عشق لاذع
الفصل الرابع والثلاثون 34 ج2
بقلم سيلا وليد
تراقص قلب جواد فرحًا من كلمات اخيه، كان يعلم بحب صهيب لجاسر
ورغم ماشعر به إلا أنه ظل على حاله
فرسم العبوس قائلًا:
-عايز تقولي علشان بتحبه تبعده عن مراته الشهور دي كلها، دا حتى موقفتش قبل شهور العدة ماتخلص وقولت رجع مراتك ..اخدت بنتك وسافرت وكأنها مالهاش راجل ترجع له
قهقه صهيب بصخب يضرب كفيه ببعضهما وكأنه تحول للجنون،
-انا ازاي عدت عليا دي، دا تربيتي ونسخة تانية منك، رمق جواد ساخرًا
-يعني عايز تفهمني أنك مكنتش عارف أنه رجعها قبل السفر...
ظلت نظرات جواد تطالعه بصمت إلى أن نظر إليه صهيب
-مش هخبي عليك وأقولك انا كنت عارف، لا مكنتش متأكد، بس اللي زي جاسر دا ميسكتش ويسبها تسافر معايا كدا إلا إذا كان مرجعها ابنك المجنون، ضغط عليه ابن ال ..وقولت علشان اولعه بس الواد طلع مستفز وانا اللي ولعت
ابتسامة ساخرة لاحت على وجهه جواد :
-يعني إنت كنت عارف ؟!
هز صهيب رأسه بالنفي
-كنت شاكك، يعني فعلا رجع البنت
نهض جواد من مكانه
-اومال بنتك حامل ازاي؟!
تسائل جواد بها ساخرًا
نظر له بأعين يتطاير منها الحزن
-رجعها امتى ياجواد، وليه جنى ماقلتليش
استدار جواد للمغادرة وأجابه:
-السؤال دا مش ليا ياصهيب، السؤال دا لبنتك وجوزها..توقف جواد مستديرًا
-روح نام ياصهيب، انت لسة قايل متمنتش غير جاسر لبنتك، وخلي الأقدار دي بتاعة ربنا محدش له يتحكم فيها
قالها وتحرك فهتف صهيب بصوت مرتفع:
-ابنك عايز يدخل لتميمي ياجواد من سكة أنه مش متزن أخلاقيا
تسمر جواد بالوقوف ثم استدار إليه سريعًا، تحرك صهيب إلى أن وصل ووقف أمامه
-جاسر متفق مع جواد أنهم يعملوا مسرحية في العملية اللي المفروض يعملوها، ويتهموا جاسر بالتواطئ مع التميمي، علشان ياخده في حضنه بعد ما يوافق بتهريب الشحنة، اقترب وحدجه
-ابنك رايح للموت برجله ياجواد، انت عارف لو عمل كدا ممكن التميمي يعمل فيه ايه، اظن انت اكتر واحد عارف المجرمين دول
لكمه صهيب بصدره:
-متقوليش دي وظيفته وعمله اللي لازم يضحي بنفسه علشانه، ابنك بقاله فترة عايز يقنع التميمي بحاجات ، علشان كدا كل شوية ينقل نفسه من مكان لمكان، ايه ياجواد فين خبرتك جاسر عرف يثبتك بكام كلمة، فين جواد الألفي اللي كان يعرف الواحد من نظرته ، فوق لجاسر ياجواد، الواد هيضيع بغرض أنه عايز يثبت للكل أنه ابن جواد الألفي ودخل الشرطة بمجهوده مش علشان هو ابن الألفي، خليك ورا جواد حازم وهتتأكد من كلامي ، وإياك تقولي دا شغله، هترتاح وهو بين مافيا تجار مخدرات وأسلحة وأعضاء بشر..دنى وهمس له من تحت ضروسه
-دا الحكومة معرفتش تمسك غلطة عليهم ، ابنك هيقدر ياحضرة اللوا، تفتكر التميمي هيخيل عليه لعبة أن ابن الألفي يكون خاين وبتاع فلوس
طيب فيروز ماتت اللي كان بيحاول يسبها عايشة علشان توصله بسهولة
توسعت أعين جواد بذهول لما يستمع إليه، هز رأسه واردف بلسانًا ثقيل:
-لا مستحيل، اللي بتقوله دا، جاسر ميعملش كدا ، هو قالي أن زرع حد معاهم
رفع صهيب كتفه للأعلى
-جواد عندك اسأله، انا سمعتهم بنفسي يوم ولادة ايهم، كنت خارج بالصدفة وهم قاعدين في الجنينة هنا وقدامهم ورق وعمال يتكلموا، سمعتهم محدش قالي ياجواد، ومن وقتها وانا بدور ورا جاسر، طبعا باسم حريص مابيقولش ولا حرف، وانت اه بتراقبه من بعيد لبعيد بس متعرفش هو بيخطط لأيه
ذهب بذهنه لبعض الحوارات بينهما ثم هز رأسه
-لا جاسر مش غبي علشان يعمل كدا ، انا واثق مستحيل يفكر في الغباء دا
استدار صهيب متحركًا:
-جاسر اتغير ياجواد، أنا مبقتش عارف هو بيفكر في ايه، ولا عايز ايه ..ابنك طموح وعايز يوصل بسرعة
توقف ورمقه
-دا هددته باغلى حاجة عنده، ورغم كدا نفذ اللي في دماغه
أشار بسبباته وتحدث
-أنا مش هسيبه لجنانه، ولا هسمع كلامك، لو وصلت اعزله من الشرطة هعزله الموضوع عندك وشوف هتعمل فيه ايه ياابوجاسر ..لكزه بصدره:
-علشان تفضل أبو جاسر وقف ابنك عند حد، مش نرمي نفسنا في التهلكة ونقول قدر ومكتوب
بالأعلى بغرفة ياسين
أنهت صلاتها فتحركت تخلع اسدالها، نظرت لتلك المنامة التي كانت ترتديها، لطمت بخفة على وجهها
-يالهوي عليكي ياعاليا، انا نمت جنبه كدا..جلست تبكي بصوت مرتفع
-أنا معرفش بقى مالي بحس بحاجات غريبة دلوقتي يقول برمي نفسي عليه
ألقى مفاتيحه ثم أردف:
-لا مش هقول يابلقيس، ارتاحي، توقفت تزيل عبراتها وهمست اسمه بخفوت
تحرك إليها فلا يريد سوى اقترابها وضمها لاحساسها بالأمان، قرأ كثيرا عن التقلبات المزاجية للحامل
سحب كفيها واتجه بها للفراش
-عارف انك متقلبة المزاج ودا مش عيب في حالتك، أنتِ اصلا كنتي مجنونة قبل الحمل وكنت بتحملك فتخيلي بعد الحمل برضو لازم اتحملك
انسابت عبراتها على وجنتيها
-ياسين عايزة اعيط
مسح على وجهه بعنف يستغفر ربه
-ليه هو إنتِ كدا بترقصي
ازداد بكاؤها ، فتنهد بعمق يملأ صدره بالهواء الذي شعر بإنسحابه من بكائها، فكأن دموعها نزلت على صدره شظايا نارية
قام بتحرير خصلاتها وجمعهما للأعلى
-ارتاحي وبلاش تعيطي تمام
نظرت إليه بعينها الباكية، لا تعلم لماذا يجذبها هذا الرجل بحنانه، رغم كرهها له، هل جنت بالفعل، ظلت كما هي لم تتزحزح قيد أنملة سوى عندما سحب كفيها وقام بعدل الوسادة وأشار السرير
-نامي وارتاحي، ممكن ماتفكريش بحاجة
هزت رأسها ثم نظرت لنفسها قائلة:
-هنام جنبك كدا...رغم محاولته الصمود أمام فتنتها إلا أنه ابتسم يغمز لها بطرف عينيه
-متخافيش احنا صايمين، إلا إذا كانت بلقيس فاطرة مثلا
ابتسمت من بين دموعها تهز رأسها حتى فلت ضحكتها بصوتها الأنثوي ليطالعها لأول مرة وكأنه يستكشف ملامحها الجميلة ..
تراجع بخطواته يستغفر ربه ثم أشار لها بالتمدد، لكنها تحركت إلى غرفة ثيابها
-هلبس حاجة الأول ..
اومأ متفهمًا ثم اتجه إلى النافذة، ينظر للخارج مغمض العينين يسحب كم من الهواء الصباحي النقي ..ذهب ببصره لدخول عمه لمنزله وتحرك والده بخطوات بطيئة كأنه مهموم ..ظلت نظراته على والده إلى أن دلف لداخل المنزل ولم يشعر بتلك التي توقفت خلفه
-مش هتنام؟! تسائلت بها بخفوت
استدار يشير إليها بالتحرك
-هقفل الشباك علشان الضوء ميتعبكيش وانت نايمة
جلست على ناحية من السرير، ونظراتها عليه حتى انتهى مما كان يفعله ..اتجه يشير إلى الأريكة
-لو مش مرتاحة بالنوم جنبي نامي وانا هنام على الكنبة، هما ساعتين اصلا وهسافر
هبت من مكانها
-إنت مش قولت نقلت اسماعيلية ليه هتسافر تاني
رفرف قلبه بسعادة داخلية فاقترب منها يحتضن وجهها ويزيل عبراتها التي انسابت رغمًا عنها
-وبعدين مش قولنا نبطل بكى، ليه بتعيطي تاني
حاوطت خصره تدفن نفسها بأحضانه، مما ارتفع أنفاسه المتوترة، ودقات عنيفة بجنبات صدره، ابتلع ريقه بصعوبة، وحاول مجابهة الموقف الذي وضع به، فتحدث مازحا حتى يسيطر على دقاته العنيفة
-طيب لاحظي انا صايم يابلقيس، وحياة ولادك، اعتبريني عدوك دلوقتي وابعدي عني، بلاش يابنت الناس الطيبين تحوليني للأنسان سئ
تحمحمت متوترة، فتراجعت تفرك كفيها وزاغت ابصارها بكافة الاتجاهات تبتعد عنه إلى أن تحدث :
-نامي ، هسافر اخلص شوية حاجات وهرجع على المغرب إن شاءالله واديني بحاول انقل هنا علشان اكون قريب منك..قصدي قبل الولادة
هزت راسها متفهمة ثم تحركت للفراش وتمددت تواليه ظهرها وابتسامة تجلت بملامحها تهمس لنفسها
-المهم هتكون قريب .حدثت نفسها
-حبتيه ياعاليا بعد اللي عملوا فيكي
دفنت وجهها بالوسادة لتمنع دموعها شعر بها فجذبها لتتوسد ذراعه يهمس لها ببعض الكلمات الحانية حتى غفى الأثنين
❈-❈-❈
بغرفة بيجاد
نهض من فوق فراشه عندما استمع لصرخات ابنه، اعدل من وضعية نومها بهدوء، ثم ارتدى كنزته وتحرك للخارج
دلف لداخل الغرفة
-"قصي" بيعيط ليه ؟!
جذبه من مربيته يهدهد له يهزه بهدوء
فتحدثت المربية:
-بيطلع ضروس علشان كدا مش مبطل عياط
جلس وظل يمسد على رأسه، فأشار إلى رضعته
-هاتي الرضعة وأنا ههتم بيه، روحي نامي
-ماينفعش يابيه
رفع رأسه يشير بعينيه بخروجها حتى خرجت دون حديث آخر
ظل مع طفله لبعض الوقت، ثم حمله واتجه إلى الحمام
-ايه رأيك تاخد شاور مع بابي وتنام في حضنه، اوووه قصي باشا هينور حضن بباه ..وضعه بالبانيو لبعض الوقت يداعبه، حتى انتهى من استحمامه، واتجه إلى فراشه، ليضعه على بطنه يحاوطه بذراعه مما جعل الطفل يغفو بهدوء
بعد فترة ليست بالقليل تملمت بنومها تبحث عنه، فخطت لغرفة ابنها، وجدته نائم على فراش الصغير بجسده الضخم ...تحركت إليه تلمس وجنتيه هامسة له بعدما تناولت طفلها من فوقه
-بيجاد حبيبي قوم نام جوا، ايه اللي نومك هنا..وضعت طفلهما بمهدهما، اتجهت إلى غرفة سفيان تراه، وجدته مازال نائم، اتجهت لزوجها الذي استيقظ جالساً يمسح على وجهه سحبت كفيه متحركة لغرفتهما تشير إليه بغضب ونار الغيرة تلهم أحشائها
-ازاي تنام كدا في اوضة الولد...أشارت لصدره العاري، وسرواله القصير، جن جنون الغيرة لديها
-مجبتوش وجيت هنا ليه، افرض دخلت وانت كدا..قالتها وهي تلكمه بصدره واشتعل جسدها تريد إحراقه مثلما تشعر الان
جذب رأسها يضمها لصدره، ثم طبع قبلة مطولة أعلى رأسها
-يالة ننام حبيبتي وبكرة نكمل كلامنا
رفرفت اهدابها حزينة واردفت :
-بتاخدني على قد عقلي يابيجاد
اتجه إليها وحاوط أكتافها:
-لا ياغنى باخدك على قد حبي، علشان زعلان منك، شايفة حبي مش كافي علشان تتهميني بكدا
دفنت نفسها بأحضانه تحاوط خصره:
-أنا زعلانة منك علشان سبتني وقومت، سحبها متجهًا للفراش
-تعالي ننام حبيبتي، وبعدين نتكلم، انا مقومتش غير لما سمعت صوت قصي بيعيط
تمددت بأحضانه ثم ذهبت بنومها سريعًا..ظل يمسد على خصلاتها حتى غفى
❈-❈-❈
ظهر اليوم الثاني
استيقظ على رنين هاتفها، ازال خصلاتها ليظهر وجهها ثم انحنى يهمس لها
-جنجون تليفونك حبيبتي..جذبته من جوارها ثم إجابت وهي مازالت غافية
استمعت إلى صوت العاملة بمعرضها:
-مدام جنى حضرتك مش هتفتحي النهاردة، المعرض لسة قافل، وحضرتك قولتي فيه حاجات هنعملها قبل ميعاد توافد الزائرين
فتحت عيناها تنظر لزوجها
-هي الساعة كام؟!
-اتنين ..اعتدلت تستند على ذراعيها وأجابتها:
-حنان جت ولا لسة..
-لسة يامدام..تمام خلي الأمن يفتح لك وانا هعدي بالليل وهبعتلك جدول النهاردة ..لو فيه مهم كلميني
أغلقت الهاتف معتدلة بجلوسها تجمع خصلاتها
-صاحي من زمان !!
اومأ لها ثم نهض من فراشه:
-هتخرجي ولا ايه؟!
جذبت روبها وارتدته متحركة إليه، بعدما تمدد على الأريكة..جلست بجواره على طرف الأريكة تمسد على خصلاته:
-قولي انك لغيت السفر، نظر لقربها ثم لكفيها..فاعتدل جالسًا يمسح على وجهه
-قومي صلي الضهر، وبعدين لازم نتكلم، فيه حاجات لازم نتكلم فيها
اقتربت منه ترفع ذقنه عندما وجدته يبتعد بنظره عنها
-مالك ياجاسر، انت زعلان مني؟!
هز رأسه يشير إليها قائلاً:
-لاحظي إننا صايمين ياروحي، قومي وغير هدومك دي
قهقهت عليه ثم استندت بذراعيها تقترب منه:
-جسور المؤدب، مين يصدق انك هادي وجميل كدا ياروحي
دفع ذراعها فسقطت فوقه تضحك بصخب عليه..هب فزعًا من مكانه
-بت اتلمي، والله هضربك..ولا أقولك هخرج احسن ونتكلم بالليل..تحرك وهو يهمس لنفسه قائلا
-وترجع تقولي قليل أدب
قالها متحركًا للخارج..ظلت ضحكاتها ترتفع بالمكان، حتى اختفى من أمامها، اتجهت إلى الحمام ومازالت ابتسامتها تزين وجهها ، توقفت أمام المرآة تنظر لعيونها اللامعة، ووجنتيها المحمرة من النوم..ذهبت بخيالها لليلة امس، ضحكت مستغفرة
-جننتني يابن عمي ..افلتت ضحكة مرة اخرى، تغمز لنفسها بالمرآة
-بس حلوة الحركة دي، والله لأجننك ياجاسر، اصبر عليا
بجناح ياسين
فتحت عيناها على صوت حركته بالغرفة وهو يجهز حقيبته، جلست تراقب مايفعله لبعض الوقت ..رفع نظره إليها وهتف:
-يومين وهرجع إن شاءالله ، خلي بالك من نفسك والبيبي، بلاش تجهدي نفسك
نهضت متجهة إليه:
-طنط غزل كانت بتقول هنسافر، هنسافر فين
رفع رأسه ومازال يضع اشيائه قائلاً:
-لا السفر مش دلوقتي ، قصدها هنسافر اخر اسبوع في رمضان، حاليا لا ..نظر لأحشائها وتسائل:
-لسة قدامك كتير على الولادة
خطت إلى أن وصلت مرآة الزينة تجمع اشيائه الخاصة واتجهت إليه:
-لسة شهرين وشوية، لسة في السابع يعني قربت اخلصه
تناول منها الأشياء
-مترحيش لوحدك للدكتور، خدي جنى أو روبي
أمسكت كفيه ونظرت إليه:
-هستناك نروح مع بعض لما ترجع إن شاءالله
جذب رأسها يضمها لصدره ثم طبع قبلة على رأسها
-اتمنى ..المهم خلي بالك من نفسك، واهتمي بأكلك كويس، لو مقدرتيش تصومي بلاش، مسمحولك الفطار..انا جمعت شوية حاجات عن الأكل المفيد علشانك، هتلاقيه في نوتس، متنسيش كلام الدكتورة..وخدي فيتاميناتك
نزلت بنظرها للأسفل تومأ برأسها، رفع ذقنها بابهامه
-لما ارجع لازم نتكلم في كل حاجة، كفاية تأجيل وهروب لحد كدا
ابتسمت ولمعت عيناها بطبقة كرستالية، مما جعله يرفع أنامله لوجهها يزيل عبرة انسابت على وجنتيها فهمست
-ياسين أنا مظلومة، دا اللي عايزاك تعرفه
حاوطها يضمها لأحضانه ثم تحدث:
-عارف ياعاليا، وللأسف أنتِ اللي حطيتي نفسك محل شك، ليه عملتي كدا، وليه الواد دا صورك من غير هدوم، ازاي وصلك علشان يعمل كدا، وليه وافقتي على الجواز منه لو ظلمك، وليه كنتي زعلانة من كريم لما أصر على جوازنا لو فعلا انك مبتحبهوش، لازم تجاوبي على كل الأسئلة دي لحد ماارجع
استدارت تواليه ظهرها تفرك بكفيها
-ترجع بالسلامة وبعد كدا هنتكلم ياياسين، وبعدها نقرر هنعمل ايه، فيه طفل برئ بينا مالوش ذنب
هدخل اخد شاور، يادوب علشان متأخرش ..اومأت واتجهت إلى الأريكة تجلس عليها بحزن
توقفت متجهة لحقيبته، تضع مصحفه ومسبحته، تلمست ثيابه ثم رفعت كنزته تستنشق رائحتها بوله
-وبعدهالك ياعاليا ، ليه بقيتي ضعيفة كدا، أمسكت زجاجة البرفيوم، تقربها من أنفها مغمضة العينين..استمعت لهمسه بإذنها
-ريحتها حلوة..هبت فزعة، حتى سقطت من كفيها :
-دي دا ..بدأت تهمهم كلمات غير منسقة، تراجعت للخلف واستدارت تهرب من نظراته
-أنا كنت كنت يعني بشوف ريحتها
-عجبتك!!..استدارت بعيونًا مستفهمة
أشار إلى عطره
-ريحتها..صمتت تنظر إليه بصمت تهمس لنفسها
-إزاي اقولك بحب ريحتها عليك بس..
عاليا..!!أخرجها من شرودها وهو يجذب ماكينة الحلاقة
-أنا كنت ناسيها، هادخل اخد شاور
اومأت تنظر للأسفل دون حديث..ابتسم لها ثم تحرك للداخل، ذهبت ببصرها لحقيبته مرة اخرى، جذب نظرها ذاك الوشاح الأحمر، تحركت إلى أن وصلت إليه، فامسكته تنظر إليه بذهول
-دي بتاعتي ايه اللي جابها هنا، ضيقت عيناها متسائلة ثم وضعتها فوق الحقيبة، لترى ماذا سيفعل بعد خروجه
خرج بعد فترة، توقف ينهي ارتداء ثيابه، ثم اتجه يجمع اشيائه الخاصة وعيناه تراقب جلوسها بصمت ، وصل لحقيبته، وجد وشاحها ، رفع نظره إليها وجدها تنظر بالخارج، ثم وضعه مرة أخرى في الحقيبة، رغم نظراتها الخارجية إلى أنها رأته من زجاج النافذة
ابتسمت تضع رأسها على ركبتيها ومازالت نظراتها بالخارج، تحرك إلى أن توقف خلفها
-أنا ماشي محتاجة حاجة..توقفت مستديرة إليه
-خلي بالك من نفسك، وقول لكريم انا سامحته مبقتش زعلانة من حد فيكم
دقق النظر بموجها الهادئ وابتسم:
-لا كدا انا خايف على نفسي، ناوية على ايه يابلقيس، بقولك انا مش ناقصني جنان ..ضحكة ناعمة من بين شفتيها قائلة:
-هعتبر دا هزار مش كدا ياملك الهكسوس..ارتفعت ضحكاته وهو يجذبها لأحضانه:
-تعرفي بقيت أحب الهكسوس، فكريني بس هم احتلوا مصر كام سنة، علشان ناوي اعمل زيهم
ارتفع نبض قلبها من قربه المهلك، فرفعت رأسها وتقابلت عينهما بكثير من الأحاديث الخفية عن اللسان ولكن تفضحها العيون..استدار بعدما شعر بضعفه أمامها، وتحمحم قائلاً
-خلي بالك من نفسك..قالها وهو يجر حقيبته، أسرعت خلفه
-ياسين!!
توقف ومازال يواليه ظهره، اقتربت تقف خلفه واردفت بصوتًا متحشرج:
-لا إله إلا الله..
-محمد رسول الله..قالها دون النظر إليها واتجه للخارج، جلست بمكانها وانسابت عبراتها
-إزاي هقدر اعدي اليومين دول بعيد عنك، شهقة خرجت تضع كفيها على فمها
-اتجننتي ازاي تفكري فيه بعد إهانته ليكي، فوقي ياعاليا، حتى لو حبتيه، لا إنتِ مش بتحبيه، دي هرمونات الحمل أيوة انا عارفة دي هرمونات الحمل
استيقظ عز ينظر بساعته، فهب من فوق الفراش، متجهًا سريعا الى الحمام
استيقظت ربى بعد خروجه، اعتدلت على الفراش دقائق وخرج بالبورنس يبحث عن ثيابه..طالعته متسائلة:
-عز فيه حاجة
-والمفروض فيه اجتماع بعد عشر دقايق وراحت عليا نوم، يارب يكون أوس في الشركة ...ارتدى ثيابه سريعا
-حبيبي هتأخر ؤ احتمال ارجع على الفطور على طول، بابا وماما رجعوا هنا متنسيش لبسك قدام بابا
رفعت حاجبها ساخرة
-ليه حضرتك متعرفش أنه عمي وابويا قبل مايكون ابوك
جذبها من رقبتها وانحنى يغرز عيناه برماديتها
-أنا متأخر ماشي ياروحي، إياكي اشوفك تحت ببيجامة صافيناز دي، مبشوفش الحاجات دي غير في رمضان دا أنتِ ربيتني احسن من امي
❈-❈-❈
زيزو استدار وهو يغلق زر قميصه، فأرسلت له قبلة بالهواء
-هتوحشني ياروحي
ألقاها بفرشاة شعره
-طيب ياروبي، يعني هنفضل صايمين العمر كله ..نهضت متحركة تضحك بصوتها الناعم، حتى اتجه إليها يجذبها بقوة لتصطدم بصدره
-بت مالك على الصبح، يعني تفضلي عند جواد لبعد الفجر، وجاية تسوقي الدلال واحنا صايمين، اتلمي وخليكي مؤدبة
دفنت رأسها بصدره تلكمه:
-والله كنت شغالة مع ماما على سكشن مهم ياحبيبي والوقت اخدنا، غير أننا قلقنا على جاسر ومرتحتش غير لما كلمناه وطمنا عليه
رفعت رأسها له تغلق زر قميصه وتابعت حديثها وهي تنظر لعيناه
-جنى باتت عنده، انت كنت عارف أنه رجع جنى صح يازيزو وخبيت عليا
ضيق عيناه متسائلاً:
-بت انت من إمتى عارفة بحمل جنى
توسعت عيناها متصنعة عدم المعرفة:
-أنا اعرف، لا طبعا ..معرفش
ضغط على خصرها فصرخت ضاحكة ، عرفت والله من يومين بس، شوفت اختبار الحمل بالصدفة وانا عندها، وهي كانت ناوية تقول لجاسر، بس حضرتك قومت بالواجب
طبع قبلة على وجنتيها وخرج سريعا
-هنتحاسب ياروحي، سلام ياقلبي
.
توقفت متنهدة، ثم اتجهت لهاتفها
-جنجون حبيبي الف مبروك يا عمري
أخرجت ثيابها وأجابتها
-الله يبارك فيكي ياروبي، انا عند جاسر دلوقتي
-عرفت ياقلبي، وفرحانة برجوعكم يارب تهدوا انتو الاتنين العمر بيضيع على الفاضي
-جلست جنى بعدما شعرت بعدم قدرتها على الوقوف
-أنا مكنتش عايشة اصلا ياربى، مش عارفة اعيش بعيد عنه ، رغم أنه دايما بيضحي بيا، محدش قادر يحس بوجع قلبي وهو بعيد عني، حتى هو نفسه نفسي يحس بوجعي
زفرت ربى ترجع خصلاتها للخلف وهتفت:
-جنى جاسر بيحبك وانتِ عارفة كدا، وانا كمان عارفة انك بتعشيقه، اقعدوا مع بعض وحلو مشاكلكم ياقلبي، اليوم اللي بيعدي مابيرجعش
-تمام ياروبي، هسيبك علشان عندي كام مشوار، نتقابل بالليل سلام
بالاسفل كان مندمج بعمله على حاسوبه، استمع لرنين هاتفه:
-صباح الخير يا حضرة اللوا
-صباح الخير حبيبي، عرفت انك أجلت النقل، بركاتها الشيخة جنى، ياريت في منها كتير، مكنش دا بقى حال رجالة مصر
قهقه جاسر واردف مشاكسًا:
-وياترى حالة سيادة اللوا، من انهي نوع
-لا ياروح خالتك، امك مش للهزار ياحلوف فوق وسيبك من العسل اللي عمال تغرف منه لحد ماجنينتك غرقت
-أنا غرفت عسل، هو اللي أبوه جواد يغرف عسل برضو
ولا اتلم واسمعني، طبعا هتيجي تفطر هنا ومش عايز اعتراض ، وهات البت المجنونة معاك، وعايزاك قدام الكل النهاردة تتأسفلها وتوضح أهميتها قدامنا، دا مهم قوي ياجاسر، دي حاجة الحاجة التانية لازم نقعد مع بعض فيه موضوع مهم جدا ، يعتبر مستقبل ابوك بين ايدك
مط شفتيه يفرك رقبته :
-امم ..قولت لي مستقبل جواد الألفي، تمام ياحضرة اللوا هشوف مستقبلك واحدده
-كلام اونطة مش عايز يابن جواد واستعد عمك جايلك ياحضرة الظابط..استعد للمواجهة النارية واياك
اغلق جهازه وتوقف:
-وجاي ليه، انا كنت رايح له
مسح على رأسه :
-متزعلوش وخليك بارد زي مامتعود عليك يامتخلف
-ايوة بس انا دلوقتي ماليش مزاج اكون بارد، يبقى تيجي تاخد اخوك علشان مترجعش تقولي معرفتش تربيني، انا هحاول استلف شوية برود بس مش كتير، بقول لحضرتك علشان مترجعش تلومني،
-لا يالا مؤدب، وداخل عليا دور الولد المطيع
-تربيتك ياباشا..
اقفل ياحلوف انت لو قدامي دلوقتي..قطع حديثه
-عارف هتاخدني في حضنك ماهو مالكش غير حضنين العبد لله وغزالتك
-جاسر اسمع كلامي وبطل هزار، عمك صهيب مايخرجش زعلان من عندك، دي هتكون بينا بزعل سمعتني
-ومين قال بس أن اقدر ازعله بس ياباشا، دا عمو صهيب دا حبيبي كفاية أنه جابلي جنجونة قلبي
-الله يخربيت جنى وسنينها ، اقفل يابغل..قهقه جاسر على والده
-ايه ياجواد باشا بلاش اهزر معاك، متخافش يابابا هعرف اتصرف، حضرتك مش مستني مني اقولك عمو صهيب ايه بالنسبالي
-طيب اتصرف على الأساس دا، عز وبيجاد جاين معاه
-طب ليه يابابا، ماكنت هتكلم معاه وخلاص
جاسر اسمع الكلام، وخلاص
بعد فترة استمع الى رنين منزله بنزول جنى درجات السلم ..فتح الباب فوقف صهيب أمامه
يعني كنت بتقرطسني يابن جواد
لكمه بصدره بقوة حتى شعر بالامه
-كنت بتعاملني كأني عيل يالا
رسم ذهوله متسعًا العينين
-ايه اللي بتقوله دا ياصهيوب..طب ان شالله اعدم الواد عز ماحصل
كتم عز ضحكته، مبتعدًا بنظراته عن والده
فاستدار صهيب لعز مدققًا النظر به
-إنت كنت عارف!!
اقترب جاسر من وقوف صهيب يربت على كتفه
-اسمعني بس ياصهيب وبعدين احكم ..استدار صهيب إليه يرمقه بشرر من عينيه ..ثم امسكه من تلابيبه
-أنا ياحلوف عيل علشان تلعب معايا ..نظر جاسر لقميصه يشير إليه
-يادي النيلة على القميص، هو انت وبنتك مش وراكم غير قطع زارير قميصي، طب هي معذورة عارف بتقطع الزراير ليه، ماهو ابن اخوك حلو وأمور برضو، إنما أنت عيب في حقك ياصهيوب
❈-❈-❈
ارتفعت ضحكات عز وبيجاد ..توقف بيجاد عندما وجد تصنم جسد صهيب، فاتجه إليهما وتوقف أمامه
-لو منك بالمسدس اطخه عيارين الواد فلت والله ياعمو، اقترب وهمس بإذنه
-ياله اغسل عارك ..الناس تقول عليك ايه ..رمقه جاسر متسائلا عندما وجد شحوب وجهه صهيب
-إنت قولتله ايه ياحيوان..كنت استنى لما اتهنى بمراتي شوية
امسكه صهيب من تلابيبه، انت عايز اموتك يالا ولا ايه، قولي ناوي على ايه
قبل رأسه وهو يضحك
-ناوي اخليك تحج سبع مرات والتامنة ندفنك هناك
قهقهات مرتفعة من بيجاد، رمقهم جاسر
-طيب ممكن تسبوني مع صهيوب شوية، عايز اتفاهم معاه لوحدنا، قالها وهو يغمز لعز..فأومأ برأسه يجذب بيجاد وتحرك للخارج
انت عايز توصل لأيه ياجاسر..قالها صهيب وهو يمسكه من تلابيب قميصه
.نظر لقميصه ثم رفع عيناه لصهيب
-هو الواحد بيموت كام مرة عرفني بس، اصلي ميت في بنتك
كانت تقف على الدرج تكتم ضحكاتها عليه..أفلت صهيب ضحكة رغما عنه يدفعه بعيدا عنه
-والله هيدخلوني الانعاش بسببك، اقترب يقبل كتفيه
-بعد الشر عليك يا حبيبي ، وبعدين مفناش من كدا ياصهيوب، انت هتلعب عليا، ماانت عارف إني مش هسكت وهرجعها، واتأكدت وانت واخدها ومسافر، فبلاش تضحك عليا وتعمل انك مصدوم
جحظت عيناه واقترب منه
-بس مكنتش اعرف انك حلوف وتقرب من البنت وانا عارف إنك مطلقها
-يادي النيلة ماقولت لي قبل كدا اتجوز البت جواز صوري وقولت حاضر ومسمعتش كلامك، مستني بعد مابقت كل حياتي أبعدها ياصهيوب
استغفر الله العظيم..يابني انت مش وعدتني انك هتبعد عنها
-تعرف عني كدا ياعمو..جذبه من ذراعيه
-طيب المقابل ياجاسر، هتوعدني وعد مؤمن تتراجع على اللي بتفكر فيه، مراتك حامل دلوقتي
رفع نظره وجدها تقف على الدرج ، أشار إليها
-تعالي حبيبي..تحركت تنظر لوالدها بخجل..توقفت بجوار جاسر منحية الرأس، رفع جاسر ذقنها
-ليه موطية راسك ياجنى، أنتِ مرات جاسر الالفي، ثم اتجه بنظره لصهيب اكمل
-وبنت صهيب الألفي، اللي مربيها كويس وعارفة الصح من الغلط
جذبها صهيب من ذراعيها يضمها لأحضانه
-ألف مبروك يابابا، ربنا يكملك حملك على خير
رفعت رأسها إليه :
-زعلان مني يابابا
انحنى يطبع قبلة على جبينها
-بشرط يابابا ترجعوا حي الألفي، انا مستحيل اوافق تعيشوا بعيد عن أمن العيلة، قالها وهو يرمق جاسر بنظراته
جذبها جاسر من أحضان والده:
-إنت كدا خدت حقك، كفاية عليك الحضن دا، انا صايم ومش عايز كلام كتير ياصهيوب
رفع حاجبه ساخرًا:
ثم بسط كفيه لجنى
-ياله يابابا علشان نرجع حي الألفي، والحلوف دا هيجي بعدين
اتجهت بنظرها إلى جاسر، ثم إليه تمسك كف والدها بعدما أومأ لها بعينيه
ابتسم صهيب وتحرك بها للخارج
-متتأخرش على الفطار ياجاسر
-إن شاءالله ياعمو
بعد يومين استيقظت فزعة من نومها تضع كفيها على صدرها تستعيذ من الشيطان الرجيم..فتح عيناه واعتدل:
-غزل مالك في ايه..زاغت ابصارها بالغرفة
-جاسر فين ياجواد في شغله ولا رجع
اعتدل ينظر بساعته ثم امسك هاتفه
كان غافيا، استيقظ على رنين هاتفه
جذبه من فوق الكومود
-صباح الخير يابابا..ارجع جواد خصلاته
-صباح الخير يابابا، رجعت امتى
-من ساعتين كدا ..طيب حبيبي كمل نوم
اغلق الهاتف ينظر لزوجته العافية بجواره
-صباح الحب ياقلبي ..فتحت عيناها
-صباح الخير ياجسورة ، الساعة كام
نظر بساعته
-الساعة عشرة أغمضت عيناها مرة أخرى
-صحيني على واحدة
❈-❈-❈
عند غزل وجواد، جذبها لأحضانه
-جاسر فوق ياغزل اهدي..هزت رأسها
قلبي وجعني ياجواد .. هزت رأسها
-ياسين..رفعت عيناها برجاء
اطمن على ياسين ياجواد حاسة فيه حاجة
بغرفة جاسر استمع الى رنين هاتفه مرة أخرى..استغفر ربه قائلا
-وبعدين بقى في جواد الألفي، رفع الهاتف واجاب دون النظر بشاشته
-أيوة يابابا ..لحظات حتى هب فزعًا
-حاضر ..نص ساعة وأكون عندك
اعتدلت جنى تسأله بلهفة
-جاسر ايه اللي حصل..اتجه لغرفة ثيابه سريعا وارتدى ملابسه من يراه يجزم أن هناك مااصابه
ذهبت إليه
-جاسر في ايه ..رفع عيناه التي تحجرت بالدموع
-ياسين مضروب بالنار ياجنى، لازم انزل حالا، مش عارف هقول لبابا ازاي
تحرك للأسفل فهوت على المقعد
-يارب استرها ويرجعك بالسلامة ياياسين، كانت تصعد الدرج بهدوء بعد رحلة رياضة بالمشي صباحيا، توقفت عندما وجدت هبوط جاسر بسرعة. وعيناه متحجرة بالدموع
-استاذ جاسر..توقف مذهولا بوجودها أمامه..نظرت إليه وتسائلت
-آسفة هي جنى كويسة؟!
استمع لصوت جواد وهو يهبط درجات السلم
-جاسر رايح فين كدا..بدخول عز إلى منزل والده ..نظر إلى عز وعلم من نظراته بوصول الخبر إليه..وزع نظراته على عاليا حتى نزل بنظراته لبطنها المنتفخ، ثم هتف
-عاليا اطلعي لجنى شوفيها وخليكي معاها لما ارجع ..اومأت وتحركت بنزول غزل بعدما استمعت لأصواتهم
هبط جواد درجات السلم وعيناه على جاسر، فتوقف عندما هتفت غزل
-جواد تليفونك حبيبي مش مبطل رن، من وقت ماخرجت..اسرع جاسر إليه قبل وصول والدته يهمس بإذنه
-بابا ياسين اتصاب في الجيش، بلاش ماما تاخد بالها ..وصلت غزل مبتسمة رغم ماتشعر به، وبسطت كفيها بالهاتف
-شوف مين وزي ماقولت لك يبقى اتصل بياسين وشوفه هيوصل امتى
بنظرات خاوية رفع عيناه لابنه، وشعر بإنحباس النفس بصدره ونبضاته تتسارع حتى شعر بتوقف اعضائه حينما رفعت غزل كفيها على كتفه
-جواد، خد اتصل بالولد وطمني عليه قلبي وجعني..نزل أوس سريعا بعد
-بابا ايه اللي سمعته دا ، ياسين ازاي مضروب بالنار..قالها بخروج عاليا وجنى من الغرفة..توقفت بوجه شُحب، وكأن برودة الموتى تسللت لجسدها، ارتعش جسدها فهوت على الأرض، تهز رأسها حتى سقطت بكامل جسدها مغشيا عليها ...هب أوس عندما استمع لصرخات جنى باسمها
اما غزل التي انسابت عبراتها تهمس
"ياسين مضروب بالنار، يعني ايه"
اقترب جواد منها وهو يرى حالتها المزرية و شعر وكأن الأرض تسحب من تحت قدميه يطبق على جفنيه يضمها لأحضانه
- الولد كويس اهدي، غزل اهدي لو سمحتي..لسانها انعقد وصمتا مخنوقا وهي تهز رأسها عندما استمعت لصراخ جنى
-طنط غزل الحقيني عاليا بتنزف