
رواية لحن الحياة
الفصل الحادي عشر 11
والثاني عشر 12
بقلم سهام صادق
ظلت كلمته تدور بعقلها دون هواده ولم يلجم لسانها من نعته بأبشع الألفاظ بل وترك ذلك العمل البغيض الا ذلك العقد اللعين الذي مضت عليه لعام كامل في سبيل تنازله عن ما اقترفه شقيقها الذي لا يربطها به الا الأسم والدماء
وعندما شعر بهدوئها أراد ان يستفزها قليلا :
- الأدب ديما حلو .. وبيريح
فطالعته بجمود ..ليبتسم هو بسماجه وبرود
وأخيرا وصلت السياره إلى أحد النوادي الراقيه ليحيه حارس الامن
وبعد برهة كانت تسير خلفه تحمل حقيبته الرياضيه التي تود ان تلقيها بوجه :
- ليك يوم ياجاسم ياشرقاوي
وضغطت على أسنانها بقوه وهي تقف خلفه بعد ان وقف ليصافح أحدهم ..وسار مجددا نحو وجهته
فقد كانت صالة رياضية ضخمه بها كل وسائل الرياضه
وألتف نحوها مشيرا لأحد الأركان الجانبيه :
- هتفضلي هنا تستنيني
فعضت علي شفتيها بقوه ... وقبضة على يديها قبل ان تمتد أظافرها وتخدش وجهه الجميل
ومد يده ليخذ منها الحقيبة .. ليجدها تتركها أرضا وتبتعد في صمت
فهتف بحنق :
- حسابك معايا بعدين
وخطي داخل الصالة الرياضيه .. لتنظر حولها بضيق
فالكل ينظر إليها بتفحص وكأنها دخيله على ناديهم العظيم
وبحثت بعينيها عن مكان تجلس فيه... فوجدت مصطبة رخاميه ملتفه حول حوض من الأزهار فجلست وهي تخرج أحد كتب القانون والتي أصبحت تحملها في حقيبتها كي لا تنسى مهنتها الأساسية
ومرت الدقائق وهي تختلس النظرات تارة في اسطر الكتاب وتارة أخري علي نظرات البعض وهم يمرون من أمامها او جهتها
وقررت ان تنهض من تلك الوضيعه .. وسارت نحو الصالة تتأمل كيف يلعبون الرياضة علي أحدث الأجهزة الرياضية
ووجدت هيئتها في الوجهة الزجاجيه الخاصة بالمكان
وتأملت نفسها قليلا كالعاده ترتدي أحد القمصان المقلمة والتي تشبه قمصان الصبيه وبنطال من الجينز الباهت وتعقد شعرها ونظارتها تضعها على عينيها من أجل أتمام هيئتها التي لا توحي بوجود أنثي
وزفرت أنفاسها بحنق فالوقت يمر ببطئ ولا تعلم لما أتي بها هنا ..اهذا هو عقابها الذي اخبرها به في المصنع
وتمتمت وهي تلعنه داخلها.. ولمعت عيناها بمرح وهي تنظر حولها :
- ليه مستغلش وجودي هنا .. وأتبسط شويه
وتركت لقدميها حرية التمتع بالمكان .. مكان مخصص لملعب التنس وآخر لركوب الخيل وآخر للركض وآخر للهو الأطفال .. ومساحات خضراء جميله الي ان أنتهي بها المطاف عند الجزء المخصص للجلوس وهي كافتيريا النادي
ونظرت إلي اعين النساء التي بطبيعتها دوما الفضول ..واتجهت نحو احدي الطاولات وجلست بأسترخاء وهي تضع ساق فوق الآخر ولكن عندما رأت هيئة حذائها
انزلت ساقها سريعا تستمتع حولها بهيئة الجالسين
حتى ان حديث البعض بدء يجذبها
منهن تقص لصديقتها عن ابنتها الجميله المثقفة فيبدو ان الأخرى لديها شاب مقبل علي الزواج ويريدون توفيق راسين بالحلال
فتمتمت ساخرة ومازالت أذناها معهم :
- حتى هنا بيشقطوا عرسان
ثم لفت أنتباهها لحديث أخرى تخبر صديقتيها
عن مافعلته في حفل خطبة حبيبها
وأخرى تحكي عن رحلتها لباريس
ورمت أذناها في الجهة الأخرى لتجد عصفوران من الكناريا كما شبهتهم تخبره بدلع عن اهانة والدته لها أمس لأن فستانها لم يعجبها
فضحكت بعلو صوتها فلم تعد تتحمل تلك الأجواء وقد نظر اليها البعض بنظرات ساخطه
لتجد أحد عمال الخدمه الخاصه بالمكان يسألها تنتمي لأي من الأعضاء ... فرفعت عيناها بغرور مصطنع تهمس داخلها :
- نستغل أسمك شويه ياابن الشرقاوي
وهتفت وهي تعدل من هندام قميصها :
- جاسم الشرقاوي
لينظر إليها العامل بتفحص غير مصدق أنها من ضيوفه .. وعندما لاحظت نظراته تلك ..زاد سخطها
- مالك مش مصدق ..محسسني ولا كأني أعرف رئيس الدوله
فأبتلع العامل سخريتها .. فهو يعلم ان لاحد يدخل النادي الا برفقة عضو من أعضاء النادي ولكن هي برفقة جاسم الشرقاوي لا يصدق
- يافندم مقصدش ..انا لازم أعرف انتي تبع مين من الأعضاء
لتزفر مهرة أنفاسها بقوه :
- ما انا قولتلك جاسم الشرقاوي
وأخرجت من حقيبتها كرنيه عملها في شركته
ليبتسم العامل مرحبا بها :
- منوره يافندم
لتطالعه مهرة بأستياء :
- ماكان من الأول
وتابعت وهي تنظر الي الطلبات التي تقدم للجالسين
- خلينا في المهم .. عندكم ايه يتاكل ويتشرب
فبدء العامل يخبرها بما لديهم ..لتملي عليه بعض الوجبات وبعض العصائر والمثلجات
كان العامل يدون ماتطلبه وهو متسع العينين
- هو في حد جاي مع حضرتك يافندم
لتستاء مهرة من سؤاله الفظ :
- لاء
وقبل ان ينصرف العامل هتفت بجوع :
- تجيب الأكل الأول وبعدين نوعين العصير وبعدين الايس كريم اللي طلبته وياريت تكون الشيكولاته اكتر من الكريمه
وأنصرف العامل وهو ينظر إلي ماطلبته ثم ألتف نحوها بتعجب واستدار مجددا ينفذ ماطلبت فجاسم الشرقاوي عضو مهم ولديه معرفة قويه برئيس مجلس إدارة النادي
وبعد نصف ساعه كانت طاولتها تملئها ماطلبته ..تأكل وتشرب الماء كي تبتلع الطعام إلي ان امتلئت معدتها .. وألتقطت بعض ورقيات المناديل وأخذت تمسح يداها وفمها... لتشير للعامل ان يحمل الأطباق ويأتي بنوعان العصائر الطازجه اللي طلبتها ..وأخيرا جاء وقت تناول المثلجات
ورغم شبعها الا ان عنادها معه جعلها لا تفكر بالنتائج
وتذوقت طعم المثلجات بتلذذ .. لتترك المعلقة بفزع عند سماع صوته :
- مبترديش على تليفونك ليه
وتابع دون ان يترك لها مساحة للرد :
- مفضلتيش واقفه ليه في مكانك
ونظر الي ما تأكل
- شايف أنك بقيتي صاحبة مكان
وازاح أحد الكراسي ليجلس أمامها
فهتفت متسائله :
- خلصت أسألتك
وأخذت تجاوب علي أسئلته ببرود وهي تتذوق طعم المثلجات
- مفضلتش واقفه ليه ..انت مش طفل عشان اخاف عليه
ليحتقن وجه جاسم وأراد ان يضربها بقبضة يده ولكن
وتابعت وهي تستطعم مذاق ماتأكل
- مردتش على تليفوني ..عامله صامت أصل مبحبش الأزعاج وان بستمتع بوقتي
وتابعت وهي ترى الغضب في عينيه
- اما بخصوص المكان... من واجب رئيس العمل أنه يرفه عن موظفينه
لا يعلم كيف يرد عليها فالكلمات تقف بحلقه وهو يطالعها وهي تتحدث وتستمتع بمذاق ما تأكل
وألتمعت عيناه وهو يراها هكذا ... ولم ينجده من تأمله لها الا صوت أحد معارفه وقد كان صديق والده رحمه الله
- جاسم مش معقول ..اخيرا طرقنا اتصدفت ياابن الغالي
ليقف جاسم بأحترام ويصافحه بحرارة ..لتتابعه مهرة بعينيها متعجبه من تحوله السريع
ونظر الرجل بعدها نحو مهرة متسائلا بمرح رغم كبر سنه
- مين الحلوه ديه
وأقترب من مهرة يمد يده يصافحها ..لتنهض من فوق مقعدها بأرتباك ..لتصافحه وشعرت بالألفة نحوه
فأبتسم الرجل وهو يخبرها بهويته ..بعد أن أخذ جاسم دور المشاهد
- انا عماد الراوي لواء متقاعد
لتهتف مهرة وهي تنظر لجاسم الذي وقف يطالعها بجمود كعادته
- أتشرفنا يافندم ..وانا مهرة
وحدقت بجاسم بقوة
- بشتغل عند جاسم بيه
فنظر عماد الي جاسم ببشاشة ومرح
- وبيعملك كويس الولد ده ولا ديكتاتور
وعلي الفور ردت مهرة :
- لاء ديكتاتور
لتتسع عين جاسم من ردها ويضحك عماد بقوه
وهو يجلس على أحد المقاعد
وجلسوا يثرثرون .. وقد اندمج عماد مع مهرة التي كانت تمرح دون العادة وهذا ما أثار الدهشة لدي جاسم
- سيادة اللواء هنا وكمان مين جاسم
لينهض جاسم مبتسما ..مصافحا ذلك الشاب
- أزيك يامراد
وأنضم اليهم مراد بعد ان تسأل عن أحوال كريم .. وأحوال جاسم في العمل
وهتف جاسم بعملية :
- مش ناوي برضوه تيجي تشتغل معايا
فنظر عماد الي ولده الذي قد تخلي من أسبوع عن وظيفته بسبب عدم نزاهة مديره رغم أنه يعمل بشركة كبرى
ليهتف مراد مبتسما :
- لو لسا عرض شغلك موجود فأنا موافق ياسيدي
لتتسع أبتسامة جاسم فأخيرا قد وجد مديرا جديدا لمصنعه يثق به
وأنتبه مراد لمهرة التي أخذت تطالعهم بصمت إلي ان رحب بها
- مش تعرفنا يابابا
وغمز بمكر لوالده... لينظر عماد لمهرة بلطف
- ديه مهرة عروستي الجديده
فضحك مراد علي دعابة والده... ومدام قد مزح والده بتلك الطريقه فبالتأكيد أنه استشعر طيبتها
فعمل والده جعله يعرف متي يكون حازما ومتي يكون لطيفا
وتوردت وجنتيها وهي تري الحديث ينقلب عليها فيبدو أن علاقه عماد بولده علاقة تشبه الأخوه وليس اب وأبنه
وألتقت عيناها بجاسم الذي أخذ يطالعها بجمود ..يضغط علي قبضتي يديه بقوه
وقد ظنت أنه ينفر من وجودها بينهم .. ولكن هو كان يطالعها بنظرة لأول مره يخصها بها
نظرة رجل لأمرأه
.....................................................................
وقعت عيناها دون قصد علي هيئته التي تسلب الأنفاس دون قصد كنان رجلا بالفعل وسيم وسامة طاغيه
وأشاحت وجهها سريعا وهي تخبر قلبها ان يتوقف عن النبض كلما رأه
اليوم جواد أصر عليها ان يهبطوا لساحة الفندق ..فقد مل من جلوسهم في الجناح الواسع
وألتفت حولها تبحث عن جواد لتجده يقف مع أحد الموظفين يأخذ منه الحلوى
فأبتسمت لا شعوريا .. ولم تلاحظ ذلك الذي أخذ ينظر إليها بعد ان أشاحت وجهها عنه
………………………………........................................
بعدما أنهت عملها ..ذهبت حيث المكان الذي أخبرها فيه أكرم انه يريد ان يلتقيها فيه
ووصلت للمكان بأرهاق ..وأخذت تبحث عنه بعينيها لتجده يلوح لها بيده
وأقتربت منه ..وجلست علي المقعد تنتظر الحديث الهام الذي سيخبرها به .. وانتظرت لدقائق وهي تري أكرم يفرك يديه بتوتر
- أنت جيبني هنا ياأكرم عشان نقعد ساكتين
ليرتبك أكرم وهي ينظر إليها ثم جذب تلك الحقيبة التي هي أسفل قدميه معطيا لها اياها
فحدقت مهرة بالحقيبة بقلق متسائله
- فيها ايه الشنطه ديه
ليفتح أكرم الحقيبة .. التي يملئها المال
لتشهق بفزع :
- جبت الفلوس ديه منين
ليتذكر أكرم التوكيل الذي لديه من والدته فكل شئ يعد بأسم والدته
- ده حقك انتي و ورد يامهرة.
لتزيح مهرة الحقيبة بعيدا عنها بغضب
- انت جبت الفلوس ديه ازاي
فشحب وجه أكرم .. فعلمت ان الأمر به شئ
وبعد ضغطها عليه لمعرفة مصدر المال ..اخبرها بكل شئ
لتنصدم من فعلة شقيقها
- سرقة فلوسهم
فتمتم أكرم سريعا :
- انا مسرقتش انا جبتلكم حقكم ...ماما عمرها ماهتديكم حاجه
لتبتسم مهرة ساخره وهي تنهض
- وتفتكر انا و ورد كنا بندور على فلوس ياأكرم
وتابعت وهي مازالت واقفه أمامه
- احنا كنا بندور على الحنان علي السند
فحدق بها أكرم بألم
- رجع الفلوس ياأكرم
وكادت ان تتابع طريقها وتتركه ..الا انها وضعت يدها علي كتفه تربت عليه
- انت مرحب بيك في أي وقت معانا
وأنصرفت دون كلمة أخري .. لينظر نحوها أكرم وهو يشعر بالحب القوي نحوها ونحو شقيقته ورد
.......................................................................
أنصدمت ورد عندما علمت من معاذ ان وجود جواد مؤقت وفترة وسيعود كنان وجواد لوطنهم
لم تركز يوم ان تقدمت للوظيفه أنها فترة عملها مؤقته وكل ما ظنته ان تلك الفتره ستكون كأختبار مدفوع الأجر ثم يكون تعينها
ونظر لها ياسر متسائلا :
- روحتي فين ياأنسه ورد
فأنتبهت ورد لياسر الذي يقف أمامها في بهو الفندق يتحدث معها قليلا يسألها عن أحوالها بالعمل حتي الأن
وتسألت ورد بأمل ان ينفي لها ما لا ترغب بسمعه
- يعني المشروع يخلص وهيمشوا
فحرك ياسر رأسه بأيجاب وهو يتمتم
- اكيد هيجي السيد كنان زيارات بس اكيد علي فترات متباعده هو ليه مشاغله وشركته في تركيا
لتبتلع ريقها وقلبها بدء يؤلمها بألم لا تعرف سببه
.......................................................................
نظرت مهرة للدعوة التي أعطاها لها السيد مسعود ..ورغم أنها لم تكن تفكر ان تحضر الا ان اليوم كان مرهق علي أعصابها فقررت ان ترفه عن نفسها اليوم وهاتفت ورد كي يلتقوا ويذهبوا سويا ولكن ورد تعللت بعدم رغبتها في ذلك
ووصلت لوجهت المعرض ودلفت للداخل تتأمل المكان واللوحات والأشخاص الموجودين ..لتقترب منها رقيه بأبتسامه هادئه
- نورتينا
فأبتسمت مهرة لها فتلك الفتاه تشبه شقيقتها بأبتسامتها
وأقترب مسعود من ابنته غير مصدقا من مجئ مهرة
مرحبا بها
- ديه مهرة اللي حكتلك عنها يارقيه
لتصفحها رقيه تلك المره بود
- بابا حكالي عنك .. ومعجب جدا بشخصيتك
فأرتبكت مهرة ..فالمدح تلك الأيام أصبح يتدفق عليها من جميع الناس الا شخصا واحدا تود أكله بأسنانها
وأستأذنت منها رقيه بلطافه ..لتذهب لضيوفها
كما استأذن مسعود مشيرا لها بأن المكان لها
وأبتسمت بأنبهار وهي تقف أمام أحد اللوحات ..لتسمع صوت أحدهم
- أنسه مهرة
لتلتف مهرة نحو مصدر الصوت فقد كان مراد ابن السيد عماد
- صدفة عجيبه
لتتمتم مهرة بغرابه
- فعلا
وأقتربت رقيه من مراد بلهفه وحب
- كبرتي يارورو وبقي ليكي مشاريع
وفهمت من حوارهم أنهم اولاد خاله
وابتسم مراد وهو يطالع رقيه
- رقيه أختي الصغيره
وأنتبهت مهرة وهي تبتسم لهم لملامح رقية التي تغيرت عند سماعها لتلك الكلمه ..فعلمت ان أحدهم واقع بالحب والأخر لا يري
.......................................................................
كان يتفحص بعض أعماله علي حاسوبه .. ليشعر بالملل والأرهاق ووجد نفسه يلتقط هاتفه ..يتأمل صورتها معه و مع جواد
......................................................................
كانت دعوة مشيرة لكريم لأحد حفلاتها ماهي الا بداية لخطتها
اقترب منها كريم مصافحا لها بأبتسامة لطيفه
لتسأله مشيرة والتي هي مصريه من حيث الأب وأردنية من حيث والدتها
- فين المدام يابشمهندس
وكانت الاجابه كما رغبت
- زوجته لا تفضل تلك الأجواء ..غير أنها منشغله بطفليهم
.........................................................................
رفعت مني وجهها نحو مهرة التي يبدو عليها مستمتعه بيومها .. وأخذت تتفحصها بعينيها تتعجب من هيئتها بها شئ مختلف ولكن لا تعرفه
الملابس كالمعتاد ..نظارتها التي أصبحت تشك بأمرها ..ملامحها كما هي ليس بها زينة ..شعرها
نعم شعرها هو من به شئ عجيب رغم أنها مازالت تعقده ولا تظهر طوله الا أن اليوم تسريحته مختلفه قد أظهرت جمالها الهادئ الذي تخفيه
وطرقعت أصابعها أمام مني:
- مدام مني .. روحتي فين
فأبتسمت لها مني :
- فيكي حاجه عجيبه النهارده وكنت بحاول أكتشفها
فخجلت مهرة ..فالكل بدء يخجلها بلطفه :
- بتهيألك انا زي ما انا
فضحكت مني علي أرتباكها :
- وبقينا نتكسف
وعندما لاحظت مني أرتباكها وتوترها :
- اتأخرتي كده ليه النهارده
لتهتف وهي تبعث في الأشياء الموجوده على مكتب مني المرتب
- كنت بخلص شوية ورق لموكل عندي
فأبتسمت مني بلطف
- حظك حلو النهارده ان جاسم بيه مجاش لأنه تعبان شويه
لتظهر السعاده علي وجه مهرة وهي تفرد ذراعيها
- ياسلام علي الأخبار الحلوه
وتابعت وهي تميل نحوها :
- قوليله ياخد أجازه أسبوع كده عشان صحته
فضحكت مني وهي تري سعادتها بذلك الخبر
- أسبوع ..روحي يامهرة على مكتبك
لتبتسم مهرة وقد وجدت فرصه كي تغتاب جاسم مع مني
- عشان نرتاح منه شويه
وأخدت تنعته بمسميات كثيره .. ومني متسعة العينين وهي تري جاسم يردف للمكتب مشيرا لها ان تصمت ..ووقف خلفها يضع علي أنفه منديلا ورقيا
- انتي ازاي أشتغلتي معاه خمس سنين
انتي تستحقي جايزه في الصبر
وتابعت وهي تلوي شفتيها بأمتعاض
- انا السنه تخلص بس ومش عايزه أسمع اسمه
ونظرت الي مني متعجبه من نظرتها وتحرك حاجبيها
- مالك يامدام مني
فتنحنحت مني بحرج... وصدح صوت عطسة قد فلتت من جاسم دون قصد بسبب نزلة البرد
لتتسع عين مهرة وهي تلتف نحو صاحب تلك العطسه
يتبع بأذن الله
**********
#لحن_الحياة <3
#سيمو
وبدء القلب يخفق دون شعور (12)
************************
كانت الصدمة جالية علي وجهها وهي تراه يقف خلفها يطالعها بنظرات جامده
ورفع يده مشيرا لها بتحذير ولكنه قد يأس منها
وأتجه نحو مكتبه وهو يهتف :
- بعد نص ساعه استدعيلي مدير التسويق
ثم ألتف مجددا ليجدها تقف متسعة العينين من صدمتها فيما سمعه
- استاذه مهرة لو مش هنضيع وقت حضرتك في استكمال شتيمة صاحب الشركه .. محتاجك دقيقتين
فتنحنحت مهرة حرجا من أسلوبه ... وأتبعته تحت نظرات مني
ودلفت خلفه لتجده يجلس علي مقعده بأرهاق
ويفرك جبهته من اثر الصداع .. وأحني رأسه قليلا
وأنتظرت ان يوبخها كالعاده ولكن
- اللعبه هتنتهي امتي
فطالعته دون فهم
- لعبة ايه يافندم
فزفر جاسم أنفاسه بتعب واضح علي ملامحه
- لعبة الند بالند
فأرتبكت ووقفت تطالع اللاشئ
- بعترف انى استمتعت بالعبه شويه .. بس الحكايه ابتدأت تمحي الأحترام
وكادت ان تهتف لتدافع عن نفسها وأنه هو السبب في ذلك ..فأشار لها بأن تنتظر الي ان يكمل حديثه
- مش هنكر ان انا اللي قللت من احترامك الأول واتعاملت معاكي كخصم
ففتحت فاها كالبلهاء .. فيبدو ان نزلة البرد قد فعلت أشياء عجيبه
- لحد ماالسنه تخلص هتقضي مهمتك كموظفه ليها احترامها
وحدق بها بقوه
- الفيصل في اي شئ هو شغلك ..
وتابع محذرا :
- وياريت تأجلي مقتك علي صاحب الشركه بعد ما مدة تعينك تنتهي هنا
وحاولت ان تتحدث من هول ماسمعت ولكن أشار لها بحسم ان تنصرف
وانصرفت وقد أصبح عقلها يدور بحلقة واسعه جاسم الشرقاوي شخصية لا تفهم
وتنهد جاسم وهو يدق علي سطح مكتبه بأطراف أصابعه ..فأمس قد علم من أحد مصادره بمن كان يتبع شقيقه وفضح أمره في التشكيك بزيجته ..هو نفس الصحفي الذي اخبره عنه ياسر وقد رأي مهرة برفقته يوما ..ولكن معلوماته كانت عن طريق أحدي رفيقات شقيقه القدماء وليس كما ظن ياسر عندما أخبره بالأمر
وأخذ يزفر أنفاسه بحنق فأول تهمه ظنها بها قد زالت
اما وجودها الذي يذكره بحبيبته القديمه ..فأكتشف أنهم شتان .. مهرة متمرده للدفاع عن حقها لا أكثر
لا من أجل ان تظهر بمظهر الفتاه المتمرده كمن عرفها قديما
غير ان يوم النادي رأي شئ خفي بها ..رأي طفله تخجل من كلمة جميله .. رأي هدوئها مع من يلاطفها
وضحك وهو يتذكر كيف تكون قطة شرسه عندما تشعر بأن من أمامها يقلل من قدرها ويهينها
والقطه لا تظهر الا معه ..
...........................................................................
نظرت ورد للطبق الثالث الذي وضعه موظف الخدمه بعد ان وضع لهم وجبة الغداء
لتجد كنان يردف للجناح وهو يطالعهم ليهتف جواد بسعاده :
- ستأكل معنا اليوم خالو
فأبتسم كنان وهو يقترب منه ليقبله
- بالتأكيد
ونظر نحو ورد المرتبكه متسائلا :
- كيف حالك ورد
لتتمتم بخجل من حضوره :
- الحمدلله
وداعب شعر جواد
- سأغسل يداي وأعود ..لا تأكل من غيري
فضحك جواد وهو يحرك له رأسه بأنه سينتظره
وبعد دقائق كان يجلس كنان معهم ..يتناولون الطعام ممازحا جواد ..و ورد تقلب في طبقها بخجل ولم تأكل الا لتداري أرتباكها
-يبدو ان ورد تخجل من وجودي جواد
فنظر جواد نحو كنان غامزا له بعينيه
- أغمض عينك قليلا خالو وستأكل هي
فأرتبكت ورد وهي تنظر لجواد بعتاب ..ليضحك بعدها من نظراتها
فأبتسم كنان وهو يري كيف أنسجم جواد مع ورد
- هل تريدي ان أنصرف ورد لتأكلي براحه
فأشتعلت وجنتي ورد بخجل
- لا سيد كنان ..لقد شبعت
ليحدق كنان بملامحها الهادئه ..فورد مايميزها هو هدوئها ونظرة عيناها الدافئه ..
ونهضت من أمامه مرتبكه خائفه من ذلك الشعور الذي بدء يسري داخلها جعلا أياها تحلم
.........................................................................
أوقفتها أحدي جارتها علي أعتاب البيت
- مهرة عايزاكي في موضوع ياحببتي
لتنظر مهرة نحوها بتوجس ..فالسيدة عزيزه تعد الخاطبة الخاصه بحيهم من كثرة توفيقها بين بنات الحي وشباب أخرين لا تعرف من اين تأتي بهم
وفتحت لها مهرة قفل مكتبها وأدخلتها الحجرة الصغيره .. ووضعت لها المقعد لتجلس عليه متسائله :
- خير ياخالتي عزيزه
فأبتسمت عزيزه وهي تتفحصها بعينيها
- خير ياحببتي ان شاء الله .. هي فين ورد صحيح
فلمعت عين مهرة وأخذت تتفحص هيئة وجهها
- ورد لسا في شغلها
فتمتمت عزيزه :
- بكره تتهني في بيت جوزها ولا شغل ولا تعب
لتحك مهرة ذقنها وقد فهمت قدومها
- اه قولتيلي .. ندخل في الموضوع بقي ياخالتي عشان انا تعبانه وعايزه انام
لترتبك عزيزه من نظرات مهرة
- جايبه لورد عريس انما ايه صنيعي كسيب اد الدنيا
وتابعت :
- و ورد أختك فيها كل المواصفات هاديه ومالهاش حد يقرفه أصل ياعيني جوازته الأولي باظت بسبب حماته وحماه
ونظرت إلي مهرة التي تجمدت ملامحها
- ها ايه رأيك يامهرة
لتحدق بها مهرة بجمود وقبل ان تنطق بشئ
- متأخذنيش يامهرة ياحببتي .. بس مين هيبصلكم من ولاد الناس اللي ليهم عائلات ..ابوكم ورميكم وأمكم الله يرحمها ملهاش حد هنا ولا نعرف ليها حد
وتابعت وهي تلوي شفتيها
- فكري وقوليلي رأيك ياحببتي
لتنهض مهرة من فوق مقعدها وقد لمعت عيناها بغضب
- طلبك مرفوض... وياريت توفري نصايحك وخدماتك لنفسك
وهتفت بعلو صوتها
- بره يازوزو .. ولا نسيتي نفسك
لتتسع عين عزيزة وقد ظنت ان أصلها قد محيه الزمن
لتقف مهرة أمامها
- نورتي يازوزو
وركضت عزيزه بخوف للخارج وهي تتمتم حانقة فهي تفعل خير لتلقي هذا الشر
لتهوي مهرة علي مقعدها مجددا متذكرة والدها
- انت السبب
.................................................................
ذهبت إلي عملها دون حماس .. لتجد مني تخاطب أحدهم بالهاتف تخبره بألغاء موعد اليوم لعدم وجود جاسم
وأغلقت الهاتف وهي تزفر أنفاسها
- كويس انك جيتي يامهرة
لتتسأل مهرة وهي تشعر بوجود خطب ما :
- هو جاسم بيه مجاش
فحركت مني رأسها بأيجاب ..ملتقطه بعض الملفات من علي سطح مكتبها
- الملفات ديه المفروض جاسم بيه يشوفها ويمضيها وللأسف النهارده هو مش جاي لظروف صحيه
وتابعت مبتسمه :
- وانتي اللي هتروحي توديها ليه
فعقدت حاجبيها بتسأل :
- اروح اودهاله فين
فتمتمت مني وهي تطالع شاشة الحاسوب :
- البيت يامهرة
وأبتسمت وهي ترفع وجهها نحوها
- اكيد عارفه العنوان
فألتقطت منها مهرة الملفات بحنق ..وانصرفت نحو فيلته التي تعرفها تماما وكيف لا تعرفها ولها بها اسوء لحظتان
واخيرا وصلت الي وجهتها لتجد نفس الحارس الذي قد اسقطها أرض هو من يفتح لها البوابه
ليحدق بها الحارس متذكرا ملامحها
- انتي تاني
لتتقدم منه مهرة بخطوات واثقه وهي تحمل الملفات
- اه انا .. ووسع كده عشان مش فاضيه
ليضع الحارس بيده أمامها
- هي وكاله من غير بواب اتفضلي ياانسه
فأغمضت عيناها قبل ان تدفعه بقبضه يدها وتردف للداخل ..مشيرة للحارس الأخر
- ابعد زميلك ده عني ..عشان شكله بيعصبني
وتابعت وهي تنظر إليهم بتحذير ..رافعة بعض الملفات
- انا موظفه في الشركه .. واظن انك شوفتني هنا من كام يوم مع جاسم بيه في عربيته
ليتذكرها الحارس
- ايوه يافندم ..ثواني بس اعرف البيه بوجودك لان ديه أوامر
لتتأفف بحنق
- داخله لرئيس الدوله انا
ونظرت حولها لتجد مقعد .. فجلست عليه وهي تنتظر الرد
- جاسم بيه منتظر حضرتك
لتنهض من مقعدها واقتربت من الحارس الذي تفتعل معه شجار دوما
- قال تتفضل اه يابتاع وكاله من غير بواب
..........................................................................
نظرت سهير الي اكرم وهي تضرب علي صدرها
- يانهارك مش فايت عايز تسرق أمك ياأكرم
ليطالعها أكرم بضيق
- انا مسرقتكيش انا بديهم جزء من حقوقهم
وتابع وهو ينظر لفخامة شقتهم :
- احنا مش فقره عشان نسيب أخواتي عايشين كده في بيت قديم بيصرفوا علي نفسهم
لتمتعض سهير من حديثه
- وهما أشتكولك .. فوق كده ياأكرم انت ملكش غير اخ واحد هو كرم وبس
وتابعت بتصنع وهي تضع بيدها علي قلبها :
- افضل زعلني منك كده لحد ما تموتني وترتاح يابن بطني
ليقترب منها أكرم بفزع يحاوطها بذراعيه
- خلاص مش هفتح معاكي الموضوع ده تاني بس أرجعي ابعتلهم الشهرية بتاعتهم .. واعزميهم عندنا
وتابع بأمل :
- اقولك علي حاجه أحسن جبيهم يعيشوا معانا
لتنفض سهير ذراعيه عنها بقوه
- اجيب مين يعيش معانا .. فوق ياابن بطني ومتزعلنيش منك انا كل اللي بعمله ده عشانك وعشان اخوك.. ديه فلوس جدكم اللي هو ابويا
وكويس اووي اني صرفت عليهم طول السنين اللي فاتت
وأنصرفت من أمامه ..تتباطئ في خطواتها
- اعقل ياأكرم وخليك حبيب أمك يا حبيبي
........................................................................
أصبح يجلس معهم بالجناح يتابع أعماله .. كانت تسمعه وهي يتحدث في هاتفه بحزم فأدركت حقيقة كانت غافلة عنها كنان رجلا ذا أسم قوي في وطنه
ومستثمر له وضعه في بلدها لا تعلم لما شعرت بحرقة بقلبها وعينيها وهي تجد عقلها يخبرها بأن لا تنجذب لهذا الرجل
وتابعت أهتمامها بجواد وهي تعلمه القراءة بالعربيه
ولم تدرك بنظرات كنان لها بعد ان أنهي مكالمته
وعاد يجلس علي الأريكة مجددا يضع حاسوبه علي قدميه وأندمج في أعماله.. ليرفع وجهه بعد برهة نحوهم علي صراخ ورد بآلم .. فجواد دون قصد منه قد طرف عيناها بأصبعه
فترك حاسوبه وتقدم منها بقلق
- مابكي ورد ..أرفعي وجهك
وجثي علي ركبتيه امامها ..منتظرا ان ترفع عيناها ولكنها نهضت سريعا من أمامه وهي تضع بيدها علي عينها المتروفه
- انا بخير
ونظرت إلي الصغير مطمئنه
- لا تقلق جواد .. لا يوجد شئ
فطالعها الصغير بأعين دامعه من خجله .. ليجد كنان نفسه مازال جاثي علي ركبتيه وقد نهضت من أمامه وكأنها تنفر أقترابه
هذا الشعور الذي وصله ولكن هي تفعل ذلك كما تربت فهو الي الآن لم يركز انها محجبه
وأعتدل في وقفته يطالعها بملامح جامده ..لينصرف بعدها دون كلمه
لتحدق هي في خطاه بصمت
........................................................................
جلست مهرة علي أحد المقاعد المريحه تحتسي كأس الشاي منتظره إنهاء جاسم مطالعة وتدقيق الأوراق
ونهضت من فوق مقعدها بملل وهي تنظر لساعة يدها .. فجاسم يجلس امامها مركزا علي الأوراق يسعل ويضع منديلا ورقيا علي انفه
أشفقت علي هيئته ولكن حتي وهو مريض ذو هيبه
ورفع جاسم عيناه عن الأوراق
- في حاجه يامهرة
فأجابته بتلقائية
- زهقت من القاعده الصامته ديه
فأبتسم بيأس من لسانها الذي لا يراعي مع من يتحدث
وعاد لمطالعة أوراقه ..فأخذت تدور حولها بالمكان تزفر أنفاسها بحنق
- مهرة الفيلا عندك كبيره... أتسلي مع نفسك لحد ما اخلص الورق
لتنظر إليه بتبرم .. وأنصرفت من أمامه تبحث عن أي شئ يُسليها الي ينتهي من مطالعة الأوراق وترحل
ومرت ساعه ولكنها وجدت متعتها في المطبخ مع الخدم ..جلست علي أحد المقاعد تثرثر معهم وتأكل من طبق الفاكهة الذي وضعوه أمامها
- بس انتي لازم تطلقي منه يافوزيه ..بقي كل يوم علقة وبتصرفي علي البيت ويعمل فيكي كده .. ده ميتحسبش في سوق الرجاله بنكله
ليمتقع وجه المدعوة فوزية وقد أرتسمت علي ملامحها اليأس من حال زوجها
- بحبه ياست الأستاذه ..
وضربت علي موضع قلبها
- قلبي ده مش عارفه اعمل في ايه
لتحرك مهرة شفتيها بأمتعاض وهي تقضم ثمرة التفاح
- يبقي تستهلي اللي انتي فيه يافوزيه ..خليه يضربك بقي
ونظرت إلي مدبرة المنزل السيدة هدي
- انتي ايه رأيك يامدام هدي
فنظرت إليها هدي التي لم تشاركهم الحديث
- معلش يابنتي أصلي سرحت شويه
فشعرت بأن تلك سيدة تعاني من خطب ما .. وحدقت هدي بمهرة طويلا
- انتي فعلا محامية يابنتي
فأبتسمت مهرة لها وهي تحرك رأسها
- منظري مايدلش انا عارفه
وضحكت لتضحك فوزية معها
وأنقضي الوقت سريعا .. لتسمع صوت جاسم يهتف بأسم أحدي الخادمات
لتركض إليه الخادمه وعادت تنظر لمهرة
- جاسم بيه بيسأل عنك ياأستاذه...
لتلقط مهرة أحدي الجزرات وتخرج اليه وهي تقضمها ..لتجده يحمل الأوراق التي دققها
ونظر لها وهي تقضم الجزره
- الورق خلص خلاص
ليعطيها جاسم الأوراق وهو يكتم ضحكته بصعوبه علي هيئتها
- خلص يافندم
لتحدق به وهي تعلم بسخريته
وأنصرفت حانقة ومازالت تقضم ماتأكل ولكن بشراسه
- السواق بره منتظر يوصلك الشركه
وعندما ألتفت لتخبره أنها لا تريد خدماته .. وجدته صعد نحو الطابق العلوي بخطوات رشيقه
.....................................................................
وقفت أمامه تطالبه بأن تعمل فقد ملت من وجودها هنا
- كريم انا زهقت .. انا عايزه أشتغل لأرجع مصر انا وولادي
لتضيق عين كريم وهو يسمع تهديدها
- ولو قولت لاء يامرام
فلم تتمالك نفسها ..فالغربة أصبحت قاسية عليها
- يبقي هنزل مصر .. انا خلاص زهقت من حياتنا
وضحكت بألم
- حياة أتبنت غلط ..حياة أتبنت عشان تمنع فضيحة عيلة الشرقاوي
ودمعت عيناها وهي تطالع الرجل الذي أحبته ومازالت تحبه ولكنها مع حبها كرهت نفسها فأصبحت لا تشعر بشئ جميل بينهم يفعله
وأقترب منها ليضمها اليه ولكنها فجأته بأبتعادها عنه
........................................................................
وقف يطالعها والصداع يضرب رأسه بقوه ..فيبدو وجوده مع مهندسي المشروع اليوم في الشمس الحارقة التي لا تشبه حرارة موطنه قد أثرت عليه
كان معاذ يقف معها وجواد يسمك بيدها ..يعلم ان معاذ سيأخذهم ليتجولوا قليلا في المنتجع
وعندما لمحها تبتسم بخجل لشئ قد قاله معاذ
ذهب نحو المصعد ليصعد لجناحه
وهتف معاذ بمرح :
- مستعدين نتمشي شويه في المنتجع ..جو العصاري دلوقتي حلو اووي
فرحبت ورد بالفكره اما جواد كالعاده متحمس لفعل أي شئ
وتذكرت ورد أنها لم تجلب حقيبتها من أعلي .. فهي فور إنهاء تجولهم ستغادر فلم يتبقي علي انهاء عملها الا ساعتين
- أستاذ معاذ ثواني هطلع أجيب شنطتي من فوق وراجعه
فهتف معاذ من أجل ان يريحها :
- استني هبعت حد من الموظفين يجبهالك
فأبتسمت ورد بأمتنان
- انا هطلع أجيبها متتعبش حد
وأنصرفت من أمامه لتصعد لأعلي
وما ان وصلت للجناح وجدت كنان مسترخي علي الأريكة مغمض العينين
فأرتبكت من وجوده ..وجالت بعينيها تبحث عن حقيبتها فوجدتها كما تركتها وتنحنحت بخجل
- سيد كنان
ففتح كنان عيناه بأرهاق
- هل أنت بخير
ليحرك كنان رأسه وهو يتحاشا النظر اليها
ليجدها تقترب منه بقلق
- لا تبدو انك بخير
فتمتم بتعب
- انا بخير ورد .. اعاني فقط من الصداع
فأشفقت عليه فهو يبدو بالفعل متعب
وألتقطت حقيبتها لتخرج منها قرص مسكن للصداع الذي تعجله دوما في حقيبتها
وأخذت كأس الماء الموضوع علي الطاوله هاتفة بأسمه مجددا
- سيد كنان
ففتح كنان عيناه ثانية ونظر الي يدها الممدوده.. لتخبره بأبتسامتها الهادئه
- مسكن للصداع
فتناول منها كأس الماء والمسكن وابتلعه
- شكرا ورد
فأرتسمت شفتيها بأبتسامه ودوده
- العفو ..لم أفعل شئ لأشكر عليه
فأبتسم كنان وهو يطالع ملامحها التي تشع خجلا لم يراه من قبل في من عرفهن
وأنصرفت من أمامه بفستانها البسيط المحتشم
كل شئ بها يجعله يفتن وعاد يغمض عيناه
- يبدو ان قلبي اصبح يريدك ورد
.......................................................................
أنعشت مهرة جسدها بالماء الدافئ كي تزيل عنها أعباء اليوم ..فاليوم كان لديها جلسة بالمحكمة من أجل قضية خلع أنتهت بمصالحة الزوج للزوجه ثم ذهبت لعملها الأخر بعد ان كان لدي مني علم بتغطية تأخيرها وعندما جاءت للعمل كانت مهمتها ان تذهب لجاسم اليوم أيضا بأوراق احدي المناقصات يومان علي التوالي تذهب لمنزله لأنه اراد الراحه بالمنزل
وتنهدت ساخرة
- ماهو صاحب الشركه ..
وتابعت بحالمية :
- امتي ارجع صاحبة عمل من تاني واشتغل حرة نفسي
ووجدت يد ورد علي كتفها تكتم صوت ضحكاتها
- بتكلمي نفسك يامهرة
فطالعتها مهرة بأستياء
- ديما مطلعاني من أحلامي
ودفعتها بيدها
- تعالي معايا اودي ملف الصفقة ديه .. واوعدك نتمشي شويه في الهواء الطلق
فضحكت ورد وهي تفرد ذراعيها بأرهاق
- متحاوليش تقنعيني عرضك مرفوض
فأحتقن وجه مهرة وهي تجد ورد تتسطح علي الفراش فعلمت انا لا مفر من الذهاب بمفردها
وأرتدت ملابسها سريعا ..وأنصرفت تحمل الملف متوعده لمني لما تضعه عليها من مهام
وأخيرا وصلت لوجهتها ودون جدال كالعاده مع الحارس ..دلفت تتباطئ بخطواتها
تستمتع بالهواء المنبعث من الحديقه المصفوفة بعناية
وفتحت لها مدبرة المنزل السيدة هدي بأبتسامه دافئه مرحبة بها ووجدت جاسم يهبط الدرج ويتحدث بهاتفه بطريقة عملية
وأنتظرت ان ينهي مكالمته...ولكن يبدو ان المكالمة طويله .. فأشار إليها ان تستريح وتنتظره
وأردف لغرفة مكتبه .. فتأففت مهرة بحنق فهي تريد ان تعطيه ملف المناقصه وتخبره بالتعديلات التي تمت في الأوراق وتنصرف فالظلام قد حل
ووضعت ملف المناقصة علي الطاولة التي أمامها
وخرجت من الشرفه التي تطل علي المسبح والحديقة
لتستنشق الهواء بمتعه
وفجأة انصدح صوت المُفرقعات عاليا فألتفت تتأمل الأضواء في الظلام فيبدو يوجد حفله في أحدي الفلل القريبه
كانت تتابع انطلاق المُفرقات بأشكالها ولم تدرك ان كلما تحركت قدميها للخلف اقتربت من المسبح
وأنزلقت قدماها..لتهوي في ماء المسبح