رواية حب رحيم الفصل الرابع والعشرون 24 والاخير بقلم سمر عمر


رواية حب رحيم

الفصل الرابع والعشرون 24 والاخير 

بقلم سمر عمر

ابتعد عنها لينظر إليها بعينين لامعتين من السعادة وقال بهدوء : 

-بصي في عيني و قوليها 

أومأت بالنفي عدة مرات وقالت بتوتر : 

-خلاص بقى ..المهم إني قلتها 

مسح على ذراعيها بحنية وقال بجدية : 

-أنا نفسي اشيلك على كتفي دلوقت واهرب بيكِ

تراجعت خطوتين إلى الخلف وقالت بارتباك : 

-وأنا نفسي أجري 

ما أن أنهت حديثها والتفتت راكضة إلى الباب ثم فتحته وسارت نحو الباب بخطوات سريعة لكنها ثابته فيما أبتسم رحيم ثم خرج متجه نحو الباب كانت خرجت وكادت أن تفتح باب السيارة إلا أنه أمسك بمرفقها وادارها ثم حملها على كتفه فشهقت في دهشة وأخذت تضربه على ظهره وهي تقول بحنق : 

-نزلني يا رحيم ..نزلني بقولك.. 

أخذها إلى سيارته ثم فتح الباب الأمامي وادخلها برفق و أغلق الباب ولف حول السيارة وهي تنظر إليه بحده ثم جلس أمام المقود ليغادر.. تساءلت بحده : 

-رايحين على فين ؟! 

وضع سبابته على فاه لتتوقف عن الحديث وهو ينتبه إلى الطريق ..فلوت ثغرها بضجر ونظرت إلى الأمام وعقدة ذراعيها أمام صدرها ..صف السيارة جانبًا ثم أخذ قطعة من القماش كان قد وضعها داخل خزانة السيارة بينما هي تنظر حولها فتفاجأت به يسحب النظارة عن عينيها و يضع قطعة القماش على عينيها وربطها جيدًا وهو يقول بحسم : 

-مش عايز اسمع أي أسئلة علشان هتعرفي كل حاجة بعد شوية 

ثم شغل السيارة وتابع القيادة ..عند وصوله إلى ذلك المنزل الذي جمع بينهما ترجل من السيارة ليفتح البوابة ثم عاد إليها ودخل بها.. بعد ذلك صف السيارة جانبًا وترجل متجه نحو الباب الثاني.. قام بفتحه ومسك بيدها ليساعدها على النزول وأغلق الباب ووقف خلفها كي ينزع  الرابطة عن عينيها ففتحت عيناها ببطء لتخرج شهقة خفيفة من بين شفتيها ..فقد رأت الكثير من البالون الأبيض والأزرق معلق في الهواء وأمام الدرج مكعب هدايا كبير ..تقدمت نحو المكعب وهي تنظر إلى البالونات بإعجاب شديد فلحق بها حتى وقفت جوار المكعب الأزرق الذي يحيطه شريط أبيض منتهي بوردة في الأعلى ..وقف رحيم أمامهما واضعًا يده على المكعب ناظرًا إليها بسعادة لكونها سعيدة وقال : 

-اسحبي الوردة 

رأت شريط صغير يخرج من الوردة فقامت بسحبه لتنفك الوردة و سقط الشريط على الأرض.. حملت غطاء المكعب ليسقط كل جزء من المكعب على الأرض فشهقت بفزع عندما رأت الكثير من البالون أرتفع للأعلى واحده في المنتصف تحمل لافته كبيرة وقرأت الكلمات التي تحملها بالهمس " بحبك سامحيني ..تتجوزيني ؟ " رفعت رأسها إلى البالون الأبيض لتجد ذات الكلمات مكتوبه عليها ..فصل رحيم تلك البالون عن اللافتة لترتفع إلى السماء فرفعت رأسها تنظر إليها بينما قال رحيم بهدوء : 

-ندى بحبك 

نظرت إليه إلى لحظات من الصمت ثم تساءلت بتوتر : 

-أنت عملت كل ده امتى ؟

تقدم نحوها واضعًا يديه في جيبي سرواله ووقف أمامها ناظرًا إليها بعينين مبتسمتين وقال : 

-كل ده اتعمل امبارح وكنت ناوي اجيبك هنا لكن أنتِ رفضتي تسامحيني.. 

ثم تحولت نظراته إلى جدية الحب ورفع يديه نحو ذقنها ليمسك به وأخذ يتفرس ملامحها متسائلًا : 

-موحشتكيش ؟.. 

وضعت شعرها خلف أذنها تنظر إلى الأرض بخجل واضح فتنهد بصوت مسموع وقال بتأكيد : 

-متأكد اني وحشتك ..علشان مفيش أحن واطيب من قلبك.. 

ثم مسك بيدها رافعًا إياها إلى شفتيه ليقبلها برقه على راحتها ثم وضعها على صدره الصلب ليتنهد بعمق مغلقا عيناه بقوة وقال بجدية : 

-بحس بالهدوء والسكينة هنا من لمسة ايديكِ.. برتاح في قربك يا ندى.. 

أطرقت رأسها حينما فتح عيناه لينظر إليها ثم تساءل بهدوء : 

-موافقة نفتح البيت دا من جديد ونعيش فيه 

-مش هرد عليك غير لما تروح لنانا الأول 

أومأ بالموافقة ثم ترك يدها ليقترب منها وطبع قبلة رقيقة بين عينيها ثم أغلق المكعب بمساعدة ندى وأدخله المنزل فنظرت حولها لتجد كل شيء كما هو والمنزل رائع ونظيف وكأنهم يمكثون داخله ..فقال وكأنه استمع إلى سؤالها : 

-لما بكون مضايق كنت باجي هنا ..وكل فترة أجيب ناس تروقه 

رمقته بنظرة سريعة ثم خرجت فالتفت برأسه ينظر إليها وقد رفع أحد حاجبيه ثم خرج هو الأخير واغلق الباب بعد ذلك استقلوا السيارة وعاد إلى منزله لتستقل سياراتها وتغادر.. 

***

" صباح اليوم الثاني.." 


ودعت جدتها ثم خرجت واستقلت سيارتها لتذهب إلى العمل ..وبعد دقائق من مغادرتها رن جرس الباب فنهضت عن المقعد متجهه نحوه و وقفت لتفتحه ورأت رحيم حاملًا باقة ورد حمراء.. تنهدت في تذمر ثم تنحت جانبًا عازمة عليه بالدخول فدخل لتغلق الباب وأشارت نحو الصالون لكنه دخل الصالة وهو يقول :

-أنا هقعد معاكِ هنا 

لحقت به وجلست على المقعد المجاور إلى الأريكة طالبة منه أن يجلس ليجلس على الأريكة و وضع الورد على المنضدة المقابلة له ثم نظر إليها بود قائلًا : 

-الورد دا علشان حضرتك 

نظرت إليه وتحدثت بهدوء : 

-كلك ذوق يا بني 

قال بجدية وبدون مقدمات : 

-عارف اني غلطت في حق ندى كتير اوي ..وصدقيني أنا اكتشفت اني انتقمت من قلبي.. 

ثم تابع بصدق : 

-أنا فعلًا بحب ندى ..ومش قادر اعيش من غيرها اكتر من كده 

نظرت إلى الأمام وقالت بحزن : 

-قول الكلام دا لندى ..وندى مش هنا 

-عارف أنها مش هنا ..و أنا خليت في اجازة النهار ده في الشركة يعني هي هترجع تاني.. 

ثم أردف : 

-بس جيت عشان أتكلم مع حضرتك واقدم لك اعتذاري على اللي عملته 

لتنظر إليه بحزن وقالت بعتاب : 

-وندى كان ذنبها إيه 

تحدث بنبرة ندم صادقة : 

-ولا حاجة ..بس الابن غالي اوي زي ما ندى غالية على قلبي ..وخلاص انا نسيت كل اللي فات 

-أحسن حاجة لما ترمي كل حاجة ورا ظهرك 

أبتسم قائلًا : 

-وأنا عملت كده ..والمهم دلوقت رضا حضرتك وتوافقي على رجوع ندى ليا 

-موافقتي من موافقة ندى 

طال الحديث بينهم حتى عادت ندى وتفاجأت بوجود رحيم ..ثم تقدمت نحوهما لينظر رحيم إليها حتى جلست على المقعد المقابل إلى جدتها وتساءلت دون أن تنظر إليه : 

-مقلتليش ليه إنك صرحت باجازة ؟ 

ليجيب عليها ببساطة : 

-علشان تروحي وتيجي تلاقيني هنا 

قالت نانا بهدوء : 

-انتوا مش أول ولا اخر إتنين ينفصلوا ويرجعوا لبعض تاني 

رد رحيم بتأكيد : 

-كلام حضرتك مظبوط ..و أنا موافق طبعا على كل شروطك 

-اتكلم مع اهلك الاول وبعدين نتكلم   

ثم نهضت عن المقعد متجه نحو المطبخ ودخلت لينظر رحيم إلى ندى التي تنظر إلى الأرض في صمت ثم تحدث بجديه : 

-ندى اوعدك بحياة جميلة وهادية.. 

ثم نهض عن الأريكة وقبلها على رأسها بحنان وتابع : 

-هروح على البيت دلوقت و اقولهم على كل حاجة 

نهضت عن المقعد وقالت بهدوء : 

-اقعد شوية نانا بتعملك قهوة 

لاحت ابتسامة جانبية على ثغرة وتساءل بمكر : 

-وهي عرفت منين اني بحب القهوة ؟ 

اتسعت ابتسامتها وأجابت بنبرة خجل : 

-يعني ..من كلامي 

رفع حاجبيه واقترب منها مستنشقا عطرها عن قرب وقال بنبرة ثقيلة : 

-بحبك 

حركت مقلتيها بطريقة عشوائية وأخذت تفرك في أصابع يديها بينما هو قبلها على جانب رأسها ثم ودعها واتجه نحو الباب وهي خلفه.. فتح الباب ليخرج فوقفت تنظر إليه و هو يقف أمام المصعد الكهربائي يطلب إياه ثم ادار رأسه إليها لتنظر إلى الأرض فابتسمت عيناه فقلبه يعشق خجلها كثيرًا.. عند وصول المصعد فتح الباب ودخل لترفع رأسها إلى المكان الذي كان يحتله منذ لحظات ثم دخلت مغلقة الباب خلفها.. 


لتقابل جدتها حاملة فنجان قهوة فأخذته ندى متمتمه بالشكر ثم جلست على أقرب أريكة لتجلس جدتها على المقعد المجاور إليها متسائلة : 

-مشي ليه ؟ 

تناولت أول رشفة ثم أجابت : 

-هو هيروح يقولهم على موضوع الجواز.. 

تابعت بشك : 

-نانا أنتِ موافقة على الجواز فعلًا ولا بتريحيني !

-أنا كل اللي يهمني سعادتك يا ندى وعلى فكرة رحيم فعلًا بيحبك ..كلنا بنغلط يا ندى 

***

" فيلا رحيم.." 


دخل غرفته برفقة أولاده وأغلق الباب خلفه ..ثم جلس على الأريكة وهما بجواره وأحاط كتفهما متسائلًا : 

-عارفين بابي بيحبكم قد إيه ؟ 

أومأت أشرقت بتأكيد فيما قال ريان : 

-طبعًا بتحبنا أكتر من نفسك 

لينظر إليه مبتسمًا وأكد على حديثه ثم تحدث : 

-عارفين إني مقدرش اعمل أي حاجة تزعلكم ..طيب لو قلتلكم إني هتجوز 

اندهش ريان فيما لوت أشرقت ثغرها بتذمر وقالت بحزن طفولي : 

-لاء يا بابي مش تتجوز 

أكد على حديث شقيقته : 

-ايوه طبعا مش عايزينك تتجوز 

نظر إلى الأمام وهو يومئ برأسه موافقًا ثم تحدث بمكر وجدية مصطنعة : 

-خلاص اكلم ندى بقى واقولها الأولاد مش موافقين على جوازنا 

-لاء طبعًا موافقين 

قالها ريان سريعاً فيما نهضت أشرقت عن الأريكة وقالت في دهشة : 

-ندى بجد ..اتجوز ندى ..أنا عايزة ندى تعيش معانا هنا على طول 

مسك بيد ابنته ليجذبها إليه وقبلها على وجنتها وأخرى على رأس ريان ثم أحتضن الإثنان وقال : 

-حبايب قلبي 

ابتعدت أشرقت عنه وصفقت بسعادة قائلة : 

-هتعمل فرح بقى وكده وندى هتبقى عروسة 

ضحك ضحكة خفيفة وتساءل : 

-عايزين فرح ؟.. 

أومأ الإثنان بتأكيد فقال : 

-امركم مطاع وهعمل أجمل فرح 

في ذات اللحظة دخلت رنا لتستمع إلى حديث شقيقها الأخير وتساءلت بفضول وهي تتقدم نحوهم : 

-هتعمل فرح مين يا رحيم ؟ 

نظر إليها وقد اختفت ابتسامته ثم طلب من ولديه أن يذهبا الأن فركضا إلى الخارج فيما نهض هو عن الأريكة وتنهد قائلًا :

-فرحي يا رنا ..هتجوز ندى 

رفعت حاجبيها في تعجب قائلة : 

-وقررت لوحدك كده 

-ماقررتش لوحدي ولا حاجة.. أنا طبعًا أخدت رأي اولادي لأنهم أهم وبعدين بقولك اهو وهتقولي لماما 

لتقول بتأكيد : 

-طبعًا لازم أقولها ..وبعد كده لما نتفق نبقى نقولك مبروك 

ثم غادرت الغرفة مغلقة الباب خلفها ليجلس على الأريكة مستند بمرفقيه على ركبتيه مشبكا يديه في بعضها البعض منتظر قدوم والدته.. بعد دقائق قليلة دلفت إلى الغرفة مغلقة الباب خلفها و تقدمت نحوه و وقفت تنظر إليه بحده قائلة : 

-ازاي تتجوز واحده كانت مربية للأولاد ؟! ..مينفعش 

رفع رأسه إليها وقال بهدوء : 

-وأنتِ جاية دلوقت تنصحيني متجوزش المربية 

قالت بحده وضيق : 

-ايوه طبعا علشان أنا أمك 

رفع حاجبيه ساخرًا وهو يومئ برأسه ثم نهض عن الأريكة وقال بتأفف : 

-اه دلوقت بقيتي أمي ..طيب يا أمي كنتي فين وأنا محتاج لك تشيلي عني حمل الولاد ؟ ..دلوقت جاية تعملي عليا أم 

حملقت به في تعجب وقالت بحنق : 

-أنت قليل الادب علشان تكلمني بالأسلوب ده 

-ايوه أنا فعلا قليل الادب ..لاني عمري ما حسيت بحنانك ولا حتى بتربيتك.. 

اندهشت من حديثه معها بهذه الطريقة وتوقفت عن الحديث كأنه توقف في حلقها ..ليشعر هو بالغضب من نفسه على طريقة حديثه معها وقال بحده : 

-أنا اسف ..بس عايز افكرك بجيجي حضرتك اخترتيها زوجة ليا وطلعت إنسانه حقيرة ..وبطلب منك دلوقت توافقي على اختياري 

تنهدت بحزن وجلست على المقعد المجاور للأريكة وقالت بصوت منخفض : 

-أنا عمري ما حسيت أنك محتاجلي ..ولا أنت قولتلي محتاج لك معايا 

ليقول بنبرة عتاب : 

-مش لازم أقول يا أمي ..زي ما رنا وعلاء كده ماطلبوش منك تروحي تقعدي معاهم ومع ذلك روحتي 

-يمكن يا بني قصرت معاك ..لكن أنا شوفت علاء مش متحمل مسؤولية بسبب دلعي الزايد وكان لازم احسن منك 

تنهد بصوت مسموع ثم جلس أمامها على ركبتيه وأمسك بيديها قائلًا : 

-وأنا بشكرك يا أمي على تربيتك ليا ..أنتِ خلفتي راجل صلب ناشف أتحمل مسؤولية جبال.. 

ثم قبلها على ظهر يدها وعاد بالنظر إليها وتابع : 

-أنا اسف يا امي 

رفعت يدها وضعتها على شعره تمسح عليه ثم قبلته على رأسه بحنان وقالت بتأكيد : 

-وأنا فخورة بيك جدًا يا حبيبي ..وشرف كبير ليا إني أم رحيم عبد الرحمن النادي 

استقام ظهره عندما أستمع إلى اسم والده وانحنت رأسه احترامًا وتعزيزا لأسم والده الغالي ثم نهض عن الأرض وجلس على الأريكة وقال بجدية : 

-ندى يا أمي اجمل بنت شوفتها في حياتي ..رقيقه وهادية وقلبها أبيض و روحها خفيفة ..صدقيني لما تعرفيها هتحبيها 

-رحيم لما يحب أكيد مش هيحب أي واحده.. المهم قولي هي عندها كام سنه 

رفع حاجبيه واجاب ببساطة : 

-سته وعشرين وأنا خمسة وتلاتين 

-اوه الفرق بينكم تسع سنين ..دي باين عليها بتحبك اوي 

قهقه على كلمات والدته الخبيثة ثم تحدث بتأكيد : 

-بتموت فيا ..ويا أمي احنا مبنفكرش في فرق السن المهم الحب.. 

ثم تابع ببساطة : 

-وفرق السن مش كتير اوي يعني أنا معنديش ستين سنه 

ضحكت ضحكة خفيفة ثم تحدثت بهدوء : 

-أنا بهزر معاك يا حبيبي ..ربنا يسعدكم  ويحميك لشبابك 

***

" بعد مضي ثلاثة أيام.." 


وقفت عند مقدمة الفراش تنظر إلى فستانها الأبيض المنفوش قليلًا ومنقوش بورود صغيرة بأكمام طويلة ..كانت تعض على شفاها السفليه من الداخل تومئ بالنفي بخفيه غير مصدقه بأنها ستصبح زوجته ثانية.. تنهدت بعمق وجلست على حافة الفراش ليصل لها رسالة على الهاتف بعد لحظات ..فأخذته لتجد رسالة صوتية من رحيم استمعت إليها " بحبك.. " اتسعت ابتسامتها ثم ضمت الهاتف إليها بقوة..


دق باب الغرفة فنظرت إليه وتفاجأت بدخول بنات خالتها وابنة خالها يصفقون ويرقصون لها و أحدهم مسكت يدها لتنهضها عن الفراش وأخذت تصفق معهما بابتسامة واسعة ..ورأت السعادة في أعينهم وعلمت أن السعادة الحقيقية عندما ترى فرحة عائلتها بها.. 


توقفوا عندما دخلت الفتاة الخاصة بالتجميل وخرجوا الفتيات.. ساعدت الفتاة في ترتيب أغراضها ثم جلست أمام المرآة وبدأت تضبط لها شعرها وتمسح على بشرتها ببعض المرطبات وبعد مدة من الزمن ساعدتها على ارتداء الفستان وبدأت تضع لها مساحيق التجميل الخفيفة.. 


في تمام الساعة الثامنة مساءً خرجت من الغرفة رافعه الفستان من الأمام قليلًا ..كانت جميلة حقًا بوضع شعرها على الجنب مزين بفراشات بيضاء صغيرة وطرحه تصل إلى الأرض.. تعالت المباركات والزغاريد وجاءت خالتها تقترب منها منعتها الفتاة وهي تقول بمزاح : 

-مفيش حد يقرب منها وممنوع البوس والاحضان دلوقت علشان مفيش حاجة تبوظ بس 

بارك الجميع لها عن بعد فضحكت ضحكة خفيفة وبعد دقائق وصل رحيم وعندما استمعت إلى صوته شعرت بالارتباك واستدارت فورًا واضعة يدها على بطنها التي تنبض من شدة التوتر حتى شعرت بالغثيان ..دخل حاملًا باقة ورد بيضاء وزرقاء نظر إلى الجميع بثبات فأشارت أحدهم إلى ندى ليدير رأسه اتجاه اليمين ليراها مواليه له ظهره.. ابتسم قلبه قبل عيناه ثم تقدم نحوها بخطوات ثقيلة حتى وقف خلفها.. استنشقت عطره لتعلم أنه يقف خلفها فأغمضت عينيها بقوة قابضة قبضتها وأخذ صدرها يعلوا ويهبط بوضوح ثم فتحت عينيها لترى ابنة خالها واقفة أمامها وتصورهما بالهاتف ..تنحنح بخفه وقال بنبرته الرجولية التي تخطف أنفاسها : 

-طيب هتلفي ولا اجيلك أنا 

قالت بارتباك : 

-تعال أنت 

لف حولها حتى وقف أمامها فأطرقت عينيها تبتلع لعابها بصوت مسموع بينما هو أخذ يتفحصها بدقه مندهشا من ذلك الجمال الذي أمامه وكأنه يرى قطعة من القمر بل القمر قطعه منها ..ثم انتقل ببصره بينها وبين باقة الورد ليقذف باقة الورد خلف ظهره وقال في حيرة صادقة : 

-ورد أي بس ؟ ..الورد لا يليق بكِ عزيزتي ..ليس من مقامك سيدتي 

ثم فاجأها بالعناق القوي حاملًا إياها عن الأرض وأخذ يستدير بها كثيرًا فصفق الجميع لهما بحرارة ..وبعد لحظات ليست قليلة انزلها برفق وقبلها على جبينها بحنان ثم مسك بيدها وضعها حول مرفقه بينما تناولت ابنة خالها باقة الورد واعطتها إلى ندى ..احتضنتها جدتها فطبع الأخير قبلة على رأس نانا بحنان ثم ابتعد عنها لتبتعد هي عن ندى ونظرت إليه بابتسامة بسيطة ثم تركته يغادر بها.. 


خرج من العمارة ليجد علاء في انتظاره وفتح الباب الخلفي بابتسامة واسعة ودخلت ندى السيارة المزينة بورود صغيرة بيضاء و زرقاء ثم جلس رحيم إلى جوارها فتساءلت دون أن تنظر إليه : 

-إيه حكايتك مع اللون الأبيض والأزرق ؟ 

-علشان أنتِ بتحبي اللونين دول مع بعض.. 

نظرت إليه بلهفة ثم ابتسمت في دهشة فقال بجدية : 

-عمري ما نسيت أي حاجة بتحبيها حتى لو بسيطة 

تشابكت أيديهم وتنهدت هي بعمق ثم نظرت إلى الأمام ..أما في الخارج فتح علاء الباب الامامي وأشار إلى ابنة خال ندى التي تدعى فرح ان تجلس فقالت : 

-لا شكرًا هركب مع بابا 

-ما العربية فاضيه أهي 

استمعت ندى إلى حديثهم وأشارت إلى رحيم أن ينزل زجاج النافذة لينفذ رغبتها ونظرت إليها قائلة : 

-فرح اركبي معايا 

أومأت بالموافقة ثم دخلت السيارة وأغلق علاء الباب ثم لف إلى الباب الثاني ليجلس أمام المقود و غادر إلى وجهته.. 


..عند وصوله دخل بالسيارة إلى الحديقة حيث يجلس الجميع في انتظارهم والأنوار الصغيرة الهادئة معلقه في كل مكان وأيضًا البالون باللونين المفضلين لدي ندى والكثير من الورود بذات لون البالون ..تفاجأت ندى بكل هذه الأجواء ونظرت إليه في دهشة هامسة : 

-أنت مقلتليش انك هتعمل فرح 

ابتسمت عيناه ابتسامة خاصة بها ثم ترجل فيما هبط من السيارة كلًا من فرح وعلاء ..لف إلى الباب الثاني وفتحه إلى ندى ومد يده لتضع يدها على راحته ثم ترجلت وفاجئها بحملها على ذراعيه لتخرج شهقة من بين شفتيه بينما صفق الجميع لهما.. واتجه هو إلى المنزل بها ودخل من ثم إلى غرفة الصالون ثم انزلها برفق.. لتجد أشرقت و ريان يركضون إليها لاحتضنها فابتسمت وقبلت كلًا منهم على رؤوسهم.. بينما كان يقف المصور ومعه المساعدة الخاصة به والتقط معها الكثير من الصور ومع أبناءه.. 


عقب انتهائهما مسك بيدها وخرج إلى الجميع و وقفا على ساحة الرقص و وضع يديه على خصرها بعد أن وضع يديها على كتفيه وبدأ يتمايل معها على انغام الموسيقى الهادئة ناظرًا إليها بسعادة لا يستطيع قلبه وصفها حقًا ..رفعت رأسها ببطء لتتقابل عيناهم أخيرًا لكنها خجلت من نظرات الغزل تلك وأطرقت رأسها بابتسامة خجولة ..قربها منه أكثر وقبلها على جانب رأسها بحنان ثم همس بالقرب من أذنها " أنتِ أجمل بنت شافتها عيني يا ست البنات ..بحبك " عضت على شفاها السفلى ثم تحدثت بنبرة رقيقة مثلها : 

-بحبك 

احتضنها بقوة حتى التصقت به وحمل إياها عن الأرض ليستدير بها بقوة لدقيقتين تقريبًا ثم أنزلها برفق لتشعر بالدوران لكنه ضمها إليه ثم ابتعد عنها خطوة واحده بعد أن اشتغلت اغنية عالية وصعد جميع الفتيات إلى ساحة الرقص ليبتعد هو تاركًا لها مجالًا للرقص معهما.. وقف ينظر إليها بابتسامة بسيطة يشعر بالسعادة لكونها سعيدة ..نعم فهي القلب والروح والعقل وعندما يكون القلب سعيد ترقص الروح على أنغام اوتار القلب وعندما يكون العقل هادئ رقيق يريح البدن بالكامل ..كانت تتمايل معهما على انغام الموسيقى بينما هو فاق من شروده عندما احتضنه عمرو فضربه رحيم على ظهره ثم بادله بالعناق وبعد لحظات صعد جميع اصدقاءه ومسك عمرو يديه على أنه يرقص معهما لكنه رفض وبشدة.. فقال عمرو بحنق : 

-جاد وكئيب حتى في فرحك يا ساتر 

رقصوا الشباب مع بعضهم و هو عاقدًا ذراعيه أمام صدره يشاهدهم بثبات ..لتنظر ندى إليه في تعجب وعندما نظر إليها حركت رأسها بخفة فتقدم نحوها و وقف أمامها.. لتبتعد صديقتها بينما أحاط هو خصرها بذراعه وفرد ذراعه الثاني يحرك رأسه بخفية كرقصه هادئة فضحكت ضحكة خفيفة ثم وضعت يدها على كتفه وتمايلت معه بمرح ..بعد أن انتهت الأغنية احتضنها وقبلها على جانب رأسها وتعالت صوت أغنية أخرى لتأتي زهره ومسكت بيد رحيم فنظر إليها ثم ترك يدها وأحاط خصرها وقبلها على رأسها ثم تركها ترقص مع ندى وعاد إلى الشباب ووقف ينظر إليهم وبعد لحظات وقف علاء جوار شقيقه وقال في تعجب : 

-ما ترقص معاهم يا بني أنت معمول من إيه

لينظر إليه بثقل قائلًا : 

-ارقص ايه بلا كلام فاضي 

أحاط كتفه رافعًا يده الأخرى وقال بمزاح : 

-الله يكون في عونك يا ندي.. 

ثم نظر إلى الفتيات وتابع : 

-ما تظبط أخوك بواحده من دول 

زفر بغيظ ولكزة في جنبه بخفيه فضحك ضحكة خفيفة بينما مسك عمرو بيد علاء طالبًا منه أن يشاركهم الرقص ليذهب معه فابتسم رحيم ..ثم نظر إلى ندى وتفاجأ بأولاده يرقصون معها ..بعد نصف ساعة تقريبًا دخل أحدهم يدفع طاولة تحمل عشرة ادوار من تورته العروس ..وضع ذراعه حول خصرها وقال : 

-كان نفسي اخليها ابيض وازرق 

نظرت إليه بعينين لامعتين من الحب وتفاجأ بتلك اللامعة الخاصة به وقال بهدوء : 

-أحلى حاجة حصلت في حياتي أن عينك مابتلمعش غير ليا أنا 

عقدت بين حاجبيها قليلًا مبتسمة وهي تومئ بتأكيد فقبلها على جبينها بحنان ثم قطع قطعة من تورته وأخذ بالشوكة قطعه صغيره واتجه بيده نحوها لتفتح فاها قليلًا ليضع تلك القطعة طالبًا منها ألا تأكلها وأخرجها من فاها ثانيةً ليأكلها هو مستمتعًا بطعمها كثيرًا.. أرتفع حاجبيها وشعرت بالخجل بينما أخذ قطعة بالشوكة ليطعمها ثم احتضنها بشدة.. 


..في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف صباحًا وصل إلى المنزل وصف السيارة أمام الباب ..ثم ترجل متجه نحو الباب الثاني وقام بفتحه وامسك بيدها حتى ترجلت ثم أغلق السيارة وفتح باب الفيلا وحملها على ذراعيه ودخل مغلقًا الباب بقدمة واتجه نحو الدرج مباشرةً ومن ثم صعد إلى غرفة النوم ..وضعها على الفراش برفق ثم أضاء المصباح الصغير الذي يقع على المنضدة المجاوره إلى الفراش لينبعث منه ضوء هادئ.. بينما هي تلملم طرحة الفستان نظر إليها بحب و وضع يده على وجنتها فرفعت عينيها إليه ثم أطرقتها مجددًا.. 


أقترب منها أكثر واضعًا جبينه على كتفها طالبًا منها أن تضع يدها على شعره من الخلف لترفع يدها وخللت أصابعها بين خصل شعره الكثيف ثم استندت برأسها على رأسه فقال بهدوء : 

-لازم نعوض كل ثانية عديت في فراقنا 

لتقول بصوت مبحوح : 

-رحيم أنا نسيت كل حاجة ..مجرد ما سمعت صوتك نسيت ومجرد ما شوفت عيونك افتكرت اجمل أيامنا مع بعض ..مش عايزين نفكر غير في اللي جاي وبس 

ابتعد عنها ومسك بيدها ليضع راحتها على شفتيه يقبلها عدة مرات برقة ثم نظر إليها وأمسك بذقنها يمسح عليه بإبهامه بلطف.. ثم أقترب منها منحنى برأسه ليأخذ شفتيها في قبله عميقه يروي بها ظمأ سنتين ونصف وأحاط عنقها بيديه لا يود أن يبتعد عنها قط ..لكنه اضطر أن يبتعد عنها قليلًا لتشعر بأنفاسه الساخنة تلفح وجنتيها وقد اختلطت أنفاسهم ليقبلها ثانية بعد أن أخذت ما يكفي من التنفس ..فهو مثل الغريق بها ولا يود الإنقاذ ابدًا بل يود أن يغرق أكثر وأكثر.. 


ابتعد عنها بعد دقائق ثم أزاح الطرحة عن شعرها فنهضت هي مهرولة إلى الخزانة رافعة الفستان من الأمام قليلًا ثم دخلت مغلقة الباب خلفها ..ضحك ضحكة خفيفة وأقترب من الخزانة و وقف يدق الباب قائلًا : 

-طب طلعيلي لبس اغير هدومي على ما تطلعي 

تناولت قطعتين فوق بعضهما وفتحت الباب قليلًا ليأخذهم من يدها ثم أغلقت الباب على وجه السرعة.. حاولت بشتى الطرق تسحب سحابة الفستان حتى نجحت برفع يدها للأعلى وامسكت طرفها وأخذت تسحبها رويدًا رويدًا لكنها شعرت بألم أسفل كتفها ..ثم بدلت الفستان بقميص أبيض طويل و فوقه الروب بذات الطول واللون ..ثم خرجت مغلقة الباب خلفها لينظر رحيم إليها ثم نهض عن الفراش متجه نحوها و وقف أمامها يتأملها بحب ثم تحدث بمكر : 

-فاكره لما ضربتيني بالقلم في المكتب.. 

رفعت رأسها إليه بلهفة فتابع بمزاح : 

-ليكِ عندي عقاب على القلم ده 

تساءلت بتوتر : 

-عقاب ايه 

مسك طرف كنزته القطنية ورفعها ليقوم بخلعها قائلًا : 

-هتعرفي دلوقت عقاب إيه.. 

ثم ألقى بالكنزة على المقعد وحملها على ذراعيه فحملقت به بعدم فهم ليضحك ضحكة خفيفة وقال وهو يعض على شفاه السفلى : 

-العقاب دا احلى عقاب في حياتي 

فهمت ما يرمي إليه ذلك الوقح واخذت تلتوي على ذراعيه وهي تقول بنبرة خجل : 

-رحيم بطل هزار ونزلني 

اتجه بها نحو الفراش وقال بمزاح : 

-أنا ابقى مجنون لو نزلتك 

***

..كانت تلك الأيام تمضي عليهما كسرعة البرق فدائمًا السعادة لا تعطي لنا فرصة بالشعور بها وعقارب الساعة تدق سريعا وكأن أحدهم يركض خلفها ..كلًا منا يتمنى وقف الوقت عند لحظات السعادة فقط..


وها قد جاء اليوم التي أصبحت به ام جميلة ورقيقة تمتلك قلب أبيض خاص بوالد تلك الطفلة الجميلة ..التي أخذت جمال والدتها وعينين والدها الجميلتين.. 


كانت تستند بظهرها إلى الفراش نائمة عاقده قدميها وطفلتها عليها لكنها بدأت في البكاء ليستيقظ والدها أولًا قاطبًا حاجبيه ونظر إلى ندى التي يبدو عليها الإرهاق من قلة النوم منذ ولادة تلك المشاغبة الصغيرة ..فحمل طفلته برفق وحاول اسكتها لكنه لم يستطيع فنهض عن الفراش وأخذ الغرفة ذهابًا وإيابًا بها هامسًا : 

-أميرتي الصغيرة سيبي ماما ترتاح شوية.. 

هدأت الصغيرة تدريجيًا وبعد لحظات وضعها على الفراش الخاص بهل برفق ثم سحب قدمي ندى لتفتح عينيها بلهفة تسأل عن طفلتها لكنه أسرع بوضع يده على شعرها برفق وقال بهدوء : 

-متقلقيش يا روحي ..ارتاحي شوية وانا هسهر بيها 

ثم جعلها تضع رأسها على الوسادة وهي تقول بنعاس : 

-لاء كمل نومك أنت وراك شغل الصبح 

قبلها على رأسها بحنان وقال مبتسمًا : 

-كله يهون في سبيل راحتك يا حبيبي 

ثم قبلها على وجنتها طالبًا منها أن ترتاح هذه الليلة ثم عاد إلى طفلته وحملها على ذراعيه لينظر إلى عينيها التي تتحرك بطريقة عشوائية.. ثم قبلها على جبينها بحنان وأكمل السير بها لمدة نصف ساعة تقريبًا حتى نعست وقام بوضعها داخل فراشها الصغير المجاور إلى الفراش ثم جلس على حافة الفراش ينظر إليها حتى شعر بالنعاس فاستند برأسه على طرف السرير الصغير ليذهب إلى النوم.. 


في الثامنة صباحًا استيقظت الصغيرة تبكي لتستيقظ ندى على صوتها تفاجأت برحيم نائمًا على هذا الوضع ..فشعرت بالحزن ليؤلمها قلبها عليه واقتربت منه ثم مسحت على شعره من الخلف برفق وباليد الأخر تمسح على رأس صغيرتها بلطف قائلة : 

-رحيم ..رحيم اصحى 

فتح عينيه بنعاس ثم رفع رأسه عن الفراش لينظر إليها.. بينما هي حملت طفلتها وهي تقول بحزن : 

-نايم كده ليه وجعت قلبي عليك 

مدد إلى جوارها وهو يقول بنعاس : 

-سلامة قلبك يا روحي 

انحنت برأسها وقبلته على جانب رأسه ثم تحدثت بنعومة : 

-ربنا يخليك ليا 

مسك بيدها وضع راحتها على شفتيه يقبلها برقه وقال وهو مغلقا عيناه : 

-يا رب يخليكي لقلبي 


" بعد مدة من الزمن.." 


جلست على الأرجوحة تهزها بقدميها وهي تحمل طفلتها وعينيها على كلًا من أشرقت و ريان الذين يلعبون بالكرة ..بعد دقائق خرج رحيم إليهم فابتسمت ندى بمجرد أن رأته وهو يمضي من جوار ريان داعب شعره ثم اتجه نحو ندى وجلس بجوارها قائلاً : 

-وحشتيني 

-وانت كمان وحشتني 

أخرج من جيب معطفه الداخلي وردة زرقاء ومد يده بها قائلًا : 

-أحلى وردة لأجمل ملكة في حياتي 

أشارت إلى أذنها طالبه منه أن يضعها هنا كعادته فوضعها فوق أذنها ثم وضع شعرها عليها وقبلها على وجنتها ثم طبع قبلة على يد طفلته الصغيرة وقال بتمني : 

-امتى تكبري يا قلب بابي وتلعبي معاهم 

ثم قبلها على ظهر يدها الصغيرة ثانية.. فتساءلت ندى : 

-هتفضل تحبني مهما تعدي علينا الأيام والسنين ؟ 

لينظر إلى عينيها بعمق وقال بتأكيد : 

-طبعًا ..حبك ساكن في قلبي للأبد 

اتسعت ابتسامتها وقالت بنعومة : 

-علشان أنت بتموت فيا 

-علشان أنتِ حب رحيم ..بحبك 

لامعت عيناها من السعادة وقالت بأنفاس عالية بفضل كلماته التي تخطف روحها دائمًا : 

-حب رحيم.. 

أومأ بتأكيد فتنهدت بعمق وقالت بمرح : 

-بحبك 

مسك يدها رفعها إلى شفتيه وقبلها برقة و مازال ينظر إلى عيناها بحب ثم تحدث بجدية الحب : 

-وأنا بحبك يا حب رحيم 

تنهدت بعمق وزفرت بهدوء فاقترب منها أكثر وأحاط كتفها ليضمها إلى صدره يقبلها على رأسها ثم استند بوجنته عليها ليشعر بالهدوء والسكينة لكونها في أحضانه ..بينما هي تشعر بالأمان والاطمئنان وإذا وصفت ساعدتها حتما ستجن ..فما تشعر به الأن لا يستطيع أحد وصفه.. و وجدت نفسها تحرك شفتيها بالجملة التي راقت إليها وإلى قلبها كثيرًا.. 


إلى اللقاء في الجزء الثاني ❤.. 


                  تمت بحمد الله

الفصل الخامس والعشرون الجزء الثاني من هنا

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

تعليقات