رواية لحن الحياة الفصل السادس والثلاثون 36 والسابع والثلاثون 37 بقلم سهام صادق


رواية لحن الحياة

الفصل السادس والثلاثون 36

والسابع والثلاثون 37

بقلم سهام صادق



اعتراف بالحب( 36)

****************


يداه اخذت تتخلل شعرها الرطب ببطئ .. وانتقل من لمس شعرها للمس وجنتيها وهي مازالت ثابتة في وضعها تنظر لعيناه وكأنها كالمنومة ... مشاعر غريبة بدأت تسير داخلها لا تعلم لما تنسي نفسها وهي معه 

جاسم وضع قوانين لعبته بهدوء وتمهل وفي النهايه انتصر ليصل لهدفه ..اضعف خاسر هو القلب 

ومال نحوها أكثر حتي أصبحت أنفاسهم قريبة للغاية

ليصدح رنين هاتفها جانبها فأنتفضت من أسفله وألتقطت هاتفها سريعا لتنظر للمتصل 

- ده أكرم 

وفجأة وجد يداه انزلقت لينبطح علي الفراش داعيا عليها بحنق 

- ربنا يسامحك يامهرة 

فنظرت إليه ثم للهاتف ضاحكة من هيئتة بعد ان انبطح علي الفراش عندما تملصت من قبضتي يديه وردت علي أكرم بقلق

- مال صوتك ياأكرم ..انت فيك حاجه 

ليهتف أكرم بحزن وهو ينظر حوله ..فقد كان يسير بأحد الطرق هائما فيما حدث له من والدته في الصباح 

- مهرة انا محتاجك 

فشعرت بوجود خطبا ما حدث له وزاد قلقها عليه 

- قولي انت فين وانا اجيلك 

فصدح صوت جاسم بحنق فقد كان يتابع الحوار بصمت إلي ان نطقت بعبارتها الأخيره 

- قولي لاكرم يجي ..خروج من البيت مافيش 

فطالعته بضيق ووجدت أكرم يهتف 

- انا جاي ليكي ده لو مش هيضايق جاسم 

فسريعا اجابت وهي تنظر لجاسم 

- اكيد لاء ..هستناك 

وبعدما أغلقت الخط مع أكرم...وقفت تطالع جاسم العاقد ساعديه امام صدره وقد تسطح علي ظهره فوق الفراش وقفزت جانبه بطريقة مضحكه بهيئتها التي أطاحت عقله

- وفيها ايه لو خرجت 

فنظر لها بضيق 

- أنتي مش واخده بالك الساعه كام دلوقتي 

فهتفت بحنق ولامبالاة

- عادي 

فأستفزه حديثها.. ليجذبها من خصلات شعرها

- عادي ده لما كنتي عايشه لوحدك ..اما دلوقتي انتي متجوزه الساعه 11 ياهانم 

فتألمت من قبضت يده علي شعرها

- اه سيب شعري 

فأقترب منها بعد ان ترك شعرها وحرك خده علي خدها 

- لسانك ده حقيقي محتاج ضبط من اول وجديد 

وضمها إليه بدفئ 

- مهرة ياحببتي نعقل كلامنا قبل ما ننطقه ..واوعدك كل ماتسمعي الكلام ليكي هدية عندي 

مشاعر الابوة كانت طاغية عليه في تلك اللحظه ورغم أنها هدأت عندما لمس جزء مفقود داخلها فهي لم تعرف تلك المشاعر من قبل ..وابتعدت عنه تنظر الي عيناه ..فأبتسم وهو يعلم أنها تعقل كلامه داخل عقلها بتمهل ومد كفه نحو عنقها يلامسه فأغمضت عيناها بأسترخاء ثم تذكرت أمر أكرم ف كالعاده لحظات السحر تنتهي 

- أكرم قرب يوصل ..

وابتعدت عنه وهبطت من فوق الفراش نحو غرفة الملابس لترتدي ملابسها 

لينظر جاسم نحوها زافرا أنفاسه بقوة 

- لاء كده كتير 

وهبط برأسه علي الوساده مغمض العينين كي يهدء قليلا متوعدا لها بعد ان ينصرف أكرم 

..................................................

جلس أكرم بأرهاق والحزن ظاهر علي ملامحه مما فعلته والدته معه .. كان دوما المطيع الهادئ لا يطلب منها شئ والشئ الوحيد الذي طلبه منها ان توافق علي خطبته من حبيبته ولكن الإجابة كانت طرده من عمله فضغطت عليه من أكثر الجوانب قسوة 

كان جاسم يجلس معهم بهدوء ويستمع إلي مايقصه أكرم ..وعندما شعر بحاجه أكرم الي شقيقته 

نهض معتذرا 

- هسيبكم تتكلموا براحتكم 

ونظر الي أكرم الذي وقف علي الفور 

- لاء انا همشي خلاص ..واسف أني ازعجتكم

ليقترب منه جاسم رابتا علي كتفه بأخوه 

- عيب تعتذر وانت في بيت اختك ياأكرم .. البيت بيتك وتيجي في اي وقت 

فطالعته مهرة بهدوء وسعاده مما فعله مع شقيقها .. ونظرت إليه بأمتنان حقيقي وهتف قبل ان يصعد لاعلي 

- بات الليله ديه هنا وارتاح 

وبعدما انصرف نظر نحوه أكرم بحب ثم نظر الي شقيقته 

- حقيقي كل يوم بحترم وبتعلم من جوزك يامهرة ... انا بعتبره أخويا الكبير 

فأبتسمت ومدت ذراعيها لشقيقها كي تحتويه بحنو متمتمه 

- اوعي تزعل لو علي الشغل امره سهل ..

وهتفت بجمود 

- انا اسفه اللي هقولهولك في حق امك بس هتستني ايه من واحده خلت جوزها يرمي بناته ولما يفتكرهم يجي يرمي ليهم ملاليم 

فأبتعد عنها أكرم قليلا فحزن علي حقيقة ما فعلته والدته في حق شقيقتيه .. وشرد في الماضي فكانت والدتهم تخبرهم دوما ان زوجة ابيهم امرأه لعوب وبناتها مثليها .. ولكن ها هي الحقيقه تظهر وتربية المرأة اللعوب نتج عنها شقيقة حنونه مثل مهرة صادقة بحبها وشقيقة أخري عطوفه لا تقل عنها حنانا 

- عندك حق يامهرة ماما ظلمتك انتي و ورد اوي

وعاد يرمي نفسه بين أحضانها .. لتربت بيدها علي ظهره تطمئنه بأنها معه 

.................................................

اخذ النوم يداعب جفنيها ومازالت تنتظره ..فقد أعدت نفسها له وارتدت ثوب قصير يظهر مفاتن جسدها وتزينت كما أخبرتها مهرة ولكن ساعه جاءت ورائها اخري وأخري وكنان مازال بحجرة مكتبه 

وقررت ان تذهب إليه فقد ملت من الانتظار وربطت روبها بأحكام وهبطت للاسفل ووقفت أمام غرفة مكتبه تأخذ أنفاسها بتوتر ثم طرقت الباب بطرقة خافته وأردفت بعدها ..لتجده ممدد علي الأريكة مغمض العينين فأقتربت منه وهي تهتف بأسمه

- كنان

ففتح كنان عيناه وطالعها بتفحص وسط ضوء الغرفة الخافت ثم عاد يغمض عيناه

- ما الأمر ورد

قالها ببرود أثلج قلبها .. فأقتربت منه وجثت على ركبتيها أمامه ومسكت يده بحنو 

- انت ما الأمر كنان ..مابك حبيبي 

ففتح عيناه ونظر لعينيها التي تعكس ما بداخلها فوجدها علي وشك البكاء فرفعها من الارض وفسح لها مكانا جانبه 

- تعالي جانبي 

فأشرقت ملامحها وتمددت جانبه تمسح علي وجهه برفق 

- ما بك كنان .. أشعر بأنك بعيد عني هذه الأيام 

فحدق بها كنان للحظات صامتا ثم ضمها إليه 

- مشاكل بالعمل ليس أكثر ورد 

وعاد يغمض عيناه متذكرا تلك الفتاه وعقله شارد لا تشبه شقيقته بالمثل ولكن الشبه بينهم كبير للغاية

.........................................................

فتحت الغرفة بنعاس لتجد جاسم مازال مستيقظا ..فأقتربت منه تتسطح فوق الفراش بجفون متثاقلة 

- نام أكرم 

فتمتمت مهرة بثاوب 

- آه ..نام في اوضه كريم

فحرك جاسم رأسه ومال نحوها بعد ان اغلق الكتاب الذي كان بيده 

- انت منمتش ليه 

فأبتسم بخبث وهو يجذبها اليه

- مستنيكي ياحببتي 

فطالعته ومازالت تتثاوب بكثرة 

- فكرني بكره أشكرك علي اللي عملته مع أكرم ..تصبح علي خير بقي

ومع نهايه تلك الجمله لا تعلم ما حدث سوا انه هتف 

- تصبح علي خير مين ياختي 

.................................................

وقفت تهندم حجابها بخجل من نظراته العابثه التي تحاوطها فكان يقف خلفها يمشط شعره الاسود وينثر عطره .. وحاوط خصرها ضاحكا 

- هتتظبط ازاي وانتي بالتوتر ده

وقرص وجنتيها بخفة فهتفت بحنق 

- ما انت طول ما بتبصيلي كده وبتغمزلي انا بتوتر 

فضحك بمتعه على خجلها 

- حقيقي انتي تهبلي يامهرة 

وقبلهاعلي احدي وجنتيها 

- شكرا علي السعاده اللي لقتها معاكي 

وتركها وانصرف لتنظر لأثره بذهول من تصرفاته ..حتى بعد كل علاقه بينهم يقبلها علي جبينها يخبرها بسعادته وحبه لها 

- انا كده هموت في ايدك يا ابن الشرقاوي 

وضحكت على نفسها وقلبها الذي بات يدق سريعا بوجوده 

.............................................

وقفت ريم بأرتباك أمام ريان الذي كان منشغلا في مطالعة الأوراق التي أمامه 

- الملف اللي طلبته يافندم

فرفع ريان عيناه نحوها ببطئ متأملا خجلها وارتباكها الذي يحبه ومد يده إليها لتعطيه الملف وهي تتحاشا النظرات اليه

- شكرا ياريم 

وأبتسم لها فأنصرفت سريعا من أمامه ..ليسترخي ريان بمقعده 

- هذه من ابحث عنها فتاة ضعيفة هادئه ..انجب منها فقط 

وفور ان خرجت ريم اتجهت نحو الممر الذي به مكينة القهوة ..لتجد ياسر يقترب منها بعد ان اعطي لأحدهم بعض الاوراق

- مبسوطة في شغلك مع مستر ريان

فتنهدت ريم بعبوس وهتفت بصدق 

- مستر ريان لطيف اوي ...بس انا حابه أرجع اشتغل مع حضرتك 

فأبتسم ياسر لها رغم مافعله بها تريد العمل معه 

- والله انتي عجيبه ياريم عايزه تسيبي مدير لطيف وتيجي عند مدير كشري ورخم 

فهتفت سريعا وبتلقائيه 

- لاء حضرتك مش رخم بس عصبي شويه 

وأكملت وهي تحرك يدها 

- شويتين تلاته كده يعني

فصدحت ضحكات ياسر التي تعجبت منها وطأطات رأسها بخجل فيبدو انها تجاوزت بحماقة ولكن ياسر وقف يطالعها ولاول مره يكتشف انها رائعه ببساطتها حتي خجلها وارتباكها ولكن عاد ما بداخله يذكره ان قلبه قد مات منذ زمن 

..................................................

ضحك كريم من قلبه وهو يري صغيرته تلطخ وجه بسمه بطعامها ..فنظرت بسمه بعبوس مصطنع

- كده ياشهد ..

ليعطيها كريم الصغير ويأخذ شهد معنفا لها بحنان 

- حببتي عيب كده 

فمدت الصغيره يديها لبسمه تعانقها وتداعبها.. فلمعت عين بسمه بوجع وهي تعلم أنها لن تكون اما يوما .. واغمضت عيناها وهي تكاد تبكي علي ذكرى كلما تذكرتها شعرت بكرهها للحياه 

ووضعت الصغير علي مقعده المخصص له وابتعدت راكضه نحو الشرفه .. فوق يطالعها بحيرة من أمرها ونده علي المربية لتأتي اليه علي الفور ثم ذهب نحوها 

ليجدها تضع وجهها بين كفوفها تبكي بحرقة 

- بسمه 

وعندما هتف بأسمها ألتفت إليه تنظر له وعيناها غارقة بدموعها مرت الدقائق وهي تطالعه هكذا الي ان وجدها تقترب منه تحتضنه بآلم 

- أرجوك احضني

طلبها لم يكن رغبه بل كان خوف من ماضي قتل روحها ..وعاد الماضى وصوت صراخها يقتحم عقلها وهي تطلب الاستغاثه ولكن في النهايه 

أصبحت ضحية ذئب مغتصب 

.............................................

وجدها تجلس علي مقعده في غرفة مكتبه تطالع أوراق ما فتسأل 

- اوراق قضية

فرفعت مهرة عيناها له وابتسمت بسعاده 

- أستاذ فؤاد أخيرا اداني قضيه لوحدي...بس صعبه اوى 

فأبتسم لها بتشجيع ثم وقف أمام المكتبه التي تضم الكثير من الكتب 

- اكيد شايف انك ادها ياحببتي 

فأخذتها قدميها نحوه ووقفت امامه لتقبل أحدي وجنتيه بشكر

- ديه عشان اللي عملته مع أكرم امبارح 

وطبعت بقبلة أخرى 

- وديه عشان انا عايزه اعملك كده

فأتسعت أبتسامته وهو يضمها إليه هامسا 

- هي القضيه مهمه أوي كده

فحركت رأسها بخجل ليضحك علي ارتباكها فور ان بدء بحرجها 

- روحي كملي شغلك 

فرفعت عيناها نحوه بأمتنان .. وداخلها يحمد الله علي ماهي فيه الان

وعادت للمقعد متسائله 

- مش مضايق اني قاعده مكانك 

فطالعها وهو يجلس علي الأريكة التي تقبع في أحدى جوانب الغرفة

- ركزي ياحببتي في شغلك وبطلي هبل 

فضحكت وهي تعود إلى مطالعة أوراق القضية الغامضه ومر الوقت ومن حين لاخر جاسم يتأملها ويضحك فتارة تمد ساقيها على سطح المكتب وتارة أخرى تضم ركبتيها لصدرها واخري تضرب جبينها بيدها وتارة تحادث نفسها 

فنهض من جلسته واقترب منها هاتفا 

- مهرة يلا ننام عشان انتي لو قعدتي مع نفسك اكتر من كده هتتجني 

فحركت رأسها بأقتناع ..فأبتسم لها غامزا 

- ياسلام علي الهدوء ياناس 

وتسأل بمغزي 

- أكرم فين صحيح

فأجابته علي الفور 

- اخد مفتاح شقة ماما وهيقعد هناك مرضاش يبات تاني هنا 

فعاد يتسأل وهو يحاوطها بذراعه

- واتصلتي ب ورد

فهزت رأسها بأرهاق 

- اه كلمتها 

فلمعت عيناه وفي لحظة كان يحملها بين ذراعيه 

- لاء ديه فرصة عظيمه 

وفور ان نطق بتلك الجمله صدح رنين هاتفه في جيب سرواله.. لتعانقه بمشاكسه 

- تليفونك بيرن يااستاذ عظيم

فطالعها بحنق وهو يسطحها علي الفراش وأخرج هاتفه ليري من يتصل به ... وكانت نرمين من تهاتفه كي تذكره بموعد المناقصة صباحا 

- ديه نرمين

وعندما سمعت مهرة اسمها ألتقطت الهاتف ووضعته أسفل الوساده وجذبته إليها واسبلت اهدابها فضحك وهو لا يصدق ان الغيرة تجعلها تنسي خجلها منه 

- يعني انتي الجراءة بتجيلك على سيرة نرمين 

ومال نحوها يغرقها بين ذراعيه

- طب نرمين ..نرمين بقي 

........................................................

نظرت ليليان الي ورد التي جلست شارده بعد ان انهت عملها بالمطبخ لتسألها ليليان 

- ما خطبك ورد هذه الأيام 

فتنهدت ورد بحزن متسائله

- ليليان أخبريني عن علاقة كنان ب سيلا ... ولما كرهها وابتعد عنها 

فنظرت لها ليليان بعدم استعاب لسؤالها ولكن اجابة عليها لعلها تريحها 

- ما اعلمه ان سيلا هي من اقتربت منه إلي ان جعلته يرتبط بها ...واهتزت علاقتهم مع موت هازان 

كنان كان يعشق هازان بشده كان يعدها وكأنها ابنته 

فطأطأت ورد رأسها بحزن وهي تخشى ان يكون كنان قد فاق من مسكن حبه لها والذي اتي في وقت ضعفه واحتياجه لشخص ينسيه ما مر به 

...................................................

وقف بشير متعجبا من المساعدة الجديده لكنان وبعد ان انصرفت تسأل دون تصديق 

- من هذه كنان .. إنها تشبه هازان كثيرا

فحرك كنان رأسه بموافقة .. ليجلس بشير متمتما 

- أنت متأكد ان فريده خانو لم تنجب توأم ل هازان 

وعندما شعر بأن مزحته ليست بمحلها 

- كنان لا تعود لانتكاستك مجددا وتنعزل

..............................................

زفر مراد أنفاسه بحنق وهو ينتظر رقية بجانب سيارته وسألها بضيق وهو يفتح باب سيارته لها

- مكنتش محتاجه تأجلي ميعاد مقابلتنا تاني

فطالعته رقية ببرود مصطنع 

- كان عندي ميعاد مهم أمبارح 

فأبتسم مراد وهو يضغط علي اسنانه

- ماشي يابرنسيسة رقية .. هحاول اصدق ان بقي عندك مواعيد مهمه

فدفعته رقية بحنق من أمامها 

- انت بتتريق عليا .. لو سامحت أبعد مش عايزه أخرج 

فحدق بها مراد بقوة

- رقية اتعدلي وبطلي شغل الجنان اللي بقيتي ماشية عليه ده

وكلمه منه ومنها .. عادت راكضه الي منزلها ليفتح والدها الباب متعجبا 

- انتي مش كنتي هتقبلي مراد 

فخطت للداخل بتأفف 

- اتخنقت انا ومراد 

وعلى نطقها لتلك الجمله جاء مراد خلفها حانقا من تصرفها 

- رقية اعقلي ويلا 

فوقفت خلف والدها 

- انا عاقله على فكره .. ومش عايزه أخرج مع واحد همجي زيك

لتتسع عين والدها... فنظر لها مراد بعتاب واصطنع الحزن وعندما وجدته سينصرف حزين 

- خلاص انا جايه 

فزفر أنفاسه بتعب محدثا نفسه 

- هتتعبيني معاكي يارقية ... بس ديه غلطتي ولازم اتحمل نتايجها

............................................

ذهبت مهرة مع أحدي زميلاتها في مكتب السيد فؤاد إلى أحد المطاعم .. كان مطعم فخم وكان ملك لزوج زميلتها هذه التي بمجرد ان وصلوا اعتذرت منها وذهبت إلى غرفة زوجها واخبرتها انها ستعود لها سريعا

فجلست علي احدي الطاولات مع ترحيب لطيف لانها اتت برفقة زوجة صاحب المطعم 

وجلست تنتظر قدومها 

ومرت دقيقتان لتجد جاسم يردف للمطعم بصحبة نرمين وكان يتحدث بهاتفه ولم ينتبه لاشارة يدها نحوه .. فهي فور ان رأته وقفت تلوح له بيدها 

ووجدت نرمين تقترب منه تخبره بشئ ما فأنصرفوا من المطعم قبل ان يختاروا طاوله يجلسوا عليها 

ظنت أنه رأها ولم يعيرها اي اهتمام فحملت حقيبتها وقبل ان تغادر وجدت زميلتها تسألها 

- مهرة رايحه فين

فأجابتها وهي تتحرك صوب الباب 

- معلش ياهالة تعبانه شويه نعوضها مره تانيه 

لتقف هالة متعجبه ووجدت زوجها خلفها يسألها 

- فين صاحبتك 

فألتفت اليه مع ابتسامه هادئه 

- مشيت 

...................................................

كان كرم يجلس مع رفيقه يشم البودرة التي امامه ثم استرخي بسعاده

- الواحد حاسس أنه مبسوط

فضحك رفيقه 

- الفلوس بقي ياكرم

فأخرج له كرم المال 

فأبتسم صديقه وبعد ان نظر للمال تسأل وهو يحك ذقنه 

- هي مش اختك برضوه مرات جاسم الشرقاوي 

فمسح كرم علي انفه متعجبا من سؤال صديقه 

- اختي ومش اختي ..بس بتسأل ليه 

فطالعه صديقه بمكر 

- ازاي اختك ومش اختك 

فهتف كرم وهو يميل برأسه علي ظهر الأريكة

- خلافات عائليه

ليبتسم نادر صديقه وهو يجلس جانبه 

- لاء خلافات ايه انت لازم تستفاد من جوازه أختك ديه 

..................................................

وجدها تجلس علي الفراش عاقدة ساعديها بصمت أمام صدرها وتضغط على اسنانها وانفها وجفونها احمران ليتسأل وهو يخلع سترته

- مالك يامهرة 

فطالعته بشر .. فمال للخلف بظهره ضاحكا 

- لاء كده يبقى في حاجه جامده 

ووجدها تقف فوق الفراش 

- قولي عملت ايه من ساعة ماخرجت لحد ماجيت

فضحك جاسم علي طريقة سؤالها 

- مهرة انا تعبان وأكيد انتي عارفه اني في الشركه

فحدقت به بجمود 

- انت كداب 

سقطت الكلمه علي اذنيه ..فوقف ثابت بمكانه 

واقترب منها بهدوء غير مبشر

- كداب ..اظاهر اني اتهونت كتير فلسانك مبقاش عارف يفهم ويستوعب اللي بيقوله 

ووقف أمامها محذرا 

- انا بعملك بما يرضي الله لكن بلاش تشوفي قلبتي يامهرة هتكرهيني 

وعندما رأت عيناه تلمع بالغضب وجدت نفسها تخبره أنها رأته وقد أشارت له ولم يعيرها اي اهتمام 

فوقف للحظات يتذكر وجوده وسبب انصرافه السريع من ذلك المطعم

- تعرفي أنك غبية.. 

وجذبها من لياقة منامتها لتهتف ببكاء 

- انا غبية عشان حبيتك 

فأتسعت أبتسامته وهو يسمع اعترافها بحبها له


يتبع بأذن الله

********


#لحن_الحياة  ❤

#سيمو


أنثي رقيقة(37)

*************


كلمة نطقت في اوهج لحظات حنقه منها.. فرفع كفيه يمسح علي وجنتيها بهدوء متنهدا بيأس 

- سبحان الله حتي يوم ماتنطقي وتعبري عن مشاعرك .. مختاره اكتر لحظه انا عايز اخنقك فيها

فنفضت كفيه بعد سماعها عبارته واشاحت رأسها بعيدا عنه تتنفس بغضب ..فأمسك جاسم يدها لينزلها من فوق الفراش ثم ضمها اليه رغم اعتراضها 

- هش خلاص 

وربت علي ظهرها بحنو 

- مهرة حياتنا لازم يبقي فيها ثقة أكتر من كده

وعندما أرادت ان تبتعد عنه ..ضمها أكثر إليه 

- يعنى ازاي اشوفك في المطعم واسيبك وامشي ..انتي مراتي يامهرة عارفه يعني ايه ..يعني لو انا مش عايزك في حياتي هتجوزك ليه ..هكمل جوازنا ليه 

فرفعت عيناها نحوه تتسأل

- روحتوا فين بعد ما سيبتوا المطعم

فضحك وهو يعلم أنها تنتظر تلك الإجابة فقط وأخذ يخبرها بتوضيح كي يريح عقلها وقلبها من الغيره 

- نرمين نسيت ملف المناقصه في العربيه ..ولما خرجنا نجيب الملف جاني إتصال من مني بلغتني ان الوفد الإيطالي غير مكان اللقاء ده كل حاجه حصلت 

ولطم خدها برفق ثم ضرب جبهتها

- فهمتي يا ام عقل خارق 

فلمعت عيناها بغل من تذكرها اقتراب نرمين منه ثم اشاحت وجهها بحنق وهي تهتف

- هي لازم نرمين ديه تكون علطول معاك ..فين ياسر او جيب اي راجل وخلاص 

فضحك بمتعه وهو يري غيرتها المفضوحه

- انت بتضحك علي ايه

فعادت تتعالا صوت ضحكاته فتمتم وهو يشاكسها بمتعه

- بضحك عليكي ياحببتي .. قولي انك بتغيري وخلاص 

فعادت تطالعه بحنق وهتفت بصياح

- مبغرش

وكلمه منه ثم منها الي ان صرخت بتأفف 

- ايوه بغير ارتحت 

فأبتسم جاسم ثم جذبها اليه لتشهق وهي تجده يقبلها بلطف ويخبرها

- بحبك يامجنونه 

.................................................

بعد ساعه كان يتمدد علي بطنه معطيا لها ظهره العاري هاتفا بأرهاق 

- خيفي أيدك شويه يامهرة

فدلكت ظهره بقوة.. فتآوه بآلم 

- ماله النادي الصحي والناس المتخصصه

فدبت علي ظهره بعند

- سيبني اركز وبلاش توجيهات .. ده مساج 

ولمعت عيناها بحماس 

- اوعي تنسي أنك هتعلمني السواقه

فضحك بأستمتاع وهو يرفع عيناه نحوها 

- مستغله ياحببتي

فحركت كتفيها بزهو 

- ده مش استغلال..ده اسمه هات وخد 

وهنا انفجر ضاحكا بقوة حتي بدء يسعل 

- يعجبني فيكي مصطلحاتك ياحببتي 

وتآوه مجددا 

- انتي بتعجني عجين يامهرة 

لتنظر الي موضع يديها ثم اليه 

- شوف بتتريق عليا ازاي ... بدل ما تقولي تسلم إيدك 

فأبتسم بأستياء 

- كملي يامهرة بس بحنية ..ها حنية

وبالفعل وضعت كل تركيزها علي عضلاته المتشنجه وأخذت تدلك بزيت عطري مخصص ..الي ان هتفت أخيرا 

- حلو كده 

فأعتدل من وضعه ونظر إليها مبتسما

- تسلمي ياحببتي علي أسوء مساج اتعملي في حياتي

فأتسعت عيناها وهي تجده ينهض من فوق الفراش ويرتدي قميصه 

- أسوء مساج 

ورفعت يداها نحوه 

- انا يتقالي كده ..طب ايه رأيك انك هتعلمني السواقة النهارده 

فضحك بمتعه ومد أنامله نحو وجنتيها

- هجيبلك مدربة تعلمك ياحببتي .. يابتاعت هات وخد 

وخرج من الغرفة دون كلمة أخري متجها لأسفل نحو غرفة مكتبه مبتسما 

............................................................

ابتسم كريم بلطف وهو يري سعادة بسمه مع طفليه ..فبعد ما حدث لها وعلم قصتها تعاطف معها بشده .. وأخذ يزفر أنفاسه بقوه وهو يتخيل مرام بين أولادهم... فرحلة أمريكا طالت لبضعة ايام أخري ولم يلاحظ اي حزن او اشتياق منها اليهم كل ما لاحظه اشتياقها إلي أحلامها ان تكون سيدة أعمال يوما 

مرام حبيبته أصبحت امرأة أخري امرأة لم يتمناها 

وسمع ضحكات بسمه مع صغيريه لتستع ابتسامته واقترب منهم يشاركهم ما يفعلوه 

لتنظر اليه بسمه بلمعان وتمني لو كانت هي زوجته ..اما كريم كان ينظر لها بشكر وامتنان لاهتمامها بصغيريه 

.....................................................

نظر كنان الي عائشة وكيف تتصرف معه وهو غارق في متابعة كل تفاصيل حركتها لا يعلم هل انجذابه لها كشقيقة لما تحمله من ملامح شقيقته ام حب 

وهنا تجمدت عيناه هو لا يتخيل حياته من دون ورد من دون رقتها وطيبة قلبها وفاق علي صوت عائشة

- سيد كنان لديك موعد بعد ساعه 

فحرك كنان رأسه وهو يتسأل وقد تجاهل ما أخبرته به 

- أليس لديك اخوة عائشة 

فلمعت عين عائشة بوميض يحتله الماضي لتحدق به وهي تريد ان تصرخ به تخبره 

- أنه شقيقها .. أنها توأم هازان .. انها ابنه كمال الدين وابنة الخادمه التي أقام معها علاقه نتج عنها طفلتين إحداهن أخذتها فريدة وعاشت في ترف وحياه يحلم بها الكثير وأخرى عاشت في ضيعة نائية وحياه قاسية ..ماضي مر بتفاصيله ولم تعلم حقيقته الا من خالتها قبل ان تتوفي 

- عائشه 

خرج صوته منبها لها .. لتفيق من شرودها معتذرة 

- معذرة سيد كنان .. هل استطيع الانصراف مبكرا اليوم 

ليطالعها كنان بهدوء ثم أشار لها بالموافقه وهو يحدق بالفراغ الذي تركته 

لتنصرف فتلمع عيناها بكره فهي اتت لتعمل معه كي تجعله يقع بحبها ثم تلقي عليه الحقيقه الصادمه أنها شقيقته 

............................................


وقفت ليليان تطالع ورد بعد ان صبغة شعرها وأعطاها مظهر مبهر وهتفت بحماس 

- التغير جميل ورد

فتسألت ورد بأمل ان يكون شكلها أصبح جيد 

- ما رأيك ليليان

فهتفت ليليان بدفئ 

- رائعة .. بل فوق الرائعة

فضحكت ورد علي كلماتها ..لتنظر لها ليليان هاتفه 

- سينبهر كنان اليوم 

............................................

وقف كنان مبهورا وهو يري ورد بهيئتها التي سرقت أنفاسه ..ليجد ورد تقترب منه بدلال تخلع له سترته تخبره بصوت رقيق 

- اشتقت لك حبيبي

حفظت خطواتها بدقه ورغم خجلها الا أنها من اجله قررت ان تسيطر على كل شئ وتعيد شغفه بها ..وهذا كان بفضل ليليان اللي أخبرتها بأن اعين الكثير علي زوجها ولا بد ان تجعله يجن بها كل ليلة 

ووقفت علي أطراف قدميها وتعلقت بعنقه 

- ما رأيك بلون شعري الجديد 

فأمسك كنان خصلاتها ثم نظر الي ما ترتديه متسائلا

- ما الأمر ورد 

فعبست بطفولة

- هل يوجد دوما أمرا اذا تدللت الزوجه علي زوجها 

فأبتسم لها كنان وقد نسي كل تشتته ليجذبها إليه معتذرا 

- اعلم أنني ابتعدت عنك الأيام الماضيه 

ومسح علي وجهها ليجدها تدفن وجهها بصدره 

- لا تؤلم قلبي كنان 

................................................

تنهد بشير بسأم وهو يري تصرفات سيلا من اغرائها له .. وأنتفض من فوق مقعده بعدما وجدها تميل نحوه تخبره

- كفي عقاب بشير

ليدفعها بشير عنه بضيق 

- سيلا انا وانتي انتهينا منذ زمان 

وتابع بجمود 

- سأخبر كنان بأن لا عمل لنا معا 

لتتجمد ملامح سيلا نحوه وتقترب منه تعانقه ولكن كما اعتادت منه ..ينفرها ويدفعها بعيدا عنه 

- لم تحصلي علي كنان ..فقولتي اعود لبشير المغفل

لتهتف سريعا وهي تري نفوره المؤلم لقلبها 

- كانت غلطة بشير وندمت عليها

فضحك بشير ساخرا 

- لا يوجد غلطات في الحب سيلا .. وياليت تعودي لمكتبك فأنا اشمئز من رؤية وجهك حولي كثيرا

فوقفت مصدومه مما سمعته ..هل هذا هو بشير الذي أحبها بشده فيما مضي وعادت تتقدم منه

- بشير أعطيني فرصه واحده 

وصعقت من رحيله من غرفة مكتبه ..تاركا لها المكان كله 

..................................................

خرجت من السيارة تضحك علي وجه جاسم الذي وقف يحدق بها 

- انتي متحاوليش تسوقي او تفكري في الموضوع ده تاني 

لتزداد ضحكات مهرة 

- أنت اللي مبتعرفش تعلم 

فأقترب منها جاسم زافرا أنفاسه بضيق 

- لاء حقيقي ايه كمية الذكاء اللي عندك ديه يامهرة 

فوضعت اصبعها على موضع عقلها قائلة بفخر

- ذكائي ذكاء خارق

ليضمها إليه بحنان وهو يضحك 

- هصبر واعلمك تاني ..بس هو شهر يامهرة وبعد كده خلاص 

فأبتسمت بمتعه وهي بين ذراعيه ليتسأل

- انتي قولتيلي أنك كنتي بتسوقي قبل كده صح

فرفعت عيناها نحوه ضاحكة وهي تعلم ان إجابتها ستصدمه

- اه كنت بسوق العجلة بتاعتي 

فوقف جاسم مصدوما مما يسمعه 

- ماشاء الله .. لاء كل يوم بتبهر اني اتجوزتك

فصدح صوت ضحكاتها عاليا ..ليدفعها جاسم أمامه بحنق 

- الصبر يارب 

لتتحرك أمامه وهي تضحك .. وأردفوا داخل المنزل فوجدت هدي تستقبلهم بوجه حزين لاحظته مهرة 

..................................................

انصدم كنان من فعلت عائشه وهي تهندم له قميصه وسترته قبل ان يخرج لغرفة الاجتماعات... وابتسمت له وهي تبتعد عنه تنظر لعيناه الغائمة في مطالعتها

- لم أقصد شئ سيد كنان 

فأبتسم لها كنان بحنو وتخطاها متمتما 

- لا عليكي عائشة

لتقف عائشة تنظر لخطاه بلمعان ورغبة في الصراخ وهي تريد تخبره بالماضي ومافعله والده ووالدته السيده فريده بوالدتها 

ثم عادت تشرد في حياة كنان فهي تعلم أنه متزوج 

.............................................

جلست ورد يراودها الشك ..كنان عاد يغدقها بحنانه ولكن لا تشعر أنه معها وكأنه واجب يؤديه لتتذكر خطوبة شقيقها أكرم فأبتسمت وهي تظن أن كنان بالتأكيد سيأخذها حتي لو لم تطلب هذا 

لتقف فريدة أمامها تنظر لها بتشفي

- أرى انكي اصبحتي زوجة تعيسة ورد

وانصرفت من أمامها وهي تهتف بسخرية 

- انتبهي لحالك عزيزتي 

وانصرفت فريدة نحو وجهتها حيث طبيب التجميل الذي حدثتها عنه احدي صديقاتها وقد وقعت في غرامه 

.................................................

جلست رقية تقص لمهرة ما تفعله مع مراد ..لتضحك مهرة بصخب 

- كده انتي هتشليه قريب ..كفايه عليه 

لتهتف رقية وهي ترتشف من كأس العصير خاصتها 

- لازم انتقم منه

فضحكت مهرة بلطف واقتربت منها تنصحها وكالعاده تنصح وتنسي نفسها

- بس لعبة القط والفار ساعات بتبوخ يارقيه ..واه مراد اعترف بحبه وانه كان غبي واعمي 

فحركت رقية رأسها مؤكده علي كلامها 

- اه غبي واعمي 

لتطالعها مهرة مبتسمه ثم ضحكت 

- لاء احنا عايزين نرجع لرقية الهاديه الرقيقه وبعد ما تتجوزيه انتي حره 

لتضحك رقية في تلك اللحظه ناظرة حولها

- هو جاسم في مكتبه صح

وأشارت لمهرة كي تقترب منها ...فأقتربت منها مهرة متسائله 

- مالك بتبصي حواليكي كده 

لتهتف رقية بهمس 

- هو ايه النظام بينك وبين جاسم ..زي الأفلام والمسلسلات

كده ولا الطبيعي بتاعنا 

وغمزت لها رقيه لترتبك مهرة ..فضحكت رقية علي ارتباكها مصفقة 

- لاء شكلك أستاذه يامهرة ..اديني يلا نصايح

وبدأت مهرة تنصحها ورقية مندمجة معها ولم ينتبهوا لاقتراب جاسم منهم والذي ألتقطت أذنية تلك الجمله 

- خليكي انثي رقيقه 

وهنا انتفضوا هما الاثنان ولم تكمل مهرة باقي حديثها ..لتنهض رقية فورا هاتفه بخجل 

- معلش ديما عمللكم إزعاج 

ليحدق جاسم بمهرة التي وقفت مرتبكه 

- تنوري في اي وقت يارقية 

وأشار نحو مهرة 

- ممكن دقيقه بس ياحببتي

فسارت مهرة خلفه ..ووقفت رقية تنظر لهم بحالمية ثم ابتسمت وهي تتذكر مراد 

وقف جاسم يحدق بمهرة بصمت لتتسأل 

- في حاجه ولا ايه ياجاسم 

فهتف جاسم بهدوء 

- لاء متقلقيش بس كانت عايز اقولك ..ان ريان جاي يتعشا معانا النهارده 

فحركت رأسها بتفهم 

- تمام هبلغ مدام هدي وفوزية 

وكادت ان تنصرف .. ليجذبها إليه هامسا بمكر

- انثي رقيقة يامهرة ..طب انصحي نفسك ياحببتي واشفقي على جوزك الغلبان 

لترفع اصبعها نحو صدره 

- انت غلبان 

وانصرفت من امامه ولكنه عاد يجذبها مجددا 

- طب انا عايزك كده .. دلعيني شوية بدل ما كل الناس بتتدلع الا انا

فعادت تحدق به ثم رفعت يدها نحو جبينه تتحسسه

- لاء مش سخن 

فأبتسم وهو يجذبها إليه مرة أخرى 

- جاسم انت هتعمل ايه 

لتلمع عين جاسم بمكر 

- وحشتيني 

فدفعته عنها ثم انصرفت لتذهب لرقية التي تنتظرها ..فوقف جاسم يحدق بها مبتسما 

- مراتي بتنصح وهي محتاجه اللي ينصحها

.................................................

عادت مرام من رحلة عملها ولم تفكر ان تسأل عما فعلوه صغيريها في غيابها كل ما فعلته انها اخذت تقص له عن انبهارها 

- مؤتمر كان رائع ياكريم ..وقبلت فيه شخصيات كتير مهمه

وظلت تثرثر وتثرثر الي ان مل وهتف 

- مرام ممكن تنسي شغلك شوية في البيت .. المفروض ده وقتي ووقت أولادنا 

فأقتربت منه بدلال وعانقته 

- ما انا متحمسه اوي وعايزه اشاركك حماسي 

فمسح علي وجهها برفق 

- انا مبسوط أنك بتنجحي  يامرام ..بس ده ميمنعش اني مفتقدك 

فلمعت عيناها وهي تدفن وجهها بصدره 

- اوصل لحلمي بس ياحبيبي وابقي سيدة أعمال وأنا كلي ليك 

...................................................

وقفت سهير امام أكرم في بيت غريمتها ورغم حنقها من وجودها هنا الا أنها أتت كي تعيده لها ..فعندما علمت بمساعدة مهرة له اشتعلت الغيره داخلها وخشيت ان تسرقه منها وقررت ان تتقبل هزيمتها تلك المره علي ان يبتعد عنها أولادها 

- كده ياأكرم تهون عليك امك حببتك 

جاءه صوتها ضعيف منكسر مما جعله يتراجع للخلف لتدخل الشقه تنظر حولها بأمتعاض ولكن أخفت امتعاضها كي تعود به 

- اتفضلي ياماما 

لتجذبه سهير لأحضانها سريعا وهي تبكي 

- موافقه ياحبيبي خلاص علي جوازك من البنت اللي بتحبها .. مدام ده هيريحك 

ثم هتفت بقلة حيلة وهي تتمني ان لا تتم تلك الخطبه

لتتهلل اسارير أكرم بحبور

- بجد ياماما 

لتلوي سهير شفتيها وهي تري مدي سعادتها 

- مالك فرحان اوى كده ياابن بطني .. هي البت ديه عملالك ايه

فضمها اليه فمهما كان هي امه حتي لو بها جميع خصال الدنيا السيئه 

- بحبها ياماما 

فظهرت الغيرة علي وجه سهير ولكن تمالكت نفسها ومسحت علي شعره وهي تهتف داخلها 

- كانت فاكره بنت زينب أنها تقدر تاخد ابني مني ..وتبقي هي الشهمه الحنينه

..............................................

وقفت ريم في غرفة الإجتماعات تعطي ريان الأوراق المطلوبه وعيناها صائبة علي ياسر الذى تجلس جواره رفيف تحاوره بعمليه محكمه ..كانت تنظر إليه بهيام وشرود وعندما رفع ياسر عيناه نحوها .. حدق بها للحظات ثم اشاح عيناه بعيدا عنها معنفا نفسه عما فعل 

وفاقت ريم من شرودها على طرقعت اصابع ريان 

- ريم

لتنتبه ريم له وأرتبكت وهي تتسأل 

- افندم ريان بيه 

فأبتسم لها ريان معطيا لها الملف 

- انسخي منه نسخه من فضلك 

لتنصرف من امامه سريعا ..فألتف ياسر نحو ريان الذي أخذ يحرك يده ببطئ علي ذقنه وهو لا يفهم سبب لرقة تعامله مع ريم ..رغم تعامله القليل مع ريان الا أنه يعلم أنه ليس لين في طباعه مع احد وخاصة لو كانت موظف لديه

..............................................

جلست مهرة بجانب هدي الباكية تستمع لقصتها مع ابنها العاق الذي طردها من شقتها من أجل زوجته ..فربتت مهرة علي يدها لتسمع صوت فوزية الحزين 

- كل النار ديه جواكي ياست هدي 

ولوت شفتيها بأمتعاض وهي تقلب الطعام 

- اللي يعيش ياما يشوف 

اما مهرة كانت تنظر لها بتعاطف لا تعلم كيف تساعدها ...فترجتها هدي 

- نفسي اشوفه اوي يامهرة ..سمعت انه باع الشقة واخد شقة تاني 

فطالعتها مهرة بحنو 

- بعد كل اللي عملوه معاكي..عايزه تشوفيه

فأخفضت هدي رأسها بحزن 

- بكره لما تبقي ام هتعرفي يابنتي 

فأخذت تحدق في هدي إلي ان سمعت صوت جاسم يهتف بأسمها وفور ان خرجت من المطبخ ..وجدت معه نرمين تحمل حقيبة بها حاسوبها فيبدو أنها سترافق جاسم لهنا أيضا 

فأقترب منها جاسم وعانقها بحب 

- لسا تعبانه 

فحركت رأسها بنفي ..ليمسح على وجهها بدفئ 

الي ان تنحنحت نرمين بخجل...فهتف جاسم 

- اتفضلي يانرمين لغرفة المكتب 

فوقفت مهرة تنظر الي نرمين التي نفذت ما أمر به

- حببتي في أوراق مهمه لازم اراجعها

فأمتعضت مهرة منه

- وايه جاب الآنسة نرمين

فضحك جاسم عليها 

- شغل ياحببتي 

واتجه نحو غرفة مكتبه هاتفا

- بلغي هدي تعمل أتنين قهوة 

 وترك الباب مفتوحا وبدأت نرمين تعطيه بعض الأوراق وتناقشه فيها وهي وقفت تنظر لهم الي ان انصرفت عائدة للمطبخ تطلب من هدي صنع القهوة 

ولكن ثلاث فنجاين وليس اثنان فهي سترافقهم 

وبعد عشرون دقيقه كانت تتقدم بفنجانين القهوه...لينظر جاسم للفنجان الثالث وقبل ان يتسأل وجدها تجلس علي الأريكة وتهتف ببرآه 

- معلش هقعد معاكم اشرب قهوتي واقرء كتاب 

فأبتسم جاسم علي غيرتها ثم طالعتها نرمين بأرتباك 

ومر الوقت الي ان انصرفت نرمين... ووقق جاسم يحدق بمهرة التي وضعت أحد الكتب امام عينيها كي تداري نظراتها نحوهم 

فجذب منها الكتاب ضاحكا 

- طب ماكنتي اخدتي قهوتك وقعدتي في الجنينه 

فلمعت عيناها ونهضت بهدوء 

- لاء القاعده هنا كانت لطيفة 

فطالعها جاسم مبتسما وطاوق خصرها 

- اي مكان انتي قاعده فيه ياحببتي لازم يبقي لطيف وجميل

فأتسعت أبتسامتها وطاوقت عنقه بدلال 

- النهارده درس السواقه بتاعنا 

فأبتعد عنها جاسم هاربا 

- كان أسوء عرض عرضته عليكي ..وانا اللي بدفع تمنه

فضحكت وهي تضرب كفوفها ببعضهم

- انت مش بتصبر عليا ..يومين وزهقت مني مع اني بفهم بسرعه

فطالعها جاسم غامزا 

- بتفهمي بسرعه والعربيه اللي دمرتيها .. نسيتي ولا افكرك 

فطأطأت رأسها وهي تفكر في حيلة 

- كنت مرهقة ومش مركزه

فصدحت ضحكات جاسم بعلو وهو يعانقها 

- تعالى نأجل درس السواقه .... وناخد درس تاني مهم ومفيد 

وعندما فهمت مغزي حديثه دفعته عنها بخجل 

- جاسم 

فأبتسم بمكر 

- عيونه 

......................................

الي الآن لم يحادثها كنان بأمر ذهابهم لخطبة شقيقها التي ستتم بعد أسبوع من الآن فقررت ان تسأله وهي نائمة علي صدره 

- كنان اريد ان أذهب لخطبه أكرم 

ليهتف كنان بهدوء مخبرا إياها 

- لن نسافر ورد ..فأنا سأسافر  ل إيطاليا وسأظل شهر هناك 

لتتسع عين ورد 

- شهر وانا كنان 

وكانت إجابته ما لم ترغب في سماعه بل وصدمتها

- ستظلي هنا ورد مع والدتي 

.........................................

هبطت مهرة من البناية التي يعيش بها ابن السيدة هدي وهي تعرج فقد دفعتها زوجته من باب الشقة فألتوي كاحلها علي الدرج .. وعندما لمحها السائق 

اقترب منها سريعا يعطيها هاتفه 

- جاسم بيه عايز حضرتك يامدام

وناولها الهاتف لتتذكر ان هاتفها قد انتهي شحنه فور ان هاتفت هدي واخبرتها عن عنوان ابنها الحالي 

كان املها ان يرق قلب ذلك العاق ولكن مثل والدها يسير خلف زوجته 

وألتقطت الهاتف من السائق ..فصدح صوت جاسم الغاضب 

- انتي فين 

فأرتجف جسدها ونطقت بخوف 

- انا كنت في مشوار كده

ليهتف جاسم بجمود 

- تيجي علي البيت حالا 

وأغلق الخط بوجهها لتقف تنظر للهاتف برجفة داخلها

ثم نظرت للسائق لتجده ياتقدم أمامها 

وبعد نصف ساعه كانت تصعد بعض الدرجات وتمسك حذائها بيدها وتعرج علي قدمها بآلم

لتردف للداخل .. فوجدت جاسم ينتظرها في بهو المنزل يضع كلتا يديه في جيب سرواله ويحدق بها بهدوء شديد وعيناه مركزه علي خطواتها وهيئتها الغير مرتبة 


يتبع بأذن الله

**********


الفصل الثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون من هنا 

لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات