رواية لحن الحياة الفصل الخامس عشر 15والسادس عشر 16بقلم سهام صادق


رواية لحن الحياة

الفصل الخامس عشر 15

والسادس عشر 16

بقلم سهام صادق


أرتبكت من نظراتهم وتمتمت وهي تنحني لتجمع الفوضي التي أحدثتها

- مافيش حاجه ده مجرد فنجان أتكسر 

فأمتقع وجه جاسم وهو يراها تلتقط الزجاج بيدها 

- مهرة أطلبي اي عامل من النضافه هم عارفين شغلهم 

فأمتعضت رفيف من أهتمامه ..وضغطت على ذراعه بتملك

- ألن تريني مكتبي جاسم 

فأبتسم لها وهو يبعد ذراعها عنه .. مشيرا لها بأن تتقدم أمامه 

- أكيد 

ثم ألقي بنظرة أخيرة علي مهرة التي لم ترضخ لأمره وأكملت جمع الزجاج ... فالفنجان قد انكسر لقطع كبيرة مرئية ..

 ولوت شفتيها بأستياء 

- كان هديه من ورد 

فأبتسمت  لها مني بخبث 

- لو مكنتيش مركزه اووي معاهم مكنش ده حصل 

لترفع مهرة عيناها نحو مني . ونهضت من جلستها بعد ان أنهت ألتقاط شظايا الزجاج 

- كنت بتابع الحوار يامدام مني 

وأنصرفت خارج الغرفة وهي تتمتم بحنق من نفسها 

- لازم تركزي وتفحصي في شكلها غبية يامهرة

.......................................................................

انقضت الأيام كما تنقضي بنفس الوتيرة مهرة بعملها الذي تمقته و ورد في عالمها الوردي وعملها الذي أحبته بل عشقته ولم يكن حب عملها الا لقربها من كنان 

وقفت مهرة بملل تطالع رفيف تردف لغرفة جاسم بعد ان ألقت عليهم تحية الصباح 

- هي ايه الحكايه بالظبط يامدام مني 

فأبتسمت مني وهي تغلق الملف الذي أمامها 

- مالناش دعوه أحنا هنا مجرد موظفين 

فأحتقن وجه مهرة وهي تقترب منها ..متذكرة عجرفت رفيف معها الأيام الماضيه 

- طب انا خلصت كل الشغل المطلوب مني ..اقدر أمشي بقي 

فأشارت لها مني نحو غرفة جاسم 

- وأفرض سأل عنك 

فأحتقن وجهها وهي تطالع غرفته تضرب كفوفها ببعضهم 

- أدخله دلوقتي انا ازاي .. والليدي رفيف هانم جوه

فضحكت مني وهي تتذكر أمتعاض مهرة من تعامل رفيف معها بكبر

- يبقي أستني لما تخرج من عنده .

فقطبت مهرة حاجبيها بضيق 

- وأستني ليه انا هدخله.. من حق اي موظف ياخد أجازة مش انصراف مبكر من العمل 

فطالعت مني الاوراق وهي تبتسم 

- الطريق لجاسم الشرقاوي فاضي قدامك  ..أدخليله 

ففردت مهرة جسدها بثقه ..ووقفت أمام غرفته وطرقت الباب وأردفت 

وسقطت أرض بعد ان تعرقلت قدميها .. لتصدح صوت ضحكات رفيف 

فنهض جاسم من مقعده فزعا وأقترب منها يمد لها يده 

- انتي كويسه يامهرة

فرفعت عيناها نحوه ونظرت ليده الممدوده وكالعاده نفرت مساعدته ..ونهضت وهي تنظر لرفيف بغضب 

- خصلت كل الشغل المطلوب مني .. ممكن اخد باقي اليوم اجازه 

فنظر جاسم ليده الممدودة بحنق من افعالها وزفر انفاسه وهو ينظر للوقت فوجد الساعه تقترب من الثانية عشر ظهرا وعندما شعر برغبتها في المغادرة بعد حرجها من سقوطها

- مافيش مشكله يامهرة تقدري تروحي 

وأنصرفت دون كلمه بعدما رمقت رفيف بنظرات حانقه ..لتنهض رفيف من مقعدها 

- لا أصدق أنك تجعل هذه الفتاه مساعده لك جاسم 

الا تري هيئتها

ولوت شفتيها بأمتعاض وهي تعبث بخصلات شعرها 

- رفيف انا في الشغل بأحترم موظفيني بذكائهم  مش شكلهم ولا لبسهم 

وتخطاها وهي يعود لمكتبه

- روحي كملي شغلك 

فأبتسمت وهي تقترب منه ..تجلس على حافة مكتبه 

- سنسهر سويا اليوم أليس كذلك

فأبتسم جاسم... فرفيف ذات سحر طاغي بأنوثتها

ووجدها تنحني نحوه تطبع علي وجنته قبلة سريعه ثم أبتعدت عنه

- اذا أراك بعد دوام العمل 

......................................................................

كل شئ في المنتجع أصبحت تجربه هي وجواد .. ما يريده جواد ينفذ علي الفور ..

نظرت إلى القاعه الضخمه وشاشة العرض ..

وتقدم أمامهم أحد الموظفين بأحترام 

فأخذت ورد تجول بنظراتها في المكان..جواد امس اراد ان يذهب للسينما ويحضر أحد أفلام الخيال العلمي ويأكل الفشار 

وعندما أخبره كنان أنه يستطيع ان يري الفيلم في الجناح علي شاشة التلفاز ويصنعوا له الفشار ..رفض بطفوله واصر ان يري الفيلم بالسينما 

وكانت القاعه المخصصه للسينما في المنتجع لاول مرة تفتح بعد ان تم تجهيزها 

 وأبتسمت ورد بأرتباك بعدما جذبها جواد من يدها كي تنتبه ..

ووصلوا للصف الثالث وجلس جواد بسعاده علي المقعد المريح وقدميه لا تصل للأرض يحركهما بمتعه ويصقف بيديه بحماس منتظرا عرض الفيلم والفشار والكولا 

وأبتسم كنان بحنان وهو يراه بتلك السعاده 

ونظر إلي ورد فوجدها تفرد المقعد ثم جلست بخجل علي يمين جواد 

- اجلس هنا خالو

وأشار الصغير نحو جهة اليسار .. فجلس كنان وهو يشير للموظفان بأن يبدئوا العرض 

وأنطفئت الأنوار وبعد دقائق بدء الفيلم يعرض ..واحد الموظفين اقترب بعلبتين من الفشار بجانب الكولا 

كنان أعد كل شئ من أجل جواد وهذا ما كان يجعل ورد تغرق بحبه أكثر حنانه جميل وعجيب يصبح كالطفل مع جواد رغم أنها تعلم شخصيته الجامده وتعامله الصارم مع موظفينه ولطافته التي يخصها بها ماهي الا 

وأبتسمت وهي تجد قلبها يرسم الأحلام وقد نسيت أنه قديما قد رسم وحلم وانكسر 

وحدقت بالفيلم واسترخت بجسدها فالمكان رائع بشده ...واختلست النظرات نحو جواد 

فوجدته يأكل حبات الفشار ومندمج مع الفيلم وتمتمت داخلها

- طفل وبيتفرج علي افلام خيال علمي .. وانا اللي بتفرج علي برامج الاطفال 

وفاقت علي يد جواد يربت على يدها يحثها علي الأنتباه

- أنظري  ورد .. أريد ان أصبح رائد فضاء مثل هذا 

فأبتسمت على حماسه المحبب وتمنت ان يكون لها طفلا مثله ذات يوم

ونظرت نحو كنان بعد ان حاربت كثيرا رغبة قلبها في النظر إليه ..فوجدته يعبث بهاتفه وكأنه ليس معهم

فشعرت بالأحباط وعادت تركز في مطالعة الفيلم ولا تعلم ان كنان يركز معهم ... وابتسم وقد رأي نظرتها الأخيره نحوه .. فقد قرر ان يلعب قليلا معها

- سنري ورد الي متي الهروب 

كان يحادث نفسه وهو يبتسم وعادت ورد تختلس النظرات نحوه ..فوجدته يبتسم وهو يعبث بهاتفه 

فأصابها الأحباط مجددا فيبدو أنه لا يطيق تلك الجلسة ومندمج مع شئ آخر 

ومر الوقت واندمجت ورد مع الفيلم وقد أصرفت فكرها عنه ..وأخذت تأكل من علبة الفشار بتلذذ

وتستمع الي حماس جواد 

ونهض كنان من مقعده بعد ان رن هاتفه وهتف بالمتصل

- دقيقه وسأكون معك 

وصعد الدرجات برشاقة نحو باب الخروج .. فألتفت ورد تنظر لأثره ثم عادت تطالع الفيلم وهي تزفر أنفاسها بفتور 

ومرت الدقائق الي ان وجدت يد بجانب يدها داخل علبه الفشار ..فسحبت يدها سريعا ونظرت الي من يجاورها ..فوجدت كنان يأكل حبة الفشار متمتما

- رائع 

فأرتبكت ورد ومدت له علبه الفشار ليأخذها

- تفضل

فأبتسم كنان وهو ينظر لوجهها المتورد من الخجل 

- سنأكل سويا ورد 

فأزداد أرتباكها ونظرت نحو جواد فوجدته مندمج بمطالعة أحداث الفيلم 

- ورد 

فألتفت نحوه بخجل ثم وضعت علبة الفشار علي حافة المقعد بينه وبينها 

ليضحك كنان بمتعه ..

- لا أفضل تلك الأفلام

فأبتسمت وهي تخبره

- وانا أيضا 

فسألها كنان بأهتمام عن نوع الأفلام المفضله لها وقد ظن أنها تفضل الأفلام الرومانسية ولكن 

- احب الأفلام التاريخيه 

وتابعت بحماس

- الحروب والخيل والسيوف 

فأتسعت أبتسامة كنان وهو يتأملها بمتعه وشغف

........................................................................

أنهت مهرة لقائها مع المرأه التي جات إليها توكلها في أمر قضية زوجها ..وجلست علي مقعدها بأسترخاء ثم تأوهت بآلم

- انتي فاكره الكرسي الخشب بتاعك زي كرسي جاسم الشرقاوي

وأعتدلت في جلستها تسجل عنوان الشركه التي كان يعمل بها زوج تلك السيده وقد حدثت له إصابة عمل ولم يحصل علي تعويض وطردوه من عمله

ليردف اليها شيكا كأس الشاي وهو يتسأل 

- هتساعديها ياست الأستاذه 

فأبتسمت مهرة وهي تأخذ منه كأس الشاي تتذوقه بمتعه

- تسلم أيدك ياشيكا

وجلس شيكا أمامها وهو يخبرها بظروف تلك المرأه 

- متقلقش ياشيكا هساعدها 

ليتسأل شيكا بقلق من أمر المال

- بس هي معهاش فلوس .. ديه ست علي حد حالها

لتنظر مهرة لعنوان الشركه متمتمه

- قولها متقلقش من حاجه

فطالعها شيكا بأرتياح بعد ان علم أنها ستتولي الأمر دون مقابل 

.....................................................................

تعجبت مني من سؤال مهرة علي اسم تلك الشركه المعروف صاحبها بجشعه وسمعته السيئه ..وأخبرتها بالمعلومات التي تعرفها.. فتحجرت عين مهرة وهي تعلم ان المهمة ليست هينه 

وأردف جاسم وهو متعحب من جلوس مهرة تدق علي الأوراق بتركيز 

- مهرة 

فلم تنتبه لندائه وأخذ يهتف بأسمها مجددا ولكن لا حياة 

لتفزع من صوت الضربه التي ضربها علي مكتبها ونهضت بحنق وقد نست أنها بالعمل 

- هو الواحد ميعرفش يفكر 

ونظرت حولها لتتذكر أنها بالشركه وجاسم يقف امامها ومني تطالعها بدهشة 

ومسحت علي وجهها .. وهي تشيح عيناها عن جاسم الذي وقف يطالعها بجمود ..عاقدا ساعديه أمام صدره 

- اسفين لحضرتك .. تحبي تدخلي مكتبي تقعدي مع نفسك وتفكري كويس

فأحتقن وجهها من تهكمه فهي قد نست وجودها بالشركه 

ولم ترد علي سخريته 

ليعتدل في وقفته ثم سار نحو مكتبه 

- ورايا ياأستاذه 

وأتبعته وهي تنظر لمني التي تحدق بها 

- عايزني في ايه ده 

فضحكت مني ..فكل يوم أصبحت تكتشف بها أشياء كثيره رغم تهورها الا أنها علمت معدنها الطيب

وقف جاسم يزفر أنفاسه بحنق ..ثم ألتف لها بعد هدأت أعصابه وقبل ان يوبخها او يسخر منها 

- من غير تجريح بس انا عندي قضية وبفكر فيها

وتابعت وهي تضبط من وضع نظارتها

- اكيد بتمر بلحظات زي ديه وبتحتاج هدوء 

فضحك جاسم بتهكم وهو يطالعها

- أحجزلك في فندق خمس نجوم ..تستجمي يومين وتفكري كويس في القضيه

فتنهدت بأمل وحلم 

- ياريت ولو كسبت القضيه هعزمك علي كوباية عصير قصب 

وعندما وجدت ملامحه قد تبدلت ..زفرت أنفاسها بتأفف فكل شئ معه بحساب 

- قولي عايزني في ايه عشان نخلص بدل ما انا

وقبل ان تكمل كلامها صرخ بوجهها 

- مهرة 

فهمست بخوف 

- أفندم 

ليحدق بها جاسم للحظات ليلقي عليها أصعب مهمه في حياتها وهي مرافقة رفيف في البحث عن قاعة تلائم فكرها وتصلح لحملة التصوير للدعايه عن المنتج الجديد 

.......................................................................

نظرت سهير لزوجها وهي تفكر في كيفيه تزويج مهرة لأحد التجار 

- ايه رأيك ياعزيز في الحج صبحي 

فأبتسم عزيز وهي يرتشف من قهوته 

- راجل جدع وابن سوق وجزار ليه مركزه

فأتسعت أبتسامة سهير وهي تقترب منه بمكر تهندم له عبائته

- طب ايه رأيك نجوزه لمهرة

...........................................................................

ارتسم الحزن علي محياها ومعاذ يخبرها ان المنتجع لم يتبقي عليه الا شهر ونصف ويصبح مجهز وهنا سيرحل جواد وينتهي عملها 

حقيقه جاهدت علي نسيانها كي تستمتع بيومها 

ولكن لا مفر من الحقيقه مهما كان 

-  بجد ياورد انتي من الناس اللي متتنسيش

وتابع بتفكير

- أيه رأيك تشتغلي في خدمة العملا بعد عقدك في الوظيفه الحاليه ينتهي

فأبتسمت ورد بشحوب وهي تنظر لبهو الفندق 

ولم تجد ماتقوله 

...........................................................................

القاعه التاسعه ولم يعجبها شئ ..كانت مهرة تحادث نفسها بحنق وهي تتبع رفيف ومعها سكرتيرتها

وجلست علي أقرب مقعد قابلها تنتظر ان تنتهي رفيف من تفحص المكان مع المشرف 

وزفرت أنفاسها وهي تتمني ان ينتهي هذا اليوم 

فأقدامها قد تورمت.. فهي من تأتي لهم بالمسئول وترشدهم على الأماكن التي أخذت قائمتها من مني 

وتسألت داخلها وهي تنظر لعلو كعب حذاء رفيف 

- هي مبتتعبش 

لتجد سكرتيرة رفيف تركض نحوها بتعب 

- انا هنقل نفسي من قسم السكرتارية خالص.. ماله الرد على التليفونات 

فأبتسمت لها مهرة... وأشارت للمقعد الآخر 

- أقعدي يانشوي لحد ماالليدي تخلص ..فاكره نفسها في..

وكات ان تكمل باقي عباراتها .. الا ان صوت رفيف أفزعها

- نشوى 

لتنظر نشوي للمقعد ومهرة وذهبت نحو رفيف فهي سكرتيرتها وقد تم نقلها من أجلها

وبعد دقائق كانت رفيف تخرج من المكان ترتدي نظارتها السوداء وتهندم من خصلات شعرها المصففه بعنايه 

وتأملت مهرة المكان قبل ان تغادر

- والله حلو المكان ... مبتفهمش في فن الأختيار

واتجوا نحو السياره المخصصه بالطبع لرفيف 

وصعدت مهرة بجانب السائق تتمني أن تنال القاعه العاشرة مواصفات السيده رفيف

وبالفعل حدث ماتمنت وأنقضي اليوم ..

وعادت  للمنزل لتجد السيد عادل  والد مرام يصعد اول درجه من الدرج بتعب يحمل بعض الطلبات 

- هات يااستاذ عادل عنك 

فألتف عادل لها بأبتسامته الطيبه 

- ازيك يامهرة يابنتي

وتابع بعتاب 

- كده الشغل ينسيكي عمك عادل 

فتناولت مهرة منه مايحمل 

- غصب عني .. انت عارف غلاوتك عندي أنت وأبلة صفاء

وصعدت معه لشقته وهي تحمل الأعراض ويسألها عن حالها .. ففتحت لهم صفاء باب الشقة تنظر لمهرة مرحبة 

- تعالي ياحببتي .. ده انا النهارده عامله كيكة الجيلي اللي بتحبيها وكنت هنزلك نصيبك انتي و ورد 

فوضعت مهرة الأغراض أرضاً.. وقد نست أرهاقها مع كعكة السيده صفاء 

...............................................................................

نظر كريم إلى مشيرة التي تجلس معه في مكتبه يشرح لها بعض الأشياء في الصفقة الجديده 

لا يعلم لما أختارته هو ..فالصفقه بها شركاء أخرين 

وأخرجت سيجارتها تدخن 

- مسموح أدخن 

وضحكت بأنوثه .. ليتمتم كريم بأستياء وهو يرسم أبتسامة مجامله علي شفتيه

- أكيد 

............................................................................

أطرحوها أرضاً فتأوهت بآلم وهي تنظر للرجلان ذو الأجساد الضخمه يتجهون نحو الشركه التي أتت لها لتتحدث مع صاحبها بخصوص مستحقات الرجل الذي لم يهتموا بأمره ولا بأمر أسرته 

وتذكرت كيف كان لطيف معها عندما علم أنها مندوبة من شركة جاسم الشرقاوي 

ولكن بعد ان عرف سبب قدومها إليه كانت هذه هي نهايتها ..تفترش الأرض تتأوه بألم من ذراعها 

وأشفق عليها أحد الماره وساعدها في النهوض 

- ربنا ينتقم منهم يابنتي

...........................................................................

انصدمت مني من ذراع مهرة الملفوف برباط وتعلقه برابطه علي عنقها 

- ايه اللي حصلك 

فنظرت لها مهرة بوجع وهي تتذكر ماحدث 

- ماتخديش في بالك .. حادثه بسيطه 

وتسألت وهي تتمني ان لا يكون قد سأل عنها جاسم وأكتشف تأخيرها 

- سأل عني 

فحدقت بها مني بأسف

- للآسف..وقال عايزك  اول ماتوصلي

فأتجهت نحو مكتبه وهي تزفر أنفاسها بقوه تدعي علي 

الرجلان وصاحب الشركه

وأردفت لغرفته لتجده يطالع بعض الأوراق 

- مدام مني قالتلي انك عايزني 

فلم يهتم جاسم بالرد عليها ..فقد أخبرته رفيف في الصباح أنها سيئه في عملها ولم تنفعها بشئ غير سلوكها وما ساعد كلام رفيف من حنقه منها انها أيضا لم تأتي للعمل في وقته المحدد حتي أنها لم تخبر مني بأمر تأخيرها

- جاسم بيه


يتبع بأذن الله

************


#لحن_الحياة ❤

#سيمو


حيرة (16)

********


أندفع واقفا وهو يري حالتها تلك ونظر لذراعها بقلق

- ايه اللي حصلك

فأرتبكت مهرة من نظراته .. ومسدت علي ذراعها برفق 

- مجرد حادثة بسيطه 

وأقترب منها وهو يحرك رأسه بيأس 

- حادثة ولا مصيبة عملتيها يامهرة 

فأتسعت عيناها ثم أشاحت وجهها بعيدا عنه متمتمه بحنق 

- انا بعمل مصايب 

وأبتسم وهو يمسك ذراعها يفحصه برفق .. فتأوهت وهي تسحب ذراعها 

ليطالعها جاسم بضيق وهو يبتعد عنها

- من ساعة معرفتك وانتي يااما بتدخلي للمصايب برجلك او هي اللي بتجيلك

ولم يجد منها رد الا نظرة الأستياء التي ظهرت على ملامحها 

- ردي عليا ..غلطان انا 

فهمهمت بصوت هامس لم يسمعه .. فمال نحوها متسائلا وهو يرفع أحد حاجبيه

- سمعيني صوتك 

فأزداد حنقها وهي تشعر بوجع جسدها 

-  مدام مني قالتلي أنك كنت عايزني 

ونسي توبيخها حتي حنقه منها .. لا يعلم لما تحول مقته  وغضبه منها لشعور أخر عجيب .. شعور يترجمه عقله أنه ليس الا تقدير وفهم لنواياها 

- احكيلي الحادثة ديه حصلت أزاي 

فلمعت عيناها وهي تتذكر كيف في البداية وصلت لمكتب  صاحب الشركه بأسمه واقحمته في الأمر 

وشحب وجهها وهي تتخيل الرجل يخبر جاسم بأستغلالها أسمه 

- هحكيلك بس 

وحدقت به قليلا وهي تود ان تتراجع ولكن جاسم اعتدل في وقفته منتظرا ان يسمع ما ستخبره به 

واستدارت بجسدها كي تهرب من نظراته 

- ولا اقولك بلاش 

ليهتف جاسم بقوه جعلت جسدها يرتعد 

- مهرة 

ففركت يداها بتوتر وهي تلتف إليه مجددا .. تنظر الي ملامح وجهه تري إذا كان هادئ ام 

وبأنفاس سريعة أخبرته كل شئ ..ثم وضعت بيدها علي قلبها ..تنتظر إعصار غضبه ولكن ما حدث عكس ذلك .. فرغم تبدل ملامحه ونظرته الجامده 

الا أنه اتجه نحو مقعده وجلس عليه .. ينظر أمامه ولا تعلم اذا كان ينظر إليها ام لشئ أخر

وأخذت تدور بعينيها في المكان متسائله وهي تشير للباب 

- أمشي

ولم تجد منه رد .. فقررت أن تغادر من نفسها فيبدو أنه لا يطيق وجودها حاليا 

- انا سمحتلك تمشي

فتجمدت في وقفتها من نبرة صوته الغاضبه 

- ردي

فتمتمت بضيق

- لاء 

ليتنهد جاسم بيأس منها ومن حماقتها

- مني قالتلك عن ناصر ده إنسان سئ.. روحتي شركته ليه

وكادت ان تبرر سبب ذهابها  الا أنه تابع بقسوة

- هتفضلي متهوره لحد أمتي .. مبتفكريش في النتايج اللي ممكن تحصلك 

فحدقت به بضيق هي تعلم ان حساباتها تلك المرة أخطأت بها فلم تجمع المعلومات الكافية عن خصمها ولم تملك السلاح القوي لمواجهته

- عارفه اني اتسرعت ..بس ديه مشكلتي انا هقدر احلها 

فنهض جاسم من مقعده وهو ينظر إليها من رأسها لقدميها

- مهرة ناصر المحمدي راجل تاجر سلاح ...شركته ديه مجرد غسيل أموال 

وتابع وهي يتذكر اقحامها لأسمه

- هنسي أنك قبلتيه بأسم شركتي وهعدي الحكايه ده وتابع وهو ينظر إليها 

- بلاش عند وسيبي القضية ديه 

فتهجم وجهها وأخذت تنظر إليها بجمود 

- مش هتخلي عن القضية ديه .. ذنب ايه أسرة تتشرد عشان راجل معندهوش ضمير 

وأقتربت وهي تحدق به بنظرات متحديه

- وشكرا علي نصيحتك

وخطت خطوه مبتعدة عنه الا أنها وجدت يده تجذبها بعنف 

-  دماغك ديه هتقضي عليكي في يوم 

فدفعت مهرة يده عنها .. وهي تضغط علي أسنانها بقوه 

- مش مهم ..المهم يوم ماأموت اموت وانا قضيت حياتي صح 

ونظرت نحوه لتجده مغمض العينين وانفاسه تتسارع من شدة مجادلته معها

- يبقي مش هتتصرفي خطوه غير وانتي مع أستاذ فؤاد المحامي 

قالها وهو يمسح علي وجه بفتور 

- اكيد عرفاه طبعا

فلمعت عيناها بسعاده .. فؤاد منصور استاذها الجامعي الذي أحبت مهنتها بسببه 

أشهر وانزهه محامي في البلد ..تمنت لو ان تصبح مثله يوما 

وعندما وجدها صمتت علم بموافقتها .. فزفر أنفاسه بأرهاق 

- روحي ارتاحي ولو عايزه اجازه معنديش مشكله 

وعاد يجلس على مقعده يتابع عمله .. وفاقت من شرودها وأنصرفت لتنصدم ب ياسر الذي كان على وشك الدخول لجاسم 

- مالك يامهرة 

سألها ياسر متعحبا من هيئتها

- حادثة بسيطه ياأستاذ ياسر متقلقش 

فحرك ياسر رأسه بتفهم .. ثم أردف لجاسم 

فنظرت لها مني متسأله

- هتروحي ولا هتقعدي 

فأتسعت أبتسامة مهرة وهي تتذكر أجازتها

- لا انا اجازه 

وأشارت لمني بيدها 

- سلام يامدام مني 

فضحكت مني وهي تطالع طيفها ثم عادت لعملها 

................................................................

رفع جاسم عيناه عن الأوراق بعد دخول ياسر 

- مهرة مش عجبة رفيف خالص 

وضحك وهي يجلس على المقعد الذي أمامه 

- النهارده الصبح فضلت تسألني ازاي بقيت مساعده ليك وبتشتغل في مكتبك انت مش حد تاني من مدراء الأقسام 

فطالعه جاسم بحنق من تصرفات رفيف 

- رفيف مش عارف ليه حاطه مهرة في دماغها 

فأبتسم ياسر وهو يخبره

- بتغير منها

فتعجب جاسم من رد ياسر ..رغم ان ياسر موظف لدي جاسم الا ان خلال فترة عمله جعلت بينهم ود واحترام متبادل فأصبح ياسر عقل ومستودع أسرار جاسم كما ان ياسر قد رشحه السيد عماد له مما زاد ثقته به  

- رفيف بتغير من مهرة ازاي 

وضحك بتعجب 

- طب تغير من اي حد تاني .. اما مهرة عجيبه 

فطالعه ياسر وهو يحرك رأسه بأقتناع 

- انا فهمتها وجود مهرة فترة في الشركه وعقد عملها هيخلص 

فتجمدت ملامح جاسم عندما تذكر ذلك الأمر ..فوجود مهرة جدد داخله أشياء كثيره 

وأنتبه لسؤال ياسر

- الذكري الخمسه لافتتاح مجموعة الشرقاوي بعد أسبوعين 

............................................................

أتسعت عين ورد بصدمه وهي تري ذراع شقيقته تربط الرباط عليه برفق بعد  ان دلكته بالمرهم 

- مهرة ايه اللي حصلك 

فنظرت مهرة إليها تطمئنها بعد ان احكمت ربط رباط الضغط عليه 

- متقلقيش ياورد ده شرخ بسيط .. أسبوع وهبقي تمام 

فأقتربت منها ورد تحتضنها بقوه وقد نست أمر ذراعها .. فتأوهت مهرة بآلم ..لتبتعد عنها ورد بقلق

- انا أسفه يامهرة مأخدتش بالي 

فأبتسمت مهرة بحنان وهي تفتح لها ذراعها الأخر  تضمها إليها 

- احكيلي ايه اللي حصل 

وقصت لها ماحدث فورد ان لم تعرف ..ستنقلب الي مذياع قد علقت بطاريته 

ففزعت ورد بما حدث لشقيقتها 

- ازاي يرموكي كده ..هما فاكرين نفسهم مين 

فتمتمت مهرة بضيق وهي تتذكر كيف ألقوها 

- رموني ولا كأنهم بيرموا كيس زباله 

وتابعت وهي تنظر لقبضة يديها 

- بس عارفه يابت ياورد انا اللي مريحني نفسيا اني ضربت واحد فيهم بوكس في بطنه 

فضحكت ورد علي سعادة شقيقتها الحنقاء من ضربها لأحدهم وقد نست مافعلوه بها 

............................................................

كان يبتسم مع كل كلمة تنطقها ..يتناول الطعام بمتعه

طعام رائع ..موسيقى هادئه .. واطلالة علي مياه النيل ووجه حسن كرفيف 

كل شئ بها يفتنه ..قدومها جعل اضطرابه يزداد 

ففي الفترة الماضيه شعر بأن لهفته بها أنطفئ بريقها اما الأن العين والعقل يرغب اما القلب به شئ راقد لم يعد يخفق 

ومسح شفتيه بالمنديل بعد ان أنهي طعامه .. ونظر لساعة يده

فمسكت رفيف كفه بنعومه

- مازالنا في العاشرة جاسم 

ونظرت لساحة الرقص الفارغة

- أريد ان نرقص 

وبعد ألحاح منها ..نهض معها علي مضض 

ووضعت رأسها علي صدره بعد ان شعرت بتجمد جسده قليلا ومدت يدها نحو عنقه تداعبه بأغراء 

ليجد نفسه دون شعور يسترخي ويحاوط خصرها وقد أنبعث سحرها يزلزله 

.....................................................

نظر أكرم بصدمه لوالدته وهي تخبره بأنها جلبت عريس لمهرة والعريس ما هو الا صبحي صديق والده ويماثله في العمر 

- انتي بتقولي ايه ياماما

وتابع بقسوة

- مش كفايه رمينهم كمان عايزه تتحكمي في حياتهم 

فأمتعضت سهير من صراخه بها

- ابوك موافق علي الجوازه .. واه نسترها 

وتابعت وهي تحرك يدها على أساورها الذهبيه 

- وبعدين مالك زعلان كده ليه .. هو الحج صبحي في حاجه تتعايب ده جزار اد الدنيا 

فتنهد أكرم بيأس قبل ان ينصرف من أمامها 

- ده فعمر أبوها 

....................................................

الشاطئ الخاص بالمنتجع قد تم تجهيزه ..فأصبح المكان كلوحة فنية .. نظرت ورد للمكان بأنبهار وهي تمسك يد جواد 

- المكان جميل اوي

فتمتم معاذ وهو يتاول كف خطيبته حسناء 

- كل التجهيزات ديه بملاين.. المشروع ده يمتلكه السيد كنان ومستثمر تاني أماراتي 

فطالعته ورد وهو يحادثها وكيف يحدق بخطيبته بهيام .. فمعاذ اليوم أتي بها هنا بعد ان أخبر كنان أمس بالأمر 

وبعد ان علم كنان بخطبته كانت السعاده واضحه علي وجهه 

- هيا جواد نلعب ونترك العصفورين مع بعضهم 

فأبتسم معاذ علي حديث ورد ..ليهتف جواد بطفوله 

- من هم العصفورين ورد 

ليضحك معاذ وحسناء على فكاهة الصغير ..فتبتسم ورد له بحب وهي تسحب يده خلفها 

- عندما تكبر ..ستفهم بمفردك 

وبدئوا يفترقوا .. ورد مع جواد يركضون علي الشاطئ برماله الناعمه .. ومعاذ مع حسناء يلتقطون بعض الصور هنا مبتسمين لبعضهم بحب 

وكلما ألتفتت ورد حولهم يزداد تمنيها لهم بالسعادة 

ومر الوقت وهم هكذا .. ويأست من قدوم كنان رغم ان جواد أخبرها أنه سيأتي فور ان ينهي عمله 

ولم تنتبه للحفرة الصغيره التي فعلتها هي وجواد  فور ان بدء مرحهم..فتعرقلت قدمها بها .. لتسقط علي وجهها 

كان كنان قادم  ..يبحث عنها بعينيه فقد لمح جواد مع معاذ وحسناء يصورهم وأتسعت عيناه بعد أن لمحها منكبه على الأرض 

فأسرع راكضا نحوها وهو يهتف 

- ورد 

وأصبح أمامه فوجدها تتألم قليلا

- مابكي ورد 

فتمتمت ورد بأرتباك 

- انا بخير لا تقلق 

فجثي على ركبتيه.. وقد وجد بعض التراب علي وجهها ومد يده يمسحه لها ..فأنتفضت من لمسته 

- سيد كنان لا يصح هذا 

فلم يعد كنان يفهم نفورها ... ولمعت عيناه بأتساع وهو يجدها تربت علي حجابها ..ففهم أخيرا وأبتسم

وكاد ان يتحدث الا ان اقتراب معاذ وخطيبته وجواد جعله يتراجع

........................................................

نظرت مهرة الي شقيقتها وهي تعرج على قدمها 

- ايه اللي حصلك انتي كمان

فضحكت ورد وهي تجلس على الأريكة تفرد قدمها 

- ألتواء بسيط متخديش في بالك 

وسمعت طرقات علي باب الشقة ..فنظرت مهرة لورد 

- طبعا هفتح انا 

فأبتسمت ورد وهي تسترخي بجسدها علي الأريكه 

- اكيد مش هقوم وانا بعرج 

وازداد طرق الطارق .. فذهبت لتري من وجدت حماده صبي الحاج إسماعيل 

- المعلم بيسأل مين اللي كان بيوصل ست ورد

وتابع بأنبهار وهو يتذكر ماركة السيارة 

- هو انتوا وصلتوا ولا ايه ياست مهرة ..

فألتفت مهرة نحو شقيقتها تحدق بها بجمود ..فهي تعلم ان الشركه توصلها الي أقرب موقف ثم تكمل هي بعدها حتى تصل إلي حيهم ..ف ألسنة الناس لا ترحم وخاصة هم 

وتمالكت نفسها بعد ان وجدت ورد تنهض بصعوبه من علي الأريكة 

- ديه عربية الشركه ياحماده ..رجلي اتلوت ومكنتش عارفه أروح

فنظر لها حماده .. ثم تمتم قبل ان ينصرف 

- معلش ياست الأستاذه انتوا عارفين المعلم بيحب يعرف كل حاجه وبالذات لو شاف نوع عربيه لسا نازل السوق

وهبط الدرجات بحنق من معلمه الذي حين يري سيارة تعجبه يتلهف في فحصها 

وأغلقت مهرة الباب لتنظر لورد التي اخفضت عيناها أرض 

- انا أسفه يامهرة .. انا والله طلبت من السواق ينزلني على أول الشارع بس السيد كنان امره أنه ينزل عند البيت 

لتتنهد مهرة بضيق 

- متصلتيش بأكرم ليه يجيبك

فضاقت عين ورد بآلم 

- تليفونه كان مقفول 

وعندما وجدت دموع ورد تنساب اقتربت منها بلهفة وضمتها إليها 

- انتي عارفه انا بثق فيكي ازاي ياورد ..بس غصب عني ياحببتي 

وربتت علي ظهرها بحنان وهي تقضم علي شفتيها بقوه

- انا اللي يجيب سرتك بحاجه وحشه أقطعه 

فرفعت ورد عيناها الدامعه وهي تبتسم لشراسة شقيقتها حينما يتعلق الأمر بها 

................................................. 

نظرت مهرة الي هاتفها وهي لا تصدق ان من كان يحادثها منذ قليل يطمئن عليها جاسم الشرقاوي 

وفاقت من مطالعة هاتفها علي جرس الباب .. فنهضت بملل فورد بعملها رغم أنها طلبت منها ان تستريح ولكنها أصرت على الذهاب... اما هي قررت ان تجلس بالبيت وتأخذ أجازتها 

وفتحت الباب لتتسع عيناها وهي تجد زوجة أبيها وابيها أمامها 

ودخلت سهير دون ان تنتظر منها ان ترحب بوجودها... لينظر عزيز ل مهرة 

- ازيك يابنتي 

فطالعته بجمود وقد تجمدت مشاعرها نحوه 

- بخير طول ما انتوا بعاد عني وعن أختي 

لتشهق سهير وهي تلوي شفتيها

- شوف بجاحة البت حد يقول لأبوه كده ..

ثم تمتمت ساخرة

- فعلا زينب عرفت تربي 

لتلتف نحوها مهرة  وهي تضغط علي أسنانها بقوه..فتتراجع سهير بخوف 

وكادت ان ترد عليها ..فسمعت صوت أحدهم 

- هي ديه العروسه ياعزيز


    الفصل السابع عشر والثامن عشر من هنا 

  لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

تعليقات