رواية لحن الحياة الفصل الواحد والعشرون 21 والثاني والعشرون 22 بقلم سهام صادق


رواية لحن الحياة

الفصل الواحد والعشرون 21

والثاني والعشرون 22

بقلم سهام صادق


تحجرت عيناه وهو يسمع ماتخبره به .. حسين جارها متزوج متي وكيف حدث هذا ؟

اسئلة كثيرة دارت بعقله وشعر بضيق يحتل صدره وهو يراها تتحاشا النظر لكلا من حسين وزوجته 

وصافح حسين بعد ان مد له الأخر يده مبتسما

- اتشرفت بمعرفتك سيد جاسم 

فأبتسم جاسم بلطف ينظر إلي مهرة التي تقف بينهم مرتبكه 

- شرف ليا أستاذ حسين

وألتقت عيناه بعين مهرة 

- مهرة ممكن دقيقه

وسار  أمامها فأتبعته بصمت إلي ان خرجوا خارج قاعة الزفاف 

فأبتلعت ريقها معتذرة

- أسفه اني معزمتكش بس كنت فاكره أنك لسا مسافر

فتنهد جاسم ومسح علي وجهه ثم ألتف نحوها 

- مبروك لورد يامهرة .. كنان شخصية محترمه ورجل أعمال ناجح

فحركت رأسها له بتفهم ..لتجده يخرج علبتان من جيب سترته 

- معرفتش اقدم الهدية لورد...ياريت تديها هديتي بالنيابه عني وعن مرام 

وأعطاها أحد العلب المخملية كانت علبة صغيرة زرقاء تحتوى علي خاتم رائع التصميم 

- ديه هديتي

ثم أعطاها العلبة الأخرى وكانت حمراء تحتوي على قرطان قريبين من تصميم الخاتم 

- وديه هدية مرام 

لم تقدر مهرة علي الرد وهي تفتح كل علبة تتأمل مابداخلها ورفعت عيناها نحوه 

- بس ده كتير 

فطالعها جاسم قبل ان ينصرف فلم يعد قادر علي الوقوف أمامها فصدمة زواج حسين وصوتها وهي تخبره بهويته وتعرفه عليه وعلي زوجته مازالت تقتحم فؤاده 

- بالعكس ديه هدية بسيطه لورد ... وأتمني أنها تعجبها 

وخطي بخطوه ليغادر ... ثم وقف بوجه خالي من المشاعر وهو يسمعها

- مبروك علي خطوبتك انت والسيده رفيف 

فتمتم بخفوت وهو يرخي من رابطة عنقه 

- شكرا يامهرة 

لتقف متعجبه من رحيله السريع ..وظنت انه بالتأكيد مرهق من رحلة عودته ..وأتجهت نحو القاعه مجددا

لتشبع عينيها بورد قبل رحيلها لتركيا 

.........................................................

تنهدت رقية بحالمية وهي تنظر لورد وسعادتها... وألتفت نحو مراد الصامت الذي يقف شاردا 

- مراد 

فأنتبه مراد لها وعقله مازال يدور حول جملة مهرة  

- في حاجه يارقية 

فأبتسمت وهي تشير له نحو ورد وكنان 

- ورد وكنان لايقين على بعض اوي...امتي الاقي الشخص اللي يحبني وأحبه

ضغطت علي جملتها الأخيره لترى ردة فعله ..ليحدق بها مراد بغضب 

- انتي لسا صغيرة علي الكلام ده يارقية 

فطالعته بغضب ..ف إلي متي سيراها صغيره لقد كبرت وبعد شهران ستتخرج من الجامعه

- انا كبرت علي فكره ..بس انت اللي ديما شايفني الطفله الصغيره 

وأبتعدت عنه تقاوم ذرف دموعها ..لينظر مراد في خطاها متعجبا من غضبها وغضبه عليها عندما أخبرته برغبتها في ملاقات الشخص الذي ستحبه ويحبها 

وألتقت عيناه بمهرة وعقله مازال يدور في عبارتها

..............................................................

أنتهي الحفل الرائع وانتهت فرحتها بشقيقتها ..رؤيتها لسعاده ورد هي من تجعلها تضحي ببعدها عنها 

أكثر شئ طمئنها بهذا الزواج حلمها بوالدتها وهي تبتسم لها وتعطيها فستان الزفاف وكأنها تخبرها بسعادتها بالأمر

وقفت ورد تحتضن مهرة بقوة في المطار قبل ان يصعدوا للطائرة الخاصه التي هي ملك لشركات كنان .. وداعا صعبا ولكن حين تري في الوداع سعادة الآخر تتنازل عن آلمك في فراق أحبتك 

كان كنان ينظر لهم بصمت ..والدته وجواد سبقوه الي الطائرة وهو وقف بجانب أكرم الذي دمعت عيناه 

فبعد تقربه من شقيقتيه افترق عن احداهن 

انهارت حصون مهرة وهي تضم ورد تستنشق رائحتها

- مش عايزه اسيبك وتمشي بعيد عني 

فدمعت عين ورد وهي تتشبث بها أكثر 

- ولا انا يامهرة ... انا خلاص مش عايزه اسافر 

وابتعدت عنها تمسك يدها ثم نظرت لكنان 

- يلا نروح بيتنا .. وكنان يسافر لوحده 

فطاوعتها مهرة بالأمر .. ونظرت لكنان 

- سافر أنت ولما تعوز تشوفها تعالا

لم يتمالك كنان ولا أكرم ضحكاتهم من منظر مهرة وهي تجر ورد ..ولكن ورد وقفت تنظر لكنان وكأنها عادت لوعيها وأنها زوجة ذلك الرجل الوسيم الذي يقف خلفها ينتظرها 

فأسرع كنان يشد ورد له 

- ستأخذي زوجتي مهرة ...اعذريني اريدها

وضم ورد لصدره... لتجذب مهرة ورد لها وتنظر إليه بضيق 

- من كام ساعه بس بقيت مراتك ..اما انا اختها من سنين ..انا غيرت رأي عايزها تعالا عيش في مصر

فضحك كنان فهو يتفهم مشاعر مهرة بشده ..يوما كان له شقيقه لا يريدها ان تبتعد عنه وتتزوج 

- مارأيك ان تأتي معنا انتي ..عرضي مازال قائم 

فأستاءت مهرة من هدوئه

- لاء انا عايزه اختي

ونظرت لورد بتحذير 

- قوليله ياورد عايزه مين فينا 

فنظرت لهم ومازالت تذرف دموعها

- انتوا الأتنين

فحدقت بها مهرة بغيظ 

- بتحطيني في مقارنة مع واحد لسا عارفينه 

فنظر كنان لأكرم يستنجد به ..فموعد اقلاع الطائرة قد حان 

- أكرم ستظل كالمتفرج

فأقترب أكرم منهم وقبل ورد على جبينها بحنان 

- روحي مع جوزك ياورد.

فحركت ورد رأسها برفض

- مقدرش اسيب مهرة 

ووجد ذراع مهرة يمتد وهو واقف بينهم تحاول أن تجذب ورد 

- ابعد ياأكرم خليني اخدها واروح

فنظر أكرم لكنان الذي لا يعلم كيف يتصرف 

- خدها لانك لو فضلت مستني مهرة تسيبها او ورد تتحرك مش هتسافر

وتآلم أكرم من ضربات مهرة علي ظهره وذراعه .. فمسح كنان علي وجه ورد بحنان 

- حببتي..أوعدك سنأتي مصر عن قريب 

وتابع بدفئ جعلها تنسي كل شئ حولها 

- مهرة إذا أرادت في اي وقت تأتي لنا سأبعث لها تذكرة الطائرة فورا 

فلمعت عين ورد بحب فكلمات كنان وكفيه اللذان يتجولوا علي صفحات وجهها أسقط حصونها وسكن آلامها من فراق شقيقتها

وسارت معه بهدوء وكل خطوه كانت تلتف نحو مهرة التي كانت تتشاجر مع أكرم وتخرج فيه ضيقها وأكرم يقف أمامها 

كل من كان يمر بجانبهم يتعجب مما يحدث ولكن الجميع مشغول بحياته ..مجرد نظره وينصرف نحو وجهته

وأختفي كنان بورد بعد ان صافح أحد الرجال وصعد الي طائرته الخاصه 

لتسقط مهرة أرضا باكية وهي تطالع ماحولها ..فقد فاقت من صراخها علي أكرم 

- ورد 

لم يتمالك أكرم نفسه وجثي علي ركبتيه يحتضنها 

- سعادة ورد مع كنان يامهرة ..شايفه بيحبها ازاي وهي كمان بتحبه 

وربت على ظهرها بحنان 

- مش انتي عايزه سعادتها 

فحركت مهرة رأسها داخل احضانه وهي تهمس بحب 

- لو هي ديه سعادتها فأنا هستحمل بعدها 

وساعدها أكرم في النهوض وضمها إليه ليسيروا معا خارج المطار في ظلام الليل 

...............................................................

وضع أكرم الفطور أمامها ..فلم يتركها بعد تلك الليله

وربت علي ظهرها 

- الشيف أكرم شايفه الفطار الملوكي ده

فرفعت مهرة عيناها الباهته من كثرة بكائها 

- أتصل بورد ياأكرم 

فضم أكرم رأسها إليه ومسح علي ظهرها وهو يتمتم 

- بلاش نزعجهم النهارده يامهرة ... 

وتابع بتعقل

- لو ورد سمعت صوتك كده مش هتستحمل 

فحركت رأسها بتفهم .. ليرفع وجهها نحوه 

- فين مهرة القوية العاقله

فدمعت عيناها وهي تنظر له

- انا مش قوية ياأكرم مين قالكم اني قوية .. 

كلماتها اوجعته .. مهرة شقيقته أظهرت ضعفها أمامه ..مهرة مثلهم ضعيفه بل وأضعف منه هو و ورد

.........................................................

ارتدي جاسم بذلته الأنيقه ووقف أمام المرآه ينظر لهيئته بفتور ...لم ينم ليلة أمس ..طيلة الليل أخذ يتقلب علي فراشه يتذكرها وهي تعرفه علي الجار الذي عاد بزوجته وهي لا تتحمل ان تنظر لهم 

رفع يده اليمني لينظر في بنصره الذي يحتوي علي دبلة رفيف

- لاول مره تحس انك مش فاهم نفسك ياجاسم 

ألقي جملته الاخيره بعد ان أرتدي ساعته ونثر عطره

................................................................

أستيقظت من نومها علي لمسات ناعمه علي شعرها وقبلات صغيره تجول علي صفحات وجهها 

لتنظر بأعين مازالت غافية ...كنان منحني عليها بل وملتصق بها ..وأتسعت عيناها فزعا ودفعته عنها بخجل

- اين انا ؟

فأبتسم كنان بحب 

- في بيتنا حبيبتي

فحدقت بأرجاء الغرفه الواسعه ذات الجدران البيضاء والأثاث العصري الراقي 

- بيتنا !

فضحك كنان وهو يضمها اليه بحنان

- في اسطنبول ورد

فأرتخت أهدابها وتسألت وهي تحك رأسها

- لم اشعر بشئ بعد ان اقلعت الطائرة كنان 

فأبتسم كنان وهو يطبع بقبلة علي رأسها 

- لقد غفيتي ورد طيلة الرحله 

ومسح علي وجهها بحب 

- ولم أريد ايقاظك حتي لا تبكي مجددا حبيبتي 

وجاءت ذكري الأمس فهبطت دموعها

- مهرة أين مهرة كنان ..ارجوك ان لا أريد ان أعيش هنا

وأزاحت الغطاء من عليها لتنهض من فوق الفراش.. وأتسعت عيناها بصدمه وهي تجد نفسها ترتدي منامة قصيره ...فنظرت لما ترتديه 

- اين الفستان ؟

ولم يعد يتحمل كتم ضحكاته أكثر من ذلك فأنفجر ضاحكا ونهض من فوق الفراش ليقترب منها

- زوجك هو من أبدل لكي ملابسك ورد 

لتحدق به ثم تعود تنظر لما ترتديه 

- من .. انت .. كيف ؟ 

نطقت كلماتها المتقطعه بأرتباك .. وانفجرت باكية 

...............................................................

هبطت معه لأسفل بعدما هدأت من نوبة بكائها .. سألته عن جواد وكانت الإجابة انه ذهب مع جدته ليقضي معها اليوم وسيأتي لهم غدا 

ادهشها تصميم المنزل بكل مافيه..بيت عصري ذو حديقة خلابه .. كان يضم خصرها اليه وهو يفرجها على كل ركن بالمنزل 

وجاءت الخادمه اليهم ترحب بسيدتها الجديده 

فلا أحد كان متوقع ان يعود سيد المنزل بعروس من بلد أخرى 

وتفاجئ كنان من ابتعاد ورد وتقدمها نحو الخادمه تصافحها وتخبرها أسمها دون تكلف 

وأتت بعدها مدبرة المنزل السيده عظيمه ترحب بها أيضا وفعلت معها ورد كما فعلت مع الخادمه الأخرى التي تقربها بالعمر 

- حبيبتي تريدي ان نأكل هنا ام بالخارج 

فألتفت اليه ورد واقتربت منه بسعاده 

- أريد ان اري كل شبر بأسطنبول 

فحاوطها كنان بحب وأنصرفت الخادمتان متعجبين من سعاده سيدهم بعروسه البسيطه الهادئه

- لكي كل ماتريده 

وغمز لها وهو يمسك بيدها وتابع

- حتي لا تتذمري مني حينما انشغل عنك في العمل

.......................................................

تعجب جاسم من عدم مجئ مهرة للعمل .. كان يوم ممل بالنسبه له فهو يريد رؤيتها ولكن في النهايه انشغل بأعماله المتراكمه مع ياسر 

......................................................

مسحت مهرة دموعها بعدما حادثتها ورد وبعثت لها صور تجمعها بكنان وهم يتجولون بشوارع اسطنبول

سعاده شقيقتها كانت أغلي من اي شئ من وحدتها وحزنها وتمتمت بدعاء

- يارب تعيشي طول حياتك سعيده ياورد 

.......................................................

أسبوع مر علي زواج ورد 

أندمجت مهرة مع حياتها الجديده بروح منطفئه وملامح باهته 

طرقات خافته على مكتبها افاقتها من شرودها لتجد مني أمامها 

- بقالي ساعه بنده عليكي 

فتمتمت مهرة بخفوت وهي تنظر لملامح مني ويبدو عليها الضيق

- ادخلي لجاسم بيه عايزك 

وتابعت وهي تذهب لمكتبها

- مش عارفه ماله النهارده مش طايق حد 

فنهضت مهرة بأستياء وأتجهت اليه لتجده يتحدث بالهاتف وألتف نحوها يخبرها 

- امسكي ورقه وقلم واكتبي التقرير اللي هقولهولك

فجلبت ورقه وقلم وجلست تنتظر ما سيمليه لها 

ولكن شردت كالعاده في الأيام الاخيره 

كان جاسم يمليها دون ان ينظر لها وعندما وقعت عيناه علي اصبعها الممسكه بالقلم ولا تتحرك حدق بها بضيق

- مهرة

فرفعت عيناها نحوه ثم نظرت للورقه البيضاء

- أفندم

لتتجمد ملامح جاسم فهو منذ الصباح يحل مشاكل في أحد مصانعه مع ياسر بالهاتف ..وتأتيه هي بشرودها الذي أصبح يلازمها

- أفندم ايه ياأستاذه ..السرحان اللي بقيتي فيه ده بره الشركه مش هنا

ضايقها صياحه بها ..فنهضت من فوق المقعد الجالسة عليه وتركت الورقه والقلم دون ان ترد بكلمه

ليحدق جاسم بها وهي تخطو لخارج الغرفه... وأمسك ذراعها بعنف ليجذبها نحوه 

- رايحه فين  .. انا قولت تخرجي

وأتسعت عيناه وهو يجدها تبكي ..مهرة تبكي أمامه لم يتحمل قلبه رؤيتها هكذا

- مهرة انتي بتعيطي

ومد أنامله يمسح دموعها برقه ..فأستكانت للحظات ولكن سريعا أدركت الوضع وأبتعدت عنه

فزفر أنفاسه بقوه وهو يطالعها 

- بطلي عياط طيب ..ولو علي التقرير خلاص اي حد يكتبه 

فمسحت دموعها  سريعا وهي تنظر اليه 

- انا عايزه اسيب الشركه 

لينظر لها جاسم بجمود ..وجلس خلف مكتبه 

- عقد عملك فاضل فيه 3 شهور

.......................................................

أشاحت سهير وجهها بعدما أستمعت لحديث أكرم وهو يخبرها بأن تأتي مهرة للعيش معهم فقد أصبحت وحيده

وأنتظر ردها..فهو يعلم ان القرار هو قرارها وليس قرار والده 

- اجيب مين تعيش معانا مهرة 

وضحكت بتهكم 

- لو كانت ورد كنت ممكن أفكر ..  اما مهرة لاء 

وتابعت بضيق 

- مش كانت وافقت علي الحج صبحي ... كان زمانها دلوقتي متجوزه زي أختها 

ونهضت من فوق الأريكة التي كانت تجلس عليها 

- خليها قاعده بقي لوحدها 

وأمسكت خصله من شعرها

- وتبقي تشوف مين يرضي يتجوزها

وأتجهت نحو المطبخ تدندن بلحن شعبي 

ليتنهد أكرم بيأس من ظلم والدته ... والذي سيأتي يوم وتكفر عنه 

................................................................

اقترب منها كنان راغبا بشده في أخذها لاحضانه وإتمام زواجهم ولكن ورد ابتعدت عنه كمثيل الايام السابقه 

- سأذهب لغرفة جواد 

وتركته بالفعل دون كلمه..منذ مجئ والدته لتقيم معهم لفترة وهي تبتعد عنه .. يعلم ان الأمر به شئ 

ولكن لا يريد الضغط عليها حاليا مدركا انه لا بد ان يصبر قليلا

........................................................

كالعاده لا يتلقي اهتمام منها بل زاد البعد والهجر الذي اصبحت مشيرة تغدقه عليه وكلما بعد اقتربت منه 

قبلته مشيرة علي خده بعد ان أهدته هدية عيد ميلاده ...عيد ميلاده الذي لم تتذكره زوجته

- مكنش في داعي للهديه يامشيرة

فنظرت له مشيرة برغبة وهي تداعب عنقه 

- المهم الهديه تكون عجبتك ياكريم 

فأبتسم وهو ينظر لهديتها الأنيقة 

- أكيد عجبتني 

ونظر إلى يد مشيرة التي انتقلت من عنقه لصدره ..فتجمدت عيناه علي يدها ... وأنتفض من محاصرتها 

- لازم أمشي 

ورحل دون ان يلتف لها ..لتتظر مشيرة له وهي تبتسم فطريق وصولها له قد أقترب

............................................................

أنهت ترتيب محل البقالة ..فشيكا يفتحه بالصباح وهي عندما تعود تستلمه منه كالعاده

لم تكن تهتم كثيرا بفتحه ليلا ولكن عندما رحلت ورد اصبحت تفضل الجلوس به الي ان ينتبها النعاس وتغلقه وتصعد للنوم  

وقفت تحكم غلق المحل بأرهاق .. وألتفت تنظر إلى سيارة جاسم الواقفه أسفل البناية 

فجاسم جاء اليوم ليطمئن علي صحة والد مرام السيد عادل بعد ان علم بمرضه 

يومها أصبح عمل بالصباح بالشركه وبعد ان تعود تحمل طعامها وتجلس في المحل تأكل 

واتجهت إلى مدخل البناية ولكن صوت حسين اوقفها 

- مهرة 

وأقترب منها لتتسأل 

- خير ياحسين 

فأبستم ليطمئنها ..ونظر لها طويلا قبل ان يخبرها بغبطه 

- في عريس صديقي عايز عروسه 

وتابع وهو يصيغ باقي كلماته 

- بصراحه مش هلاقي احسن منك ليه 

كلماته كانت كالطعنة .. حسين يأتي بعريس لها 

بل ويرشحها له .. أرادت ان تصرخ بوجه ولكن ماذا ستقول هل ستصرخ بالرجل الوحيد الذي رسمت معه أحلامها وانتظرت قدومه 

ورطبت شفتيها بلسانها ونظرت إليه وهي تستجمع قواها

وطعنه أخرى جاءت منه قبل ان تخبره بعدم رغبتها في الزواج 

- مهرة خديها نصيحه من اخ انتي دلوقتي لازم تتجوزي انتي  بقيتي عايشه لوحدك  بعد ما ورد اتجوزت وسافرت 

لم تكن ضعيفه يوما لتقف كالمستمعه ..ولكن حسين  هو من يطعن فؤادها ..من كان يسندها ويشعر بها هو من يخبرها دون شعور بكلماته تلك 

تعجب حسين من صمتها 

- مهرة انتي معايا .. اوعي تكوني زعلتي مني 

فلمعت عيناها وتنفست ببطئ وكادت ان تنطق اخيرا ..لتسمع صوت جاسم خلفها بعد ان خرج من بنايتهم

- مهرة 

فألتفت نحوه لتجده يحدق بهم بجمود ... وتقدم حسين يصافحه فقد ألتقوا مسبقا في زفاف ورد 

ولم تشعر بنفسها الا وهي تمسك يد جاسم وتخبر حسين 

- انا وجاسم هنتخطب قريب 

ونظرت لجاسم الذي تجمدت نظراته على يدها المرتعشه التي أمسكت يده

وكأن القدر يلعب لعبته معه اليوم 

ينهي ارتباطه برفيف وتأتيه مهرة كالتفاحة المقشرة دون جهد 

وتجمدت ملامحه وهو يطالعه الشخص الواقف أمامه .... وقد فهم السبب 

وأبتسم داخله وهو يحادث نفسه

" عجبتني اوي اللعبه يامهرة "

فتهللت اسارير حسين وقد اوجعتها سعادته بذلك

- مبروك يامهرة ..مبروك سيد جاسم 

ليرسم جاسم ابتسامة جامده علي شفتيه وهو ينظر لها كيف بهتت ملامحها عندما رأت سعادة حسين علي وجهه 

وأتسعت حدقتي عيناها وهي تسمع ماتفوه به 

- خطوبة ايه بقي ياحببتي ..احنا هنتجوز علطول


 

يتبع بأذن الله

***********


#لحن_الحياة ❤

#سيمو


بداية اللعبه (22)

************


أخترقت الجلمه اذنيها ..ظنت أنه يسخر او يكمل تمثليتها ولكن نظراته كانت لا توحي الا أنه جاد بالأمر 

وعندما وقف عقلها عند تلك النقطه ..ازدادت ضربات قلبها وشعرت بيده تضغط علي يدها بعد ان تسأل حسين 

- كده تسبيني يامهرة اقولك علي العريس 

وتابع بمحبه

- عشان كده زعلتي مني وانا بتكلم عن العريس 

ونظر إلي جاسم معتذرا

- بعتذر منك ياسيد جاسم ..بس مهرة مقلتش لحد الخبر ده 

فنظر جاسم نحو مهرة التي رفعت عيناها نحوه ..وكادت ان تنهي تلك المهزله الا ان وجدت حسين بعلو صوته يهتف بأحدهم 

- حماده نادي الحج من جوه الورشة يجي يسلم علي السيد جاسم خطيب الاستاذه

وفي غمضت عين خرج البعض من الشرفة يتابع وآخرين وقفوا يهنئون .. وانتشر الأمر وهي لا تفعل شئ الا ان تتقبل التهنئة بصمت وصدمه 

وحدقت بهدوئه العجيب فكيف لرجل خاطب بأخرى يتقبل هذا بل ويقبل التهاني وكأن بينهم شئ 

وقضمت على شفتيها بقوه وهتفت داخلها 

- اللعبه اتقلبت عليكي يامهرة 

.................................................................

نزلت من سيارة أكرم تنظر إليه ثم إلى فيلة جاسم 

فبعد ما حدث انصرف من أمامها وكأن شئ لم يحدث 

وتركها تتخبط في أفكارها .. وقررت ان تهاتف أكرم يأتي إليها ليصطحبها إلى بيته فالوقت أقترب من منتصف الليل حتي أكرم تعجب من الأمر ولكن إلى الآن لم يعرف بأي شئ ففور ان جاء إليها صعدت معه سيارته لينطلق بها إلي وجهتهم وكلما سألها عن سبب ذهابها في ذلك الوقت 

كانت تقضم أظافرها بعنف تخبره 

" بعدين يا أكرم هقولك "

وها هي تتحرك صوب الباب ..لتقرع الجرس وبعد دقائق كانت الخادمه تقف متعجبه من قدومها في تلك الساعه 

- مهرة 

فنظرت مهرة لهدي بأتبارك ..فما ستظن بها 

- خير ياحببتي في ايه 

فتسألت وداخلها يتأكل من الغضب 

- جاسم بيه هنا ..عايزه في امر ضروري 

فرحبت بها هدى التي كانت تستعد لذهبها لغرفتها والنوم 

- ثواني هدخل أبلغه بوجودك

وأتجهت هدي نحو غرفة مكتبه...فوقفت تنتظر قدومه وسمعت صوت هدي

- ادخليله غرفة المكتب..مستنيكي

................................................................

يقف أمام شرفته يطالع الظلام الذي أمامه شاردا في الصور التي أتته بالصباح 

رفيف بحضن رجل يتبادلون القبلات في بهو أحد الفنادق في دبي التي ذهبت إليها من أجل رحلة عمل كما أخبرته ولكن رحله العمل قد ظهرت حقيقتها 

فأحد احبابه ألتقط الصور وبعثها له

ازال دبلتها اليوم من أصبعه بقلب مرتاح ..فاليوم اكتشف ان حياته لن ولم تكن مع رفيف 

اليوم رغب أن يسير وراء قلبه ويترك مشاعره مع مصيبة الرأس التي أقتحمت عالمه ولكن هي استخدمته كوسيلة في رد كبريائها امام من أحبت 

وتمتم ساخرا بصوت هامس 

- بتلعبي بيا يامهرة ..بس للأسف لعبتي مع الشخص الغلط 

وسمع خطوات أقدامها بعد ان دخلت غرفة مكتبه وصوت أنفاسها يعلو ..وألتف نحوها بجمود 

- ايه الموضوع المهم اللي عايزاني فيه

فنظرت إليه وهي تقبض على يديها بقوة 

- ازاي تقول أننا هنتجوز... ازاي تستغل الموقف 

فعلت صوت ضحكاته وأبتسم بتهكم 

- استغل الموقف ..ولا استغل اللعبه اللي لعبتيها علي حبيب القلب

فتنهدت بيأس ففي النهاية هي الحمقاء 

- انا مكنتش أقصد .. كانت ذلة لسان عشان 

ولم تستطع ان تعري نفسها أمامه

فماذا ستقول له ..اتخبره أنها أرادت ان ترد كبريائها من كلمات حسين به ..ولكن كيف اقحمت رجلا كجاسم في الأمر 

ووجدته يقترب منها ببطئ وعيناه تتفحصها 

- عشان ايه قولي يامهرة ولا مكسوفه تقولي ان حبيب القلب اللي استنتيه رجع متجوز

لم تجد رد تخبره به وهي تصارع ضربات قلبها وأنفاسها 

- ردي 

فعضت على شفتيها حتي ادمتها ورفعت عيناها نحوه 

- أنت راجل هتتجوز قريب من سيدة مجتمع ...وانا غلطت لما حطيتك في الموقف ده

وتابعت برجاء 

- انهي عقد عملي في شركتك وانا هتصرف وأقول محصلش نصيب ..وكل واحد يرجع لحياته

فتمتم بتهكم وهو يدور حولها

- كل واحد يرجع لحياته .. طب واللعبه اللي لعبتيها علي جارك

كانت قواها قد استنفذت جميعها فصرخت بضيق

- لعبه وخلصت خلاص..انا استقيل والحكاية تنتهي بسيطه ...ايه المشكله 

فضحك وهو يدور حولها وقد لمعت عيناه بمكر

- المشكله ان اللعبه عجبتني وعايز أكملها

وتابع ساخرا 

- وانتي عارفاني لما بتعجبني حاجه 

فصدح صوتها وهي تبتعد عنه

- ديه كذبه وانت عارف سببها 

فأبتسم وهو يتفحص وجهها المحتقن 

- كذبه كذبتيها واتحملي نتايجها ..عشان بعد كده تختاري الناس  اللي تعرفى تلعبي معاهم وتستخدميهم  ياحضرة الافوكاتو

علمت من نطقه لهذا اللقب ان جاسم الشرقاوي بغروره وعنجهيته قد عاد ثانية ويبدو ان هذا نتائج خطبته برفيف 

وعندما جاء بذهنها اسم رفيف أبتسمت وقررت ان تسير معه في نفس الطريق

- مأظنش رفيف هانم هتعجبها الحكايه لما الخبر يتنشر في الشركه 

فضحك وهو يطالعها 

- انا ورفيف انفصالنا 

ألجمها الخبر ..لتتسع عيناها وتجاوزت صدمتها سريعا لتطالعه بجمود 

- هستقيل من شركتك وهتقبل استقالتي ...واللعبه اللي عجبتك هنهيها 

وخطت للخارج

وقد فاض بها كل شئ ..فلم تعد تتحمل وليحدث مايحدث وسمعت صوته الساخر 

- بلاش تهدديني يامهرة .. جوازنا آخر الشهر 

ولم تشعر بنفسها الا وهي تجلس في سيارة أكرم 

- روحني علي البيت يا أكرم 

ورغم رغبة أكرم في معرفة مايحدث الا أنه فضل الصمت حاليا 

.........................................................

يداه كانت تتحرك علي خصلات شعرها وهي نائمه بجانب جواد ..كانت تشعر بأنفاسه القريبه منها .. وشعرت بجسدها يرفع لتجد نفسها بين ذراعيه يحملها نحو غرفتهما 

- أعرف انكي مازلتي مستيقظه ورد 

ففتحت عيناها تطالعه بوجع تريد ان تسأله هل سيتركها كما ترك سيلا وتخلي عنها بعد اخذ منها ما أراد 

فقد علمت من والدته ان حيات كنان كانت لا تخلوا من المتعه والنساء ..رجل لديه أموال كثيرة يسافر الكثير من البلدان حتي أنها أخبرتها عن النساء اللاتي مروا بحياته وحلموا بالزواج منه ولكن فور أن يمل منهم يتركها وهي ستنضم لهم قريبا .. 

شردت في الجملة الأخيره التي ألقتها عليها والدته بعد ان أخبرتها انه تزوجها هي

- تزوجك لانه يعلم بأنه لن يحصل عليكي غير هكذا 

مازالت صدي جملتها في عقلها وصوت ضحكاتها في أذنيها 

- ما الأمر بكي ورد ...أخبريني ورد بما يقلقك

وجدته يضعها علي الفراش برفق وهو يتسأل ولكن مازال ستقول له واشاحت وجهها بعيدا عنه

- انا مازلت اتأقلم علي الحياة هنا وافتقد مهرة كثيرا

وشهقت ببكاء لتجده يسرع في ضمها إليه 

- اعلم حبيبتي ولكن لابد ان تشاركيني معك لا تصمتي وتبتعدي عنها

ومال نحو عنقها يلثمه بقبلات صغيره متفرقه ..ليجدها تبتعد عنه

- أريد ان أنام 

فأبتعد عنها وهو يحدق بها مذهولا مما فعلت

...................................................................

دعته علي العشاء في أحد المطاعم المعتدون الذهاب إليها ..قررت ان تتجمل اليوم وتظهر كالانثي لعله يتأكد ان رقية قد كبرت ولم تعد الفتاه الصغيره التي غمرها الكثير بالحب والدلال لفقدانها لوالدتها 

اليوم هو عيد ميلاده ..عيد ميلاده الذي لا يحب الاحتفال به ولكن مع اصرارها والحاحها يغضع كالعاده 

كانت تنتظره في المطعم وقد فضلت ان تأتي بمفردها دون صحبطه ..عيناها لم تتحرك عن باب المطعم وملت من مطالعة كل من يردف فقررت ان تنظر للناحية الاخرى وقد أعجبها مشهد لزوجين بجانبهم طفلهم الصغير... ولمعت عيناها وهي تتمني حياة هكذا مع من تحبه ولا ينظر إليها الا شقيقة وابنة الخالة اليتيمه

وعادت تطالع الباب لتجده يردف للمطعم ووقعت عيناه عليها وهو لا يصدق ان تلك الفاتنه هي رقية 

لا يعلم ما تغير بها ولكن اليوم بها شئ مختلف 

ربما تكون عيناها التي لأول مره تكحلها بالكحل الأسود ..ام ماذا مراد 

كان هذا يدور بخلده وخطي ببطئ نحوها وقد ارتبكت من نظراته واشاحت وجهها بعيدا عنه بخجل

وهتف داخله وهي تقدم منها

" اه يامهرة منك ..خلتيني أفكر برقية الطفله ..رقية اللي ربيتها على ايدى وكبرت قصاد عيني"

ورسم ابتسامه هادئه علي شفتيه عندما وجدها تنهض من فوق مقعدها

- اتأخرت عليكي 

فحركت رأسها وهي تبتسم ولأول مرة يشعر كالمغيب أمام ابتسامتها ..واسئلة كثيره تدور بعقله 

" لماذا اليوم ينظر للرقية وكأنه يكتشفها ..ايعقل بسبب تفكيره الايام الماضيه بحديث مهرة الذي جاهد ليتخطاه حتي انه بسببه ابتعد عن رقية واللقاء بها في الفترة الماضيه "

وجلسوا لتنظر إليها بحب 

- كل سنه وأنت طيب

فتنحنح مراد وهو يداعب شعره 

- وانتي طيبه يارقيه ..قوليلي اخبارك ايه وأخبار عمي مسعود ايه 

فنظرت له بعتاب

- بابا زعلان منك عشان بطلت تيجي عندنا وتسأل 

فتنهد لتعاتبه 

- ليه بطلت تسأل عني يامراد 

فنظر إليها بأسف

- الشغل بقي واخد كل وقتي يارقية 

وتابع وهو يبتسم ويلطافها

- ليكي عليا بعد امتحاناتك نسافر دبي عند مياده

فأتسعت أبتسامة رقيه كالأطفال ..مياده ابنة خالتها وشقيقة مراد 

وابتسم وهو يطالعها وجاء النادل يأخذ طلباتهم وقامت هي بطلب ما تعرف أنه يحبه ثم غمزت للنادل الذي فهم غمزتها...

ليتسأل ضاحكا 

- ماشاء الله بقيتي حافظه كل حاجه بحبها 

فرفعت كتفيها بغرور مصطنع 

- طبعا طبعا 

فضحك وهو يعقد حاجبيه

- وبتغمزي للجرسون وانا قاعد كمان 

فأتسعت ابتسامتها فقد لاحظ الأمر وهتفت بأرتباك 

- ديه غمزه بريئه متاخدش بالك 

فتمتم وهو يطالع ارتباكها 

- نعديها مدام غمزه بريئه 

فضحكت بخفوت ورفعت هديتها من أسفل الطاوله .. لتقدمها له بعشق

- ديه هديتي .. أتمني تعجبك 

وتابعت وهي تعطيه الهديه 

- كنت عايزه اقدمهالك بعد العشا ..بس عايزاكي تشوفها وتفتحها ومش قادره اصبر

فتفهم الأمر  وهو يضحك ..وفتح الهدية ليجد صورته التي كانت ترسمها له وقد انقطع في الذهاب إليها...ويبدو أنها أكملت اللوحه من خيالها 

وياله من خيال الهذا الدرجة تراه جميلا 

وأنتظرت رده فعله وظنت ان هديتها لم تعجبه فعبست بوجهها... ليطالعها مراد وقلبه يخفق بقوه

- لدرجاي انا جميل كده يارقيه

فحركت رأسها وعيناها تلمع بالحب .. وكانت هذه البداية 

.............................................................

يومان مروا ونفذت مااخبرته به .. قدمت أستقالتها لمني دون ان تدخل له مكتبه 

- بتتحديني يامهرة 

ولمعت عيناه وهو يفكر ...ليجد ياسر يقتحم مكتبه بعد ان طرق الباب

- رفيف اتصلت بيا عايزه تكلمك ..بتقولي مبتردش علي اتصالاتها

وتسأل 

- هو في ايه ..مش فاهم

فحدق جاسم بالأوراق التي أمامه بجمود 

- انا ورفيف انفصالنا 

وعندما رغب ياسر ان يعلم السبب 

- دلوقتي انا عايزك في موضوع 

وأتسعت أعين ياسر وهو يستمع لكل مايخبره به 

- عايز تنزل صوره ليكم وميعاد جوازكم بمين 

فتنهد جاسم بضيق 

- بمهرة يا ياسر وركز معايا

وتابع بجمود 

- في فرح كنان كمال الدين كان في مصور اخد ليها معايا صورة و احنا في الحفل ..

وأشار له بجديه 

- تجبلي الصورة ديه وتشوفي لو في صور تانيه جمعتني بيها في الحفل 

وتذكر كيف كان قريب منها يومها وابتسم 

ليقف ياسر متعجبا من الأمر ومما يسمع فمازال لا يصدق ما أخبره به 

..............................................................

زفر كنان أنفاسه بضيق بعد ان أعطي لسكرتيرته الأوراق التي وضع امضته عليها 

لينظر له بشير صديقه 

- ما الأمر كنان ..اهذا وجه أحد متزوج حديثا

وضحك وهو يتأمل صديقه 

- وانا الذي كنت افكر ان اتزوج مصرية مثلك ..لقد غيرت وجهة نظري

فنهض كنان من فوق مقعده يحك ذقنه بحنق

- لا تمزح بشير 

ليقف بشير خلفه يربت علي كتفه 

- سافر كنان مع زوجتك واقضوا يومان بمفردكم...الم تخبرني ان السيدة فريدة تقيم معكم

فضاقت عين كنان وهو يتذكر والدته التي تعشق السفر من بلد لاخري وتحب ان تعيش بمفردها 

ونظر لصديقه بعمق وهو يتذكر أمر الأعمال المتراكمه عليه حاليا

- انتهي فقط مما انا فيه وسأبتعد بها قليلا

....................................................................

ترمقها فريدة بنظرات بارده لا تعرف لما تكرهها هكذا رغم انها حاولت التقرب منها 

واشاحت وجهها بعيدا عن نظراتها لتندمج مع جواد في بيت الألعاب خاصته 

.....................................................................

وضعت سهير المجلة التي دوما تحب ان تقرأها وأبتسمت بتهكم لأكرم الجالس أمامها يراجع بعض حسابات المتجر خاصتهم 

- شوف الخبر ده 

وضحكت بتهكم

- وأحنا اللي فكرينها مالهاش في الحاجات ديه طلعت خبيثه ولافت علي الراجل وهو خاطب ومش خاطب اي حد ديه بنت ناس تقول للقمر قوم وانا أقعد مكانك

لم يفهم أكرم ماتتفوه به والدته 

- انتي بتتكلمي علي مين يا ماما 

فألتقطت سهير المجله تفتحها أمامه 

- اختك ياحبيب امك 

فتناول أكرم المجله منها وأتسعت عيناه وهو يري صورة مهرة بجانب جاسم في حفل زفاف ورد وخبر موعد زواجهم وبالطبع بعض الكلمات أسفل الصورة عن تعجبهم لفسخ جاسم الشرقاوي خطبته من خطيبته السابقه والتي وضعوا صورتها هي أيضا 

- مهرة مش معقول الخبر ده اكيد في حاجه

لتلوي سهير شفتيها بأستياء 

- انا زيك مصدقتش لما شوفت الخبر علي النت ..قولت لازم اتأكد قال مهرة ترتبط بواحد زي ده

وامتعضت وهي تنظر لأكرم الذي ظل محدقا بالمجله

- واه الخبر في أغلب مجلات المشاهير

وتمتمت بضيق

- بنات زينب بقوا من المشاهير ..يافرحتك بولادك ياسهير 

ونظرت لاكرم وهي تتذكر الفتاه التي يرغب بخطبتها 

- اصرف نظر عن البنت اللي  عايز تخطبها ..انا لازم اجوزك بنت حد مهم ..مش مجرد موظف علي قد حاله

لم يكن أكرم يستمع لها .. فقد كان عقله منشغل بشقيقته التي لم تخبره بشئ وتذكر آخر لقاء بينهم عندما اصطحبها اليه واصبح بعدها يطمئن عليها بالهاتف لأنشغاله في جلب بضاعه لمتاجرهم

وألتقط مفاتيح سيارته وركض خارج المتجر وصوت سهير يعلو بأسمه 

- ياأكرم 

وجلست علي المقعد الذي كان يجلس عليه وأبتسمت بسخريه 

- اكيد حصل بينهم حاجه 

ووضعت يدها علي ذقنها 

- عشان كده رفضت الحج صبحي 

وتذكرت زوجها لتلتقط هاتفها وعيناها تلمع بخبث 

- لازم عزيز يعرف بفضايح بنته 

.................................................................

رتبت مهرة البضاعة علي الأرفف ثم جلست علي المقعد بداخل المحل تبتسم براحه

- الأيام عدت اهي ومقدرش يعمل حاجه ..كان فكرني بتهدد ..

وأتسعت عيناها وهي تتذكر أكثر نساء حيهم ثرثرة 

- النهارده هروح اقعد مع الست جملات رويتر الحارة وأقولها أن محصلش نصيب .. وهي ايه ماهتصدق تزيع الخبر 

وزمت شفتيها بضيق 

- منك لله ياحسين فضحتني 

وأرتشفت من كأس الشاي بحنق 

- مش عارفه هفضل اعمل شاي طعمه وحش لحد امتي 

وتابعت بحزن 

- فينك ياورد 

وانتفضت فزعا وهي تجد أكرم يردف لداخل المحل يقذف لها المجله 

- مالك ياأكرم 

ليزفر أنفاسه بقوة وهو يمسح علي وجهه 

- افتحي المجله وهتعرفي 

فوضعت كأس الشاي الذي كانت ترتشف منه جانبا ثم ألتقطت المجله لتفتح أول صفحاتها لتتجمد عيناها عما تقرأه 

ورفعت عيناها نحو أكرم ثم عادت تحدق بالخبر 

........................................................... 

تباطأت مشيرة في خطواتها وهي تدخل لبهو الشركة التابعة لمجموعة الشرقاوي بكندا 

واردفت لغرفة السكرتيرة الخاصه بكريم فلم تجدها 

فقررت ان تدخل اليه دون ان تنتظر ..وفتحت الباب لتجد كريم منحني نحو مرام يدلك لها رأسها من أثر الصداع ومرام تغمض عيناها 

لتتجمد عينيها علي ذلك المشهد 

- هاتي الاسبرين والميه يامايا 

كان يظنها سكرتيرته فألتف بعينيه نحو الباب ليجد مشيرة واقفه تنظر إليهم 

- مشيرة 

ففتحت مرام عيناها علي الفور ..ونظرت نحو مشيرة الصامته وهتفت بآلم اصطنعته 

- راسي وجعاني أوي ياحبيبي 

..............................................................

أبتسم جاسم بزهو عما قرئه رغم أنه عنف من كتب تلك الأسطر فهو لم يكن يريد الا صورتهم ثلاثتهم وفسخ خطبته برفيف وموعد زواجه بمهرة 

لينظر له ياسر بغرابه

- اول مره أشوفك بتصرح بحاجه خاصه بحياتك ..طول عمرك بتبعد حياتك الشخصيه عن الصحافه 

ليحدق جاسم بالفراغ الذي أمامه فهي من جعلته يفعل هذا ..فكلما تذكر كيف كانت نظرتها لحسين تشتعل النيران بداخله 

...................................................

شرحت لاكرم كل شئ ورغم غضبه بما فعلته بنفسها الا أنه أخبرها أنه معها دوما 

ورن هاتف أكرم ليتعجب من اتصال والده ولكنه ادرك ان والدته بالتأكيد اخبرته بالخبر فقرر ان ينصرف بهدوء 

- مهرة انا ورايا دفع فواتير وحاجات هخلصها وارجعلك علي بليل نفكر مع بعض ماشي ياحببتي 

ورغم مابها الا أنها ابتسمت له

- ماشي ياأكرم هستناك بليل 

وانصرف أكرم بعد ان مسح علي وجهها بحنان 

لتقف تطالعه وهو يغادر بسيارته ... وعادت تجلس على المقعد وعيناها تطلق شررا ..تود أن تلكمه 

وقبضت علي يديها بقوه ..لتجد حسين يردف إليها

- هو الخبر ده صحيح يامهرة ...جوازكم فعلا اخر الشهر 

فأبتلعت ريقها وتنفست ببطئ قبل ان ترفع عيناها نحوه وكادت ان تخبره بأن الخبر غير صحيح 

ولكن سؤال ظل يلح على عقلها تريد ان تعرف اجابته...حسين سعيد جدا بأمر خطبتها المزيفه وموعد زواجها وكأن كلمة أحبك التي أخبرها به في جوابه وسط كلمات الوداع لا شئ وحدقت به للحظات تسأله

- انت حبيت مريم ياحسين 

فأجابها على الفور 

- اكيد حبيتها اومال اتجوزتها ليه 

واجاب علي السؤال الذي كان على طرف شفتيها 

- تعرفي يامهرة أنا حبيت مريم لأني حسيتها شبهك

وابتسم وهو ينظر لها 

- مريم كان ليها موافق في هولندا معايا عجيبه ديما كنت الاقيها واقعه في مشكله

وضحك وهي يشرد في أحدي لقاءته بمريم 

- يوم ماحبيتها قولتلها انتي بتفكريني بأنسانه غاليه عليا 

وتابع وهو ينظر لها مبتسما 

- كانت فكراني بتكلم عن حببتي ..بس فهمتها ان انتي زي هناء وهنيه اخواتي 

وابتسم بحب لزوجته 

- حبنا بدء يكبر يوم بعد يوم..لحد ماعرضت عليها الجواز 

غصة مؤلمه تحجرت في حلقها ... حبه لها كان كالشقيقه 

................................................................

أردفت لغرفة مكتبه تحت نظرات منى التي كانت عيناها تسألها أهذا الخبر صحيح ام لا 

فمنذ وصولها للشركه والكل ينظر إليها بتعجب 

جاسم الشرقاوي ترك خطيبته الحسناء ليرتبط بهذه 

تعلم تماما ان هذا مايدور بخلدهم 

وتجمدت عيناها وهي تنظر اليه كيف يجلس ببرود يحتسي قهوته ومسترخي علي مقعده .. واغمضت عيناها كي تهدء قليلا 

- اكيد كنت عارف بموضوع الصوره قبل ماتتنشر في المجلات

فأبتسم جاسم وهو ينظر لها ...كان يعلم تماما أنها لن تقبل ان تدخل اللعبه دون قيد وها هو احكم القيد عليها وجعل الجميع يعلم بخبر زواجه منها ومع صوره تم ألتقطها لهم في عرس ورد أصبح كل شئ مهئ له

- حد من معارفي حب يهاديني اقوله لاء 

فضاقت عيناها بجمود وهي تنظر لبروده .. منذ تلك الليله التي أخبرته فيها انها استخدمته لرد كبريائها امام حسين وهو يتعامل معها هكذا واشاح بوجهه بعيدا عنها

- وزي ما انتي رديتي كرامتك قدام جارك

وتابع ساخرا

- حب الطفوله ...انا كمان برد كرامتي لخيانه رفيف 

وألتقت عيناهم في صمت الي ان

- لعبتها صح ياجاسم ياشرقاوي

فضحك جاسم ببرود قاتل

- انا راجل أعمال ومينفعش خصمي يرمي ليا خيوط اللعبه ومستغلهاش 

فألتمعت عيناها بجمود

- نفس جاسم  الشرقاوي اللي قبلته اول مره...غرور أصحاب السلطه والفلوس

فظهرت ابتسامته وهو ينتظر ان تكمل سبها 

- هتستفاد ايه لما تتجوزني 

فأرتسمت ابتسامه ساخره علي شفتيه ودني منها 

- قولتلك برد كرامتي زيك بالظبط 

فخطت للخلف وهي تحدق به 

- وانا موافقه نلعب اللعبه ديه سوا


الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون من هنا   

  لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

تعليقات