
رواية لحن الحياة
الفصل الثلاثون 30
والواحد والثلاثون 31
بقلم سهام صادق
وتظن أنها بحلم جميل (30)
******************
كان بعالم أخر وهو يراها كيف تقف أمامه بهيئتها تلك ورد وزي شرقي للراقصات .. كانت مغوية ب بدلة الرقص الحمراء والتي يتوسطها حزام مدهب وأشياء تلمع ..وبدأت أعصابه تتلف فمسح علي وجهه برفق هاتفا
- تحكم بنفسك كنان
ونظر إلي ورد التي تبتسم وتنظر له ثم تنظر الي ما ترتديه
- صقف كنان لي
وهتفت بتذمر
- الم يعجبك ما ارتديه
ثم نظرت حولها
- اين الطبلة كنان
وضحكت وهي تذهب نحو طاوله مستديره تتوسط حجرتهم مع أريكة أنيقة.. وانحنت وبدأت تطرق عليها وتضحك وتنظر اليه متعحبة من صمته ومطالعتها
- أنظر كيف أفعل انا ...هكذا نطرق على الطبلة
أنفاسه كانت تتعالا وهو يتوعد بمن فعل بها هذا .. فيبدو ان المخدر كان مفعوله عالي ومن فعلها كان يريد له ولها الفضيحه ..حزن عليها رغم أنه كان سعيد بما تفعله من اغواء له ... واقترب منها يرفعها من الارض ويبعدها عن الطاوله
- ورد حبيبتي هيا لتنامي وفي الصباح نرقص
لتنهض معه وتحرك رأسها بلا
- أريد ان ارقص كنان مثلما شاهدت الراقصة تفعل ذلك في التلفاز
وهنا اتضحت له الرؤية فزوجته تفعل ما رغب به عقلها ولم تستطع تنفيذ ذلك لخجلها
وتأملت بدلتها
- مرام قالت لي ان ارقص لك كي لا تعجبك الفاتنات هنا فأنت وسيم
ونظرت لجسده وهي تعض على شفتيها
- وطويل وتشبه عارضين الأزياء بجسدهم ..
ومدت يدها لصدره ثم أزاحت سترته .. وانتقلت بيديها نحو ذراعيه
- ولديك عضلات
كان تأثير لمساتها عليه كالنيران ولكن ضمها إليه بحب
- انتي أجمل شئ حدث بحياتي ورد
فرفعت عيناها نحوه ومدت اناملها تتحسس وجهه وقد ظن انها نسيت امر الرقصه
- سنرقص أليس ذلك
فقبل جبينها وهو ينظر لما ترتديه متذكرا ضيوفه المهمين
- عندما تعودي لوعيك حبيبتي سنرقص
فدفعته عنها ولم يعجبها حديثه وبدأت ترقص بطريقة مغوية ولكن مضحكه .. كان يود ان ينفجر من الضحك ولكن تمالك نفسه حتي لا تحزن .. ومرر يده على خصلات شعره... ليجدها تدفعه نحو الطاوله
- هيا اطرق علي الطاوله وصفق
فضحك وهو يطالع هيئتها العابثه
- الاثنان معا ورد
فحركت رأسها ثم حركت خصرها يمينا ويسارا .. لتتسع عيناه فيجدها تهلل كالأطفال
- فعلتها .. فعلتها
فتمتم كنان وهو لا يصدق مايراه امامه
- ماذا شربتي ورد
وصدح رنين هاتفه فيبدو أن بشير يستعجله من أجل ضيوفه .. وكاد ان يلتقط هاتفه الملقي على الفراش الا ان ورد مسكت يده لتجعله يدور بها ..
- ألقي عليا الأموال كنان ...الرجل فعل ذلك مع الراقصه
فطالعها كنان بصدمه
- ما هذا الفيلم ورد .. لا تشاهدي أفلام هكذا مرة أخرى
فخجلت منه وكأنها عادت إلي طبيعتها
- لن أشاهد ..كنان رأسي يدور وأشعر أني اطير
وضحكت وهي تتمايل حوله
وتعالا صوت رنين هاتفه مجددا ..فزفر انفاسه وهو يطالعها ولانشغالها فيما تفعل ألتقط هاتفه
- بشير ابعث لي عظيمه بقهوة او إي شئ .. لا احضر الطبيب افضل
ووجد ورد تصعد علي الفراش وتتعلق بعنقه وتقبله
وهتف بشير
- كنان الضيوف ينتظروك ويسألون عنك
فأرتبك وهو يجدها تتعلق به وتقبله علي خده قبلات طويله
- تحجج بشير بأي شئ
وفجأه وجد نفسه يهوي علي الفراش وقد تحولت ورد من راقصة لفتاة ليل واتسعت عيناه وهو ينظر لها
وشعر بأنه فقد تعقله
- قم بدوري اليوم بشير واعتذر عن وجودي .. وانسي أمر الطبيب وعظيمه
ولم يمهل بشير الرد فقد اغلق الهاتف وطالعها وهي تحل أزرار قميصه
- انت وسيم وسيم
كنان كان بعالم الصدمه زوجته الخجوله تفعل هذا
وتمتم وهو يجدها تنحني نحوه
- يبدو انكي بعالم آخر ورد
...................................................................
تحركت بغرفتها دون هواده تجلس تارة علي الفراش ثم تنهض .. فبعد ان انتهت العزيمة وعادوا للمنزل انصرف بسيارته دون ان يحادثها الا بأشاره منه بأن تخرج من السيارة
وتنهدت بسأم وهو تشعر بالدوار من كثرة تحركها حول نفسها
- انتي قلقانه كده ليه يامهرة منه .. من امتي وانتي بتخافي
وذهبت نحو المرآه لتحادث نفسها
- انا مبخفش منك ياابن الشرقاوي
..................................................................
هبطت الدرج بخطوات بطيئة وهي تستمع لصراخه بالهاتف فقابلتها هدي وهي تحرك رأسها بأنها لا تعلم شئ ..وتمتمت داخلها
- ولا كأنه شايف كابوس بليل ..انا أحسن حاجه اخد بعضي واروح علي الشغل
وشعرت بالجوع .. فبالتأكيد الفطور قد تم تحضيره واتجهت نحو غرفة الطعام لتجذب قطعة من الخبز وتضع المربي عليها وتأكلها سريعا وتذهب إلي عملها في مكتب الأستاذ فؤاد
كان جاسم قد أنهي مكالمته مع محامي شركته بكندا .. فشقيقه تم استدعائه بمقتل مشيرة المرأة التي حظر شقيقه منها ومن سلوكها .. ونظر إلى مهرة وهي تقضم من قطعة الخبز وتقلب الشاي بعد ان وضعت معلقة من السكر وسأل بتهكم
- الأستاذه العظيمه مستعجلة اوى كده ليه ..لدرجة معندهاش وقت تفطر
فأرتبكت من نظراته فيبدو أنه غاضب من شئ وهتفت بتعلثم
- اه مستعجله جدا
وكادت ان تتخطاه وتنصرف فأوقفها صوته وطالع ساعة يده
- مكتب أستاذ فؤاد بيفتح الساعه تسعه يامهرة .. ومظنش أنك عندك قضية في المحكمه
فوقفت بتوتر لا تعلم سببه وألتفت نحوه وقد طغي عليها فضولها
- انت كنت بتزعق مع مين في التليفون
فحدق بها جاسم للحظات
- حساب أمبارح لسا متحسبناش عليه .. وحظك اني قرفان من المشاكل حاليا ..ف هأجله
اغضبها أسلوبه البارد
- لاء خلينا نتحاسب دلوقتي احسن
ووجدته يجلس علي المقعد أمام الطاوله ويتناول قهوته لتقترب منه وتطرق علي الطاوله بقوة لم تقصدها ...كانت تريد ان تطرق بهدوء ولكن خانتها يدها .. لتجد فنجان القهوه ينساب محتواه على بذلته الأنيقة وقميصه
فأنصدمت من غباء فعلتها فالفنجان علي طرف الطاوله وقريب منه .. ووجدته يرفع عيناه نحوها
لتبتلع ريقها بخوف
- انا شايفه أني امشي دلوقتي من قدامك احسن
كان صمت جاسم عجيب .. فحركت رأسها وهي تخطو للخلف
- بقعة بسيطه بس على البدله .. لو عايز انضفها معنديش مشكله
وتابعت بتوتر وهي مازالت تخطو للخلف وتطالعه
- هو انت مبتردش عليا ليه
ووضعت يديها علي اذنيها بعد ان خرج اخيرا من صمته وصرخ
- ياريت تمشي من قدامى يامهرة عشان انا ماسك نفسي بالعافيه
فهتفت وهي تحدق به بقوة
- انت بتزعقلي كده ليه .. انا هلم هدومي وامشي من هنا .. انا محدش يزعقلي
ولم تدرك بنفسها الا وهي تصعد الدرج بخطوات سريعه بعد ان انتفض من فوق مقعده
ولسوء حظها بدلا ان تدلف من باب غرفتها قبل ان يلحقها.. وجدت نفسها تحتضن الحائط
لتضعط بيدها علي جبهتها صارخة بآلم اما هو وقف يطالع المشهد
- سبحان الله هي ديه العداله الإلهية... تستاهلي يامهرة كل اللي بيجرالك
واقترب منها يطالعها ساخرا ثم تخطاها ليبدل ملابسه قبل ان يذهب لعمله ويتابع مصيبة شقيقه فلو لم ينتهي الأمر سيسافر له رغم ان المحامي طمئنه
اما هي وقفت تتآلم ثم ضربت الحائط بقدمها
- غبية ...غبية
.............................................................
أنتهى التحقيق معه وهو إلى الأن لا يصدق ان مشيرة قد قتلت ..وفور ان خرج من غرفة التحقيق وجد مرام تركض نحوه تحتضنه
- أنت كويس ياكريم
وبكت بخوف ...ليمسح دموعها بحنان
- انا كويس متعيطيش ..
وخرج محاميه يزفر أنفاسه بتوتر
- القاتل شكله محترف .. معطل كل كاميرات المراقبة بتاعت المبني والشارع اللي عايشه فيه
فتسألت مرام
- كريم هيخرج معايا مش كده
فحرك المحامي رأسه بنفي
- للاسف لاء ..لحد ما تسجيلات التليفون تظهر وتقرير الطب الشرعي ..
ونظر المحامي بأرتباك نحو كريم
- متقلقش يابشمهندس مافيش حاجه عليك ..لانك وصلت بعد اكتشاف الحادثه ب تلت ساعات
كان كريم بعالم آخر وهو يحتضن مرام الباكية
يكره القتل والحوادث بشده فهذا يذكره بوفاة والدته وزوجها وشقيقته
.................................................................
كان يأخذ غرفة مكتبه ذهابا وايابا وهو يحادث ريان صديقه بكندا وشقيق رفيف
- ريان اهتم بالأمر أرجوك
ليأتيه صوت ريان
- لا تقلق جاسم .. كريم مثل اخي يارجل
وانهي جاسم الإتصال وأخذ يفرك رأسه من اثر الصداع
ليجلس علي مكتبه بقلق ...فشقيقه لوجود اخر اتصال بينه وبين القتيلة تم حبسه الي ان يروا سجل المكالمات ويتم تشريح الجثة وتحديد وقت الوفاة بدقة
وأردف ياسر اليه كي يطمئن علي مجري الأمور
- المحامي قال ايه
فزفر جاسم أنفاسه ونهض من فوق مقعده
- للاسف لسا بيحققوا في القضية .. ياسر احجزلي طيارة خاصه حالا ..مش هقدر استني هنا
فحرك ياسر رأسه بتفهم فهو يعلم مدي مقدار حب جاسم لشقيقه
وخرج من الغرفه يفعل اتصالته .. اما جاسم حمل هاتفه وارتدي سترته ..فنهضت مني تتعجب من رحيله وقبل ان تسأله عن شئ
- انا مسافر كندا يا مني ...ألغي كل الاجتماعات
وانصرف دون كلمة أخرى
............................................................
استيقظت ورد بآلم برأسها تشعر بالدوار... بعض اللقطات تسير أمام عينيها دون ترابط .. لتنظر لساعه هاتفها فتجد الساعه قد تخطت الثانية ظهرا
فشهقت بصدمه...وكادت ان تنهض من فوق الفراش لتجد فريدة تندفع لغرفتها تلقي بوجهها المجله
- ماهذا؟
فنظرت ورد للمجله بخوف لتتسع عيناها وهي تجد نفسها وكأنها كالمخمورة
- انتي حمقاء .. لا أعرف كيف تزوجك ابني
وتابعت فريده بكره
- فتاة رخيصة ..وجدوا أهلها فرصة زواج لتعوض فقبلوا بها علي الفور
كلمات وكلمات كانت تلقيها عليها ... و ورد احلي صامته تنظر لصورتها وصداع يضرب رأسها بقوة
- جعلتي الصحف تتحدث عن ابني ... فضحتي عائلتنا
لتنهض ورد بتشوش وتنظر لها
- انا لا اتذكر شئ صدقيني
فدفعتها فريده بقوة
- عودي لوطنك .. انتي وباء علي عائلتنا
كانت كلمات فريدة قاسية ..وخرجت من الغرفه وهي تبتسم بخبث فاللعبه قد نجحت .. وقد نشرت سيلا الخبر في المجله التابعه لصديقها وستظهر سيلا الآن الملاك لكنان بعد ان تتدخل في الأمر ..فتلك المجله الوحيده من نشرت الصوره فجميع رؤوساء المجلات يخشون من دعم كنان لهم فلا ينشروا شئ عن حياته الا اذا رغب وعلم بالأمر أولا
........................................................
ألقي كنان المجله علي مكتبه... لينظر له بشير
- اهدء كنان يبدو انها لعبة من احداهم ..أسأل الخادمات
فزفر كنان بضيق
- اتظن لم أفعل ذلك بشير... سأجن بشير من وضع لها مخدر في مشروبها
فطأطأ بشير رأسه ..وتذكر أمر المجله
- ماذا ستفعل مع تلك المجله صحيح
لتضيق عين كنان وهو يشرد فيما صدر عن زوجته
" صدمه الظهور الأول بتركيا لزوجة رجل الأعمال كنان كمال الدين .. ويتسألوا هل هذه تليق بشخص مثله وأسأله كثيرة كيف تزوجها وهل سيستمر هذا الزواج "
وانصرف بشير بعد ان أتاه اتصال ...لتردف سيلا بتلك اللحظه وترسم علي ملامحها الحزن
- كيف تسمح لهم بذلك كنان ..هل رأت ورد الخبر
ليتذكر أمر ورد فمنذ ساعه هاتف المنزل ليخبروه أنها لم تستيقظ بعد
- سأعاقب من نشر ذلك الخبر
فأقتربت منه سيلا وربتت علي كتفه بدعم
- اهدء كنان انا اعرف رئيس تلك المجله .. وسأجعلهم يلغوا الطباعات الأخرى .. ويعتذروا من ورد
وتابعت بحزن
- حقا لا أعرف من يفعل بها هذا ..ولكن ان تعلم مكانتك والراغبين بك كثيرا
فطالعها كنان بصمت وهو يفكر فيما حدث .. فقد شك بسيلا ولكن وجودها الآن ألغي شكه
وصدح رنين هاتفه ..ليهتف بعجله
- مابكي ورد
ووجدها تبكي
- رأسي توجعني كنان ... انا لا اتذكر شيئا من ليلة أمس
فأسرع كنان لخارج مكتبه دون ان يهتم بأمر سيلا الواقفه وقد استشاطت غضبا
- أهدي حبيبتي ..فأنا قادم إليك
........................................................................
بكت رقية بحرقة وهي تخبر مهرة عما يحدث معها تلك الأيام
- قوليلي يامهرة ليه محدش شايفني مناسبة لمراد انا وحشه
فوضعت مهرة يدها على جبهتها تتحسس الكدمه التي حدثت لها بالصباح .. وصرخت رقية كالأطفال
- انا وحشه يامهرة .. ردي عليا
وبكت كالأطفال ..لتنظر مهرة حولها بحرج فكل الجالسين بالمقهي اتجهت أنظارهم نحوهم
- بس فضحتينا .. بعياطك ده فعلا عامله زي الأطفال
فزمت رقية شفتيها ..لتضحك مهرة على أفعالها
- مشكلتك بتسألي الشخص الغلط في الأحوال العاطفيه
فغمزت لها رقية بشقاوة وقد نست حزنها
- الشخص الغلط اللي وقع جاسم الشرقاوي ... اه ما بيبان فعلا أنك الشخص الغلط
وتابعت بتهكم
- داري انتي كمان علي شمعتك
فضربت مهرة كفوفها ببعضهم
- تصدقي اني غلطانه جيت اقابلك .. استأذنت من المكتب بدري عشانك وعشان الزفت أكرم
ونظرت حولها
- هو اتأخر كده ليه
لتشير لها رقية نحوه متمتمه
- شوفيلي حل يامهرة ماليش دعوه ..انا عايزه مراد يحبني
فلوت مهرة شفتيها بأمتعاض
- اكبري وهيحبك ..استغفر الله العظيم ..رقية كملي الأيس كريم بتاعك ياحببتي
لتنظر رقية الي كأس المثلجات خاصتها واندمجت معه بحماس وأخذت تأكل
ليقترب منهم أكرم بعبوس وجلس بالقرب من مهرة بعد ان حيا رقية برأسه
- مالك انت كمان
فتمتم أكرم بفتور
- ماما مش موافقه على ضحي يامهرة
فعبست مهرة وتسألت ساخره
- والوالد العزيز فين من كل ده
وعندما طالعها أكرم بنظرة يائسة علمت الإجابة التي تعلمها ولا تحتاج لسؤالها
وهتفت رقية بحزن وهي تأكل من المثلجات
- انت كمان مش عارف تتجوز اللي بتحبها
عمرك أكرم رأسه بصمت...لتطالعهم مهرة بضيق هاتفه
- ياسلام عليكوا انتوا الاتنين ...ايه اليأس ده
وأشارت نحو رقية
- انتي انشغلي بأي حاجه في حياتك وابعدي عن مراد لفترة ...أقولك حاجه سافري عند عمتك الكويت
وأشارت لاكرم
- وانت أهدي وهنشوف حل .. بس اجمد كده مش مع أول خبطه في حياتك تيأس وتستسلم
كانوا يحدقوا بها بصمت محركين رأسهم بأنصياع
وحركت شفتيها بأستياء
- انا بقيت أسامه منير علي ايدكم... الله يسامحكم
...............................................................
وجدها تضع ملابسها في حقيبة سفرها
- لن أظل هنا ثانية كنان
وبكت كالأطفال
- انا لا أليق بك
ليجذبها كنان نحوه برفق متذكرا ليلة أمس بقلب هائم وبمكر هتف
- تريدي تركي ورد .. اين حبك لي
فتمتمت بحزن
- مازال موجود كنان ولكن لا أحد يحبني هنا
فضاقت عين كنان
- من ورد
وتذكر والدته وكيف تلمح له عظيمة بسوء معاملتها لها
- ورد أخبريني بكل شئ يحدث معك ..
فطأطأت رأسها وهي تتذكر حديث والدته القاسي لها.. وبكت بحرقة فهي تعلم بعلاقة كنان ووالدته والتي لا تحتاج لهدم فإذا اخبرته بما تفعله فستخرب أخر طريق بينهم
ورفع كنان وجهها نحوه
- لا تحني رأسك ورد
وسألها وهو شارد
- ماذا شربتي أمس
فهتفت وهي تتمني ان تجد الاجابه
- عصير برتقال كنان ولم أشرب شئ غيره .. انا لا اتذكر شئ وكيف فعلت ذلك
الحيرة أصبحت تضرب رأسه شك بسيلا ووالدته والخدم ولكن سيلا بفعلتها اليوم ازالت شكه...والخدم اقسموا انهم لم يفعلوا ذلك .. ووالدته لما تفعل هذا بزوجته
- انا لا اشرفك في مجتمعك كنان أليس كذلك
وتابعت بآلم
- اذا اردت ان تطلقني فأنا ...
ولم يترك لها تكمله الاجابه فقد ضمها إليه بعنف
- لا أريد ان أسمع منك تلك الكلمه مجددا ورد
وابعدها عنه قليلا ومسح علي وجهها وغمز لها بوقاحة
- كنتي رائعه حقا ورد ليلة امس ..
فأتسعت عين ورد وعقلها يسير أمامه مقاطع لا تجمعها ..وحدقت به وهي تتسأل
- ماذا فعلت أمس كنان
فمال نحوها وهمس
- رقصتي ليه... قبلتني كثيرا وكثيرا .. قولتى لي إني وسيم ..
ومع كل كلمه ينطقها كانت تفتح فاها كالبلهاء وحدقتي عيناها تتسع بصدمه
وهتفت بتعلثم
- ماذا .. انا .. فعلت هذا ..وقولت هذا
فلم يتمالك كنان ضحكاته ..وانفجر ضاحكا
- وارتديتي لي بدلة رقص حمراء ورد
وتعالت ضحكاته وهو يجدها تنفجر في نوبة بكاء كالأطفال
..............................................................
تسطحت مهرة على الفراش وهي لا تصدق أنه سافر دون ان يخبرها بهذا ..فقد علمت بسفره من هدي بعد ان أخبرتها أنها لن تتناول طعامها الا عندما يعود
ليكون رد هدي المتعجب
" لكن جاسم بيه سافر يابنتي "
وأخذت تتقلب على الفراش وهاتفها بجانبها تنظر من حين لآخر له لعله يهاتفه او يبعث لها برساله وهتفت لنفسها
- انسي انه يفتكرك يامهرة ... انتي منسية من كل اللي حواليكي
ودمعت عيناها إلى ان غفت تردد اسمه علي شفتيها
....................................................................
مر يومان على سافره شعرت خلالهم بالوحده وافتقاده ..
قررت اليوم ان تذهب لريم بعد ان علمت بمرض والدتها
وقفت أمام شقة ريم المتواضعه وطرقت الباب ليفتح لها رجل بعمر والدها ويبدو أنه هو والد ريم لتشابه ملامحهم
- ازيك ياعمي ..أنا مهرة صديقة ريم
فأتسعت أبتسامة الرجل البسيط ورحب بحب
- اتفضلي يابنتي يا اهلا وسهلا ..انتي متعرفيش ريم بتحكيلنا ايه عنك
فخرجت ريم من حجرة والدتها غير مصدقه ان مهرة قد أتت لزيارتها ..ونظرت لعبائتها المنزليه القديمه بخجل
فأقتربت منها مهرة تحتضنها
- تصدقي عندي منها واحده شبها بالظبط ...
فأبتعدت عنها ريم ضاحكه
- تقريبا كان موديل ونازل السوق
فضحكت كل منهم .. لينظر والد ريم لمهرة
- تعالي يابنتي اقعدي ..معلشي البيت مش قد المقام
فتقدمت مهرة وجلست علي أحد المقاعد هاتفه بلطف
- مش قد المقام ايه بس ياعمي... علي فكره انا من السيدة زينب
فأبتسم الرجل وأخذ يخبرها عن الأشخاص الذين يعرفهم وعن القهوة التي بحيهم ..واندمج والد ريم بالحديث معها .. لتخرج من الغرفة والدة ريم تتحرك ببطئ وعندما رأته مهرة نهضت من مقعدها نحوه تمسك يدها
- تعبتي نفسك ليه .. ألف سلامه عليكي
فربتت والده ريم علي وجهها بحنو
- كان لازم اطلعلك وأشكرك علي كل حاجه عملتيها مع ريم
لتخرج ريم من المطبخ تحمل كوب العصير
- انا مش مصدقه نفسي انك هنا
فأبتسمت مهرة بود وهي سعيده بوجودها بينهم وهتف والد ريم
- عصير ايه ياريم.. حضري الغدا يابنتي
فأرتبكت ريم فغدائهم اليوم لن يكون الا عدس
- اصل يابابا
ففهم والدها الأمر
- انا هنزل اشتري سمك مشوي ..وانتي اعملي الرز
فأعترضت مهرة ..لتجد والده ريم تخبر زوجها
- ايوه ياحج أنزل اشتري السمك
وقبل ان يتجه والد ريم نحو الباب ..اندفعت مهرة هاتفه
- انا هاكل من اللي انتوا عملينه في البيت وكنتوا هتتغدوا منه غير كده ابدا والله وهمشي
ومع اصرارها ..حدث ما اصرت عليه فهي لم تأتي لتكلفهم
وبعد ساعه قد أتي الشقيق الاصغر لريم وألتفوا حول الطاولة ذات الأرجل القصيرة وتناولوا الطعام مع أحاديث مرحه وكانت والدة ريم تجلس بينهم تأكل من شربة الخضار الموصي بها الطبيب
ألفة أسرية هادئه والدة ريم ذكرتها بوالدتها ووالدة مرام اما والد ريم لم يذكرها الا بالسيد عادل بل وأكثر منه طبية...فهو رجلا بسيط للغاية
وانقضت الجلسة وقد اندمجت مهرة مع "علي" شقيق ريم .. وفي النهايه وضعت لهم ظرف به مال
لتهتف والده ريم بعزة نفس
- ايه ده يابنتي
فأبتسمت مهرة بحب لتلك السيدة
- انا مجبتش عصير ولا فاكهه وانا جايه .. ده واجب الزيارة ولا ايه
فأبتسمت لها المرأة ولم تستطع النطق
- متقلقيش ديه حاجه بسيطه خالص
وانصرفت بعدما ودعتها ريم وشكرتها .. وهبط معها علي ليوصلها لأسفل بنايتهم
لتنظر ريم لوالدها الذي تمتم
- بنت حلال وطيبه اوى البنت ديه
.......................................................................
خرجت مهرة من الحي الذي تسكنه ريم ..فرن هاتفها لتظن بأنه جاسم فقد هاتفته صباح لتخبره بأمر ذهابها لريم واحتياجها لبعض المال... وكان رده مقتضبا فعذرته لتوتره فاليوم سيصدر قرار اما خروج كريم او استمرار حبسه
ووجدت رقم مرام ففتحت الخط سريعا
- طمنيني يامرام ..بجد خرج بالسلامه
فهتفت مرام بسعاده
- ايوه يامهرة خرج الحمدلله ..انا مضطريه اقفل هكلمك بعدين
وأغلقت معها الهاتف .. وفور ان وضعت الهاتف بحقيبتها .. دفعها أحدهم بقوة أرضا بعد ان اخذ منها حقيبة يدها .. كانوا رجلان يقودوا دراجه هوائية وبعدما أخذوا المال والهاتف قذقوا بها
ليقف الناس حولها يساعدوها بأن تنهض .. ذراعها قد جرح وركبتها اليمني أيضا .. وجاء إليها أحدهم بحقيبتها يخبرها بأسف
- للآسف سرقوا الفلوس والتليفون يابنتي ..بس اوراقك الشخصية موجوده
فأخذت الحقيبة منه وهي تتآلم وتنهدت بأرتياح وهي تري متعلقاتها الشخصية موجوده
وسمعت صوت إحداهن
- عوضك على الله بقي يابنتي
وانصرف البعض والبعض الآخر وقف يضرب كفوفه ببعضهم مما حدث
وبعدما استطاعت الوقوف قليلا ..اوقفت سيارة اجرة .. كان رجلا كبيرا بالسن وعندما رأها تتآلم
- اوديكي على المستشفي يابنتي
فحركت رأسها وهي تنظر لجرح ذراعها.. واغمضت عيناها بآلم .. تتمني ان تعود للمنزل وتجد جاسم ينتظرها وتدفن جسدها بين احضانه
لم يتركها السائق وظل معها إلى ان اوصلها
لتهبط من سيارة الاجرة بعد ان دخلت من بوابة الفيلا
- هجيبلك الفلوس ورجعالك
ورغم الم ركبتها صعدت الدرج سريعا وهبطت بالمال فشهقت هدي من رؤية ذراعها ملفوف وتعرج قليلا
وعادت للداخل بعدما حاسبت السائق وراضته بالمال ووقوفه جانبها
وتسألت هدي بقلق
- مالك يامهرة ايه اللي حصل يابنتي
فقصت لها ما حدث
- الحمد لله جات علي أد كده
وساعدته هدى للصعود لغرفتها بل ودللتها .. وانتهى اليوم بمساؤه
وفي اليوم التالي
كانت نائمه تحلم بجاسم وهي تعاتبه لعدم اهتمامه بها وسؤاله عنها
وشعرت بملمس شفاه على جبينها وظنت أنها تحلم ثم كانت ملمس الشفاه على جرح ذراعها ثم ركبتها التي ظهرت من منامتها القصيره
وهي تظن أنها بحلم وهمست بعتاب وهي تفتح عيناها وقد تخيلت جاسم أمامها
- سافرت ومسألتش عني .. انا زعلانه منك
كان يجلس جانبها .... يحزن علي رؤية جروحها فندم أشد الندم لتجاهله لها
ومال نحو جبينها يلثمه مجددا
- انا أسف يامهرة
لتبتسم له وهي تظن أنها مازالت بالحلم
- خلاص سامحتك ... انت طيب اوي في الحلم
فضحك ف الحمقاء مازالت تعتقد انها تحلم
واغمضت عيناها وفتحتهم ببطئ ..
يتبع بأذن الله
*********
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
سحر اللحظة (31)
************
ابتسمت وهي مازالت بين الغفوة واليقظه ..تظن بأنها بحلم جميل تري فيه جاسم الحنون الذي تريده وترى نفسها دون مشاعر مقيدة خائفه
ومدت يداها نحو وجهه تتحسه ثم رفعت جسدها نحوه كي تحتضنه
- الحلم ده جميل اوي .. وانت حلو اوي فيه
فكتم ضحكاته بصعوبه وضمها إليه أكثر هامسا
- فعلا حلم جميل يامهرة .. ياريت تفضلي تحلمي كده علطوول
فأبتعدت عنه قليلا وأتسعت عيناها فالوضع به شئ عجيب ... ووضعت يديها علي ذراعيه ثم وجهه
- بسم الله الرحمن الرحيم
وهنا لم يقدر علي كتم صوت ضحكاته التي صدحت عاليا وطالعته وقد تيقنت انه ليس حلما بل حقيقة وصرخت بكل قوتها
- اكدب عليا وقول انه حلم
وأغمضت إحدى عيناها تنتظر منه ان يخبرها ما ترغب في سماعه ولكن املها قد خاب
- للأسف حقيقه يامهرة
وضحك بقوة وهو يطالعها ثم غمز لها بمكر
- كنت أتمني اكدب عليكى
فضاقت عيناها بصدمه مما تفوهت به فيبدو ان هذا تأثير المسكن الذي تناولته قبل ان تغفو وتمتمت بأرتباك وتعلثم
- انا .. يعني... اصلا .. آه هو الدوا السبب خلاني مش حاسه بنفسي
وحركت رأسها كي يتفهم الأمر ... فأبتسم بحنو
- خلاص يامهرة انا نسيت اللي حصل ..اعتبريني حلم
فتنهدت براحه وكأنها اقتنعت وعندما لمحت المكر في عينيه علمت أنه يجاريها وكأنها طفله
وانتفضت من فوق الفراش
- أنت بتاخدني على اد عقلي مش كده
فتنهد بيأس منها
- مهرة انا جاي من السفر تعبان وحقيقي مش فايق ولا فاكر اي حاجه قولتيها ارتحتي كده
فطالعته بصمت إلي ان وجدته ينظر إلى ذراعها متسائلا
- حصلك ده إزاي
فحركت رأسها وهي تتحاشا نظراته الثاقبة نحوها
- متاخدش في بالك ..ديه حدثه بسيطه
فزفر أنفاسه بحنق واقترب منها يحاوطها بذراعيه
- لاما بتروحي للمصايب برجليكي او هي اللي بتجيلك
فضحكت رغما عنها
- مقدرات كونية
فضحك علي مشاغبتها وتمتم بهدوء
- سلامتك
كلمه واحده منه حانية جعلتها كالضائعه وكأن قلبها كان مشتاق لمجرد كلمه تسعده
وطأطأت رأسها عندما شعرت بأن قواها خارت
ووجدت يده ترفع وجهها كي تعود لمطالعته .فأرتبكت وهي تتمتم
- هو انت متأكد أننا مش في الحلم
فأبتعد جاسم عنها ضاحكا بقوه لتهتف بحنق
- أنت بتضحك علي ايه
فتنهد وهو يتسطح على فراشها بعد ان خلع سترته
- بضحك علي غلطة عمري
لم تفهم مغزي كلماته في البدايه وأتسعت حدقتي عيناها بعدما فهمت مايقصد واندفعت جانبه علي الفراش
- انت تقصدني انا
ولينهي هذا الجدال سريعا تمتم بأرهاق
- مهرة ارجوكي انا جاي من السفر تعبان ومحتاج انام
فأشفقت على حاله فالارهاق ظاهر علي ملامحه
- خلاص مش هتكلم أه
ووضعت بيدها علي فاها تطالعه وهو يغمض عيناه علي وسادتها
- جاسم
ففتح عيناه لتنظر إلى إليه ثم الفراش
- انت هتنام هنا
فحرك رأسه بنعم وأشار اليه بأن تقترب ..فأقتربت منه ببطئ
- تعالى جنبي يامهرة
فوقعت عيناها علي المكان الذي يشير له
- لاء هنا كويس
فتعالا صوته بضيق
- مهرة ممكن بلاش عند النهارده
وانصاعت لامره بهدوء .. وجلست بالقرب منه لتجده يعتدل في نومته هاتفا
- عايز انام في حضنك
ولم يمهلها الرد ..لتجده يجذبها له .. وتملصت من ذراعيه فتمتم بنعاس
- اهدي يامهرة ونامي
فهتفت بتذمر
- طب انا مش عايزه انام
ولكي يلهيها قليلا بدء يتجاذب معها الحديث
- احكيلي ايه اللي حصلك في غيابي
فأخبرته عما حدث من سرقة ليهتف بغضب
- بعد كده تاخدي السواق معاكي ... ربنا ستر المره ديه وعدت على الخير
فزفرت أنفاسها ببطئ ثم تسألت
- كريم اخباره ايه وايه اللي حصل في القضيه
فتنهد بأرتياح
- القاتل أعترف بكل حاجه ..كان سكران وحكي لعامل في الملهي الليلي اللي كان سهران فيه والعامل راح بلغ عنه
فحدقت به مهرة غير مصدقه
- سبحان الله ..كويس ان خرج من الحكايه ديه بالسلامه
ونست وضعها هذا بين ذراعيه ورفعت كفها تداعب خصلات شعره بشرود غير منتبها لاستسلامها هذا
كان يغمض عيناه ويفتحهما متعجبا من هدوئها بل وأيضا الدفئ الذي يشعر به بين ذراعيها ووجد نفسه يسألها دون وعي
- مهرة ايه رأيك نسافر نغير جو
اعجبتها الفكره بشده ... فالأول مره تسمع تلك العباره وأحد يخصها بها
- نسافر
وابتسمت بحماس
- موافقه بس فين
فضحك علي تعبيرات وجهها التي تتغير بتلقائية في دقائق
- اختاري انتي ايه رأيك
فأسترخت في جلستها ومازالت تحرك يدها علي خصلات شعره
- اقترح انا
وسألت نفسها
- عايزه تروحي فين يامهرة
- انا عايزه أروح مكانين .. بس ممكن عادي نأجل واحد ونروح واحد دلوقتي
فأبتعد عنها قليلا وطالعها وهو يضمها إليه
- قولي اللي نفسي فيه وانا موافق ..استغلي سحر اللحظه ديه
وضحك مع جملته الأخيره ..فأنتبهت انه ابتعد عنها وقد حررها من ذلك الحصار الذي للآسف اعجبها بشده واشعرها بالدفئ
- عمره عايزه اطلع عمره ياجاسم والغردقه
فأبتسم وهو يطالعها وظنت انه يري ذلك استغلال منها
- انا ممكن اتنازل عن الغردقه
فداعب ذقنه ومازال يحدق بها
- نفسك تروحيهم يامهرة
فحركت رأسها سريعا
- ماما كان نفسها اوي تروح عمره
واتذكرت اليوم الذي وجدت والدتها تبكي فيه بعد ان علمت ذهاب والدها وسهير لأداء لمناسك العمره
كلمتها مازالت صدي في اذنيها
" كان نفسي أروح اوي يابنتي "
- هعمل عمره ليا وليها
وسألته وهي تتمني ان يوافق
- موافق صح
فلمعت عيناه بحب
- حاضر يامهرة
وكادت ان تنهض من فوق الفراش كي لا يعود ويحصارها بين ذراعيه فجذبها مبتسما
- تعالى هنا ... ولا انتي بتاخدي حقك القطط وتهربي
فضحكت وهي تخلص نفسها من ذراعيه
- اسمها زي القطط تاكل وتنكر
فأبتسم بخبث وهو يطالعها
- مش مهم .. المهم العبي في شعري زي ماكنتي بتلعبي من شويه
فحدقت به بصدمه
- انا لعبت في شعرك ..امتي ده
فضحك بصخب وقد طار النعاس من عينيه ونسي ارهاقها
- لاء الليله ديه لازم تتكتب في تاريخ حياتنا مع بعض
وانتهت الليله وكل منهم يشعر بأنه ليس هو ..فيبدو ان القلب أراد ان يستمتع قليلا دون قيود
...........................................................
انتقلت ريم لفرع الشركه الجديد وهي تشعر بالسعادة لأنها ابتعدت عن تسلط مديرة قسمها السيدة جيهان وأيضا تخلصت من حكاية نادين التي لازمتها في عملها وكيف وقفت زوجة صاحب الشركه معها .. وكلام كثير بدء يقال بها
واتجهت نحو مكتب مدير الفرع الجديد.. كل ماتعرفه أنها ستكون سكرتيرة المدير رغم انها كانت تفضل ان تبقي في قسم الحسابات ..ولكن المرتب والخبرة التي ستكتسبها كما أخبرتها مهرة جعلتها تفكر
ونظرت لمكتبها فأبتسمت بسعاده .. ولكن ابتسامتها لم تدوم وهي تجد ياسر يردف خلفها بعنجهيته فالذراع الايمن لجاسم الشرقاوي كيف سيكون
- انتي بتعملي ايه هنا
فأبتلعت ريقها بخوف
- انا .. انا
فتنهد ياسر بسأم
- انتي ايه ما تنطقي
فطأطأت رأسها بتوتر
- انا اتنقلت للفرع ده
فزفر ياسر أنفاسه بضيق
- وايه اللي جايبك مكتب المدير
وضاقت عيناه بحنق ثم انتبه توصية جاسم عليها والتي تعجبها في البدايه ولكن عندما تذكر صداقة تلك الفتاة لمهرة علم لما تمت التوصية
- اوعي تقوليلي أنك السكرتيرة
فحركت رأسها له بصمت ..ليصغط على يديه بقوه
- ملقوش غيرك انتي
وسار نحو غرفة مكتبه الجديدة متمتما ببعض الكلمات بضيق .. فهذه الفتاه بكل ما فيها يضايقه
لتطالع ريم خطواته بحزن .. وسؤال واحد تتسائله
لما يكرها هكذا ؟
.............................................................
حدق بصديقه بصمت وهو يدق بقلمه علي سطح مكتبه
- وجود والدتي معانا يشغلني بشير ..منذ متي ووالدتي تحب المكوث في البلد دون ان تسافر
فحرك بشير رأسه مفكرا
- حقا ان أتعجب من فريدة خانو ..فهي تعشق التنقل من مكان لأخر
ثم ضحك بعبث
- ولكن يبدو ان عاداتها تغيرت منذ ان تزوجت واحبت العيش معكم
فتنهد كنان زوجته لا تشتكي من شئ بل وتطلب منه ان يحسن معاملتها ولا تعلم ان تلك تسمي اما لا تحب الا نفسها والمال الذي تأخذه منه
- صحيح بشير سيلا تريد ان تكون العارضه للمنتج ما رأيك
فطالعه بشير ولم يعجبه عودت سيلا مجددا في إطار حياتهم ..فبراءة سيلا لا تستهويه .. صديقه يعطيها فرصه بالعمل ويعرف أسبابه فهو يشعر بأنه ظلمها بعد فسخ خطبته منها وزواجه من أخري رغم انه لا يهتم بمشاعر أحد ولكن يبدو ان ورد غيرت به أشياء كثيره ظاهريا وخارجيا
- أفعل ماتريد كنان ولكن احترس قليلا من نوايا سيلا
فطالعه كنان بصمت إلى ان صدح رنين هاتفه لينظر لرقم زوجته وفور ان فتح الخط هتفت بحماس
- كنان والدتك طلبت مني ان اذهب معها للتسوق
وتابعت بسعاده
- انا سعيده جدا كنان أنها تريد ان تقترب مني
فوجد كنان بشير ينهض من مقعده مشيرا له بأنه سينصرف ليتابع أعماله
- كل هذه السعاده لانك ستشاركي والدتي التسوق
فأتاه صوت تنهيداته
- أجل كنان... اموافق انت علي ذهابي أليس كذلك
فتمتم وهو يتمني ان تنبسط في تلك الجوله مع والدته ورغم قلقه الا أنه لم يرد ان يكسر فرحتها
- اذهبي حبيبتي واشتري كل ما ترغبي به
فضحكت بصخب ومشاغبه
- سأجعلك تفلس حبيبي
فأبتسم بسعاده
- زوجتي حنونه ولا تفعل ذلك بزوجها ... ولكن لكي ما ارادتي حبيبتي
فتمتمت برقه وعشق
- ادامك الله نعمه بحياتي كنان
اسعدته جملتها البسيطه وتنهد بعشق ثم لمعت عيناه بمكر
- ورد لا تنسي شراء ملابس للرقص
وعلى ذكرى تلك الليله ..أغلقت الهاتف بوجه
لتتعالا صوت ضحكاته بسعاده
............................................................
عدت كل شئ بحماس لرحلتهم تلك ..فجاسم أخبرها ان رحلتهم ستكون غدا
ووجدت هاتفها يدق وكان المتصل هو أكرم
- ايوه يااكرم ..انت جاي دلوقتي ..تمام مستنياك
وبعد نصف ساعه كان يقف أمامها أكرم وقد طالت لحيته .. فنظر إلى ذراعها الملفوف بالشاش الطبي
- ايه اللي حصلك يامهرة ... اوعي تقوليلي مصيبة من مصايبك تاني
فدفعته برفق علي صدره
- انت هتعمل زي جاسم
فضحك أكرم وقد نسي الهم الذي به ..فوالدته مازالت على رفضها بل وهددته انها ستسحب منه كل شئ تحت سلطته من مال وسياره وإدارة المتاجر خاصتهم ولن تساعده بأي قرش في زواجه
- للاسف ديه الحقيقه اللي جاسم بيقولهالك
وتساءل وهو ينظر حوله
- هو فين جاسم صحيح
فقادته نحو غرفة الجلوس وتمتمت
- لسا في الشركه ..بيحاول يخلص الشغل اللي عليه عشان مسافرين
فأبتسم أكرم وهو يجلس علي أحد الارائك
- مسافرين فين .. ومن ورايا يامهرة
فضحكت بتلسية
- كنت هتصل بيك النهارده انت و ورد ومرام وريم ورقية ..أسألكم عايزني ادعيلكم ب ايه ..
فأتسعت أبتسامته وقد علم برحلة سفرها واحتضنها
- فكره جميله اوي يامهرة بجد ..انا قولت هتسافروا باريس ولا اي مكان سياحي هنا .. بس مكنتش متوقع الرحله ديه
وأشتد في احتضانه فهتفت وهي تكاد تختنق
- أكرم انا كده هموت في ايدك وشكلي مش هسافر اي مكان
فأبتعد عنها أكرم ضاحكا وضربها برفق علي جبهتها
- الله يعينك جاسم
وعندما زمت شفتيها بأستياء ..ضحك وهو يهتف
- اسفين خلاص .. بصي بقي انتي تكثفي الدعوات اوي واهم حاجه اني أتجوز ضحي يامهرة .. ادعيلي اتجوزها وماما ربنا يهديها
فضاقت عين مهرة بضيق عندما تذكرت ان والده شقيقها هي سهير التي لم تكره أحد مثلها بحياتها
وحركت رأسها وهو تربت علي يده
- هدعيلك يااكرم ..وان شاء الله هتتجوزها
ورفعت كتفيها بثقه
- انا معاك متقلقش
فأبتسم وهو يحتضنها بحب أخوي
- جاسم محظوظ بيكي يامهرة ..مع انك مصيبة من مصايب الزمن
وعلى نطق تلك الجمله كان جاسم قد عاد واتجه نحوهم مبتسما
- مقولتش حاجه من عندي حتي اكرم شايفك مصيبة
لتدفع أكرم عنها ..ووقفت تنظر لهم بغضب وانصرفت من أمامهم بضيق
- بقي كده ماشي
فتسأل جاسم بعد ان تخطته
- خدي هنا رايحه فين
فألتفت نحوه
- رايحه المطبخ أقعد مع هدي وفوزيه هما احسن منكم
فأنفجر جاسم ضاحكا وهو يصافح أكرم الذي هتف بدعاء
- ربنا يعينك
فأبتسم جاسم بحنو وزفر انفاسه بتنهيده عاشقه وقد تأكد أكرم انه جاسم حقا يحب شقيقته وليس ما تظنه شقيقته انه تزوجها ليرد كرامته وكبريائه من خطيبته السابقه
..............................................................
جلست ورد علي فراشها تطالع الفراغ الذي أمامها بحزن ..فوالدة كنان اصطحبتها للمتجر الخاص بصديقتها التي ظلت تنظر لها بضيق ونقض لملابسها وحجابها واظافرها التي لا تطليها بطلاء الأظافر وبشرتها الخالية من مساحيق التجميل
ولولا احترامها لأعمارهم لكانت قد ردت عليهم ولكن تقبلت كل شئ بصمت فتركتهم ينتقضوا ما أرادوا فهي تعلم تماما ان ماهي عليه هو الصحيح
الدنيا التي يظنه خالده ماهي الا رحله سنتتهي يوما ما قريب ام بعيد ستنتهي ولن يبقي شئ إلى أعمالنا وطاعتنا لله
ووجدت فريدة تفتح باب عرفتها بأندفاع وقذفت بوجهها الملابس العاريه التي اشترتها إليها
- ايعجبك مظهرك هذا ..
وضحكت ساخرة
- ماهذه الحشمه التي انتي بها يافتاه .. كيف زوجة رجلا لامع لديه اسم في المجتمع تكون هكذا
وزفرت أنفاسها بغضب
- ياربي يوم ان يتزوج ابني يتزوج من هذه ..
وانصرفت حانقة ..لتغمض ورد عيناها بوجع
هي عكس شقيقتها لا تتمرد لا تهين من يهينها
وتسطحت علي الفراش وغفت بملابسها
وبعد ساعه كان كنان يردف للغرفة ..ناظرا لحقيبة الملابس الملقاه علي الارض ثم إلى ورد الغافية علي الفراش بطريقه غير مريحه .. فجلس جانبها يداعب وجنتيها بأنامله
- ورد حبيبتي استيقظي
ففتحت ورد عيناها واندفعت نحوه تحتضنه بقوه هاتفه
- كنان ضمني إليك
فأسعده طلبها وضمها بشده هامسا
- لك كل ما ترغبي به صغيرتي
.....................................................................
أردف علي غرفتها وحدق بها وهي تدور هنا وهناك تسأل نفسها بصوت مسموع
- صوتها معجبنيش ..ياتري فيكي ايه ياورد
فضحك جاسم وهو يجدها هكذا وتأكل اظافرها
- مالها ورد
فحركت رأسها وهي لا تعلم سبب شعورها هذا
- إحساس عندي ..اصل صوته معجبنيش
فأقترب منها جاسم ونظر الي ذراعها وركبتها
- جرح دراعك وايدك خفوا
فهزت رأسها بيأس من كثرة سؤاله هذا
- انت سألتني السؤال ده كتير اوي
فأبتسم بهدوء
- ياربي عليكي حد يكره الاهتمام... انتي مش طبيعيه يامهرة اي ست بتفرح بالاهتمام والدلع
فلوت شفتيها بأمتعاض وهي تضع بكلتا يديها علي خصرها
- انا استرونج ومان على فكره .. وبعيش تحت ضغط
فضحك بأستمتاع وهو يطالعها واتجه نحوها ..وهدفه منصب علي شئ لا تعرفه .. كانت تخطو للخلف بقلق من نظراته الماكره الي ان شهقت بفزع وهي تسقط علي الاريكه التي بغرفتها
- اه ياضهري
فمال نحوها جاسم بأستمتاع
- مش شايف الاسترونج فين .. عارفه يامهرة انتي بوء على الفاضي .. انتي ماشية في الحياة ديه بستر ربنا
وحرك رأسه بيأس منها ثم طالعها ضاحكا
- قومي ياسترونج ومان
ونظر الي الحذاء المنزلي الطفولي الذي ترتديه وأشار نحوه
- في استرونج ومان بتلبس شبشب مقاس اطفال
فضاقت عيناها بحنق وقبل ان تفتح فاها لترد عليه وجدته قد انصرف
فهو يجيد اللعب والمكر
وتمتمت بضيق وتذمر
- زي التعلب المكار
.....................................................................
دلال اغرقته به بل وجعلته اسعد رجلا بالعالم ... لم يعد يفهمها ولكنه سعيد بهذا
- ياريت تفضلي كده يامرام
فأبتسمت له وهي تقترب لتقبله برقه
- بحبك
وكاد ان يغرق معها مجددا في بحور الغرام والعشق
فأبتعدت عنه ونظرت له بأرتباك
- كريم ممكن اطلب منك طلب
فأبتسم وهو يضمها إليه ويقبلها على عنقها
- اطلبي ياحبيبتي
فتمتمت وهي تشعر بملمس يديه علي جسدها
- عايزه اكون مديرة القسم اللي انا فيه
ليبتعد عنها كريم ..ناظرا لها بصمت
- انا سمعت ان المدير هيتشال وواحد مكانه هيمسك ..ازاي اكون مراتك ومجرد موظفه
فلمعت عين كريم بصمت ..زوجته تريد النجاح السريع .. ورفعت كفيها تضم وجهه بنحو
- اطلب من جاسم أمر تعيني ..انا عارفه انه هو اللي بيختار مديرين الأقسام ومش اي حد بياخد المنصب ده
..................................................................
ايام جميله قضوهاوراحة شعرت بأنها تغللت بروحها دعت كثيرا انا يغفر الله لها تأخر ارتدائها للحجاب
دعت لوالدته بالرحمه ودعت لشقيقتها بالسعادة ودعت لاكرم كما رغب وأيضا رقية وريم ورمرام
ودعت لنفسها كثيرا ان تسير في الطريق الصحيح وتجد سعادتها ودعت لجاسم كثيرا لدرجة تعجبت من نفسها وانتهت رحلتهم في الأراضى المقدسه
وتفاجأت في المطار بتوجه رحلتهم الجديدة
- احنا مش رايحين علي مصر
فأمسك جاسم يدها وقادها
- لاء هنروح مكان هادي وجميل
فتسألت
- فين عند ورد
فضحك وهو يسير بها متشابكين الايدي فلا توجد اي ملامح لرحلتهم الجديده ولم يجيب عليها واتسعت عيناها وهي تجده ينهي الإجراءات وعلمت بوجهه رحلتهم
- ايه المادليف !
............................................................
رغم ارهاقها من رحلة السفر الا أن عيناها زادت اتساعا وهي تري مظاهر الجمال الطبيعي في ذلك المنتجع السياحي الذي يطلع علي المياه مباشرة ...
ووقفت أمام الشرفة في الكوخ الذي تم حجزه تتأمل المياه الصافية
لتجد جاسم يقف خلفها
- الجو هنا جميل جدا ..
فألتفت له بسعاده كالأطفال
- عمره وجزر المادليف .. انت الفانوس السحري ولا ايه
فضربها جاسم برفق علي جبهتها
- لاء انا عفركوش اللي كان جوه الفانوس
فضحكت وهي تتثاوب وتعلقت بعنقه
- بس برضوه مش هتنازل عن الغردقة
فوجدته بدفعها عنه برفق ضاحكا
- الصبر من عندك يارب
ووجدته يخرج ملابسه ويتجه نحو المرحاض ..فقذفت بحذائها واتجهت نحو الفراش لتغفو في دقائق معدوده دون ان تبدل ملابسها
......................................................
نظرت رقية الي والدها بصدمه
- عريس مين اللي متقدملي يابابا
فأبتسم والدها بسعاده
- ابن صديق ليا شافك معايا في مناسبه
لتتجمد ملامحها وهي تتمني في تلك اللحظه مراد
- اتفق امتي علي الميعاد ..شوفي اليوم اللي يناسبك ياحببتي
فصمتت للحظات وهي تتذكر كل ما مرت به وأرادت ان تثأر لكرامتها من مراد
- شوف اليوم اللي يريحك انت يابابا
فضمها والدها بسعاده غير مصدقا ان صغيرته قد كبرت
........................................................
مدت ذراعيها على الفراش لتنهض بفزع فجاسم بجوارها بصدر عاري فشهقت وتجمدت ملامحها بعد ان رأت نفسها ترتدي ملابس غير التي غفت بها
وصرخت وهي تيقظه
- اصحي قولي مين اللي غيرلي هدومي
فأستيقظ جاسم بفزع وتنهد بحنق
- العفريت يامهرة ارتاحتي
فضربته علي صدره
- مصحتنيش ليه .. وازاي نايم جنبي كده
وأخذت تعول كالأطفال
- بس خلاص ..اللي يشوفك وانتي بتصرخي مشوفكيش وانتي كنتي حاسه وانا بغيرلك هودمك
فأتسعت عيناها وهي تحك علي رأسها غير مصدقه
- ازاي ده انا مش فاكره حاجه
فأبتسم بمكر وهو يعلم أنه كاذب فهي من شدة ارهاقها لم تشعر به وهو يبدل لها ملابسها
- زي الحلم كده يامهرة
وغمز لها بوقاحة وهو يتناول التشيرت خاص به ويرتديه
لترتبك وتشيح عيناها عنه وهي تعصر عقلها بأن تتذكر اي شئ .. فذلاتها أصبحت كثيرة معه تلك الأيام
.....................................................................
سارت خلفه وهي تنظر لروعة المكان .. كانت تتعثر بخطواتها في الرمال الناعمه من شدة اندماجها في مطالعة جمال الطبيعه .. فألتف نحوها وهي يزيح نظارته عن عينيه
- خدي بالك
وعلى أثر تلك الكلمه سقطت فوق الرمال لتصرخ بحنق
- لاء كده كتير
فضحك جاسم وهو يمد يده لها
- سبحان الله كل مابتزعليني بتحصلك حاجه
ورفع حاجبيه ضاحكا
- انا بركه
فدفعت يده بعيده ونهضت بمفردها وهي تتمتم داخلها
- اظاهر كده
وحدق بها ليجدها تزم شفتيها كالأطفال ثم اكملوا سيرهم
ونظرت الي المنشفة التي يضعها علي كتفه.. فهيئته تدل على أنه سيسبح
- انت هتعوم
فنظر حوله بأسترخاء وهو يجلس على أحد المقاعد الخشبية الموضوعة علي الشاطئ وتسطح قليلا
- اكيد يامهرة
فجلست علي المقعد الاخر تطالع جمال الشاطئ لم يكن بتلك الساعه الكثير من السياح فكان المكان هادئ
ورن هاتفها لتجد رقم ورد فهتفت بسعاده
- ديه ورد
ونهضت من جلستها لتسير بعيدا قليلا لتحادثها وتخبرها
عن بعض المشاعر التي تشعر بها حاليا
وعادت بعد دقائق لتجد أحدهم يضع أمامها مشروب به فواكه تزينه عند فوهته ..وجاسم ليس موجود فألتقطت التشيرت الخاص به ونظرت حولها ثم جلست تخرج من حقيبتها الصوفية كتاب وقررت ان تستمتع وتندمج
واتسعت عيناها وهي تجد البعض بدء يتوافد علي الشاطئ فتمتمت براحه
- الحمدلله جاسم مش هنا .. الثواب ضاع اه
ووضعت الكتاب أمام عينيها بحنق واندمجت في القراءة
وبدء هواء البحر ينعشها بل وأفاد مزاجها.. وشعرت بالاسترخاء وهي تعيش مع سطور الكتاب الذي بين يديها ولكن هل يترك أحد هذا النعيم وينسجم في القراءة .. وزفرت أنفاسها بحنق ثم جذبت كأس العصير الخاص بها وأرتشفت منه بتلذذ
- بحر وعصير مش عارفه اسمه ايه وف جزر المدليف كمان .. انا اكيد بحلم
وارخت جفنيها بمتعه ونسمات الهواء تداعب وجنتيها
واتسعت عيناها وفتحت فاها كالبلهاء وحدقت بالجسد الذي يخرج من المياه وينفض خصلات شعره .. ومع كل خطوه كان يخطوها خارج مياه البحر ..كان قلبها يخفق بقوه
هل هذا الرجل هو جاسم زوجها ؟ .. ولمعت عيناها
وألتفت نحوها ..لتجد احداهن تحدق به بل وتعبث بشعرها الأشقر وتتجه نحوه بجسد رشيق لا يستره الا قطعتين
هدفها أصبح بأتجهين مع تلك التي تتجه نحو زوجها برغبه ومع زوجها الذي يستعرض وسامته ولياقته دون شعور منه
لتلطم وجهها كي تفيق وألتقطت المنشفه التي بجانبها وركضت نحوه تشير له بالمنشفه
- جاسم ... جاسم
فأبتسم وهو يجدها تركض اليه... ووقفت أمامه تحيطه بالمنشفه وعيناها علي الشقراء التي طالعتها بضيق فقد خيبة امالها
- استر نفسك .. استر نفسك
يتبع بأذن الله
********
الفصل الثاني والثلاثون والثالث والثلاثون من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا