
رواية لحن الحياة
الفصل السادس والاربعون 46
السابع والاربعون 47
بقلم سهام صادق
دون تخطيط (46)
***************
كان وكأنه في عالم آخر ، عقله مغيب وحرارة جسده تزداد وصراخ يأتي له من بعيد وبكاء وتوسل
ففتح عيناه والعرق يتصبب من فوق جبينه ليجد نفسه يحاول تقبيل احداهن ولم تكن الا آخر إمرأة يريد إذائها بحياته ..العقل كان يرغب بها فهو من يهيئها له بطريقة مغريه ولكن قلبه يرفض بل وأصبح يتآلم وهو يسمع آنينها ويديها الصغيره تدفعه عنها وتطلب منه ان يتركها
وابتعد عنها سريعا لينظر الي هيئتها فحجابها كان علي وشك ان يزيله عنها وملابسها يبدو عليها أثر عبث يديه
وارتد للخلف بخطوات مذعوره وهو يشعر بالعطش أكثر اليها ..فأبتعد أكثر عنها وصوت بكائها وانينها يعلو
ليتجه نحو أقرب أريكه يتمدد عليها ثم أغمض عيناه لعله يفيق مما هو فيه .. ليزداد اضطراب أنفاسه وعرقه الذي بدء يتدفق بغزاره
وقفت تائهة في مكانها ترتجف بخوف ..لأول مره تري الرجل الذي احبته هكذا .. لأول مره تخافه
لحظه أدركت فيها معني ان تسقط من حافة الهاويه وتري مصيرك أمام عينيك ..وضمت ذراعيها علي جسدها وبكت بحرقة وهي تتخيل ما كان سيحدث لولا ابتعاده عنها .. لحظات مرت وهي تقف بضياع وعيناها مثبته نحو الفراغ
واستردت أنفاسها بصعوبه..لتتحرك قدميها للداخل فرغم كل خوفها منه الا أنها أرادت ان تطمئن عليه فالرجل الذي كان أمامها منذ قليل ليس مديرها الذي تعرفه ..ليس ياسر الرجل الذي احبته رغم جمود قلبه
وسارت بخطوات بطيئة مرتجفه ويداها مازالت مضمومه علي جسدها ..ووقفت علي بعد يمكنها من رؤيته ..فوجدته ممدد علي الاريكة مغمض العينين
أرادت ات تقترب منه ولكن مشهد ماكان سيفعله بها جعلها تفر هاربه من شقته وتضم حقيبتها لصدرها وتبكي بصمت .. ووقفت في الناحية الاخري من الطريق تطالع البناية ، فعاد قلقها عليه يقتحم قلبها المحب وأخرجت هاتفها بأيد مرتعشه لتبحث عن رقم مهرة وفور ان علا الرنين ردت مهرة
- ريم
وقبل ان تسألها عن حالها .. سمعت صوت أنفاسها الهادر فهتفت مهرة بقلق وهي تنظر لجاسم الذي يقود السياره ويصطحبها للغداء
- ريم مالك ..فيكي ايه
انتبه جاسم للحديث ولكن ظلت عيناه مثبته علي الطريق وأخيرا خرج صوت ريم بتعلثم
- مهرة...خلي جاسم بيه يلحق مستر ياسر في شقته ..شكله تعبان اوي
كانت مهرة علي وشك ان تسألها كيف علمت بذلك
فأنقطع الخط وعادت تدق عليها ولكن الهاتف قد انغلق
فنظرت مهرة لجاسم بقلق
- جاسم ..ياسر تعبان وفي شقته
فأوقف جاسم سيارته ..متسائلا بحده فمنذ عمل ياسر معه وهو دوما يجد فيه الموظف المخلص حتي انه أصبح يعطيه المناصب بشركته ويتولي أشياء كثيره عنه ..لأنه يعلم أن ماله في يد آمنه
- وريم عرفت ده ازاي ..ده كان لسا مكلمني من ساعتين
فحركت رأسها دون فهم ...ناظرة إلي هاتفها
- معرفش حاجه ده الكلام اللي ريم قالته وتليفونها اتقفل
وطالعته وعقلها يدور بأشياء بعيده
...................
أغلقت الباب علي نفسها سريعا بعد ان دارت شحوب وجهها ودموعها عن والدتها...جسدها كان يرتجف واغمضت عيناها بآلم وهي تكتم صوت شهقاتها..مازالت تشعر بأنفاس ياسر الساخنه علي وجهها مازالت تتذكر يديه التي كانت تضمها وقربهم المتلاصق .. وانهارت علي البساط القديم خلف باب غرفتها وبكت وهي تلوم نفسها مردده
- ازاي اوافق أروح بيته ..انا الغلطانه
................
انصرف الطبيب بعد ان طمئنه علي حالة ياسر وان ما به ليس الا أنه تحت تأثير مخدر من الأنواع المنشطه
وقد قالها الطبيب مبتسما بمغزي فهمه جاسم علي الفور فهو في الاصل طبيبا صيدليا ولكن اخذ عقله يدور بنقطه ياسر ومنشط كيف هذا ..ياسر لا يهوي النساء يعيش على ذكرى زوجته .. رجلا كل حياته في العمل ولمعت عيناه عندما تذكر ريم
لتتجمد ملامح وجهه ريم وياسر ومنشط
ودار عقله بجميع الاحتمالات فخرج من غرفة ياسر بعد ان أعطاه الطبيب حقنة تجعله يغفي براحه حتي يعود إلى كامل وعيه
ومر الوقت وهو جالس بالخارج ينتظر استيقاظه .
...............
عاد جاسم ليلا ينظر إلي زوجته الجالسه علي الفراش تقضم أظافرها بتوتر .. فخلع سترته بأرهاق متسائلا
- فين ورد
فوقفت علي أقدامها وهتفت
- ورد خرجت مع أكرم
وتابعت بلهفة
- طمني ايه اللي حصل ..ريم عرفت ان ياسر تعبان ازاي
فأتجه نحو المرحاض ينعش جسده بالماء البارد بعدما اخذ ملابسه
- الاجابه عند ريم يامهرة
وتركها دون ان يضيف كلمه أخرى متذكرا ما حدث مع ياسر وما أخبره به ..فهو لم يتناول غير القهوه مع رفيف التي أتت تناقشه في بعض الأوراق وبعدها انصرفت لتأتي اليه ريم وقد كان بغير وعيه ومن نظراته فهم أنه قد حاول ان يعتدي عليها لولا سيطرته على نفسه والدوار الذي شعر به بعد ان انخفض ضغط الدم لديه
وخرج من المرحاض يجفف شعره ..ليجد مهرة تقف أمام المرحاض تنتظره بلهفه وفضول وقبل ان تسأله هتف
- مش هتلاقي غير الصمت لو سألتي فغيري الموضوع يامهرة
وكادت ان تجادله الا ان إشارة من نظره عيناه ..جعلتها تصمت فلو لم يخبرها فستهاتف ريم غدا لتلتقي بها وتعرف منها ما حدث
وأقنعت نفسها بالأمر ..لتنظر إليه وهو يعدل من هندام قميصه القطني ويمشط خصلات شعره بأصابعه ثم هتف بنبرة حازمه قبل ان يغادر الغرفه
- اللي حصل في الشركه ده ياريت ميحصلش تاني
كانت تظن أنه نسي أمر مافعلته مع كنان ولكن يبدو ان زوجها يخزن لها ما اقترفته لنهاية اليوم
وبعدها تركها تنظر إليه متسعة العينين من مزاجه تلك الليله
- لاء شكل الليله ديه محتاجه سيطرة علي لساني ..ده مش طايق نفسه ولا طايقني
................
لم يتناول العشاء معها وأردف لغرفة مكتبه يتابع عمله وينظر للايملات التي كان عليه مطالعتها بالشركه .. ومر بعض الوقت وهو جالس هكذا
ولكن شرد قليلا وهو لا يصدق إلى الان ان رفيف من وضعت لياسر المخدر فمن سيفعل ذلك فهي من أعدت القهوه ولكن نفس السؤال الذي لم يجد له اجابه لماذا تفعل ذلك؟
وعاد بذاكرته لبضعه أشهر قبل رحيل عمار لديه وقد اعترف له لما حدث مع رفيف معتذرا منه
وابتسم ساخرا علي حاله فيوما كان معجب بها وبجمالها وثقافتها ويريدها زوجه له
وانقطع حبل أفكاره وهو يجد مهرة تحمل طبقين بهم قطع كعك وبجانبهم أكواب من الشاي وهتفت بحماس كي تلطف الجو المشحون بينهم
- لقيت نفسي قاعده لوحدي وانت مرضتش تتعشا قولت اجيب الكيكه اللي عملتها ونقعد نتسلي وناكل ونشرب الشاي ونرغي شويه
فطالعها بفهم وهو رافع حاجبيه
- نرغي وأكيد في نفس الموضوع
وتابع وهو يعود لمطالعه ما أمامه
- خدي بعضك وامشي انا ولا جعان ولا فاضي اتسلي
وفجأه وجدها أمامه تجذبه من ذراعيه
- ابدا ده انا مش ماشيه غير لما تدوق من الكيكه اللي عملتها ..ديه كيكه بمقادير تركيه ياجاسم عملتها مع ورد وقولت لا يمكن اكلها الا لما جوزي حبيبي يجي
وجذبته بقوه أكبر كي تحركه من مقعده
- يلا نقص الشريط
وضحكت وهي تتابع
- قصدي ناكل الكيكه وتقولي رأيك
ونهض معها مرغما وجلس جانبها فهو يعلم أنها ستستدرجه لتعلم ما حدث ولكن سيلتزم الصمت
ونظر لشكل الكعكه مضيقا عيناه
- انتي متأكده أنك انتي اللي عملاها
فأبتسمت وهي تعطيه طبقه
- انت ليه شاكك في قدراتي المطبخيه
فضرب جبهتها بعد ان تناول منها الطبق
- قدرات مطبخيه ... مصطلحاتك ديما بتبهرني ياحببتي
وأخذ يستطعم بشوكته الكعكه فقد كان طعمها لذيذ ولكن لا يصدق انها صنع زوجته
- هحاول أصدق ان انتي اللي عملتيها من غير مساعدة ورد
فضحكت وهي تأكل القطعه التي بشوكتها وشهقت فجأة بعدما وقفت القطعه بحلقها وأخذت تسعل الي ان أعطاها كأس الشاي خاصتها سريعا ناظرا لها بقلق وارتشفت بعض قطرات الشاي وعادت تأخذ أنفاسها بعدما هدء السعال ونظرت إليه ثم هتفت بأعتراف
- مش انا اللي عملت الكيكه ديه ورد
فطالعها جاسم للحظات ثم انفجر ضاحكا من اعترافها وكأنها خافت من كذبتها
ودفعته علي صدره برفق
- متضحكش
فوضع الطبق الذي يحمله وأخذ منها كأس الشاي وابتسم وهو يحدق بها
- تعرفي انى بحب جنونك علي هبلك ده
فأبتسمت بأستحياء ثم اتسعت عيناها وهي تتذكر أنه يذمها
- انا مجنونه وهابله
فمال نحوها يعبث بخصلات شعرها ضاحكا
- ديه مميزات ياحببتي فيكي وانا بذكر دلوقتي مميزاتك
ولثم وجنتيها بقبلات دافئه وامتدت يداه يعبث بلياقة منامتها فسألت
- هو ايه اللي حصل مع ياسر وريم
فرفع يداه نحو وجنتيها يداعبهم وحدق بشفتيها مبتسما
- حصل كل خير ياحببتي
فتمتمت وهي تجد شفتيه تتحرك ببطئ نحو شفتاها
- عايزه أعرف حصل ايه
وصدح صوت أكرم عاليا بالخارج وهو يصرخ ب ورد علي تركها المطعم بعد ان انضم لهم كنان
فنظر جاسم إليها وأخذ يزفر أنفاسه بقوه علي وجهها وهي تكتم صوت ضحكاتها حتي لا يفتضح أمرهم
- بتضحكي علي ايه ..علي خيبتك
فأنفجرت ضاحكه بخفوت وهي تطالعه كيف أبتعد عنها
- بصراحه بقيت تصعب عليا ... بس متقلقش كله في ميزان حسناتك ياحببتي
ونهضت من فوق الاريكه راكضه لخارج الغرفه بعد ان طالعها بنظرات حانقه
واتبعها وهو يجدها تقف بينهم تسألهم عن سبب صراخهم و ورد تهتف بضيق
- الأستاذ بيقولي مبسوطه ومقضياها خروج وهو هنا قاعد في قلق ومدام نفسيتي ارتاحت أرجع معاه علي تركيا ..ده كان عايز يخدني معاه علي المطار يامهرة ومجهز كل حاجه وهو اللي قايله يخرجني
وصعدت لاعلي تبكي علي كلمات كنان وهو ينعتها ببرودة القلب وهو لا يقدر علي بعدها
لتنظر مهرة لاكرم معاتبه
- ليه عملت كده .. ورد هترجع كده كده لكنان بس محتاجه وقت تهدي وتريح اعصابها
فنظر إليها أكرم متأسفا
- الراجل بيحبها يامهرة وسايب شغله وحياته وجايه وراها يتحايل ويعتذر وندمان كفايه كده عليه
فتهكم وجهها فهو من فعل ذلك فليتحمل ...وسمعت صوت جاسم مؤكدا
- أكرم عنده حق يامهرة ..كنان ندمان
فوقفت تحدق بهم هم الاثنان ثم تركتهم وهي تهتف
- خليه يندم أكتر وأكتر
....................
نظرت رفيف لناريمان اللي اقتحمت مكتبها وهتفت بسعاده
- نجحت خطتنا أليس كذلك
فأبتسمت إليها رفيف
- لم يأتي للعمل ولم تأتي هي أيضا ..يبدو انها كانت ليله حافلة
فأتسعت ابتسامة ناريمان وهي تتذكر ريان عندما يعرض الزواج علي ريم وترفض ..فكيف ستقبل الزواج به بعد ما حدث بينها وبين ياسر وغير سمعتها التي ستتولي تلك المهمه هناء سكرتيرة ياسر
ففي كل الاتجاهات عند عودت ريان من سفره سيدرج ان ريم ليست الفتاة التي يظنها .. سيثيروا الشكوك بين علاقتها ب ياسر
وزفرت رفيق أنفاسها بحنق
- ماذا فعلتي مع السيد عدنان ..هل قبل منحك عمار كحارس شخصي لكي
فحركت ناريمان يدها علي خصلات شعرها وهي تتذكر ليلة أمس وهي تقضيها مع عدنان والذي يعمل عمار حاليا حارس له
- لا تقلقي .. سيعمل لدي من بعد غد
وضحكت بأستمتاع
- وستسير خطتنا كما اتفقنا
فنهضت رفيف من مقعدها وانحنت نحو صديقتها
- ريان لن يتزوجك ناريمان لا تحلمي بهذا الشئ وانا فعلت ذلك معك لأني اعلم بحب ياسر لريم ولكن لن يعترف بشئ وسيظل هكذا فأردت تحركيه
وابتعدت عن صديقتها ..فأخذت ناريمان تطالعها بضيق من أخبارها الدائم بأن شقيقها لن يتزوجها فهي تعلم ذلك وليست بحاجه لمعرفتها ولكن تأمل في يوم ان يدرك ريان حبها ولكن مدام لن تجعله يتزوج تلك الفتاة التي هي متأكده أنه إذا تزوجها ستمتلكه لها وحدها عكس زوجته السابقه التي كانت نسخه منها ومن رفيف
........................
نظرت بسمه للفستان الأبيض الذي انتقته لكتب كتابها وعرسها في نفس الوقت ..لم يكن فستان زفاف ولكن رغبت ان ترتدي مشابه له ..واخذت تتأمل تفاصيل جسدها بأبتسامة واسعه ..بعد عدة أيام ستسير زوجته وستعطيه كل ما يريد ..ستكون زوجه معطاءه عكس مرام فقد علمت نقاط ضعف مرام ولن تصبح مثلها وتخسره وفي دوامه سعادتها نسيت خطتها القديمه مع مشيرة وكيف دخلت اطار حياتهم
......................
حمل كريم حقيبة سفره ..فرحلة عمله التي أجلها في تلك الليله بعد ما حدث مع مرام وبعد ما مر به
ووجد مرام تقترب منه متفاجأه
- انت مسافر ياكريم
فطالعها ببرود اعتادته منه
- انتي شايفه ايه
واتجه نحو غرفة أولاده يقبلهما وهي تتبعه متسائله
- ديه رحلة لندن اللي اتأجلت مش كده
فخرج من غرفة صغيريه ولم يعد يحتمل اهتمامها هذا فهتف ساخرا
- اه رحلت لندن اللي اتأجلت عشانك
واقترب منها بفحيح وهو يحدق بها
- كنتي عايزه تجهضيه واه اتحققتلك أمنيتك في نفس الليله
وحمل حقيبته بعدها وانصرف ليتركها تقف مصدومه من معرفته .. ووضعت بيدها علي شفتيها تكتم شهقتها ثم ركضت خلفه تهتف بأسمه ولكن قد رحل
.....................
تغيبت عن عملها امس فأخذت والدتها تسألها عن السبب أخبرتها عن عدم ذهابها لعملها مرة أخرى فهتفت والدتها بقلق
- حصل حاجه في شغلك ياريم اتطردتي يابنتي
ومن دون اجابه ضربت علي صدرها
- هندفع فلوس الجمعية منين اللي دخلناها عشان عملية ابوكي
واخذت تذكرها بقيمة المرتب وحالهم وان والدها لم يعد قادر علي العمل ولكن عندما رأت الدموع بعين ابنتها ..احتضنتها مشفقة
- خلاص يابنتي مش مهم ..ربك مبينساش عباده تدبر
وخرجت والدتها من غرفته ..فجلست علي فراشها باكيه متذكرة المسئوليات التي أصبحت علي عاتقها
صحيح لم يحدث شئ لها من ياسر ولكن قلبها يؤلمها كلما تذكرت أنها لولا رحمه الله بها لحدث ما لم تريد تذكره
ونهضت من فوق فراشها تذهب لعملها فهي بحاجه لذلك المرتب
..................
وقف ياسر يرتشف من فنجان قهوته وهو ينظر من شرفة شقته مفكرا فيما حدث ..ويتوعد داخله لرفيف ولكن قرر الصمت هو وجاسم حتي لا تتأذي سمعت ريم وقرر ان يبتعد عن الفرع الإداري ويمسك إدارة أحد المصانع التابعه للمجموعه
واغمض عيناه بندم وقد قرر ان يعتذر من ريم
ونظر لساعة يده فكانت تسير ببطئ وهو لن يذهب لعمله الا علي الظهيرة فليست لديه رغبة بالعمل
وسارت من أمامه صورة ريم وهي تبكي وتدفعه عنها بضعف كي لا يفعل بها شئ
فقبض علي يده بقوة متمتما
- حسابك معايا يارفيف بس الدنيا تهدي وهعرف اخد حقها منك
........................
تمطئت مهرة علي الفراش بتكاسل وهي تنظر نحو جاسم الذي تأخر للذهاب لعمله بعد سهرتهم سويا ليلة أمس ووجدته يلتف نحوها مبتسما
- هنتغدي بره النهارده وابقي شوفي ورد
فنهضت من فوق الفراش بثوبها القصير وعانقته
- فكره حلوه واه بدل الغدا اللي اتأجل من يومين
ولمعت عيناها عندما تذكرت ذلك اليوم وإلي الآن جاسم لم يخبرها عما حدث وريم هاتفها مغلق
- انت مش هتقولي على اللي حصل .. انا قلقانه علي ريم ياجاسم
فضحك علي افعالها فهي تدور حول ذات الموضوع منذ ذلك اليوم فحدقت به بضيق
- علي العموم انا هروحلها بيتها اطمن عليها لو مفتحتش التليفون بتاعها
فتنهد جاسم وهو لا يريدها ان تعرف السبب الذي بتأكيد حكايته لن تكون مكتمله ...الا اذا شرح ياسر الأمر لريم وأوضح لها كل شئ
- مهرة ريم لو عايزه تقولك حاجه هتيجي وتحكيلك ..بلاش فضولك ده
فحركت رأسها بضيق وهي تعلم صحة كلامه ولكنها تخاف علي ريم وتعدها كشقيقة لها وانحني نحو جبينها يلثمه بقبلة حنونه ثم داعب وجنتيها
- بحبك وانتي بتسمعي الكلام
وانصرف من أمامها لتقف هاتفه بحنق
- مبيقولش غير اللي عايز يقوله
...................
منذ بداية دوامها هذا الصباح وهي تستمع إلى همهمات الموظفين وخاصه النساء لم تضع ب ببالها ان تعرف بما يتحدثون فيه .. ولكن اتضح كل شئ لها وهي تجلس في أستراحه العمل وترتشف فنجان قهوة من أجل الصداع الذي يدق رأسها كالطبول واقتربت منها احداهن تسأله بخبث
- وهيتجوزك علي كده
ثم تابعت
- لاء طلعتي شاطره وقعتي واحد من المديرين
ووقفت تصرخ دون وعي
- انتي بتقولي ايه
لتتعالا الهمهمات واحداهن تهتف
- ان الله حليم ستار
وأخرى تنظر لها بشمئزاز ويتحدثوا عن ذهابها لشقة مديرهم وما بينهم
فتذكرت هناء فهي بالتأكيد من لديها الحقيقه لهؤلاء فهناء من بعثتها من يومان وتحركت بخطي سريعه لمكتب هناء ولكن وجدتها تقف في بهو الشركه أمام ياسر الذي قد جاء للعمل ووقف يزيل نظارته عن عيناه وبجانبه أحد محاميون الشركه
فجذبت يد هناء قائله لها برجاء وهي تتحاشا نظرات ياسر
- هناء تعالى معايا قوليلهم ان انتي اللي بعتيني بالملف لمستر ياسر
ونطقت اسمه بصعوبه ..لتتسع عين ياسر وهو ينظر لهناء التي وقفت مرتبكه ثم صاحت بها
- انا بعتك ياريم ..ده انتي اللي اتحيلتي عليا عشان تروحي
فنظرت إليها ريم بصدمه من كذبتها فهي ذهبت من أجلها لأنها كانت تريد الانصراف مبكرا من أجل والدتها ووجدته تنظر لياسر تخبره بكذب أنها من رغبة بذلك
صدمتها كانت كبيره هي تدرك انها في غابة حقيقية غابة بها بشر ... ووقف ياسر يستمع لهم وعيناه تدور بينهم وبعض الموظفين انتبهوا للحديث الدائر فخرج صوته صادحا بجمود
- وفيها ايه لما تيجيلي شقتي انا وريم جوازنا بعد شهر ومن يومين كتبنا الكتاب ومظنش أننا لازم نوضح كل حاجه لاي حد
ونظر الي يدها التي تعلقت عين هناء عليها فأكمل وهو يطالع تلك التي وقفت متخشبه بمكانها
- قولتلك ياحببتي ألبسي خاتم جوازنا ..انا عارف انك اكيد نستيه
ورسم ابتسامة علي شفتيه فأبتسم البعض وتحولوا لمهنئين ليتقبل ياسر التهنئة بملامح جامده اما هي وقفت لا تشعر بأي شئ يدور حولها
.................
وقفت خلف باب المرحاض تكتم صوت أنفاسها بعد ان استمعت لاسم زوجها في الحديث الدائر بين المرأتان ولم ينتبهوا لوجدها .. كان جاسم قد اصطحبهم لمطعم فخم ليتناولوا طعام الغداء
ولكن حديث المرأتان جذب اذنيها
- شوفتي مرات جاسم الشرقاوي ..عاديه خالص بيقولوا كانت موظفه عنده
فضحكت المرأة بتهكم وهي ترد علي صديقتها
- ولا استيل حتي ..تقريبا نزوه وهيزهق منها قريب
فتابعت الأخرى وهي تهندم خصلات شعرها
- الفرصه قدام نرمين سهله أنها تتجوزه بس الهانم رافضه تخرب حياتهم
فتعالت ضحكاتهم لتكمل وهي تضع أحمر الشفاه علي شفتيها
- خليها معجبه بيه في صمت كده .. لحد ما تخسر فرصتها
وغادروا بعدها ولم يعوا ان طعناتهم وصلت لمن يعنوها دون تخطيط
يتبع بأذن الله
**********
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
امتلاك وضياع (47)
****************
جلست بينهم تتناول طعامها دون شهيه وترسم علي شفتيها ابتسامة مصطنعه وهي تستمع إلي الحديث الدائر بين شقيقتها وجاسم... كانت تشاركهم الحديث من حين لاخر إلي ان لاحظ جاسم شرودها فوضع كفه على يدها يداعب اناملها بحنان متسائلا
- مالك ياحببتي
ثم نظر لطعامها فوجدها لم تأكل الا القليل منه
- شكل الأكل مش عجبك .. لو حابه غيري النوع
ونظر الي ورد مبتسما فهو و ورد من اختاروا لها وجبتها بعد ان تأخرت في المرحاض
فأشارت إليه برأسها وهي تتحاشا النظر لعينيه
- لاء الأكل حلو وعجبني
فداعب جاسم وجنتها وضحك بحب
- طب كلي ياحببتي
فأبتسمت لهم ورد وهي سعيدة برؤية جاسم يدلل شقيقتها التي تستحق ان تحب وتحصل على السعادة ..فكلتاهما عانوا من الحياه ما يكفيهم
وعادوا إلي طعامهم .. وهي مازالت كما هي صامته هادئه ، وانتهى الغداء كما انتهت تحليتهم وخرجوا من المطعم لتقف ورد تطالع ذلك الواقف أمام سيارته يطالعها ثم تقدم منها
- اريد الحديث معك ورد
اوجعها رؤيته هكذا فلحيته قد طالت والسواد يحيط عيناه من قلة النوم ..كنان زوجها الذي يعشق الاهتمام بأناقته يقف أمامها وكأنه يحمل هموم الدنيا علي عاتقه وهو في الحقيقه أصبح كذلك
والدته التي كانت تعيش حياتها كما يحلو أصبحت قعيدة الفراش ، شقيقة إلى الآن محاطه بالخطر من قبل طليقها وزوجته بعيده هي وطفله الذي في احشائها ومشاكل بالعمل
اعباء واعباء تراكمت ..لو عادت معه لاستطاع ان يصمد أمام كل شئ وتمتم برجاء
- ارجوكي تعالي معي
فألتفت ورد نحو جاسم ومهرة اللذان وقفوا يتابعوا الموقف ..جاسم يخبرها بعيناه ان تذهب معه ويتحدثوا ومهرة كانت تقف شارده معهم وغير معهم
ونظرت إلي كنان الذي يطالعها برجاء ..وحسمت قرارها ستذهب معه وترى ما يريد أخبارها به
وعندما خطت خطوه للامام ابتسم كنان وهو ينظر لجاسم الذي أخبره عن وجودهم هنا بذلك المطعم
وانصرفت ورد ليضم جاسم زوجته الشارده إليه مبتسما
- اول مره تسكتي علي حاجه ومتعترضيش
لم تفهم سبب سؤاله وسألت عن ورد
- هي ورد راحت مع كنان
فأبتسم جاسم ثم سألها بحيره من شرودها هذا
- اه ياحببتي ..مالك يامهرة
قادها نحو سيارته وهو مازال يضمها إليه يخبرها عن خطته في اكمال باقى اليوم بالمنزل والاستجمام سويا
كانت فكرة رائعه ولكن مع ما حدث اليوم لم تكن رائعه فحديث المرأتان حرك داخلها أشياء تخاف حدوثها
............................................
نظرت ورد للشقة التي اصطحبها اليها ..فوقفت تتأمل الشقه قليلا ..فأرتسمت ابتسامة راضية علي شفتي كنان واقترب منها متسائلا
- أتمني ان تكون بالفعل أعجبتك ورد
فألتفت ورد نحوه فتابع كنان
- شقتنا هنا بمصر ورد ..اشتريتها من فترة عن طريق صديق لي يعمل في العقارات
فسارت بخطوات هادئه تتأمل الشقه ..كانت أنيقة وراقية
- أنها ملك لكي ورد وعقدها بأسمك
وشعرت بيديه علي ذراعيها يلامسها بنعومه ثم انحصرت أسفل معدتها وانفاسه الدافئة تلفح صفحات وجهها بعد ان مال برأسه علي كتفها
- اشتقت لكي ورد .. اشتقت لكي كثيرا
كانت لا تقل شوقا مثله وذابت مع لمساته حتي أنها لم تشعر بيديه وهو يزيل عنها حجابها ولكن أدركت الوضع سريعا وابتعدت عنه
- كنان أرجوك
فجذبها إليه وهو يزفر انفاسه بقوة صارخا بها
- ماذا تريدي انا افعل ورد أكثر من ذلك ..ماذا أفعل أخبريني
وسقطت دموعها بصمت وهي تتآلم من قبضة كفه على ذراعها ..نعم تشتاق إليه بشده وتريد ان تغفر ولكن كيف ستغفر وهي لم تتعافي من آلامها وهاجس الخوف الذي عاشته معه ..خذلانه معها ذكرها باليوم الذي خذل فيه اباها والدتها ، ذكرها باليوم الذي خذلها فيه خطيبها السابق وقد كان أول حب تفتح عليه قلبها
- كفي كنان كفي أنت السبب في كل هذا ..لو لم تكن عائشة شقيقتك كنت ستعيش معي رجلا مشتتا بجسدك فقط ... كنت ستتركني كنان ...مثلما تركت سيلا عندما وجدتني
ألجمته عبارتها الاخيره كما ألجمتها هي أيضا ..ووضعت بيدها علي فمها وهي لا تصدق أنها قالت ذلك فهي تعلم ان علاقته مع سيلا كانت منتهية قبل ان يحبها فالسيدة عظيمه أخبرتها بكل هذا فبعد موت هازان ترك كل شئ وظهرت سيلا علي حقيقتها من امرأة عابثه حتي أنها لم تقدر حزنه علي شقيقته
- لم أقصد كنان
وتنهدت بضيق من حالها وهي تجده يبتعد عنها
- انت تعلم أنني لم اقصد ..قولت لك اتركني لبعض الوقت كنان
فألتف إليها ثانية ناظرا لها بعمق
- إلي متي ورد ..كفي دلالا
ترددت الكلمه بأذنيها قليلا حتي ضحكتك وهي تعيدها علي مسمعه
- دلالا .. انا اتدلل .. انا لا أتذكر أنني تدللت يوما علي أحد كنان
وتابعت وهي تشرد بذاكرتها حينما كانت تمر علي متجر والدها تخطف بعض النظرات إليه خلسه وتري كيف يسير برفقة سهير زوجته ... متاجر ضخمه يمتلكها والدها وهي وشقيتها يعانون نظرات البؤس من جيرانهم حتي خطيبها تركها لأن والدته كانت تراها دون المستوى
- انا لم اتدلل يوما الا على شقيقتي .. اما الدلال لا أعرفه ...حتى أنت لم أطلب منك الا حبك كنان والآن تسمى بعض تمردي عليك دلالا
تآلم لرؤيتها هكذا لأنه أكثر من يعلم طبيعة زوجته الهادئه ووجدها تقترب منه وأخذت تدفعه علي صدره بقوة
- ومدام ما افعله دلال سأتدلل كنان
.........................................
وقف يطالعها وهو لا يعلم ايضحك عليها ام يضحك علي حظه ..فقد خطط ان يقضي اليوم بأكمله يضحكون ويستمتعون ويشاكسها ولكن في النهايه ضاعت جميع خططه .. فمنذ ان وصلوا وهي تجلس تطالع التلفاز وتبكي علي بطلة الفيلم التي تعاني من المرض وتكافح من أجل البقاء وقد خذلها حبيبها
فيبدو ان حتي التلفاز تعاون مع حالتها... واقترب منها بهدوء وهو يرسم علي شفتيه ابتسامه هادئه
- مهرة
فرفعت عيناها الباكية إليه فسألها
- مالك يامهرة
فتمتمت وهي تلتقط المنديل تزيل به دموعها
- مافيش حاجه بس مندمجه مع الفيلم
فنظر للفيلم ثم إليها
- سكوتك ده انا أكتر واحد عارف أنه لاما بيجي ورا عواصف ومصايب او بالك مشغول في حاجه
وألتقط جهاز التحكم الخاص ب التلفاز واطفئه ثم نظر اليها بتحديق
- احكي انا سمعك
فلمعت عيناها وهي تتذكر حديث المرأتان لم تحزن من كلماتهم بقدر ما حزنت أنهم يستكتروا زوجها عليها ويروها أنها لا تستحقه ولا تليق به
واندفعت نحوه سريعا تدفن وجهها بصدره وتهرب من الاجابه
- جاسم انا بحبك اوي
فضحك وهو يربت علي ظهرها
- وإنا كمان بحبك يامهرة... بس هي ديه الاجابه اللي انا عاوزها ولا انتي بتهربي من الموضوع
فأبتعدت عنه قليلا تطالعه وتفكر هل تخبره بما سمعته ام تصمت وقررت الصمت ولكن داخلها قرر المحاربه واشاحت عيناها بعيدا عنه كي يصدق ما ستخبره به
- اظاهر ان عندي اكتئاب حمل ..وحاسه اني مش طايقه حد
فأنفجر ضاحكا مما تخبره به رغم أنه يعلم أنها تكذب ولكن لم يرد ان يضغط عليها
- فاشله حتي في الكدب ياحببتي
فأرتبكت بعد ان كشف أمرها
- هو انت مش مصدقني
فأقترب منها يحرك وجهه علي وجهها مستمتعا نافيا بحركة رأسه
- لاء
اثارتها حركته ..فأبتسمت ثم ضحكت بعد ان داعبت لحيته بشرتها الناعمه
- جاسم احلق دقنك بتشوكني
فضحك وهو مستمتع بضحكها وتذمرها وهبط بوجهه نحو عنقها مداعبا اياه
- بكره هبقي احلقها ..بس حاليا انا مستمتع
كان صوت ضحكاتهم يعلو حتي أنها نسيت كل شئ كان يزعجها وكأن القلب قد سكن العقل بترياق نشوته ولم يفيقوا من مداعبتهم تلك إلا علي نحنحه خجله فقد كانت ورد تقف مرتبكه ..فأبتعد جاسم عن مهرة التي تسألت على الفور
- عملتي ايه مع كنان
فطأطأت ورد رأسها وهي تتذكر ما اخبرها به
- كنان مسافر بكره الصبح
فتفاجئ جاسم بالأمر لتنظر ورد لشقيقتها التي تحدق بها
- اتفقنا اني هقعد هنا فترة اريح أعصابي ..مجرد وقت
فتنهدت مهرة براحه فهي تريد معاقبة كنان ببعد شقيقتها قليلا ولكن لا تريد إنهاء زواجهم فهي تعلم عشق شقيقتها لزوجها كما ان أصبح بينهم طفلا
.........................................................................
وضع وجهه بين راحتي كفيه وهو إلى الآن لا يعلم كيف نطق بتلك الكلمات ..ورفع وجهه ليسند ظهره علي الاريكه فقد فهم اللعبه ف هناء اعترفت بكل شئ اعترفت بأن ناريمان وعدتها ان تعطيها وظيفه مرموقة أخرى بكندا هي وخطيبها .. ظنوا أنهم يتعاملوا مع رجلا سهلا فهو لديه أساليبه ، لديه وجه آخر يداريه حول الرجل الذي هو عليه بالاصح هو لديه أوجه عديده أصبح يعرف يستخدمها متي اراد
الزمن علمه كيف يكون وكيف يضع خيوط لعبته بين أصبعه ولكن سؤال محير مازال لا يعرفه لما ناريمان فعلت تلك اللعبه وعاونتها رفيف عليها هذا ما ينتظر إجابته التي سيعرفها بالتأكيد ..فهو منتظر عودة ريان حتي تكون الصورة واضحه أمامه وهو يسمع أفعال شقيقته وعشيقته
وتذكر هيئة ريم الشاحبه وهي تستمع لكلماته...فضغط على فكه بقوة وهو يلعن رفيف وصديقتها ، ومر الوقت وهو يفكر بذلك الوضع الذي دخل إطاره دون أراده وأخيرا انتهى قراره الحسمي
سيتزوجها ثم يطلقها وانتهي الأمر
ونهض من فوق الأريكة يلتقط مفتاح سيارته
................................................
صعدت ورد إلى غرفتها كي ترتاح فاليوم كان متعب للغاية بالنسبه لها، وجاسم اتجها لمكتبه يطالع بعض الملفات ومهرة جلست أمام حوض السباحه تفكر قليلا فيما ستفعله لتدافع عن زوجها وحقها فيه ..ولكن نهضت بحنق من فوق المقعد الذي تجلس عليه وضربت جانب فخذيها بضيق
- طب وليه انا عماله افكر في حلول وممكن أروح احكيله ونخلص خالص وينقل نرمين من الشركه
وحركت رأسها لتؤكد علي قرارها هذا وسارت بخطوات سريعه نحو مكتبه لتطرق الباب ثم اردفت
ليلتف نحوها مبتسما ويكمل حديثه في الهاتف مع نرمين والتي يبدو عليها تخبره عن آخر التطورات التي حدثت في رحلة عملها وجاسم يتحدث معها بعملية
فندفعت نحوه تحاوط خصره من الخلف بتملك وتضع رأسها علي ظهره اخبرت نفسها أنه لها هي زوجته وبعد ان كانت اتخذت قرارها بأن تقص اليه ما سمعته قررت ان تعود لقرارها الآخر
وانهي الحديث مع نرمين ثم ابتسم علي تشبثها القوي به ..فهتف ضاحكا
- مهرة انا مش ههرب منك ياحببتي
فأرتبكت بعد ان أدركت أنها بالفعل متشبثه به كالعلقه وارخت ذراعيها عنه وتسألت
- خلصت شغل
فضحك علي فعلتها وألتف نحوها حتى أصبح وجه أمام وجهها
- امرك يحير ياحببتي شويه قاعده مع نفسك سرحانه
شويه مكتئبه... شويه بتضحكي
ثم غمز لها مبتسما
- ودلوقتي عايزه ايه بقي
فتمايلت بين ذراعيه مبتسمه
- عايزه ادلعك
فأتسعت عين جاسم وهو لا يصدق ما تهتف به ومال للخلف وهو يضع بيده علي قلبه بطريقة دراميه
- مش معقول مراتي أخيرا قررت تدلعني.. لاء انا بحلم
فضحكت ليضحك هو الاخر وضمها إليه
- لاء اظاهر ان الحمل هيعمل معايا افضال كتير
وابعدها عنه ثم ربت علي بطنها حيث موضع طفلهم
- انا بشكرك علي مزاج ماما ده .. خلي مزاجها عند نقطه الدلع ديه بس اصل بابا طيب وابن حلال ومحتاج يدلع كتير
لم تعد تحتمل ما يتحدث به مع طفلهم وانفجرت ضاحكه بقوة
- هدلعيني ب ايه بقي
سألها بمشاغبة واعين تلمع بما أصبحت تجيد فهمه
- هعملك مساج
عبست ملامحه بعد ان كان متحمسا ..فضحكت على تذمره
- مساج تاني منك لاء
وضربها على مؤخرتها حانقا من اقتراحها الذي لم يرغب به
- خدي بعضك وامشي يامهرة .. ديما مضيعه حماسي
فضحكت بأستمتاع وهي تتعلق بعنقه وتجذبه إليها كي يميل نحوها ويصبح بمستوى طولها
- اسمع كلامي بس ده تمهيد لحاجات حلوه كتير
وغمزت بعينيها فجعلته يبتسم ولكن سريعا تذكر مساجها الذي فعلته من قبل
- متحاوليش يامهرة .. انتي مبتعمليش مساج بيريح عضلات الجسم انتي بتنفضي سجاده ياحببتي
ومع تذمره واصرارها انتهى الأمر وهي تتعلق بذراعه صاعدين الي غرفتهم
................................................................
اردف والد ريم لمنزله بسعاده وهو لا يصدق ما حدث فقد كان جالس علي المقهي القريبه من منزله في حارتهم ليتفاجئ بأحدهم يسأل عنه ..ادهشته فخامة الرجل وهيئته التي جعلت الجالسين ينظرون إليه فهيئته المنمقه لا تدل أنه من منطقتهم ولا من المناطق المجاوره
وفاق علي صوت زوجته تخبره بحزن
- معرفش ريم مالها .. انا قلقانه علي بنتي
فنظر إليها زوجها مبتسما دون مقدمات
- مديرها في الشغل جالي علي القهوه وطلب ايديها مني ..راجل محترم وابن ناس باين عليه .. ربنا استجاب لدعائي وهطمن عليها أخيرا
وتابع بسعاده
- بكره جاي البيت يتقدم رسمي
فحدقت به زوجته وهي تستوعب الأمور بصعوبه
- مين ده اللي جاي ياحج
فتخطاها زوجها وهو يهتف
- ركزي ياام العيال ..عريس جاي لريم
ألقي جملته الاخيره واتجه نحو غرفته... لتقف زوجته تستوعب ما اخبرها به ببطئ ثم انصرفت خلفه
غير مدركين لابنتهم التي تقف خلف الباب تستمع لحديثهم وتبكي وهي تعلم أنه هو اتي ليتزوجها مشفقا عليها ليس أكثر
كانت تتمناها بل ودعت الله كثيرا ان يكون لها ان يراها بعين المحب ويحبها وبكت بحرقة وهي تكتم صوت شهقاتها متذكرة تلك الدائرة التي دخلتها وسط عالم كبير علي عالمها واحلامها الصغيره
...................................................................
هتف متذمرا وهو متسطح على بطنه
- انتي بتعملي ايه
واتجه بعينيه نحوها حانقا وزفر أنفاسه بقوة فهو لا كان يريد اراحه عضلات جسده ولا شئ من كل هذا
- بتفرج على الخطوات ..سيبني اركز عشان اكمل شغل
فلوي شفتيه بأستنكار
- عضلات جسمي بالنسبالك شغل ..انا كده هبرد يامهرة
فطالعت نصف جسده العلوي العاري ثم عادت تطالع هاتفها علي القناة التي تعرض شرح عمل المساج
وشهقت بفزع وهي تجده يلتقط منها الهاتف وجذبها إليه
- بلا مساج بلا خطوات
لتضيع باقية شهقاتها مع قبلاته التي اغمرها بها
...........................................................
جلست مرام امام بسمه باكية فلم تجد أحد غيرها تقص اليه ما تعيشه ..كريم لا يرد علي اتصالاتها خشت ان تحادث جاسم وتخبره بالأمر كي يجد لها حلا ولكن جاسم نبهها كثيرا علي تصرفاتها حتي مهرة
فوضعت بسمه كفها علي يد مرام بأرتباك تهدئها
- أهدي يامرام اكيد شوية زعل بسيط وهيروح
فطالعتها مرام ببكاء
- انا بحب كريم اوي يابسمه ..انا مقدرش استغني عنه ..بس كريم مش هيسامحني على اللي عملته
لم تكن تعلم بسمه بفعلتها .. وجف حلقها وهي تستمع إلي سبب خلافهم
- انا متأكده ان كريم بيعاقبني
فأتسعت عيناها بصدمه ..الهذا السبب كريم عرض عليها الزواج ...عقاب لزوجته لما كانت تفكر في الطفل الذي نبت بأحشائها وارادت التخلص منه
ونظرت إليها بسمه طويلا ولكن زادت انانيتها في إتمام ذلك الزواج
وطأطأت مرام رأسها
- انا مستعده اتغير عشانه .. بس ميضعش مني ..انا عارفه اني انانية بس بحبه
ونظرت لبسمه برجاء
- ساعديني يابسمه
ولمعت فكرة بعينيها بلهفه
- ايه رأيك اسافرله لندن ..تعالي اقعدي مع الولاد انا عارفه أنك بتحبيهم اوى ومبثقش غير فيكي
فتبدلت ملامح بسمه .. اتساعدها وتخسر فرصتها وهتفت أخيرا بتعلثم
- لاء يامرام انا شايفه انك تسبيه يهدي ده أفضل ليكي وليه وبعدين تتفهموا
فنظرت إليها مرام طويلا وهي تفكر بالأمر
- انتي شايفه كده أفضل استني
فحركت بسمه رأسها سريعا مؤكده
- ايوه طبعا
....................................
استقبلت عائشة كنان بأسف وندم علي مافعلته بحياة شقيقها
- أسفه كنان.. حقا انا اسفه لم أكن أقصد كل ذلك
وتابعت بندم أكبر
- انا مستعده ان اذهب لمصر واعتذر من ورد
فضمها كنان إليه ..هو يعذرها مهما كان فهو المخطئ في البدايه ولو كان مكان عائشه وعاش ماعاشته لتحول مثلها لشخص حاقد
- لا تعتذري عائشه ولا تتحدثي كثيرا مازال جرحك لم يطيب
وابعدها عنه لينظر لصديقه الذي استضاف شقيقته لديه واعتني بها
- شكرا بشير ..شكرا علي كل شئ
فأبتسم إليه بشير ثم نظر الي عائشة وهو الذي يريد ان يشكره ..إقامة عائشة لديه حركت مشاعر لم يختبرها من قبل حتي سيلا التي احبها يوما
وجاء بذهنه أمرها فهي تستجم في فرنسا قليلا لدي شقيقتها وقد اراحه ذهابها وألتفافها حوله في الأوان الأخيره
........................................
ابتسمت ورد فقد اخرجتها رقية قليلا من حزنها لرحيل كنان فقد كانت تود لو أخذها رغما عنها حتي لو معصوبه العينين ولكن نفذ لها رغبتها .. أصبحت تعيش مشاعر متخبطه ..وطرقعت رقية أصابعها أمامها هاتفه بمرح
- اكيد سرحانه في أبو عيون ملونه
فضحكت ورد علي مداعبة رقية لتتابع رقية حديثها بحماس وتستنشق الهواء ببطئ
- اعملي حسابك أنك لو جبتي ولد
ورفعت يداها عاليا داعيه
- يارب تخلف ولد عشان اجوزه لبنتي
فتعالت ضحكات ورد ونظرت لها مستفهمه
- بنت ! انتي اتجوزتي وخلفتي يارقية ..لاء فين مراد عشان احكيله
فأعتدلت رقية في استرخائها
- مستقبلا يعني ...المهم انا عقدت معاكي الاتفاق يجي ابنك بقي يقولي لاء بنت بلدي احلي وبنات بلدي عيونهم ملونه وبينوروا في الضلمه ... هياخد البنت يعني هياخدها
كانت مهرة متجها إليهم في تلك اللحظه وسمعت الحديث الدائر فضحكت هي الاخري بأستمتاع
- مش قولتلك مافيش غير رقية هي اللي هتفرفشك
وضربت مهرة بخفة علي رأسها
- الله يعينك يامراد
فحركت ورد رأسها فهي بالفعل لا تضحك الا مع رقية بأفعالها وحديثها
وجلست مهرة جانبهم وتسألت
- اختارتي فستان فرحك
فلمعت عين رقية وأخرجت تنهيده طويله ونظرت اليهم ثم حركت ذراعيها بأن يقتربوا منها .. واخرجت هاتفها متمتمه
- تعالوا افرجكم علي الفستان اللي اختارته
فاقتربوا منها ونظروا الي الفستان الذي أمامهم وتعلقت عين مهرة بورد بأتساع ثم نظروا إلي رقية التي كانت منتظره ان تعرف رأيهم
- فستان أسود يارقية
نطقوا بها بصدمه ..لتهتف رقية بأعتزاز
- عايزه اكون مختلفه
.....................................................
نظر ياسر الي ريم التى تفرك يديها بتوتر وتنظر إلى الأرض منتظرة حديثه
- ريم ممكن ترفعي راسك
فرفعت رأسها ..لينظر لها وهو يتآلم من انكسارها هذا
- والدك قالك اكيد علي عرضي .. أحنا لازم نتجوز في خلال الشهر ده ياريم
فتعلقت عيناها به وقاومت ذرف دموعها من تلك المهانة التي تعيشها
- انا معرفتش أقول ازاي لوالدك اني عايز اتجوزك في اسرع وقت... لانه اكيد هيشك في الحكايه
دمعت عيناها وهي تستمع إليه وعادت تنظر للارض مجددا
- ريم جوازنا عشان سمعتك عشان تقدري ترجعي الشركه راسك مرفوعه من تاني
تردد الكلمات بأذنيها ..مرفوعة الرأس ..فرحة والدها بذلك العريس وسعاده والدتها وسط جيرانها وقلبها الذي يريده
ونهضت من أمامه تنهي كل ذلك
- انا ..
ولم تكمل باقي كلماتها فوجدت والدها يتجه نحوهم مبتسما
- نورت وشرفتنا يابني
وجلس جانب ياسر بسعاده يربت علي ذراعه بفخر
...................................................
اخذ يحضر حقيبة سفره بحماس فغدا سيعود إلى مصر وسيذهب ليتقدم لخطبة تلك الفتاة التي اراقت فكره ..فأنتهي وقت التفكير
وتذكرها مبتسما وهتف بأسمها
- فريدة من نوعك ريم
..........................................
نظر كريم الي صور صغيريه وهو متسطح على الفراش في الفندق الذي يقيم فيه حتى تنتهي رحلة عمله... ينسي كل شئ وهو يطالعهم .. تتدفق مشاعر الابوة اليه ويراجع قراره الاف المرات
وأخذ هاتفه يضئ برقم بسمه ..وفتح الاتصال الذي كان علي أحد البرامج الحديثه ذو الصوت والصوره
لتظهر بسمه أمامه بقميص نومها
- وحشتني ياكريم
هتفت برقه وهي تتلاعب بخصلات شعرها ثم أخذت تخبره بحماس عن الفستان الذي اختارته لعقد قرانهم وهو يستمع لها ويرد عليها ببعض الكلمات المقتضبه
اشعرته بالبغض من حاله... فغضبه من زوجته اعماه ليدخلها في الأمر ويلعب بمشاعرها
....................................................
تفاجئ جاسم بمهرة التي تقف في منتصف الحجرة ترتدي أحد فساتين السهرة العاريه ويبدو من ملامحها انها مستاءة من شئ
واقترب منها ينظر إليها بهدوء هاتفا
- ايه الجمال ده ياحببتي
فهتفت بأختناق من ضيق الفستان عليها
- عجبتك ياحبيبي
فأبتسم وهو يتأملها من بداية الحذاء العالي الي خصلات شعرها التي صبغت بعض خصلاتها
- انتي عجباني في كل حالاتك
وضمها إليه فضاقت أنفاسها بقوه... ولم تعد تحتمل ضيق الفستان
- جاسم انا محتاجه أتنفس ..الفستان ضيق اوي
فأبعدها عنه ونظر إليها وهي تحرك يدها للخلف نحو سحاب الفستان وصدحت صوت ضحكاته عاليا
- ولبستيه ليه مدام ضيق
فهتفت بحنق وهي تحاول سحب سحاب الفستان
- عجبني شكله ..انا لازم اخس عشانه
ومدت شفتيها بأمتعاض وهي تستمع لضحكاته
- شوفت انا عامله ايه عشانك وانت بتضحك
فأدارها اتجاه ومازال يضحك وازال السحاب ببطئ
- كل اللي انتي عملاه ده شكليات ياحببتي
فأبتعدت عنه لتنظر إليه دون فهم
- قصدك ايه
فأبتسم وهو يحتوي وجهها بين راحتي كفيه ثم مال عليها يخبرها بوقاحه مقصده ..لتتسع عيناها
فدفعته عنها ..ليضحك على فعلتها
- ماخلاص ياحببتي .. ده انتي بطنك بدأت تظهر
وقرص وجنتيها بخفه وهو يشاكسها
- مهرة انتي نمتي
كانت تطالعه بثبات إلى ان خطت نحوه ودفعته حتي سقط بجسده علي الفراش وانكبت عليه تلتقط لياقة قميصه
- فين الكلام الرومانسي اللي بيقولوه في الوقت ده ..فين رقصة السلو ..فين كاظم الظاهر اللي المفروض يظهر فيك فين الشعر
طالعها في البدايه بصدمه الي ان رنت قهقهته بأرجاء الغرفه وحاوط خصرها بذراعيه
- لاء ده انتي بقيتي مسلية خالص .. وانا بعشق التسالي
وجذبها نحوه أكثر فأصبحت بين ذراعيه وقبضتي يديها علي صدره
وتنفست ببطئ وهي تشعر بملمس يده علي ظهرها
- احنا مش هنرقص
فداعب أنفها بأنفه
- بكره نبقي نرقص ياحببتي
ولكن طرقات علي باب حجرتهم وبكاء ورد وانقطعت تلك اللحظه الساحرة ونظروا لبعضهم بقلق
يتبع بأذن الله
*********
الفصل الثامن والاربعون والتاسع والاربعون من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا