رواية عشق لاذع الفصل السابع والثلاثون 37 ج1بقلم سيلا وليد

       

رواية عشق لاذع

الفصل السابع والثلاثون 37 ج1

بقلم سيلا وليد


لقاؤنا لم يكن مرتباً له ولكن شاءت الأقدار أن نلتقي 


وكانت أجمل الأقدار 


وأحلى الأوقات 


كجمال عينيك الذي أصاب قلبي دون استئذان 


وهل للعشق آوان ؟!


لا وربي إنه يأتي بغير ميعاد 


كما التقيتك بدون إتفاق ❤


ثم ياسادة:


لا تُخبروا النّاسَ كذِباً عنْ سُهولةِ التّخلّي وأنَّ في البُعدِ نُضجٌ وقوةٌ أو أنَّ في الهجرِ راحةٌ بلْ قولوا قَولاً حقّاً ..


أخبِروهم أنْ يتجاوزوا ويُحاولوا ويتشبّثوا ببعضهم البعضَ قدرَ ما يستطيعون ،، فوَجعُ فراقِ الأحبّةِ يُعادلُ آلامَ الموتِ ،، وأنَّ القلوبَ بعدَ الفراقِ تشيخُ وتُصبحُ مليئةٌ بالتّجاعيدِ ..


ثم أخبروها أني زرعت لَها في كُلِ شبرٍ لغ.ماً من الذِكرى


حتى إذا ما افترقنا كان مقت.لهُ أكيد💔


فحالنا كسنبلة القمح التي ظنت أن المنجل يريد عناقها....


❈-❈-❈


بنظرات تحمل بين طياتها الكثير والكثير من العتاب طالعه قائلًا:


دا اتفاقنا  ياجاسر..قالها صهيب


طالع والده بألمًا تجلى بعينيه:


-بقالي أكتر من شهر يابابا وبحاول اتحكم في اعصابي وقلبت الموضوع هزار، بس لحد كدا وكفاية، ايه الغلط اللي انا بتعاقب عليه، ليه مراتي تبعد عني اكتر من شهر، دا علشان حاولت احافظ على رجولتي قدام الكل، اتجه لعمه وتسائل:


-غلطي ايه وانا شايف واحد حلوف بيقرب من مراتي وماسك أيدها بغض النظر كان بيعمل ايه ويقول ايه 


نقل بصره الى جواد 


-ايه يابابا هو الغلط والحرام بقى مباح علشان عمي ميزعلش 


-جاسر ممكن تهدى..قالها صهيب مقتربًا منه..ثم أكمل حديثه :


-هتفضل لحد إمتى متهور ومبتعرفش تتحكم في اعصابك، ايه اللي بنتي غلطت فيه علشان تعمل فيها كدا قدام الناس وتفضحها بهمجية


-عمييييي..تملكه غضب جارف من كلمات صهيب، فاطبق على رسغها يجذبها إليه 


-غلطي ولا لا ياجنى؟!


طأطأت رأسها متأسفة ثم اردفت بصوت كاد أن يسمع:


-منكرش اني مغلطتش، رفعت عيناها التي زينت بطبقة كرستالية من الدموع 


-لكن غلطك كان أكبر يابن عمي، حتى ماادنيش فرصة اتكلم، انا اتفاجأت باللي عمله يعقوب، هو شايف إن دا عادي..ليه تكون عنيف في الرد كدا ، انا كنت هعرف ارد عليه 


جز على أسنانه واقترب منها يضغط بقوة على كتفها مما جعلها تتأوه وهمس بفحيح: 


-متخلنيش اموتك دلوقتي ، سمعاني حذرتك مليون مرة تبعدي عن الشخص دا انا مبحبوش، ليه بدوسي على كلامي 


-جاسر..صاح بها صهيب غاضبًا وحاول دفعه بعيدًا عن ابنته


حاوطها بذراعه وحجزها بجسده من أمام عمه 


-مراتي وانا حر، وياريت محدش يدخل بينا، تراجع بها خطوة للخلف 


-عمو صهيب انت غالي عليا، لا مش غالي بس انا بعتبرك ابوي لانك ابويا فعلا، بس اللي يحصل بيني وبين مراتي لينا لوحدنا، ياريت محدش يدخل، وبدل انا قولت هي غلطت يبقى هي غلطت ومتخفش عليها مش هموتها ولاحاجة ، ومتفكروش هتخافو عليها اكتر مني 


جفل صهيب من حديثه الذي غلى الدم بأوردته فاقترب مشيرا إليه بسبباته 


-جاسر انت بتغلط بطريقتك كدا 


استدار يرمقها للحظات ثم تحدث بنبرة أكثر هدوئًا لينهي الحديث:


-هترجعي معايا البيت ولا ارجع انا، بس اعملي حسابك لو خرجت من غيرك مش هتدخلي اوضتي تاني ..انا بقول اوضتي مش بيت عمك ..


شعرت وكأن دلو سقط فوق رأسها من نبرته التهديدية، لاحت بنظرها لوالدها الذي هز رأسه بالموافقة..ثم دلفت للداخل تجذب إسدالها وتحركت للأسفل دون الحديث إليه 


زفر صهيب بضيق وقال بصوت مبطن بالتهديد


-متفكرش انك بتحطني قدام الأمر الواقع كدا ..متنساش انك كسرت بنت عمك قدام الكل ياحضرة الظابط..وانا وافقت ترجع معاك مش علشانك أبدا، علشان خايف تتعب وتفقد جنينها ..قالها صهيب بنبرة جافة وهو يرمقه بسخط ثم تحرك تاركًا إياه متصلب بوقوفه 


قبل قليل بغرفة مكتبه 


استمع الى طرقات على باب المكتب، أذن بالدخول دلف أوس ملقيًا تحية السلام ثم اقترب منه


-جاسر راح لعمه صهيب وشكله مش ناوي على خير


كان يعمل على جهازه وهو يستمع اليه، ثم رفع نظره إليه:


-سبهم أن شالله يقطعوا بعض هم الاتنين، عمك صهيب بيضغط عليه كتير، وانا لو من جاسر كنت طلقتها وريحته 


توسعت أعين أوس واقترب من مكتبه 


-معقول يابابا حضرتك اللي بتقول كدا 


قاطعهم دلوف عز وهو يضحك، أشار جواد إليه 


-البشاير وصلت، مش بقولك الاتنين يستاهلوا بعض 


قهقه عز يغمز لعمه:


-أنا هربت منهم، جاسر مجنون هيجنن بابا، وبابا مبقش يتحمل عصبية جاسر 


أشار لهم بالجلوس وهتف 


-سيبكوا منهم هما الاتنين هيعرفوا يتصافوا، المهم فيه حاجة عايزكم تشوفها 


جلس أوس يستمع إليه بتركيز


أدار جهاز حاسوبه إليهم ثم أردف بنبرة عملية جادة :


-دي مكاتب الشركة عندكم، الارشيف دا شايف فيه ناس بقت بتدخله كتير ازاي، أشار لأحدهما 


-مثلا البنت دي ازاي تدخل الارشيف وتمسك حاجات زي دي وتدور فيها 


دقق عز النظر بها ثم أردف:


-البنت دي تبع مجموعة البنداري، راكان بعتها سكرتيرة لجاسر في الوقت اللي بيكون موجود


ألقى جواد القلم من يديه بعنف ثم رفع عيناه لأوس وهتف موبخًا اياه:


-احنا هنهزر، سكرتيرة ايه ياباشمهندس لواحد بيروح الشركة كل كام شهر مرة 


ايه ياأوس انت خبت ولا ايه، ثم استدار إلى عز يرمقه بنظرات غاضبة:


-إنت ازاي تعدي حاجة زي كدا، اومال الكاميرات بتعمل إيه عندك في المكتب، بتقعد تتفرج على الناس ولا ايه 


نصب عوده وتوقف ونيران جحيمية ثارت بصدره جعلته يزيح كل ما يقابله على سطح المكتب


-البنت دي عايزاها من غير شوشرة، وتتصل بعد ماتجبها براكان يقولي بعتها ليه، عايز اعرف نيته ياعز، مش عايز لعب سمعتني ولا لا


أشار بيديه لخروجهم، استدار أوس للتحرك فهتف به غاضبًا:


-عايز عينك في وسط راسك ياباشمهندس، كل حركة وخطوة في الشركة تكون مسيطر عليها، كشف الأمن بالكامل يكون على مكتبي يوميا


خطى متحركًا إلى عز 


-كل التسجيلات تكون عندي الليلة سمعتني، عايز اعرف الناس الجديدة اللي دخلت الشركة، الملف يكون قدامي الليلة ..


اومأ عز له بطاعة واجابه


-حاضر ياعمو، احنا واثقين في راكان علشان كدا ماحاولنش نعرف البنت بتروح هناك ليه


لكمه جواد بصدره وهدر غاضبًا:


-حتى لو اخوك لازم احتياطتك تبقى موجودة،  ولو راكان بيلعب بديله من ورايا هيلاقي وعده 


بمكتب النيابة العامة عند راكان


استمع الى رنين هاتفه..نظر لاسم المتصل لعدة لحظات ثم رفعه الهاتف وأجاب بعد عدة لحظات 


-اهلا سيادة اللواء 


-اهلا راكان..سؤال ومش عايز لف ودوران علشان منزعلش من بعض، عارف انك مش عيل ولا قليل علشان تلعب في مكان لجواد الألفي 


تحمحم لعدة لحظات مبتلعًا ريقه من حديث جواد الجاف، فتسائل بهدوء توقيرًا لشخص جواد :


-ممكن اعرف اعتراض سيادة اللوا على شخصي ولا شغلي ..


-البنت اللي بعتها لجاسر وراها ايه يا راكان.. نهض راكان من مقعده وتعجب من حدته فاردف متسائلاً بهدوء:


-مش فاهم حضرتك!!


صمت جواد لبعض اللحظات محاولا استكشاف مايرمي إليه راكان فتحدث بعقلانية ليسحبه إلى مايؤل إليه: 


-ليه البنت اللي بعتها لجاسر دي، انت عارف جاسر مابيروحش الشغل 


جلس متنهدًا بعدما شعر بإنسحاب الهواء لجفاء جواد بالحديث معه لأول مرة ..


-رغم اني مستغرب السؤال لكن هجاوب حضرتك..البنت دي مهندسة، وجاسر طلب بنت تكون مكانه في الشغل علشان حاسس أنه مقصر مع اخواته، فقال اهي تاخد دوره دي كل الحكاية، والبنت مضمونة 


-تمام ..قالها وأغلق الهاتف دون حديث آخر..ظل جالسًا لبعض الوقت يراجع مشاهدها، ثم رفع هاتفه :


-فيه بنت متعينة في الشركة جديد مهندسة، هي مديرة أعمال لجاسر، عايز كل معلومة عليها من يوم مااتولدت لحد اليوم اللي دخلت الشركة، علاقاتها ايه 


-تمام يافندم ..كل حاجة هتكون عند حضرتك بالليل


بالأعلى بغرفة عاليا وياسين 


وضعت ابنتها بعد نومها بفراشها، ثم نهضت متحركة لحمامها لتنعش نفسها بحمامًا دافئ قبل مجئ زوجها


خرجت بعد فترة واتجهت لمرآة الزينة وجلست لتجفيف خصلاتها ..ذهبت ببصرها لذاك العقد الذي يوضع فوق مرآة الزينة، انحنت تجذبه وابتسامة عاشقة لمعت بعيناها تتلمس اسمها عليه وذهبت بذاكرتها لتلك الليلة 


فلاش باك قبل ثلاثة شهور


دلف لغرفة ابنته بعدما استمع لصوت بكاؤها، وجد مربيتها تتحدث بهاتفها فأشار إليها


-ليه راسيل بتعيط ؟!


أغلقت الهاتف واتجهت إليه بخطواتها الأنثوية، وتلك التنورة التي تصل فوق ركبتيها بكعبها العالي، فتحدثت بنبرة هادئة:


-آسفة يافندم، كان معايا فون مهم..رفعت البنت لأحضانها وبدأت تهدهدها بشكل ملفت لأبصاره، اقترب منها وجذب ابنته


-هاتيها وجهزي رضعتها..قالها وهو يجذبها بين ذراعيه ..وجلس على الأريكة التي توضع بغرفتها


-حبيبة بابي زعلانة وبتعيط ليه..انحنت تلك الدخيلة بشكل مغري أمامه وتحدثت بهدوء:


-البيرونة يافندم، بس بلاش تتعب نفسك انا هرضعها، هاتها انحنت لتجذبها من بين أحضانه، فتساقطت خصلاتها على وجه ياسين بدخول عاليا التي هدرت بغضب:


-ايه اللي بيحصل هنا..رمقتها بنظرة لو تقتل لألقتها صريعة بمكانها، بعدما وجدت قربها من زوجها بتلك الملابس التي تكشف جسدها بالكامل، أشارت إليها ثم اقتربت تدفعها بعيدًا وزمجرت غاضبة بها:


-انزلي تحت عند الدكتورة خليها تديلك حسابك، انا مش محتاجة مربية 


تسمرت بوقفتها تطالعها مذهولة واستفهمت باستهجان:


-ليه يامدام..!!


رمقت ياسين بصاعقة تلوح من زرقيتها:


-أنا مش عايزة مربية لبنتي ، قولها تمشي من وشي حالا


رغم اندهاشه من ردة فعلها العصبية، إلا أنه أشار بيديه :


-انزلي زي ما المدام طلبت منك..سحبها من رسغها لغرفتهما بعدما اخذت طفلتها وتحركت مجفلة من تصرفه الغير لائقة كما ازعنت


وضعت الطفلة بمخدعها تمسد على خصلاتها لتغفو بنومًا هادئًا..توقف خلفها وانحنى يطوق خصرها من الخلف 


-ممكن أعرف زعلانة ليه؟!


دي حمد الله على السلامة، بقالي شهر بعيد عنك 


شعرت بانتفاضة بجسدها من لمسة كفيه على جسدها..


-ياسين ابعد شوية..تراجع خطوة للخلف واستدار  للحركة ولكنها تشبثت بذراعيه


-إنت زعلت ..!! تسائلت بها وعيناها تحاوره تنتظر اجابته


هز رأسه بالنفي وتحرك ولكنها أسرعت خلفه وأطبقت على ذراعيه 


-عايزة اتكلم معاك شوية..أشار إلى ثيابه وتمتم :


-هاخد شاور وبعدين نتكلم 


هزت رأسها بالموافقة..تحرك إلى الحمام ..توقفت بمنتصف الغرفة تطالع تحركه ثم حررت من صدرها نفسًا طويلًا


-خايفة ياياسين ..همست بها ثم جلست جال بذهنها فكرة لكي تريح ذاك النبض الضعيف المتألم ..نهضت متحركة لهاتفه ثم سحبته بيديها واتجهت لشرفة غرفتها، حاولت فتحه ولكنه مشفر بكلمة سرية، ألقته على الطاولة تنفخ بضجر وتراجعت بجسدها تعقد ذراعها أمام صدرها تنظر للخارج


استمعت الى طرقات على باب غرفتها فنهضت متحركة لترى من الطارق، فتحت الباب لترى الخادمة تجر عربة الأطعمة قائلة:


-مدام الدكتورة بعتت الغدا وبتقول لحضرتك لو محتاجين حاجة تانية كلمينا 


-ليه هو مفيش حد هيتغدى 


-لا يامدام الدكتورة خرجت مع حضرة اللوا عند الباشمهندس حازم، والباشمهندش أوس سافر مع مدام ياسمينا 


اومأت برأسها تشير لها بالذهاب..جرت عربة الأطعمة للداخل، ثم قامت بوضع الطعام عليها بطريقة منظمة، خرج بتلك الأثناء يجفف خصلاته بتلك المنشفة الصغيرة، توقف ينظر لطاولة الطعام ظنا أنها من طلبتها 


ابتسامة عريضة على ملامحه الرجولية، فتحمحم قائلًا بصوتًا رخيم: 


-دا إيه الرضا والتغيير الحلو دا، كدا هدلع واشبع دلال 


استدار إليها فنظرت إلى صدره العاري وتمتمت بإرتباك:


-لا ماهو مش أنا اللي عملت كدا..جعد حاجبه مقتربًا منهابتساؤل:


-مش فاهم ..أشار إلى الطعام متسائلًا:


-مش إنتِ اللي طلبتي الأكل دا 


خطت تكمل ما كانت تفعله وأجفلته برد مختصر:


-لا مش أنا ..جذب المقعد واتجه ببصره للطعام 


-ايه الأكل دا ، أنا عايز أنام، هتقدري تأكلي الحاجات دي وتنامي 


ابتلعت لُعابها بصعوبة من هيئته المدمرة لقلبها الضعيف، وحاولت السيطرة على مشاعرها مرددة


-أنا ماليش نفس للأكل، لو جعان فيك تاكل، وبعدين الأسماك خفيفة الهضم 


خطت بعيد عنه يكفي مايفعله بها قلبها اللعين، اقبض على كفيها يجذبها بقوة حتى سقطت فوق ساقيه


-لا هتاكلي متنسيش إنك بترضعي ومينفعش اكل لوحدي كمان..


وضعت كفيها على صدره رغمًا عنها بسبب جذبه القوي لها:


-ياسين لو سمحت !!


لف ذراعيه حول جسدها الضعيف متحكمًا بجلوسها 


-قولتي عايزة نتكلم ليه غيرتي رأيك دلوقتي 


رفعت نظرها وتقابلت بسواد ليله مردفة بشفتين مرتجفتين:


-طيب ممكن تلبس حاجة، مينفعش كدا ..نظر لنفسه منتبها لجلوسه دون ملابسه، فتوقف متمتمًا: 


-آسف ماأخدتش بالي، جذب كنزته وارتداها، تمنى لو كان الأمر بينهما عاديًا ولكن ذهبت امنايته هباءً


أشار لها بالجلوس وأمسك السكين يشير إليها 


-دا بيتقطع كدا صح ولا ايه، ماليش في اكل السمك ..


جذبت من أمامه الصحن الذي يحتوي بمختلف أنواع السمك وبدأت تقوم بتفصيصه


-دا مش عايز شوكة وسكينة يابن عمو جواد، دا بيتفتح كدا وبيتاكل كدا 


امال إلى كفيها ووضع الطعام بفمه مستلذذ به:


-اممم..طعمه هايل ..قشعريرة انتابت جسدها حينما شعرت بملمس شفتيه على اناملها، طالعته لبعض اللحظات بصمت ثم اردفت دون وعي منها 


-ياسين ليه ليليان راجعة تاني، مجوبتش على السؤال 


اختتمت سؤالها بدمعة شريدة عبرة وجنتيها وهي تكمل حديثها 


-أنا شوفتكو يوم الولادة، هي كانت في حضنك، انا مش همنعك انك ترجع لحبيبتك بس في نفس الوقت ماتحاولش تقرب مني، احنا لازم نتفق 


وضع سبباته على فمها


-ممكن ناكل ونبطل كلام فاضي، أشار بعينيه على السمك 


-دوقيني ياله الجمبري دا، ولا رجعتي في كلامك


صدمت من رده الغير متوقع ..فمدت إليه الطبق:


-اتفضل كل اللي يعجبك انا شبعانة 


ألقى المحرمة على الطاولة 


-وأنا شبعت خلاص مش عايز اكل، نهض فأمسكت كفيه 


-لا خلاص اقعد كل، هاكل مش قصدي 


نظر لكفيها المتشبث بذراعه ثم اتجه بنظره لعيناها واردف :


-انا شبعت خلاص..توقفت واقتربت منه


-بس إنت كلمت طنط غزل علشان تحضرلك الأكل دا قبل سفرك بيوم، ولولا اللي حصل من جاسر وانت يوميها مشيت ومأكلتش، نظرت للأسفل تفرك كفيها تهرب من نظراته وتابعت حديثها:


-أنا اللي طلبت السمك دا وانا اللي طبخته لما عرفت انك جاي 


التمعت عيناه بالسعادة، دنى إليها ورفع ذقنها يبحر بموج عيناها


-طعمه حلو تسلم ايدك ..هقعد اكل رغم أنا ماليش في السمك، أنا طلبته من ماما علشان سمعتك بتقولي لجنى عايزة تاكلي سمك 


تسارعت نبضاتها ترمقه بعينان تتألقان بحب وحنان ثم أشارت بعيناها للطعام 


-طيب هنكمل اكلنا ولا لا 


جلس بجوارها مرة أخرى وبدأو يتناولون الطعام وهما يختلسان النظر لبعضهما من حين لآخر..انتهى بعض دقائق ، نهض قائلًا:


-هغسل ايدي وانت كلميهم يجوا ياخدوا الأكل دا


بعد فترة قامت بإشعال الشموع ذات الروائح العطرية بعدما شعرت برائحة السمك بالغرفة، واتجهت تعد قهوته 


جلس بشرفة غرفتهما يحمل ابنته التي استيقظت تبكي وصدح صوتها، وصلت إليه بالقهوة 


-قهوتك، هاتلي راسيل هغيرلها وارضعها ..اومأ لها وتحركت للداخل 


عادت إليه بعد فترة قليلة، وجدته مازال يرتشف من القهوة ويستمع إلى فيروز..جذبت المقعد وجلست على المقعد يبعد عنه ببعض الخطوات 


بسط كفيه ليمسك كفيها وتنهض متجه إليه، أجلسها بجواره وحاوطها بذراعه


-عاليا مستعدة نكمل حياتنا ونكون زوجين حقيقين..استدارت برأسها تنظر لوجهه القريب 


-وليليان ؟!


-مين ليليان دي؟!.. معرفش حد بالاسم دا ..قالها وهو ينظر للبعيد 


تجرأت لترفع كفيها وتدير وجهه إليها 


-لا انت عارفها كويس، انا شوفتك وانت حاضنها..


- وضع ابهامة على شفتيها 


-يبقى كنتي عامية، أو قلبك اللي صورلك حاجات مش صح 


تراجعت بجسدها بعيدا عنه 


-إنت ليه بتهرب؟!


جذب رأسها لأحضانه:


-من وقت مافترقنا وانا مسحتها من حياتي ولا كأنها دخلتها، كنت عايش ومكنتش ناوي اسلم قلبي لحد تاني، لحد مافي يوم القدر رمى قدامي جنية بحر، بنت جميلة لكن مش رقيقة ابدا وحش ثائر عايزة تولع في اللي يقرب منها، هزتني من جوا، حاولت اكذب احاسيس علشان كدا كنت بعاملها بقسوة، مش عايز اعيش تجربة فاشلة تاني، لكن البنت دي كانت أقوى من جاذبية الكرة الأرضية..رفع عيناه وعانق عيناها 


-وقعت في حبها للأسف، ومن كتر حبي ليها كنت بحاول اتخانق معاها علشان بس اقرب منها وأشوف عيونها لما تقلب بالون معرفش احدده، بقت زي جرعة الهوا كدا ..خلاص خطفت قلبي وعقلي لحد ماجه اجمل يوم  عمري مااتخيلته ولقيتها بتهديني اغلى وأجمل هدية جنية صغيرة زيها 


استدار بكامل جسده واحتضن وجهها يزيل عبراتها التي تلألأت بعيناها


-أنا هقول الدموع دي دموع فرح، عرفتيها هي مين علشان كدا بتعيطي، دنى يهمس لها 


-هي بعينها بلقيس حياتي، ملك الهكسوس بيقولك انت اجمل حاجة في حياته يابلقيسته


، بتمنى نكمل حياتنا مع بعض ونعيش حياة هادية وجميلة ونجيب اخوات لراسيل


أطبقت على جفنيها مستمتعة بحديثه


دنى اكتر يهمس لها حتى لامست شفتيه وجنتيها


-اجمل بلقيس في الدنيا ..توردت وجنتيها ترفع عيناها لتهمس له، ولكنها تراجعت بعدما استمعت لبكاء ابنتها 


-هشوف راسيل ..هز رأسه واتجه بنظراته للخارج 


-ايه الشعور الحلو دا، همس بها لنفسن..نهض من مكانه واتجه لخزانته لأحضار شيئا، أخرج علبة مزينة ثم اتجه لغرفة ابنته، كانت تقوم بإطعام ابننتها، ابتعدت بنظراتها خجلا بعد دخوله دون استئذان ووضع الصندوق أمامها وحاول أن يخفف من حدة توترها


-هنزل تحت شوية بابا وماما جم، هسلم على بابا ..أشار للصندوق 


-لو لبستي دا هفهم انك موافقة نبتدي حياتنا ..قالها وتحرك للخارج يلتقط أنفاسه بصعوبة 


انتهت من اطعام ابنتها ثم نهضت متجهة لذاك الصندوق فكت  تلك الرابطة التي تشبه الفيونكة، ثم فتحته بهدوء، بسطت كفيها لتلامس أناملها ذاك الرداء الأبيض الناعم ..أخرجته تنظر إليه بإنبهار، رداء أقل ما يقال عنه، فستان الأميرات جمال روعته، توقفت أمام المرآة ووضعته عليها مبتسمة، تحركت سريعا للمرحاض وخرجت بعد دقائق محدودة 


جذبته لترتديه على عجالة قبل مجيئه، ثم توقفت تنظر لنفسها 


توسعت عيناها بذهول وهي تراه أقل ما يشبه بقميص نوما يظهر مفاتنها بسخاء..تركت خصلاتها تنساب على ظهرها لكي لايظهره، ثم نظرت لفتحة صدره الكبيرة ، تضع ابهامها بفمها، تفكر بشيئا حتى تخفي فتحة صدره:


-لا دي هتفضل كدا، لا لا مستحيل، هروح اقلعه، ازاي عايزني ألبس دا قدامه، وبقول عليه محترم..توقفت تنظر لنفسها مبتسمة:


-بس الصراحة ذوقه يجنن، الفستان حلو اوي، بس مقدرش البسه قدامه اتكسف ..فيه حد يتكسف من جوزه برضو


هبت فزعة تسمي الله بعدما استمعت لهمسه بجوار أذنها 


-حرام عليك خضتني والله ..حاوطها بذراعه :


-ألف سلامة عليكي من الخضة ياروح ياسين ..ارتجف جسدها وتناست ماترديه مستديرة إليه:


- ألف سلامة عليكي من الخضة ياروح ياسين..رفع أنامله يرجع خصلاتها لخلف أذنها واقترب يطبع قبلة على جبينها ..رددت كلماته بهمس


"روح ياسين"


-عندك شك في كدا!! تسائل بها


تشبثت بقميصه بعدما خارت قواها ، ابتسم على خجلها وتابع ردود أفعالها الطفولية التي راقت له ، تشابكت أنامله بأناملها يسحبها إلى الخارج خرجت تنظر للغرفة التي قام بتزينيها 


-إنت مكنتش تحت 


هز رأسه بالنفي، رفع ذقنها يتعمق بعيناها 


-نزلت علشان اجيب الحاجات دي، قولت لما تخلصي ..تركت كفيه وتحركت تنظر للغرفة المزينة بالورود الحمراء، والشموع ..حركت أناملها على حروف أسمها على ذاك القلب الأحمر 


رفعت رأسها وابتسمت:


-معقول دا حضرة الظابط طلع رومانسي اهو ..أطلق ضحكة رجولية مما جعلها تنظر إليه بعيونا عاشقة وقلبًا ينتفض من قربه عندما حاوطها بفولاذيته وتحرك إلى تلك الطاولة التي يوضع عليها كعكة صغيرة تجمع صورتهما وقام بإشعال الشمعة


خرج من جيبه خاتم الزواج ووضعه أمامها على الطاولة ثم استدار يحتضن وجهها وعيناه تبحر فوق ملامحها الجميلة: 


-عاليا تقبلي تكملي حياتك معايا، نبني حياة مع بعض لحد مانكبر


ابتسمت من بين دموعها تهز رأسها تنتظر اعترافه بحبها تمنت لو ينطق تلك الكلمة التي تتكون من حروف نبضها 


انزلت رأسها للأسفل وتمتمت


-ليه ياياسين، علشان راسيل عايز نكمل حياتنا مع بعض، مش عايزة أكون مجرد ضغط علشان البنت ..انا ممكن 


بتر حديثها عندما انحنى ليبعثر كيانها بخاصته وينثر عليها ترانيم العشق، ولما لا أن القبلة هي التعبير الأقرب في قاموس العشق للأعتراف دون حديث 


فصل قبلته ومازال محاوط وجهها، يغرز مقلتيه ببحرها الذي اختلط بخيط من الدموع ثم همس لها 


-"علشان بحبك..وضع كفيها على نبضه الأيسر ومازال يعانقها بنظراتها 


-علشان دا عايزك إنتِ مش بينبض الا بقربك، دا بيتمنى واحدة بس اسمها عاليا"..قالها بنبرة شجية ارسلت لجسدها ذبذبات أشبه بكأس الخمر، ليترنح جسدها مما جعلها تستند بكامل جسدها عليه 


آه عميقة كانت ابلغ مما يشعر به الآن وهي بأحضانه، طوقها بالكامل يهمس بجوار أذنها بعدما جلس وأجلسها بأحضانه


-لولو ساكتة ليه!!


رفعت رأسها من أحضانه وبداخلها يصرخ بعشقه الندي من اهتزاز اوتارها التي تصخب بداخلها 


دنى لتخلتط أنفاسهما مرة أخرى وتشابكت نظراتهما 


-سامعك ياعاليا، مجاوبتيش على سؤالي، موافقة نكمل حياتنا ولا عندك اعترا...وضع أناملها الرقيقة على فمه 


-"موافقة"


شعور بالهدوء غلف الأجواء ، ولكن هناك دقات عنيفة تصخب بالصدور، 


-قولتي ايه !!


تبسمت وسكنت تبتعد من نظراته المخترقة :


أدار وجهها إليه مرة أخرى ومازالت نظراته تعانق وجهها بالكامل 


-تعرفي أنا حبيتك من إمتى، رفعت عيناها تنتظر بقية حديثه بلهفة عاشق 


اقترب يلتقط تلك التوتية التي شبهها بها يهمس من بين قبلاته 


-من وقت ماالتوت الحلو دا نطق اسمي،  كنت عايز ابعد عن تلك الجنية اللي وقعتني على جدور رقبتي، كنتِ وقت ما تقولي ياسين مكنتش بفكر في حاجة غير إني اخرص الشفايف دي علشان بتضعفني قوي 


أطبق على جفنيه بعدما رفعت أناملها تتحسس وجهه كأنها نحاتًا واردفت بصوت خافت:


-بس أنا زعلانة منك قوي ..


ابتسامة خلابة على ملامحه يهز رأسه 


-لا متقوليش كدا، احنا ولاد النهاردة عايزك تنسي كل اللي حصل بينا، افتكري الليلة دي بس وكأننا لسة مقابلين بعض 


افلتت ضحكة أنثوية ناعمة لتجعله قديسًا لتلك الضحكة وفقد السيطرة على نفسه ليسحب ذاك الخاتم وقام بوضعه بخنصرها ثم توقف يبسط كفيه اليها  متحركًا بها إلى فراشهم ..أشار بكفيه عليه 


-عايز دا يكون سكينة لروحنا، وقت ماتزعلي أو تغضبي دا مكانك اياكي في يوم من الأيام تبعدي عنه، لو جيت عليك في يوم من الأيام تعالي واشتكيني وانا هحاول على قد مااقدر اراعي ربنا وقلبي فيكي


رفع ذقنها وتابع حديثه:


-تأكدي ياعاليا طول ماقلبي بينبض بحبك مستحيل اظلمك ولا افكر في غيرك، بلاش التردد اللي شايفه بعيونك دا 


اشتعلت عيناها ببريق العشق، وكأن اليوم هو يوم ميلادها..دنى منها بعدما وجد صمتها وتمتم بصوت خافت


-فين لسان بلقيس، شايف فيه تفاح احمر هنا عايز يتاكل بس، ..لكمته بخفة ودفنت وجهها بكتفه:


-بس بقى ياياسين والله بتكسف


حاول الثبات أمام رقتها التي بعثرت كيانه، وتراجع بخطوة محاولا السيطرة على تلك الرجفة التي اعترته ..


-"ياسين"تمتمت بها بصوت هامس واقتربت تحتضن كفيه:


-أنا موافقة أكمل حياتي كلها في حضنك ..هنا فاق احتمال قدرته، فجذبها ليسند رأسه فوق خاصتها 


واضعًا كفها فوق شقه الأيسر:


-وياسين بيوعدك عمرك ماهتندمي ياعاليا..قالها ثم رفع كفيها ليطبع قبلة بباطنه بعمق وحنان..ثم رفع عيناه إليها 


"بحبك"..قالها. ككروان يغرد بعذوبة وكأن هذه الكلمة خلقت لهما وحدهما 


تمنت لو توقف الزمن هنا ، لتلف ذراعيه حول خصره تضع رأسها على صدره وتغمض عيناها تستمع لنبض قلبه 


انحنى ليحملها متجهًا إلى مخدعهما ليكمل معزوفة عشقه ..ويدفق الحب بكل معانيه ليعزف لها أجمل سيمفونية تعزف على اوتار قلوبهما بأعذب الألحان ..ليتناسى كل ماآلامهما وأصبحت الكرة الأرضية ملكهما..ويتوقف الكون من حولهما مع دقات قلوبهما التي تعزف وتعزف وتجعلهما كطائران من البلابل يغردان فوق السحاب وكأنهما يقضيان اجمل لحظاتهم


بعد فترة ليست بالقليلة وضع رأسه على الوسادة وشعور الهدوء غلف المكان كعودة تائب زاهد من كل شيئ سواها وحدها، مرر أنامله على وجهها الذي أصبح أمامه لوحة من أجمل اللوحات ..ظل يمرر أنامله كأنه نحات ينحت تفاصيلها بقلبه قبل عينيه ..جذب رأسها ليضعها بأحضانه:


-دا مكانك بعد كدا، طول ماأنا موجود مش عايزك تبعدي عنه


تمسحت به كقطة أليفة تغمض عيناها وتذهب بثبات عميق كالذي أخذ من الدنيا ماتمناه لتغفو سالمة الروح والقلب 


خرجت من شرودها تنظر لذاك الخاتم الذي وضع بخنصرها تتلاعب به 


-وحشتني قوي ياياسين بقالك شهر كتير قوي على قلبي ..


استمعت لصوت جاسر بالأسفل، نظرت من شرفتها وجدته يتحدث مع والده:


-في ايه مراتي ورجعتها فين المشكلة 


توقف جواد متخصرًا 


-عملت ايه عند عمك، انا مبقولش لغوراتيمات جاوب وبس


أشار بكفيه إليها :


-اطلعي يامدام وانا شوية وجاي 


تحركت جنى دون حديث، أوقفها جواد 


-حبيبتي مالك، جاسر عمل فيكي حاجة!!


توسعت عيناه ينظر لوالده بصدمة:


-ايه اللي حضرتك بتقوله دا، تفتكر ممكن اعمل فيها ايه، دي مراتي يابابا، ومهما تغلط هتفضل اغلى من روحي وبعد اذنك انا لسة راجع من السفر وبقالي يومين منمتش 


بالأعلى تمددت على تختهما بعدما نزعت إسدالها واغمضت عيناها ترجو من الله أن يُمن عليها بالنوم، فمنذ عدة أيام لم تدق للنوم طعمًا، بعدما استمعت حديث والدها مع راكان بالهاتف:


-عايز اعرف ياحضرة المستشار فعلا جاسر ساب القضية ولا لا..وحياة ولادك ماتخبيش عليا حاجة 


على الجانب الآخر وهو يجلس بمكتبه وأمامه حمزة ..سحب نفسًا وطرده :


-عمو صهيب عايزك تتأكد حتى لو جاسر لسة في القضية فالادارة واخدة احتياطتها كويس جدا ومأمنه متخافش..نهض صهيب من مكانه 


-إنت قولت ياراكان هتحاول تبعده ليه دلوقتي راجع ...قاطعه راكان 


-هو رفض، وسيادة العقيد باسم حاول بكل طرقه يبعده لكن هو أصر، عايز حضرتك تتأكد مفيش خوف، وسيادة العقيد مأمنه كويس :


-مش دا قصدي ياراكان ، قصدي اللي هو عايز يعمله، وموضوع دخوله لعيلة التميمي


هز راكان رأسه محاولا انتهاء المكالمة حتى لا يغوص بالتفاصيل التي امنه عليها جاسر قائلاً:


-لا ابدا مفيش حاجة من دي ، لا هو دلوقتي شغال في ظروف القضية بس 


اطمئن صهيب قليلا فانهى حديثه ، ثم جلس على المقعد يتمتم بخفوت


-اتمنى متكنش بتضحك عليا يابن البنداري ..خرجت من شرودها و


فتحت عينيها بعدما شعرت بذراعيه تجذبها لأحضانه هاتفًا بصوت أقرب للهمس 


-جنجون وحشتي حبيبك ياقلبي..استدارت إليه تدفن نفسها بأحضانه تبكي بشهقات مرتفعة 


عصرها بأحضانه قائلًا:


-اشش خلاص أنا اسف ياروحي، جنى أنا بغير عليكي، رفع رأسه يخرجها من أحضانه وهمس لها:


-مش من حقي أغير..رفرفت بأهدابها تبتعد عن شعورها بالاقتراب منه وجذبها لجنة عشقه ..رفع رأسها مرة أخرى :


-غلطي ولا لأ ياروحي 


-آسفة قالتها بدموع تتلألأ من عيناها كالنجوم، ليقترب منها يلتقط تلك النجوم بخاصته واجابها 


-أنا اسف ياروحي، عارف اني غلطان في حقك اتمنى تسامحي حبيبك 


شهقة خرجت من فمها ليبترها بطريقته الخاصة ، ويذهب بها لعالمهم الخاص، عالم لا يوجد به سواهم 


بعد عدة أيام استيقظت مبكرًا وجدته مازال غافيا، انحنت تطبع قبلة على جانب شفتيه:


-صباح الورد حبيبي..أجابها بصوت مبحوح


-صباح الورد حبيبي..وضع كفيه على أحشائها 


-اميري عامل ايه النهاردة ..اعتدلت بجلوسها 


-اميرك زي الفل وبيقولك يابابي ممكن مامي تنزل المعرض النهاردة علشان عندها شوية اوردهات 


اعتدل يمسح على وجهه ثم طالعها لفترة من الوقت: 


-مش احنا اتكلمنا في الموضوع دا وقولتي ممكن تأجلي لبعد ولادتك ايه اللي اتغير 


جذبت هاتفها وفتحته


-حبيبي دي جاتلي ومينفعش ارفضها، تخيل لما سيدة مرموقة من المجتمع الهولندي تبعت لي مخصوص علشان ارسم لها صورة بنتها ..علشان خاطري ياجاسر بلاش تحرمني من الحاجة الوحيدة اللي بتسعدني 


نهض متجهًا للحمام مردفًا:


-تمام ياجنى ، بس متتأخريش قبل العصر تكوني هنا..


تنهدت بهدوء تضع كفيها على صدرها، ثم نهضت لتقوم بتجهيز نفسها


بمكان اخر لأول مرة نذهب إليه وخاصة الوادي الجديد تجلس تلك الفتاة تبلغ من العمر ثلاث وعشرون  عامًا بجوار والدتها ترتشف قهوتها:


-بابي هيفضل على طول كدا يامامي، يوم هنا وعشرة عند الست التانية 


توقفت وداد من مكانها بعدما أغلقت جهاز الكومبيوتر وأجابت ابنتها 


-سمر احنا كدا احسن يابنتي، بلاش تستني من باباكي حاجة، شوفي ناقصك حاجة


نهضت من مكانها واقتربت من والدتها 


-ناقصني أحس إن ليا أب ياماما، ليه بابا دايمًا مهشمنا من حياته، ليه مابيجيش غير مرتين في السنة دا ظلم وحرام يادكتورة ..قطبت جبينها متسائلة:


-ماما أنتِ مخبية حاجة مش كدا ، احتضنت كف والدتها تترجاها 


-مامي لو سمحتي عايزة اعرف ليه إنتِ وبابي عايشين كدا وليه قابلة على نفسك يتجوز عليكي


خلعت نظارتها الطبية ثم قبلت رأس ابنتها:


-علشان انا مبقتش عايزة اكمل مع ابوكي، بابا اتجوز لما حس اني خلاص مبقتش عايزة اكمل


ليه!!..صاحت بها الفتاة تبكي ثم تابعت حديثها بأنين: 


-مامي انا يُعتبر يتيمة ولا مرة فرحت في حياتي زي أي بنت 


زفرة حارة من جوف السيدة التي تدعى ب وداد ثم تحدثت لتغير حديثها:


-عجبتك المهرة اللي بابا جابها..هنا فهمت أن والدتها لاتريد الحديث، فسحبت نفسها وتحركت لغرفتها 


بإدارة مكافحة المخدرات وعلى طاولة دائرية توقف أحد الظباط المرموقين أمام الشاشة وتحدث أمام الموجودين 


- الأخبارية من مصادرنا مؤكدة هيدخل البلد خلال الايام الجاية أكبر صفقة سلاح ومخدرات البلد، واكيد الصفقة دي لو دخلت من قبل مانسيطر عليها هيكون كارثي 


أشار إلى الشاشة ليظهر بعض الأفراد 


دول اكتر الناس المشكوك فيها وطبعا دا استنادًا للمعلومات اللي وصلتنا 


تراجع باسم بظهره وأكمل :


- دا النمساوي وفي السجن هو بنته 


اتجه بنظره الى الشخص الآخر 


اوووه نعمان التميمي ..ودا مش عارفين نمسك عليه حاجة ..اومأ الظابط 


-بالظبط يافندم ..اتجه إلى اخر صورة وتوقف متسائلاً 


-مين دا ؟!


أشار الظابط إليه قائلاً ؟!


-دا نائب شعب سابقًا وصديق لنعمان التميمي تربطهم علاقة صداقة ، عايش في الوادي الجديد اسمه هادي الجيار،  ..تابع حديثه أثناء ظهور صور اخرى قائلًا:


--له بنت من دكتورة بيولوجية البنت شغالة مُدرسة انجليزي في مدرستهم الخاصةبعد رفضها شغلها بالجامعة، علشان تبقى قريبة من مامتها،  متجوز واحدة تانية بتكون اخت التميمي اسمها زهرة ، عنده ولد اسمه عزيز  شغال مع أبوه وهو اللي مسيطر على شغله وشغل خاله 


الشبكة دي أكيد بيرأسها اكتر من دول ..قالها أحد القادة المرموقين..


أشار قائد آخر على الصور التي أمامه


-دلوقتي فكرتك عجبتني ياباسم، لكن مين الظابط اللي يقدر يدخل بينهم من غير مايحسوا 


استند باسم على طاولة الاجتماعات وتحدث بإبانة:


-مش أنا صاحب الفكرة، ابن جواد الألفي هو اللي قالي على الفكرة دي، بس طبعًا هو اللي عايز يقوم بالمغامرة دي وانا مش موافق 


نظرات بينهم باعتراض 


-وليه الرفض!!، بدل هيعرف يحقق اللي عايزن نوصله ..توقف باسم واتجه الى الشاشة يشير على بعض الأشخاص


-اول حاجة علشان جاسر اتحرق قدام عزيز التميمي لما اتخطف بعد خروجه وعرفوا أنه ظابط وكمان عرفوا أنه مسك القضية لفترة، ثانيا ودا الأهم جاسر متهور يعني معندوش ضبط انفاعلي وممكن يخسر حياته مجرد أن مهمته تنجح ودا اكيد مش هوافق عليه 


تحدث أحد القادة الآخرين :


-جواد يعرف إن ابنه عايز يتولى المهمة 


-عرف ورفض ..وطبعا انا مع قراره 


قطعهم أحد القادة الأخرين..


-بس دا يعتبر الأعظم شئنا بينهما، لازم جواد يقتنع 


-عايز الظابط دا، وبعد كدا هنشوف ايه القرار اللي نقدر نوافق عليه ..القضية قضية وطن 



      الفصل السابع والثلاثون ج2 من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات