رواية لحن الحياة الفصل التاسع عشر 19 والعشرون 20 بقلم سهام صادق


رواية لحن الحياة

الفصل التاسع عشر 19

والعشرون 20

بقلم سهام صادق


لم يكن الشخص الا ياسر  وقف يخبره عن أجتماع اليوم الذي سيكون خارج الشركه ..وأنصرف ياسر متعجبا من صمت جاسم ووقوفه هكذا 

ثم أغلق الباب خلفه ..ليتنهد جاسم ببطئ وهو يبتسم علي تلك الحاله العجيبه التي أحدثتها مجرد هدية بسيطه من الحلوي 

تأمل ياسر مهرة المنكبة علي الحاسوب ..تداري وجهها في الشاشة فتمتم وهو يكمل طريقه

- هو في ايه النهاردة 

وبعدما أنصرف ياسر ..تنفست مهرة بتوتر ونظرت للغرفة المغلقه وعادت مجددا لعملها 

ولكن بعد دقائق وجدت جاسم يفتح باب مكتبه ويهتف بأسمها

- مهرة تعالي 

فأتبعته بأرتباك وهي تتسأل أيعقل ان هديتها لم تعجبه .. ووقفت خلفه تتسأل بخيبة

- هي الهديه معجبتكش 

فألتف لها وهو يحمل العلبة مبتسما يناولها واحده 

- بالعكس يامهرة 

فنظرت إلي العلبة وهو يمددها لها ..يحرك رأسه بأن تشاركه في مذاقها 

وأبتسمت وهي تلتقط واحده بخجل ..ليأتيها سؤاله

- دوقتي طعمها قبل كده 

فحركت رأسها وهي تمضغها بتلذذ 

- الميزانية متسمحش بالنوع ده من الترفيه 

فضحك جاسم... لتنظر اليه ضاحكة

- في أنواع تاني بتكفي بالغرض وفي متناول الجميع 

فأزدادت ضحكاته... لتكتشف مهرة لأول مرة أنه جميل بصدق إذا ضحك وخرج عن جموده

فأرتبكت من نظراته ..فتمتمت وهي تغادر مسرعة من أمامه 

- عن أذنك 

ليحدق بها جاسم وهي تغادر بأعين شاردة

...........................................................

نظر كريم بصمت نحو مرام الجالسة تطالع بعض الأوراق بتدقيق .. العمل قد انتقل أيضا للمنزل وأصبح بعدها عنه لحجة أخري من قبل خذلانه لها ثم انشغالها بالطفلين وبعدها رغبتها في بناء كيان لها منفصل 

وتنهد بيأس من تلك الحياه التي يعيشها فقد بدء شيطانه يجره لحياته السابقه الشرب والسهر 

ولكن نظرة واحده في أوجه صغيريه تجعله يتراجع عن كل شئ .. فهو يريد لأطفاله حياة سوية يجمعها اب وام متفاهمين

ونهض من مقعده ليقترب من مرام يحتضنها بحب 

- ايه رأيك نخرج نسهر 

فرفعت عيناها نحوه بتملل من محاصرته وبدأت تتثاوب

- انا تعبانه  ومرهقة هخلص الورق اللي معايا ..وهدخل انام 

لينظر لها بصمت ثم أبتعد متجها إلي الشرفة لعله يجد في الهواء تخفيف لأفكاره ومايجثم علي روحه

...........................................................

لمعت عين ورد وهي تجد علبة جميله متوسطة الحجم وفوقها باقة أزهار .. هدية في بداية الصباح يا له من يوم جميل 

وألتفت خلفها لتجد كنان وجواد ولا تعلم من أين ظهروا فعندما دلفت للجناح لم تري أحد 

- هدية مني ومن جواد ورد 

فحدقت بهم ورد بفرحة لم تخفيها عيناها.. ليحرك الصغير رأسه وكأنه يخبرها بأجابته 

فنظر لها كنان يتأمل نظراتها نحوهم ونحو الهدية 

وتيقن ان لولا اخباره لها ان الهدية منه ومن جواد 

ماكانت قبلت الهديه إذا علمت أنها منه وحده 

...........................................................

عادت ورد من عملها تحمل هديتها بفرحة طفله صغيره ورغم فرحتها خشية من ردة فعل مهرة خاصة عندما تري السلسال 

ودلفت لداخل الشقه لتجد مهرة تخرج من المطبخ تحمل بيدها المعلقة الخشبية ويبدو أنها جاءت مبكرا من عملها .. وحدقت مهرة بالهدية متسائله

- اوعي تقوليلي انك قررتي تهادي نفسك وتبسطي نفسك 

فضحكت ورد وهي تحرك رأسها بنفي ..لتتسأل مهرة مجددا 

- يبقي ديه هدية عيد ميلادي مش كده

لتزداد ضحكات ورد محركة رأسها بلا 

- مهرة عيد ميلادك لسا فاضل عليه شهور 

فأقتربت منها مهرة ونظراتها مصوبة نحو أعينها 

- مفضلش غير احتمال تاني يابنت زينب 

فعلمت ورد فهم شقيقتها لأمر الهدية بشئ اخر ..فأسرعت بأخبارها

- جواد والسيد كنان هما اللي جابولي الهديه... انا رفضت في الأول بس

فضحكت مهرة ساخرة 

- بس ايه عجبتك الهدية 

والتقطت منها العلبة تنظر الي مابداخلها ..فبلعت ورد ريقها من تسليط مهرة نظراتها علي العلبة الحمراء 

- ايه ديه 

فأشاحت ورد عيناها وهي تتمتم

- سلسلة

فلوت مهرة شفتيها لتفتح العلبه .. فأتسعت عيناها من شكل السلسال الذي يبدو عليه انه غالي الثمن فهو من الذهب الأبيض 

- ودية بمناسبة ايه ..اوعى تقوليلي عشان جواد قطع سلسلتك

فحركت ورد رأسها بأرتباك ... لتنظر اليها مهرة بهدوء وعيناها التي انطفئت لمعتها بعد ان كانت سعيده بالهدية 

- بصي ياورد الشيكولاته والورد انا معنديش اعتراض فيهم ..هنعتبرهم هديه بسيطه ونقدر نردها لجواد قبل مايسافر بتذكار بسيط مننا 

وتابعت وهي تقترب منها بحنان وترفع الهدية الأخري ذو العلبه الحمراء

- اما ديه تفتكري هنقدر نردها

فحركت ورد رأسها بخجل متمتمه

- عندك حق

وأسرعت ترتمي في  حضن شقيقتها وهتفت بحالمية 

- السلسلة حلوه اوي يامهرة 

فضربتها مهرة بخفة علي ظهرها 

- اه حلوه ..نبقي ندخل جمعية مع الحجه كوثر وابقي أجبلك زيها 

وانفجر الأثنان ضاحكين ..لتشتم مهرة رائحة الطعام المحروق 

- الأكل 

وركضت نحو المطبخ ثم عادت بحلة الطعام ..لتتعالا ضحكات ورد مجددا

.........................................................

دخلت لمكتبه بعد ان أمرها بأن تتبعه ..وأنتظرت ما سيخبرها به 

- انتي و ورد معزومين يوم الاجازة علي الغدا عندي يامهرة

وقبل ان تبدي اي اعتراض وجدته يتابع حديثه 

- السيد عادل والسيدة صفاء معزومين .. وانا بلغتهم بحضوركم معاهم ..بس قولت اعزمك برضوه بنفسي 

وفتحت فمها لتخبره بأعتذراها ولكن أشار لها

- مافيش اعتراض يامهرة 

فحركت رأسها بصمت وغادرت مكتبه وهي مغلوبة علي أمرها من تلك العزيمة  

...............................................................

وضعت ورد العلبة علي الطاولة امام كنان الذي جلس ينظر لبعض الأوراق منتظرا قدومها ليترك لها جواد ويباشر أعماله 

- مش هقدر اقبل الهدية ديه سيد كنان 

فنظر كنان لهديته ثم نظر لها 

- لماذا ورد؟ 

فتنحنحت حرجا وهي تطرق رأسها أرضا 

- اعذرني سيد كنان .. انا قبلت الورد والشوكولاته 

لم يجد كنان شئ يقوله لها فأخذ هديته وجمع أوراقه وانصرف بصمت 

..............................................................

عزيمة رائعة ضمت عائلة مرام ومهرة اللي أتت بمضت بعد اصرار السيدة صفاء عليها اما ورد سعدت بذلك الشئ كثيرا 

كان جاسم يتعامل مع اهل مرام ببساطة وود جعلت مهرة تنظر لذلك متعجبة من الأمر 

ولكن في النهاية أدركت أنهم أصبحوا أهل

لو تعكر صفوا الجلسة الا قدوم رفيف التي أنضمت معهم علي طاولة الغداء 

لتصافحهم رفيف ببرود ..فتنظر ورد لمهرة مقاربة منها تهمس بتسأل

- مش ديه البنت اللي شوفنا صورتها قبل كده في الصور اللي بعتتها لينا مرام 

فأرتشفت مهرة من كأس عصيرها وهي تطالع رفيف كيف تضحك وتقرب جسدها من جاسم في تجلس جانبه مباشرة 

- اه هي

فحدقت ورد بهم 

- شكلهم مرتبطين 

لتنظر مهرة للطعام ثم لها وصمتت

فأخذت ورد تتأمل رفيف وقد خاب حلمها بأن يقع جاسم في حب شقيقتها ويتزوجها ولكن يبدو أنها تعيش بعالم الأحلام

..........................................................

دلفت الي مكتبة بوجه جامد تتذكر ماأخبرها به السيد فؤاد عن القضية التي قرر جاسم ان يتولاها هو ولكن فؤاد اليوم اخبرها ان القضية لا تجدي نفع لان العامل يعمل بعقد يتجدد سنويا وهذه السنه إم يتجدد عقده .. فبالتالي حقه قد ضاع 

ووجدها جاسم تقف أمامه بتلك الهيئة التي لا تبشر بالخير 

- خير يامهرة 

فأنفجرت به تخبره عما قاله فؤاد ...ليزفر جاسم أنفاسه وهو يسترخي بجسده علي مقعده

- اكيد الأستاذ فؤاد مش هيقول كده من عنده يامهرة .. وانتي اكتر واحده عارفه خبرته ونجاحه في اي قضية بيمسكها

فتمتمت بضيق فهي تعلم أنهم علي حق ولكن رغبتها في مساعدة المرأه التي قصدتها بأمل لا تريد خذلانها

- بس ده ظلم

فأبتسم جاسم وهو ينهض من مقعده ..واستدار نحو الشرفه ليطالع الطريق 

- هو ده عالم الفلوس يامهرة المصلحة أهم ..ومافيش عواطف

وعندما سمع صوت تنفسها السريع ألتف لها بجمود 

وعاد يجلس علي مكتبه يطالع حاسوبه بتركيز

- هاتيلي بيانات الأسرة ديه وانا هتكفل بيهم 

قراره ألجمها ..وظهرت السعاده علي محياها 

ولم تعرف كيف تشكره ..ولكن جاسم الشرقاوي كل يوم معها يأخذ طريق أخر لقلبها ربما أعحاب او إحترام او ربما شئ مجهول

................................................................

مرت الايام وقد اقترب كل شئ .. اقترب مجئ حسين وأقتربت رأس السنه وحفل افتتاح المنتجع ورحيل كنان وجواد ..ام رفيف مازالت تسعي إلي مبتغاها ومشيرة كالعلقة حول كريم

.....................................................

تأنقت مشيرة كعادتها في عشاء العمل الذي ضمه وضم البعض .. وأقتربت من هدفها الأساسي وهي تمشي بدلالها ثم جلست بجوار كريم ووضعت بيدها علي فخذه 

- ليه بتهرب مني

فنفض يدها عنه برفق ثم نهض معتذرا منهم وهو يطالع هاتفه من اجل إجراء مكالمة 

......................................................

جالس شاردا في قراره الأخير... أيسلك سلوك الكثير ويبحث عن الزوجه التي يتوقعها الجميع ام يتمهل في قراره ويترك لقلبه حق الأختيار 

وأخرج العلبة المخملية التي تحتوي على الخاتم المميز وأخذ يطالعه بهدوء 

..........................................................

الحج إسماعيل يخبر الصبي خاصته عن سعادته ان حسين ولده سيأتي أخيرا... كلما نطق إسم حسين ازدادت ضربات قلبها

.........................................................

وضعت ورد بحزن هديتها لجواد فالأيام تمر وموعد رحيله أقترب فالمنتحع أصبح علي أكمل وجه 

كان جواد يتشبث بعنقها يخبرها أنه سيحادثها كل يوم وسيأتي لمصر دوما لرؤيتها

ونظر إلي كنان الذي وقف يحدق بهم بهدوء يعقد ساعديه امام صدره

- أليس كذلك خالو 

فتمتم كنان بهدوء 

- نعم جواد 

رده الهادئ أوجعها وعلمت أن النهاية قد سطرت 

وأن ماحلم به قلبها ماهو الا خيالا 

أرادت ان تبكي ولكن تحملت علي نفسها ونظرت نحوه بشحوب واعين باهته ..فتراقص قلب كنان لأن خطته الاخيره اقتربت ويوم الحفل سيعترف لورد بحبه ولن يرحل الا بها زوجه 

فعلاقته بسيلا انتهت حتي لو لم تصدق سيلا الي الآن أن طرقهم قد أنقطعت

........................................................

ألتقط أسم رجلا وهو يخرج من غرفة مكتبه 

مهرة تخبر مني بسعاده عن قدوم رجلا اسمه حسين نبرة صوتها اليوم كانت مختلفة بها شوق عجيب 

كصوت المحبين

ليأتي سؤال مني قبل ان ينتبوا لخروج جاسم من غرفة مكتبه 

- هو ده حسين جارك حب الطفوله يامهرة ؟

فأرتبكت مهرة وهي تنتبه لجاسم الذي طالعهم بصمت وانصرف دون ان يخبرهم بشئ كالمعتاد

........................................................

جلس مراد في مكتبه بالمصنع يفكر بمهرة وهو ينظر لرقم هاتفها يريد أن يحادثها يطلب لقائها ولكن شخصية كمهرة لن تقبل بهذا الشئ 

ووجد رقم رقية يدق ..فأبتسم وهو يحادثها

- أهلا بالمشاغبة 

فصدحت ضحكت رقية عبر الهاتف تسأله 

- هتخرجني فين في حفلة راس السنه

فداعب مراد لحيته مفكرا 

- المكان اللي تختاريه يارقيه

...........................................................

الكل يستعد لسنه الجديده مهرة تعلم ان قدوم حسين سيكون في هذا اليوم ..و ورد تريد أن تري كيف يحتفل الناس كما  تشاهد في التلفاز .. اما جاسم صراع قوي أصبح فيه منذ ان علم ان مهرة لديها حبيب من الطفوله... وكأن هذا الخبر هو الفيصل لقراره 

......................................................

أتسعت عين ورد بصدمه وهي تنظر الي عائلة كنان العريقة ومعاذ يخبرها ان تلك السيده الأنيقة التي يقف معها جواد  هي جدته والدة  السيد كنان

 وان الأخرى ذو الأعين الخضراء والجسد الطويل الممشوق " سيلا " خطيبته

....................................................

ازاح المقعد قليلا لتجلس عليه ..فأبتسمت رفيف بسعادة وهي تطالعه .. تشعر ان اليوم به شئ مختلف .. وسألها جاسم بهدوء 

- تحبي تطلبي ايه 

فأخبرته رفيف عما ترغب ثم وضعت يدها أسفل ذقنها وطالعت من يرقصون بحالمية 

انهوا طعاهم ووضع النادل المشروبات التي طلبوها ومع دقات عقارب السنه الجديده كان جاسم يخرج من جيب سترته علبة مخملية وفتحها امام رفيف دون مقدمات لتلمع عين رفيف بسعاده 

- مواقفه بالطبع جاسم

ونهضت من فوق مقعدها تطبع قبلة رقيقة علي شفتيه 

....................................................

وقفت مهرة تنظر من الشرفة تنتظر مجيئه بعد سنون الغربه.. وتمللت في وقفتها من كثرة الانتظار وتخيل كيف أصبح حسين 

وتنهدت بحالمية وقد رتبت شعرها .. اليوم ورد تعجبت من اهتمامها بنفسها وبشرتها ولكن لم تسألها عن السبب فقد كانت منشغلة بحفل افتتاح المنتجع وقد رافقها أكرم 

وصدح صوت سيارة وخرج السيد إسماعيل من ورشته ووالدة وشقيقات حسين  خرجوا من الشرفة 

ثم هبطوا لأسفل مشتاقين لشقيقهم 

فرقص قلبها وهي تجده يخرج من السيارة ولم تلمح الا نصف وجه.. وارتبكت من وقفتها فقررت ان تهبط لأسفل متعلله بأي شئ 

- هنزل اتحجج اني واقفه استني ورد عشان قلقت عليها 

وهبطت درجات الدرج سريعا وفتحت باب المنزل بكل حنين الجار قد عاد وحب الطفوله ها هو

لتقف كالصنم وهي تسمع والدة حسين 

- ديه مراتك ياحبيبي 

وكان رد حسين ان أحتضنها وهو يخبرهم بهوية زوجته العربية التي تعيش مغتربة بهولندا 

.........................................

خرجت من المنتجع راكضه بعدما استطاعت قدماها ان تتحرك وتترك المكان وتهرب .. فأتبعها كنان بلهفة فلم يكن يعلم بقدوم والدته ولا سيلا وقد تفاجئ بحضورهم منذ ساعات قليلة 

- ورد انتظري 

فأكملت ورد ركضها...ليجذبها من مرفقها 

فطالعته بأعين دامعه فلم تستطع اخفاء دموعها 

- اترك يدي سيد كنان 

فحرك كنان رأسه بنفي ناظرا لعينيها بعمق 

- لن أتركها ورد بعد ان وجدتك 

لتقف سيلا خلفهم بأعين قاتمه 

- هذه من فضلتها علي كنان 

وتابعت بحقد

- هذه من خنتني معها 

لتنهمر دموع ورد وأرتخت يد كنان عنها ..واقترب من سيلا محدقا بها بجمود 

- اخبرتك سيلا من قبل ..فلا داعي تمثلي دور الضحية الأن 

وعاد يلتف نحو ورد التي سارت مبتعده عنهم وصدح صوته عاليا

- ورد 

ولم تلتف اليه فأسرع بخطواته نحوها واعين سيلا تتابعهم ووقف أمامها يتنفس ببطئ

- تزوجيني ورد


يتبع بأذن الله

**********


#لحن_الحياة ❤

#سيمو


زواج ورد (20)

************


الماضي مر أمامها ..حسين يعطي لها الحلوي يضرب اطفال الحي من أجلها ..يسألها عن أحوال دراستها ..يطبطب علي كتفها وهي تبكي بعد صراخ والدها بوالدتها ككل مره يأتي إليهم وتطالبه بحاجتهم إليه

يواسيها في أحزانها.. يفرح ويبتسم معاها وقت سعادتها ونجاحها 

ذكري وراء ذكري تمر ..ودموع وقفت في مقلتيها متحجرة وهي تطالع والدة حسين تحتضن زوجته مرحبه بها 

وارتعشت شفتاها .. وحركت قدماها بضعف حتي لا تكون متطفله أكثر من ذلك فمع فرحتهم تلك لم تكن مرئية 

ووقفت ساكنه وقد تجمدت حركتها وهي تسمع صوته غير مصدقا

- مهرة مش معقول 

وتقدم منها يسألها عن حالها 

- ازيك يامهرة .. متغيرتيش 

فرسمت أبتسامة باهته على ملامحها وهي تري أعين زوجة حسين عليها 

- حمدلله على سلامتك 

فأبتسم حسين وهو يلتف نحو زوجته 

- الله يسلمك 

ثم نده على زوجته التي تراقب الموقف وأخوات حسين يخبروها أنها جارتهم وتربوا معا 

- تعالي يامريم اعرفك علي مهرة صديقة طفولتي 

فأقتربت مريم تصافحها بود وبأبتسامه لطيفة 

- مرحبا مهرة

فمدت مهرة يدها تصافحها بملامح باهتة وصمدت وصمدت الي ان انتهي ذلك الجمع وانصرف حسين وزوجته الي بيت والديه

..........................................................

نظرت ورد إلى أكرم الجالس جانبها يقود السيارة بصمت ..فلم يسألها عن شئ بعد ان جاء إليها راكضا بعدما وجدها تبكي وكنان يقف ينتظر اجابتها 

لم تعطي لكنان إجابة فهي مازالت في صدمتها من كل ماحدث 

وفركت يدها بتوتر متسائله بأرتباك

- هو انتوا اتكلمتوا في ايه

فطالعها أكرم بهدوء متذكرا الحديث الذي دار بينه وبين كنان في طلب زواجه منها وانه يريد رقم هاتفه ليتواصلوا معا .. فأخبره أكرم ان طلبه ليس هينا وانه من بلد أخرى وهذا سيصعب الأمر ولكن في النهايه احترمه أكرم لأنه حين أراد شقيقته أرادها زوجه دون ان يتلاعب بها 

- ورد متتكلميش مع مهرة في حاجه النهارده ..قبل ما اتكلم معاها انا ..اتفقنا

فحركت ورد رأسها بتفهم وطالعت الطريق وهي هائمة فيما سيحدث

...........................................................

اوصل جاسم رفيف للفندق الذي تقيم فيه ..فأقتربت منه تعانقه وتقبل خديه 

- مبسوطه كتير جاسم 

فأبتسم جاسم لسعادتها بعرض الزواج الذي اتفقوا بأن بيكون الزواج بعد عام والخطبة ستتم في كندا وسط عائلتها كحسب الأصول

وخرجت من سيارته تودعه .. لينظر جاسم لها وهو لا يعلم لما عقله  يصنع السعاده وقلبه لا يخفق بها

ونفض تلك الأفكار فبعد يومين سيسافر لكندا من أجل طلب يد رفيف رسميا من عائلتها وامضاء بعض الوقت في كندا لمطالعة أعماله هناك ويطمئن على شقيقه وكيف تمضي حياته

.......................................................

انكمشت على فراشها تضم ساقيها ببعضهم .. تنظر للقطع الصغيره الخاصه بالرسالة التي عاشت بها سنوات غربة حسين منتظره ان يأتي 

وسمعت غلق باب الشقة فعلمت ان ورد قد أتت.. فنظرت للساعه جانبها ف الساعه الثانية صباحا 

ولولا انها تعلم بأن أكرم معها وأنها حفله افتتاح للمنتجع الذي بعد أيام سينتهي عملها فيه ماكانت وافقت على هذا التأخير ولكن تأخير ورد جاء بصالحها ولم يري أحد لحظه ضعفها 

نظرت ورد نحو غرفة مهرة لتجدها مظلمة ..فعلمت ان مهرة قد غفت ..فتنفست براحه فهي الآن ليست مستعده لتحكي تفاصيل ماحدث ولا عرض زواج كنان فمهرة بالتأكيد سترفض

............................................................

أعدت ورد طعام الأفطار بأرتباك وهي تنظر لمهرة التي تجلس امام الطاوله تقلب في كوب الشاي خاصتها .. تعجبت من صمتها وعدم سؤالها عن الحفل ولا حتي عملها ذهبت إليه ولم تسألها لما لم تذهب هي أيضا لعملها الذي سينتهي عقده بعد أيام ولكن ما حدث وتر الأمور 

وقررت أخيرا ان تسألها 

- مالك يامهرة 

فأوقفت مهرة الملعقة عن التقليب وتمتمت 

- مافيش حاجه... انا هنزل المحل 

فأزداد تعجب ورد 

- طب وشغلك مش هتروحي

فأكملت مهرة طريقها نحو الباب ووقفت ترتدي حذائها 

- أخدت اجازه يومين 

لتقف ورد في مكانها وهي تنظر للباب الذي اغلقته وانتبهت لرنين هاتفها ..لتتعجب من الرقم الذي يرن عليها للمرة الثانية

- صباح الخير ورد 

فأتسعت عين ورد وهي تنظر للهاتف وتسمع صوته 

- سيد كنان

فأبتسم كنان وهو يسمع صوتها العذب

- كنان فقط ورد 

................................................................

رفعت مني عيناها نحو رفيف التي وقفت أمامها تعبث بخاتمها الألماس ..فتعلقت اعين مني علي الخاتم 

- الن تقولي لي مني مبارك علي خطبتي بجاسم

فتعجبت مني ووجدت عين رفيف تبحث عن مهرة وكأنها تريد ان تخبرها هي أيضا عن خطبتها 

- مبرووك سيدة رفيف 

وجاء جاسم علي صوت مني لتقف مني تهنئه بحبور 

ونظر جاسم لمكتب مهرة الفارغ ولم يسأل بشئ

ليدلف لمكتبه ومعه رفيف تخبره عن التهنئة التي وصلت إليها عبر حسابها الشخصي فور ان أعلنت خطبتهم

............................................................

وقفت مهرة تنظر إلى أكرم و ورد بعد ان حكي لها أكرم عرض كنان ورغبته في مقابلتها هي ووالدهم لعرض الزواج واتمامه في أسرع وقت حتي يعود إلى وطنه من أجل أعماله المعلقة

- انت بتقول ايه .. جواز ايه وكمان تسافر بلد تانيه وتعيش مع ناس غريبه عننا في كل حاجه 

وحدقت بورد الصامته 

- قوله طلبه مرفوض ..ولا هو فاكرنا ماهنصدق

فأبتلعت ورد ريقها وأطرقت رأسها أرضا في حزن لتنظر مهرة نحوها وقد تيقنت ان شقيقتها عاشقة لهذا الرجل لذلك تصمت 

ليقف أكرم وحرك رأسه بتفهم 

- معاكي حق يامهرة ... بس ده ميمنعش انك تقابليه وتتكلمي معاه

فعادت مهرة تنظر نحو شقيقتها وجلست علي المقعد وهي تزفر أنفاسها 

- موافقه تقابله .. بس مش موافقه علي القرار ده

وبعد ان كان الأمل عاد لورد ..انقطع الأمل مجددا

..............................................................

أخذ جاسم يجمع بعض الأوراق المهمه من علي مكتبه وبدء يخبر مني عن مهامها مع ياسر الي ان يعود بعد شهر من كندا

كانت مني تقف تحرك رأسها بتفهم 

وقرر أخيرا يسألها عن مهرة فيومان الأجازه قد انقضوا

- مهرة بكره هتكون علي مكتبها مش كده اظن اليومين خلصوا 

وتابع بجمود وهو يتخيل ان سبب اجازتها ماهي الا ان تكون بجانب جارها المدعو حسين 

- ياريت مهرة تلتزم شويه ومافيش اجازات تانيه

لرتبك مني من رده فعله 

- مفهوم .. اي أوامر تانيه 

ليشير لها بالأنصراف ويجلس علي المقعد القريب منه 

زافرا أنفاسه بضيق

.....................................................

تمعنت مهرة في النظر إلى كنان الذي جلس أمامها بطريقة استقراطية تدل علي مكانته 

فأبتسم لها كنان بتفهم 

- أعلم انكي قلقه مني علي ورد مهرة 

فتعجبت مهرة من اتقانه للعربيه ..

- صدقيني مهرة انا أريد ورد زوجه لأني أحببتها حقا 

فتنهدت مهرة بقوة وهتفت بأندفاع

- حبيتها في الكام شهر دول

فحرك كنان رأسه وهو يسترخي في جلسته

- بضعة أشهر غيرت داخلي أشياء كثيره مهرة ...

وتابع بصدق 

- كنت ضد دوما ان يتزوج الرجل من أمرأه ليست من موطنه...ولكن لا اعلم ماذا حدث وكأن الحب يخبرنا لا يوجد مكان ولا زمان له ولا حتي معتقد 

أعجبها صدقه في الحديث ..ولكن خوفها علي شقيقتها كان أكبر 

- ما يمكن حبك لورد مجرد انبهار وهيروح مع الوقت 

فضحك كنان وهو ينحني للأمام قليلا 

- أنبهار مع رجلا في عمري ...انا في الثالثه والثلاثون مهرة 

فحركت رأسها بأستياء 

- النضوج مش بالسن 

فأبتسم كنان وهو يحك ذقنه 

- معكي حق .. أخبريني مهرة بمخاوفك مني

فضيقت مهرة عيناها للحظه ... وأنفجرت به تخبره 

- مايمكن تتجوز ورد نزوة وبعدين ترميها ..

عاداتكم وتقليدكم مش زينا ..صحيح انت مسلم بس عادات الأوطان بتختلف 

وتابعت وهو تطالع صمته 

- اهلك رأيهم ايه اكيد هيرفضوا زي ما انا رافضه 

للحظات صمت كنان ونظر بعمق إليها وهو يقدر شعور الخوف لديها 

- احترم مخاوفك مهرة .. ولكن لن اتخلي عن ورد لمجرد أوهام وعواقب يفترضها القلب ..عرضي مازال قائم مهرة 

رغم شعورها بالراحه اتجاه كنان الا ان شعور الخوف كان أكبر 

..................................................................

تفاجأت مني من ملامح مهرة وصمتها الذي أصبح دائم ومايجعلها تجد سبب لصمتها هذا.. لأنها علمت بأمر شقيقتها وهذا الأمر الذي جعلها تغيب عن العمل لأربعة أيام 

ولكن لا أحد يعلم السبب الأساسي الذي حطم قلبها .. لو لم تكن تنتظر وتحلم بقدومه 

لو لم تعيش على الذكريات التي جمعتهم قبل ان يرحل

لو لم تكن تنظر لكلمة "أحبك" كل يوم وهي تعلم ان أحدهم يحبها وراضي بها هكذا بهيئتها وعقدتها وظروفها ولكن كل هذا كان كالسراب

- النهارده خطوبة جاسم بيه في كندا

وتابعت  مني وهي تدقق الأوراق التي أمامها 

-  الخبر محتل مجلات المشاهير ..غير صفحات التواصل الاجتماعي

فرفعت مهرة عيناها عن الحاسوب وماكانت تسجله به ...فهي علمت بسفر جاسم ومدته عندما عادت للعمل كانت أتية ترغب ان تسأله عن كنان ومعلومات تخصه فبالتأكيد جاسم بعلاقاته ومكانته سيفيدها 

ولكنه سافر من أجل ان يتم خطبته برفيف رسميا 

تقبلت الخبر بملامح هادئه وحركت رأسها 

فنهضت مني بقلق عليها 

- مهرة مالك فيكي ايه 

وتقدمت منها تضم رأسها إليها 

- الحكاية مش حكاية ورد يامهرة أحكيلي اعتبريني اختك 

فنظرت لها ورسمت علي شفتيها أبتسامة باهته

- انا بخير متقلقيش 

فتنهدت مني ولم ترغب بأن تضغط عليها أكثر من ذلك 

.......................................................

عادت من عملها لتجد حسين يجلس مع والده الحج إسماعيل امام الورشة ثم وقعت عيناها علي زوجته مريم تتجه نحوهم في فستانها الجميل وعندما لمحها حسين نهض من جانب والده ليحتوي كفها بكفه 

- ايه الجمال ده ياحببتي

الجمله أخترقت أذنيها...فخطت بخطوات سريعه نحو بنايتها ثم صعدت لشقتهم متجه الي غرفتها تنفرد بنفسها قليلا قبل ان تنهار وتري ورد أنهيارها

ولكن قررت ان تتغالب على أحزانها وتتجه لغرفة ورد ..فمنذ عودة كنان لتركيا من أجل مشاكل هناك وهي تعتكف في غرفتها او شارده 

وتنهدت بيأس فهي لا تريد إحزان ورد والوقوف أمام سعادتها ولكن تخاف عليها بشده حتى أنها اليوم طلبت من مراد لو استطاع بعلاقاته وعلاقات والده ان يعرف لها حياة كنان وهل تستطيع تصديق حبه لشقيقتها 

واقتربت من غرفة ورد لتسمع صوتها وهي تحادث أحدهم ويبدو أنه كنان 

وسمعت طرقات علي باب الشقه ..لتتجه نحو الباب لترى من الطارق 

وألتوت شفتيها بضيق وهي تجد سهير زوجة أبيها 

- ازيك يامهرة 

فطالعتها مهرة بهدوء 

- خير 

لتبتسم سهير وهي تتقدم للداخل ببطئ 

- اومال فين ورد 

لتخرج ورد في تلك اللحظه لتطالعهم سهير بنظرات طويله 

- سمعت أنه جالك عريس غني لاء وكمان تركي 

ومصمصت بشفتيها

- لاء وقعتي واقفه يابنت زينب 

لتحدق ورد بمهرة تنتظر منها ان تتكلم

- اه شوفتي عشان تعرفي شطارة بنات زينب

ألقت جملتها الأخيره بتهكم ..جعلت سهير تضحك

- عقبال ماتطلعي شطره انتي كمان وتلاقي واحد شيل الشيلة كلها ولا يقولنا جهاز ولا جيب وهات 

ياخدك كده من ايدك 

لتلمع عين مهرة بجمود 

- قولتي الكلمتين اللي جايه عشانهم

لتمضغ سهير العلكة ببرود 

- ابوكم موافق على العريس ...

ونظرت لورد واقتربت منها

- متسمعيش كلامها وتمشي وراها زي الخيبة وتضيعي جوازه لقطه من ايدك 

وعادت تحدق بمهرة التي تقف أمامها ببرود ..ثم انصرفت كما أتت 

لتركض ورد نحو مهرة 

- مهرة انا عمري ما هعمل حاجه انتي رفضاها حتي لو علي كنت بحب الحاجه ديه اوي

ورمت نفسها في أحضانها .. لتجد مهرة تبكي في صمت 

- وانا عمري ماهقف قدام سعادتك ياورد

....................................................................

استيقظت مهرة تمسح على وجهها تتذكر ابتسامة والدتها بالحلم وهي تعطيها فستان زفاف أبيض 

................................................................

تأكدت من حب كنان لشقيقتها فور ان علم بموافقتها ترك كل شئ وجاء من بلاده 

ركض الصغير جواد نحو ورد يحتضنها بشوق فلم يرى ورد منذ ليلة الحفل فقد رحل مع جدته 

- أشتقت اليكي ورد 

وهمس بخفوت وهو يدور بعينيها نحو مهرة وكنان وأكرم 

- صحيح ستكوني عروس لخالو

فأرتبكت ورد وتوردت وجنتيها ليضحك كنان وأكرم ...وأبتسمت مهرة بحنان وهي تري السعاده عادت لشقيقتها

..........................................................

أرتبكت مهرة في تحضير عرس ورد والكل يتعجب كيف ستتزوج ورد بهذه السرعه ومن من رجل وسيم غني من بلد أخرى 

اغدق عليها بكل الهدايا القيمة واخبرها أنها يريدها هكذا ولكن مهرة أصرت ان تجلب لشقيقتها ملابسها ومتعلقاتها الشخصيه حتي لو كان هو قد جلب لها كل شئ 

كانت رقية تشاركهم تلك الفرحه ومراد أيضا الذي اقترب من مهرة أكثر منذ ان جمع لها كل المعلومات عن كنان وحياته ..فعلمت أنه كان خاطب لاخري ولكن كنان وضح لها كل شئ وأنه انفصل عنها قبل ان يعرض الزواج على ورد 

احترمت مهرة كنان مع الأيام ..فكل ماتخبره به يتقبله بصدر رحب...ارادة فرح هنا لشقيقتها وافق 

يتقبل تقلبات مزاجها بهدوء بل ويخبرها انه يشعر بها ويقدر سبب قلقها 

وشعرت بأندفاع شئ داخل ذراعيها فضحكت وهي تضم جواد إليها 

- خضتني 

الصغير رغم أنه لا يتكلم الا القليل من العربيه الا أنه أصبح يفهمها

- هيا لنفتح محل البقالة ونجلس به ونأكل الحلوي 

لتنظر مهرة للوقت فتجد ان الساعه تخطت العاشره 

- مبتعرفش مهرة غير عشان ديه 

وربتت على معدته فضحك جواد بشقاوة .. وجذبها من يدها

- هيا مهرة

لتتسأل مهرة وهي تتحرك معه 

- فين ورد 

فأشار لها جواد ان تهبط لمستواه ليهمس بخفوت

- تحادث خالو بالهاتف

وأصبحت هذه هي حياتهم تلك الفترة وكان أجمل شئ فعله كنان أنه ترك لهم جواد واصبح هو بين المنتجع وبينهم وبين ذهابه لتركيا 

وها شهر ونصف يمر ولم يعد جاسم بعد من كندا 

.....................................................................

دلفت مرام لغرفة جاسم في الشركه التى ضمن مجموعة شركاته وكانت هي بداية صعوده

- انت طلبتني ياجاسم 

فأشار لها بأن تجلس ..لينهض من فوق مقعده وأقترب منها ليجلس على المقعد الذي أمامها 

- انتي وكريم حياتكم وتصرفاتكم مش عجباني يامرام

فتمتمت مرام بأرتباك

- انت شوفت كل مشاكلنا دلوقتي عشان الشغل

فنظر إليها جاسم وهو يتنهد بيأس منهم ومن افعالهم ..فأقامته معهم تلك الفتره جعلته يكتشف أشياء كثيره 

- الحكاية مش حكاية شغل بس يامرام ..لان كريم فكره مش راجعي انه يقضي على طموحك 

وكادت ان تبرر له الا ان جاسم نهض من أمامها 

- حياتك هتدميرها يامرام بنفسك وافتكري كلمتي ديه

لتقف مرام أمامه تفرك يديها بتوتر 

- كريم هو السبب

لينظر إليها جاسم ساخرا

- برضوه الماضي واقف بينك .... انتي السبب هو السبب كل حاجه بقيت في الماضي 

وتابع بجمود وهو يطالعها

- كريم بيحبك ... فبلاش تخسري حبه بتمردك وتعيشي نفسك جوه الماضي وأنه هيتخلي عنك في

 يوم

فأرتبكت بشده ورغم حديث جاسم الجامد لها الا أنها تقدره وتعده كشقيق فهي إلي الان لا تجد منه اي شئ مسئ لا هي ولا عائلتها

وهمست بخفوت 

- انا قلقانه من مشيرة وقربها من كريم

ليعود جاسم إلى مقعده خلف مكتبه بهدوء 

- مدام خايفة علي جوزك وحياتك ..حفظي عليهم 

وأنصرفت من أمامها بتوتر ثم وقفت وهي تمسك مقبض الباب قبل ان تخرج من الغرفه 

- هترجع مصر امتي 

فتمتم وهو يطالع الأوراق 

- آخر الاسبوع 

واغلقت الباب خلفها لينظر جاسم الي هاتفه ..وتنهد بيأس من رفيف ..فقد ذهبت لباريس رغم اعتراضه والإجابة أنها تريد ان تستمتع بكل شئ قبل الزواج 

الذي حدد موعده بعد أشهر وليس عام

ونظر إلى دبلته وأخذ يحركها في أصبعه 

ولا يعرف لما شرد بمهرة فطيلة الايام الماضيه ابعد تفكيره عنها ولم يسأل ياسر او مني عن أحوالها او كيف تبدو في عملها حتى ظن أنه قد نسيها 

ولكن الحنين عاد عندما اقترب موعد عودته 

..........................................................

ورد عروس أمامها وقد أصبحت زوجة كنان ..دموعها انسابت دون شعور لتترك ورد ذراع كنان بعد ان سلمها له أكرم 

واقتربت من مهرة تحتضنها بقوة 

- كفايه عياط يامهرة لاحسن اعيط 

فأبتعدت عنها مهرة قليلا لتحتوي وجهها بين كفيها 

- لاء خلاص مش هعيط وانتي متعيطيش 

فأبتسمت مهرة لتجد كنان يقترب منهم .. يضم ورد له بحب

- اوعدك مهرة سأحافظ عليها

فحركت مهرة رأسها له بصمت ..ليبدء العرس 

عرس ضم معارف كنان وأصدقاء وجيران ورد 

ونظرت مهرة نحو والدة كنان التي تطالع كل شئ بهدوء اقلقها 

لتجد جواد يمسك يدها ويقفز بسعاده

- ستأتي معنا مهرة أليس كذلك 

لتضحك مهرة وهي تمسح بقايا دموعها 

وسمعت صوت رقية خلفها ومعها والدها السيد مسعود ومراد وأيضا مني وزوجها وأطفالها والسيد عماد والد مراد

فأبتسمت مرحبة بهم 

- أكيد اتفقتوا تيجوا سوا 

وعبست قليلا وهي تضرب رقيه علي ذراعها برفق

- كان لازم تروحي وتسبيني انا و ورد عشان تجهزي في البيت

ورغم ان مهرة تعلم السبب الأساسي لرحيل رقية لتحهز نفسها بعد ان قضت أغلب اليوم معهم ..فهي تريد ان تأتي مع مراد الذي كانت نظراته تتابع حركة مهرة بفستانها الأزرق الطويل وخصلات شعرها المنسابه على وجهها برقه 

وضحكوا جميعهم ليقترب عماد من مهرة بأبوه 

 - ايه الجمال ده ..ده انا افتكرتك انتي العروسه 

فأبتسمت مهرة بخجل من لطافته 

وجذب يدها قائلا

- تعالي عرفيني على ورد وجوزها. 

فتحركت معه مهرة وهي تكتم ضحكتها ..فالسيد عماد هو من يجعلها تبتسم وتضحك بحق

الكل يرقص وسعيد ومستمتع بالقاعه الفخمه 

وسهير تقف مع عزيز الذي وقف كالغريب وكأنه ليس بعرس ابنته

كانت سهير تنظر علي أولادها 

فكرم منشغل في معاكسة الفتيات ..وأكرم يقف بجانب احداهن وقد عرفها عليها ليهمس بعدها ان هذه هي الفتاه التي يريد خطبتها

ولوت شفتيها بضيق

- خيبه علي خلفتك ياسهير

....................................................

وقف مراد بجانب مهرة بعد ان استطاع الانفراد بها ..فقد حسم قراره وسيخبرها اليوم بحبه لها 

- مهرة

فألتفت نحوه بعد ان كانت منشغلة برقص ورد مع رقية واصدقائها 

- في حاجه يااستاذ مراد

فتنهد مراد بيأس

- بلاش أستاذ ديه يامهرة 

فأبتسمت له بلطف 

- بلاش أستاذ ..نعم يامراد

وطال صمت مراد ..لتنظر مهرة اليه ثم إلى رقية التي تطالعهم من حين لاخر

- بص قدامك هتلاقي اللي بدور عليه 

وغمزت له وأبتعدت عنه .. ليجد مراد رقية تقترب منه 

............................................

اتسعت عيناها وهي تجد جاسم يدلف للحفل بكامل اناقته وذهب مباشرة نحو كنان و ورد 

علمت من كنان عندما اخبرته أنها تعمل في شركة الشرقاوي .. انه يعرف جاسم معرفة سطحية ليس أكثر  وها جاسم عاد وتلقي دعوة كنان 

فنظرت مهرة لمني 

- وصل النهارده الصبح 

فحركت مهرة رأسها بتفهم ... فأخذ جاسم يبحث بعينيه عنها ليجدها تقف بجانب مني ثم أتجهت نحو رجل وامرأه ترحب بهم

قلبه الذي كان كالبحر الهادئ ..اخذ يدق بعنف 

وهو يراها بفستانها وابتسامتها 

وتقدم منها دون شعور فسبب قبوله للدعوه هي رغم أنها لم تأتي منها 

واقترب منها 

- مهرة

لتلتف إليه  بعد ان رحبت بحسين وزوجته 

وأشارت لجاسم تعرفه عليهم 

- السيد جاسم صاحب الشركه اللي بشتغل فيها

ونظرت لحسين 

- حسين جاري ومريم زوجته !


الفصل الواحد والعشرون والثاني والعشرون من هنا 

  لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 


تعليقات