينه
-طب مش هتقولي عرفت ايه عليها علشان تخليني اقنع ياسين، ماهو لازم اعرف علشان اقنعه، ابنك تور كبير
أشار له بالخروج بعدما هتف
-جاسر..بلاش تدخل في حياة اخوك الشخصية، خليه هو يعرف يجيب حقها دا لو بتهمه، أما لو مش في باله يبقى يكون هادي ، مش عجبني طريقته معاه، ولولا البنت متربية كانت عرفت تستغل حياتنا مش كدا ولا ايه
فهم ما يشير إليه والده، فأومأ برأسه قائلاً :
-هقوله يابابا واوصله الرسالة وهو براحته..
وصل للأعلى أمام جناحه استمع للموسيقى...
قبل قليل
ولجت ربى تبحث عنها وجدتها تجلس على سجادة الصلاة تنهي صلاتها بالأذكار، اقتربت منها وجلست بإنتظار انتهائها ..نهضت جنى وقامت بنزع إسدالها، تقطب جبينها
جيتي ومشيتي مع جاسر أنتِ وغنى
ثم اردفت :
❈-❈-❈
-قاعدة كدا ليه، فيه حاجة ولا إيه، مش كنتي بتقولي هنسهر مع عاليا
كانت نظرات ربى مسلطة عليها بصمت، فدنت تلكزها بكتفها
-بت مالك..!!
نهضت ربى وتوقفت أمامها
-عايزين نرجع ايام زمان ياجنجون، زمت جنى شفتيها متهكمة واتجهت لغرفة ثيابها قائلة بتزمر:
-البت دي اتجننت ولا إيه، ولا شكل بعد عز هيسها
ضربت على كتفها وهي تخرج ثيابها
وصاحت بصوت مرتفع
-عايزة نرقص ياجنى، واتلمي بقى، من امتى العقل دا ياختي
استدارت تغلق خزانتها تطالعها بذهول، ثم وضعت كفيها على وجنتيها
-والله شكلك عيانة يابنت عمي، روحي لابنك ياروبي زمانه مزهق ماما ياحبيبتي
إزاحتها بقوة تبحث عن شيئا ما واخيرًا، أمسكت شيئًا بيديها ترفعه للأعلى
-كنت عارفة هلاقيها هنا..نظرت للذي تمسكه بذهول وحاولت تجذبه:
-أكيد اتجننتي، ايه دا، عايزة اخوكي يطلقني، طيب استني مااتبسط ياختي شوية..قهقهت ربى بصوت مرتفع
-وايه اللي يعرفه، وبعدين ناسية زمان، ياله انا كمان هروح اجيب بدلتي ونشهيص البت عاليا، صعبانة عليا والله من وقت ماياسين خرج من عندها معرفش قالها ايه دخلت لقيتها بتعيط..تنهدت جنى بحزنًا لأنها تعلم حقيقة زواجهما، فربتت على كتف ربى وتحدثت بإستحسان مبتسمة
-تعالي ننسيها بس بلاش بدلة الرقص دي، بجد لو جاسر عرف هيزعل وانا مقدرش على زعله
جذبت كفيها وجلست تحدثها بإبانها لكي تقنعها
- شوفي حفلة الحنة كانت ضيقة اوي علينا، ومكنش فيها غيرنا يعني مالحقناش نفرحهم، فاحنا هنعمل حفلة خاصة بيها معانا، دلوقتي هجبهم جناح جاسر هنا ، قولي ليه
علشان عندي مينفعش، اخوكي ممكن ينطلي في أي وقت ويقولي ابني ومش ابني وهيعمل عبيط، مع أنه مع مامتك، بس انا حفظاه، أما هنا حتى ولو جاسر طلع صدفة مثلا احنا اخواته، انا وانتي وغنى، طبعا عاليا بحجابها وكمان تقى، وبعدين اخويا محترم ياختي مش زي عز اخوكي
لكنها جنى ترفع حاجبها ساخرة
-مين دا اللي محترم، جاسر!!
والله أنتِ شكلك طيبة متفكرنيش ياختي ..لكزتها ربى تغمز لها
-طيب ماتفكريني انا وتقولي اخويا عمل ايه خلاه مش محترم، ابتعدت ببصرها وتوردت وجنتيها فتحركت من أمامها متجهة للداخل قائلة:
-روحي هاتي البنات وانا هروق الدنيا دي ..انحنت تغمز لها
-بتهربي ياجنجون، بس اعملي حسابك هنرقص، ومتخافيش اللي مش محترم مش جاي بيلعب باسكت تحت، وطبعا قدامهم للفجر
بعد قليل تجمعت الفتيات بغرفة جنى، وبدأت بتشغيل الموسيقى..نهضت غنى تصفق وتمسك كف عاليا لكي تراقصها
مرددة خلف الأغنية
"بنت الجيران"..إلى أن توقفت غنى متعبة ، لا انا مش قادرة، هقعد اتفرج، غمزت لربى
-ياله ياحلوة منك ليها، خرجت جنى وهي ترتدي تلك البدلة التي جعلت غنى تهب من مكانها
-يخربيتك ياروبي، انتِ ناوية على ايه، توقفت ربى وهي تشير على نفسها ببدلتها الطويلة حتى الكاحلين مفتوحة الجانبين، مستديرة الصدر..اقتربت تقى تطلق صفيرًا
-أنا كمان عايزة ألبس زيكم، اقتربت غنى لجنى
-اتلمتي على القردة ولبستك دي، طب والله تاخدي العقل يابت، ياله عايزة حركات ودلعات، استمعت لطرقات على باب الغرفة ..هرولت للداخل تصرخ
-جاسر جه..هرولت جنى للداخل، بينما فتحت غنى الباب
-دي ياسمينا..تحركت ياسمينا وهي تصفق ..بنت الجيران ، وبدأت الفتيات يحتفلون ..توقفت ربى فوق الطاولة وبدأت تتراقص أمام جنى على الموسيقى ..جذبت غنى ربى
وتحدثت
-اتهدي ياروبي براحة ياماما بطنك لسة مفتوحة، ثم رفعت نظرها لجنى التي تتمايل مع بجسدها الممشوق مع الموسيقى فتحدثت:
-بت ياجنى والله لو جاسر مسكك بترقصي كدا قدامنا ليولع فيكي..أطلقت ضحكة ناعمة وهي تتمايل بحركاتها وكفيها على خصلاتها
توقفت ربى مرة اخرى تتراقص بجوارها وهي تتندن مع الأغنية
جذبت غنى عاليا تشير إليها
-البنتين دول هيعلموكي الاحترام كويس، ابعدي عنهم، ثم لكزت ربى تصيح بها
-براحة ياغبية بطنك ، ثم غمزت على جنى التي تتراقص مع نفسها وكأن لايوجد سواها بالغرفة بتلك البدلة الشفافة التي تصل إلى الركبة وتظهر جمالها بسخاء، غمزت غنى لروبي عندما لمحت ذاك الذي توقف ينظر لزوجته جاحظ العينين مردًا لنفسه وهو يبتلع ريقه بصعوبة
-مين دي، دي جنى الطفلة البريئة، جز على أسنانه وهو يرى تحركاته التي أشعلت النار بجسده وهو يرى فتحة تلك البدلة وفتحة صدرها، تحرك سريعا عندما فقد سيطرته على نفسه، كور قبضته يجز عليها بأسنانه ليخرج غيظه حتى لا يعود إليها ويجعلها مضغة بين فكيه
الصفحة التالية
-->
رواية وحكاية
الرئيسية
عشق لاذع
رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 27 - 4 - السبت 11/5/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل السابع والعشرون
4
بالأعلى بعد تحركه، نهضت غنى متجهة لباب الغرفة لتغلقه، ثم أوقفت عاليا الصامتة
-قومي ياعروسة إنتِ صدقتي كلامي ..انحنت تهمس لها، كنت بقول كدا علشان ربى تبطل رقص وجسور يشوف مراته وهي بترقص فهمتي اللعبة..ياله بقى عايزة العيون الحلوة دي تضحك، يابنتي أنتِ فرحك بكرة
هوت جنى على الفراش تمسك بطنها وتضحك بصوت مرتفع بعدما دفعتها ربى
-ايه يامرات اخويا ماصدقتي، كنتي صايمة يابت ولا إيه
نظرت إليها مردفة بنبرة هادئة بعض الشئ بعدما صمتت عن الضحك
-تعرفي مارقصتش من اخر مرة معاكي، يوم فرحي، فاكرة اليوم دا
لكزتها ربى عندما وجدت الحزن تجلى بعينيها فاستندت على الفراش بذراعيها :
-المهم دلوقتي ايه ياجنى، شوفي إنتِ فين يابنتي، فاكرة قولتيلي ايه يوم الولادة
-امسكي في السعادة بايدك ..طالعت عاليا التي تتراقص مع تقى بخجل وتحدثت بإبانة
-أهم حاجة تكوني سعيدة، لازم تكوني سعيدة لو هتسرقيها، وضيفي حالتي أنا وعز، انا ندمانة اوي ..نفسي نرجع زي زمان وابننا يتربى بنا، بس شوفي ايه اللي بيحصل ..اقتربت منها تغمز بعنيها
-الواد بيعشق البعيدة والبعيدة منكدة على الواد ..تنهيدة عميقة حررتها بأنفاسها قائلة
-وأنا اموت من غيره ياروبي، اخوكي بعشقه مش بحبه، ودا اللي بيوجعني
نهضت ربى تمسك كفيها
-قومي غيري علشان ننزل تحت شوية مفيش مطر والشباب تحت نتلم زي زمان ..اومأت لها دون حديث تراجع حديثها
بالأسفل جلس جواد حازم يدخن سيجاره يشاهدهم وهو يلعبون كرة السلة، جلس أوس بجواره بعدما ارتشف بعض المياه قائلاً
-مش ناوي تقوم تلعب شوية
هز رأسه رافضا وهو ينفث سيجاره
-لا ماليش مزاج، ذهب ببصره لجناح جاسر الذي خرجت بشرفته الفتيات ولكن لم تكن معهن..نزل ببصره للأرض بحزن، هب أوس من مكانه يرفع قدمه على المقعد الذي بجواره
-عينك يابن عمتي، دي فيها رقاب وخيانة..جحظت عيناه ينظر مدهوشًا
-ايه اللي بتقوله دا ..لا طبعا ومش معنى قولتلك اني حبت جنى أوي يبقى لسة بفكر فيها
❈-❈-❈
ارتعاشة أصابت أوس بالحزن من آثار وجعه الذي ظهر على وجهه غربت على ظهره
-آسف!! بس لازم تسمعني كويس، انا مش هتهوان بنظرة لمرات اخويا، انت اخويا وابن عمتي على راسي من فوق ، بس نظراتك فضحاك، انا ممكن اسامح مرة، بس معتقدش لو جاسر مكاني هيسامح..انحنى بجسده يهمس بجوار أذنه
-جنى بتموت في واحد اسمه جاسر الألفي ولو خيروها بين جاسر وبين حياتها هتختاره ياجواد، ربت على كتفه واستأنف :
-متزعلش مني، بس لازم اعرفك اللي بتعمله خيانة ومهما تحاول تداري بس أنا فاهم النظرات دي كويس
شعر جواد بإهتزاز الأرض من تحت قدميه، واغروقت عيناه بالدموع فنهض متجهًا لمنزله يهرب من بشاعة ظن أوس به، وصل جاسر يجذب قنينة المياة من يد أوس وهو يصيح على جواد
-رايح فين يالا، لسة هنبدأ الحفلة، ابتلع جواد ريقه وحاول أن يتحدث بإتزان قائلاً :
-هاخد شاور عرقت كنت بعمل رياضة، هوى على الأرض يفرض جسده ينظر لبيجاد الذي هوى بجواره
-مبروك الخسارة ياحضرة الظابط..تهكم جاسر يضع يديه على وجهه
-دا انا لسة يادوب بمسك الكرة وقولتو فنشنا هتستهبل، وصل عز إليهم يشير للخادمة
-حطي الصينية هنا، واطلعي لجنى قوليلها كلمي بابا عايزك دلوقتي..اومأت الخادمة بطاعة، اعتدل جاسر عندما تذكر رقص معشوقته، أيعقل أنها مازالت ترقص تلك الجنية، قطع حديثه مع نفسه خروج الفتيات تضحك متجهين إلي جلوسهم، نهض أوس قائلاً :
-ياسمينا فين منزلتش ليه؟!
أشارت غنى مجيبة
-مسك صحيت وقالت هتشوفها وتنزل، جلست بين جاسر وبيجاد، وامسكت محرمتها الورقية تمسح وجهه زوجها
-قوم خد شاور علشان العرق دا..تسطح جاسر يدفع بيجاد واتخذ ساقيها وسادة قائلاً:
-قوم استحمى قرفتنا، مسدت غنى على خصلاته تنظر لياسين
-شوفت مراتك لو محتاجة حاجة ، رفضت تنزل معانا، استدار متجها للأعلى
-هشوفها وراجع ..رفع بيجاد وشاحها الثقيل على أكتافها
-حبيبتي الجو برد نزلتي ليه، وضعت رأسها على كتفه
-هعمل ايه فوق بس، وصلت الفتيات
ربى وتقى وجنى، أمسكت جنى جاكيتيه ووضعته على كتفه وهو متسطح على الأرض قائلة
-قميصك خفيف البس دا، هروح أشوف بابا وراجعة، أشار بسبباته بوصول عز وأوس
-اياكي تباتي هناك مفيش مبيت برة حضني بقولك اهو..
طالعته بخجل ثم ابتعدت بنظرها عنه
-جاسر إنت قولت هبات مع بابا، لو سمحت..أشار بيديه
-امشي ياجنى بدل مااقوم اعمل حاجة تزعلك، تحركت سعيدة، راقبها عز حتى ولجت للداخل فلكمه
-ماتتلم يااخويا ولا علشان ساكت هتسوق فيها، أمسكت ربى ذراعه
-بس ياعز، سيبه هو حر مع مراته..
بترت حديثهم غنى متسائلة:
-عز هو انت رجعت ربى، قالتها عندما عانق كتفها..اومأت ربى تبتعد بنظراتها خجلا
رفع ذقنها واقترب يلثم جبينها يبحر بعيناها
-تفتكري هقدر اعيش من غيرها
خرجت جنى متجهة لمنزل والدها ..وجدت جواد حازم يجلس أمام نافورة المياة التي تفصل المنزلين، اقتربت منه عندما وجدت نظراته للسماء
-جواد إنت كويس؟!
اعتدل واقفًا متجهًا إليها
-كويس، رايحة عند خالو.. اومأت برأسها
-أيوة، قاعد لوحدك ليه، مبتقعدش مع الشباب..تحرك يضع كفيه بجيب بنطاله
كنت قاعد معاهم، استمعت لأصوات ضحكاتهم فالتفت تطالعهم بإبتسامة، تهيم بزوجها عشقًا وهو يتقاتل مع عز وترتفع أصوات ضحكاتهم
استدارت عندما استمعت لسؤاله
-بتحبيه اوي!!
نظرت للأرض بخجل ورغم خجلها إلا أنها اردفت:
-بعشقه ياجواد، لحاجة بسيطة رفعت نظرها إليه وتحدثت بعيونًا لامعة
-حياتي هو بس، اول دقة قلب له، اول وجع لقلبي منه، وأول نبض لجنين ليا منه حتى لو ربنا ماأردش، بس كلي هو ياجواد ويوم مايحاول يبعد عني أو انا ابعد عنه اعرف وقتها هيكون قلبي ميت هكون مجرد شخص بلا روح
دنى ولم يفصل بينهما سوى خطوة واحدة
-ليه خبتي الحب دا كله، وليه حسستيني انك بتحبيني..هزت رأسها وتكورت عبراتها مردفة:
-أنا معملتش كدا، انت قربت في الوقت اللي كنت مفكرة المشاعر دي اخوية، معرفش إنها مشاعر حب وعشق، اكتشفت قربي منك ماهو الا حب اخوي، انا عمري ماقولتلك بحبك
سحبت نفسا ناعمًا وطردته واستطردت حديثها بإمعان:
-جواد إنت اللي دبحتني، بس انا مش زعلانة منك علشان وقتها فوقتني من جحيم كنت هدخله وانا وانت كنا هنخسر كتير، امالت تنظر بمقلتيه
-مش هقولك انساني ياجواد، علشان احنا مكنش بينا حاجة اصلا، بس هقولك ابني حياتك ياجواد وحب بجد بكرة هتلاقي الحب اللي يخليك تنسى كل وجع
بالأعلى كان يجلس يطالعهم وابتسامة بشوشة على وجهه..ربتت على كتفه واردفت بمشاكسة :
-فرحان قوي بالدوشة دي،
آآه حررها بأنفاسًا مرتفعة قائلًا:
-جدًا ياغزل، ربنا ما يحرمنا جمعتهم ياغزل، ذهبت أبصارهم لتوقف جواد مع جنى، فاتجه بنظره سريعا لجاسر الذي يتوسد ساق غنى متمددًا على العشب، تحرك جواد سريعا للأسفل، في حين استقام جاسر حينما اردفت غنى
-ايه رأيك تعزفلنا شوية على الجيتار أو العود ياجسورة
ارتفعت أنظاره لرفضه ولكنه لمح زوجته تقف بجوار جواد، هب من مكانه متجهًا إليهما..
عند جنى وجواد
تحدثت تشير إليه بسبباتها
-متحسسنيش اني ظلمتك يابن عمتي، انا من قبل مااتجوز جاسر قولتلك لو اخر راجل مستحيل اوافق عليك
لسبب بسيط يابن عمتي، لأنك متتأمنش على القلب، دوست علشان مصلحتك وبس، خدتني كوبري ورغم كدا جاي توقف قدامي وتقولي ظلمتيني ولعبتي بمشاعري ..هي فين مشاعرك دي ياجواد هنلعب على بعض
❈-❈-❈
قالتها واستدارت إلا أنه أوقفها قائلاً
-جنى مش قصدي تزعلي، دي كان مجرد دردشة عادية
استدارت برأسها ترمقه بنظرة مشمئزة مردفة:
-الغلط مش عندك، الغلط عندي أنا ، انا اللي فكرتك انسان وجيت وقفت بسألك..جواد انا دلوقتي مرات اخوك، ياريت تبقى مستوعب الكلمة دي، أشارت عليه واستأنفت
-معرفش انت طالع ازاي كدا..قطع حديثهم جواد عندما تسائل:
-واقفين كدا..رسمت ابتسامة واتجهت لجواد
-مفيش ياعمو، دا ابن عمتي كان بيسألني عن حاجة..سحب كفيها وأشار لجواد وتحدث بمغذى
-ابعتلي ماما ياجواد، قولها روحي لخالو..اومأ بحزن ينبع من مقلتيه واستدار متحركًا بوصول جاسر
-فيه ايه، واقفة كدا ليه
رمقه جواد بنظرة اخرصته ثم تحدث:
-طلبت منها تناديلي عمتك، فشافت جواد وسألته ايه اجرمت
تحرك وهو يسحبها متجها لمنزل صهيب، ظل متوقفًا وعيناه على منزل حازم الذي ولج إليه جواد منذ قليل
بعد فترة كان الجميع يجلسون بالحديقة ..جلست عاليا تهمس لجنى
-الساعة 3 تعبت وعايزة اطلع ارتاح
قطع حديثهم
وصلت ربى إليه بالجيتار تجلس بجواره
-تعرف انت اكتر حاجةاخدتها من بابا ايه
رفع حاجبه ساخرًا يجذب من بين يديها جيتاره، وكأنه اغلى الأشياء لديه..ظل لدقائق يطالعه بإشتياق، حتى هتف ياسين إليه :
-سمعنا يابني يمكن نتلم الليلة ونعرف ننام جتكم الهم، لكزه عز بجنبه
-بقولك ياعريس الغفلة روح اقعد جنب مراتك مش عايزين نسمع صوتك، انت معملتش حاجة حلوة غير إنك جمعتنا وبس، إنما الخلقة الحلوة دي كلها مشاكل وعايز ارسم على وشك..قهقه الجميع عليه حتى عاليا التي وضعت كفيها على فمها تمنع ضحكاتها، رمقها بنظرة نارية، فالقاه بيجاد ببعض حب الرمان
دور وشك يالا، البت لسة عندنا، وممكن نرجع في كلامنا، متفكرش نفسك حاجة، انت زي ما قال عز اخرك يشخبطوا على وشك..هتفت غنى بعدما وجدت نظرات ياسين النارية
-بس يابيجاد ماله ياسو ماهو قمر اهو
وضع الرمان بفمها قائلًا:
-الواد دا اشك أنه اخوكي اصلا، دا آخره يبيع بطاطا قدام الميادين
ارتفعت أصوات ضحكاتهم فهوت جنى جالسة بجوار ياسين تضع كفيها على كتفه
-دا ياسو احسن جنتل في العيلة، اكيد مفروسين منه..انحنت تهمس له
-بيضايقوك متسمعش منهم دول مفروسين منك
صرخت عندما ضرب على رأسها
-ماتتلمي يابت، ثم رمق أخيه بنظرات مستاءة
-خدها بالحضن ياخويا وابكوا على الاطلال..توسعت عيناها تشير لنفسها
-أنا ياجاسر..حك ياسين ذقنه عندما شعر بغيرته ..فاستدار يغمز لجنى
-جنجون ايه رأيك جوزك يغني واحنا نرقص ماني مور..لم يشعر بنفسه الا حينما وجد جاسر يضربه فوق رأسه بالجيتار
-تعالى ياحيلتها نرقص مع بعض ماني مور ..قهقه عز يغمز لبيحاد
ماتيجي نشارك يابني..بينما اوس الذي صاح
-اتلموا الحاجات دي مفيهاش هزار، ثم رمق جنى بنظرة مستاءة
-الاميرة جنى لمي الدور بدل مابيتك في حضن جوزك ، وأنتِ هتموتي علشان تباتي مع صهيب..توسعت عيناها خجلا تبتعد بنظراتها بعيدا عنه، حط بيجاد رأسه قائلاً:
-أنا سمعت حاجة غلط صح ..قاطعه جاسر عندما بدأ يعزف على جيتاره
حتى صمت الجميع ..تشابكت بذراعه تضع رأسها على كتفه هامسة بجوار أذنه
"آسفة حبيبي"..اكمل مايفعله وكأنه لم يستمع إليها..حتى ظن البعض أنه سيعذف سيمفونية العشاق ولكن ذهلوا عندما استمع للحن الأغنية"
وبنحبك يا دنيا بجد
و مهما تعملى فينا
بنصحى بشوق يفوق الحدّ
و نحضن بكره بإيدينا
و آه من بكره و عمايله
و آه م اللى الزمن شايله
و آه من حلم عالى لفوق
و لسه الكف مش طايله
يا دنيا دبت أنا فيكى
و توهتينى فى عنيكى
أموت لو عشت من غيرى
و أعيش لما أموت فيكى
با ارض الخوف يا لامانا
أمانة تسيبى جوانا
براءة طفل كان عايز يشوف الصبح ويانا
وجنب الشوك يعيش الورد
يرجع قلبنا لينا
و بعد التوهة جزر و مد
نلاقى نفسنا لينا
لم يستطع تكملتها فهب من مكانه للداخل، هرولت خلفه
فتسطح بيجاد قائلا:
-يخربيت العيلة النكدية دي، كان مالي ومالها، حتى يوم الفرح ينكدوا ..لكمته غنى
-بتقول ايه ياحبيبي
رفع نظره للأعلى
-بقول مابلاقيش السعادة الا وأنا في حي الألفي ياحبي، حتى اسألي ياسين اللي بيعمل فرحه بعد جوازه ب3شهور، ولا بلاش دي
اسألي عز اللي بيدخل زي الحرامية أوضة مراته كل ليلة، ولا بلاش دي
اسألي حضرة الظابط على مصايبه التي لا تعد ولا تحصى
نهض ينفض ثيابه وأشار على نفسه
وليه تسألي دول كلهم ياحبي اسأليني انا هتروح فين يابيجاد بكرة الصبح هقولك هروح مستشفى المجانين.. والله سؤال محيرني وهموت واعرف إجابته
الراجل اللي قاعد فوق دا، ازاي لسة عايش لحد دلوقتي ، دا انا هموت في عز شبابي بقهرتي
رفع كفيه للسماء
-يارب نجني من عيلة المجانين دي
نظر لنظرات ياسين لعاليا قائلاً
-إنت متأكد يابني انك عريس ..انا مش متفائل، غنى لازم نهرب بعيالنا ..الواد دا شكله بيرتب لمصيبة مش فرح،
جذب زوجته يلوح بيديه
-تصبحوا على خير..نهضت عاليا قائلة
-أنا كمان هدخل انام....