
رواية لحن الحياة
الفصل الرابع والاربعون 44
والخامس والاربعون 45
بقلم سهام صادق
جنون وصدمه(44)
***************
تنهيدة قوية خرجت من صدره وهو يستمع لسؤالها المقلق عن قدوم ورد ..ونظر إلي الفراغ الذي بين ذراعيه فأغمض عيناه متنهدا أكثر ولكن تلك المرة كانت حسرة علي حاله ...والليله قد ضاعت
واعتدل في رقدته ونهض من فوق الفراش يثبتها في مكانها بدلا من دورانها العجيب حول نفسها
- احنا لسا منعرفش السبب ياحببتي ممكن تكون زياره مفاجأه مش اكتر بلاش الافتراض السئ اللي عماله تفترضيه
فنظرت إليه بهدوء وداخلها متأكد ان كنان قد احزن شقيقتها والتي أصبحت في الأوان الاخيره منطفئة الروح ورغم سؤالها الكثير عن حالها ...لا تحكي لها شئ حتي لا تحزنها
- قلبي حاسس ان فيه حاجه مش كويسه
فضمها إليه بدفئ
- هننزل ونعرف منها ..بس تمالكي نفسك كده وبلاش اول ما تشوفيها تندفعي بالكلام عن كنان
فتنفست ببطئ فمنذ لحظات كانت تهذي بأن كنان هو السبب ..بالتأكيد فعل شئ احزن شقيقتها
ولكن بعد كلام جاسم الهادئ واحتوائه للأمر هدأت ..وابتعدت عنه هاتفه
- انا نازله اشوفها
وكادت ان تخطو نحو الباب ..فقبض علي مرفقها بضيق
- بالمنظر ده .. انتي عقلك بيروح منك ساعات ..روحي غيري هدومك
فنظرت إليه ثم الي ملابسها ..فشهقت بقوه ثم ركضت من امامه
- ايه قلة الأدب ديه
فتحول عبوسه الي ضحكه خافته ضاربا كفوفه ببعضهم
- يارب الصبر من عندك .. لاحسن قربت اتجنن
وعدل من هندام ملابسه واخذ يزرر ازراز قميصه بتنهد ..فمهما كانت رغبته بزوجته فالواجب اهم
وهبط لأسفل قبلها ليجد ورد مطأطأة رأسها أرضا وتفرك يديها والسيدة هدي تضع امامها كأس من عصير الليمون واكرم واقف يحرك يده علي خصلات شعره ناظرا لشقيقته التي هاتفته في المطار
تخبره أنها هنا وتريده ليأخذها رفضت في البدايه الذهاب لمهرة حتي لا تقلقها ولكن أكرم اصر ان يذهبوا لها
فمهرة لو علمت بما فعلوه دون أخبارها ستنقلب عليهم بأعصارها وستغضب كم ان ورد بحاجه لها وهو بحاجه أيضا لها ليعرف سبب قدوم ورد ..
وسؤال يدور داخله " ماذا حدث ؟ "
وعندما انتبه لخطوات جاسم اقترب منه مصافحا اياه
- احنا اسفين اننا ازعجناكم في الوقت ده
فرفعت ورد عيناها نحو جاسم الذي تمتم علي الفور
- إزعاج ايه ياأكرم انتوا أصحاب بيت
ووقفت ورد عندما وجدت شقيقتها تهبط بخطوات سريعه علي الدرج وقد استمعت لجمله جاسم وابتسمت داخلها لما قاله لشقيقها
واندفعت مهرة نحوها تحتضنها بقوة وبكت بين ذراعيها ومهرة تنظر لجاسم واكرم وقد زاد قلقهم
- ورد حببتي اهدي
وضمتها إليها أكثر
- انا تعبانه اوي يامهرة... وعايزه اقعد مع نفسي لولا اصرار أكرم ان اجيلك كنت هروح علي شقتنا في الحي
فنظرت لها مهرة بعتاب
- كده ياورد عايزه تكوني هنا وانا معرفش بوجودك
واقترب منهم جاسم متدخلا
- ورد البيت هنا بيتك ولا انتي مش شيفاني اخ ليكي
فدمعت عينها وحركت رأسها بآلم
- ابدا والله
فأبتسم لها جاسم بلطف
- خديها تستريح فوق
فأعترضت ورد فهي تريد العوده إلي شقة والدتها حتي لا تكون ضيفة ثقيلة عليهم ولكن مع إصرار جاسم صعدت مع مهرة التي كانت تود الانفراد بشقيقتها لتعرف ما بها
ونظر أكرم صوبهم وهتف بأمل
- أتمني متكونش مشكله كبيره بينها وبين كنان
فطالعه جاسم متنهدا وهو يبحث عن رقم كنان ولكن فكر قليلا ..كنان هو من لا بد ان يقلق علي زوجته ويهاتفه
.............................................
كان كنان يركض في رواق المشفي بهيئته المشعثه ..لقد طعنت عائشة بالسكين .. مازال صدي تنفسها وهي تهاتفه تطلب مساعدته يخترق أذنيه
كان في تلك اللحظه يدور كالمجنون من أجل ان يتبع زوجته ولكن بعد هذا الخبر أصبح بين نارين
ايكون شقيق حقيقي وقد اتت الفرصه ليثبت لشقيقته انه يحبها ولو كان يعلم بوجودها لكن بحث عنها واعتني بها .. إلي الان لا يعرف كيف عاشت والدته حياتها وهي تحمل ذلك الذنب حتي والده خدعته فقد اخذت واحده من التوأم تربيها وتركت أخرى لوالدتها .. اشترت خالة شقيقتيه بالمال من أجل ان تخبرها أن احدي التوأمين قد ماتت حين وضعتها ...ولكن الخاله قد صحي ضميرها
واعترفت بذنبها بحق شقيقتها التي توفت قهرا بعد ان طردتها والدته من عملها بالمزرعه واقصتها لقريه بعيده
وانحني للامام ووضع يديه علي ركبتيه يتنفس بصعوبه وهو يقف امام غرفة العمليات ليجد احدى جارات شقيقته ومعها ابنها .. فهو لم يلحقها ولكن في طريقه هاتف المشفي ويبدو ان جيرانها قد لحقوها
واقتربت منه المرأة تطمئنه
- لا تقلق بني ستكون بخير
ثم سألته
- رأيتك من يومان عندها ..هل انت قريب لها
فحرك كنان رأسه مجيبا بصوت يكاد ان يسمع
- انا شقيقها
لتنظر له المرأه بدهشة ف عائشة جارتها لعام ولأول مرة تعرف ان لها شقيق ومن هيئته علمت المرأة أنه ذو مكانه بالبلد
وهتفت تخبره بشكوكها
- طليقها هو من فعل ذلك ..انا متأكده
ونادت علي ابنها والذي يبدو بعمر العشرين
- ابني محمد رائه وهو عائد من عمله
فحرك الشاب رأسه مؤكدا
- لقد كان سكير
فشعر كنان بأن رأسه يدور ..شقيقته مطلقه ..ما تلك الحياه التي يعيشها
..............................................
هتفت مهرة للمرة العشرون تسأل شقيقتها عن سبب مجيئها
- ياورد طمنيني طيب ..وضعك وشكلك مش مريحني ده مش منظر واحده جايه زياره عاديه
فتسطحت ورد علي الفراش الذي قد أعدته لها شقيقتها وضمت الوساده لها
- ارجوكي يامهرة خلينا نتكلم بكره ..انا تعبانه
فأزداد قلق مهرة
- تعبانه ..اخدك للدكتور طيب ..طب اخلي جاسم يطلبلك دكتور
وكادت ان تذهب وتخبر جاسم الا ان صوت ورد اوقفها
- مهرة انا محتاجه انام في حضنك ..محتاجه أرتاح
فلمعت عين مهرة بآلم وداخلها يقسم حين تري كنان ستنقض عليه لما فعله بشقيقتها
وجلست جانبها وضمتها لها وأخذت تحرك يدها علي ظهرها بحنو الي ان غفت
ولم تشعر بغفيان شقيقتها فقد كانت بعالم آخر تفكر هل موافقتها على زواج شقيقتها من رجلا من بلد اخري كان خطئ .. هل سيترك كنان شقيقتها بعد ان أصبح داخلها جنين منه ... هل ستكون ورد هي والدتها ويحدث لها مثلما حدث
وخرجت تنهيدة عميقة منها وهي تتمني ان يكون كل ما يدور داخلها خطأ ولا يخذل كنان شقيقتها
..................................
اردفت لغرفتها فوجدت جاسم يجلس علي الفراش يضع وجه بين كفيه ويبدو علي ملامحه الارهاق
- هو أكرم مشي
فرفع عيناه نحوها محركا رأسه بالأيجاب ...لتجلس على الفراش جانبه
- حكتلك حاجه
فتنهدت بيأس من صمت شقيقتها
- لاء مردتش تحكي ..قالتلي محتاجه ترتح
فنظر لها بتفهم وتسطح على الفراش ومد ذراعه
- تعالي ياحببتي
وفور ان دعاها لحضنه ..انضمت إليه ودفنت وجهها بتعب بصدره
- قلقانه عليها اووي ياجاسم ورد غيري ..ورد كتومه وبتيجي على نفسها عشان تسعد اللي قدمها وبتقدم تنازلات كتير عشان ترضي غيرها وده مخليني متأكده ان كنان جرحها قوي
وابتعدت عنه قليلا ورفعت جسدها عن حضنه وهتفت بشراسه وهي تضغط على أسنانها
- اه لو قدامي دلوقتي كنت..
وقبل ان تكمل باقي عباراتها ..جذبها نحوه ضاحكا
- ايه الشر اللي انتي فيه .. وعلي فكره كنان أتصل بيا من شويه وكان باين علي صوته اللهفه .. واقدر اقولك ان الموضوع فيه سوء تفاهم مش اكتر ..كنان بيحب ورد يامهرة انا متأكد من كده
فنظرت إليه قليلا وقد اراحها ما اخبرها به بعض الشئ ولكن مازالت تتوعد لكنان
وأبتسم بعدما وجدها استكانت كالقطه الوديعه بين ذراعيه تحرك يدها علي صدره
- مهرة
فنظرت إليه بضياع ..فمال نحو جبينها يطبع بقبلة دافئة عليه
- متفكريش كتير في الموضوع ... وتأكدي ان ورد اختي ومش هرضي ليها بأي إهانة من اي حد حتى لو كنان
فأبتسمت وهي متيقنه بذلك فبعد استقباله لشقيقتها وجملته التي قالها لها ..تأكدت اي رجل هو زوجها الذي أصبحت غارقة في عشقه
" فالحب ليس كلمات فقط بل موافق تظهر أفعال وهنا ينحسم الأمر وتتأكد من حقيقة من أحببته ..وتدرك أذا كان ما تعيشه سراب أم حب حقيقي "
ورفعت عيناها نحوه ثم طبعت بقبلة على خده برقه متمتمه
- بحبك اوي ياجاسم
وابتعدت عنه قليلا واعتدلت في جلستها فوق الفراش ووضعت بيدها علي بطنها مبتسمه
- انا نفسي يكون ولد ويكون شبهك فكل حاجه
ونظرت لبطنها داعيه
- نفسي اجيب تلت ولاد ويكونوا نسخه منك انت وبس واجيب بنت شبهي في كل حاجه
قالتها بفخر ..فضحك وهو يضمها إليه
- وليه نبلي العالم بمهرة تانيه ..كفايه واحده
فتملصت من بين ذراعيه
- يعني انا بلوة .. يعني انت شايفني كده
وكده ان تكمل ما تتفوه به ..فوضع بكفه على فمها سريعا
- لسانك ده مدفع بيشتغل .. لو استنيتي أكمل كلامي كنت هقولك أنك احلي واطعم وأرق بلوة
هتف بتلك الكلمات المتقطعة وهو يطبع بقبلات رقيقه علي عنقها وكأنه يدغدغها ..
كانت بعالم اخر بين كلماته الهامسه وشفتيه التي تتحرك علي عنقها
وفجأة وجدته يدفعها برفق عنه بعد ان صدح تنبيه هاتفه بأقتراب موعد اذان الفجر
- ابعدي عني دلوقتي ياحببتي عشان الشيطان شاطر
طالعته دون فهم ولكن عندما وجدته ينهض من فوق الفراش ويتجه نحو المرحاض ...فهمت مقصده وابتسمت وهي تضع بيدها علي قلبها
- هو انا عملت ايه حلو في حياتى عشان استاهل أتجوز الراجل ده
ومالت نحو الفراش تنتظر هي الأخرى آذان الفجر فقد اعتادت منذ زواجها منه ان تصليه في موعده فهو يقيظها معه كما كانت تفعل ورد معها ... في البدايه استعجبت من الأمر ولكن مع مرور الوقت اكتشفت ان زوجها تربي علي ذلك منذ ان كان يذهب مع والده وهو طفل صغير ليصلي ومن بعده جدته التي كانت تيقظه معها للصلاه... نشأه شكلت رجلا حقيقي ورغم كل ما يحاوطه الا أنه يجاهد ان يبتعد عن الحرام والتحرر الذي يعيش فيه اغلب طبقته
................................................
نظرت إلى فراش شقيقتها المرتب والغرفة فارغة ومازالت حقيبة ملابسها موضوعه جانبا
فعلمت أنها استيقظت وبالتأكيد تجلس بالأسفل فهي قد تأخرت عن موعد استيقاظها حتي ان جاسم لم تشعر بأستيقاظه وذهابه لعمله
وهبطت الدرج لتجد جاسم مازال في المنزل و ورد تجلس أمامه تمسح دموعها ومن هيئتها تلك أدركت انها أخبرت جاسم بكل شئ
واقتربت منهم متسائله
- هفضل في قلقي لحد امتي
ونظرت لشقيقتها بلوم
- كده ياورد تحكيله هو وانا لاء
فلم يتحمل جاسم رؤيتها بتلك المسكنه ثوكأنها ستبكي فضحك وهو ينهض نحوها ناظرا لورد التي تجفف دموعها وكانت ستعتذر من شقيقتها ولكن جاسم سبقها
- ياحببتي ورد حكتلي الأول عشان عارفه اني هتفاهم معاها بالعقل وخافت عليكي من اندفاعك وردود افعالك
ورفع وجهها إليه بمشاكسه كتلطيف للوضع
- ده انتي ممكن تاخدي اول تذكره طيارة علي تركيا وتروحي لكنان ونتفضح علي الفضيات
استاءت من ساخفته واشاحت وجهها عنه وطالعت شقيقتها
- مهرة انا خوفتي عليكي لأني عارفه انك مش هتستحملي عليا حاجه ...اكيد مش هخبي عنك حاجه بس جاسم كان لازم يفهم الوضع لأن كنان اكيد هيتواصل معاه
واقتربت منها تحتضنها
- كان عندك حق لما خوفتي عليا اني عيش في بلد غير بلدي
وبكت بحرقة تتذكر كل ماعانته من بطش فريدة وكلمات سيلا حينما كانت تأتي لمطعم ليليان تخبرها عن النساء اللاتي عرفهم زوجها وأقام معهم علاقه لم تفهم مقصده الا عندما أوضحت لها سيلا من دون خجل فزوجها عاش لفترة بأمريكا...وكانت الصدمه حينا اخبرتها انها حملت من كنان ولكن اجهضت الطفل ولو كانت تعلم أن خطبتهم ستنتهي ما كانت تخلت عن الطفل ..
ينظرون إليها بأستياء انها هي من تزوجها كنان كمال الدين الرجل الذي دوما اسمه يلمع في الصحف .. لم تشعر بالحب الا مع ليليان والسيدة عظيمه
صبرت علي كل هذا من اجله وحاولت على تغيره ..فهو يعيش بفكر اوربي مع ان وطنه يوجد مسلمون حقيقيون
هذه كانت العولمه التي عرفت اسمها ولم تفهم معناها الا عندما دخلت داخلها
فتجمدت ملامح مهرة وابعدتها عنها برفق
- لاء انا لو معرفتش اللي عمله فيكي دلوقتي ... هسافرله تركيا
ونظرت لجاسم الذي كان يتابعهم بصمت وكأنه يفكر بالأمر
وأشارت لجاسم
- هتحكيلي ولا هي اللي هتحكي
فأبتسم ومال نحو جبينها يطبع بقبلة عليه
- لاء انا عندي اجتماع مهم
وانصرف من أمامها هاربا ...لتحدق هي بشقيقتها
فعلمت ورد لا مفر
.............................................
عادت من العمل مرهقة تشعر بآلم أسفل ظهرها .. تنظر للوقت في ساعة هاتفها ف الليله ستجري عملية الإجهاض بعد ان يرحل كريم ..واردفت للغرفه لتجد كريم يجهز حقيبة سفره
وعندما رأها نظر الي وجهها الشاحب
- مرام احنا لازم نروح الدكتور ..شكلك تعبان ومرهق
ونظر لساعة يده
- لسا معايا وقت لميعاد الطياره
فنظرت له بأرتباك ..فتعبها تعرف سببه ولكن كريم شك بالأمر ليلة أمس ولكن أخبرته أنها متأكده أنها ليست حامل
وعانقته بدلال رغم الألم الذي يزداد
- هتوحشني ياحبيبي
فأتسعت ابتسامته وقربها منه أكثر
- انتي وحشاني وانتي معايا ... ولولا ضرورة سفري مكنتش سيبتك وانتي تعبانه كده
فرفعت كفوفها الناعمه تحتوي وجهه بينهم
- لاء سافر ياحبيبي وانت مطمن
ازداد الألم أكثر .. ومع شعورها بيد كريم علي ظهرها كانت تشعر بشئ يتدفق من بين أقدامها وصرخت من الألم ..ليبتعد عنها ناظرا إليها بصدمه وعيناه مركزه علي يدها التي تضعها علي بطنها والدماء التى تسيل منها وهنا لم يحتاج لتفسير الامر
......................................................
اصطحبهم جاسم للعشاء خارجا رغم رفض ورد الا ان في النهايه خرجت معهم لكي ترضيهم حتي انه دعا أكرم وخطيبته ..كانوا يضحكون من اجلها لتخرج من حزنها قليلا
وتعالا رنين هاتف جاسم ..فألتقطت مهرة الإسم قبل ان ينسحب من علي الطاوله واستأذنت هي الاخري فقد كان المتصل كنان وأرادت ان تعلم بما سيتحدثوا
وشعر بها جاسم خلفه ..وأشار لها بأن تصمت ..فصمتت رغما عنها تستمع لحديثهم
وبعد ان انهي الإتصال حدق بها بحنق
- خرجتي من المطعم ليه ...فضولك ده هيموتك في يوم
فعقدت ساعديها أمام صدرها هاتفه
- قلقانه وعايزه أفهم ليه الأستاذ منزلش مصر .. ها ليه
فأبتسم علي حديثها
- عارفه يامهرة ان نفسي اعلقك بس اللي منعني أنك حامل ..تولدي بس وهعيد اصلاحك من اول وجديد
فأبتسمت برقة وداخلها يضحك ... واقتربت منه خطوه ووضعت بيده علي خده تداعبه
- أهون عليك ياحبيبي ..ده انا مراتك حبيبتك الهاديه المطيعه ..طب شوفت كل ما يتفتح موضوع كنان و ورد واجي أتكلم تبصيلي واسكت
وتابعت بوداعه تعجب منها ورفعت كفها الثاني تداعب خده الاخر
- بس انت حلو النهارده كده ليه
فضحك بأستمتاع وهو ينظر لوقوفهم هذا
- لاء ده انتي النهارده مش مراتي اللي اعرفها
ومال نحوها هامسا
- نتلم ياحببتي لحد ما نروح بيتنا
واكمل بتحذير
- بس عارفه لو نطقتي وقولتي هنام وتعبانه وعندي محكمه الصبح والحوارات اللي بتعيشي فيها ديه... هتجني علي نفسك
فأرتبكت من كلامته وابتعدت عنه تنظر حولهم
- احنا اتأخرنا عليهم ... كده يقلقوا علينا
وسارت أمامه .. فأبتسم علي هروبها
يعلم ان ماتفعله ماهو الا بسبب هرمونات الحمل
............................................................
لغي رحلة سفره ووقف يدور بالمشفي كالمجنون ينتظر أحدا يطمئنه لتخرج الطبيبه تنظر اليه بأسف لا يحتاج للفهم
- الحمل كان ضعيفا .. ولكن زوجتك بخير
وانصرفت الطبيبه بهدوء .. فوقف كالتائه مرام كانت حامل
........................................................................
مرت خمسة ايام ومازال كنان مع شقيقته بالمشفي
خرج من غرفة عائشة ونظر الي بشير وهو أتي نحوه وبجانبه ليليان
واحتضن كنان معتذرا
- فور ان وصلت من سفري جأت اليك
وابتعد عنه ونظر لشقيقته بضيق
- اعتذر منك صديقي ... عما فعلته تلك الخرقاء
فتهجم وجه ليليان فطيلة الفترة الماضيه تتلاقي توبيخ من شقيقها عبر الهاتف رغم أنها اعتذرت آلاف المرات لأنها لم تكن تعلم ان عائشة شقيقة كنان فهو المخطأ ولكن لن تتحدث مجددا فبعد رؤيتها لوجه كنان علمت مدي حبه لورد ..حتي أنها قصت لورد كل شئ عبر الهاتف وان عائشة شقيقة كنان ولكن كيف هذا لا تعرف فجميع الحكايه لدي زوجها
وطلبت منها ان تظل صامده ولا تخبره أنه علمت بشئ الي ان يوضح لها كل شئ ويعرف خطأه لأنه لو كان أخبرها بالأمر ماكان حدث كل هذا
وشهقت بفزع بعد ان دفعها بشير للامام هاتفا بها
- اعتذري ليليان
فهتفت بغل وضيق ..فهي تكره امثال كنان وشقيقها والرجال جميعهم لعقم وسطحية تفكيرهم
- بماذا اعتذر انا لم أخطأ ..لأنني ببساطه لم أكن اعلم أنها شقيقته
ولم تصمت علي هذا بل أخبرته بكل شئ تعانيه ورد وأين هو من كل هذا
كان كنان يقف يستمع لها بحزن اما شقيقها أخذ يطالعها بوعيد
.........................................
نظرت مهرة لهدوء شقيقتها فكلما هتفت بشئ عن كنان كانت وكأنها كالمرتاحه من الأمر ولا يشغل بالها شئ ... واقتربت منها تتفرس ملامحها
- ورد انتي مخبية ايه
فأبتسمت ورد وهي تحمل حقيبة يدها من أجل ان تخرج مع أكرم وخطيبته
- هخبي ايه يعني عنك بس كل الحكايه بحاول اكون قويه
فأرتحت مهرة وتنهدت
- طمنتيني انا أهم حاجه عندي راحتك
ققبلتها علي وجنتيها
- خلي بالك من نفسك
فقبلتها ورد بحب
- متقلقيش عليا يامهرة انا اتعلمت من اللي حصلي .. وانا مرتاحه وانا وسطكم ومش هرجع لكنان غير بنت يعترف بغلطه
فدفعتها مهرة بيدها برفق صارخه بها
- ترجعي لمين ده خانك مع المساعده الشخصية بتاعته ...انتي هابله يابنت زينب
فهتفت ورد قبل ان تركض من أمامها فهي لا تستطيع ان تخفي عليها شئ
- البنت طلعت اخته
لتقف مهرة مذهوله للحظات تسأل نفسها
- اخته
وأخذت تحك فروة رأسها وتتسأل ثانية
- أخته طب ازاي ..
ونظرت حولها لتجد الغرفه فارغه وورد انصرفت
وخرجت من الغرفه حانقه متجها لغرفتها لتجد جاسم يقف أمام الشرفه يتحدث مع نرمين من أجل السفر لكندا
وانتظرت ان ينهي مكالمته وعندما ألتف نحوها حدقت به متسائله
- مين هيسافر مع مين
فضحك بمتعه وهو يطالعها
- نرمين وريان
فتنهدت بأرتياح ..فأبتسم على هيئتها ثم ألتقط ذراعها
- ورد مع أكرم مش كده
فأجابت دون ان تعي مغزي سؤاله
- آه بس بتسأل ليه
فجذبها أكثر إليه
- هتفهمي دلوقتي ياحببتي
وانتهى حديثهم حينما فهمت
................................
ابتسم ريان وهو يخرج العلبة التي تحتوي على خاتم الزواج وعيناه تلمع ..ريم لن تأتي إليه الا إذا تعجل بذلك الأمر .. فكل النساء اللاتي عرفهم بحياتهم اما كانوا يأتون لفراشه راغبين بماله ووسامته او لمجرد ان يظهروا معه كنجمات مجتمع
ولكن ريم شئ مختلف .. وانتبه لجرس المنزل ..فأغلق العلبه وضعها بالدرج جانب الفراش
وذهب ليفتح الباب فوجد ناريمان أمامه بهيئتها المغرية فتنهد بسأم
- ناريمان لست بمزاج يسمح لاي شئ ..لدي طائرة غدا
فدفعته ناريمان برفق للداخل وضحكت بدلال
- جأت من أجل توديعك حبييي
وأغلقت الباب خلفها وتعلقت بعنقه
- انا أيضا راحله لباريس
وأخذت بعبث بأزرار قمصه...ودفعها نحوه
- انتهي كل ما بيننا ناريمان افهمتي
فتقدمت منه بهدوء ..ووقفت أمامه مجددا
- ليله واحده ريان
ولم تتركه ينطق بعدها فقد اطبقت شفتيها علي شفتيه
لتنتهي تلك الليله كما أرادت
واستقظت صباحا لتضم جسدها بالغطاء وهي تستمع لصوت المياه .. فقد استيقظ قبلها نافرا منها ومن نفسه
وتمطئت بسعاده لما حدث ومدت يدها نحو أحد الادراج تبحث عن علبة سجائره ..لتقع عيناها علي علبة زرقاء ..فألتقطتها لتعلم اجابه لم ترغب في تصديقها
" ريان سيتزوج ومن غيرها فبالتأكيد تلك الفتاه التي جعلت إحداهن تراقبها بالشركه التي يديرها هو حاليا "
......................
نظر كرم للسيجارة التي يعطيها له نادر ووضعها بين شفتيه ..فسحب نفسا منها ثم ضحك
- لاء حشيش اصلي ده
فضحك نادر ثم تذكر عدم مساعدة كرم له في الوظيفه
- فين الوظيفه ياكرم ... لو مش هتساعدني قول ياصاحبي
ليتذكر كرم الخلاف الذي نشئ مع شقيقته بسبب استهتاره
- ما انت عارف يانادر مقدرش اساعدك ...جوزها مش بيطقني غير آخر خلاف بينا ضيع الدنيا
وزفر أنفاسه من الدخان وضحك بأستمتاع
- لفيلي سجارة تانيه وكله بحسابه
...........................
دار كريم بمقعده بعد ان سمع طرقات علي باب مكتبه ..لتقع عيناه علي بسمه التي اقتربت منه تتسأل بجديه
- كنت عايزني في حاجه يابشمهندش
فطالعها كريم ومازال كل شئ يمر أمامه كالفيلم
متذكرا تلك الليلة التي اجهضت فيها مرام وعاد لمنزله كي يجلب لها ملابس ..كان هاتفها لا يتوقف عن الرنين ..ليفتح الخط وقبل ان يعلم هوية المتصل لم يصدق ماسمع
" احداهن تسأل زوجته لماذا لم تأتي للموعد .. في البدايه لم يكن مايسمعه شئ غريب الا عندما سألتها تلك المرأة اذا كانت غيرت رأيها بأمر الإجهاض "
وانتبه علي صوت بسمه
- بشمهندس
فوقف كريم واقترب منها .. وخرجت آخر كلمه كانت تتوقع سماعها
- تتجوزيني يابسمة
..............................
ضحكت بأستمتاع وهو يدغدغها بلطف
- جاسم أبعد انت بتعمل ايه
فأبتسم بمشاكسه
- سيبي ورق القضية اللي في ايدك واهتمي بيا شويه
فأبتسمت وهي تشعر وكأنه طفل صغير ..ووضعت الأوراق جانبا بعد ان رتبتها
- نعم يا سيدي
فقربها منه غامزا
- بتحلوي كده ليه
فدفعته برفق علي صدره
- قصدك بتتخني كده ليه
وأشارت لجسدها بتذمر
- أنا اتخنت اوي صح .. قولي ان ديه تهيأت
فضخك علي هيئتها
- يعني شويه
فلمعت عيناها وهي تنظر له
- طب شيلني ونشوف
فتعالت صوت ضحكاته
- هو انا ميزان ياحببتي
فتعلقت بعنقه وهي تهتف بحنق
- شيلني ياجاسم ياحبيبي لاحسن هفضل ازن للصبح
فأبتسم وهو يحملها واخذ يشاكسها بمكر
- لاء وزنك زاد يامهرة
وعندما شعر بأسنانها علي كتفه
- آه ياعضاضه ..اومال لو مجوعك هتعملي ايه
فضحكت وهو مازال يحملها
- هاكلك ..ده انت بقيت حلو اوي
وسألته برقه
- هو انت بتحلو ولا ده من اثر الحمل ياحبيبي
فضخك على ظرافتها التي ستقتله يوما
- وده سؤال يتسأل طبعا أنا اللي حلو
فأبتسمت بعدما وضعها على الفراش ثم هتف متسائلا
- محدش هيخبط علينا صح
وقبل ان يستمع لردها جذب هاتفه وهاتفها واغلقهما وأبتسم بأرتياح
- تعرفي لو اللحظه ديه انقطعت...هخنقك يامهرة
كانت تكتم ضحكاتها بصعوبه ولكن لم تعد تحتمل فأنفجرت ضاحكه
- وانا ذنبي ايه
ودقائق مرت وهو يبثها مشاعره بكلمات رقيقه ولكن كما المعتاد ...طرقات علي باب غرفتهم وصوت ورد تلك المرة يهتف قبل ان تتحرك من أمام الباب وتهبط لاسفل
- مهرة كنان تحت
لم يجد الا الوساده فدفن وجهها بها
يتبع بأذن الله
************
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
مكر وخطه محكمه (45)
*******************
وقفت في منتصف الحجرة تضرب اسداس بأخماس وهي يقتلها الفضول فيما تتحدث به شقيقتها مع زوجها ..فعندما هبطوا للاسفل رحب جاسم بكنان ثم أخذها من يدها قبل ان تفتح فاها نحو غرفة المكتب وتنهدت بضيق من هدوئه فقد كان يجلس علي المقعد أمام مكتبه ويطالع بعض الأوراق
- ليه خلتنا نسيبهم لوحدهم
فنظر لها بعدما رفع عيناه عما يطالع
- عشان يتكلموا براحتهم يامهرة ..هما ناضجين كفايه إنهم يحلوا مشاكلهم
وتابع وهو يشير لها
- ياريت تقعدي وتهدي كده .. واشغلي نفسك بأي حاجه
بروده مازادها الا حانقا ..فهي لا تعلم كيف يتحول هذا الرجل واقتربت منه ونفخت فمها بأنفاسها ثم زفرت بقوة وكأنها تخلص رئتيها من حنقها
وعادت تبتعد عنه فأبتسم علي ما فعلته
- سلامتك من الفرقعه ياحببتي
فحدقت به بقوة ثم خطت نحو باب الغرفة تضع اذنيها لعلها تسمع حديثهم ..وألتفت نحو جاسم تخبره بعينيها بأستياء فلا حديث يصلها منهم
فحرك جاسم رأسه بيأس منها ونهض من فوق مقعده واتجها نحوها
- اخرجيهلم يامهرة أحسن واقعدي معاهم
هتف ساخرا ولكن هي ظنت انه جادا بالأمر
وأتسعت أبتسامتها ونظرت إليه
- انا بقول كده لاحسن فضولي هيموتني
وكادت ان تمسك مقبض الباب الا أنه حاصرها بذراعيه
- ساعات بحسك انك خارقة الذكاء ياحببتي
فطالعته ممتعضه واشاحت عيناها بعيدا عنه متذمرة
- ما انا لازم اخرج .. الوضع ده مش عاجبني ..انت متعرفش ورد ديه هابله ممكن يصالحها بكلمه
فأبتسم بخبث وهو يميل نحوها أكثر ولكي يلهيها عن فضولها الذي سيقتلها
- وانتي ياحببتي لو في يوم زعلتك ممكن اصالحك بأيه
فنظرت إليه وهي تفكر وقد لهي فكرها قليلا فهو يعلم إذا خرجت لكنان سيندفع لسانها بكل ما بداخلها
..........................
كانت تتحدث بصوت باكي كلما تذكرت ماعانته ..وصفت له كل مشاعر الخوف والقلق التي عاشتها ..حكت وحكت بداية من سماعها لنزواته السابقه قبل زواجه منها الي بعده المفاجئ عنها ..كان يسمعها بأنصات وقلب يملئه الآلم لما عاشته بسببه ..فلو كان صارحها بكل شئ ماكانوا وصلوا لتلك الحاله ..يوم رحيلها اكتشف انه لا يستطيع العيش بدونها حتي لو لم تكن تحمل في احشائها طفله
- عيشتني في نعيم قولت أخيرا لقيت الحب اللي اتمنيته محيت جوايا كل لحظات الانكسار اللي عشتها وفجأة لقيتك بتسحب كل ده مني
واقتربت منه تضرب علي قلبها بقبضة يدها
- فضلت مستنيه منك تبرير لبعدك ..ملقتش غير صمت وبعد اكتر
وتذكرت رحلة إيطاليا وتركه لها
- يوم سفرك كان نفس يوم خطوبه أكرم ..انا مزعلتش اني مسافرتش ليهم ..بس قلبي وجعني وانا لوحدي بتفرج علي صورهم وانت بعيد عني
ومسحت دموعها بقوة
- قولت لنفسي بلاش هبل ياورد ..اكيد ورا شغل مهم عايزاه يسيب شغله ويفضل قاعد جنبك
قلبه ازداد آلما وهو يسمعها فنهض من فوق مقعده ليضمها إليه ولكن لم يجد منها الا يدها أمامه تصده عن لمسها وهمس بأسمها
- ورد ..أعلم خطأي ..عائشة شقيقتي ونزواتي كانت بالماضي ورد
فضحكت بآلم وهي تتذكر لو لم تكن عائشة شقيقته هل كان سيحبها وهتفت بلكنته
- متي علمت انها شقيقتك كنان متي أخبرني
كانت الاجابه بالنسبه له ليست هينه فكيف سيفسر لها المده التي عاشها مضطربا وهو لا يعلم سر انجذابه لها ..هل حقا كان سيظل عالقا بين حبه لزوجته وانجذابه لمرأة تشبه شقيقته
وسمع صوت ضحكاتها المؤلمه
- لو لم تكن عائشة شقيقتك كنان لكنت الأن غارق بحبها
ونظرت له بآلم
- حقيقه لن أكذب بها علي عقلي حتى لو لم يقتنع بها قلبي كنان
....................................................
جلس يستمع إلي قائمة مصالحتها لو اغضبها في شئ يوما.. وزفر أنفاسه نادما علي اللحظه التي قرر ان يسألها فيها .. هذه هي زوجته كتلة من الوداعه تجلس جانبه وبعدما انهت كل ما يمكن ان يصالحها به هتفت بسماجه تكاد تقتله
- بس انت متزعلنيش خالص ومش هتضطر تعمل حاجه تصالحني
فتناول رأسها بين كفيه نحو صدره بقوه
- لاء ياشيخه قولي كلام غير ده
فتمصلت من بين ذراعيه وضحكت بدلال .. فعاد يجذبها إليه ضاحكا
- انتي زوجه مظلومه وانا زوج ظالم ياحببتي ..وديما مزعلك .. وديما قاطع لحظاتنا الرومانسية
فأبتسمت وقد وصلت لها رسالته
- ايوه انا مظلومه وانت ظالم أوي حتي حابسني في الاوضة ومسبتنيش اقعد مع كنان و ورد
كان ينظر إليها بعمق وبرغبة متدفقه .. فهي بين ذراعيه وتتحدث معه بدلال ووداعة تعرف اجادتها رغم أنه يعلم أنها عفوية بكل شئ ومال نحو شفتيها هامسا
- انسي كنان و ورد وفضولك ده وركزي معايا ياحببتي
فأسبلت جفنيها وعانقته
- مركزة معاك آه
كان على وشك ألتقاط قبلة من شفتيها ولكن صوت كنان العالي فصل كل شئ وجعلهم يعودوا الي واقعهم فهتف متذمرا وهو يبعدها عنه
- لاء كده كتير
.......................................
لم يتمالك رؤيتها هكذا حاول ضمها ولكن نفضت ذراعيه عنها
- أصبحت اشك بحبك لي كنان ..انت نسيتني في زحام حياتك
فسارع في تبرئة نفسه
- لا ورد انتي المرأة الوحيده التي رأيت داخلها حنان ودفئ لم اراه من قبل
فعاد الآلم لقلبها فهي دوما الطرف الذي يعطي ويمنح .. متي ستحظي هي بالعطاء
- لم نحظي بفترة كافيه قبل زواجنا كنان
لم يفهم مقصد كلامها الا بعدما اتمت جملتها
- انت تحتاج لفترة تتأكد فيها من مشاعرك وانا أيضا
فلم يعد يتحمل ماقالته ..وانتهى هدوئه ليتحول إلى بركان غضب
- فترة ماذا ورد .. فترة ماذا وانتي في احشائك طفلنا
وجذبها اليه بقوة وقد ارتفع صوته
- لن ارحل لتركيا الا بكي ورد
وانصرف بعدها وهو لا يري شئ أمامه حتى أنه لم يستمع لصوت جاسم الذي هتف بأسمه بعدما خرج من غرفة مكتبه
واندفعت مهرة نحو شقيقتها التى وقفت تتنفس ببطئ فكل هذا الثبات الذي كانت فيه كان يأخذ من روحها لا القوه من طبيعة شخصيتها ولا هي تستطيع العيش دونه
ووقف جاسم يحدق بالفراغ الذي أمامه متنهدا من تلك الليالي التي أصبح يعيش فيها
........................
اردفت لغرفتهما متنهده بعدما جلست قليلا مع شقيقتها تفهم منها كل مادار بينها وبين زوجها ..رغم ان قرار شقيقتها اسعدها الا أنها كانت تشعر بأن شقيقتها ليست سعيده بهذا ولكن تريد ان تعلم مكانتها أكثر داخل حياة زوجها خوفا من ان يقعوا في نفس تلك الدائرة يوما ويجد نفسه نادما
ونظرت لجاسم الغافي بأرهاق من كل ما يحدث معه بسببها .. فأقتربت منه تجلس في تلك المنطقه الفارغه جانبه علي الفراش وأخذت تمسح علي شعره برفق وتبتسم متذكرة كل ماتفعله معه من جنون وهو يتحمل كل ذلك بصدر رحب
وانحنت تطبع بقبلة على جبينه وشهقت بفزع وهو يجذبها للجها الاخري فقد كانت تظن أنه نائم
- خضتني ياجاسم ..في حد يعمل كده
فضحك ثم ضحكت هي
- انتي اللي صحتيني
فأبتسمت وهي تعلق يديها بعنقه
- انا صحيتك من حركه أيدي علي شعرك
فمال علي عنقها يهمس بدفئ
- تعرفي أنك لأول مرة تعملي الحركه ديه
وتذكر ذكريات بعيده عندما كان يفعلها والده له ومن ثم والدته قبل ان تتركه وتتزوج
أخبرها بتلك الذكريات بنبرة منكسرة شعرت بها ومن أجل ان تجعله يضحك وينسي الأمر شاكسته بمزاح ارادت به ان يبتسم
- لاء انا فاكره اني عملتها قبل كده .. انت مش بتركز ياجيمي
فأبتعد عنها ناظرا لها بنظرات متسائله
- مين جيمي ده
فضحكت وهي تعانقه مرة أخري
- واحد كده مالناش دعوه
فتنهد بأستياء منها
- ديما مخرجاني من حالة الهدوء الاسترخاء اللي بكون فيها معاكي
فوجدت ان سخافتها لم تكن بوقتها ..فضمته إليه ثم اخذت تمسح علي شعره مثلما فعلت
- امتي متابعتك مع الدكتوره
هتف بهدوء فتمتمت
- بكره
فأبتسم وهو يتمني اليوم الذي سيحمل طفله بين يديه
- تمام هنروح سوا
فتذكرت شقيقتها وشعورها
- بلاش ياجاسم عشان ورد انت ناسي أنها كمان حامل وكنان مش معاها
تفهم الأمر بسهوله وابتعد عن أحضانها مبتسما ثم عاد لروحه المشاغبه
- هو أحنا كنا بنقول ايه قبل ما كنان يجي
.......................
نظر كنان للغرفة التي دمرها ليلة أمس بالفندق الذي هو مالك له ..وضرب صدره العاري بغضب
- لن أرحل الا بكي ورد
وبدء رنين هاتفه يعلو فنظر للمتصل فقد كان بشير
- كيف تسير الأمور كنان
فزفر كنان أنفاسه لعلي صديقه يفهم الاجابه
- فهمت كنان
وأنهى اتصاله به ..لينظر لكل من عائشة وليليان محركا رأسه بعكس الاجابه التي كانوا ينتظروا سماعها ..فشعرت عائشة بندم لما حدث لحياة شقيقها بسببها
....................
جلست بسمه تتناول طعام الغداء مع كريم وهي إلى الآن لا تصدق عرضه ..عرض الزواج لم تكن تتوقعه فقد كانت ستطلب طلب نقلها بفرغ الشركه الذي أسس بأمريكا
- انت متأكد من قرارك ده ..طب مرام
فتبادلت ملامحه للضيق فهو أصبح لا يطيقها بعد ما فعلته
- مالها مرام يابسمه ...احنا هنتجوز في السر
اوجعته ما نطقه وعندما شعر بوجعها
- ده وضع مؤقت يابسمه
فأخذت تنظر إليه للحظات وهي تصارع انحدار دموعها
- ايه اللي حصل بينكم ياكريم
لم يجيب عليها ولكن احتوى كفها بكفه
- لو عرض الجواز مش عجبك انسيه يابسمه
ووجد الإجابة بعد ان وضعت بيدها علي فمه تخبره بتكرار ولهفة
- موافقة ..موافقة طبعا ياكريم
........................
نظرت رقية للشقة الجديدة التي اشتراها مراد بعدما باع شقته القديمه .. كانت سعادتها ليست بالشقة لة لما فعله من أجلها وأكثر ما اسعدها ان الشقة الجديدة قريبة من مسكن والدها ..كانت خالتها تقف معهم سعيده هي الاخري بأن كل شئ يسير وسارت بعيده عنهم نحو الشرفه ليقترب مراد من رقية هاتفا
- ست الكل ديه لماحه وبتفهمني علطول
لم تنتبه رقية الي حديث مراد الا عندما قبلها علي خدها سريعا ..وشهقت بصدمه لفعلته ثم دفعته بعيدا عنها
- انت مبقتش مراد المحترم بتاع زمان ليه ..انا عايزه مراد القديم
فضحك مراد وهو يري حنقها وغمز لها بأعين لامعه
- مراد القديم كان شايفك اخت ليه ..اما دلوقتي شايفك حاجه تانيه
فلمعت عيناها بمراوغة دون فهم واقتربت منه تسألها
- حاجه تانية زي ايه
فضحك علي سؤالها هو يعلم مدي غبائها أحيانا
- لما تكبري هبقي افهمك ياحببتي
لتنظر اليه رقية بحنق ثم نظرت للشقة بعناد طفولي
- الشقة عايزه توضيب كتير والديكورات اللي انا عايزاها هتحتاج لوقت ..فنأجل الفرح لشهرين كمان
ولم تدري بنفسها الا وهي تركض نحو خالتها وهو يركض خلفها بوعيد
.....................
ألتف بجسده فور ان تسطحت جانبه علي الفراش
فوقفت تنظر لظهره وقد طال جفائه الذي لا تعلم الي الآن سبب له ..فمنذ اجهاضها وهو لا يتحدث معها علي اضيق الحدود وكأنه يعاقبها على ذنب ليس لها يد فيه وتوترت حينما شردت فيما كانت ستقترفه من قبل وهتفت داخلها
- معقول يكون عرف ..طب هيعرف ازاي ..انا لازم اكلمك بكره مدام سوزي أسألها لتكون بلغته حاجه
وعادت تطمئن نفسها
- بس مدام سوزي في فرنسا حاليا هتقابلوا فين... لا لا اكيد كريم معرفش حاجه
وابتلعت ريقها بصعوبه وخوف واقتربت منه تمسح علي ظهره
- كريم حبيبي
كان رده ككل ليله كمثيلة الأيام الماضيه
- مرام انا تعبان وعايز انام
ازداد حنقها فهي لم تعد تتحمل كل هذا دون معرفة السبب
- لاء انا لازم اعرف في ايه ..انتي مش ملاحظ انك يتعاملني وحش من ساعه ما اجهضت مع ان ده أكتر وقت محتاجك فيه
فعدل من وضيعته ونظر إليه ثم انفجر ضاحكا وهو ينهض من فوق الفراش وهتف ساخرا قبل ان يترك الغرفه
- محتاجاني ؟.... اشك يامدام
........................
كل شئ أتي وكأنه مرتب .. سفر ريان وغياب ياسر هذا اليوم عن العمل وطلبه من سكرتيرته ان ترسل له أحد الملفات مع احد موظفي الخدمه بالشركه .. كان هذا الخبر بالنسبه لناريمان كالتفاحه المقشرة ..بعد ان اخبرتها به سكرتيرة ياسر
........................
حدقت ريم بالملف الذي اعطتها له سكرتيرة ياسر بتوتر
- ممكن نبعته مع اي حد تاني ياهناء
فأرتبكت هناء وهي تهتف بعجلة
- ياريم انا مش هثق في غيرك ده ملف مهم
وتابعت بحزن
- لولا تعب ماما المفاجئ كنت روحت انا ..بس لازم امشي حالا
وربتت على كتفها بتشجيع
- متقلقيش ياريم مافيهاش حاجه لما تروحي بيته ..انتي هتديله الملف وهتنزلي علطوول
فوقفت ريم تطالعها وهي تنصرف ..فهي لا تعلم كيف ستذهب الي شقة رجل عازب ..لو هناء تري الأمر عاديا فهو ليس عاديا بالنسبه لها
وزفرت أنفاسها بحنق وهي مسلوبة الارادة ..وهي تخبر نفسها انها ستعطيه الملف من أمام الباب وترحل
......................
كانت ذاهبة إليه في عمله تخبره عن نجاحها في القضية ..فبعد ان انتهت القضية جاءت إليه علي الفور ولكن عندما وصلت علمت من مني ان زوج شقيقتها هنا فندفعت للداخل دون ان تطرق الباب فوجدت كنان يطلب من جاسم المساعده ويخبره انه يريدها
- جاسم أريد زوجتي ..لن اسافر الا بها
لينتهبوا لصوت مهرة العدائي
- لاء ياكنان اختي مش هتاخدها بالساهل زي ما جوزتها ليك بالساهل
ووقفت أمامه تنظر إليه بغضب لا تعلم كيف أتي لها من ناحيته
- كانت بتتصل بيا تطلبي مني اساعدها انها تصالحك ..كانت بتطلع نفسها ديما هي اللي مزعلاك ..اضطرابك النفسي وعدم توازنك طفي اختي
اقولك علي خبر يبسطك عشان تحس بالذنب
- ورد في اي لحظه ممكن تفقد الجنين بسبب كل اللي عاشته معاك الفترة الاخيره
وقف قلبه للحظات وهي يسمع ما تخبره به
- هل حدث لها شئ وللطفل مهرة اخبريني
فنظر جاسم إليها بعتاب فتنهدت ببطئ
- متقلقيش هي محتاجه تبعد عن التوتر والضغط
وعادت الي هجومها نحوه وهو لم يتحدث بشئ .. فهو المخطئ بكل شئ .. واقترب منها جاسم كي ينقذ كنان من هجومها بعد ان أشفق عليه
- مهرة خلاص اسكتي
فحدقت به
- سيبني أخرج اللي جوايا منه انت اللي كنت حايشني الأيام اللي فاتت
وتابعت وهي تنظر إليهم ..فحتي أكرم كان حليف جاسم وكنان بأن يهدئوا الوضع وتعود له مدام أتي معتذرا ونادما
- متفتكرش ملهاش حد .. لاء انا موجوده ياكنان واقدر ادافع عن أختي
فجذبها جاسم بعيدا
- مهرة كفايه
فعادت تحدق به ورفعت كتفيها بتحدي
- ولعلمك ياكنان انا مش هرجعهالك غير لما تولد
فتعالت الدهشة علي وجه جاسم من ذلك القرار . وهتف كنان بلغته الام من شدة حنقه منها ثم انصرف بعدها بغضب
وظلت تتحدث وتتحدث ولم تشعر الا بشفتيه علي شفتيها كي يوقفها عن الحديث وبعدها ابتعد عنها متمتما بحنق منها
- شريط راديو وبيتفتح .. شكرا ياحببتي ديما فضحاني حتي في شغلي ..كل الموظفين تقريبا سمعوا جلسة المحكمه اللي عملتيها علي كنان
.....................
وقفت رفيف بجانب سيارتها تحدق بريم وهي تتجه نحو البناية الراقية التي يقطنها ياسر وابتسمت وهي تبعث رسالة ل ناريمان بأن كل شئ قد تم بنجاح واردفت لداخل سيارتها ثم قادتها متذكرة منذ لحظات عندما كانت تجلس مع ياسر تناقش بعض الأوراق وترتشف من القهوة التي أعدتها له ولها
.................
وقف ياسر متفاجئا من قدوم ريم لمنزله تحمل الملف الذي طلبه ولكن ليس منها وتنظر اليه بأرتباك
- الملف اللي حضرتك طلبته
كان بعالم آخر فهو لا يعلم ما به ..سخونه غريبة تسري بجسده ومازالت تمد له يدها بالملف وتتحدث واغمض عيناه كي يزيل ما بدء يسير أمام عينيه
فقلقت بسبب هيئته تلك واندفعت لداخل الشقه تهتف بقلق بعد ان سقط الملف من يدها
- مستر ياسر فيك حاجه ..مالك
ففتح عيناه ينظر إليها متفحصا لها ..لينغلق الباب بفعل الهواء ..فنظرت اليه بغرابه من نظراته ولكن سريعا أدركت الوضع وكادت ان تضع يدها علي مقبض الباب ..فوجدته يجذبها اليه دافعا إياها نحو الحائط
يتبع بأذن الله
*********
الفصل السادس والاربعون والسابع والاربعون من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا