رواية الحلم والسراب الفصل السادس عشر 16 والسابع عشر 17 بقلم ايمان عطية


رواية الحلم والسراب

الفصل السادس عشر 16 والسابع عشر 17

بقلم ايمان عطية

خرجت من غرفة المدرسين وطلعت في الحوش قلت أقعد أريح أعصابي بعيد عن قليل الذوق اللي بدال مايهنيني بفوز فصلي في المسابقة.. قاعد يهلفط بالكلام… منه لله ماسابنيش أفرح بالفوز وعكنن عليا بكلامه اللي زي السم… بس يستاهل إني دايقته وسبته علي نار ماريحتوش ولا رديت عليه…. 


سمعت صوت أقدام حد جاي ناحيتي… قلبي اتقبض فكرته جاي ورايا يغلس عليا.. إلتفت ورايا وعنيا بتطق شرار وكنت مستحلفاله أديهمله في جنابه… بس لقيته إيهاب…


 بسرعة حاولت أغير ملامح وشي اللي مليانة غضب… وبالعافية قدرت أداري غضبي وبصيت لإيهاب مستغربة جاي ورايا ليه…


 لقيته بيعتذر بكل ذوق واحترام عن اللي عمله زميله… قولتله مفيش داعي للأسف.. وانت ذنبك أيه تعتذر عنه…. هو إنسان قليل الذوق… 


_ بصراحة أنا مستغرب ياأستاذة نجوي… زياد مش كدة خالص… هو بس تلاقيه واخد على خاطره إنك رفضتي تشيلي معايا الحصص بتاعته وهو في الأجازة. 


_ أنا مش مجبرة أشيل بداله ياأستاذ إيهاب… مع إن ده مش طبعي إني أرفض مساعدة حد… لكن مش أي حد. 


_ عموما انا بس محبيتش أشوفك متدايقة… إنتي من حقك تفرحي بالفوز في المسابقة وخفت اللي حصل يعكر عليكي فرحتك… بعد إذنك… 


سابني ومشي وخلاني أستغرب جدا… في حد ذوق كدة… صحيح صوابعك مش زي بعضها على رأي ماما… بس ازاي الإنسان الذوق المحترم ده.. يصاحب واحد فلتان زي زياد…. فعلا… ولله في خلقه شؤون. 


جرس الحصة ضرب ورجعت الغرفة عشان أحضر الدرس للحصة اللي بعدها.. لقيت الننوس قاعد ومندمج قوي في الكتابة… لمحت بطرف عيني إنه بيكتب في ورقة بردوا… استعجبت هو مش بيهمد… بردوا بيكتب رسايل كالعادة… بني آدم تافه…


 تجاهلته وقعدت بعيد عنه خالص وفتحت الكتاب عشان أحضر الدرس… شوية ولقيت نسمة جاية…


 قعدت جنبي… قعدت تنكشني كالعادة بدمها اللي زي العسل… كانت أقرب واحدة ليا في المدرسات.. بصراحة كلهم كانوا طيبين وعشريين وعلاقتي كانت حلوة معاهم كلهم….


 بس نسمة كانت الأقرب لقلبي.. هي من نفس سني…


 متجوزة من تلت سنين وربنا مارزقهاش بأولاد.. جاية الكويت تشتغل هي وجوزها عشان يقدروا يوفروا تمن عملية عشان تخلف…


 بنت حبوبة ودمها خفيف وبسيطة تدخل القلب بسرعة… قعدت تنكشني عاوزاني أحكيلها حكايتي…


 قولتلها هحكيلك والله بس مش دلوقتي عشان مش رايقة.. ومش عاوزة أقلب المواجع دلوقتي…. مش طالبة نكد كفاية عليا النكد اللي أنا فيه… 


_ نكد أيه بقا دانتي المفروض تكوني فرحانة.. فصلك أخد المركز الأول ماشاء الله.. 


_ طب سيبيني بقا يانسمة أحضر الدرس قبل الحصة ماتخلص. 


_ طيب ياستي هسيبك… واحضر درسي أنا كمان.. بس ليكي زنقة يانجوى وهتحكيلي يعني هتحكيلي.


مر اليوم الدراسي على خير… وبعد كام يوم كنت في الحوش قاعدة تحت الشجرة الكبيرة اللي بحب اقعد تحتها.. جات نسمة قعدت جنبي وسألتني. 


_ قاعد لوحدك ليه ياجميل ياجميل ياجميل ياللي هويتك… ده الحب في الأيام دي قليل وانا حبيتك… هههههههه 


_ هههههههه فايفة ورايقة وبتغني كمان… ياااابختك. 


_ ياستي فكيها محدش واخد منها حاجة… مالك يانوجا كنتي سرحانة في أيه. 


_ ماما وبابا وحشوني جدااا… وسامية أختي كمان وحشتني أوي… زمانها مقربة تولد…. كان نفسي أوي أكون جنبها في الوقت ده.. وغصب عني دموعي نزلت… نسمة قربت مني وحضنتني جامد وفضلت تطبطب عليا. 


_ هوني علي نفسك ياحبيبتي ومتزعليش… طب مينفعش تنزلي أجازة تتطمني عليهم وترجعي؟ 


_للأسف مينفعش خالص الأيام دي. 


_ طب ليه؟ عشان يعني لسة مكملتيش سنة شغل؟ 


_ مش بس كدة… مش عاوزة أنكد عليهم وازعلهم.. مش عارفة أجيبهالهم ازاي. 


_ هي أيه دي اللي تجيبيهلهم ازاي… انتي مخبية عنهم أيه؟ 


_ مانتي متعرفيش اللي حصل لي…. 


المهم حكيتلها حكايتي كلها باختصار. 


_ ياااااه عالقسوة… حبيبتي يانجوى أتاريكي دايما مهمومة وسرحانة… بس احمدي ربنا والله انك عرفتيه على حقيقته وانتي لسة عالبر. 


_ بر أيه يانسمة… ده أخدني من أهلي وعشمني بالأمان والحب والسعادة وحطني في وسط البحر وسابني ومشي… لا منه فضل معايا ولا منه سابني عالبر مع أهلي … ياريتها كانت رجعتله قبلها بيوم واحد بس.. كان هيبقة عندي أهون… على الأقل ماتتحسبش عليا جوازة… شيلت لقب المطلقة العذراء بعد أسبوع جواز. 


_ معلش يانوجا يمكن ربنا له حكمة في كدة… لعله خير… وبعدين كفاية ان اللي حصل ده كان السبب اننا نتقابل ونبقة أصحاب واخوات والا مكنتيش عاوزة تعرفيني هههههه. 


_ على رأيك… والله ربنا كريم فعلا وأكرمني بيكي إنتي وروضة. 


_ شوفتي بقا.. وبعدين محدش عارف الخير فين.. وكمان بيقولوا في السفر سبع فوايد… منهم أنا طبعا… وكمان أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا يعني… وإن شاء الله ربنا يعوضك باللي أحسن منه.. 


_ لالالا أنا كرهت الصنف زي مابيقولوا… ده نصهم يبانلك محترم ويتحب ويخدعك بمظهره الجذاب… والنص التاني واضح.. مكتوب على وشه إنه مايتعاشرش… زي الأفندي اللي ماشي هناك ده….( قلت كدة لما لمحت زياد ماشي في الحوش وانا بتكلم). 


نسمة بصت شافته وادورتلي بتعجب. 


_ تقصدي مين؟ زياد؟ ليه كدة ده حتى زياد جنتلمان وحبوب ومحترم جدا… أنا مش عارفة انتي ليه مش طايقاه. 


_ بقولك أيه يانسمة… أنا سيرة البني آدم ده بتعفرتني… كل مابشوفه ببقا عاوزة أفرغ غيظي من أحمد فيه هو.. 


_ هههههههه طب ليه.. وهو ذنبه أيه. 


_ هو كدة وخلاص… بقولك أيه… أنا قايمة وسيبالك المكان… عندي حصة كمان ربع ساعة…. سلام 


_ هههههههه سلام. 


دخلت في طريقي لغرفة المدرسين أجيب حاجة لحد جرس الحصة مايضرب.. لقيت البارد زياد واقف على الباب تقريبا مفيش منفذ أدخل منه… كان ضهره ليا وواقف مع واحد أقصر منه مش باين أصلا… فضلت مستنية يتحرك والا يوسع عشان ادخل.. مفيش… اتعصبت وقلت بصوت منفعل. ممكن توسع لو سمحت… لقيته نط واتدور والخضة باينة على وشه.. اتنطر من مكانه وبعد خالص عشان ادخل.. بس لقيته بيقولي (مفيش أسلوب أفضل من كدة نتكلم بيه؟) رديت بعصبية (ونتكلم ليه أصلا؟) رد ببرود (فعلا عندك حق.. ملوش لزوم الكلام) وسابني ومشي. 


قلت بصوت واطي (باااارد) لقيته رجع تاني وقاللي بكل سماجة (شكرا لذوقك) 


إتعصبت منه جدا بس كتمت غيظي.. بصيتله وعنيا بتطق شرار بس مانطقتش… 


دخلت قعدت وكانت اعتماد قاعدة وشافت كل حاجة… قالتلي مالك يانوجا متعصبة من أيه خلاكي تحطي همك في زياد… ملكيش حق… بس إهدي كدة وهو إن شاء الله مش هيزعل منك وهيقدر إنك متقصديش… رديت عليها (يزعل والا يتفلق.. انتو ازاي بتخافوا على مشاعره كدة… ده واحد تافه.. ردت اعتماد وقالت


_ هههههههه زياااد؟ واضح فعلا إنك متدايقة جامد… أنا هسيبك لما تهدي… 


_ مين دي اللي تهدا. (قالتها رضوى وهي داخلة علينا) 


إعتماد : قصدي علي نوجا الظاهر متدايقة من حاجة ومش طايقة تتكلم حتي. 


رضوى: ليه كدة… مالك يانوجا مين اللي مزعل الجميل. 


أنا : لا ولا حاجة سلامتك يا رضوى. 


رضوى : سمعتوا آخر الأخبار… زياد رجع من الأجارة… أكيد يوم والا اتنين ويرجع ياخد أجازة تاني وتعك على دماغنا عشان احنا اللي بنشيل حصصه أنا ونبيلة. 


أنا : يووووه يادي النيلة مابلاش سيرة الزفت ده.. 


إعتماد: هههههههه لأ دي رضوي بتتكلم على زياد دراسات مش زياد عربي. 


أنا باندهاش: مش فاهمة. 


رضوى: أصل المدرسة فيها اتنين زياد يابنتي… واحد بيدي دراسات والتاني لغة عربية.. إنتي ازاي متعرفيش… آاااه ماهو زياد دراسات مبيلحقش يظهر وبيختفي تاني… مقضيها أجازات من كتر السهر والخروج ربنا يهديه. 


الدنيا لفت بيا وقلت معقووول.. يعني ده زياد اللي زمايله كانوا بيتكلموا عنه.. والتاني مظلوم؟ لالالا مظلوم أيه.. تلاقيهم الاتنين شبه بعض في الإسم والطباع. 


إعتماد: سرحانة في أيه يانوجا… 


_ هاه.. لا ولا حاجة. 


جرس الحصة رن… أخدت أدواتي وقمت على حصتي. 

الحلم والسراب

 بقلمي إيمان عطية 


الحلقة السابعة عشر


كنت في السكن قاعدة بقلب في الفيسبوك شوية… وفي جروب المغتربين في الكويت شوية… قريت منشورات كتير منها لناس منزلة المنشورات بإسمها الحقيقي… وناس بأسماء مستعارة.. وناس تانية منزلة المنشورات بحساب مجهول الهوية…


 ولفت نظري منشورات كتير لواحد مسمي نفسه (أسير الماضي) منشوراته جميلة جدا… كلها حكم ومواعظ وتأملات…. منشوراته كلها هادفة وممتعة بنفس الوقت… أثار فضولي لدرجة إني دخلت صفحته الشخصية وقعدت أقرا منشوراته وعملتله متابعة…. 


 لقيت اتصال من روضة… فتحت عليها وبدأنا الكلام. 


_ إنتي يابنت ياوحشة انتي هو انا لازم اتصل بيكي عشان تطمنيني عليكي… فينك… وأخبارك أيه… 


_ والله عارفة إني مقصرة معاكي ياطنط بس مفيش جديد والله… وبعدين مبتزهقيش مني.. منا عندك مرتين في الأسبوع. 


_ لأ ياستي مبزهقش منك… وبعدين اليومين دول مايتحسبوش.. دول بتوع سيف.. وانا يادوب بشوفك عالماشي… أنا عاوزة عالأقل يوم بالأسبوع يكون ليا أنا… نقعد ونرغي مع بعض. 


_ بس كدة.. والله ياطنط دنا اللي محتاجة اقعد معاكي ونتكلم… إنتي عارفة غلاوتك عندي.. 


_ خلاص تعالي دلوقتي… سيف ربنا هاديه وبيذاكر في أوضته.. لو سبته وجيتلك هيسيب المذاكرة وينزل يضيع اليوم في الجيم. 


_ هههههه خلاص ماشي… نص ساعة وهكون عندك إن شاء الله. 


قمت لبست ونزلت روحت لروضة… فضلنا نرغي ونضحك ونهزر واتكلمنا في كل حاجة.. وشوية ولقيت روضة بتقولي.. 


_ آه بالحق… مبارك فوز فصلك بالمسابقة… برافو عليكي والله… أيه الشطارة دي… إزاي قدرتي تفوزي علي اتنين من أشطر المدرسين في المدرسة وانتي لسة أول مرة تشتغلي بالتدريس… بجد بجد شابوه ليكي يانوجا… رفعتي راسي والله. 


_ هههههههه الله يبارك فيكِ حبيبتي… أنا معملتش حاجة والله… الطلاب هما اللي ماشاء الله عليهم شاطرين واستيعابهم جيد… وبعدين تقصدي مين أشطر اتنين مدرسين دول… الأستاذ إيهاب ماشي أنا معاكي لكن التاني ده الواحد مش محتاج مجهود علشان يفوز قصاده.. 


_ هههههههه مين ده؟ زيااااد؟ يابنتي دي علاااامة في اللغة العربية… بس تلاقي تعبه هو اللي أثر عليه. 


_ هههههههه علاااامة مرة واحدة… بأمارة أيه… دانتي بنفسك قولتيلي إن سيف مش بيفهم منه حاجة.. ودلوقتي بتقولي علاااامة؟ 


_ أيوة فعلا علاّمة ونابغة كمان… ومش معنى إني قلت إن سيف مش بيفهم منه يبقا أنا كدة بقلل منه…. إطلاقا…


بس هو له طريقة معينة في الشرح.. سيف إبني أنا معوداه من صغره إني ببسطله المعلومة عشان يفهمها… وللأسف اتعود على كدة… وده مسببله مشكلة في كل المواد تقريبا… يمكن المواد اللي بيشرحها مدرسات بيفهمها أكتر من المواد اللي بيشرحهاله مدرسين رجالة… وللأسف أنا السبب… الواد علشان اتعود على شرحي ليه… بقا بيفهم من الستات أكتر هههههه … والدليل أهو… يادوب شرحتيله كام حصة… بقا يجيب الدرجات النهائية في التعبير والنحو والنصوص وكل فروع اللغة العربية وكمان حصل على أكبر درجة بين المتسابقين بتوع فصله…. مالك يانوجا سرحانة في أيه… 


_ هاه…. سرحانة في كلامك. 


_ هههههههه ليه؟ مش مصدقاني بردوا؟ 


_ لا أبدا مصدقاكي طبعا مع إني مستغربة جدااااا. بسسسسس… 


إنتي بتقولي لولا ظروف تعبه؟ قصدك أيه؟ 


_ أبدا ياستي…. سيف من فترة كان زعلان عشانه… قال إنه كل شوية يدوخ ويجيله صداع وأخد إجازة عشان يعمل شوية فحوصات… وقتها المدرسة كلها بطلابها ومدرسينها كانوا مقهورين علشانه… أصله محبوب جدا من الكل… 


_ آه طبعا ماهم بيقولوا عليه مدورها سهر وبيعرف بنات وكدة… تلاقيه بيشدهم بإسلوبه وكلامه…  


_ مين؟؟ زياااد؟ لالالا إنتي أكيد تقصدي زياد مدرس الدراسات… لكن زياد ده حاجة تانية خالص… يابنتي ده واخد لقب المعلم المثالي سنتين ورا بعض… قمة في الذوق والوقار والاحترام.. وكمان مدرس متميز ومتمكن جدا في اللغة العربية. 


_ غريبة… أنا مش مستوعبة اللي بسمعه… يبقا يوم ماخبطني أول يوم وانا داخلة المدرسة كان دايخ وتعبان؟؟؟ والأجازة اللي أخدها كانت عشان يعمل فحوصات؟ يااااه…. أول مرة أطلع قليلة الذوق وغبية كمان…. بس انا كنت هعرف ازاي؟ منا معذورة بردوا.. 


_ هههههههه إنتي بتكلمي روحك يانوجا… أما اقوم اعمل اتنين كاكاو معتبر على ماتستوعبي… شكلك عاملة حاجة وندمانة عليها.. 


_ هي عاملة وبس… ده كفاية سوء الظن ياطنط… أسوأ حاجة سوء الظن ده.. نفهم الموضوع غلط ونتصرف على هذا الأساس… ساعتها بنظلم روحنا وبنظلم اللي حوالينا… 


طنط معلش أنا هقوم أروح… شكلي اتأخرت والوقت سرقنا… 


_ أيه ده رايحة فين… طب والكاكاو.. 


_ معلش ياطنط خليها مرة تانية لازم أمشي حالا قبل ماالدنيا تضلم عليا. 


_ اوك حبيبتي مع ألف سلامة وابقي كرريها بقا.. 


_  حاضرحاضر… سلام…


مشيت وأنا دماغي بتلف وعمالة استرجع كل المواقف اللي حصلت مع زياد… واعيد حساباتي من جديد على أساس الشخصية المعدلة اللي روضة والكل أجمعوا عليها…. معقول……معقول يحصل لخبطة بالشكل ده…. معقول كل الشواهد تبينلي إنه شخصية مختلفة تماما عن شخصيته الحقيقية…. يخرب عقلك يازياد.. هتعمللي كاللو فنافوخي وانا مش ناقصة…


 أنا مش عارفة شاغلة نفسي ليه… مايكون زي مايكون وانا مالي.. 


وصلت البيت ودخلت غيرت هدومي وقعدت شوية قدام التليفزيون… لقيت فيلم كوميدي شغال اتفرجت عليه… وقلبت في أوراقي ولقيت كشكولي إياه بتاع الرسم… كان واحشني جدا.. فتحته وقعدت ارسم شوية تصميمات.. 


وكل شوية افتكر زياد وافتكر موقف من المواقف العجيبة اللي حصلت معانا… 


تاني يوم وانا في المدرسة لمحته في طابور الصباح.. فضلت ابصله كل شوية واحاول أغير نظرتي ليه واربطها بالمعلومات الجديدة اللي عرفتها عنه… لكن مش قادرة… مش قادرة اشوفه غير زياد البارد قليل الذوق… هههههههه الظاهر مفيش فايدة… 


إنتهى طابور الصباح والطلاب دخلوا الفصول… كان عندي الحصة الأولى فاضية… روحت على غرفة المدرسين… فتحت الكشكول وبحضر الدرس لقيت زياد داخل هو ونسمة وإيهاب…


 التلاتة قالوا السلام عليكم 


رديت السلام وابتسمت لنسمة اللي جات قعدت جنبي وهي بتغمزلي بعنيها وبتقول… 


_ شكلك مزاجك رايق عن انبارح كتييير. خير أيه السبب؟


_ أنا؟؟؟ بالعكس… دنا دماغي هتتفرتك من الصداع ومن كتر التفكير.. 


_ ياساتر… ليه كدة. 


_ قوليلي يانسمة… عمرك حصل معاكي إنك تحكمي على شخص بحاجة معينة من أول ماتشوفيه وكل ماتشوفيه تتاكدي أن حكمك صح… وفجأة تكتشفي إنك كنتي غلطانة وفاهمة غلط.. والشخص ده يطلع عكس ماكنتي فاكرة؟؟ 


_ أيه ده؟ أنا مش فاهمة حاجة… قصدك أيه؟ 


_  ولا حاجة… شكلك مافطرتيش وتركيزك لسة زيرو… أنا أحضر الدرس أحسن. 


وفعلا حاولت اتخلص من التفكير في المدعو زياد وركزت في شغلي. 


مرت الأيام وبقينا في نهاية التيرم الأول… تقريبا مفيش جديد… غير إن الدنيا بقت هادية من الشجار والجدال بيني وبين زياد… والأيام والمواقف بينتلي وجه جديد وانطباع جديد عن شخصيته…


 إنسان هادي.. رزين… ملتزم… أخلاقه عالية…. ويعشق الكتابة… تقريبا طول الوقت بيكتب معرفش خواطر والا شعر والا روايات…. ماحاولتش اعرف… 


وكمان عرفت إن تعبه كان أنيميا حادة بسبب قلة الأكل واتشغاله معظم الوقت بالشغل والكتابة.. وأخد علاج بجانب نظام غذائي وبقا كويس..


 العلاقة بيني وبينه اتحولت من جو العداء والشد والجذب… لعلاقة زمالة محترمة…. بنتكلم كام كلمة في حدود العمل وبس.. 


الدنيا بقت بالنسبالي هادية وجميلة بعد مابقا جو الشغل مريح بكل الزملاء… حتى زياد التاني اللي كان له دور كبير إني اظلم زياد زميلي… إترفد من كتر الأجازات والإعذار الواهية اللي كان بيقدمها…. والحمد لله مبقاش موجود معانا… وباقي المدرسين والمدرسات كانوا كلهم في قمة الاحترام والالتزام.. 


مرت أيام التيرم الأول وآخر يوم وانا مروحة حصل حاجة خلتني افتكر حظي المتعثر… لازم يحصل حاجة تزعلني كل فترة كدة ياربي…. 


ياترى أيه اللي هيحصل لنجوى في آخر يوم من التيرم؟؟


    الفصل الثامن عشر والتاسع عشر من هنا 

      لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات