رواية لحن الحياة الفصل الثالث عشر 13والرابع عشر 14بقلم سهام صادق


رواية لحن الحياة

الفصل الثالث عشر 13

 والرابع عشر 14

بقلم سهام صادق


شهقت شهقات متتالية وهي ترفع رأسها من أسفل الماء .. ولخبرتها القليلة بالسباحة ولحظها ان حمام السباحه لم يكن ممتلئ بالكامل تحاول ان تخرج دون مساعدة ...

لتجد جاسم متسع العينين وقد خرج للتو من الشرفة مصدوما

 - بتعملي ايه هنا ؟

سؤال كان عبقريا فالمواقف تظهر أحيانا عبقرية عقولنا الخارقة

وبدء عقله يستعب الموقف ..فأنفجر ضاحكا وهو يقترب من حوض السباحه كي يلتقط يدها ولكنها نفرت يده الممدوده وصعدت بمفردها بملابسها المبتله صارخة بوجه 

 - انت بتضحك علي ايه 

فما زاد من صراخها الا ازدياده بالضحك فمهرة تقف أمامه يقطر الماء منها ونظارتها في يدها وتمسح عيناها 

 - لو سامحت بطل ضحك 

هتفت بنرة ممتعضه .. ليتوقف جاسم عن الضحك متسائلا بجديه :

 - اوعي تقوليلي كنتي نازله حمام السباحه تعومي بهدومك 

ليتهكم وجهها من سخافة الموقف 

 - رجلي اتزحلقت ووقعت 

فعاد يضحك مجددا وهو يتخيل الموقف 

 - انت ماصدقت تلاقي حاجه تضحك عليها 

ونظرت إلي ملابسها بيأس فكيف ستعود لمنزلها هكذا 

 - انا هروح كده ازاي 

وعطسة فجأه ليدرك ان الموقف بات سخيفا وأنها إذا ظلت هكذا ستمرض ..وزفر أنفاسه بقوه وهو يهتف 

 - ياهدي 

لتأتي هدي اليه مصدومه من هيئة مهرة ولكن سريعا ماتجاوزت صدمتها 

 - خدي مهرة أوضتي فوق .. وشوفيلها اي حاجه تلبسها 

وسارت من امامه تعصر ملابسها الغارقة بالمياة تتحاشا نظراته 

ووقف يطالعها يضرب كفوفه ببعضهم 

-  البنت ديه مواقفها فظيعه 

وعاد يتذكر هيئتها ..فأبتسم 

صعدت إلي غرفته مع هدي التي ذهبت تجلب لها شئ من ملابسها

نظرت لغرفته الواسعه ثم ركضت للمرحاض كي تزيل عنها ملابسها المبتله 

وبعد مرور عشر دقائق كانت جالسه في المرحاض الفسيح تقلب في أنواع الزيوت العطرية والشامبوهات التي لأول مره تراها

أعجبها الحمام بكل مافيه 

- الفلوس حلوه برضوه 

وأمسكت أحدي علب الشامبوه تشم رائحته 

 - ريحته حلوه اووي .. اما اسأل مدام هدي علي سعره عشان اجيبه ليا انا و ورد 

وطرقت هدي باب المرحاض 

-  الهدوم قدام الباب هنزل اعملك حاجه سخنه وأطلعلك تاني

وفور مغادرة هدي ..ألتقطت الملابس الموضوعه أرض .. وأغلقت باب المرحاض لتنظر للملابس فتجدها واسعة بعض الشئ ..فالسيدة هدي ذات جسد ممتلئ قليلا ولكن طولها قريب منها لا يتعدي الفارق ثلاث سنتي 

كانت الملابس عباره عن بلوزة قطنية بأكمام وبنطال قطني... يبدو أنها ملابس خاصه بالنوم 

ونظرت لوسع الملابس عليها .. وخرجت بعد ان جففت شعرها وعقدته كما كان 

لتجد هدي تدلف للغرفة بكوب من الليمون الدافئ 

تناوله لها 

 - اشربي ياحببتي عشان متتعبيش

فتناولته منها ..ليأتي دور سؤال كيف سقطت ..فأخبرتها وهي ترتشف من كوب الليمون 

لتضحك هدي... فتنظر إليها مهرة بأمتعاض فالكل يضحك عليها 

 - حتي انتي يامدام هدي 

فتمتمت هدي بأعتذار 

 - أسفه يابنتي ..بس الموقف فعلا مضحك 

وجاهدت علي كتم ضحكتها ..لتضحك مهرة هي الأخرى 

 - يعني هي جات عليكي يامدام هدي .. ما السيد جاسم ماصدق

فأبتسمت هدي وهي تربت علي ذراعيها بحنو

 - كلنا معرضين لمواقف زي ديه واسوء كمان .. وكله بيتنسي

وأنهت مهرة احتساء الليمون متذكرة ماكانت ترغب في السؤال عنه وسألت هدي بالفعل لتبتسم هدي وهي تجيب

-  ديه كلها حاجات مستورده ..وبلاش اقولك علي السعر 

فطالعتها مهرة بفضول 

 - ليه يعني .. قولي يامدام هدي أصل ريحته عجبتني

وفتحت فاها كالبلهاء بعد ان أخبرتها هدي عن سعره 

 - يارتني ماكنت سألت 

وناولت هدي الكأس الفارغ

 - شكرا يامدام هدي 

وتابعت برجاء :

 - ياريت تحاولي تنشفي هدومي بسرعه 

فتذكرت هدي أمر ملابسها .. ونهضت كي تأخذها لتجعل الخادمه الأخري تهتم بأمرهم 

وأنصرفت هدي للأسفل .. وأخذت مهرة تتفحص الغرفة 

 - اوضه مش بطاله 

وضحكت وهي تضرب جبهتها 

-  هنكدب علي نفسنا 

ووجدت باب آخر صغير في الغرفه فذهبت نحوه .. ونظرت داخله 

-  هي ديه بقي الاوضه اللي بيقولوا عليها غرفة الملابس ..ياسلام ياسلام علي العز 

وتابعت وهي تردف لداخل الغرفة الموضوع بها ملابسه بعناية

 - ماله الدولاب .. كل الهدوم فيه فوق بعضها 

وأنبهرت من كم الملابس الأنيقة المتنوعه ..ونهرت نفسها 

-  ايه اللي انا بعمله ده 

وخرجت من غرفة الملابس ..تجلس على فراشه الواسع منتظرة بملل قدوم هدي لها بملابسها

ومر الوقت حتي بدأت تشعر بالنعاس ..لتنظر إلي الوقت فالساعه أصبحت التاسعه مساء 

ونهضت نحو الأسفل تستجعل هدي حتي لو سترتدي ملابسها مبتله 

وهبطت تبحث عن هدي او فوزيه التي تعرفت عليها في السابق ولكن وجدت جاسم يخرج من غرفة مكتبه .. ووقعت عيناه عليها فأبتسم ..فهيئتها اليوم تجعله يقاوم ضحكاته بصعوبه 

-  بدوري علي مين

فتأففت بحنق

 - مدام هدي .. انا عايزه هدومي عشان أروح 

وزمت شفتيها بضيق .. ثم عطست بقوه

وأقترب منها جاسم وكاد ان يضع يده علي جبينها يتحسس حرارتها .. فأشاحت وجهها بعيدا عنه 

فأبتسم وهو يشير لها 

 - تعالي اقعدي ..ارتاحي 

وجلست بالفعل ... تنتظر ملابسها وأصبح مشروب ساخن يأتي وراء أخر وجاسم يجلس علي مقربة منها تخبره بما أخبرتها به مني عن التعديل الذي تم بعدما أمر هو بذلك 

وعطست بوجه .. ليبتسم قائلا :

 - انا ماصدقت الدور بدء يخف من عندي 

فضحكت ولأول مرة تضحك معه دون ان تشعر ببغضها عليه 

 - يعني هو الدور جيه عليا 

فضحك علي تعبيرات ملامحها .. ووجدها تنهض بفزع 

 - الساعه 11 انا لازم أروح 

ووقفت تدور حولها... تهتف :

-  يامدام هدي .. الله يخليكي انا عايزه أروح هاتي الهدوم حتي لو لسا مبلوله

لتأتي لها هدي بالملابس وهي تتنهد براحه 

-  لاء كل حاجه تمام...

وصعدت درجتان نحو الأعلي ولكنها عادت تنظر الي هدي بأرتباك ونظرات جاسم تخترقها 

 - فين اوضتك يامدام هدي 

فسارت هدي امامها لتتبعها .. وجاسم يقف يطالعها مبتسما من أفعالها المجنونه 

وعادت إليه بعد ان ارتدت ملابسها .. واخذت حقيبتها وكادت ان تغادر مهرولة كي تلحق مواصله لبيتها ولكنها وقفت علي صوته

-  مهرة السواق بره هيوصلك 

ونظر لساعه يده 

 - الوقت أتأخر ومينفعش تروحي لوحدك 

وكادت ان تعترض الا أنه أشار بحزم 

 - ده أمر علي فكره 

ولحاجتها لتلك المواصله..أرضخت لأمره وأخرجت هاتفها لتجد ان البطارية فارغة فعلمت سبب عدم مهاتفة ورد لها

.....................................................................

وقفت ورد بلهفة عندما رأتها تدلف من باب الشقة 

 - اتأخرتي كده ليه يامهرة .. انا قلقت عليكي 

فزفرت أنفاسها بضيق وهي تتذكر كل ما مرت به الليله ..كانت لا تريد أن تحكي ولكن 

 - لاء انا لازم احكي .. يمكن أنسي 

فأتسعت عين ورد متسائله بقلق 

 - ايه اللي حصل 

لتقص عليها مهرة كل ماحدث ..لتنفجر ورد ضاحكه 

 - أوسكار انيل موقف ..ياكسفتك يامهرة

وركضت ورد وهي تري الشر علي وجهها لتجد فجأة حذاء يضرب ساقيها 

 - ماشي ياورد ..

وضربت علي فخذيها بضيق 

-  حتي انتي ياورد ..

وندبت حظها 

-  اه ياكسفتك يامهرة قدام الأعداء 

لتتابعها ورد علي أعتاب غرفتها ضاحكة :

 - كل حلفائك خانوك ياريتشارد

وقبل ان يضرب الحذاء الآخر وجهها ..أغلقت باب حجرتها وصوت ضحكاتها يعلو 

...........................................................................

في غرفة يحاوطها الظلام ..كانت رقية تغمض عيناها بآلم ..لا يراها إلا كشقيقه ..مازال يذكرها بالحلوي التي كان يجلبها لها وهي طفله ..وزفرت أنفاسها وهي تتمتم أسمه بأمل 

 - أمتي يامراد هتحس بمشاعري 

وتذكرت زواجه منذ ثلاثة أعوام .. وانفصاله عن زوجته بعد أشهر .. يومها عاد الأمل يتدفق إليها من جديد

........................................................................

منديلا ورا آخر تلقي به في السلة الصغيره التي بجانب مكتبها .. وعطست بقوة 

جعلت مني ترفع رأسها من علي الأوراق 

 - يرحمكم الله 

وضحكت وهي تعد لها كم عطسة عطستها

 - ديه المره العشرين 

فوضعت مهرة المنديل علي أنفها تجاهد ان تكتم العطسه الحاديه والعشرون كما تحسب مني 

ولكن خرجت عطستها 

وأستنشقت الهواء متبرمه متذكره ماحدث أمس

وعلي طيف ما تذكرته .. عطسة للمره التي تنسي عددها

 - يرحمكم الله يامهرة 

فأتسعت عيناها وهي تجده أمامها مبتسما .. يطالعها غامزا بعينيه 

- سلامتك 

.............................................................................

أنشغل الصغير في لعبته الألكترونيه .. وخرجت ورد للشرفة التي تطل علي منظر ساحر تتأمل صفاء السماء والهواء يداعب وجهها 

ولم تشعر بكنان الذي وقف خلفها يسمع تنهيداتها القويه التي تخترق صدره .. وتقدم منها ليقف جانبها 

وقد فزعت من وجوده ولكنها تمالكت نفسها 

 - الجو رائع أليس كذلك 

فتمتمت ورد ومازالت نظراتها مصوبه للامام :

 - سيكون مكان جميل جدا جدا 

فأبتسم وهو ينظر إليها 

 - انتي أيضا جميله ورد 

فأتسعت عين ورد ..وقد سكن جسدها من الحركه 

فوجدته يميل نحوها 

 - لماذا تخجلي من عبارات المدح ورد .

فأبتعدت عنه بصدمه

-  ماذا ؟ 

فأتسعت أبتسامة كنان

 - انا رجلا لا يخفي مشاعره إذا رأي شئ جميل او أعجبه شئ .. ولا أخجل من ان أعبر عن ما يدور بعقلي 

فأشتعلت وجنتي ورد حرجا 

 - اعلم أنك منجذبه لي ورد 

لتنظر اليه بصدمه فقد لاحظ نظراتها نحوه .. وفركت يداها بتوتر وهي تنظر لجواد المنشغل بلعبته ثم أتجهت نحوه بخطوات سريعة 

-  عن أذنك سيد كنان

...................................................................

صافح جاسم مراد بعد أن انتهي من امضاء عقد عمله فقد أصبح مدير المصنع بدل من السيد شوقي 

وخرج من غرفة جاسم بعدما فهم منه اخطاء شوقي 

ليقع عيناه علي مهرة وهي تعطي لمني بعض الأوراق المطبوعة.. فحين جاء لم يقابلها

-  أنسه مهرة

فألتفت مهرة نحو الصوت متذكرة مراد ووالده السيد عماد الرجل الضحوك 

 - ازيك يا أستاذ مراد 

فأبتسم مراد بحبور

 - كويس انك لسا فاكرة أسمي

فطالعته مهرة وهي تتسأل 

-  حضرتك هتمسك المصنع مش كده

فحرك مراد رأسه بنعم 

-  جاسم حكالي علي اللي انتي عملتيه وانك اكتشفتي الفساد اللي فيه 

وتابع بفخر :

 - انتي شخصيه تستحقي الأحترام يامهرة 

فتوردت وجنتيها من اطرائه .. لتجد جاسم يخرج من مكتبه فيبدو أنه لديه إجتماع بالخارج 

وتفاجئ من وقوف مراد معها متسائلا

 - انت لسا هنا يامراد 

فنظر مراد نحو مهرة التي حاشت نظراتها عنهم 

-  كنت بسلم علي مهرة 

وسار مبتعدا بخطواته 

 - يلا مع السلامه .. عشان ألحق اوصل المصنع 

ووقف جاسم يطالع مهرة بأعين متفحصه فأبتسامتها كانت تنير وجهها مع مراد ولكن عندما جاء هو تلاشت ...وانصرف خارج المكتب بل الشركه بأكملها

.........................................................................

أسند أكرم شقيقه كرم الذي يترنح من اثر الشرب 

شقيقه يأتي كل يوم هكذا ووالديه في غفوتهم اما في محلاتهم التي يزداد عددها او نائمون لا يبحثون ورائهم 

كانت الساعه الثالثة وهو يضع شقيقه علي فراشه 

 - تاني ياكرم رجعت للشرب تاني والسهر في الكباريهات 

فتمتم كرم وهو بعالم أخر

 - هش هضيع الكيف اللي متكيفه 

لينظر أكرم لشقيقه بلوم 

 - طب المره اللي فاتت مهرة نجدتك من السجن .

ولكن كرم كان قد غفا دون ان يستمع لشئ 

ليزفر أكرم أنفاسه بضيق

 - محدش ضيعك غير دلع ماما

............................................................................

دفن وجهه في عنقها وهو يستنشق رائحتها التي افتقدها ..فأخذت تبتعد عنه 

- موافق علي شغلك يامرام 

فجففت دموعها فمنذ ساعات أخبرته أنها لن تتراجع عن قرارها وحدث شيجار بينهم وترك لها المنزل وها هو يعود يراضيها

 - وحشني حضنك اووي

تذكرت المرات العديدة التي منعته عنها برفض صريح فكلما اقتربوا من بعضهم ليله تستيقظ كارها لنفسها وله متذكرة زواجهم العرفي ومافعلته معه في الحرام

........................................................................

يشعر بالغيرة كلما رآها تقف مع معاذ يتحادثوا ..وتبتسم له 

شعور الغيرة لم يجربه يوما مع سيلا ..أما ورد كل شئ معها مختلف

منذ لقائهم بالشرفه وهي تتحاشا نظراته ..وكأنها تخاف من شئ 

تتحدث مع معاذ الذي يخبرها بسعاده عن خطبته لجارته الجميله التي يحبها ..رغم سعادتها بحديث معاذ عن خطيبته الا ان قلبها يوجعها وهي تتذكر ماجد من كان يوما خطيبها 

واستأذن معاذ منها ليتابع عمله .. لتلتف حولها تبحث عن جواد فتجده بجانب كنان وتلاقت عيناهم 

..........................................................................

أنهي جاسم حديثه معها في الهاتف ولم يعد كما كان يشعر بالهفة في حديثهم .. وأخرج العلبة الأنيقة التي بها خاتم من الألماس ذو فص ازرق يليق بها وبعينيها الزرقاء .. رفيف هي الزوجه المناسبة له في كل شيء عائلة ومستوي وثقافة ... ولكن لما أصبح مترددا بعلاقتهما 

وجائت صورة مهرة أمام عينيه بموقفها اليوم عندما أخبرها برحلتهم غدا مع المستثمرين الأيطالين ..وكان ردها 

" قولهم شكرهم وصل ..انا اديني اليوم ده اجازه وكده تبقي عملت معايا الواجب ياذوق "

كانت تحادثه بتلقائية ولم تدرك آخر جملتها الا عندما سمعت صوته المتهكم

 - ياذوق ..انتي فاكره نفسك فين يامهرة

وعاد من شروده وأبتسم 

.............................................................................

وقفت أمام مرسي البواخر حانقة من تلك الرحلة التي قد دعوة إليها من قبل المستثمرين الايطالين 

فهم أرادوا قبل رحيلهم ان يدعوها مع جاسم ك شكر لها عما فعلت معهم

ونظرت إلي فستانها الصيفي الطويل بمقت علي شقيقتها 

فورد قد أصرت عليها بأرتدائه حتي نظارتها حاولت أخذها منها ولكن في النهايه نجحت بأن تخبئها في حقيبتها من أجل ان ترتديها ووضعت بيدها علي خصلات شعرها المعقودة وتمتمت بضيق 

 - انا ماليش في الأجواء ديه ..لاء انا لازم امشي

وكادت ان تلتف... فسمعت صوت جاسم وهو يهتف بأسمها ويبدو أنه قادم أتجهها 

وتذكرت نظارتها التي تعطيها عمرا أكبر من عمرها 

وفتحت حقيبتها سريعا لتخرجها ولكن أين النظاره 

وظلت تبحث وتبحث ولكن دون فائده

وزفرت أنفاسها بقوه وهي تعلم هوية من فعل بها ذلك فبالتأكيد ورد هي من أخذتها 

وألتفت بأرتباك ..لتجد جاسم يقترب منها ويخلع نظارته السوداء ويرتدي قميصا ابيض وبنطال من نفس اللون وحذاء رياضي 

كان يسير وكأنه كعارض الأزياء فيبدو ان للمال مميزات كثيره منها ان تجعلك كالنجم اللامع 

 - كويس أنك جيتي يامهرة

فأشاحت وجهها نحو البواخر المصفوفه بالمرسي 

-  ورد السبب هي اللي اقنعتني مرفضش الدعوه 

فأبتسم وهو يطالعها ولم ينتبه لفستانها ولا أنها اليوم لم ترتدي نظارتها

-  طب كويس ان في حد ليه تأثير عليكي 

وأشار لها نحو الباخره التي سيصعدوا عليها 

 - اعتبريه يوم ترفيهي 

وسار أمامها لتتبعه في صمت الي ان صعد علي الباخره ليستقبله أحد المستثمرين مرحبا 

ونظر إلي مهرة التي لم تصعد .. فمد لها يده كي يساعدها للصعود 

لتنظر مهرة حولها وهواء البحر يداعب وجهها .. وأرادت ان ترفض مساعدته ولكن عندما رأت المسافه الصغيره الفارغه بينها وبين الباخرة جعلتها تمد يدها بأرتباك له 

فأبتسم جاسم خلسة وقد فهم نظراتها ولم يعلق 

وبدأت الباخرة تتحرك وأندهشت بأن جاسم يجيد الايطاليه ببراعه ... كانت امرأه واحده غيرها معهم ويبدو أنها رفيقة أحدهم ولعدم فهمها للغتهم لم يتشاركوا الحديث 

أخبرها جاسم بسعادتهم لقبولها الدعوة فهم الي الآن لم ينسوا ضيافتها لهم ولا طبق الكشري الذي اكلوه 

ليندمج جاسم بعدها معهم ..فمشروعهم قد وضعت اساسياته وجاسم هو المسئول عنه هنا وهم سيعودوا لوطنهم 

وأبتعدت عنهم الي ان يأتي موعد الغداء او العشاء

فالشمس قد قاربت علي الغروب 

كان الجو مشحون بطاقة جميله جعلتها تنسي حنقها من تلك الرحله وتقدمت لحافة الباخرة وتركت لرئتيها حرية التنفس بأستنشاق الهواء وتمتمت براحه 

 - الجو جميل بشكل ورد كان عندها حق

ونظرت حولها لتتأكد من خلو المكان الا بها في هبطت للجزء السفلي من الباخرة 

وقررت ان تطلق لخصلات شعرها العنان 

واخذت تفرد خصلاتها الطويله المموجه بأيديها 

ولم تدرك بوجود جاسم الذي هبط من أعلي باحثا عنها .. فاليوم لأول مره يري خصلاتها الطويله ذات اللون البني

 فهي دوما تعقد شعرها تخفي طوله.. عيناه اليوم كانت تري مهرة الأنثي 

وفاق من شروده وهو يجدها تحني جذعها العلوي علي حافة الباخرة وتمد يدها نحو المياه الجارية


يتبع بأذن الله 

**********


#لحن_الحياة <3

#سيمو


رفيف (14)

*****************


كانت علي وشك ان تصل كفة يدها لملامسة المياه ولكن صوته جعلها تتراجع سريعا متذكرة خصلات شعرها التي قد تركتها حره

- المرادي احنا في النيل ..مش في حمام السباحه

فأرتبكت وهي تلتف نحوه تجمع خصلاتها .. تطالعه بأعين متوتره 

ليقترب منها جاسم متفحصا هيئتها 

- اول مره اشوفك لابسه فستان 

ونظر لعينيها التي تشبه لون خصلاتها 

- فين النضاره 

يبدو ان اليوم هو يوم رؤيتها وكأنها ليست هي 

وعقدت شعرها برابطته ثم مسحت عليه ترتبه 

- مجرد تغير 

وضيقت عيناها وهي تتذكر فعلة ورد بأمر نظارتها 

- اما موضوع النضاره .. نسيتها 

فأبتسم جاسم وهو يطالعها 

- بس باين ان نظرك كويس ..ميستهلش انك علطوول لبساها 

فأشاحت وجهها بعيدا عنه ..تنظر إلى مجري المياه 

- ممكن نسميها تعود 

وابتسمت وهي تشعر بملمس الهواء يداعب وجنتيها 

- الجو جميل اوي 

فخطي خطوه لجانبها .. متنهدا براحه 

- فعلا .. 

وتابع وهو يطالع ما أمامه بأعين ثاقبه 

- الجو الجميل والراحه النفسيه بتجدد الطاقه

فزفرت مهرة أنفاسها ببطئ 

- حيث كده من واجب صاحب الشركه علي موظفينه رحله كل فتره عشان نجدد طاقتنا 

وألتفت نحوه ..فوجدته يطالعها وهو يعقد حاجبيه متذكرا يوم ان سألها صديق والده في النادي الرياضي إذا كان ديكتاتورا في عمله ام  لا 

- للاسف انا ديكتاتور  

علمت من رده الساخر أنه يتذكر نعتها له بذلك فيما مضى 

- ياخسارة ..  كلها أحلام موظف غلبان 

فأتسعت أبتسامته ... وهو يحدق بها 

- انتي غلبانه يامهرة .. اي حد يقول الكلام ده غيرك  

وتابع وهو يتذكر مواقفها

- قوانين عمل وبتطبقي اللي يعجبك .. جدال وبتجادلي معايا انا شخصيا .. قرارات وأخدتيها 

فكشرت بوجهها بطريقة مضحكه 

- هو قرار واحد اللي أخدته وكان صح 

فطالعها جاسم بهدوء وهو يري أصبعها أمامه 

-  كويس أنك كنتي بتشتغلي حرة نفسك 

وتابع ضاحكا 

- انتي مديرة نفسك يامهرة...دماغك ديه مينفعش معاها رئيس ومرؤوس 

رغم أنها تعلم ان كلماته لم تكن مدح... الا أنها شعرت بفخر 

-  أوعدك بعد تجربتي العظيمه في شركتك .. مش هكرر تجربة الشغل مع مدير يؤمر وينفش ريشه عليا ولا كأنه ..

وأتسعت عيناها وهي تجد ان كلماتها قد فهمها عليه وحده ..فهي تتحدث بالمجمل وقد أخذت راحتها في الحديث معه كونهم الأن خارج العمل 

- احم ، هو انت كنت جاي ليه 

ليزفر جاسم أنفاسه بحنق وهو يبتعد عنها صاعدا لأعلي 

- انتي لسانك ده محتاج تحجيم ..

وتابع دون ان يلتف إليها 

- ياريت تحصليني 

لتنظر اليه وهو يصعد لاعلي متمتمه بحنق 

- الراجل كان لطيف معايا ..

وأتبعته وهي تحادث نفسها

- بس ده طلع بيضحك ويبتسم وبيتعامل ببساطه 

وقبل ان تكمل باقي حديثها مع نفسها .. وجدته يقف أمامها لا يفصل بينهم إلا خطوه واحده ..ومال نحوها

- عدي السهره ديه علي خير وبلاش تحرجيني 

فأتسعت عيناها ..وهي تجده يكمل سيره 

.................................................

جلست بأرهاق على فراشها وكادت ان تغمض عيناها 

- مهرة انتي هتنامي قبل ماتحكيلي التفاصيل 

فتأوهت مهرة بأرهاق وأخذت تتثاوب 

- بكره ياورده هحكيلك كل حاجه.. مش كفايه يوم الاجازه ضاع 

لتتمتم ورد بألحاح 

- عشان خاطري يامهرة 

وازداد ألحاحها ..الي ان وجدت مهرة تدفعها بيدها عنها

- بس خلاص 

وزفرت أنفاسها وقد عادت ذكرى اليوم بكل مافيه 

- الباخرة كانت جميله اوي ياورد .. ولا الأكل تحفه 

فحدقت بها ورد بملل 

- أكل يامهرة .. انا عايزه أسمع تفاصيل مواقف 

وغمزت بعينيها وهي تتنهد 

- مثلا الأيطالين كانوا بيتعاملوا ازاي .. جاسم بيه تعامله معاكي بره الشغل وفي الهواء الطلق كان ازاي

فأبتسمت وهي تتذكر ماحصل بينهم

- جاسم بيه والهواء الطلق .. ورد حببتي جو الأفلام والروايات بتاعتك انسيها

وتابعت وهي تأخذ وسادتها بين ذراعيها وتعطيها ظهرها 

- وعشان أريحك انا مجرد لجاسم الشرقاوي حتت موظفه لا راحت ولا جات .. وهو بالنسبالي بلاء مستنيه أخلص منه وأرجع لحياتي ومكتبي الصغير والقضايا بتاعتي 

وغفت وهي تحلم بأحدي مرافعاتها أمام القاضي وصوتها يزلزل المحكمه 

..........................................

أرتدت ثيابها الرسميه بسعاده وهي تتأمل هيئتها أمام المرآه لتجد كريم يقف خلفها مبتسما 

- مبسوطه 

فحركت رأسها بفرح .. وأكملت وضع زينتها ثم خرجت من الغرفة 

دون ان تعطي له اي ردة فعل كما ظن 

فقد ظن أنها ستعانقه كما كانت تعانقه 

او ستطبع قبلة أمتنان علي وجنته 

ولكن كل شئ أصبح في الماضي ..مرام تبتعد عنه تريد ان تأخذ فقط .. تعاقبه علي ماأقترفه بحقها رغم أنه ندم .. 

يريد الفتاه التي أحبها ولكن اين هي 

ونفض تلك الأفكار وخرج من الغرفه .. ليجدها في حجرة صغيريه تقبلهما وتخبر المربية بأمر طعامهم 

فأبتسم وداخله يحادثه

" أعذرها وتحمل "

.......................................

دمعت عيناها وهي تستمع لأشتياق جواد لوالديه 

وضمته إليها وهي تتمتم 

- لا تبكي جواد... سأبكي وسنغرق المكان

فأبتعد عنها جواد وهو ينظر لعينيها الدامعه ووجنتيها المبتله بدموعها ..ثم نظر لأرضية المكان متسائلا 

- مازالت الأرض نظيفه ورد ..ولم يغرق شئ

وبعد ان كانت تبكي ..انفجرت ضاحكة وانقضت عليه تقبله وتدغدغه

- أريد ان أكلك 

فضحك جواد بشقاوة 

- لا تأكليني ورد 

فأكملت دغدغته بطفوله 

- يالك من لذيذ ..همممم

كان كنان يقف يطالعهم مبتسما فقد جاء للتو من جولته من مطالعة أعمال المنتجع ومتابعة المهندسين

حول الفترة المتبقية من أكتمال كل شئ قبل أفتتاح المنتجع 

ولم ينتبهوا لوجوده الا عندما أقترب منهم .. وقد رأه جواد 

- خالو 

وركض نحوه ..ليحمله كنان بحب .. وعيناه علي ورد التي وقفت تطالعهم بأرتباك تفرك يديها بتوتر كعادتها

...............................................

حملت بعض الأوراق من أجل توزيعها علي مدراء الأقسام لتتفاجئ برقية تقف أمامها مبتسمه

- صدفه جميله يامهرة

فأبتسمت مهرة لشقاوتها وصافحتها بود رغم انهم لم يلتقوا الا مره واحده 

- ازيك يارقيه ..أكيد كنتي عند أستاذ مسعود

فمالت رقيه نحوها بمشاغبة 

- لازم كل فتره اجي أشوف أحواله مع لطيفة 

فضحكت مهرة ... لتمتعض رقية  

- شوفتي اه انتي اخدتي بالك من نظراتها..الا هو عامل مش شايف

فهتفت مهرة بتعجب 

- انتي موافقه يتجوز 

فحركت رقية رأسها له 

- مش عارفه.. بس انا نفسي اشوفه سعيد 

واقتربت منهم لطيفه بوجه مبتسم وصوت كعب حذائها يطرق الأرض

- انتي لسا هنا ياحببتي 

ورمقت مهرة بنظرات ممتعضه .. لتلتقي عين رقية بمهرة فتبتسم 

وكادت ان نتصرف مهرة بعد ان وجدت ان وجودها ليس له داعي 

- مهرة ممكن رقم تليفونك ..

وتابعت بود 

- عايزه نكون صحاب

.................................................

تفاجئ كريم من وجود مشيرة مع شركائه الجدد في الصفقة الضخمه التي ستدخلها شركته

وصافح المدعوين.. ثم صافحها متعحبا ..لتبتسم مشيرة له ..فدخولها في تلك الصفقة ماهو الا للأقتراب منه

.........................................

وقفت مهرة أمام مكتبه تضع بعض الأوراق بعنف 

لينظر لها ياسر بتعجب ونظر لجاسم الذي أخذ الأوراق مبتسما ببرود

- شكرا يامهرة .. أتفضلي على مكتبك 

فأنصرفت من أمامه بحنق.. ليتسأل ياسر

- أنا حاسس ان في المده اللي سافرت فيها حاجات كتير أتغيرت

فأبتسم جاسم وهو يعود لمطالعة الأوراق التي أمامه 

- تقدر تقول أني أتعودت علي تصرفاتها 

وضحك وهو يعلم سبب ضيقها منه 

فعندما علمت بالمصادفة بالأعلان الوظيفي عن طلب موظفه للشئون القانونية  ورغبت في التقديم للوظيفه أخبرها أنها ليست مؤهلة لتلك الوظيفه 

.......................................

جلست علي مكتبها بحنق وهي تزفر أنفاسها بقوه .. فجاسم الشرقاوي بغرورة وبروده لن يتغير 

وأخذت تلقي الأوراق التي علي مكتبها بعصبيه في درج المكتب 

فرفعت مني عيناها نحوها متسائله 

- في ايه تاني 

فنظرت اليها مهرة بجمود ثم تلاشي جمودها وهي تتسأل 

- ليه بيقلل من قيمتي يامدام مني 

فلم تفهم مني سؤالها

-  تقصدي مين 

فتمتمت مهرة بحنق 

- السيد جاسم الموقر

فأبتسمت مني وهي تنظر للملف الذي أمامها 

- من ساعه ماأشتغلت معاه مشوفتهوش بيعامل حد كده غيرك انتي 

ونظرت لمهرة التي تهكم وجهها

- وشي مثلا بيعفرتوا .. 

فضحكت مني وقد بدأت تتعاطف معها 

- مع الأيام اكيد هنكتشف السبب يامهرة 

وأبتسمت وهي تجدها تلوي شفتيها بأمتعاض

-  السنه  تخلص ولا عايزه أكتشف حاجه ولا عايزه أسمع اسمه تاني 

...........................................

أبتسمت ورد بسعاده وهي تري شقيقها أكرم أمام شقتهم ويحمل معه بعض الأكياس .. فقد أتت للتو من عملها 

وأشتمت رائحة الطعام متسائلة

- هو انا اللي جعانه .. ولا انا شميته صح

فرفع أكرم الأكياس صوب عيناها 

- لاء بتشمي صح ..

وتابع ضاحكا 

- هفضل واقف علي الباب كده كتير 

فتحركت ورد جانبا وهي ترحب به 

- ياخبر ..البيت بيتك طبعا 

فأبتسم أكرم بحب ..وتسأل

- هي فين مهرة صحيح 

وسمع صوت مهرة خلفه تجر أقدامها بأرهاق 

- مهرة جات أهي 

فألتف نحوها أكرم بعد ان أعطي أكياس الطعام لورد 

- أتفضل  ولا أمشي

فدفعته مهرة بيدها 

- ياورد تعالي خدي اخوكي من قدامي ..انا تعبانه وجعانه 

لتأتي ورد من المطبخ تحمل طبقين بهم صنفين من الأسماك 

- أكرم هو اللي جايب أكلة السمك 

فنظرت مهرة للطعام بحماس ونظرت اليهم

- عشر دقايق وجايه ..تقعدوا علي السفرة محترمين 

وفجأه صدح صوت شيكا 

- يا أستاذة مهرة .. ياست الأستاذه عربية البضاعة وصلت

لتحدق مهرة بالطعام .. فأقترب منها أكرم يربت علي كتفها بحنان 

- هنزل انا اشوفه وأستلم بضاعة المحل ..تكوني غيرتي هدومك 

وأشار إليهم بدعابه

- اوعوا تاكلوا من غيري

وانصرف من أمامهم لتهتف ورد بحب

- حنين اوي يامهرة ..

فحركت مهرة رأسها وهي تسير نحو غرفتها وشعور جميل داخلها .. لم تعد وحيده هي و ورد 

........................................

ضحكت ورد بسعاده وهي تري جواد يقفز في حمام السباحه المغلق ويسبح بمهارة ..لم تكن تتوقع انه بارع هكذا ..

- ألن تقفزي ورد 

فأبتسمت ورد وهي ترتشف من كأس العصير 

- ورد لا تعرف كيف تسبح 

لينزل الصغير رأسه أسفل الماء كاتما أنفاسه ثم يصعد ثانية .. 

و ورد تتابع حركاته اما بقلق او أندهاش ..فيبدو أنه كان يتمرن من وهو رضيع 

وضحكت علي تخيلها لتلك الفكره ... ونظرت للقاعة المغلقه بأنبهار 

- كل حاجه في المنتجع جميله اوي 

وشهقت بفزع وهي تسمع صوت كنان 

- يسعدني رأيك بالتأكيد ورد  

وألتفت نحوه بفزع

- فزعتني 

فتعجب كنان من الكلمه رغم فهمه وتحدثه بالعربيه الا أنه لا يفهم التعبيرات العامية 

وضحك وهو يري نظراتها الهاربه منه 

- أنظري الي ورد 

فنظرت إليه ثم اشاحت وجهها عنه بخجل .. تنظر لجواد وهو يسبح ويبتسم لهم

- جواد بارع في السباحه 

فأبتسم كنان لتهربها منه 

- شقيقتي كانت تهتم بتعليمه 

وضاقت عيناه وهو يتذكر شقيقته ..فطالعته ورد بعد ان علمت من نبرة صوته عن آلمه 

- سيد كنان 

فنظر إليها كنان مبتسما 

- انا بخير ورد 

وصدح صوت الصغير يهتف 

- اريد انا اقول لك شئ خالو ..أقترب 

فأقترب كنان من المسبح وجاثي علي ركبتيه كي يستمع إليه ولكن جواد جذبه لداخل المسبح بشقاوة

ولحب كنان له الذي يطغي علي أي شئ ..ضحك وهو  يقذف قطرات الماء علي وجهه

و ورد تنظر لهم بأعين لامعه ..وقلبها يخفق بجنون فكنان رجلا بمتلك جاذبية طاغية تجعل أنفاسها تتسارع .. فتأملها وهو يبتسم وليته لم يبتسم 

................................................

تجلس في مكتبه تدون علي الحاسوب الشخصي بعض الملفات ..تنظر إلي كل ملف وتري عدد صفحته ثم تكمل عملها بفتور 

كانت في عالم روتيني تبغضه ولكن عليها الصبر العام لن يظل طويلا 

وزفرت أنفاسها بقوه ..جعلته يرفع وجهه عن الأوراق التي أمامه .. ودون شعور منه أخذ يتأملها وهي في تلك الحاله ..وأبتسم عندما رآها تضعط على لوحة المفاتيح الخاصه بالجهاز بقوه 

وأسترخي بجسده علي مقعده .. وبدأت عيناه تجول في تفاصيل ملامحها المتمرده 

وكاد ان يضحك وهو يري أتساع عيناها نحو الملف الذي امسكته للتو كي تشرع في كتابته علي الحاسوب 

وألتفت نحوه فوجدته يطالعها بنظرات عجيبه لم تفهمها وتنحنحت حرجا فجعلته ينتبه لأمره

- جاسم بيه 

فأبتسم جاسم بطريقة ساحرة لم تعتادها منه ..فيبدو أنه عندما قال لها أنه قد مل من لعبة القط والفأر هذه التي لا تناسب طباعه لم يكذب 

- مافيش مهرب من الشغل الملفات تتكمل للنهايه يامهرة 

وبنبرة حازمة أنهي كل شئ وعاد لعمله .. فتحولت نظراتها الهادئه الي نظرات حانقة وضعطت علي أسنانها بقوه وهي تقبض علي يديها بغضب

ليرفع عيناه نحوها بعد ان عادت لما كانت تفعله وأبتسم وهو يستمتع برؤية حنقها منه 

.................................................

لمعت عين مراد وهي يستمع لرقية التي تخبره عن صداقتها بمهرة .. الي الأن لا يعلم سبب أنجذابه لها... ولكن أكثر شئ متأكد منه انه يكن لها مشاعر لم يفسرها قلبه

- مراد انت معايا 

فطالعه مراد مبتسما 

- معاكي ياستي .. 

ونهض من فوق المقعد الخشبي في الحجرة التي تخصها لرسوماتها 

- انا مش عارف ايه اللي شيفاه في شكله .. عشان تقرري ترسميني

فأبتسمت رقية بعد ان مسحت يدها من الألون

- بكره لما اللوحه تخلص هتعرف السر 

فضحك مراد وهو يطالعها بحنان

- ماشي يالمضه هانم 

................................................

أتسعت عين مهرة وهي تري فتاة كعارضات الأزياء بأعين زرقاء وشعر أشقر ترتدي ملابس علي صيحات الموضه ...فوقفت مني مرحبة بها 

- سيدة رفيف أهلا بحضرتك نورتي مصر

فأبتسمت رفيف لها وهي تطالع مهرة 

- ميرسي مني 

وهتفت وهي تتجه نحو غرفة جاسم 

- جاسم منتظرني 

فتمتمت مني وهي تطالع مهرة التي تتفحص رفيف 

- اكيد يافندم 

وأردفت لغرفة جاسم .. فأقتربت مهرة من مني متسائله 

- مين ديه 

فضحكت مني 

- رفيف هانم أخت صديق جاسم بيه ..

وتابعت وهي تنظر لمهرة

- حلوة مش كده

فحركت مهرة رأسها 

- ولا كأنها طالعه من مجله 

فكتمت مني صوت ضحكاتها

- مش معقول يامهرة ..اول مره أشوف ست تقول كده علي ست تانيه من غير ماتغير

فنظرت مهرة لهيئتها وتذكرت هيئة الأخرى 

- أغير

ورفعت كتفيها بفخر  وأشارت نحو عقلها

- الجمال هنا 

ثم اشارت لجسدها 

- مش هنا

لتزداد ضحكات مني وهي تعود لعملها 

- رفيف هانم سيدة أعمال ومتخرجه من أشهر الجامعات في أميركا 

وأخذت تعد لها مميزاتها الي ان

- شكرا يامدام مني ..انك بتفوقيني من غروري

وعادت علي مكتبها تنظر للحاسوب ومازالت رائحة رفيف تملئ المكان 

ووجدتها تخرج من الغرفه تتباطئ في ذراع جاسم مبتسمه 

لتقع عين جاسم على مهرة التي أخذت تحدق بهم بذهول

ونظر إلي مني يخبرها 

- رفيف هتمسك قسم التسويق لفترة في الشركه  يامني عشان حملة الدعاية الجديده 

كانت مهرة تتفحص جسد رفيف وهي تلتصق بجاسم بأعين ثاقبة ولم تنتبه للفنجان الخاص بها الموضوع علي مكتبها... وأنزلق الفنجان ليتحطم 

فألتفت اعين ثلاثتهم علي أثر صوت إليها..


الفصل الخامس عشر والسادس عشر من هنا 

  لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 


تعليقات