عشق لاذع
الفصل الواحد والثلاثون 31 ج2
بقلم سيلا وليد
بغرفة ياسين
خرجت بمنامة ناعمة باللون الأسود، رمقها سريعًا ثم استدار متجهًا للفراش قائلاً:
-لما أكون موجود ماتلبسيش كدا
جلست آمام مرآة الزينة تخلل أناملها بخصلاتها ثم رفعت الفرشاة وبدأت تصفف شعرها ونظرت من خلال المرآة
-مش من حقك تقولي ألبس ايه وملبسش ايه، بدل مش حرام خلاص اعمل اللي يعجبني..قالتها ونهضت من مكانها بعدما وضعت المرطبات على كفيها ووجهها
راقبها بنيران تقبع بصدره، نهضت متجهة إلى الشرفة ..هب من مكانه يجذبها من رسغها بعنف
-هتطلعي البلكونة كدا، مش شايفة نفسك لابسة ايه
نظرت لنفسها ثم رفعت عيناها له:
-ايه لابسة بيجامة محترمة انت اللي شايف كل حاجة بعملها مش كويسة
وضع كفيه على صدرها المكشوف ثم جذب حمالة بيجامته ينظر لعيناها المهتزة
-عايزة توصلي لايه، شايفة دي حاجة محترمة تقعدي بيها مع راجل في اوضة واحدة يااستاذة
حرك أنامله يجذب تلك الحمالة الرفيعة
دفعت كفيه بقوة وهدرت به
-دا لما اكون ضعيفة واخاف من واحد مجنون زيك، انا مش ضعيفة وليا حرية نفسي ، اعمل اللي يعجبني، والبس اللي يعجبني بدل مفيش حاجة تعيب فيا، انت قانونا وشرعا جوزي ياحضرة المحترم، قالتها وتحركت تجزب روبها ترتديه ثم رمقته بسخرية قائلة
-أما لو إنك ضعيف يبقى دا مش اختصاصي ياحضرة الظابط الهمام
دفعها بقوة على الجدار لترتفع أنفاسها من هيئته تلك واقترب يحاصرها هامسًا بهسيس:
-بلقيس خانو ناوية على ايه، اغرائتك دي متهزنيش، حتى لو قعدتي من غير هدوم ..قالها بابتسامة باردة مستفزة
لحظات ونيران تحرق صدرها من حديثه، فدنت منه تلف ذراعيها حول عنقه ورفعت نفسها تهمس له
-غلطان ياحضرة الظابط لانك مريض مش انا اللي افكر بالحقارة دي لشخص مابكرهش قده بحياتي، انا بكرهك ياياسين ..قالتها وتحركت سريعًا لتخونها عيناها تذرف دموعها، دلفت لغرفة أخرى، وهوت على الفراش تبكي بصمت تضع رأسها بوسادتها حتى لا يستمع لصوت بكائها..ضربت على الفراش
-غبية ياعاليا ملقتيش غير دا وتخليه
بالخارج دار بالغرفة كالمجنون يود لو يحطم الغرفة بالكامل ، ارجع خصلاته بعنف يصرخ وهو يركل كل ما يقابله وبدأ يثور بالغضب
-حقيييرة..استمعت إلى صرخاته تضع كفيها على أذنها تبكي بصمت
مرت الساعات سريعًا إلى أن جاء ذاك الوقت الذي سيصبح تدميرا لقلبها الهش جلست بشرفتها تنظر لهاتفها العديد من المرات، وضعت رأسها على ركبتيها تنظر بشرود ، وصلت عاليا إليها تمسد على خصلاتها
-هتفضلي قاعدة كدا كتير!!
اعتدلت تنظر للخارج قائلة:
-خلاص ياعاليا انقطع اخر أمل بينا، كنت اتمنى يجيلي ونرجع لبعض
جلست عاليا بمقابلتها
-جنى متنسيش باباكي هو اللي أصر على كدا
هزت رأسها واتجهت للداخل
-محدش قادر يفهمني،
مشفتهوش اخر مرة كان بيكلمني ازاي، دا مش الشخص اللي حبيته ابدا..نهضت قائلة:
عاليا هدخل انام مش عايزاكي تصحيني مهما يحصل..اومأت لها عاليا ثم تحدثت:
-أنا هرجع حي الألفي ، ياسين مسافر بكرة وطنط غزل زعلانة مني
تمددت على الفراش دون ، طالعتها عاليا بحزن ثم خرجت
باليوم التالي
عند جواد وجاسر
-يعني راكان بقى كويس ؟!
اومأ له قائلا:
-اه يابابا ، وتذكر بس هو بيعمل لعبة كدا ولسة هنشوف
نقر جواد بقلمه متسائلا:
طب وانت ناوي على ايه، عمك صهيب سافر يراجع مع دكتوره النهاردة ودي لعبت فيها علشانك، روح لمراتك حبيبي ولما يرجع هكلمه تاني
ارتشف اخر رشفة بقهوته ثم وضع فنجانه ونهض مردفًا:
-لا مش هرجعها، احنا كدا كويسين يابابا
يعني ايه يالا مش هترجع بنت عمك، النهاردة اخر يوم في العدة
احتضن كتفه وهتف بصوت أكثر ثباتًا:
-جاسر قدامك اربع ساعات بس وجنى مش هتعرف ترجعها تاني، عمك هيعند اكتر
تجمدت الكلمات على شفتيه، فتراجع للخلف ينزل يد والده، وكل مايصغاه له سمعه كلمات عمه
-اوعدني انك ماتحاولش تقرب منها
وريحني بورقة الطلاق يابني
تحرك تاركًا والده حتى لا يضعف أمامه وتنساب عبراته رغمًا عنه
هدر جواد بصوت مرتفع حتى توقف يواليه ظهره يكور قبضته مما شعر بنخر راحة كفيه من شدة ضغطه ..اقترب جواد منه
- طب هو عمك صهيب كلمك تاني، بعد مااتكلمنا
هز رأسه وتحرك سريعًا بخطوات ثابتة رغم حياته التي أصبحت خاوية لا تمت للحياة بصفة، استقل سيارته ورفع هاتفه يحاكيها لآخر مرة ولكن كالعادة تم حظر رقمه
اومأ رأسه يضرب على المقود بعنف ، يهذي بكلماته :
-إنتِ اللي جبتيه لنفسك، قاد سيارته بسرعة حتى من يرى سيارته يزعم بطيرانها ..وصل لمنزلها في غضون دقائق ، طرق الباب لعدة مرات ولكن لا يوجد رد
❈-❈-❈
ركل الباب بقدمه وهو ينظر لتلك الكاميرا هادرًا بها :
-قدامك خمس دقايق لو مفتحتيش الباب هكسره وهدخلك ومش هرحمك، نظر بساعة يديه يشير إليها من خلال الكاميرا
فُتح الباب وطلت منه تهمس له بتقطع
-جاسر!!
قالتها حتى هوت بين ذراعيه
حملها سريعًا متجهًا للداخل، وضعها بهدوء على الأريكة يمسد على خصلاتها ثم نهض يجلب لها بعض الأدوية عندما وجد إرتفاع حرارتها
-جنى حبيبتي ، قومي خدي الأدوية دي جسمك سخن
ساعدها بالجلوس وهي بين اليقظة والنوم تهتف اسمه بخفوت
-جاسر..انا تعبانة متسبنيش
حملها وصعد بها لغرفة نومها التي يحفظها ظهر عن عقب، ثم وضعها على الفراش بهدوء وهاتف الطبيب
حاوطت خصره تدفن نفسها بأحضانه:
-جاسر أنا تعبانة متسبنيش..مسد على شعرها قائلاً:
-أنا هنا حبيبي ارتاحي، أمسكت كفيه ثم أغمضت عيناها هامسة بين النوم واليقظة:
-بحبك..ابتسم يمرر أنامله على وجهها
-مالكيش خيار تاني اصلًا ياجنجون
بعد عدة ساعات كانت تغفو بأحضانه يمسد على خصلاتها بسعادة، كيف يحرم نفسه من تلك الجنة، مجرد وجودها بجانبه حتى بمرضها ولكنه سعيدا ، نظر بهاتفه ليشاهد الجميع بأماكنهم
انحنى يخطف كريزيتها يروي اشتياق روحه هامسًا لها:
-وحشتيني حبيبي، مجنونة ياجنجون قلبي بتعاقبي نفسك يعني افصلك التكييف دا علشان تحرمي تعاندي يامجنونة
استمع لرنين الباب ..لثم جبينها ونهض يعدل من وضعية ثيابها ثم جمع اشيائه متجهًا للخارج ، فتح الباب قابلته ربى بجوار تقى، أشار للداخل
-خليكوا جنبها عندي شغل، ومش عايز اقعد كمان علشان محدش يفهمني غلط ..تحركت تقى للداخل بينما اتجهت ربى إليه:
-يعني كدا خلاص..لثم جبينها متحركًا دون حديث..طالعت تحركه بحزن
-ربنا يريح قلبك ياحبيبي يارب
بمكان ينشر به الفساد وتجارة السموم اقتحمت رجال الشرطة وكر المهربين وحاوطت الجميع ودارت معركة عنيفة كانت الغلبة للشرطة
استولى جواد حازم وجاسر على الكثير من تلك الحبوب المخدرة
ضرب كفوفهما علامة على انجازهما فتراقص بحاجبيه
-ايه رأيك يالا انفع ولا لا..لكزه جواد بسعادة
-هتخطف مني الأجواء يابن خالي..رفع كتفه بتفاخر
-أكيد ايش جابك ليا يابني، دا كفاية اسمي تهز له الجبال
قهقه جواد متحركًا لسيارته
-ياخوفي يابدران نصحى على مصيبة من تخطيطك ..امسك ذراعه وهاتفه بجدية
-جواد عينك على اختك، طبعا مش محتاج اقولك المخدرات دي بكام ولا بتاعت مين، خلينا نسحبهم من غير مانأذي حد
ربت جواد على كتفه :
-الله المستعان ياحبيبي ، اكيد مش هيسكتوا بعد الضربة دي
أشار للعسكرين:
-تحفظوا على الجميع، ثم اتجه لأحد المجرمين
-محروس منورنا ياراجل، ليك وحشة
-جاسر باشا انا مظلوم هما بعتوني هنا غلط
سحبه من كتفه وهاتفه بغلاظة :
-هنعرف ياروح امك، دفعه لجواد ..الحفل عندك يابص، انا راجع بيتي وانت اتولى المهمة علشان يزودوك نجمة
-ولا ..انت رايح فين
أشار إليه قائلاً:
-كله تحت السيطرة، مش دا القسم وانت كبيري لازم احترمك ياحبيبي
ياله تحقيق من تحقيقات جواد الألفي ياوحش..قالها واستدار متجهًا لسيارته
عند جنى فاقت من نومها، استمعت لصوت التلفاز بالخارج ابتسمت بسعادة، بعدما اخترقت رائحته ملابسها، مررت أناملها على شفتيها:
-ياترى يامجنون جنى بتعمل ايه برة..نهضت بوهن تخطو للخارج وابتسامة عاشقة تزين وجهها تناديه
-جاسر..نهضت ربى تحمل ابنها واتجهت إليها
-حبيبتي عاملة ايه؟!
ضيقت عيناها متسائلة:
-فين جاسر ياربى..
حمحمت تطالعه بحزن واقتربت تشير لابنها
-شوفتي ايهم كبر ازاي ياعمتو، بيقولك انا زعلان منك
نظرات بأرجاء المنزل تائهة معذبة ونبضات قلب عنيفة تصفع قلبها فهمست بتقطع
-ابني تعبانة ومشي، اخوكي سابني تعبانة ومشي،، قالتها بدموع الخذلان، فاستدارت لغرفتها تبكي بقهر على قلبًا يعشقه بعدما ألقاها ببحر لجي من العذاب
اتجهت لغرفتها تغلقها خلفها وهوت خلف الباب تبكي بأنين جراحها من معذب روحها، دقائق جحيميه بعذاب العشق اللاذع، طرقت ربى على باب الغرفة خوفًا عليها
-جنى حبيبتي سمعاني ..أزالت عبراتها واجابتها
-هغير ياربى وانزل معاكي..قالتها واعتدلت متجهة لهاتفها وهاتفت والدها:
-بابا احجزلي هسافر معاك ..قالتها وأغلقت الهاتف تردد
-خليه يمنعني من السفر.
الصفحة التالية
الفصل الواحد والثلاثون
6
مرت الأيام ثقيلة على كليهما، هي بهروبها المضني لعذابها بالقرب منه وهو بفراقها المعذب لروحه..شهرين تحول فيهم لرجل الصمت الجيليدي
قررت معاقبته وسفرها مع والدها
اتخذت اقوى أسلحتها لعقابه أشد العقاب ..ابتسم ساخرًا فمنذ علمه بعودتها منذ يومين ومكثها بمنزل والدها وعدم خروجها سوى اليوم لعملها ، وعودتها في الصباح لمنزلهغ ارجع خصلاته وابتسامة هائمة على وجهه حينما رفرف قلبه من مجرد تخيله لأحتضانها..
توقف أمام مرآته يصفف خصلاته واتجه لعطره ليوزعه ومازالت ابتسامته العاشقة تنير وجهه، ارتدى ساعته التي أهدتها إياه بأحدى اعياد ميلاده، نظر لذاك الصندوق الصغير المزين الذي يحتوي على هديتها، ثم حمله واتجه لسيارته
وصل أمام الشركة بعد قليل و ترجل للداخل بهيئته الخاطفة، صاعدًا لمكتبها، كان يتحرك بخطواته الثابتة وهيئته الخاطفة إلى أن وصل أمام مكتبها متسائلاً :
-مدام جنى موجودة جوا
نهضت من مكانها واجابته بوقار
-أيوة يافندم في اجتماع مع الباشمندس يعقوب
رسم ابتسامة سمجة واستدار كالبركان
دفع الباب بغضب وجدها تجلس أمام يعقوب تضع ساقًا فوق الأخرى بتلك البدلة النسائية التي تظهر مفاتنها بسخاء
تسلطت عيناه على هيئتها التي اشتاقها حد الجنون، ولا يعلم كيف سيطر على نفسه من عدم جذبها لعصرها داخل أحضانه، رفعت عيناها واحتضنت العيون بعضهما بإشتياق ذائب بالقلوب ..صمتت الألسن وتوقفت عقارب الساعة ولم يسمع سوى نبضات القلوب التي اخترقت صدورهما
رددت بشفتيها المطلية باللون الأحمر القاني الذي اخترقتها نظراته ليفترسها
استمع لحديث يعقوب
-مرحبًا سيد جاسر، كنت اتناقش مع ابنة عمك ببعض المهام، اعتذر اقصد طليقتك
جن جنونه كالذي اصابه مسًا وهو يرى انفراده بملاكه، فهتف دون أن يعري حديث يعقوب أهمية قائلا:
-عايزك ...استعادت وعيها من حالة الهيام التي سيطرت على كيانها كاملًا ثم اتجهت إلى يعقوب ببصرها معتذرة
-آسفة يايعقوب ابن عمي دايما مفكر نفسه داخل سجن
-أنا قولت عايزك
قالها بنظرة قاتمة تحمل من التحذير مايكفي لها ثم رمق ذاك الجالس بسهامًا نارية وهو يرى إبتسامته البلهاء لها ود لو يصفعه على فمه ليتساقط صف أسنانه ..
توقفت أمام يعقوب معتذرة للمرة الثانية :
-آسفة مرة تانية، هشوف حضرة الرائد عايز ايه، ورجعالك
جذبها من رسغها بعنف خارجًا يصفع الباب خلفه بقوة، نزعت ذراعها بقوة اذهلته
-اتجننت ..ايه عايزك دي، قالتها وهي تتلفت حولها ترى النظرات عليهما..جز على أسنانه يحاوطها بذراعه بعدما حجزها على الجدار
-دي مقابلتك ليا بعد شهور، دي كلمة وحشتني
رفرفت اهدابها تحاول أن تخرج من سيطرته الطاغية
-بس إنت مش وحشتني يابن عمي ، بدليل ..بتر حديثها مقتربًا من شفتيها حتى أصاب جسدها بهزة عنيفة فهمست بتقطع
-جاسر متبقاش مجنون، اكيد مش هتبوسني صح
دنى أكثر لتختلط أنفاسهما
-وحياة الروج اللي فرحان بيه دا هعرفك الجنان صح
-ايه نسيتي اني مجنون ولا ايه ياحضرة المجنونة..ضغطت بكعب حذائها على قدمه حتى تراجع متأوها..المجنون محتاج يتعالج وهنا شركة محترمة..ياله ياحضرة المجنون بدل مااتصل بالعباسية
قالتها واستدارت تتحرك والكبرياء يعتلي بخطوات انثى دعست على قلبها فلم يجد سوى أنه وصل إليها صائحًا وفجأة دفعها لداخل أول مكتب قابله واقتنص قبلته عقابًا لها على تلك الكلمات وعلى تلك الشفاه المطلية بجحيم عشقه..هدأ قليلا من ضي عشقه ونشب بداخله اشتياق ضاري
مرت دقائق من الاشتياق ناعمة رقيقة بينهما كفراشات تتجول فوق الورد الجوري لتستمتع بألوانه ..تراجع يهيم بعيناها عشقًا من ارتجافة جسدها
جذب كفيها واتجه دون حديث بخطواته الواسعة يفتح باب سيارته قائلاً :
-اركبي ..توقفت تنظر إليه بحزنًا مبتلعة غصتها التي كانت كالعلقم
-نروح فين يابن عمي، جاسر ابعد عني ليه كل ما احاول اتعالج منك عايز تسحبني تاني
دفعها بالسيارة دون حديث واغلقها بعدما وجدها تحاول النزول وتهتف به غاضبة، ثم استقلها بجوارها يجذبها بقوة لأحضانه بيد ويقود السيارة بسرعة جنونية، بدأت تدفعه وتصرخ به
-جنى بطلي جنان، هنتعشى مع بعض بس، عيد ميلادك بكرة جيت احتفل معاكي اول واحد مش حاجة
أشارت له مهددة إياه
-نزلني مش عايزة احتفل معاك ياجاسر
دنى منها ورغبة متأججة بداخله يصمتها عن الحديث بطريقته ولكنه سيطر على نفسه قائلاً:
-قولت هنحتفل وهرجعك، من حقي بما اننا هنكون أصدقاء ممكن تسكتي لحد ما نوصل ..قطعت السيارة العديد من المسافات حتى وصلت لذاك المنزل الذي يقع بأرقى المناطق الهادئة على نهر النيل يحاوطه الكثير من الأشجار والورود
ترجل من السيارة اولا ثم اتجه إليها يبسط كفيه إليها ..نظرت حولها
-احنا فين وبيت مين دا..شبك أنامله بكفيها الرقيق مستمتعًا بوجودها
ولج لداخل الحديقة المضاءة بأضاءة خافتة ثم اتجه إلى الباب الداخلي يجذب مفتاحه من فوق صندوق قائلا
-المفتاح دا هيكون هنا دايمًا ، لو حبيتي في يوم تبعدي عن الدوشة وتيجي ترسمي هنا هتلاقي المفتاح دا
حاوط خصرها وبحر بعيناها هائمًا برماديته :
-لو حبيتي تدوري على قلبك برضو هتلاقيه هنا، ماهو معايا
تلك النبره الشجية التي أرسلت إليها ذبذبات بطعم الخمر الذي يذهب العقل وسحرت بسحره الخالص، حتى خدرت اعضائها وخاصة عندما ضمها لأحضانه يثبتها ينعم بقربها المغذي لقلبه
ولج للداخل ..نظرت حولها مذهولة بإستعداده لحفل خاص بهما ..قام بنزع جاكيت بدلته وقام بتشغيل موسيقى هادئة مع إشعال الشموع ذات الروائح العبقة، روائح العشق الدفين
بسط كفيه ليذهب بها لتناول الطعام الذي لم تمسه، ظلت تطالعه فقط ترسمه بإشتياق حتى انسابت عبراتها
-حاولت اهرب منك وسافرت رغم كنت مقررة مرجعش بس مقدرتش، كنت بتراود احلامي، وجعتني قوي يابن عمي
نهض يسحب كفيها واتجه يتراقص بها على نغمات نبض قلوبهما أولا ثم على نغمات موسيقى العاشقين ..لف ذراعيه حول خصرها الممشوق ووضع كفيها فوق صدره هامسًا لها:
-اسمعي واعرفي انا بتعذب قد ايه
همسه الضعيف أفقد توازنها حركت كفيها على صدره :
-عايز مني ايه ياجاسر، مش انت اللي بعتني ..جذبها بقوة يضمها وكأنه يريد انصهارها بين أحضانه قائلاً وعيناه تفترس ملامحها:
-أنا اللي موت علشان تعيشي ياجنى، حبيبك كل ليلة بيموت بدل المرة مليون من مجرد يفتكر انك مش جنبه
-علشان كدا طلقتني، علشان كدا حرقتني ببعدك ورمتني
انحنى عندما ألمه سؤالها وكأنها احرقته بحمرة لتئن روحه ، ولمس خاصتها واهه طويلة كانت ابلغ عن أي حديث تعبر عن مدى آلامه القابعة داخل صدره :
-جنى إنتِ لسة مراتي، انا رجعتك بعد شهر واحد بس، بعد ماعمي حكم علينا بالموت وطلب مني وعد، وقتها وعدته ماقربش منك وهطلقك دعيتها بنفسي بس شهر ياعمو مش اكتر
نظرت إليه نظرة اذابته رعبا وهي تدفعه بقوة :
-عايزة امشي، مش عايزة اقعد هنا ولا لحظة، ويبقى طلقني وابعت ورقة طلاقي ياحضرة الرائد
اصيب جسده بشلل في خلايا جسده من صدمة حديثها..
بحثت عن اشيائها تذكرت أنه سحبها من المكتب دون أخذ اشيائها ، اتجهت للباب هادرة بغضب:
-مش عايزة اي مكان يجمعنا تاني مفكرني بكدا هترمي في حضنك، تبقى غلطان يابن عمي، دول خمس شهور جحيمية وانا عايشة فيهم وكأني مش عايشة ..ضربت على باب المنزل وصرخت:
-افتح الباب دا....أشعلت جسده بلهيب مستعر حتى شعر لو طالتها لأحرقتها، اتجه إليها يجذبها بعنف من ذراعيها
-بقولك أنتِ مراتي دلوقتي ، يعني مفيش خروج من البيت دا، هنبعد عن الكل زي زمان
حاولت الانفلات من قبضته إلا أنه كان المتحكم الأقوى يجرها إلى أن وصل لغرفتهما بالأعلى ودفعها صائحًا بغضب
-عايزاني اعمل ايه والكل بيضغط عليا، عايزة تعرفي عملت كدا ليه ، علشان متهدد بيكي يامدام ، خوفت لاخسرك كان لازم أرتب كل حاجة
-مش عايزة اسمع حاجة بقولك سمعتني عايزة ارجع بيتي .
أشار إليها مهددا وهدر بغضب:
.هاروح اجيب الاكل والحاجات اللي مجهزها تحت لحد ماتروقي سمعتي
ضربت قدمها بالأرض وهي تسبه بعدما تركها واغلق الباب خلفه قائلاً:
-مجنونة بس بموت في باب المجانين
ابتسامة فلتت منها رغمًا عنها، فتحركت لداخل الغرفة تبحث بعينها عن أي شيئا تفتح به الباب
وجدت ملابسها بركنًا من الخزانة، وكل مايخصها، ابتسامة عاشقة بقلبها قبل عينها، لمست ملابسه تستنشقه بعنوان عاشقة متمردة ، ثم تلمست اشيائه بالكامل ورائحة عطرة تقربها إلى أنفها مستمتعة بعبقها
الصفحة التالية
الفصل الواحد والثلاثون
7
كان ينظر بشاشة هاتفه على أفعالها، لم يعد لديه قدره على الاشتياق فلقد فاق العشق حدود الصبر فوضع كعكة عيد ميلادها وبعض الفواكه وصعد يدندن أغنيته المفضلة
كن منصفاً يا سيدي القاضي
ذنبي انا رجل له ماضي
تلك التي امامك الان
كانت لدي اعز انسانة
واحببتها وهي احبتني
صدقاً جميع الهم انستني
صارحتها وقلت مولاتي
كثيره هي كانت علاقاتي
قالت حبيبى دع الماضي وقبلني
بين ذراعيك انا الكل
فانا لي الحاضر والأتي
كن منصفاً ياسيدي القاضي
تخونني لغتي وألفاظي
إن الذي أمامك الآن
أشبعنى ظلم وحرمان
وصلت إليه بخطوة وعيناها تطلق سهامًا نارية ، وضع الطعام فجذبته من قميصه
-إنت هتستهبل ياحضرة الظابط
لف ذراعيه حولها وبدأ يتمايل معها مدنداً أغنيته
ابتسمت على جنونه تلكمه بصدره
-جاسر بطل استفزاز وروحني
-ويرضيكي تموتي جاسر اكتر ماهو ميت ياجنى..نزع حجابها ثم قام بفك زر بدلتها النسائية لينزعها بالكامل،
جذب كفيها قائلاً :
-شوفي ايه رأيك في التورتة دي، من امبارح وأنا بعمل فيها..أوقفها أمام الكيك ورفع كفيها بعدما حاصرها بجسده يضع السكين بكفيها
-ياتقطعي التورتة وتتمني أن حياتنا تحلو، ياإما تغرزي السكينة دي في صدري وتريحينا احنا اللتنين
جذبت السكين وتعمقت بعيناه
كانت هائمة بقربه المهلك لروحها، فتحدثت بتقطع ..
-مقدرش اوجعك، أطبق على جفنيه ووضع يديه فوق يديها وهتف
-عايز شمعة تنور حياتنا ياجنى لو سمحتي، انا تعبت، حرك السكين إلى الكيك ثم أشار على الشموع
-اطفي الشمع ..انحنت تنفخ به حتى انطفأ بالكامل ..مسد على خصلاتها يجذب رأسها لأحضانه بحنان
-كل سنة وانتي في حضني وبس ، مش عايز غير كدا
أخرجها ينظر للكيك
قطعيها ودوقيني والله أنا اللي عملها
ابتسمت له وهتفت
-قطعها معايا ..أمسكا السكين وقاموا بتقطيعها، تناول قطعها يضعها بفمها
أغمضت عيناها تستمتع بتذوقها قائلة
-طعمها حلو..مرر إبهامه على شفتيها التي بها آثار من الشيكولاتة ، ثم دنى يهمس لها :
-عايز ادوق الشيكولاتة بالكريز
استدارت تجذب قطعة تضعها بفمه بعدما علمت بخبث نوايا
-اهي ياحبيبي كريز بالشكوليت والمانجو..امال بجسده ليتناولها ولكنه جذب رأسها ليتناول كرزيته بطريقته الخاصة
دفعته بقوة متراجعة للخلف
عندما احست بوجع يغزو اضلعها:
-أنا لسة زعلانة وموجوعة منك أوي ياجاسر ، مش قادرة اسامحك على اللي عملته ..خطى إلى أن وصل إليها
وضمها يدفنها بأحضانها
-ألف سلامة عليك من الوجع حبيبتي
جذبها يجلسها بأحضانه، ورفع أنامله يخللها بخصلاتها يضم رأسها لصدره
-جنى سامحيني والله غصب عني
شهقت بصمت تضع رأسها على كتفه،وحرب شعواء بين القلب والعقل،
لم يتركها لعقلها حينما اردف:
-جنى وحشتيني قوي حبيبي ، أغمضت عيناها بإستسلام لسطوة عشقه ، صافعها عقلها بقوة..لاحظ ارتجاف جسدها من أثر حديثها فاستند جبينه فوق جبينها يستنشق عبير أنفاسها
واتسعت ابتسامته يرفع وجهها حلو التقاسيم عندما أغلقت عيناها تهرب من محاصرة عيناه،
-جنى افتحي عيونك، وحشوني، جنى اتأكدي انك اغلى من روحي
فتحت عيناها ورفعت كفيها تلمس وجنتيه ...تاه ببنيتها يعترف لها كم هو المجنون بعشقها، عيناه تحكي الكثير والكثير ، ناهيك عن شفتاه التي بدأت تعزف سيمفونية خاصة من ترانيم عشقه الضاري، ضعفت بحوزته وسيطرته فحركت شفتيها تغرد له بكلمات الاشتياق الممزوجة بالعشق ككروان يعزف اعذب ألحان العشق ..عشق خاص لهما وحدهما، توقف الزمن من حولهما من جمال اللقاء
شعور بالهدوء غلف الأجواء حولهما بعدما استكانت القلوب المتعبة من الهجر والاشتياق، تنهيدة محملة بلوعة العشق اللاذع وهو يراها تدفث نفسها بأحضانه ذاهبة بنومها
صمتًا عميقًا محملًا بقوة العشق التي بالقلوب ..مسد على خصلاتها واستند على ذراعه يرسمها ك فنان ، قمر منير يلمع بسماء عشقه
انحنى يقطف كريزتها هامسًا ببحته الرجولية
-بحبك بعدد نبضات قلوب البشر ياجنة حياتي ..ظل لعدد من الدقائق حتى
غلبه النوم فغفى رغمًا عنه
بعد عدة ساعات استيقظت وجدت نفسها محاصرة بجسده ، ابتعدت بهدوء متجهة للمرحاض بعدما فاقت من سحر عشقه .. دقائق لم تعلم كيف خرجت وارتدت ثيابها متجهة للخارج سريعا قبل ايقاظه
هرولت تبحث عن مفاتيحه وخرجت من باب البيت تستقل سيارته هاربة سريعا وعيناها تدفع الدمع بالدمع
وصلت لمنزلها بعد فترة وولجت للداخل تلقي نفسها على الفراش تبكي بنشيج ..
دلفت عليا على صوت بكائها تنظر إليها بذهول :
-جنى كنتي فين وليه بتعيطي
ألقت نفسها بأحضانها تبكي
-عايزة اموت ياعاليا عايزة اموت ، مش قادرة اعيش من غيره ولا قادرة أقرب منه تعبت والله تعبت
-اشش اهدي ياحبيبتي وقوليلي ايه اللي حصل لدا كله ، كنتي مع جاسر، انا كلمت ياسين قالي انك ممكن تكوني معاه لما قلقت، معرفش كلمه ولا لا
تمددت على الفراش قائلة :
-سبيني لوحدي لو سمحتي
استمعت لرنين هاتفها فاتجهت إليها
-ياسين جه تحت لسة راجع من العريش العصر ومصر اكون في حي الألفي وهو هنا
أشارت لها بالخروج :
عند جاسر
استيقظ يفتح عيناه بإرهاق ، ابتسامة زينت وجهه وهو يهمس
-جنجون فينك..نهض من مكانه يبحث عنها قائلاً:
-حبيبي أنتِ في الحمام ، دفع الباب بعدما لم يستمع لرد . ظل يجوب الغرف بالكامل واتجه للأسفل يبحث بالمطبخ ولكن تسمرت قدميه وشعر بدوران الأرض كأن نبضات قلبه توقفت عندما نظر للخارج ولم يجد سيارته
هوى على المقعد دون حركة، كأن أنفاسه سبحت وعالمه انهار حوله فلم يعد لديه قدرة على شيئا ..ارتفعت أنفاسه يهز رأسه
-لا مستحيل تعمل فيا كدا، ازاي يعني هي اختارت الفراق الأبدي ..ليه ياجنى
نهض وبدأ يحطم كل ما يقابله حتى خارت قواه بالكامل فهوى جالسًا وكيفيه الذي لم يشعر به ينساب دمائه
بعد عدة أيام
خرج ياسين من الحمام يبحث عنها وجد ورقة تحت هاتفه
-أنا خرجت مع جنى بتجهز معرضها
كور قبضته على الورقة حتى تمزقت يهمس بفحيح
-وربي لأعلمك الادب، بتبلغيني بعد ما تمشي، ماشي ..قالها متجها يسحب ملابسه بعنف حتى سقط امامه إحدى الأشرطة العلاجية
امسكه ينظر به ثم تناول هاتفه وقام بوضع اسمه على الهاتف
رعشة قوية أصابت جسده وهو يردد
-اجهاض..دقات عنيفة حتى شعر بتزلزل الأرض تحت أقدامه مرددًا
-يعني هي حامل، حامل ازاي ، ومن امتى، معقول ليلة واحدة، ولا يكون
استغفر ربه
-لا عاليا مش كدا ..لا هي مستحيل تكون كدا، آه صرخ بها وهو يلقي قنيه عطره بزجاج المرآة ثم اتجه كالمجنون
وجمع اشيائه واتجه لسيارته كالمطارد
عند جاسر ..هاتفه والده
-تعالى على الشركة، لازم تكون موجود، اغلق الهاتف دون رد
زفر جاسر ينظر بهاتفه وقاد سيارته متجهًا للشركة:
-فيه جديد يابني
-أيوة ياباشا، فيروز قاعدة في شقة قديمة بتاعة باباها، صمت لحظات واردف
-نعمان التميمي جالها امبارح قعد حوالي عشر دقايق ونزل وشكله كان غضبان
نظر للطريق قائلا
-وغيره...تابع الرجل حديثه
-مدام جنى..توقف بالسيارة
-مالها؟!..فيه حد بيتردد على مرسمها الجديد، شكله راجل اعمال وتقيل
-يعني ايه وضح؟!
-اول مرة كان المعرض مقفول وسأل على الافتتاح وبعد كدا مشي
امبارح وهم بيجهزوا في المعرض شوفته هناك استغربت وجوده، بس
صمت للحظات فصرخ به
-انطق بتنقطني!!
-عز باشا كان هناك وشكله عارفه، وكمان حضرة اللوا
-اقفل ..قالها جاسر وتحرك بسيارته
-جواد هبعتلك صورة عايز كل حاجة عنه خلال ساعتين
زم جواد شفتيه قائلًا:
-والله يابني انا اللي رئيسك مش انت خالص يابن خالي
-جواد اي معلومة لو بسيطة تبعتهالي
هعدي عليك بالليل
بالشركة توقفت بجوار عز وقامت بالتوقيع قائلة:
-لازم امشي يازيزو عندي ميعاد مهم وانت احضر الاجتماع ، قبلته على وجنتيه وتحركت
خرجت من الشركة كانت عاليا تنتظرها فهاتفتها :
-امشي قدام هتلاقيني بعد الشركة على أول الشارع، مش عايزة المحروس جوزي يشوفني عرفت أنه جاي
قهقهت عليها عاليا وهي تتحرك إليها ومازالت تحادثها..ناداها فارس
فأشارت بيديها له :
-هشوفك بعدين سلام..
وصل جاسر أمام الشركة فترجل من سيارته، وصعد سريعًا لمكتب أوس
فين الورق دا ، لازم امشي خلال عشر دقايق
نهض أوس قائلاً:
-هجيبه من عز وأشوف جنى وفارس مضوا ولا لا
-ليه هي جنى هنا..تسائل بها
-اه كانت هنا ولسة خارجة، قولتلها انك رجعتها
نفث سيجاره وتحدث:
-اه وهطلبها في بيت الطاعة بنت صهيب بس اخلص من القضية
قهقه أوس وهو يتحرك للخارج
-والله اتنين مجانين، بس بحبك وانت مسيطر ياحضرة الرائد
اتجه للنافذة ينظر للخارج وجدها تخرج من الشركة وتهاتف احدهما، كور قبضته يلكم النافذة بغضب حتى تساقط زجاجها، ..ولج أوس على صوت التحطيم
-يعني اليوم اللي هتيجه مكتبي هتكسره، امشي روح مش ناقص جنان
تحرك سريعا متجها خلفها، يريد أن يعلم لماذا خرجت من الشركة دون سيارتها..هرول سريعا وجدها تقف مع عاليا ..جحظت عيناه من ضحكاتهما المرتفعة..جز على نواجزه متجها إليهما :
-اعمل فيهم ايه الاتنين دول اخرتهم على ايدي، رفع هاتفه يهاتف ياسين
-تعالى لم مراتك، عرفت دلوقتي مين بيقوي البت دي عليا
ضيق ياسين عيناه متسائلًا
-تقصد إيه ؟!
قام بتصويرهما وأرسل الصورة
-دي جاية تعمل إيه هنا، انا بحذرك لمها بدل ماانا اللي ألمها
-تحرك بسيارته بسرعة جنونية:
-جايلك ياعاليا وياويلك مني
قام جاسر بمهاتفة جنى ..نظرت للهاتف بذهول فمنذ ذاك اليوم ولم يحاكيها ..لحظات كاعوام مرت عليها وهي ترفع الهاتف وتجيبه
-نعم ..انتي فين ومروحتيش ليه بعربيتك ..استدارت تنظر لوقوفه أمام سيارته، طالعته بحزن وهي تراه متجهًا نحوهما،..حاولت السيطرة على نفسها حتى.وصل إليها
-رايحين فين ؟!..تسائل بها ببرود
دققت النظر بعيناه ولكن تلك النظارة منعت رؤيتها لعيناه فاقتربت منه
-عامل ايه ؟!
تراجع خطوة ينظر لعاليا قائلاً:
-عاليا بلاش تمشوا من غير حراسة ، علشان محد ش يضر فيكم ..قالها واستدار متجهًا لسيارته، أسرعت خلفه
-جاسر..أطبق على جفنيه يحسب أنفاسًا هادئة ثم استدار إليها
-فيه حاجة ؟!
-لازم نتكلم نظر بساعة يديه ثم رفع نظره لعاليا قائلا
-مبقاش فيه حاجة نتكلم فيها ..قالها وتحرك
❈-❈-❈
رأت عاليا سيارة ياسين ، فجذبت جنى التي توقفت تنظر لذهاب جاسر
-جنى ياله ياسين جه ..استدارت متجه لسيارتها وجدتها تنظر من المرآة على سيارته قائلة:
-معرفش دا ايه اللي جابه النهاردة
ابتسمت جنى بمناكشتها
-بيحبك ياقطة، الواد جه زاحف..ارتدت نظارتها متجهة لسيارتها
-اعرفي ياسين هيجي ورانا وانا بتخنق من ولاد عمي فلو جه هنزلك
مطت عاليا شفتيها قائلة:
-طيب هنروح مشوارنا، بس تعرفي تعومي ونهرب منه ، اصلي اشك أنه هيقنع جاسر
قهقهت عاليا بصوتها حتى التفت المارة إليهما فوضعت كفيها على فمها
-وحياة ربنا شكلك ناوية على علقة من ملك الهكسوس هو بيضرب الكل مش بيهمه
استمعت لطرقات على زجاج السيارة ..جحظت عيناها تنظر لذاك الذي وضع سلاحه على رأسها ، بعدما استقل السيارة بالخلف
-جاي اخطف واحدة ، لقيت الاتنين ..صلاة النبي احسن، نظر للرجل الذي بجواره
-انزل سوق العربية، واللي تتحرك منهم موتها على طول،..لكزها بسلاحه انزلي انت وتعالي جنبي هنا
استدارت عاليا كالقطة الشرسة
-دا انت مش بترحم بقى، وعايز فعلا اضربك بالجذمة..دنى يجذب رأسها يهمس لها
-حسابنا لسة متصفاش، ولو عايزة اللي جانبك عايشة تعملي اللي بقولك عليه
نظر بمرآة السيارة معنف الرجل
-امشي بسرعة حضرة الظابط جاي علينا، والله شكلي هدلع على الاخر النهاردة..رمقه خالد بإستخفاف
-عايز أشوف المحروس اللي نافخلي صدره هيعمل ايه لما يعرف حورية الجنة معايا..
ولا إيه يامدحت معانا جوز كناريا، يذلذلوا الجو..اسحب يامدحت بسرعة، قالها بضحكات مرتفعة
دفعته جنى بقوة تفتح باب السيارة تصرخ بصوت مرتفع
استدار جاسر سريعًا عندما استمع لصراخها باسمه
"جاسر"