رواية لحن الحياة الفصل الثاني والثلاثون 31 والثالث والثلاثون 33بقلم سهام صادق


رواية لحن الحياة

الفصل الثاني والثلاثون 32

والثالث والثلاثون 33

بقلم سهام صادق


 

انسجام (32) 

*********


ازاحها عنه برفق وهو يكتم ضحكته بصعوبه علي ما تفعله وتنهد بيأس 

- استر نفسك ايه يامهرة .. استري انتي لسانك ومتنطقيش خالص 

وابتعد عنها ضاحكا .. ثم عاد لها يأخذ منها المنشفه 

- هتفضلي وقفه كده كتير 

فعقدت ساعديها بضيق وطالعته بنظره غاضبه 

- روح شوف طريقك .. وانا هشوف طريقي بعيد عنك 

وابتعدت عنه تزفر أنفاسها بقوه .. وألتفت نحوه 

- وياريت متجيش ورايا 

فضحك بصخب وجذبها نحوه

- طريق ايه ده يامحنونه اشوفه .. مهرة احنا مش في مصر غير ان الانجليزي بتاعك ماشاء الله 

وتابع ساخرا 

- فعقلي كده ياحببتي .. وخلي طريقنا واحد لحد مانرجع مصر

وداعب وجنتيها برفق ..لتبتلع ريقها بتوتر وهي تري مدى التقارب بينهم وانفاسه تحاوطها والافظع انه أمامها بكل تلك الفتنة وبصدره العاري 

- انا عايزه اتمشي شويه ممكن 

فمال نحوها هامسا

- عنيا ليكي تعالى بس نرجع الشالية بتاعنا .. اخد دش سريع واعملك اللي انتي عايزاه 

فنظرت حولها بأرتباك .. وداخلها تعنف نفسها على هذا الضعف الذي أصبح يسيطر عليها أمامه .. وسارت معه بهدوء وهو يبتسم علي ما وصل به معها الي الأن 

..................................................................

نظرت فريدة إلي الطعام بضيق ... ومسحت فمها بتذمر 

- هل سنظل كثيرا نأكل من هذا الاكل ؟

فنظرت ورد لطبقها بصمت ..ليطالع كنان والدته بضيق 

- ما به الطعام فريدة خانو ... لم اكل مثله في حياتي 

ورفع يدي ورد يقبلهما بحنان 

- سلمت يداكي حبيبتي 

لتتأفف فريدة بحنق وهي تطالع ابتسامة ورد وسعادتها بتدليل ابنها لها .. كنان ابنها الذي لا يعرف معني المشاعر  ولم يفكر يوما الا بعقله أصبح عاشق متيم بفتاة لا تري بها شئ فاتن 

- طعام به دهون كثيرة .. منذ متي وانت تأكل مثل تلك الاطعمه ... زوجتك يبدو انها نست بأنها في مجتمع آخر  وبطبقة أخرى 

وعندما رأي نظرة زوجته الحزينة .. نهض بعنف من علي طاولة الطعام 

- كفي فريدة خانو... بما ان بيتي لا يعجبك العيش فيه عودي لمنزلك

وتابع وهو يقبض على يديه بقوه 

- لا تقلقي لقد دفعت كافة تكاليف تصليح بيتك

وتابع ساخرا 

- بيتك وعشيقك ينتظروكي 

لتتجمد ملامح فريدة وهي تنهض وتمتمت بأرتباك

- عشيق من ؟

فأقترب منها بآلم بعد ان رأى الصدمه في عين زوجته وسمع شهقتها 

- علاقتك مع الشوفير فريدة خانو ..كنتي تظني انني لا اعلم بالأمر 

فأشاحت فريده عيناها بعيدا عنه .. ونظرت إلي ورد التي وقفت لتصعد نحو غرفتها 

- اتطرد امك من منزلك كنان  .. هذا ما ترغب به زوجتك أليس كذلك 

وانصرفت بغضب بعد ان رمقت ورد بعدها بنظرة لائمه... وفور ان اتجهت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها ابتسمت بمكر

- اعلم ان الغبية ستطلب منك ابقائي 

وفور ان انصرفت اتجه كنان نحو غرفة مكتبه واغلق الباب خلفه بقوة  ...لتنظر ورد حولها بطيبه متردده 

اتذهب الي والدة زوجها تطيب خاطرها رغم ماتفعله بها 

ام تذهب لزوجها وتحايله كي لا يغضب والدته ويطردها هكذا 

وحسمت الأمر سريعا وأتجهت نحو غرفة المكتب بخطوات بطيئه تفرك يديها بتوتر 

واطرقت باب الغرفه ثم اردفت للداخل واقتربت منه هامسه

- كنان

فأغمض كنان عيناه بآلم ..سنين يجاهد نفسه بأن يتحمل فسق والدته ولكن والدته لا تتغير لا تحترم سنوات عمرها الي الآن يسأل نفسه كيف تكون هذه اما 

اليوم خجل من نظره زوجته وهي تسمع فخر عائلتهم الذى يغطيه بأمواله 

وشعر بيديها علي خصره واصبح جسدها ملاصق لجسده 

- مهما فعلت كنان فهي والدتك .. انصحها بالرفق... ادعو لها ..الله وحده يحاسب عباده هي والدتك اتعلم ما تعي تلك الكلمه

وسمعت صوت أنفاسه القوية وضغط بيده علي يديها الملتفه حول خصره 

- اصعدي غرفتك ورد ارجوكي 

فألتفت نحوه مبتسمه .. ورفعت قدميها لتعانق عنقه بيديها

- لن أصعد زوجي الوسيم 

وقبلته برقة علي خده وداعبت وجهه بوجهها ..فأبتسم بلين 

- ورد اصعدي لغرفتك .. هيا 

فقبلته على خده الأخر .. وهي تحرك شفتيها بأمتعاض

- لن أذهب واتركك في هذا الظلم 

ورفعت حاجبيها بمشاكسه 

- اشعر بأن هذه الغرفة بها عفريت 

فأبتسم  اخيرا وقربها إليه فهتفت بداعبة طفولية 

- اضحك للدنيا تضحكلك

فضحك علي دعابتها .. ومسح علي وجهها بحنو 

- ماذا فعلت بحياتي لأتزوجك

لتنفجر هي ضاحكة وبغباء هتفت 

- عملت ذنوب كتير .. وادبست فيا 

فطالعها كنان مبتسما 

- ما الامر ورد تحادثيني بلغتكم حين تمزحي ..

فضحكت بمتعه 

- أخبرتك انني سأعلمك لغتنا بأسرع وقت 

وداعبته 

- سأجعلك مصري اب عن جد كنان 

فضحك هو بمتعه .. فقد أصبحت تعجبه اللغة العامية الخاصه بوطنها ومال نحوها بمكر 

- بمناسبة الاب .. أريد طفلا ورد 

فخجلت واخفضت رأسها ليرفع وجهها نحوه بعشق 

- هيا نصعد لغرفتنا 

فأشتعلت وجنتيها خجلا وتمتمت برجاء 

- أذهب اولا لوالدتك لتطردها من منزلك كنان... يوما ما سيصبح لدينا أبناء هل تريد ان يفعلوا بنا هذا 

فتلاشت ابتسامته... والدته تصنف ام 

- هيا كنان أذهب لها .. من أجلي 

فعادت ابتسامته ترتسم مجددا علي شفتيها لتلمع عيناه بخبث

- سأذهب ولكن بشرط ورد 

فحدقت به منتظره سماع شرطه 

- ترقصي لي ورد 

..............................................................

منذ ان عادوا من الشاطئ وتناولوا طعام الغداء وهم هكذا هي تجلس على الفراش بتأفف اما هو هاتفه لم يكف عن الرنين والأن جالس يطالع بعض التقارير والايميلات علي الحاسوب الشخصي 

وتسألت بهمس فهو يحادث ياسر علي أحد برامج الصوت والصورة 

- هننرل ننمشي على الشط أمتي 

فتمتم وهو ينهض من فوق الاريكه

- ثواني يا ياسر ورجعلك 

واقترب منها معتذرا

- ساعه بس ونخرج ... اطلبي اي حاجه اشربيها واطلعي البرنده اتفرجي منها الجو تحفه 

وعاد إلى عمله مجددا ..

لهتف بهمس مرة أخرى 

- خلاص اخرج انا لوحدى

فوجدت يحدق بها بقوه .. لتضرب الفراش بحنق 

- ايه التحكم ده بقي 

فأبتسم رغما عنه على تذمرها الذي يشعرها أحيانا بأنها طفله صغيرة 

واندمج في عمله حتى أنها تعجبت من جلوسه دون ملل ونهضت أخيرا من فوق الفراش وقررت ان تفعل ما أخبرها به فالهواء بالشرفة جميل ولا بأس من الاستمتاع بها وطلبت لنفسها مشروب دافي 

ووقفت تستمتع بالمنظر شارده وكلما شاردت في لقائها بجاسم كان تلتف له وتتأمله بأبتسامه هادئه 

وقررت ان تحادث ورد لتخرج من شرودها هذا .. ودقت علي رقمها لتفتح ورد الهاتف فورا ولم تنتبه انها فتحت الاتصال بخاصية الفيديو 

لتتسع عين مهرة 

- ايه اللي انتي لبساه ده

فأنتبهت ورد لما ترتديه وشهقت بخجل 

- ديه بدلة رقص يامهرة .. وبلاش تتريقي 

وأكملت بأرتباك

- كنان عايز كده

لتلوي مهرة شفتيها بأمتعاض 

- كنان طب ازاي ده حتي الأتراك مالهمش في الرقص الشرقي ... هو في تركيا في بدل رقص 

وضحكت مهرة بأستخاف وهي لا تصدق 

- كنان والرقص الشرقي مش راكبه  ... طب ارقصوا سلو مثلا 

فأحتقن وجه ورد بأمتعاض

- انتي متصله ليه يامهرة دلوقتي مش أحنا متكلمين الصبح 

فحركت مهرة حاجبيها بمكر 

- بتصل عشان اشوف مواهب اختي  ..بترقصي ياورد 

ونظرت للهاتف بصدمه بعد ان وجدت ورد تغلق الهاتف بوجهها... فضحكت بأستمتاع 

ولم تنتبه للواقف خلفها يحمل كأس المشروب الخاص بها 

- مين اللي بيرقص

فألتفت ببطئ وبصدمه 

- محدش 

وألتقطت منه المشروب الساخن سريعا .. واشاحت عيناها بعيدا عنه ...ليضحك جاسم بأستمتاع 

- يابختك ياكنان  ... ناس ليها دلع ورقص وناس ليها استر نفسك 

فطالعته بأستخاف .. فأقترب منها جاسم وعيناه مركزه علي تفاصيل جسدها

- مترقصيلي يامهرة 

فأتسعت عيناها وهي تجده يقترب منها .. فألتصقت بالشرفه واشارت نحو نفسها بأرتباك 

- انا ارقص 

وضحكت ساخره 

- ومترقصيش ليه... اشمعنا كنان ورد بترقصله 

فلعنت حظها أنه سمعها ولعنت ورد ولعنت لسانها 

- جاسم انت مقرب كده ليه .. ممكن تبعد عشان ادخل جوه حاسه اني بردت 

فضحك بمتعه وهو يري هروبها منه 

- بردتي وانا موجود

وفي لحظه كان يأخذ المشروب الذي بيدها يضعه على سطح الشرفه ويضمها إليه مبتسما وهي تدفعه عنها

- أنت بتعمل ايه 

فضحك وقد اعجبته  هذه لعبة 

- بحضن مراتي 

وتابع وقد رسم علي ملامحه الحزن

- مراتي اللي مش موافقه ترقصلي 

ثم أكمل ساخرا 

- سبحان الله الجواز ده حظوظ 

فدفعته بقوة بعيدا عنها 

- انت مكار على فكره .. وبقيت تحضني كتير .. 

فأنفجر جاسم ضاحكا 

- بحضن كتير ..خيبة عليا وعلى اللي انا فيه 

وتابع وهو يتعجب من صبره عليها

- معلش يامهرة انا زي جوزك برضوه 

...............................................................................

جلست مرام علي مقعدها الجديد بسعاده .. فكريم قد حقق لها ما أرادت واحتلت إدارة ذلك القسم .. شعور بالنجاح والزهو كان يمتلكها وهي تدور بكرسي مكتبها كل شئ تصل إليه بسرعه فهي الآن مرام الشرقاوي زوجه شقيق جاسم الشرقاوي الرجل الذي يوما كانت تري صوره في مجلات المشاهير ثم بعدها تعرفت علي كريم شقيقه .. لا شك في حبها لكريم ولكن حبها للصعود والنجاح أكبر 

ووجدت كريم يردف لمكتبها مهنئا لها 

- مبرووك المنصب الجديد 

فأندفعت نحوه تتعلق بعنقه 

- حبيبي ياكوكو 

فضحك كريم وهو ينظر حوله

- كوكو وفي الشركه

وازاح يديها عن عنقه برفق واتجه نحو باب غرفة مكتبها الجديد واغلقه 

- نقفل الباب بقي ... ونرجع نشوف كوكو ديه 

فأتجهت مرام نحوه مجددا وحاوطته بدلال 

- بحبك 

ليغرق كريم معها بعد تلك الكلمه .. فحياته معها أصبحت كأمواج االبحر

....................................................................

تجمدت ملامح مراد وهي يطالع رقية بفستانها البسيط وجمالها المبهر ..فصغيرته قد كبرت وهو كان كالأعمي .. ومع كل خطوه كانت تخطوها بالصنية اللي تحمل عليها المشروبات كان يحترق داخله 

ليجدها تخفض عيناها أرضا ..فأتجه بعينيه نحو العريس المنشود ليجده محدق بها بأنبهار ... فقبض على يديه بقوه وهو يسمع والدة العريس 

- تعالي ياحببتي قربي مني .. بسم الله ماشاء الله قمر

فأبتسمت لها رقية بلطف وطأطأت رأسها أرضا تتحاشي نظرات مراد...فهي تعلم نفسها إذا نظرت إليه ستنهي تلك المهزلة سريعا وستقف أمامهم تخبرهم ان قلبها لم يحب الا رجلا واحدا وليته يشعر بها 

وطال الحديث ومراد أصبح من يتولي أمر سؤاله بعد ان سمح له مسعود والد رقية بهذا ... كانت تحدق بمراد بحنق فهو يعترض علي اي شئ 

- سفر لاء .. احنا معندناش بنات بتسافر

كل شئ كان معه اعتراض حتي ان اهل العريس قد نهضوا بحنق ولكن في النهايه اخبروهم بتمنيهم من انتظار الموافقه

وانصرف الضيوف ..لتقف أمامه بقوة لأول مره 

- انت ازاي تتكلم معاه كده .. هو انت اللي هتتجوز ولا انا

فضغط مراد علي اسنانه بحنق 

- كبرتي وصوتك بقي يعلي عليا يارقية 

فأشاحت وجهها بعيدا عنه 

- ايوه كبرت وبقي ليا رأي في اختيار شريك حياتي 

واندفعت بعدها نحو غرفتها وداخلها يتراقص ..فهذه هي بداية انتقامها منه 

ووقف مسعود مذهولا بعد ان ودع الضيوف ..وطالعه وهو يقف يطالع أثر ابنته بغضب ثم انصرف دون كلمه .. ليبتسم مسعود داخله فهو يعلم بمشاعر ابنته اتجاه مراد ولو لم يكن عيبا بحق صغيرته لطلب منه ان يتزوجها وتمتم وهو يتجه نحو غرفة صغيرته

- هنشوف يامراد اذا كنت تستحق حب بنتي ولا لاء 

...............................................................

وضعت ريم الأوراق امامه بصمت ليرفع ياسر عيناه نحوها

- بعتي الايميلات اللي قولتلك عليها 

فحركت ريم رأسها كالعاده دون كلمه 

ليتأفف ياسر بحنق 

- ماتردي ولا انتي خارسة 

فتمتمت بصوت هامس 

- لاء مش خارسة 

فنهض ياسر من مقعده بضيق واقترب منها

- ألغي مواعيد النهارده .. وياريت الاقي الملف اللي امرت بمرجعته بكره علي مكتبي مفهوم

وانصرف لتحدق بخطواته متمتمه

- مفهوم 

......................................................

نظرت بسمه إلى مرام التي تتباهي أمامها بزوجها ومايفعله لأجلها 

خطة مشيرة قد انتهت فمشيرة ماتت واندفنت الاعيبها معها ولكن لما الخطه اعجبتها ولكن تلك المره ليس للعب بل لأخذ حنان حلمت به طيلة عمرها 

ونظرت إلي مرام تسألها 

- لدرجادي بيحبك 

فهتفت مرام بفخر 

- طبعا يابنتي... كريم بيموت فيا 

لتحدق بها بسمه وعقلها شارد لما لا تحظي هي أيضا بحنانه

.............................................................

تفاجأت باليخت الذي قادها نحوه .. فتسألت بحماس 

- احنا هنركب ده

فأبتسم لها جاسم بحنو ومد له يده 

- شايفك مستمتعتيش بالميه ولا عارفه تنزلي .. فهاخدك مكان فاضي تقدري تاخدي حريتك فيه وتنزلي الميه براحتك 

فأبتسمت بسعاده... فهو فكر بها وهذا يكفيها 

ووضعت يدها بيده وأبتسم لها بدفئ 

- هنقضي الليله ديه في اليخت ايه رأيك 

فتهلل وجهها وهتفت بحماس 

- موافقه طبعا 

وصعدت علي متن اليخت ذو التصميم الجميل وكانت المفاجأة الاخري ان جاسم هو من سيتولي قيادته 

ووقفت تطالع الجزيرة البعيدة المتجهين نحوها وأشعة الشمس الدافئة تدفئ جسدها بلطف 

وبعد اقل من ساعه 

وصلوا إلي المكان المنشود

واقترب منها متسائلا 

- ايه رأيك ؟

فألتفت نحوه بسعاده 

- المكان  جميل اوي وهادي 

فأبتسم جاسم بغرورو

- عارف طبعا 

فتسألت 

- جيت هنا قبل كده 

فحرك رأسه بإيجاب 

- اه مره واحده 

وتناول يدها يقودها نحو أحد الغرف 

- يلا غيري هدومك عشان ننزل الميه .. الجو دلوقتي دافي وجميل 

فوقفت تحدق به 

- انا مجبتش حاجه ألبسها 

فأقترب منها بلطف 

- انا جبتلك .. انا مجهز للرحله ديه من امبارح... يلا بقي يامهرة مش عايزين نضيع وقت 

ودفعها برفق نحو الغرفه .. ليبتسم وهو يتخيل رده فعلها بما جلبه لها لترتديه 

ولأهل وهي تخرج من الغرفة سريعا تطالعه ثم تطالع الزي الخاص بالسباحه 

- ايه ده انا ألبس ده إزاي .. انت ناسي إني محجبه 

فأبتسم بخبث 

- اومال انا جيبك هنا ليه .. محدش غيرنا هنا 

وداعب وجهها برفق وعيناه تلمع بمكر 

- مهرة ده مايوه قطعه واحده ومحتشم خالص خالص يعني 

فنظرت إلي مابيدها 

- ده محتشم ده 

فحدق بالزي وبها 

- بالنسبالك لاء ياشويش عطيه 

فجن جنونها .. وألقته بوجهه 

- انا عارفه ان سعادتي معاك مبتكملش 

وزمت شفتيها كالأطفال 

- انا كده كده مبعرفش اعوم غير بسيط 

فضحك وهو يتذكر اليوم الذي سقطت فيه بحمام السباحه 

- ما انا عارف 

فحدقت به بحنق 

- عارف وسيبني اتحمس زي الأطفال 

وطأطأت رأسها بحزن فهي كانت تتمني ان تتعلم السباحه ولكن كيف وهي لم تذهب الا مرتان للبحر و بعدها لم تعد والدتها  ولا عائلة مرام قادره علي هذا فأحتياجتهم كانت اولي من رفاهيتهم

ووجدت يده تداعب ذقنها ويرفع وجهها إليه 

- ألبسي اللي عايزه تلبسيه ومتقلقيش انا معاكي 

ما اجمله حين يكون حنون معها .. تشعر بأنها كالمغيبة مع دفئ صوته وأبتسمت وحركت رأسها واتجهت مجددا إلى الغرفه 

....................................................................

حدق بما ترتديه ضاحكا .. فيبدو ان هذا ما كانت ترتديه أسفل فستانها 

بنطال جينز قصير يصل لركبتيها وتيشيرت قطني ذو حماله ونظرت له بضيق

- انت بتبص علي ايه 

فضحك جاسم وهو ينتظرها بالمياه وغمز لها ومازال يطالعها

- ولا حاجه يلا بقي انزلي 

فأقتربت من السطح السفلي بخوف 

- انا خايفه ..

فأبتسم لها ليطمئنها

- هاتي ايدك ومتخافيش انا معاكي 

وبعد محايلة منه تنهد بيأس 

- مهرة خليكي في اليخت احسن 

وكاد ان يسبح ويتركها فهتفت 

- استني هنزل اه .. اوعي تغرقني وتنتقم مني هنا

وأشارت له بتحذير... فضحك بقوة وهو يستمتع بخوفها هذا 

- لاء انتقامي منك لسا مجاش 

فتنهدت براحه وشهقت بفزع وهي تجد نفسها في المياه بعد ان ألتقط جاسم قدمها واسقطها 

لتدفعه بيديها 

- هغرق ..طلعني بسرعه 

وأخذت تدفعه عنها .. ليحيطها بذراعيه 

- لو ايدك طولت تاني هسيبك فعلا تغرقي

وتحولت في تلك اللحظه لقطة وديعة هادئه وأسبلت جفنيها وتمتمت بهدوء 

- خلاص مش همد ايدي  .. ممكن تطلعني الياخت تاني 

فأبتسم وهو يتحسس ذراعيها وينظر نحو شفتيها 

- ديه فرصه وجاتلي لحد عندي يامهرة


يتبع بأذن الله

**********


#لحن_الحياة  ❤

#سيمو


قرارات ومشاعر جديده (33)

*******************


لحظه انحسر فيها كل شئ مشاعر دفئ دقات رغبه 

كانت أنفاسهم قريبة للغايه .. يحاصرها ببطئ وهي كالمغيبة من لمساته خبيره .. عيناه لم تفارق شفتيها ولكن كالعاده انتهت اللحظه وانقضت عليه تعانقه بقوه حتي شعر بالاختناق

- مهرة انا كده هتخنق

وحاول ازاحتها عنه ولكنها كانت متشبثه به بشده ..وابتسمت بمكر فعناق اهون مما كان سيحدث وسيبدء 

- لاء انا كده مرتاحه

فضحك وهو يجدها ترخي ذراعيها عنه بتمهل

- انتي مرتاحه بس انا هتخنق ..غير ان الحضن ده مش حضن زوجه لزوجها خالص يامهرة .. ده ولا كأنك ماسكه حرامي

فضحكت وابتعدت عنه فبالتأكيد قد انتهت رغبته مما كان سينوي فعله بعدما تغير الوضع ... لترفع كتفيها وهي تطالع المكان حولها

- خلاص بعدت اه .. مش هتعلمني العوم بقي

فتنهد وهو يطالعها فقد ضاعت القبلة بحماقتها ولكنه هتف بمكر

- و الله انا نفسي أعلمك حاجات تانيه يامهرة 

فحدقت به دون فهم ولكن عندما وجدت نفس النظرة التي رأتها في عينيه منذ قليل .. هتفت سريعا 

- لاء انا عايزه اتعلم العوم بس 

وبدأت رحله تعليمها ..رغم رقاحة جاسم في أغلب الوقت وتذمرها وحنقها الا ان تلك اللحظات ولدت مشاعر جميله بينهم 

- جاسم أبعد شويه .. لاء هغرق مش عارفه 

كان يضحك في كل لحظه معها من قلبه تارة تجعله يتركها وتارة أخرى تطلب قربه وتارة توبخه وأخيرا سمع ما جعلها ينفجر ضاحكا 

- انت قليل الأدب ياجاسم 

فضحك بأستمتاع وهو يجدها تنعته بقلة أدبه

- كل ده عشان بوسة كتفك 

فأرتبكت وهي تتحاشي النظر إليه ..لتجده يجذبه بعنف نحوه وظل يقبلها علي كتفيها وهو يضحك بشكل وسعاده 

- طب اه يامهرة 

صدمها مايفعله فهل الرجال يفقدون صوابهم ومكانتهم الاجتماعيه في جولتهم الاستجمامية هكذا 

فاليوم تري جاسم آخر عرفته اليوم تري رجلا جديدا ليس اليوم فقط بل منذ فترة زيجتهم 

واخذت تتحرك من محاصرته بتذمر وضيق 

- انت بتعمل ايه 

ليتركها ضاحكا يزفر أنفاسه بقوه 

- لاء ما انا صبري بدء ينتهي ... وبتقوليلي قليل الأدب 

فلم تعلم كيف ابتسمت .. فهيئته فتلك اللحظه وتذمره هذا يشبه الأطفال وهتفت دون تصديق 

- لاء انت غريب اوى النهارده 

وضربت علي المياه بيديها 

- انا شاكه ان المياه ديه فيها حاجه 

فغمز له بعينيه مبتسما 

- فيها مشاعر حلوه .. بس للاسف البعيده مبتفهمش او مبتحسش 

فضاقت عيناها وقد نست بداية جملته وأمسكت في نهايتها 

- تقصد مين اللي مبتفهمش ومبتحسش 

ولم يجد مايفعله فغطس بكامل جسده أسفل المياه ..ليختفي عن انظارها .. فنظرت حولها بقلق

- جاسم .. جاسم انت فين

وشهقت بفزع وهي تجده يرفعها من أسفل ويهمس بدفئ

- مهرة ممكن تسيبي نفسك خالص .. حاولي تستمتعي من غير قيود ... انتي تستحقي تفرحي يامهرة 

صوته الهادئ كان كالسحر ... لا تعلم ما يحدث لها عندما يحادثها برفق ولين تنسي كل عقدها قيودها تنسى كل شئ

وحركت رأسها ببطئ وهي تبتلع ريقها وعيناها في عينيه .. وتركت له نفسها 

ضحكاتهم أصبحت تتعالا .. لم يتواقح معها لانه أصبح يعلم شفرتها 

وابتسم جاسم داخله ... فكل يوم يفهمها أكثر وأصبح الان هدفه سيجعلها هي الراغبه بأتمام زواجهم

.....................................................

صدح صوت فريدة بضيق وهي تتحدث بهاتفها

- اين دورك سيلا ..الي الآن لم أرى منك ردت فعل 

فأبتسمت سيلا وهي تتلاعب بخصلات شعرها .. فلا تعلم لما رغبتها بكنان قد انطفئت واتجهت صوب بشير .. بشير الذي كان من قبل يتمني نظره منها ولكن الآن ينفرها

هل حياتها الجديده ستسير علي قاعدة " كل مرفوض مرغوب "

وعندما هتفت فريدة بضيق 

- أبدئي بأغواء كنان سيلا .. اين سيلا القديمه

فضحكت سيلا وهي تتذكر كيف اوقعت كنان...فسنوات تركض ورائه

- إغواء من كنان ... كنان والاغواء اضحكتني فريدة خانو .. كنان هو من يغوي النساء الي ان يجعلهم كالخاتم في أصبعه 

فزفرت فريدة أنفاسها بضيق 

- اعلم هذا .. لذلك الي الآن لا اصدق كيف اوقعته تلك الفتاه في حبها

..........................................................

جلس كنان شاردا بين ضيوفه ولكن كان شرود ممتع الي الأن هيئة ورد وهي ترقص له بخجل تحتل عقله .. متعه وحب جارف لم يتوقع ان يجده يوما 

ولكن ورد اعطته كل مايحلم به اي رجل... زوجته الهادئه البريئة التي أصبحت تتفتح علي يديه 

ووجد بشير يحدق به مستمتعا بشروده ومال نحوه بخبث 

- ما بك كنان لم أراك يوما شاردا وتبتسم في نفس الوقت .. أنظر إلى الضيوف متعجبين من هيئتك تلك 

فتنحنح كنان بخشونه واعتدل في جلسته ناظرا للشركاء الجدد في صفقته الجديده ..عائدا إلي صلابته 

فأبتسم بشير له .. وهو لا يصدق ان هذا هو صديقه 

...........................................

سماء مظلمة ونجوم تلمع وليله في وسط المياه وهي وجاسم يتشاكسون وهم يعدون طعام العشاء 

كان يقف خلفها يحاصرها 

- السلطه بتتقطع كده يامهرة

فكشرت بوجهها وهي تطالع سرعته في تقطيع السلطه هاتفه بحنق

- ياسلام واللي انا بقطعها ايه ديه يعني 

فأبتسم بمشاكسه 

- سلطه برضوه بس انا بعلمك الطريقه الاوربيه في التقطيع

فأحتقن وجهها وانهي أخيرا التقطيع لترتبك من قربه هذا ف فالبداية اقنعت عقلها أنه اقتراب برئ ولكن جاسم يميل نحوه وانفاسه قريبة بشده .. وانتفضت وهي تجده يحاوط خصرها بذراعه 

فأزاحته عنها بتوتر

- انا سامعه صوت التليفون بيرن ..اكيد أكرم 

رغم علمها ان لا يوجد شبكه هنا وهاتفها لا يرن ولم تسمع شئ الا أنها أرادت ان تهرب .. فهي لم تعد تقوي علي ما يفعله معها... عاشت حياتها كلها دون ان يهتم بها أحد دون ان يشعرها أحد أنها انثي مرغوب بها .. من اخبرها بكلمة أحبك يوما وجعلت قلبها يظن إنه مازال ينبض كان يقصدها كالشقيقه وليس مافهمه قلبها 

ولكن الآن هي تعيش حاله عجيبه عليها 

وزفر جاسم أنفاسه بضيق ..فكلما أقترب ابتعدت وهربت

وخرج من المطبخ الصغير الذي يتواجد باليخت ووجدها تعد الطاوله وتبتسم له بأرتباك

- الجو جميل أوي 

فبادلها الابتسامه وهي يجلس علي احد المقاعد أمام الطاوله المستديرة 

- فعلا

فطالعته وهو يجلس هكذا

- انت قعدت كده ليه .. هي خلاص مساعدتك خلصت

فحرك رأسه بأماءة صغيره

- بالظبط كده

وتابع مبتسما بخبث 

- بس ممكن اساعد لو قدمتي ليا هديه 

فتسألت دون فهم

- هديه ..

وضحكت بصخب 

- ولما اجي اهادي جاسم الشرقاوي ده اهاديه ب ايه بقي ..عربيه مثلا

فأبتسم جاسم وهو يتذكر الحلوى التي جلبتها له امتنانا لما فعله معها ولكن هي يبدو نسيت ذلك وأراد تذكيرها

- افتكر أنك جبتيلي شيكولاتة قبل كده وكنت سعيد بيها جدا 

فأرتبكت وهي تنظر لعينيه التي تلمع بوميض عجيب عليها وتذكرت هي أيضا ذلك اليوم 

- هي الهديه عجبتك فعلا ولا كنت بتجاملني

فنهض من فوق مقعده واقترب منها ومال نحو وجنتها يقبلها برقه وهو يخبرها بنفس الوقت

- عجبتني جدا يامهرة 

فأتسعت عيناها وهي تجد نفسها كالمغيبه امامه وكاد ان يصل لهدفه الا أنها فرت من أمامه 

- الاكل هيبرد .. 

فضحك بأستمتاع وهو يحك ذقنه

- اهربي .. اهربي يامهرة

.............................................................

جلست ورد تفكر في عرض ليليان لها .. فاليوم وجدت ليليان تهاتفها وتطلب منها لقائها وبالفعل اتت ليليان واكتشفت أنها فتاة لطيفة للغاية فقد ظنت انها اتت لتذكرها بحماقتها يوم الحفل ولكن ليليان لم تتحدث في هذا الموضوع بتاتا ولكن عرضها كان غريب " ان تعمل معها في مطعمها الخاص وتصنع مأكولات شرقية".. فقد أخبر كنان بشير ان زوجته ماهرة بالطبخ بشده وتتعلم الأصناف سريعا ..فالطعام كما يقولون نفس ثم ذوق و ورود تمتلك الاثنان 

وابتسمت وهي تشعر بقبلات كنان علي خدها ويهمس بدفئ

- اشتقت لكي حبيبتي 

فطالعته ورد بسعاده وتعلقت بعنقه 

- وانا أيضا 

فمال نحوها يدفن وجهه في عنقها هاتفا تلك المره بوقاحه

- هل سترقصي لي الليله

وهنا جاءت الدفعه القويه من يديها 

- لا والف لا كنان

فضحك كنان بمتعه 

- ألف لا ورد ...اجعليهم مليون أفضل 

فخبأت وجهها بين كفيها 

- كنان أنسي أمر الرقص ارجوك ..

وازاحت كفيها قليلا عن عينيها

- اريد ان أخبرك شئ 

فأنتبه كنان لجدية صوتها ونهض ليبدل ملابسه

- اسمعك ورد

وبدأت تسرد عليه وهي تسير خلفه كل ما أخبرتها به ليليان 

ونظر لها بتمهل فهي كانت متحمسه بشده فالأمر لا يروق له ولمكانته

- لست موافق ورد

وتخطاها وجلس علي الفراش بجمود 

- افعلي كل الأطعمة التي ترغب بها لي ولكن العمل لا افضله 

فتسألت بحزن 

- لماذا كنان ارجوك لا ترفض انا متحمسه للامر 

وجلست جانبه تمسك يديه بين يديها 

- كنان تعلم أغلب الوقت وانا اجلس هنا بملل 

فمسح علي وجهها برفق 

- ورد جواد قريبا سيأتي وستصبحي منشغلة معه 

فلم تعد تقدر علي تحمل رفضه .. فأبتعدت عنه وأتجهت من الناحيه الاخري للفراش بصمت لتنام 

وسمعته يتنهد بقوة 

- ورد انهضي ... لا تنامي باكية كالأطفال نحن نتناقش

وعندما لم تتحدث اقترب منها ووجدها تنظر له برجاء 

- اجعلني اجرب الأمر كنان 

فأبتسم لها بدفئ وهو يحرك رأسه بأستياء 

- موافق ورد 

فنهضت بحماس وهي تصقف بيديها وتقبله بسعاده 

- يعيش كنان ابن كمال الدين... يعيش

فضحك كنان وهو يهتف 

- كنان ابن كمال الدين سيضع شروطه عزيزتي الآن تمهلي 

فجلست بأعتدال وعقدت ساعديها متسائله 

- شروط ماهي 

فنظر لها بتعمق وبدء يسرد لها شروطه

- لا تهمليني ورد .. راحتك اولا ثم العمل ... ومرة أخري لا تهمليني 

فضحكت وهي تميل نحوه تقبل خده 

- حاضر .. هل هناك شروط أخري زوجي العزيز؟ 

فحرك حاجبيه بمراوغة 

- ارقصي لي 

وهنا انتفضت من جلستها بل وأصبحت أمام باب الغرفة

- اللعنه علي الرقص ومرام وتلك الحفل كنان 

وخرجت من الغرفة صافعة الباب خلفها بقوة ..ليتسطح هو علي الفراش ويضحك بقوة مصدوما مما فعلته

..........................................................

جلست علي سطح اليخت بل ومالت بجسدها ووضعت ذراعيها أسفل رأسها تنظر للنجوم بمتعه 

فوجدت جاسم يتسطح جانبها 

- بتفكري في ايه 

فألتفت نحوه تطالعه 

- في الحياه .. الدنيا غريبه اوي متعرفش امتي هتفرح وامتي هتنتهي فرحتك

فداعب وجنتها بحنان 

- بلاش تشاؤم .. ديما خليكي شايفه النور حتي لو جاي من بعيد

اسعده كلامه فأبتسمت وتعمقت في النظر اليه 

- انت غريب اوي 

فأبتسم وهو يطالع ظلام السماء 

- غريب ازاي يعني 

فعادت لوضعها الأول وأصبحت مسطحه مثله تطالع السماء 

- بتتغير بسرعه في كل حاجه ... ساعات بتبقي بارد أوي 

وضحكت وهي تعتذر

- مقصدش حاجه 

فطالعها مبتسما

- ولو مبتقصديش .. انتي قولتي خلاص اللي نفسك فيه كملي  عشان في النهايه الليله هتنتهي بعلقة لطيفه

فتسألت بجديه

- انت ممكن تضربني في يوم

وتذكرت إهانة والدها لوالدتها ودفعه لها بقوة حينما طلقها  وكسرت والدتها وهي جالسة أرضا تنتحب 

فعاد يطالعها وهي يشعر ان حياتها لم تكن سهلة 

- عمري ما امد ايدي عليكي يامهرة ... بس ده مش هيمنع برضوه ان اضربك براحه ياروحي عشان أقوم لسانك ده

فضحكت وهي تضع بيدها علي بطنها من شدة الضحك وعادت تعد له أطواره الغريبه

- اه وساعات بتهزر  وتضحك وساعات يعني

وأرتبكت بخجل وهتفت بصوت خفيض 

- بتبقي وقح 

وهتفت بعدها سريعا

- مقصدش 

فضحك وهو يجدها أخرجت كل ما بداخلها نحوه 

- خلصتي يامهرة 

فحركت رأسها واعتدلت في رقدتها هذه 

- انا خلاص قولت كل اللي نفسي فيه

وشهقت بصدمه وهي تجده يسطحها كما كانت ويجثو عليها 

- وقاحه بقي كل الصبر ده ووقاحة 

فشعرت بسخونه وجهها وحاولت ان تزيحه عنها ولكن 

- قولت مقصدش ... أبعد ارجوك 

فأبتعد عنها بعد ان طبع قبلة علي أنفها 

- تحبي تعرفي الوقاحه يامهرة 

فهتفت وهي تبتعد عنه

- لاء .. خليك لطيف 

فضحك وهو يراها تبتعد عنه

- دلوقتي لطيف 

ومد ذراعها لها مناديا بدفئ 

- تعالي نكمل فرجه علي النجوم ..اه افضل من مافيش

وبعد دقائق من التردد عادت تقترب منه وقلبها يخفق بقوة .. ومشاعر جديده بدأت تتعلمها

.............................................................

هاتفها لا يكف عن الرنين .. مراد كل دقيقه يتصل بها يخبرها أنه غير موافق علي تلك الخطبه.. لا يشعر بالراحة اتجاه ذلك العريس .. عيوب وعيوب اخرجها وهي تبتسم بسعاده أخيرا ذاق من نفس ما اذاقها 

وفتحت الخط وبنبرة قويه مصطنعه

- انا كده مش عارف اخد قرار .. ديه حياتي وانا حره فيها علي فكره 

وأغلقت الهاتف بوجهه ..لينظر مراد لهاتفه ثم ألقاه بعنف  

- غبي الطفله اللي ربتها كبرت وهتتجوز اهي ... كنت شايفها طفله وهي بتكبر قدامك 

وحدق بالفراغ الذي أمامه وهي يتخيلها لرجل آخر 

- هتكوني ليا يارقية 

....................................................................

وقف أكرم بصدمه بعد ان سقط هاتفه أرضا ..ضحي ستتزوج ابن عمها صدمه قويه تلاقها انهت محادثتها معه باكية بعدما أخبرته أنه " جبان وضعيف"

كلمتان هزت رجولته وأدمت قلبه وطالع المحل والزبائن وكل شئ يحيطه وقرار يتخذه 

الخروج من بطش والدته حتي لو خسر الرفاهية التي تهدده بها 

.................................................................

وقف كريم متعجبا من الضيفه التي يراها بشركته 

فمدت بسمه يدها بلطف تصافحه

- أسفه علي الازعاج 

فأبتسم لها كريم بملاطفه ورحب بها لتأتي مرام له

- بسمه شغاله معانا في الشركه اكيد اخدت بالك منها

فتمتم كريم  هو ينظر لتلك الواقفة بأرتباك 

- ممكن

وتسأل 

- اطمنتي علي شهد

فتنهدت مرام براحه 

- مش عارفه لولا بسمه كنت هعمل ايه شهد كانت سخنه أوي  وتليفوني كنت نسياه علي مكتبي عشان كنت في اجتماع مهم بره الشركه ولولا بسمه اخدت بالها وردت علي المربيه وجات علطوول ليها وودت شهد للدكتور 

فأحتقن وجه كريم بشده من أعمال زوجته وحاول ان يبتسم لتلك الواقفه تقديرا لما فعلته مع صغيرته 

- مش عارف اشكرك ازاي ياانسه بسمه 

فحركت بسمه رأسها وتمتمت بخفوت

- مافيش داعي للشكر 

وحملت حقيبتها وهتفت 

- عن أذنكم 

وانصرفت بعد ان عرض عليها كريم بلطف تناولها العشاء معهم .. 

ليحدق بزوجته الواقفه دون الإحساس بالذنب في تقصيرها بحياتهم 

............................................................

اتسعت عين ريم امام تلك الوسامه التي تقف أمامها.. فخلع ذلك الواقف نظارته السوداء وهو يطالعها وقبل ان يهتف خرج ياسر من مكتبه مرحبا 

- أهلا ريان بيه ..الشركه حقيقي نورت بوجودك 

ليشيح ريان نظراته عن تلك التي تحدق به ببلاهي ..وصافح ياسر بحبور 

- اهلين ياسر .. كيف حالك

فضحك وهو يتذكر جاسم صديقه 

- اري ان جاسم أصبح مثقل عليك في العمل

فأبتسم ياسر وهو يشير له اتجاه المكتب 

- الشغل ديما متعب...بس ده ميمنعش تتوسطلي عند جاسم بيه 

فأبتسم ريان وتقدم منه نحو غرفة المكتب ... ليلتف ياسر نحو ريم بجمود 

- ياريت تفوقي من التوهان اللي انتي فيه .. واطلبنا اتنين قهوه 

وسار خطوه للأمام ثم عاد يلتف إليها وبقسوة هتف

- وانتي اللي تدخليهم 

...................................................................

انتهت الرحلة وعادوا كما كانوا جدال في الصباح 

- مش عجبني مروحاك كل شويه علي الحي 

فتنهدت مهرة بضيق 

- ومكتبي اللي هناك

فزفر جاسم بحنق 

- يادي ام جحر الفار اللي مسمياه مكتب 

فأشاحت وجهها بعيدا عنه تزفر أنفاسها بقوه 

- مكتبي ومسمهوش جحر فار 

وكاد ان يرد عليها ولكن رنين هاتفه جعله يصمت وهتف بسعاده 

- كده تيجي مصر من يومين وتقابل كمان ياسر امبارح ومعرفش بوجودك 

فضحك ريان وهو يتناول قهوته

- لم ارغب بأزعاجك صديقي ..فأنت كنت في شهر العسل 

فأبتسم جاسم بحنق وهو يطالع مهرة وداخله يهتف بتهكم

" عسل أسود ومنيل عليا "

- قولي ان الخبر اللي سمعته صح وانك وفقت تمسك الفرع الجديد مع ياسر 

فصدح صوت ريان مع ضحكه رجوليه 

- حقيقي... سأظل فترة بمصر وأيضا رفيف ستأتي

وعندما سمع اسم رفيف نظر لمهرة التي اخذت تطالعه

- جاسم لا تقلق منها انت اخي أيضا وهذا الموضوع انتهي ورفيف اخبرتني انها جاءت لهنا من أجل شئ ما بعيدا عنك 

فتمتم جاسم بهدوء 

- انا كل اللي يهمني انت يا ريان 

وعندما هتف ريان بأن لا شئ أثر علي صداقتهم... تنهد جاسم 

- نتقابل في الشركه 

وانتهي الاتصال وتسألت مهرة بلطافة عجيبه وتنهيده غريبه عليها 

- اسمه ريان ...اسم جميل اوي ياجاسم 

لينهض جاسم من فوق مقعده بحنق منها ومن تصرفاتها لتضحك بقوه وفجأة هتفت بآلم بعد ان ضربها علي رأسها ثم انصرف 

لتضرب كفوفها ببعضهم

- انا عملت حاجه .. وتابعت بحماس 

- اما أكمل فطاري اللذيذ 

................................................................

وقفت ورد بمتعه في المطبخ وبجانبها ليليان وآخرين يعملون ... حماس شديد كان يمتلكها في ان تنجح بهذا المجال وليليان أيضا كانت تشجعها 

........................................................

اخبرها انه سيتناول عشائه مع صديقه وان لا تنتظره .. فتناولت أحدي الوجبات السريعة واتجهت نحو غرفتها لتجد هاتفها يدق فوجدت مني وفور ان فتحت الخط هتفت مني

- بالتفاصيل الممله احكيلي عملتي ايه عمره و المادليف .. مرات جاسم الشرقاوي بقي

فضحكت مهرة وهي تجلس علي الفراش 

- كل يوم بسأل نفسي فين مني المرأه الجليديه اللي كنت بشتغل معاها

فضحكت مني هي الاخري 

- لقد ذابت مع الجليد 

وتابعت مني بأرهاق وهي تخبرها 

- احلي حاجه جوزك خدمني فيها .. انه جاب مديرة للعلاقات العامه .. انا اتبهدلت الفتره اللي سافرتوا فيها ومحتاجه اجازه 

وتابعت بأنبهار

- بس مقولكيش يامهرة بنت هايلة جمال وثقافه وتعليم في لندن ..لاء حقيقي جوزك بيعرف يختار الناس الصح اللي يشغلهم عنده

وصدح صوت خناقة نشأت بين أولاد مني لتهتف مني 

- مهرة مضطرة أقفل أكيد انتي سامعه الدوشه

واغلقت مني وهي تصرخ بأطفالها غير مدركه ذلك القلق الذي احتل قلب الاخري ونظرت مهرة لهاتفها 

- جمال وهايله مدام مني مبتشكرش ف حد غير فعلا لما بيكون كده 

ونظرت أمامها بشرود وقررت ان تنفض تلك الأفكار من عقلها ولكن ستذهب اليه غدا في شركته

................................................................

رفعت مني عيناها عن الأوراق لتبتسم بسعاده وهي تجد مهرة أمامها .. فنهضت من فوق مقعدها علي الفور ترحب بها 

- معرفتش اكلمك تاني امبارح 

فحركت مهرة رأسها بتفهم 

فغمزت لها مني بمكر 

- بس ايه الجمال ده كله 

فأرتبكت مهرة بشده .. فالجميع يخبرها انها جميله اليوم .. هي كما هي ملامحها نفس الملامح صحيح أصبحت ترتدي ملابس منمقة تليق بحجابها ولم تعد ترتدي النظارة الا أثناء عملها 

وانتبهت على صوت مني الضاحك 

- ارتبكتي كده ليه .. انك تحلوي بعد الجواز ده شئ عظيم 

صداقتها بمني أصبح بها عشم شديد .. فمني تعدها شقيقة صغري لها وهي أيضا كذلك 

فأشاحت وجهها هاربه بعينيها نحو الباب المغلق الخاص بغرفة جاسم متسائلا 

- هو موجود ولا عنده اجتماع 

فأبتسمت لها مني بود وعادت تجلس على مقعدها لتتابع عملها 

- موجود ومعاه مديرة العلاقات العامه الجديده الأنسه نرمين 

فحدقت بها مهرة بصمت ثم جلست تنتظر الي ان تخرج تلك المدعوة نرمين .. ومر الوقت وتبادلت الحديث مع مني ولكن فكرها كان منصب علي من بالداخل واتت اليوم من أجل رؤيتها 

ونهضت وهي تزفر أنفاسها وتنظر للوقت في هاتفها 

- عدت نص ساعه وعندي مشوار مهم مع أكرم ..انا هدخله يامدام مني

فطالعتها مني بأحترام فهي زوجة صاحب الشركه التي تعمل بها وأشارت لها مبتسمه 

- انتي مراته دلوقتي ومش محتاجه تستأذني 

شعور عجيب تغلل داخل روحها لا تعرف له تفسير ولكن هي سعيده به 

وفتحت باب مكتبه لتقع عيناها علي جاسم وهو يجلس علي مقعده بأسترخاء يحادث تلك التي أمامه ببتسامه لطيفه 

وثبت عيناه عليها دون ان ينهض 

- أهلا يامهرة .. تعالي

دعاها ببرود قاسي ..فألتفت الأخرى لهم 

هيئتها دون رؤية وجهها كانت تدل على انها امرأه رائعة الجسد وغاية في الأناقة والجمال 

وعندما ألتفت بوجهها اتضحت الرؤية اكثر فهي جميله حقا 

وتقدمت منه بصمت فأشار نحوها للجلسله أمامه 

- مدام مهرة مراتي 

فأبتسمت المرأة لها ونهضت تصافحها بحبور .. ولشعور بالغيرة اتجهت نحوه بعد ان قرر أخيرا جلالة الملك جاسم الشرقاوي النهوض من مقعده 

وأتسعت عيناه وهو يجدها تقبله علي خده بلطف ونبرة رقيقه

- وحشتني ياحبيبي 

فتمتم داخله

" حبيبي ووحشتني .. ده احنا لسا الصبح متخانقين كالعادي بتاعنا "

وركز عيناه عليها ليجدها تحدق بنرمين بغل...فضحك داخله فالأن عرف السبب 

لتخجل نرمين من وقوفها هذا وانسحبت بلطف

- نكمل كلامنا بعدين يامستر جاسم 

وفور ان خرجت وأغلقت الباب خلفها 

دعست بقدمها علي قدمه ..ليصرخ جاسم بآلم

-  انا قولت حبيبي والبوسه ديه مش طبيعيه 

فأبتعدت عنه لتجده يجذبها نحوه 

- على فين يامهرة هانم ...هتدفعي ضريبه رجلي 

وأشار نحو قدمه .. لتدفعه عنها 

- انا ماشيه 

وشهقت بصدمه وهي تجده يدفعها علي سطح مكتبه يحاول تقبيلها .. وأنفتح الباب فجأه


يتبع بأذن الله 

*********

الفصل الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون من هنا

لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات