
رواية لحن الحياة
الفصل الرابع والثلاثون 34
والخامس والثلاثون 35
بقلم سهام صادق
غيرة(34)
*******
في اللحظه التي انفتح بها الباب ..انغلق فورا مع ارتبارك وخجل من اغلقه .. لتنظر مني الي نرمين المرتبكه وقد أصبح وجهها كتلة من الاحمرار...فقد كانت عائدة من أجل أخذ الملف الذي تناقشوا فيه وقد نسته
اما بالداخل اعتدل جاسم في وقفته واخذ يحرك يده بتشتت علي خصلات شعره ..لينظر الي مهرة المبتسمة وكانت تكتم صوت ضحكاتها بصعوبه
وحدق بها بضيق
- عجبك الحرمان العاطفي اللي بقيت فيه
فضحكت بأستمتاع فلم تعد تتحمل كتم ضحكاتها
- جاسم صفر مهرة واحد
فطالعها بأستياء وضربها علي جبهتها برفق
- قومي اعدلي هدومك وحجابك ويلا عشان نخرج نتغدي بره
وعندما وجدها مازالت تضحك ... ضحك هو الآخر فالوضع كان حقا محرج وهو يحاول تقبيلها بشتي الطرق من يراهم في تلك اللحظه يظن أنهم غارقان في نعيم العشق ولكن القبلة كانت قبلة ظمأ
- بس كفايه ضحك .. بدل ما اعمل اللي نفسي فيه وبزياده كمان ومش هيهمني اننا في الشركه ولا وضعي حتي
فهندمت ملابسها سريعا وهي متيقنة أنها اذا ازدادت في الامر فسينفذ تهديده وتذكرت أمر أكرم شقيقها ولقاءهم
- أكرم عايزني ف موضوع مهم .. انا قولت اجي الأول ليك وبعدين اقابله
فأرتدي جاسم سترته بهدوء
- عادي خليه يجي يتغدي معانا
فأبتسمت وأخرجت هاتفها من حقيبتها لتخبر أكرم بوجهتها هي وجاسم
وعادت تتذكر ما حدث بعد ان هاتفت أكرم ..فضحكت ثانية وهي تضع بيدها علي فمها
لينظر لها جاسم بحنق
- انتي اللي جبتيه لنفسك
لم تفهم مقصد كلامه الا عندما دفعها نحو الحائط وخطوة واحده وكان سيأسر شفتيها بين شفتيه ولكن طرقة خافته علي باب غرفته
جعلته يبتعد عنها بحنق هاتفا
- لاء كده كتير ..ايه الحصار ده
وهتف بصوت جامد
- ادخل
لتدلف مني الي المكتب ..ونظرت إلي مكان وقفتهم مبتسمه
- ده الملف اللي امرت بمراجعته
فأخذه منها علي مضض ليطالعه .. فحدقت مني بمهرة التي وقفت مرتبكه تخرج أنفاسها بتوتر ومع غمزة من مني كانت مهرة تشيح عيناها بعيدا عنها ..فقد أصبحوا مفضوحين وانتهي الأمر
................................................................
جلس أكرم بحزن يقص لهم عن همه وأن ضحي قد اعطته فرصة واحده اما يتخذ قرارا ويقنع والدها او ستوافق علي طلب ابن عمها في التقدم لخطبتها
كان جاسم يستمع للأمر بهدوء وهو يرتشف من قهوته بعد ان انتهوا من تناول الطعام
اما مهرة تمسك يد أكرم بحنان .. كان اغلب الوقت يركز جاسم علي ملامحها المتأثرة والحزينة علي شقيقها
وتنهد أكرم وهو يطلب برجاء من جاسم
- جاسم انا بعتبرك أخويا الكبير ممكن تيجي معايا المرادي ..بابا مافيش امل منه طول ما ماما رافضه
فنظر إليه جاسم للحظات بصمت .. فظنت مهرة أنه من الممكن أن يرفض رجاء أكرم وهو معه كل الحق ولكن هي تريد الوقوف بجانب شقيقها
فأكرم أصبح قريب منها لدرجة كبيره بعدما سافرت ورد
- جاسم خلينا نروح معاه المرادي ..ممكن
كانت نظرات عيناها له تحمل الكثير من الرجاء . فتنهد بعدم اقتناع ففي النهايه والد حبيبته معه كل الحق بأنه يريد والدي أكرم فماذا سيفعل هو في هذا الأمر العائلي
- خلاص ياأكرم شوف الميعاد اللي هتحدده وبلغني
فهتفت مهرة بحماس
- هاجي معاكم
فضحك جاسم علي لهفتها وتمتم بمشاكسه
- لاء يا روحي ..انتي اي حاجه بتدخلي فيها بتبوظ
فكشرت بوجهها لتجد أكرم يضحك بعدما كان عابس الوجه
- انت بتضحك يااكرم ... بدل ما تقوله اختي حببتي معايا في اي مكان
فوضع أكرم يده علي قلبه بدراما
- الا المشوار ده يامهرة... لو ضاع الامل الاخير .. قلب اخوكي حبيبك هيكسر
فحدقت به بأستياء ثم نظرت لجاسم الذي يطالعها مبتسما وكأنه يقول لها اسمعتي.. وكانت ستدفعه بقدمها وتكرر نفس الأمر وتدهس علي قدمه أسفل الطاوله ولكن وقعت عيناها علي مشهد حميمي دافئ .. امرأة تطعم زوجها ب شوكتها وزوجها يبتسم لها وطفلتهم ذو العامان تطالعهم بتحديق وكأنها تفهم مايدور بين والديها
جاسم وأكرم كانوا يتحدثون في الأمر مجددا وهي كانت غارقة في جمال هذا المشهد ولم ينتبهوا لسبب صمتها وعدم مجادلتها في الأمر مرة أخري
..............................................................
جلست فريدة بالنادي الرياضي تثرثر مع صديقاتها من نفس طبقتها الاجتماعية .. تنظر من حين لأخر للوقت منتظره قدوم ورد للنادي .. لتدمجها مع وسطهم.. ففي النهايه اكتشفت أن لعبتها ستجعلها تخسر كنان وامواله ففي اخر لقاء بينهم اخبرها انه مدرك لالعيبها حتي انه علم انها من وضعت المخدر لزوجته...ولكن لا مانع ان تعبث معها قليلا وتهينها وسط صديقاتها وتقلل من شأنها
وأخيرا لمحتها أتيه من بعيد .. لتشير لها بملل
فأقتربت منها ورد بأرتباك وهي تأمل ان تتحسن علاقتهما
وعندما أصبحت ورد أمامها هتفت فريدة بضيق
- لماذا تأخرتي هكذا ؟
فهتفت ورد بخجل وهي تري نظرات صديقات فريدة لها ويتهامسون مع بعضهن
- كان لدي عمل كثير اليوم
فضحكت فريدة بسخريه وهي تنظر لاصدقائها
- عمل ماذا بالطهي وسط الأواني
لتهتف إحداهن دون تصديق
- ماذا وكيف كنان يوافق علي ذلك فريدة
وأخذوا يلقوها لبعض بالكلمات الجارحة ومنهم من تخبرها بالأعمال التي تليق بوجهتهم وعراقتهم الاجتماعية ومنهم من تعلق علي ملابسها ومنهم من تعلق علي جسدها وفريده تجلس بزهو وانتصار
فقلبها يتراقص وهي تراها هكذا
كانت ورد تقف حزينة ولا تعلم لما فريدة تحب اهانتها أمام صديقاتها
وسمعت صوت ليليان التي اوصلتها للنادي ولكن ذهبت لتبديل ملابسها بملابس رياضيه
- ورد
وفور ان وقفت ليليان جانبها سألوها عن والدها ووالدتها ومدحوا في مطعمها والاطعمه التي تطهوها ..فما الفرق بينها وبين ليليان
لتهتف فريدة بخبث
- جسدك رائع ليليان
فتمتمت ليليان بهدوء
- اشكرك علي اطرائك فريدة خانو
ونظرت فريدة نحو ورد بتهكم
- يعجبني المرأة التي تحافظ علي رشاقة جسدها
وتابعت بعد ان رأت تغير ملامح ورد ..فجسد ورد ليس مثالي ك ليليان ولكن ليست سمينه
- انظري ورد وتعلمي
لتدرك ليليان خبث فريدة .. فضمت ورد إليها بمحبة صادقة
- ورد لا تحتاج لأحد ليعلمها ..هي فقط تحتاج للأرشاد
وضحكت وهي تنظر لورد وهتفت بدعابة لطيفة ولكن بمكر
- مدام كنان يرغب بهذا فالنفعل ولكن كما اعلم كنان يحب ورد هكذا ومهما أصبحت
فأبتسمت وهي تسمع كلمات ليليان التي اصابت هدفها ف فريدة اشاحت وجهها بحنق اما أصدقائها ابتسموا علي حديث ليليان ففي النهاية هم نساء ويفضلون الزوج الذي يحب زوجته بكل حالتها
....................................................................
غادر أكرم منزل ضحي بسعاده لا توصف وكل لحظه يعانق جاسم بحب ويشكره
- انا مش مصدق نفس ياجاسم باباها وافق .. انت فعلا عظيم ياراجل
فأبتسم جاسم فأكرم أصبح الآن وكأنه يمتلك العالم كله وكأن حياته كانت تقف علي موافقة والد ضحي
وربت علي كتفه بأخوة
- انت زي كريم ياأكرم .. وانا سعيد ان والد ضحي وافق واقتنع أخيرا
فأتسعت ابتسامة أكرم بفخر
- وجودك كان فعلا ليه تأثير كبير النهارده
اوعدك اول طفل ليا لو كان ولد هسميه جاسم
فضحك جاسم بصخب وفتح سيارته المصطفه جانبا
- هتيجي معايا تطمن مهرة
فأحتضنه أكرم ومازال لا يصدق الامر
- لاء انا هروح اقابل صديق ليا محتاجني في موضوع خيري هنعمله
ليسأله جاسم
- ايه هو الموضوع وانا ممكن اساهم معاكم
لتتسع ابتسامة أكرم وهو ينظر له دون تصديق وعاد يحتضنه ..فضحك جاسم وهو يربت علي كتفه
- ده انت حضنتني أكتر ما اختك حضنتني ياأكرم ... كفايه أحضان وشكر
فأبتعد عنه أكرم ضاحكا
- انت هتقولي ديه مهرة ..كان الله في عونك
ثم تابع بحب
- بس حقيقي مهرة طيبه وحنينة جدا ..مش عشان هي اختي احنا سنين كنا بعاد عن بعض... انت محظوظ بيها ياجاسم
فأبتسم جاسم بهدوء وهو يعلم ذلك
- تعالا بقي اركب معايا اوصلك لصاحبك وتفهمني ايه موضوع المشروع الخيري اللي هتعملوه
..............................................................
فور ان عاد من مشواره مع أكرم وجدها تندفع نحوه وأخذت تتسأل دون توقف
- ها طمني ..عملتوا ايه ...وافق ..لاء شكلك بيقول موفقش ..انا قولت لو كنت اخدتوني معاكم كنت هقنعه .. بس انتوا اتهونتوا بقدراتي
كانت تصعد خلفه الدرج وهو يسير دون ان يعطيها إجابة واحده ووصل الي غرفته وجلس علي الفراش بأرهاق وهي مازالت تتحدث
- شايف وجودي كان هيفرق
لينظر لها جاسم مبتسما بتشفي بها
- وافق يامهرة وقرينا الفاتحه كمان والخطوبه بعد شهر .. وكويس اننا وفرنا قدراتك العظيمه لحاجه تانيه أكبر
ونهض من فوق الفراش واقترب منها يربت علي احدي وجنتيها برفق
- مخلينك للتقيلة ياوحش
وهنا انتفضت بسعاده حتي أنها نسيت تهكمه عليها وأحتضنته بأمتنان
- بجد ياجاسم وافق .. انا مش عارفه أشكرك ازاي
ولم تكتفي بالأحتضان بل قبلته علي خده ثم ابتعدت عنه تهتف بحماس وسعاده
- هروح اتصل بأكرم
وأنصرفت نحو غرفتها لتتركه واقف كالهائم في فعلتها مبتسما
..........................................................
تفاجأ كريم بالأمر الذي تخبره به مرام وقد اتخذت قرارها بل وأيضا رتبت لكل شئ
- كريم في مؤتمر أسبوع في امريكا ... ومهم جدا
فطالعها كريم بأستياء
- عارف بالدعوة ديه واتكلمنا قبل كده ان سفر لاي مكان لاء ..انتي ناسيه مسئوليتك اتجاه أولادك
فحدقت به مرام بحنق
- ايوه لما كنت لسا موظفه مبتدئه ف الشركه اما دلوقتي مديرة القسم اللي انا فيه .. ولازم اسافر وأحضر مؤتمرات
واقتربت منه بدلال وقد نست مسؤلية صغيريها
- كريم انت وعدتني هتساعدني اوصل لاحلامي
فأشاح كريم عيناه عنها بضيق
- أحلامك ديه هتدمر حياتنا يامرام .. انا مبقتش فاهمك
فأبتسمت وهي تقبله علي شفتيه
- ده اسمه طموح ياحبيبي ... ودلوقتي انا مرات كريم الشرقاوي اخو جاسم الشرقاوي يعني لازم اكون حاجه تشرف
لم يعجبه حديثها ولكن مع لمساتها المغويه بدء يلين قليلا الي ان هتف بهمس بعدما عانقته
- افتكري ان انتي اللي عايزه الحياة ديه يامرام
...............................................................
وقف كنان مصدوما وهو يري نسخه من شقيقته المتوفاه.. وكأن هازان عادت من جديد في ملامح تلك الفتاه
نفس العينين ، نفس لون الشعر والملامح البريئه
وحدق بخطواتها ليجدها تخطو نحو مكتب الموارد البشرية .. فيبدو أنها متقدمه لطلب وظيفة في شركته
............................................................
وقفت ريم تخبره عن ميعاد ذهابه لمصنع الإنتاج الخاص بالشركه .. فرفع ياسر عيناه نحوها وهو يشفق علي تعلثم صوتها فقد أصبحت تخشاه بشده ..هو لم يكن يفعل معها ذلك الا ليجعلها تتعلم كيف تواجه الحياه وتدافع عن نفسها ولكن نسي ان الفقير يخاف علي مصدر رزقه حتي لو داس علي كرامته
وعندما طالعها وجدها تخفض رأسها سريعا... فتنهد بيأس فيبدو ان ريم لن تتغير مهما عاملها بجمود وقسوة
- اقعدي ياريم وأهدي وبلاش خوف
فرفعت عيناها نحوه ونظرت إلي المقعد الذي اشار نحوه وعاد يهتف
- اقعدي
فجلست سريعا .. ليضحك ياسر فتعجبت منه بل وأتسعت عيناها دون تصديق
ليغلق ياسر الملف الذي أمامه وهي يزفر أنفاسه
- هتفضلي في عدم الثقة والارتباك ده لحد امتي ... ريم انتي مش بتشتغلي في شركة عاديه ..اي فرع من فروع مجموعة الشرقاوي ليها اسم ووضع في البلد
فطأطأت رأسها بخزي من حالها
- انا عارفه ان مكاني مش هنا .. بس غصب عني انا بحاول اتعلم
واتجهت بعينيها نحوه
- لو حضرتك شايفني مش واجهة اني اكون سكرتيرة مكتبك انقلني اي قسم تاني معنديش مشكله
فزفر ياسر أنفاسه بضيق
- اه اللي بيخليني اعاملك بأسلوب قاسي ضعفك ده ... انا مبحبش اتعامل او اشتغل مع حد ضعيف
كانت نبرة صوته قاسية فهو يكره الضعف الذي منعه يوما من أخذ حق زوجته وطفله الذي كان في احشائها فقد قتلت في احدي الحوادث المدبرة بعد ان نشر كطبيعة عمله كصحفي عن فضيحة تجارة الاعضاء وصرح بأسماء مهمه ودلائل.
لاحت الذكري امام عينيه ليغمض عيناه قليلا كي يهدء
- هحاول أني مبقاش ضعيفه ..بس ممكن حضرتك متهنيش
فأبتسم ياسر علي حديثها الطفولي وتنهد بهدوء يتخلله بعض الجمود
- دلوقتي عندك مهمه جديده وياريت متخذلنيش قدام مستر ريان
فنظرت له برهبة من مهمتها الجديده
- كل ملفات المشاريع اللي في مكتبك تروح لبشمهندس ريان وتفهميه كل حاجه اتوصلنا ليها والاتفاقات... كل حاجه تخص المشاريع الجديده بشمهندس ريان يطلع عليها
لترتبك ريم قليلا ثم حركت رأسها له بتفهم ..فعملها الجديد سيكون مع المدير الجديد الأخر
............................................................
أردفت مهرة معه بداخل المطعم الفخم ولأول مرة تظهر معه وسط معارفه... لم تعلم بأمر العزيمة الا منذ ساعات ..لتشعر بالتخبط داخلها فهي لا تحب تلك الأجواء ولا الرسميات والتحفظ في الحديث
ووصلوا للطاولة المعدة لأستقبالهم وكانت الصدمه لها رفيف هنا وريان صديقه الذي اتي منزلهم امس من أجل التحدث مع جاسم في بعض أمور العمل وقد تعرفت عليه وعلمت أنه صديق جاسم وشقيق رفيف
ومازاد الأمر سوء سماعها لصوت نرمين أيضا التي اتت معتذرة عن تأخيرها
- بعتذر عن التأخير
فطالعها جاسم ببتسامة ودوده وهو مازال واقف هو وهي
- مافيش تأخير ولا حاجه يانرمين .. هما بس اللي جاين بدري
فضحك كل من الضيوف وريان الذي هتف بمزحة
- هذا هو جاسم الشرقاوي
ونظر نحو مهرة مخاطبا
- اشفق عليكي مدام مهرة من هذا الزوج
فعادت ضحكاتهم تصدح مجددا الا رفيف التي كانت ترمقها بكره فهي من انتصرت عليها ولكن هي الأن بمصر من أجل شئ آخر من أجل أحد رجال جاسم
" عمار"
وجلسوا علي مقاعدهم ليبدء العشاء والحديث في العمل ..وهي تجلس بينهم بملل لا تفهم في مشاريع البناء ولا التسويق شيئا رغم عملها بالشركة
ومر الوقت ورفعت اطباق العشاء ليأتي دور التحلية واحتساء القهوة ... ونظرت نحو جاسم تريد ان تسأله متي سيرحلوا ولكن جاسم كان مندمج بشده بالحديث مع نرمين
حتي ان ريان لاحظ ذلك واخذ يتحدث معها قليلا
ولكن ريان آتاه اتصالا فأعتذر ونهض
لتجلس رفيف بأسترخاء تطالعها بأبتسامة خبيثة وكأنها تقول لها انتي لا شئ ولن تستمر زيجتكم تلك
نظرات متحدية كانت بينهم .. وطالعت مهرة زوجها الغارق بالحديث مع نرمين التي تحادثه بكل لباقة
..................................................
تسطحت ورد بجانب كنان واقتربت منه كي تنام علي صدره وأخذت تخبره بسعاده عما فعلته اليوم في العمل ..
- ليليان فعلت لي عضوية بالنادي كنان .. وسألعب رياضه لأحافظ علي جسدي
ورفعت جسدها وبدأت تحادثه عن المناطق التي شعرت بزيادتها ولكن كنان كان في عالم آخر كان مع تلك الفتاة التي امر شخصيا بتوظيفها بعد ان علم اي وظيفة بشركته تقدمت لها .. و كانت الدهشة انها تقدمت بوظيفة المساعده الشخصية له
وشعر بيد ورد علي وجهه
- مابك كنان... يومان وانت شارد هكذا
فأبتسم لها كنان وتمتم وهو يغمض عيناه
- مرهق ورد ..هيا للنام
فحركت رأسها بتفهم .. وعادت تنام علي صدره ثم رفعت رأسها قليلا لتقبله على خده قبلة دافئة
.................................................................
قفزت مهرة علي الفراش بسعاده وهي تهلل من فكرتها العبقرية بأدعاء المرض ..ففور ان أخبرته بصداع رأسها وعدم تحملها ذلك العشاء الذي أثار حنقها وغيرتها استجاب لطلبها واعتذر من شركائه وانصرف واهتمامه كله منصب عليها
ووقفت علي الفراش بأنفاس متقطعه وهي تجده يفتح الباب وكان سيسألها عن شئ آخر تريده من أسفل مع المسكن ولكن وجدها تتقافز علي الفراش وكأنها كالقرد وعقد ساعديه امام صدره مبتسما
وهو يرفع حاجبيه متسائلا
- شايف ان الصداع خف وبقيتي زي الحصان
فأرتبكت وهي مازالت بوضع الانحناء فقفزتها لم تكتمل ... الي الأن لا تعرف اتجلس علي الفراش ام تقف معتدله
ووضعت بيدها علي رأسها بآلم مصطنع
- اصل قالوا عشان الصداع يخف لازم تتنطط شويه ..قولت اجرب النظريه
فضحك جاسم بأستمتاع واقترب منها ببطئ
- تصدقي ديه نظريه عظيمه
فحركت رأسها سريعا وهي تؤكد كلامه
- فعلا نظريه هايله ..الصداع بدء يخف اه
وأنفتح فاها بشهقة قوية وأتسعت عيناها بعدما دفعها علي الفراش بيده
- وحياتك لهعرفك النظريات الصح النهارده عملي ونظري .. وهركز علي العملي يامهرة
وغمز لها بوقاحه لتبلتع ريقها بخوف وهي تراه ينحني نحوها ببطئ قاتل
كانت على وشك الاستسلام له ..فهي أصبحت تحب مايفعل بشدة .. جعلها مدمنة لكل شئ يفعله .. لمساته وانفاسه وايضا تهديداته .. لعب لعبته بهدوء وجعلها كالمدمنة لجرعاته
- جاسم... انا
كانت ستخبره أنها لا تستطيع ان تتنفس وان قلبها يخفق بقوه ولكن
رنين هاتفه قطع كل شئ ... ليبتعد جاسم عنها زافرا أنفاسه بغيظ وألتقط هاتفه ليجد رقم نرمين فتذكر أنه طلب منها أمر ما تفعله
- جاسم بيه انا بعت البيانات اللي طلبتها علي ايميل حضرتك
فنظر نحو مهرة التي مازالت مسطحه على الفراش تجمع شتات نفسها
- تمام يانرمين .. انا هشوف الإيميل دلوقتي
وخرج بعدها من الغرفه ومازال يتحدث مع نرمين في الهاتف
لتعتدل في رقدتها وحدقت أمامها بأعين شارده وداخلها يتآكل من نيران الغيرة التي لأول مرة تعرفها ثم ضربت علي الفراش بقبضتي يديها بقوه وعقلها يعود إلي ذلك العشاء واندماجهم معا
.........................................................
نظرت رقية إلى مراد الجالس وكان متأنق بشدة ثم تسألت
- فين العريس ..بابا قالي أنه طلب يقعد معايا مره تانيه عشان نعرف ناخد قرار
فأبتسم مراد وهو ينتظر إجابة زوج خالته السيد مسعود الذي كان يقف يتابعهم بعينيه
- مراد طلب إيدك مني يارقية ... وانا موافق
فحدقت بهم رقية بتحدي وقبل ان تخطو نحو غرفتها هتفت
- وانا مش موافقه
لتتجمد عين مراد عليها ..فنظر مسعود بأتجاه ابنته التي انصرفت بعد ان أخبرتهم بردها ثم نظر الي مراد الواقف مصدوما فقد ظن ان رقية ستطير من السعاده عند سماعها ذلك الخبر ولكن
- الدور عليك دلوقتي يامراد .. جيه الوقت اللي تجري وتتعب انت شويه عشان توصلها
قالها مسعود وهو يجلس علي الاريكه مطالعا مراد الذي مازال واقفا يطالع امامه بصمت
فصغيرته قد كبرت
............................................................
نظرت إلى الملابس المبعثرة ارضا في الي الآن لم تجد شئ ليس فاضح ..كل الملابس التي لم تفكر يوما النظر إليها الآن تفكر كيف سترتديها
كانت تنظر لكل قطعة وهي تخبر نفسها
- لازم املي عينه .. رفيف ونرمين أحسن مني في ايه
ونظرت للقطعه التي بيدها بأنبهار رغم ان النظر لها مخجل الا ان لونها جذب عيناها وحرك فيها رغبة ان تري نفسها بذلك الثوب الحريري القصير وهتفت لنفسها
- انا هلبسك اجربك بس .. بعدين ارجع تاني لهدومي المحترمه .. لحد ما بكره أجيب حاجات طويله ومؤدبة.. مش زي اللي هو جيبها
وضحكت وهي تسبه داخلها بقلة الحياء
وبعد دقائق كنت تقف تنظر لنفسها بصدمه
هل هذه من تقف هي .. مهرة ذو القمصان الصبيانيه والنظارة وعقدت الشعر
فشعرها الأن كان متحررا من ربطته وملست علي الثوب الناعم القصير ومدحت نفسها
- قمر يا ناس
ونفضت رأسها سريعا ثم لطمت وجهها كي تفيق من تلك الحاله
- لاء انا لازم اقلعك بسرعه كده هتعود علي الحاجات ديه وعيب
ومجرد ان مالت لتلتقط منامتها ذو الاكمام الطويله ..وتجمع بعض الأغراض من الارض
وجدت جاسم يردف للغرفه .. فقد كانت غير متوقعة قدومه بذلك الوقت
وأنحبس الهواء في رئتيها .. اما هو كان يقف مذهولا مبهورا مما يري واقترب منها بهدوء واعين تحدق بكل تفاصيل جسدها بجراءة
وكانت هيئتها هذه دعوة صريحة منها ببدء زواجهم قولا وفعلا هذا ماظنه
لتهتف بتعلثم وخجل وهي تغطي جسدها بالملابس التي بيدها
- انا كنت بجربه بس ...ارجوك غمض عينيك
يتبع بأذن الله
*********
#لحن_الحياة ❤
#سيموو
وبدء العشق (35)
*************
قبلها بعمق علي جبينها ثم ضمها بقوة إليه مبتسما وهو يتذكر كل ما حدث
فبعد ان رأها بتلك الهيئة نسي صبره ونسي حتي تعقله ..في البداية تعامل معها برغبة واشتهاء ولكن ارتجافها ورجائها بأن يتركها جعله يتوفق ...وكلمة واحده خرجت من بين شفتيه انهت كل شئ بل وجعلتها تترك له نفسها ..أرضي قلبها بكلمة تمنت سماعها " بحبك يامهرة "
وهنا سقطت حصونها وحصونه وبدأت تلك الليله التي كان فيها هو المعلم وهي التلميذه
وفتحت عيناها ببطئ بعد ان شعرت بيده علي كتفها العاري ثم أنفاسه الدافئة علي عنقها
- عارف أنك صاحيه
فضمت نفسها لاحضانه وهي الي الآن لا تصدق ما حدث هي وجاسم أصبحوا زوجين حقيقين وسألت بتشتت
- هو ده حصل ازاي
فضحك من كل قلبه وهو يستمع لسؤالها العجيب ورفع وجهها نحوه بمكر
- لو حبه نعيد ..نعيد من تاني معنديش مانع
فدفعته عنها وهي تتحاشا نظراته ..فماذا سيعيد الي الآن هي في حالة مشتته ولكن هناك شئ داخلها ينبض بقوه وبجنون ومتعه
وشعر بتشتتها ليبتسم وهو يضمها إليه أكثر بحنو
- يوم ماجتيلي مكتبي أول مره تدافعي عن مرام وضربتي كريم بالقلم مكنتش شايفك غير أنك واحده عايزه ترسمي الدور وتاخدي شوية فلوس ... ويوم حفلة جواز كريم ومرام شعوري ناحيتك اتحول لمقت ولما بدأت طرقنا تتقابل تاني اتحول شعوري لكره
كانت تسمعه بصمت اما هو كان شارد يعبث بخصلات شعرها ويتحدث مع ابتسامه مرسومه علي شفتيه .. واكمل حديثه عن مشاعره التي تغيرت بمراحل نحوها
- بقيتي تتمردي عليا بس تمرد كان ممتع ولذيذ تمرد الضعف
وشعر بتجمد جسدها بين ذراعيه عندما أكتشف سرها ..فهي بالفعل ضعيفه
- ضعفك نابع من خوفك علي اللي حواليكي ..بس عنيكي كانت بتصرخ بالاحتياج
وعند نطقه لتلك الكلمه مال عليها ينظر لها بعمق ومشاعر هائجه
- جاسم الشرقاوي مكنش هينفعه غيرك انتي
ولم تشعر بعدها الا وهي غارقه معه بعالم جديد تتعلم فيه فنون العشق
..........................................................
ضحك علي ارتباكها وهي جالسه جانبه تتناول فطورها .. يعلم أنها تخجل من نظراته فقد أصبحت ملكه وله وأمرأته
- لاء جو الصمت والهدوء ده مش متعود عليه منك
فتسألت بأنفاس متعلثمه
- انا
فضحك جاسم بمتعه وهو يغمز لها بوقاحة بارع فيها ولكن كان يؤجلها الي ان ينهي جولة صبره معها اولا
- ايه الرقة ديه .. انا بقول يولع الشغل وتعالي يلا
فتجمدت عيناها وهي تطالعه ووقفت اللقمة التي تمضغها بحلقها
- يلا فين
فهتف مبتسما بأستمتاع
- اوضتنا ياحببتي
فأخذت تسعل بقوه ..ليلتقط كأس الماء الذي أمامها ويعطيه لها ضاحكا
- اصفريتي واخضريتي وشنقتي وكل ده عشان شوية كلام .. اومال لما نراجع علي ليلة امبارح ايه اللي هيحصلك
وهنا انسكب الماء من فمها وعاد السعال لتنهض من فوق مقعدها
- بس كفايه انت لو قاصد تحرجني مش هتعمل كده
فنهض خلفها ليجذبها من مرفقها قبل ان تهرب ..واحتوي وجهها بين كفيه بأبتسامة متسعه
- احرجك ايه ياعبيطه ..سيبي نفسك ياحببتي واتعودي على كلامي عشان لو فضلتي كده هتموتي ياسوسو
لتدفعه عنها وهي لا تصدق من هذا الرجل الذي أمامها فجاسم أصبح رجلا عابثا
- لاء أكيد انت شربت حاجه... او سخن
وعادت تقترب منه لتتأكد من سخونته لتجد لا شئ
فتسألت وهي تنظر إليه
- لاء مش سخن ... انت شربت ايه غير القهوة
فأنفجر ضاحكا وهو يطوق خصرها بذراعيه
- شربت المر كله علي دماغي منك
وانحني ليقبلها ولكن لم يجد إلا الهواء فقد تملصت من بين ذراعيه
ووجدها تركض نحو الاعلي
- مهرة تعالي هنا
وكاد ان يركض خلفها ليجد هدي أمامه تقف تطالع مهرة الراكضه ثم جاسم الذي وقف يحرك يده علي شعره بيأس متمتما بغيظ
- ماشي يامهرة .. اما حبستك يوم كامل في الاوضه
وانصرف نحو الخارج ووقف بجانب سيارته ونظر لاعلي ليجدها تطالعه من الشرفه ..فغمز لها فأبتعدت عن الشرفة سريعا تضع بيدها علي قلبها الذى أخذ يدق بعنف
.............................................................
وقف أكرم مصدوما وهو يري شقيقه الذي لم يفكر يوما بالعمل يجلس علي مكتبه ويتحدث بالهاتف ..ويمدد ساقيه على المكتب ..لينهي كرم مكالمته ويهتف بأسم والدته وهو يحادث شقيقه
- سهير قلبت عليك .. معلش بقي ياأكرم لازم انفذ أوامرها وأمسك مكانك بدل متقلب عليا انا كمان
فجلس أكرم علي أقرب مقعد غير مصدقا ..لينهض كرم متجها اليه
- اعقل ياأكرم واسمع كلامها
وهنا جاءت سهير تنظر نحو أكرم بغضب فكلما تذكرت حديثه معها امس بأنه حدد موعد خطبته تكاد تنفجر من شدة غضبها ..فوالده لا يعصي لها امر فكيف يفعل ذلك هو
وحدقت ب كرم بغيظ
- اقعد علي المكتب .. ومن هنا ورايح انت الكل في الكل
فتأفف كرم بحنق فهو لا يهوي هذا العمل ومتابعه الزبائن ... حياته كلها لهو وعبث
ولكن ما بيده شئ الا ان يطاوع والدته قليلا حتى لا يخسر الأموال التي تعطيها له كما يشاء دون ان تحاسبه
وعاد يجلس علي المقعد الذي كان لأكرم ..فأكرم هو من يدير كل شئ مع والده ووالدته .. وقرر ان يأخذ دور المتفرج
لتربت سهير علي كتف أكرم الجالس ينظر لشقيقه بحزن فقد تمني دعمه كما فعلت مهرة ولكن تربية والدته ماذا سيكون
- ديه قرصة ودن بس بسيطه مني عشان تعرف ازاي تعصاني
وفتحت كفها
- هات مفاتيح المحل ... وعربيتك
تحجرت عيناه وهو يحدق بها غير مصدق ان والدته تفعل به ذلك بل واهانته ونسيت كل مايفعله من أجلهاونهض وهو يعطيها ما امرت مع ضحكة ساخره
- ديه ضريبة عصيان سهير هانم ..الخروج من جنتها العظيمه
وتابع وهو ينظر لها بأسف
- ياخسارة ياماما
وانصرف من أمامها بعد ان تمالك دموعه بصعوبه لتنظر سهير نحوه بوجع
وسمعت صوت كرم يهتف بملل
- ما تسبيه يتجوز البنت اللي بيحبها ياسهير
فألتفت سهير نحوه بغضب
- قوم فز يازفت انت من كرسي اخوك .. اقوم امشي من وشي
فوقف كرم ضاربا كفوفه ببعضهم
- عالم توجع الدماغ
ونفض يده بضيق وترك لها المكان وهي مازالت لا تستوعب ان أكرم رحل فقد كانت تظن أنه سيخضع لها كالعاده
............................................................
نظرت رفيف نحو ضالتها وهي تبتسم بسعاده ..فأخيرا وجدت الرجل فلم يعد "عمار" يعمل مع جاسم بل أصبح يعمل كحارس شخصي لرجل أعمال آخر
وألتمعت عيناها بمتعه .. وهي تشير نحوه للجالس جانبها في سيارتها
- اريد كل شئ عنه
ليومئ لها الرجل برأسه بصمت
...................................................
انهت مهرة دوام عملها في مكتب السيد الفؤاد وأتجهت نحو حيها لتطمئن على والدي مرام ومحل البقالة وتنظف الشقه وتري مكتبها الصغير الذي ينعته جاسم دوما بجحر الفأر
....................................................
حدق ريان بجاسم الجالس جانبه يناقش معه مشروعهم الجديد وسيكون هو المسئول عنه
ليتسأل ريان متعجبا من رغبة جاسم في انهاء العمل سريعا ومطالعته من حين لآخر لساعة يده
- ما الأمر جاسم ..اراك وكأنك متعجل علي المغادره
فطالعه جاسم بهدوء وداخله يتوق ان ينهي اعماله سريعا ويذهب إليها يغرق معها في النعيم الذي ذاقه معها امس
وتنحنح جاسم بجمود عملي
- خلينا نكمل مراجعه الأوراق والمشروع انت عارفني مبحبش الأخطاء في شغلي
...........................................
ذهبت مرام لرحلة العمل التي تطمح بها .. وتركت طفليها تحت رعاية المربية وبسمه فالفرص أصبحت تتقدم لبسمه دون جهد .... ومرام غابئة في عالم الصعود سريعا دون النظر لطفليها وزوجها
جلست بسمه بأرهاق على أحد الأرائك بعد ان اهتمت بتحميم الصغيرين .. لتجد كريم يردف لداخل المنزل منهك وفور ان رأته وقفت فهي أصبحت تشعر نحوه بمشاعر حقيقيه.. تريد ان تنعم بحنانه الذي يغدقه على زوجته التي لا تشعر بشئ
- مكنش في داعي تيجي تطمني علي الولاد .. مربيتهم موجوده
فأقتربت منه ببطئ وهمست برقة
- مرام وصتني عليهم وحقيقي انا مبسوطة بوجودي معاهم
فأبتسم كريم وداخله يشعر بالحنق من زوجته التي فضلت السفر عن صغيريها فهم بالغربه ومن سيرعاهم غيرها وهمت بسمه بأن تنصرف الا ان كريم أخبرها
- استني اوصلك
فرفضت الأمر وهي تتمني داخلها ان يصر وبالفعل فعل كريم ذلك واوصلها
.....................................................
هبط جاسم من سيارته وهي يتمني خنقها ..فكان ينهي عمله سريعا من أجل ان يجدها بالمنزل ولكن جاءت لحيها .. فرفع عيناه نحو شقتها ليجدها مضاءة ومن ثم سمع صوت حسين المرحب
- أهلا أهلا المنطقة نورت يا استاذ جاسم
فألتف اليه جاسم بهدوء مصافحا اياه
- ازيك يا استاذ حسين
فتمتم حسين بالحمد ثم دعاه لورشة والده في أمر هام جعله يقلق قليلا ولكن زالت جميع مخاوفه وهو يستمع لطلب حسين ويري نظرات الحج إسماعيل له بأنبهار ..فحسين يريد استثمار ماله في مشروع صغير
- يعني انت شايف أمشي في مشروع العقارات أحسن دلوقتي
فحرك جاسم رأسه بالموافقة
- بس اهم حاجه تكون أنت حابب الموضوع ده
فتنهد حسين بيأس
- الصراحه انا خايف الفلوس تضيع .. انت شايف حال البلد وديه تحويشة عمري
فربت جاسم علي ذراعه بتفهم ثم نهض معتذرا منه
- شوف انت هتقرر ايه وانا هساعدك في حكاية الدعاية والتسويق
لتتهلل اسارير حسين واحتضنه سريعا وهو يخبره أنه رجلا نبيلا وكريما
...............................................
فتحت له باب الشقة بعد ان تأكدت بهوية الطارق
لينصدم جاسم من مظهرها المبلل وأغلق الباب سريعا خلفه
- أنتي مجنونه ايه اللي عملاه في نفسك ده
وأشار نحو ملابسها المبتله
- ولو تعبتي دلوقتي ياهانم ..روحي غيري هدومك ويلا بينا
فأتسعت عين مهرة وظلت واقفه أمامه تتساءل داخلها
- هو خايف عليا لدرجادي ... انا مهمه كده عند حد
وشعرت بيد جاسم علي وجهها وينظر لها بحنق
- مش وقت سرحان وغيري هدومك
فحركت يدها على شعرها بتشتت...ثم فرت من أمامه
ووقف يطالع المكان حوله الي ان ارتدت ملابسها وفور ان وصلت أمامه عطست بقوة
ليصفق بيديه حانقا
- شوفتي اهي البداية
فرفعت عيناها نحوه
- في ايه ياجاسم ما انا متعوده علي كده .. عادي يعني .. الشقه كانت عايزه تتمسح وتتنفض .. وطبيعي اعطس
فضاقت عيناه وهو يطالعها بمراوغة
- وطبيعي تبقي حلوه كده النهارده
فأرتبكت واشاحت عيناها عنه .. ووضعت كفوفها علي وجنتيها تتحسس سخونتهما
ووجدته يضمها اليه
- وحشتيني وبعد الدقايق اللي نرجع فيها البيت و..
وقبل ان يكمل باقي عباراته هتفت
- لاء كفايه كده .. ارجع جاسم اللي بيشخط من تاني
وصاحت بصوتها عاليا
- انا مش متعوده على الكلام ده
وانتحبت بطريقة الأطفال ولكن بأصطناع ... فأنفجر ضاحكا
- يامجنونه
فأبتسمت وهي تتمايل بين ذراعيه
- جاسم انا جعانه أوي
فتمتم وهو يضبط لها وضع حجابها
- تحبي ناكل بره قبل مانرجع البيت مع أننا هنضيع وقت يعني
فوكظته برفق علي ذراعه
- بس بقي .. بدل ما أفضل هنا وانت تروح لوحدك
فلمعت عيناه وهو يبتسم
- بقي كده .. طب يلا قدامي عشان لسانك بدء يتعوج
فتشبثت بذراعه واخدت تترجاه كالأطفال
- عايزه اكل كشري من محل الحج زعتر
فرفع حاجبيه بأستياء
- زعتر يامهرة ...الصبر يارب
..................................................................
نظرت ورد إلى كنان الصامت ويتناول طعامه بشرود... وفريدة من حين لآخر تطالعهم بسعاده فهي سعيده ببعدهم عن بعض
فوضعت ورد يدها بحنو علي يد كنان متسائله
- ما بك كنان
فطالعها كنان بهدوء
- انا بخير ورد لا تقلقي
وعاد يشرد ثانية في الصباح عند لقائه بالفتاه بغرفة مكتبه لم يسألها عن مؤهلاتها بل كل اسألته كانت عن عائلتها وحياتها واصولها حتي ان الفتاه تعجبت من أسئلته ولكن كانت ترد عليه من أجل الا تخسر تلك الوظيفه التي لم تظن ان تحصل عليها بمؤهلاتها البسيطه
وفاق علي تحريك ورد مقعدها ومغادرتها بحزن ..ليزفر أنفاسه وينهض هو الآخر
فحدقت بهم فريدة التي فورا اخذت هاتفها تهاتف سيلا
- ما الأمر فريدة خانو
عالم بها سيلا ببرود لتخبرها فريده عن فتور علاقه كنان و ورد
- سيلا اسمعيني جيدا هذا هو الوقت المناسب لتعودي لكنان
وضحكت بصخب ثم عادت تتحدث بهمس
- قريبا سيمل منها ويطردها ..كنان بدء يري نواقص زوجته
لتتنهد سيلا بيأس من ذلك الأمر ..فهي قد نست أمر كنان والأن تمنح نفسها فرصة القرب من بشير فالفرصة قد اتت بعد ان تم نقلها ونقل بشير لأحد الأفرع الخاصه بالشركه
وظلت تستمع لخطط فريده دون مبالاه الي ان انهت فريده المحادثه
.....................................................
نظرت ريم إلى هاتفها الذي يدق برقم ياسر .. فشعرت بالأمل ففي الصباح علمت بأمر نقلها نهائيا إلى مكتب ريان ..ريان ذلك الرجل الذي تهابه مثل جاسم وفور ان فتحت الخط سألته
- هرجع اشتغل مع حضرتك من تاني صح
فضحك ياسر من قلبه فهي منذ ان علمت بأمر نقلها وهي تترجاه ان تعمل مؤقتا كما امر من قبل مع ريان ثم تعود للعمل معه
- للاسف لاء ياريم ... انا متصل أبلغك تهتمي بتعليم السكرتيرة الجديده لمكتبي نمط الشغل معايا والملفات اللي تم مرجعتها .. عايزك تفهميها الشغل تمام
فهتفت ريم بحزن وهي تنظر لهاتفها
- حاضر
وأغلق ياسر بعدها متنهدا وهي يتذكر طلب ريان بأن تعمل ريم معه
.................................................
ضحك جاسم من كل قلبه وهو يتنافس معها في وضع الشطه .. رغم أنه أصبح يعتاد علي طريقة طعام معينه الا أنه قرر ان يفعل لها ماترغب وانهت مهرة طبقها قبله وضحكت بسعاده وهي تصفق لنفسها
- كسبت
فترك جاسم معلقته وهو ينفخ بقوه داخل فمه كي يبرد قليلا
- نافستيني على حاجه للاسف مبحبهاش
فضحكت بمتعه
- في حد مبيحبش الشطه
فأرتشف الماء لينظر لها بأمتعاض
- اه انا
فأبتسمت وهي تعطي له المنديل ليمسح فمه فسعادتها اليوم لا توصف
.........................................................
أغلقت بوجهه الهاتف مبتسمه.. لتجد بعد مدة والدها يعطيها هاتفه
- ردي علي مراد
لتأخذ منه الهاتف بتأفف وهتفت بضيق مصطنع
- نعم ..خير
فتنهد مراد بضيق فهو يود قتلها علي أسلوبها البارد هذا .. وتمني داخله لو تعود قطته الوديعه له
- ده رد واحده علي خطيبها
فأبتعدت عن والدها ولوت شفتيها بأمتعاض
- انا موافقتش على خطوبتنا .. ومش هوافق
فقبض مراد علي يديه بقوه وهمس لنفسه
- أهدي يامراد واصبر عليها
وهتف بهدوء
- طيب ممكن نتقابل بكرة يارقيه في المطعم
فصمتت رقية للحظات وهي تفكر
- للاسف مش فاضيه
فعاد يقترح ميعاد آخر وهي تتعلل بالحجج الي ان صدح صوته بغضب قبل ان يغلق الهاتف
- بكره هعدي عليكي الساعه خمسه يارقية ولو مخرجتيش من البيت وقابلتيني هجيب المأذون واتجوزك
لتنظر رقية للهاتف بأعين متسعة.. وابتسمت وفردت ذراعيها بتهلل .. واعين والدها عليها بسعاده فهو يتمنى لها مراد كي يطمئن عليها
..........................................................
أردف جاسم للمطبخ فور ان عادوا يطلب من هدي كأس من الحليب البارد فلم يعد يحتمل ألم معدته
لتعطيه هدي الكأس متسائله
- أحضر العشا ياجاسم بيه
فأعطاها الكأس الفارغ بعد ان ارتشفه أملا ان يهدء الم معدته وتذكر ما اكله
- لاء ياهدي ... احنا اتعشينا بره
وخرج من المطبخ متجها لمكتبه يطالع الملف الذي سيناقشه غدا مع ريان ومنه يتركها تحادث ورد
فورد هاتفتها وهم عائدون ولكن لم تعرف تتحدث معها فطلبت منها عندما تصل تهاتفها
....................................................................
نظرت مهرة لهاتفها بحنق فهاتف شقيقتها أصبح مشغول وجلست علي الفراش تبتسم بسعاده
ونهضت من فوق الفراش نحو المرآه تنظر الي وجهها الذي يلمع لمعان عجيب
وانتبهت لشرودها واتجهت بعدها نحو المرحاض تنعش جسدها ثم تهاتف ورد
وبعد خمسه عشر دقيقة كانت تخرج من المرحاض راكضا بثوب الاستحمام وهي تسمع رنين هاتفها يعلو وفتحت الخط سريعا وكان تلك المرة حديثهم صوتا فقط فورد لم ترغب في رؤية مهرة ملامحها الحزينة
- معلش يامهرة كنت بكلم ليليان صاحبتي اللي حكتلك عنها
فتنهدت مهرة براحه
- صوتك مش عجبني مالك ياورد ..كنان مزعلك
فتمتمت وهي تزفر أنفاسها
- بالعكس كنان بيعملي كل حاجه نفسي فيها بس انا تعبانه يامهرة عندي ديما احساس بالنقص في شكلي وجسمي
لتتسأل مهرة بقلق
- حماتك السبب مش كده
فصمتت ورد .. لتتنهد مهرة بضيق
- المهم جوزك ياورد ركزي مع جوزك سمعاني ياحببتي .. واياكي تخلي حد يقلل منك او تحسي بالنقص أبدا .. كنان اختارك وعمل المستحيل عشان ياخدك
واسترخت مهرة علي الفراش ومدت ساقيها وقد نست انها بثوب الاستحمام .. واخذت تخبر ورد ببعض النصايح
- خليكي ناصحه وواثقه من نفسك سامعه
فلمعت عين ورد بحنين وحب
- حاضر
فأبتسمت مهرة وهي تلوي خصلات من شعرها على أصابعها
- روحي اتظبطي وألبسي كده حاجه حلوه لكنان ولا اقولك ارقصيله جوزك شكله بيجي بالرقص
فنهرتها ورد بخجل لتضحك مهرة على شقيقتها وأغلقت بعدها الهاتف
لتنسي نفسها وتتسطح على الوساده وغفت دون شعور
وبعد ساعه كان جاسم يردف للغرفة ووقعت عيناه عليها فأبتسم .. وابدل ملابسه ثم أندس جانبها واخذ يتأملها وهى غافية ليعبث بيده علي وجهها ثم مال عليها يقبل عنقها ويهمس بأسمها
- مهرة اصحي ..ما هو انا مفضلش صابر طول اليوم وفي الآخر تنامي
ففتحت عيناها وطالعته ثم طالعت نفسها وشهقت بصدمه
- انا نمت كده ازاي
وحاولت دفعه ولكنه كان يحاصرها بذراعيه وينظر إليها بنظره عابثة
يتبع بأذن الله
***********