
رواية لحن الحياة
الفصل الثاني والاربعون 42
والثالث والاربعون 43
بقلم سهام صادق
هجر وعقاب (42)
**************
خفق قلبها بقوة وهو يجرها خلفه ..شعرت ان روحها تنسحب منها ونظرة ضائعة ألقتها نحو شقيقها الواقف ينظر إليها بعد ان تركه كرم نافضا ذراعه بحنق
فثبتت أقدامها علي الارض وهي تحاول فك قبضة يده من يدها
- جاسم متعملش فيا كده .. انا هروح معاك اخد شنطة هدومي وامشي ..بس ارجوك متكسرنيش قدام حد
كلماتها جمدت حركته ..نيران من الغضب داخله ولكن رجائها هذا وضعف صوتها جعله يلتف نحوها ينظر إليها ليجدها تقف أمامه ضائعة وعيناها تتلألئ بها دموع انكسارها
فأغمض عيناه للحظات ..ظنت فيها أن صمته هذا رفض
ووقعت عيناها علي نرمين التي وقفت أمام المخفر تتحدث بهاتفها وتنظر نحوهم
أصبحت الارض تدور بها وهي تخشي ان ينبذها أمامهم
- انا موافقه علي عقابك... بس عاقبني في بيتنا وانا راضيه بأي عقاب تقوله
كان يسمعها وهو غاضب من نفسه أكثر من غضبه عليها
فمنذ متي كان الرجال هذا هو عقابهم .. متي كان غضبه يعميه لدرجه ان ينبذ زوجته ويكسرها أمام اشقائها
وترك يدها وعاد لسيارته متمتما بجمود ادمي قلبها
- يلا يامدام
فنظرت نحو أكرم الذي كان يطالعها بقلق وحرك رأسه لها بأسف وندم علي فعلت شقيقه
ووقفت نرمين تحدق بهم الي ان اندفعت سيارة جاسم من امام عينيها
.........................................
وصل بها المنزل لم يخاطبها بأي كلمه وهم في طريق العودة رغم انها أخذت تحادثه لعلها تلين عاطفته نحوها ولكن يبدو انه غاضب منها بشدة تلك المرة
وتركها دون كلمه متجها نحو غرفة مكتبه يدور داخلها ..شقيقها الذي يعلم بعبثه واستهتاره حتي انه يشك بنواياه اتجاهها ..
وبدء عقله يبحث لها عن شئ يطفئ نيران غضبه منها تلك الليله
ولكن لم يجد غير ان غضبه يزداد
يعاملها برفق وحب .. يحتوي تمردها وتهورها .. كان يعاقب كريم شقيقه علي عبثة واطاحت مكانته ولكن معها يصبر ويدلل ويخاطب بهدوء
ولكن في النهايه لا تتعلم ولا تتغير شخصيتها
تنسي إنها امرأة تنسي أنها زوجه تنسي انها بضعة أشهر ستكون اما
ضاع بين طيات تلك الليله ورفع كفه نحو خصلات شعره السواد يشدها بضيق
- اه منك يامهرة
وخرج من غرقة مكتبه ليصعد لها لأعلي فوجدها تهبط الدرج تحمل حقيبة ملابسها بيدها وتسير مطأطأه الرأس
- رايحه فين
سأل وهو يعلم الاجابه ولكن أراد ان يسمعها منها
- مش انت عايزني امشي ..هروح فين هروح بيتي القديم
لتنتفض بفزع وهي تسمع صوته
- اطلعي علي أوضتك فوق مش عايز اسمعلك صوت الليله ديه
فأنزلت حقيبتها أرضا متسائله بسعاده
- يعني اطلع فوق ..انت سامحتني صح
لم يمهلها لحظه بأن تستمر ابتسامتها
- سامحتك .. بصي يامهرة من الليله ديه ولحد ما انا اقرر اسامحك مش عايز ألمحك في البيت .. لا علي الصبح ولا بالليل .. طول ما انا موجود انتي في اوضتك
وصرخ بها بقوة
- مفهوم
فأرتجف جسدها وهي تحدق به غير مصدقه ان الرجل الذي أمامها الآن هو جاسم زوجها وحركت رأسها بعد ان سمعت صوته مجددا
- مفهوم
فأشار نحو الاعلي
- علي أوضتك
فألتفت بجسدها كي تعود لغرفتها فعاقبه هذا اهون ولكن داخلها شئ أخبرها ان تلتف اليه ثانية وترمي نفسها بين ذراعيه فبالتأكيد جاسم سيسامحها كما يعمل دوما ..وركضت نحوه هاتفه
- جاسم انا اسفه .. هفكر بعد كده قبل اي حاجه أعملها
وحاوطت جسده بذراعيها تنتظر ردة فعله ولكن لا كلمه نطقها او حتي ضمها إليه وابتعدت عنه تنظر له ولكن كان يحدق بالفراغ الذي خلفها
- جاسم انا اعتذرت ..طب أعمل ايه تاني .. معاك حق ان غلطت اني أخرج من البيت في الوقت ده وانت مش موجود بس ..
وقبل ان تكمل باقي كلامها وتخبره ان من ذهبت إليه هو شقيقها
- بس ايه ها بس ايه يامهرة ..مبرراتك بقت سخيفة ...من فترة دخلتي نفسك في مشكله ورجعتيلي البيت بتعرجي علي رجلك وبعدها روحتي تستجمي مع اخوكي وسيبتي الغبي اللي متجوزاه يجري يدور عليكي زي المجنون وكل ده عشان فهمتي كلامي غلط مع موظفة عندي
وابتعد عنها زافرا أنفاسه بقوة
- لا بتفكري في منظري قدام الناس ولا حتي بتفكري في نفسك ولا في ابنك اللي ف بطنك واللي للاسف هيبقي طفل لام مش مسئوله
كانت تسمعه وعنياها مثبتة عليه ..تبكي بصمت وتتسأل.. كل هذا يحمله داخله منها
ونظرت إليه وهي تمسح دموعها بكفوفها
- عندك حق
وعادت لحقيبتها تحملها لتغادر ..فبعد كلامه لما تصعد لاعلي وفور ان وجدها تغير اتجاهها للخارج
امسك معصمها بقوة هاتفا بحنق
- رايحه فين ..انا قولت فوق علي أوضتك
فخشت من غضبه وازاحت يده عنها
- انت مش طايق وجودي في بيتك
ولكن إشارة واحده من يده جعلتها تصمت وتصعد لاعلي
................................
وقفت ورد كالضائعه أمام شرفتها تبكي بوجع متخيلة كنان بين احضان تلك المرأه ..عادت بها الذكريات يوم ان تخلي عنها ماجد والآن كنان يفعلها ولكن بطريقة تقتلها
وصرخت بآلم وحاوطت بطنها بيديها
- اظاهر هيكون مكتوب عليك تعيش حياه زي اللي انا عيشتها من غير اب
وفركت جفونها بقوة وهي تهتف
- كفاية بكي وضعف ياورد
وتذكرت ليليان فهي الوحيده من تخفف عنها ..وكادت ان تذهب نحو هاتفها النقطه الا أنها وقفت ثابتة في مكانها تسمع طرقات عظيمه علي باب غرفتها تخبرها ان فريدة قد أصابها حادث
................................
يجلس مع رفيقه ليلا في المقهي الشعبي يقص عليه أغرب عرض سمعه بحياته...فضحك صديقه وهو ينفث من أنفه دخان سيجارته
- عرضت عليك تتجوزها
واحنا ضاحكا وهو يحرك رأسه غير مصدقا
- شكلها ياصاحبي كده والله أعلم غلطت مع واحد وعايزه تداري مصيبتها
فصدحت ضحكات عمار بقوه بعد ان سمع جملة صديقه الأخيره
- هو اللي زي دول بيخاف من الحاجات ديه برضوه ياتوفيق ..اسكت بس انتي خليك في كتب التاريخ اللي انت عايش معاها
فتنهد توفيق بضيق مما أصبح يحدث بالدنيا التي يقصها عليه صديقه بسبب عمله
- طب وانت هتعمل معاها ايه
فأبتسم عمار بلامبالاه
- ولا حاجه تروح تشوفلها راجل تاني تتجوزه .. مش كفايه بسببها سيبت شغلي مع جاسم الشرقاوي بعد العمله المهببه اللي عملتها معايا
فتذكر توفيق ذلك الأمر والذي بالفعل ترك صديقه العمل من أجل الا يخون الرجل الذي يعمل معه ويستأمنه
وزفر عمار أنفاسه وهو ينفض صورة رفيف من عقله
...................................
ركضت ورد للمشفي ومعاها كل من ليليان وبشير
ووقفوا ينتظرون خروج فريدة والتي الي الآن لا يعرفون عن حالتها شئ
كانت ورد تقف شارده ..فكل شئ أصبح يتراكم فوق كاهلها .. وسمعت صوت ليليان وهي تسأل بشير
- هل هاتفت كنان وابلغته بالأمر
فحرك بشير رأسه
- لا يوجد تذاكر طياران الليله .. سيأخذ طيارة خاصه
وصدح رنين هاتف بشير ليخبرها بقلق
- أنه كنان
وابتعد عنهم ولكن كان صوته مسموع لهم
- لا نعلم شئ الي الآن كنان ..ورد بخير لا تقلق .. ستصعد للطائرة الآن .. انتبه لنفسك صديقي
وانهي المكالمه ..لتقترب ليليان من ورد هامسه
- ورد تعالي اجلسي .. سأذهب واجلب لكي شئ تشربيه
وربتت علي ظهرها بحنان ثم ضمتها قبل ان تذهب لتجلب لها عصير يفيدها
واقترب بشير منها يخبرها عن موعد وصول الطائرة
- لا تقلقي ورد سيكون كل شئ بخير
وعاد يقف أمام غرفة العمليات ينتظر معرفة اي شئ
وعادت ليليان بالعصير ..لترفضه في البداية ولكن مع ألحاح ليليان تقبلته
وأخذ عقلها يدور بنقطه واحده موعد وصل طائرة كنان
.....................................
نظرت إليه وهو يلتقط بعض ثيابه ..ثم اتجها ليغادر الغرفه
- انت مش هتنام هنا
لم تجد منه رد الا انغلاق باب الغرفه بعنف
فأندفعت نحوه ..وهي تعلم وجهتها بالتأكيد سينام في الغرفة التي كان ينام بها في بداية زواجهم
وأردفت خلفه للغرفه لتجده يبدل ثيابه بهدوء
- جاسم رد عليا انت ليه بتعاملني كده
وكأنه في عالم وهي بعالم آخر
انهي ارتداء ملابسه واقترب من الفراش يتسطح عليه
- ممكن تقفلي النور وتاخدي الباب في ايدك وتمشي ..
فأقتربت منه تجلس علي الفراش جانبه وقررت ان تشاكسه لعله يسامحها كالعاده
- ولو قولت لاء
ومالت نحوه تدفن رأسها بصدره
- مقدرش انام وانت زعلان مني
واخذت يداها تعبث بأزرار منامته ..فلا بأس من بعض قواعد الإغراء الليله ولكن وجدته يشيح يداها بعيدا عنه
- مهرة ياريت متعلبيش معايا لعبك السخيفة ..
واغمض عيناه متمتما
- اطفي النور ومع السلامه
طردها بأسلوب بارد عاهدته منه قديما ..فنظرت إليه بعد أعطاها ظهره ولم تجد شئ تفعله الا الرحيل لغرفتها لعلها تفكر قليلا
..............................
وقفت ورد بجانب سيارة الأجرة في الموعد الذى علمت ان كنان سيعود فيه ..اخبرت ليليان وبشير في المشفي أنها ستعود للمنزل لتأخذ دوائها وتعود ثانية
كانت ليليان تتفهم الأمر لأنها تري شحوبها ولم يظنوا أنها ذهبت لهدف آخر ..ذهبت لتري زوجها وهو عائد مع عشيقته التي أخبرتها عنها سيلا
وأخيرا التقطت عيناها كنان ومن معه ... فأسرعت تداري جسدها خلف سيارة الأجرة
كان الطريق هادئ والظلام اقترب ان يزيل ستائره
امرأة لم تلمح الا جانب من وجهها تسير بجانبه
الأمر لم يكن به شئ ولكن عندما عانقته وبادلها هو العناق ثم قبلته علي خديه...علمت الحقيقه
وتنفست بصعوبه وهي تضع بيدها علي قلبها تحادثه
" ارأيت نهايتك "
..........................
مرت الايام بعد تلك الليله ببطئ
فريدة قد انتقلت من غرقة العناية لغرفة أخري ولكن الصدمه التي تلقوها أنها لن تعد تسير الا بعد مده طويله
كان ذلك دمار لامرأة مثلها
ورد أصبحت بعيده عن كنان الذي سيكاد عقله ينفجر من كثرة التفكير .. ولكن تفعل واجبها مع فريده التي أصبحت تطالعها بحزن
اقترب كنان من ورد وهو مرهق وقد طالت لحيته
- كفي ورد ... صمتك هذا يقلقني
فطالعته ببرود وهي تنظر إلي ما ستأخذه لفريده وتتجه للمشفي وحادثت نفسها
- كل شئ كامل ورد
وحملت الحقيبة وكادت ان تخرج ..الا أنه أسرع في جذبها اليه
- ورد ..لا انتي بكي شئ .. حادثيني مثلما احادثك
فنفضت يده عنها ببرود
- لقد تأخرت علي ليليان
وتركته يقف مذهولا من تصرفها .. فأخذ يحرك يديه علي وجهه... وعقله يبحث عن سبب بعدها هذا
اين ورد المحبه المعطاءه ..
تذكر يوم قدومه عندما حضنها بشوق لم يشعر الا بالبروده لأول مرة بين ذراعيه ..وكلمه واحده قالتها برسمية
" حمدلله علي سلامتك"
ومن بعدها أصبح حديثهم مقتصر عن صحه والدته
حتي النوم يأتي من المشفي يجدها نائما وحين يستيقظ يجدها تستعد للذهاب للمشفي
وقبض علي يديه بقوه وهو يهتف بغضب
- اللعنة ورد
..............................
نظرت مرام لاختبار الحمل الذي أمامها بصدمه
فقد كانت تأخذ كل احتياطها الا تحمل مجددا
ففكرت الإنجاب قد إزالتها عن عقلها ..فهي قد بدأت نحو سلم النجاح الذي تريده فكيف ستخسر كل هذا وعادت تنظر لاختبار الحمل القابع بين يديها
لتسمع صوت كريم
- مرام
ففتحت الصنبور ومسحت وجهها ببعض المياه ونظرت مجددا لاختبار الحمل وهي ترفض تلك الفكره ..لتخبى الاختبار في أحد الإدراج
ثم خرجت له بعد ان طرق باب المرحاض قلقا عليها
وعندما خرجت ضمها اليه متسائلا
- مالك ياحببتي وشك أصفر كده
فأبتسمت مرام بأرتباك
- ها لا مافيش حاجه ..ده إرهاق من الشغل بس
فأنحني نحوها يلثم عنقه بقبلات متفرقة هامسا وهو يزيل صورة بسمه من امام عينيه فقد أصبحت تشغل جزء من تفكيره تلك الفترة
- تعرفي انك وحشاني اووي
.................................................
جلست أمام شاشة الحاسوب تبحث عن مقترحات تسعد بها زوجها وتجعله يصالحها وزفرت أنفاسها متنهده بيأس
- يااا جيه اليوم اللي بدل ما أقعد ادور علي مقالات سياسية او معلومات تفيدني .. بدور علي أفكار للمتجوزين
وحركت رأسها بيأس من صلابة جاسم معها تلك المره ونفوره منها ..لا تراه الا حين يغادر بالصباح من شرفتها وحين يعود ليلا في ساعه متأخرة ..واخذت تضرب جبهتها بيدها
- انا اللي غبية ..استاهل... ماكان بيسامحني ويدلعني اقعدت اتنطط اتنطط لحد ما وراني وشه التاني
وندبت حظها وزمت شفتيها وهي تنظر الي الفكره التي تراها أمامها
" جلب هدية له ومن الأفضل ان يكون شئ مفضل لديه ..أعطيه الهديه في مقر عمله "
فأخذت تفكر بالأمر الي ان ابتسمت متهلله بسعاده
- أيوه وجدتها
ونهضت من فوق الفراش ..تبتسم بزهو بالتأكيد سيصالحها
...................................
وضعت ريم بعض الأوراق امام ريان الذي كان يجتمع ببعض المدراء وياسر معهم
ونظر لها وهي تضع أحد الملفات أمام ياسر وتبتسم بخجل
كانت عيناه مسلطه عليهم ...والحقيقة التي اكتشفها في رحلتهم التي لم تضف جديد لمخطته بل قلبت كل شئ
ريم تحب ياسر الذي أصبح يتعامل معها بلطف
وضغط علي القلم الذي بين أنامله محدقا بها وهو يعطيها بعض الاوراق
- اطبعي هذه الأوراق علي الفور
هتف بصوت غاضب لا تعلم سببه وغادرت وهي لا تعلم لما السيد ريان أصبحت معاملته قاسية بعض الشئ معها
.......................................
نظرت رقية الي ملابس العرائس التي تجلبها لها خالتها بصدمه ...لتتأمل كل قطعه بأعين متسعه
- هو أحنا بنشتري الحاجات ديه ليه
فضحكت خالتها وهي تنتقي لها أشياء أخري
- لازم ياحببتي مش عروسه ولازم نلبسي وتدلعي
فعادت تحدق بالملابس ترفعها أمام خالتها
- وهو عشان ادلع البس اللبس ده ..لاء مش عايزه ادلع ولا ابقي عروسه ولا نيله
فضحكت خالتها ثم ضمت إليها
- كبرتي يارورو وهتبقي مرات ابني . الحمدلله عشت لليوم ده
وأخذت تذكرها بوالدتها وأنها بالتأكيد سعيده الآن لتسقط دموع رقية وهي تشتاق لها
وصدح رنين هاتف خالتها ..لتبتعد عنها قليلا ثم أخرجت الهاتف من حقيبة يدها مبتسمه
- ده مراد
فأشاحت رقية عيناها بعيدا متذكره محايلتها المميته معهم لتأجيل العرس شهران حتي تستعد للامر وقد وافقوا بعد الحاح واصرار شديد فكل الجبهات اصبحت مع مراد ..
ونظرت بضيق للملابس الفاضحه التي مصرة خالتها علي جلب العديد منها
واتسعت بؤبؤ عيناها وهي تسمع خالتها تهتف ضاحكه
- متقلقيش باحبيبي هكتر من كل حاجه انت عايزها
وتعالا صوت خالتها وهي تنظر لرقية التي تحدق بها بملامح مصدومه
- اكتر من الأسود والأحمر
كان مراد يحادثها وهو يمضي بعد الاوراق بالمصنع وشعور جميل يسير داخله وهو يتخيل رقية ترتدي له مثل تلك الملابس وبين ذراعيه وفاق علي صوت رقية بعد نن أخذت الهاتف من خالتها
- انت قليل الأدب... ومش هتجوزك
لينظر الي هاتفه بعد ان انقطع الخط ثم انفجر ضاحكا
...........................
نظر أكرم الي شقيقه بضيق
- انت يااستاذ يلي نايم ..ولا علي بالك حتي اي حاجه
ليفتح كرم عيناه بنعاس
- في ايه يااكرم ..سيبني انام بقي
فجذبه أكرم من فوق الفراش هاتفا بغضب
- يعني عملت مشكله بين اختك وجودها ومهنش عليك تروح تعتذر منهم .. انت ايه معندكش دم
فحك كرم شعره بهدوء
- هما متخانقين
فدفعه أكرم بحنق
- ده انت حقيقي بارد ..انت لسا فاكر تسأل السؤال ده
وانتبهوا علي صوت والدتهم المبتسمه
- مين اللي متخانق مع مين.... بنت زينب مع جوزها مش كده
واتسعت ابتسامتها
- انا قولت مش هتعمر في جواز ..تستاهل عقبال مايطلقها
لينظر لها أكرم بصدمه ثم نظر الي شقيقه ..ضاربا كفوفه ببعضهم ثم انصرف وهو لا يعرف ماذا يرد علي والدتها
...........................
وقفت أمام مني تحمل علبة الحلوي التي تعلم أنه يفضلها ..فنظرت لها مني مبتسمه
- وانا أقول الشركه نورت ليه
فأبتسمت مهرة وهي تطالع مكتبه
- كنت قريبة من الشركه قولت اعدي عليكم
فغمزت لها مني بمكر
- تعدي علينا برضوه ولا علي ناس تانيه
فأرتبكت من تلميح مني ..فضحكت مني بحب
- علي فكره هو في إجتماع بره الشركه قدامه نص ساعه ويوصل ..أدخلي استنيه في مكتبه
فنظرت لمني بأمتنان حقيقي ووقفت على صوت مني
- هبعتلك عصير تشربيه بدل الشاي عشان الحمل
فعادت تنظر الي مني ثم ضحكت فهذا ما أصبحت تفعله هدي أيضا معها
وأكملت سيرها لمكتبه ..ونظرت للغرفة المعبئة لرائحته فأبتسمت
مر الوقت وهي تجلس تنتظره وترتشف العصير الذي بعثته مني اليها..
اختارت مقعده تجلس عليه ووضعت هديته أمامها علي سطح مكتبه
وانفتح الباب ووقف يطالعها بصمت ونرمين تقف خلفه
يتبع بأذن الله
***********
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
مذاق الحب(43)
*************
أخفى ابتسامته وهو يري عيناها تتحول من اللهفة إلى حنق وضيق كاد ان يضحك عندما رفعت يداها لنرمين ترحب بها ولكنه كان يعلم أن بحركتها تلك توضح ملكيتها فيه ..اشتاق لها ولكنه قرر ان يحارب اشتياقه قليلا ..فألتف نحو نرمين معتذرا بعدما حركت رأسها بأماءة رقيقه مع ابتسامه صافيه ترحب بمهرة التي تجلس حانقه من رقتها
- نكمل كلامنا بعدين يانرمين
صوته صدح بحزم ..فأنصرفت نرمين بتفهم ..ليغلق الباب خلفه مقتربا منها بهدوء
- خير يامهرة هانم
هتف ببرود جعلها تغمض عيناها قليلا كي تكمل مهمتها دون تراجع ونهضت من فوق مقعده وحملت الهديه مقتربه منه
- جيت عشان اصالحك
ومدت يدها بهديتها ..فنظر إليها ثم لما تعطيه له
فأبتسمت بتوتر وهي تتمني ان لا يرفض ما تهديه ..واتسعت ابتسامتها بعد أن ألتقط منها الهديه وزفرت انفاسها براحه ..فقد ذاب الجليد بينهم بعد تلك الفكره الرائعه وهتفت داخلها
" أخيرا...."
ولم تكاد تكمل باقي جملتها ..فوجدته يتخطاها ووضع الهديه على مكتبه ثم نظر نحوها
- في حاجه تانيه
لم تفهم معنى عبارته الا عندما اكمل بقسوة لا تعلم كيف يجيدها
- ورايا شغل مهم ..لو مافيش حاجه تانيه اتفضلي
فحدقت به بصدمه اهذا هو ما كانت تنتظره منه
وفي صمت حملت حقيبة يدها وخطت ببطئ مطأطأة الرأس تقضم شفتيها بقوة حتي لا تبكي ويري ضعفها
ووقفت أمام الباب وهي تنتظر ان يجذبها إليه كما كان قلبها يخيل لها ولكن لم يتحرك ولم ينطق بشئ
وقبضت علي يديها وهي تشعر كأن شئ يخنقها...فندفعت نحوه تضربه على صدره بغضب
- أنا مش هصالحك تاني ... انت بتعاقبني كده ليه .. أه ما انتوا بتخلونا نحبكم وبعدين تقهرونا
وظلت تتحدث دون ان تعي ما تنطقه وهو يتركها تفعل ما تريد ويستمع إليها في صمت الي أن وجدها تبكي ...فضمها إليه فهو أصبح يعلم نوبات جنونها
- اهدي خلاص
فصاحت ببكاء
- خلاص انا اعترفت بغلطي .. عايز أعمل ايه تاني
وابتعدت عنه تدفعه بقبضتي يديها ..ليقبض علي يديها بحنق
- اهدي يامهرة وبلاش جنون هنا .. وكمان ده غلط عليكي انتي ناسيه انك حامل
فأشارت نحو نفسها متسائله وقد نست كل ماقاله
- انا مجنونه
فلم يجيب عليها ..ثم زفر أنفاسه بقوة
- مبتكمليش حاجه للاخر صح
فحدقت به بقوة ثم نظرت لعلبة الحلوى فأخذتها
- مدام انا مجنونه ومبكملش حاجه للآخر ..هاخد بقي هديتي
وانصرفت من أمامه...ليقف مذهولا مما فعلت وانفجر ضاحكا
- مهرة خدي هنا ..مهرة
وتابع وهو يحرك كفه على خصلات شعره
- انا اكيد بكفر بجوازي منك علي حاجه عملتها
ووقف يفكر للحظات عن الشئ الذي فعله متذكرا النساء اللاتي وقعوا بحبه وفي النهايه كان نصيبه تلك الشرسه وتنهد بيأس
- اعاقبها ازاي ديه
ثم اخذ يهندم سترته ويعدل رابطه عنقه من عاصفة جنونها التي اخرجتها عليه
......................
خرجت من الشركه تحمل علبة الحلوى كما دخلت بها تزفر أنفاسها بغضب حتي أن مني تعجبت من خروجها من مكتبه هكذا دون ان تحادثها
ورن هاتفها لتنظر إلى رقم ريم متذكرة موعدهم اليوم من أجل شراء فستان لها يناسب الحفل التي سيقيمها ريان بمناسبة احدي الصفقات التي حققها الفرع الجديد من الشركة الام والتي يديرها زوجها سيد بارد
أعجبها ذلك اللفظ عليه وابتسمت وقد نست أمر هاتفها الذي يصدح رنينه للمرة الثانيه ..ففتحت الخط سريعا
- ايوه ياريم ... هتتأخري ساعه .. خلاص هستناكي ...تمام اتفقنا
وأغلقت معاها لتجد هاتفها يدق برقم رقيه التي هتفت على الفور
- مهرة انا محتاجه اخرج غضبي وخنقتي مع حد ومافيش غيرك
فضحكت مهرة وهي تود ان تقول لها أنها هي الاخري ترغب بذلك وهتفت بصوت خافت
" اتلم المتعوس على خايب الرجا "
لتسألها رقية
- بتقولي حاجه يامهرة
فتمتمت وهي تبتسم
- لاء متاخديش في بالك
......................
جلسوا في احد المقاهي التي تطل علي مياة النيل وكل منهم تزفر أنفاسها ببطئ .. لتنظر رقية إلى العلبة التي فتحتها مهرة واصبحت الحلوى من نصيبهم
فأشارت لها مهرة برأسها ان تبدء بالهجوم عليها لعلهم يخرجوا حنقهم فيها
وألتهمت رقية واحده مستمتعه
- شوفتي يامهرة يامراد بيتعامل معايا ازاي
فألتقطت مهرة واحده وتمضغ بفمها أخرى
- عمل ايه تاني مراد ..مش أجلتي ميعاد الفرح
فحركت رأسها وهي تأكل الحلوى بشراسه
- عايزنا نتجوز في الشقه اللي كان متجوز فيها قبل كده
فهتفت مهرة بأستمتاع
- طعمها حلو الشيكولاته ديه
لتنظر لها رقية مؤكده
- اه جميله
ثم تابعت بحنق
- يامهرة ركزي معايا
لتمضغ مهرة ما بفمها مستمتعه أكثر بطعم الحلوى
- ما انا مركزه اه
ورفعت أحدي حاجبيها بضيق
- انتي اللي محتاجه تركزي ..مش ده مراد اللي كنتي نفسك تتجوزيه حتي لو في خيمه ..ايه اللي فرق شقه من شقه ..وكمان ماتتفهمي معاه بالعقل مش بالغضب والصوت العالي
واسترخت بجسدها بزهو متذكرة مافعلته مع جاسم ..فمن يسمعها الآن يري كل النضج بها وهي من تحتاج النصح
- انتي ليه ديما مع مراد مش معايا يامهرة
هتفت بها رقية بحرقه ..لتدفع مهرة اليها أحدي قطع الشوكولاته
- اكدب عليكي وأقولك انك صح وتخسري حبك بالعند الطفولي اللي انتي عايشه فيه
وعندما شعرت بحزن رقية .. دفعت نحوها بعلبة الحلوى كلها ونظرت نحوها
- هي ريم اتأخرت ليه ... انا جعانه محتاجه اطلع غضبي في الاكل
لتحدق بها رقية بأعين متسعة
- انتي زعلانه انتي وجاسم ..لو متخانقه معاه ومن غير ما تحكيلي انتي أكيد اللي غلطانه
لتلوي مهرة شفتيها بأستياء
- ياسلام ..ليه يعني
فأبتسمت رقية بأنبهار
- لا انتي مش عارفه قيمة جوزك خالص ...ده انا كل صحابي بيحسدوكي عليه ..يامهرة انتي مش متجوزه اي حد
وضحكت وهي تنظر لمهرة التي كانت تطالعها بشر
- عندي احساس انك هتحدفيني بجذمتك
لتنظر لها مهرة بصمت..ثم جذبت علبة الحلوى من أمامها
- صحابك بيحسدوني عليه ..اومال محدش بيحسده عليا ليه
فأنفجرت رقية ضاحكه وحركت كتفيها بمشاكسه
- ما انتي عارفه كل سيدات المجتمع كانت اما عايزه تتجوزه او تجوزه بنتها ..لاء انتي فعلا مش عارفه قيمة جوزك ووضعه وانا لازم اوعيكي وافهمك
واتسعت ابتسامة رقية وهي تجدها تضغط علي أسنانها بغضب
- انا بقول اخد بعضي وامشي
فصرخت بها مهرة بعدما وجدتها تنهض
- اقعدي عندك ..يعني تحرقي دمي وتمشي
لم تكن رقية تعلم بخلافهم فضغطت علي الجزء الذي تخشاه بأن يفيق جاسم ذات يوما فيكتشف انه لم يتزوج الزوجه التي تليق به .. تخاف من ذلك اليوم فهي عملت معه وتعلم مكانته ووضعه من يصدق ان الفتاه الشرسه التي كانت ترتدي ملابس غير مهندمه تشبه الصبيه ونظاره وتعقد شعرها كالناظرة تكون هي من نالته في النهاية
أفكار سوداء بدأت تقتحمها وخاصة كلما تذكرت جمله والدتها عن والدها بعد ان عاد لزوجته
" كان بيعملني كويس اوى وانا حامل فيكي حتي قبل حملي ب ورد ..كان بيقولي انه عرف الحب معايا .. كان بيحبني يابنتي وفجأه كل حاجه ضاعت "
مازال صوت والدتها المنكسر الحزين يقتحم عقلها ..تخاف من ماضي عاشته أقرب من كانت إليها
لتفيق على يد رقية الحانية تربت علي يدها ونبرة صوتها الدافئة
- مهرة انا كنت بهزر معاكي ..انا اسفه ..متزعليش مني انتي عارفه انا بحبك اد ايه
فأبتلعت مهرة غصتها ونظرت لها بشرود ثم ابتسمت وعادت إلى طبيعتها بعد ان تمالكت نفسها
- لاء يارقية انا مش زعلانه ...متقلقيش
فأبتسمت رقية بمحبه ثم غمزت لها
- تعالي اقولك علي شوية نصايح حلوين.. ديه نصايح خالتو خدي بالك
ومالت نحوها هامسه
- اسمعي مني بقي وقربيلي كده وركزي
فوضعت مهرة كامل تركيزها وعيناها متسعه
- ديه نصايح خالتك
فأخذت رقية تحرك رأسها ..وتكمل ما بدأت
وبعد وقت لا بأس منه كانت ريم تتقدم نحوهم
...............................
وقفت ريم تنظر إليهم متسائله عن نظرتهم للفستان الذي ارتدته...فنظرت رقية لمهرة تناقشها قليلا
وعادوا ينظرون إليها مشيرين لها بالنفي
فزفرت ريم أنفاسها بأرهاق ..فهذا هو الفستان العاشر الذي ترتديه .. اليوم كان طويلا ومرهق ولكن في النهايه اختاروا معها فستان أنيق ومحتشم حتي ان ريم كانت سعيده بالأمر بشده
وعادت مهرة من جولتها بتعب شديد ..لتجد جاسم ينتظرها في غرفتهم ... فألقت حقيبتها وخلعت حذائها بصمت ثم حجابها وتسطحت على الفراش دون ان تعيره اي اهتمام
لينظر لها جاسم بضيق
- ممكن اعرف الهانم كل ده كانت فين
فأغمضت عيناها بآلم ب ظهرها واقدامها
- كنت مع ريم ورقية .. وبعتلك رسالة علي تليفونك لتقول اني زوجه مش مسئوله
كان يعلم بوجهتها ولكن تأخيرها وهيئتها الآن زادت حنقه
- واخرت التنطيط ده ايه ..انتي ناسيه انك حامل
ففتحت عيناها بعد ان استرخت قليلا
- هي الحامل يعني مبتتحركش
كان يود لو يهشم لها رأسها ... ولكن غادر الغرفة بحنق متمتما بوعيد
- ماشي يامهرة ... الصبر ليه حدود
وكادت ان تغفو وفجأه رن بأذنيها نصائح رقية لها... لتتسع عيناها
- ايه ده انا نسيت نصايح رقية
ولكن جفونها أرتخت ..فغفت دون شعور
....................................
نظرت فريدة الي ورد بشكر لكل ما فعلته معها ..كانت تظن انها ستشمت بها في مرضها ولكن ورد راعتها وكأنها لم تهينها يوما
- هل يؤلمك شئ
فدمعت عين فريده وهي لا تشعر بساقيها
- ساقي ورد لا اشعر بهم... هل سأظل الباقي من عمري هكذا .. نهايتي سأكون عاجزه
فدمعت عين ورد واقتربت منها تمسح دموعها برفق
- ستشفي وستسيري مجددا وستعودي فريدة خانو التي نعرفها
فطالعتها فريدة بأمل حتي لو كان كذبا وظلت برفقتها بالمشفي الي ان اتي كنان
كانت فريدة قد غفت ..فأنحني نحوها يقبل جبينها ثم نظر الي ورد التي اول ما رأته اشاحت عيناها بعيدا عنه .. تتمني داخلها ان تخرج فريده من المشفي لترحل حيث وطنها وجاء ما تمنت
- ستخرج بعد يومين من المشفي
لتنظر اليه ورد ثم ابتسمت وغادرت وهي لا تفكر في أحد سيساعدها غير ليليان
.......................................
تمدت عائشة علي فراشها بشرود متذكرة حديث كنان معها اليوم... أخبرها أنه يعلم بالحقيقة ..كل شئ أصبح واضح تماما ..لو كانت الحقيقه ظهرت في وقت آخر لكانت ثارت عليه وعلى والدته تلك المرأة الماكرة ولكن الآن والدته عاجزه.. لأول مرة تشعر بالراحة منذ ان علمت بحقيقة نسبها سنون مضت وهي بكنية رجلا آخر
...............................
تسطحت علي الفراش بأرهاق ومدت يدها نحو بطنها تطمئن جنينها ان كل شئ سيكون بخير ..ستصبح قوية من اجله
لتنتبه لخروج كنان من المرحاض يجفف شعره ..فأزاحت يدها سريعا عن بطنها حتي لا يشك بالأمر ف الي الآن لا احد يعلم غير ليليان التي لم تعد تفهم سبب إخفائها
وتسطح جانبها ثم مد يده نحوها ليقربها منه
- سيقتلني صمتك ورد ..ما بكي أخبريني
فأغمضت عيناها وهي تود ان تخرج كل ما بداخلها ولكن ستجعله يذوق مافعله بها ..كان يصمت وهي تتحدث تقترب تسأله عن ما يروقه... ولكن في النهايه ماذا حدث خانها وتركها في حيرة تبحث عن سبب بعده عنها
وتنفست بصعوبه وهي تشعر بقبلاته على عنقها ويديه تضم خصرها بتملك
لتترك له نفسها ..فلا بأس ان تمنحه جسدها الليله
..........................
نظر ريان إلى ريم التي تعطيه أحد الملفات كي يوقعها... فطالعها ريان متسائلا
- ستأتين الحفل ريم أليس كذلك
فرحكت ريم رأسها بأرتباك ..فلاول مره ستحضر حفل كهذه ف في البداية ظنت ان والديها سيرفضوا الأمر لخوفهم عليها من ذلك العالم ..ولكنهم وافقوا فهم أصبحوا يشفقان عليها بعد ان أصبح كل شئ علي عاتقها
فأبتسم ريان وناولها ماوقعه ..واسترخي بجسده يحدق بها وهي تغادر ويفكر في أمرها فريم لن تأتي إليه بسهوله .. ولن يتركها لغيره
.............................
علمت منه لاخر لحظه بالحفل الذي هي مدعوة به معه ..حالهم كما هو ينام كل منهم بغرفة فيبدو ان فعلتها الاخيره زادت من رصيد غضبه عليها
ووقفت امامه بعد ان هبطت الدرج ببطئ ونظرت إليه بتحديق وقلبها يدق بعنف وداخلها ألف سؤال
هل هذا الرجل الوسيم هو زوجها ..ام حملها أصبح يظهره لها هكذا ..ام أصبحت عاشقه لتلك الدرجه
واقتربت منه بخطي متمهله .. تنظر إليه ثم تذكرت نرمين والنساء اللاتي سيكونوا بالحفل
- هو لازم نروح الحفله ديه
فرفع وجهه عن هاتفه بعد ان كان مشغولا به
- لو تعبانه ومش عايزه تيجي مافيش مشكله
فتعلقت بذراعه هاتفه
- تعبانه ايه ده انا رجلي علي رجلك بعد كده
فضحك علي ظرافتها التي أصبحت تبهره بها
- ظريفة ياحببتي
فأبتسمت بغرور وجذبته نحوها ..وقبلته على خده بتملك
- مش هتصالحني بقي
فحدق بها بجمود ..وابعدها عنه قليلا
- هو مين اللي يصالح مين يامهرة
فعادت تقترب منه وتجذبه إليها
- انت اللي تصالحني لانك جنتل مان ياحبيبي
فأعجبه الحوار الذي يدور بينهم ..غامزا إليها
- عايزه ايه يامهرة ..عشان هنتأخر على الحفله
فلمعت عيناها بدهاء وكادت ان تطلب منه ان لا يذهبوا للحفل ولكن رنين هاتفه قطع كل شئ ... وانهي حديثه مع ريان...لينظر لها
- هتيجي معايا ولا..
وقبل ان يكمل باقي جملته ..تعلقت بذراعه وهكذا كانت إجابتها
.........................
نظرت رفيف الي صديقتها ناريمان بضيق بعد ان قصت عليها رفض عمار لعرضها ..لترتشف ناريمان من كأس عصيرها وعيناها مثبته علي ريان الواقف مع أحد ضيوفه ..فهتفت رفيف بحنق
- فكري معي ناريمان بالأمر . بدلا من تحديقك بأخي
فتنهدت ناريمان ومازالت عيناها عالقة علي ريان
- شقيقك أصبح بعيدا للغاية رفيف ..لم يعد ريان الذي عرفته
وعندما وجدت ريم تردف للحفل بخجل وتنظر حولها وقد كانت تسير مع أحدي رفيقاتها بالعمل ..حدقت بها بقوة وهي تتذكرها وأشارت لرفيف تسألها
- ما اسمها تلك الفتاة رفيف
كانت رفيف تتأفف بضيق فهي تفكر بعمار وصديقتها منشغله بتلك الفتاة وكي تريح فضولها
- اسمها ريم ..ناريمان هل ارتحتي الآن
لتشرد ناريمان في تلك الليله التي قضتها بين ذراعي ريان كان معها بجسده ولكن عقله كان مع تلك الفتاة ..فقد كان يهتف بأسمها وكأنها هي
...............................
بدأت الحفل ووقفت مهرة بجانب ريم التي كانت تبحث عن شئ ..فنظرت لها مهرة بشك
- بتدوري علي ايه
فأرتبكت ريم وعندما لمحت رقية تسير بجانب مراد أشارت نحوهم فنظرت لها مهرة غامزه ثم اشارت نحو جه أخرى
- وياسر اه
فأخفضت ريم عيناها ..لتبتسم مهرة هامسه
- وعلي فكره هو كمان كان بيدور عليكي
فنظرت إليها ريم وهي لا تصدق ولكن ابتلعت كلامها عندما وجدت رقية تقترب منهم والتي فور ان اقتربت
أشارت لمهرة بضيق
- هي ديه النصايح اللي بتعملي بيها ... مين البنت الحلوه اللي واقفه جنب جوزك ديه
فعضت مهرة شفتيها بضيق
- ديه نرمين مديرة العلاقات العامه في الشركه
فحركت رقية رأسها بحنق طفولي
- لاء محتاجه دروس مكثفه يامهرة ولازم تاخدي من خبرتي
لم تشعر رقية بوجود مراد خلفها ..الا عندما ضحكت ريم واتبعتها مهرة ضاحكه
- دروس وخبرات كمان
فألتفت نحوه رقية بتوتر وهتفت بتعلثم
- خبرتي في الحياه
وعادت ضحكات ريم ومهرة تعلو ..ولكن زوج من العيون كانت تحدق بتلك التي أصبحت فاتنة اليوم ببساطتها وضحكتها
ريان الذي كانت عيناه كالصقر على فريسته .. وياسر الذي وقف يتأملها بمشاعر غريبة عليه
وابتعدت عنهم ريم وخرجت من القاعه كي تهاتف شقيقها وتخبره ان يخرج من منزلهم ويأتي إليها للمكان الذي أخبرته به من أجل ان يصطحبها في العوده لتأخر الوقت
ولم تري ذلك الذي ترك كل شئ وخرج خلفها .. ولكن ناريمان كانت تقف تتابع كل نظرة منه نحوها... اما ياسر نفض تفكيره فيها ..ف الوقوع بفخ الحب نهايته معروفه زواج ثم عائله ثم حرمان كما حدث بالماضي
.................
وقف ريان خلفها يستمع الي مكالمتها مع شقيقها لتلتف ريم عائدة إلى الحفل بعد ان انهت المكالمه
فنظر إليها مبتسما وهو يضع كلتا يديه في جيب سرواله
- تبدين اليوم جميله ريم
فخجلت ريم من مدحه بعد ان استعادت أنفاسها
- شكرا سيد ريان
فأقترب منها ريان خطوه هاتفا بهدوء وهو يتجول بعينيه علي ملامحها
- ريان فقط ريم
وعندما رأى صدمتها ..ابتسم متابعا بتوضيح
- ما دمنا لسنا بالعمل ..تناديني ريان
.........................
وضعت ورد اختبار حملها فوق الفراش مع رساله تودعه فيها ..فقد اتت فريدة في الصباح وانتهى واجبها والان ستغادر حيث ليليان التي تنتظرها بسيارتها
لا تصدق الي الآن ان كلام سيلا صحيح
كانت تبكي وهي تحمل حقيبتها وتودع كل ركن من أركان المنزل ...فقد حان وقت العوده ..ستبتعد لتعلم اين هي مكانتها داخله ..هل كانت لمعان وقد انطفئ
ام أحبها مثلما احبته
.............................
ابدلت ملابسها بغضب وهي تتذكر تلك الرقصة التي رقصها جاسم مع رفيف التي عرضت عليه ان يراقصها وطلبت ذلك أمامها ومنها بل واكملت طلبها ساخره منها
" بالتأكيد مهرة لا تعلم الرقص جاسم "
سخريتها مازالت بعقلها تزيدها حرقه .لم يكفيها نرمين وأيضا رفيف التي تعلم هدفها فلا تريد الا شئ واحد تذكرها أنه كان يوما خطيبها ويخططوا للزواج .. لم تأخذ الرقصه الا دقائق ولكن كانت تحترق بشده فلم تعد تتحمل الضغط العصبي الذي أصبحت فيه تلك الفتره ..
ووجدت هاتفها يدق...فنظرت لرقم رقية للحظات ثم فتحت الخط لتهتف رقية بتحذير
- اوعي يامهرة تتخانقوا ..ده هدف رفيف علي فكره ..انتي مشوفتيش نظرة التحدي اللي كانت في عنيها ..ده جوزك انتي ..
وتابعت بعد ان سمعت تنفس مهرة البطئ
- مكنتش سامحتي ليها ترقص معاه ..جاسم كان مستني ترفضي بس انتي وقفتي ساكته..مهرة الليلة ديه صلحي اي خلاف بينكم
واغلقت رقية الهاتف بعد ان علمت ان رسالتها قد وصلت
وقررت ان تتزين له وتذهب إليه ناسية كل شئ
.....................
نظر كنان الي الرساله وتلك الورقة التي علم منها بحملها..بحث عنها كالمجنون الي ان انتبه للرساله التي تركتها له .. نظر الي كل كلمه كتبتها له منذ ان أصبح يبتعد عنها وكيف كان شعورها ... نسي انها اتت معه لبلد وحياة غريبه من أجله ..خذلها جعلها اضحوكه ... أخبرته أنها تعلم بتلك التي تشبه شقيقته وبالتأكيد وجد معها الحب ..أخبرته عن لحظه رؤيته بالمطار وهو يحتضنها ... كان مع كل كلمه يقرأها يشعر بما عاشته ..فهو المخطئ ليجعلها تعيش وسط تلك الشكوك والخوف من ان يأتي اليوم الذي يخبرها فيه أنه انتهي صلاحيتها لديه
وقبض على الرساله بقوه ..متذكرا ليليان فمن غيرها تعرفها ورد هنا .. فبشير في رحلة عمل ولولا ذلك لكان هاتفه هو أولا ليسأل شقيقته
- مرحبا ليليان ..أريد ان اسألك عن ورد
خرجت الكلمات بصعوبه من حلقه ...ليسمع اخر شئ كان يريد سماعه
ورد رحلت لوطنها
..............................
نظرت مرام للرساله التي بعثتها لها إحدى معارفها وقد اكتسبت صداقتها من احدى الحفلات والمؤتمرات التي أصبحت تذهب إليهم
كانت تخبرها في الرساله عن الموعد الذي اخذته لها من الطبيبه التي قد أجرت لها عملية إجهاض من قبل .. فزفرت أنفاسها براحه وهي تمسح الرساله مطمئنه بأن الموعد قد اتي مع رحلة كريم التي ستستمر لثلاثة أيام
.............................
وجدته يقف أمام الشرفة يتأمل الظلام بسكون ...فأقتربت منه تفرك يديها بتوتر وخجل مما ارتدت
- جاسم
فألتف إليها جاسم بصمت محدقا بها بهدوء ..ثم عاد يطالع ما كان يحدق به
كان قد تخلي عن سترته واحل أزرار قميصه العلوية مما زادها توتر .. واقتربت منه أكثر الي ان طاوقت خصره ووضعت برأسها علي ظهره
- مكنتش عايزاك ترقص مع رفيف
وأخيرا خرج صوته الجامد
- ومرفضتيش ليه ... ولا انا في نظرك راجل عابث بحب الستات تبقي حواليا
فأتسعت عيناها وهي تتذكر ما هتفت به وهم عائدون لم تكن تشعر بما تقوله ولكن حدث ما حدث
- مكنتش أقصد حاجه ..غصب عني معرفش قولت كده ازاي
فهتف ساخرا وهو يتذكر عبارتها
- دلوقتي رفيف ونرمين ...فاضل مين هيظهر في حياتك
وأزاح يداها عن خصره متمتما بضيق
- روحي أوضتك يامهرة ..لأن اي اعتذار منك دلوقتي ملهوش لازمه
فعادت تطوق خصره مجددا الا أنه نفر منها ..وابتعد عنها تاركا لها الغرفه بل الطابق بأكمله
..........................
نظر ياسر الي هاتفه نحو الصور التي اخذوها برحلة شرم .. لم تكن عيناه تحدق بباقي الصوره الا عليها وكيف تبتسم ..واغمض عيناه متنهدا بيأس
- لازم تخرجي من تفكيري ياريم
ووضع بيده علي قلبه وعاد ينظر إلي ملامحها
- ده مات من زمان خلاص
....................................
نظر لها وهي جالسة على الفراش تقضم الوسادة وكأنها تخرج غضبها منه فيها
وأقترب منها وهو يشعر بالذنب ..متذكرا هيئتها المغرية التي مازالت عليها عندما أتته غرفته تصالحه ولكن نفرها رغم أنه يحترق من الداخل ليحتويها بين ذراعيه
- مهرة
فرفعت عيناها التي اخفتها خصلات شعرها واشاحت وجهها بعيدا عنه ..تفعل كل شئ لترضيه وهو يعلم طبيعة ما كانت عليه فهي تتغير من اجله رغم ان التغير يحدث ببطئ ولكن تحاول ... تريد منه بعض الصبر الذي كان يمنحها اياه ببداية زواجهم
اليوم ادركت انها لم تعد مهرة القديمه التي كانت تقف صامده أمام حزنها
وجلس جانبها علي الفراش يضمها إليه أكثر
- هتفضل حياتنا كده لحد امتي ...
وتابع وهو يمسح علي ظهرها برفق يسمع شهقاتها
- انا اختارتك انتي بعد ما كنت بحسب كل حاجه بالمكسب والخساره ..بس معاكي نسيت كل حساباتي ..نسيت اني في يوم كنت بفكر أتجوز جواز بيزنس ..أنا عارف ان الحياه اللي عيشتيها كانت صعبه بس انا مش والدك يامهرة مش هتخلي عنك زي ما اتخلي عن والدتك
لم تشعر بنفسها الا وهي تدفن وجهها بين احضانه
- غصب عني ..جاسم متسبنيش اوعدني انك مش هتسبني
وابتعدت عنه تمسك كفه تضعه علي بطنها
- مش هتسبنا مش كده
لم يتحمل تلك النظره التي كان والدها هو السبب بها ..وعاد يضمها إليه بحب
- عمري ما اتخلي عنكم ... انا عيشت احلم باليوم اللي هيكون ليا فيه عيله واعوض ولادي بالحياه اللي اتمنيت أعيشها
ولم تشعر بعدها بشئ الا وهي غارقة بين ذراعيه
وأنعدمت المسافه بينهم حتي اختلطت انفاسهم وأخذ قلبها يدق بقوة وهي تهتف بأسمه
- جاسم انت لسا زعلان
فمال عليها أكثر يطبع بقبلات رقيقه علي وجهها
ثم ابتعد عنها قليلا متمتما
- هووس خلينا مستمتعين ب الليلة ديه وانسي كل حاجه
فأبتسمت وهي تعلم أنه سامحها اخيرا وشعرت بيديه علي ذراعيها فأرتجفت وهي تطالع وجهه الذي اشتاقت اليه بأدق تفاصيله
ولثم جانب فكها بقبلة بطيئة تسير نحو شفيتها ولكن
طرقات علي الباب اوقفت كل شئ وانقطع سحر اللحظه
- جاسم بيه
كانوا بعالم آخر لا يريدون الخروج منه ..وكاد ان يعود لما يفعله ونظر الي المهرة التي اخذت تحرك جفونها بخجل وهمس
- انا بقول نكمل
فحركت رأسها إليه ..فأبتسم لها ..فعاد صوت هدي يعلو
- جاسم بيه ..اخوات مدام مهرة تحت ..أستاذ أكرم ومدام ورد
وهنا اتسعت عيناها ودفعته من فوقها تنظر اليه بهيئتها المشعثه
- ورد هنا ازاي
يتبع بأذن الله
**********
الفصل الرابع والاربعون والخامس والاربعون من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا