
رواية لحن الحياة
الفصل الخامس والعشرون 25
والسادس والعشرون 26
بقلم سهام صادق
دقائق أتبعتها ساعه كاملة وهي تجلس هكذا وأعين الحارسان تخترقها بتعجب... وأقترب منها الحارس بهدوء
- يافندم اتفضلي جوه هتتعبي من قاعدك هنا .. وديه أوامر واحنا لازم ننفذها
فطالعته مهرة بضيق وهي تمسح وجهها المتعرق
- افتح البوابه
ليحدق بها الحارس بيأس ..فأشعة الشمس اليوم حارقة وهي مازالت على رأيها
كان الحارس الآخر يتابعهم بعينيه وهو جالس بغرفة المراقبة ...ليتجه اليه صديقه متمتما بملل
- برضوه مصممه علي قعدتها ديه
لينظر لها الحارس الذي يدعي محروس
- أتصل بالبيه قوله ..لانها لو فضلت قاعده كده هتاخد ضربة شمس ..مش عايزين نروح في داهية
فحرك الأخر رأسه وأخرج هاتفه ليهاتف سيده
.........................................................
تنهد جاسم بسأم وهو يوقع علي بعض الأوراق لتحمل مني الأوراق من أمامه بتعجب ..فهل هذه هيئة شخص متزوج من بضعة أيام
وأنصرفت على الفور ليردف ياسر لداخل مكتبه
ناظرا له بتسأل
- في حاجه حصلت
فرفع جاسم عيناه نحوه ..مشيرا له بأن يجلس
وكاد ان يتحدث ويخبره بأشياء تخص العمل ..فقطعه رنين هاتفه
- ايوه ياجمال ..
وتجمدت عيناه وهو يستمع لما يخبره به الحارس
- ادي الهانم التليفون
فتحرك الحارس نحو مهرة التي أخذت تتملل من جلستها بأرهاق فطاقتها تحت اشعة الشمس قد خارت
ووجدت الحارس ينظر لها وهو يمد هاتفه نحوها ..ألتقطت الهاتف سريعا كي تخبره بأن يأمر رجاله بفتح بوابة المنزل لها ولكن تجمدت في جلستها وهي تسمع صوت جاسم الحازم
- انتي مجنونه في عقلك ..كلمة واحده يامهرة ترجعي على الفيلا ولما ارجع لينا كلام تاني
وأغلق الهاتف بوجهها فمعها فهم لا محايلة لا جدال
وطالعت الهاتف بصدمه ونهضت من جلسها وهي تعطي الهاتف للحارس متمتمه بضيق
- انا اصلا تعبت من القاعده هنا
وسارت بهدوء من أمام الحارس الذي وقف يطالعها بأعين متسعه.. فهي قد انصرفت بهدوء دون جدال
.................................................................
أتسعت أبتسامة ورد وهي تهبط من سيارة كنان تتأمل المنزل الذي أمامها ومايحيطه من إطلالة ساحرة
- هذا منزل العائله ورد...لقد قضيت طفولتي هنا
فألتفت نحوه ورد لتجد عيناه قد غامت بالحزن
- هازان كانت تعشق هذا البيت بشده
وحدق بالفراغ الذي أمامه بصمت ... لتقترب منه ورد تضم كفه بين راحتي كفيها وعندما شعر بضغط يدها على يده ..طالعه بأبتسامة حانيه ثم ضمها إليه بعشق يقبل قمة رأسها
- لن تمحي تلك العطلة من ذاكرتك ورد
ليخرج في تلك اللحظه رجلا بعمر الخمسين مرحبا بهم
- أهلا سيد كنان لقد أشتقنا اليك
ونظر إلى ورد مرحبا بها
- أهلا ياخانو
لتبتسم له ورد بلطف ..ويقودها للداخل بعد ان أملي علي حارس مزرعته ما يريده
لتقف ورد في منتصف المنزل .. لتطالع ماحولها بأنبهار ..فجمال المنزل بالحديقة الشاسعه التي تحاوطه كما تصميمه بسيط ورائع
- المنزل جميل حقا كنان ..اريد ان أسير بالحديقة
ليتأمل كنان سعادتها بحب ..وأقترب منها يحرك أطراف أنامله علي وجهها
- سأريكي كل شئ لاحقا حبيبتي ..ولكن الأن أريد ان أخبركي سرا
لتتسأل ورد وهي تنظر لعينيه الراغبة
- ما هذا السر
وشهقت بفزع وهي تجده يحملها بين ذراعيه متجها نحو الدرج الخشبي
- ستعرفيه حبيبي لا تقلقي
..................................................................
ضحكت مهرة وهي تقضم حبة الطماطم وتستمع لطرائف فوزية مع زوجها
- وبعدين يافوزيه عمل ايه جوزك
فأتسعت أبتسامة فوزيه وهي تقلب الطعام ثم زفرت أنفاسها بهيام
- باس راسي في وسط اهل الحارة كلهم ..وعزمني علي أكله كباب وكفته انما ايه
لتنظر اليها مهرة بتعجب متسائله
- يعني بعد ما ضربك وفرج عليكي الناس .. سامحتيه بالسهوله ديه عشان اكله يافوزيه
فهتفت فوزيه وهي مازالت علي وقفتها
- ماهو صالحني قدام أهل الحارة ياست مهرة
لتضحك هدي علي بساطه فوزيه ..فهي لم تكتشف حكاياتها الا مع مهرة التي تندمج معها في الحديث
- شوفتي يامدام هدي بعد ماضربها صالحها بأكله
لتصحح فوزية الأمر مجددا
- وباس راسي كمان ياست مهرة خدي بالك .. ده منعم جوزي مفيهوش منه اتنين
فحركت مهرة حاجبيها بيأس من حال تلك العاشقة بزوجها
- الحمدلله مافيش منه أتنين
ونهضت بعدها تنظر لهدي
- عايزه مني حاجه أسعدك فيها يامدام هدي
لتبتسم هدي بحنو
- ده احنا اللي نسألك يابنتي .. احنا هنا خدامين عندك
لتضيق ملامح مهرة وهي تطالعها
- لاء مش خدامين عند حد .. انتوا هنا موظفين زي اي موظف في اي مكان
ونظرت إلي فوزية التي هتفت بسعاده
- بجد ياست مهرة احنا موظفين
فضحكت مهرة على تلقائيتها ..لتكمل فوزية بأسي
- اصل عيال الحارة بيقولوا للواد حمو ابني ياابن الخدامه
الكلمة اوجعتها بل وذكرتها بذكريات قديمه عندما كانت تأتي ورد تخبر والدتها ان أصدقائها في الحي يتهامسون عليها بأن والدتها تبيع لهم اطباق الكشري
فقد أتي وقت عليهم لا يستطيعون تكفية حاجتهم من المال القليل الذي يبعثه لهم والدهم
ومحل البقالة لا يدخل لهم الا حاجات طعامهم
فكانت والدتهم تسعي دوما في ابتياع اي شئ هي ماهرة به من أجل الا تنقصهم شئ عن أقرانهم
ولطبيعة ورد الهادئة كانت لا تتحمل اي إهانة عن والدتهم فتأتي لها باكيه
وبالجانب الأخر كانت هدي تشعر بالألم متذكرة ابنها الذي اعطته شقتها ليتزوج بها ثم طردها بعد ان كلت زوجته من وجودها مخبرة اياها أنها عالة عليهم بعد ان تركت خدمتها كموظفة خدمة في أحد الفنادق
بعدما طلب منها ابنها تركها لعملها فهو اصبح يعمل وسيتكفل بكل شئ يخصها فهو يريد ان يريحها من مشاق الحياة ولكن الحقيقة كانت كي لا تفضحه أمام عروسه وأهلها
لتتمتم مهرة قبل ان تغادر المطبخ مخاطبة فوزية
- قولي لابنك أنك بتشتغلي وبتكسبي فلوسك بالحلال... مافيش فرق بين وزير ولا بياع الجرجير كلنا زي بعض عند ربنا مش هيفرقنا غير أعمالنا
لتبتسم فورزية وهي تنظر لهدي الشاردة
- طيبه اوي الست مهرة
......................................................................
صعد جاسم الدرج بعد ان سأل السيدة هدي عليها
وأخذ يدلك عنقه بأرهاق متمتما
- استعد ياجاسم للرديو اللي هيشتغل دلوقتي
واتجه صوب غرفتها ..وطرق الباب طرقة خافته ثم فتحه
ليجد الظلام حاوط الغرفة .. فالوقت الأن السابعه مساء
ونظر للفراش فوجدها غافية ..فأقترب منها مناديا عليها
- مهرة... مهرة
فأدارت مهرة جسدها للناحية الأخري متمتمه
- امممم ...سبيني انام ياورد وافتحي انتي المحل
فجلس جاسم جانبها بأرهاق متمتما بأستياء
- يادي ام المحل اللي واخد كل تفكيرك
ووضع بيده علي كتفها
- ورد اتجوزت ومع جوزها في تركيا .. ودلوقتي انتي مش في السيدة زينب انتي في المهندسين
لتنتبه ان هذا الصوت ليس صوت شقيقتها ...وتذكرت أين هي ..فألتفت اليه وفتحت عيناها ببطئ تطالعه بأعين غاضبه
- انت دخلت عليا الأوضه وانا نايمه ازاي
فتنهد بحنق ..وزفر أنفاسه بقوة
- والله انا ليا الحق في صلاحيات كتير... بس انا اللي صابر عليكي
فأعتدلت في نومتها وفركت عيناها كي تفيق له ولحديثه
- اللي هي ايه ديه مثلا
فمسح علي وجهه بأرهاق... ورفع بسبابته يضعها على عقلها
- ده في مخ ولا زتونه
لتتجمد نظراتها على أصبعه.. ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنه متذكرة ما فعله معها بالصباح ، ونهض من فوق الفراش ليقف يطالعها
- الواحد يرجع من الشغل يلاقي مراته مستنيه وعلي وشها ابتسامة لطيفه .. مش نايمه لاء وكمان بتقوله دخلت عليا الأوضه ازاي
وكاد ان يتجه لغرفة الملابس لتبديل ملابسه التي مازالت بهذه الغرفة ولن يفكر في نقلها فذلك الأمر لن يطيل كثيرا
- انت بتداري علي اللي عملته الصبح فعشان كده بتتريق عليا صح ..بس انا فاهمه كل حاجه
ولم يجد جاسم أمامه الا الوساده فجذبها من علي الفراش ثم دفنها بوجهها متمتما بحنق
- نامي يامهرة نامي عشان انا النهارده معنديش دماغ للعب معاكي ولا مع عقلك اللي زي عقل النمله
وتركها محتقن الوجه .. لتدفع عنها الوساده محدقه بخطاه بصدمه
- هو اتجنن ولا ايه
..................................................................
تجلس بجانب والدتها تخبرها عن رغبتها في الذهاب للفتاة التي ساعدتها في الحصول على وظيفها ..لتربت والدتها علي يدها بحب
- روحي يابنتي ..البنت ديه انا حبيتها قوي من كلامك عنها
لتحتضن ريم والدتها بحب ثم قبلتها علي وجنتها وهي تهتف
- طب هاخدلها ايه هديه ... انا خايفة اخدلها هدية متعجبهاش ومتطلعش اد المقام
لتجيب والدتها بتلقائية امرأة لم تري شئ من الدنيا الا القليل
- اديها فلوس يابنتي واه تنفعها
لم تتمالك ريم ضحكاتها من بساطه والدتها
- يا ماما ديه مرات صاحب الشركه اللي انا شغاله فيها ...اديها فلوس برضوه
فطالعتها والدتها بنظرات مفكرة متنهده بيأس
- خلاص نشتريلها مفرش من عند خالتك ام حسن
فأبتسمت ريم وهي ترفع يدي والدتها لها تقبلهما غير مصدقة طبية وبساطة والدتها في عالم أصبحت المظاهر تغلبه
...................................................................
أستيفظت ورد علي لمسات دافئة .. فأرتبكت بخجل متذكرة مع حدث بينهم منذ ساعات ..اليوم أمتلكها كنان وأصبحت ملكه قولا وفعلا ...اليوم ضاعت كل مخاوفها فكيف ستخاف من رجلا الي الآن يعاملها كالملكه
- لا تغمضي عيناكي ورد ...أعلم أنك استيقظتي
فتوردت وجنتيها وضمت الغطاء لجسدها متشبثه به ومازالت مغمضمه العينين
- لست مستيقظه
فضحك كنان بمتعه وهو يداعب وجهها بأنامله
- ومن اين يأتي هذا الصوت .. هل تتحدثين وانتي نائمه ورد
فأبتسمت بمشاغبة
- أجل اتحدث وانا نائمه
ليميل عليها بمكر ... دافنا وجهه بعنقها
- ماذا تقولون بمصر عند استيقاظ العروس وماذا تفعلون
لتفتح ورد عيناها بحنين متذكرة وطنها وعاداته وتحدثت بتلقائية
- بيقولولها صباحية مباركه ياعروسه ..مع زغروطه حلوه كده
فأبتعد عنها كنان يكتم ضحكاته بصعوبه .. ورد تتكلم بلغة موطنها المحببه للنفس
- زغروطه ياورد
فأرتبكت من نظراته وهمست بخجل
- احم .. ابتعد كنان أريد ان أنهض
ولم يجد نفسه الا وهو غارق معها في عالمها البسيط
.................................................................
انهت طعامها سريعا ثم طالعته وهو يمضغ طعامه ببطئ
- انتي هنتناقش في موضوع شغلي
ليتجنب جاسم النظر إليها ..ثم أرتشف الماء وكأنه يبلع حديثها ويرطب حلقه مما لا يعجبه
- أكيد مش هنتناقش وانا باكل يامهرة
فنظرت الي طبقها بملل
- ما انا خلصت أكلي اه وشبعت
ليضغط جاسم على شوكته وهو يائس منها ثم طالعها بتهكم
- معلش استحملي .. ممكن تقومي تعملي اي حاجه
ثم تابع بهدوء
- اقول علي حاجه اعملينا فنجانين قهوة واستنيني في الجنينه
لتبتسم له بحماس ونهضت دون جدال .. فقد بدء يفهم طباعها ويتعامل معها وألتمعت عيناه بخبث
- الصبر يامهرة... الطريق لسا قدامي طويل معاكي
ونهض من فوق مقعده بعد ان مسح فمه بالمنديل
وسار نحو غرفة مكتبه يريح رأسه قليلا ويفكر
.................................................................
حملت فنجاني القهوة داعية الله في سرها ان تكون صنعتها جيدا فهي لا تحتسي القهوة الا نادرا ولا تتذكر انها صنعتها من قبل الا مرة او مرتين بعد ارشادات من والدتها
والآن كانت هدي هي من ترشدها
وخرجت للحديقه ثم جلست تنتظر قدومه فبالتأكيد صعد لغرفته وسيأتي .. دقيقة والتها دقيقة أخري إلى ان بردت القهوة .. لتنهض من جلستها بحنق تبحث عنه لتنتبه ان حجرة مكتبه مضاءة
فأندفعت للداخل بضيق
- استنيتك في الجنينه زي ماقولت وعملت كمان القهوة واهي بردت
ليترك جاسم الأوراق التي كان يطالعها ببراءة
- معلش يامهرة افتكرت حاجه مهمه في الشغل .. هخلصها وافضالك
لتحرك رأسها وهي تطالع الأوراق التي يطالعها
- هستني قد ايه
فتمتم دون ان ينظر إليها
- ساعه كده
فزفرت أنفاسها بقوة وغادرت وهي تتمتم
- مش مشكله استني ساعه ما انا كده كده مستنيه من الصبح
...................................................................
هتفت سهير بغضب وهي تنظر الي أكرم
- بتحطيني قدام الأمر ياأكرم وبتحدد ميعاد مع الناس عشان نروح نخطب بنتهم
وتابعت وهي تلقي بجسدها علي الأريكه
- طب شوف مين اللي هيروح معاك
لتتجمد ملامح أكرم بغضب
- ليه مش عجباكي فهميني ..انا بحب ضحي وهتجوزها سامعه ياماما
لتضحك سهير ساخرة
- ابقي شوف مين اللي هيجوزك ياروح ماما
وألتقطت هاتفها علي الطاولة التي أمامها ونظرت له وهو يرحل من أمامها بغضب
- لازم اتصل بعزيز يشوف ابنه ده
لتجد كرم يردف اليها وهو لا يستطيع إسناد جسده ويحك رأسه
- صباح الخير
لتمتعض سهير من حال أبنها الآخر
- الليل بقي هو الصبح بتاعك ..
وتركت الهاتف ف عزيز لم يجيب عليها ..وأخذت تضرب على فخذيها
- ياميلت بختك ياسهير في عيالك
ليجلس كرم جانبها بملل ..ويداه تتحرك على انفه وكأنه يستنشق شيئا
.................................................................
ظلت ثابتة طيلة الوقت حتي لا تنهار باكية أمامهم
الكل يبحث لمراد عن عروس واختاروها هي لقربها الشديد منه وتنفيذه لكل ما ترغب به كي تجمع بين من تحب مع فتاة أخري ... كانت تتأمل الفتاة وتقارن نفسها بها ..هي جميله مثلها مثقفة ..لما لا ينظرون اليها لتسمع صوت الفتاة وهي تسألها
- انسه رقيه ..استاذ مراد هيجي أمتي
لترفع رقية عيناها نحو الفتاة وقبل ان ترد عليها وجدت مراد يردف لداخل المقهى وينظر بأتجاة رقية فوجد فتاة أخري تجلس جانبها وظن أنها صديقتها
واقترب منهم مطالعا رقية
- ايه يامزعجه ايه الأمر الضروري اللي طلبتيني عشانه
ثم نظر للفتاة الآخر محركا رأسه بترحيب لها
فأرتبكت رقية فماذا ستخبره الأن .. فهم اتفقوا معها علي ان تخبره انها صديقتها
- اقعد الأول وهحكيلك
فجلس بشك ..فرقية تعد له كتاب مفتوح وبعد ممطالة في الحديث فهم ما يحدث
ونظر إلى رقية التي تبدلت ملامحها وهي تري كيف الفتاة تتجاذب معه الحديث .. ولا يعلم لما أراد مضايقتها او بالأصح حاجه أخرى بنفسه أرادت ان تعرف كيف تحبه
- ممكن يارقية تسبيني شويه مع الانسه نسرين
لتبتسم نسرين بخجل فتجمدت ملامح رقية ليضحك هو
- ايه يارورو روحي علي التربيزه اللي قدامي ديه عشان تبقي تحت عنيا واطلبي كل اللي انتي عايزه
وغمز لها ليشحب وجه رقية من طريقة اصرافه لها
وداخلها يهتف
" مراد أعجب بيها وهيتجوزها اكيد "
كان يشفق عليها ولكنه تابع تمثليته بمكر
- يلا يارورو متبقيش عزول ياحببتي
دموعها وقفت متحجرة في مقلتيها ..لتنهض سريعا من أمامهم وجلست علي طاوله أخري واعطتهم ظهرها حتى لايروا دموعها
وبعد ان هدأت قليلا وقاومت دموعها ..واختلست النظرات نحو الفتاة لتجد عيناها تلمع بأنبهار نحو مراد
......................................................................
انقضت الساعه وعاقبتها أخري وأخرى وكلما ذهبت اليه ليتناقشوا في موضوع عملها أخبرها أنه منشغل
ارتشفت الشاي الذي أعدته لها هدي بنعاس وهي تتمتم لنفسها
- لا فوقي يامهرة انتي هتنامي
واخدت تفتح جفونها الي ان سمعت صوته يهتف بأسمها ..فأتجهت نحوه تسأله
- هنتكلم فين
فدلك عنقه وتثاوب بنعاس
- معلش يامهرة انا مش قادر افتح عيني ومرهق اوي خلينا نتكلم بكره علي الفطار
فتثاوبت هي الأخري وتنهدت بيأس
- استني للصبح مافيش مشكله
واقتربت منه تضع بسبابتها على صدره
- وعد
فأبتسم جاسم بهدوء وداخله يضحك
- اكيد
وصعدوا لاعلي ليتجه كل منهما لغرفته
..................................................................
استيقظت وهي تنظر للساعة جانبها متذكرة الهلاوس الكثيرة التي اقتحمت ليلتها
- مش معقول يضحك عليا
وتنهدت وهي تمسح علي وجهها
- لاء انا هروحله اوضته أصحيه واتناقش معاه أضمن دلوقتي
وهتفت بملل وهي تنهض من فوق الفراش وتخاطب نفسها
- الساعه لسا سته .. استني شويه كمان ولا أروح
ووقفت للحظات تفكر ..الي ان عزمت أمرها وأتجهت صوب غرفته
لتطرق علي باب حجرته طرقتان خافتتان ثم أدلفت
لتتسع عيناها
يتبع بأذن الله
**********
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
دفئ بين ذراعيه(26)
***************
الفراش كان فارغ وشبه مرتب .. شعرت بالدماء تتصاعد لرأسها من شدة غضبها فبالتأكيد هو فعلا ذلك متعمدا.. وضغطت علي مقبض الباب متوعدة له
ساعة قضتها جالسة علي الدرج بعدما تفقدت الجراح الخاص بسياراته فقد أكتشفت انه محب لأقتناء السيارات الحديثة
وسمعت صوته وهو يتجه نحو الدرج ويتحدث بهاتفه ..ليغلق مع من يحادثه ووقعت عيناه عليها وهي جالسة هكذا تضع بكلتا يديها أسفل ذقنها وتحدق به
ليصعد الدرجات نحوها مبتسما بهدوء
- قاعده ليه هنا
وداعب أنفها بأصبعه ضاحكا
- مالك متخشبه كده
لم يجد منها رد رغم ان نظراتها توحي بنيران تشتعل داخلها ..فأعتدل في وقفته وأكمل صعود الدرج
- شكلك اتخرستي ..وانا مش فاضي
وعند سماع تلك الجمله اندفعت واقفه ووقفت أمامه
- لاء مش هتضحك عليا زي امبارح
وأخذت تقلده
- استني اخلص اكل ..استني أراجع الأوراق اللي قدامي ..لاء مرهق نأجلها لبكره
لتتسع أبتسامته ويمد كفيه نحو وجهها يضمه
- وماله لما تستني جوزك
وقرص وجنتيها بخفه ..وهي تقف أمامه تنظر ليديه التي تداعب بشرتها بأنفاس مضطربه .. وضحك وهو يري يدها تدفع يديه بعيدا عنها
- اه بتصرفاتك ديه هتخسري معايا
وأزاحها من أمامه متجها إلي غرفته مزيلا سترته الرياضيه عن جسده ليظهر جسده المتعرق من أثر الركض
ليجدها خلفه
- احنا لازم نتكلم
ليتابع طريقه نحو المرحاض...فأتبعته لينظر لها جاسم وهي تردف للداخل
- معنديش مشكله علي فكره
لتنظر لمكان وقوفها ثم شهقت بفزع لتندفع للخارج
وتصدح صوت ضحكاته عاليا
- ياريت تحضريلي هدومي زي اي زوجه شاطره عارفه دورها
ليتهكم وجهها وتهتف بتذمر
- لاء
فأبتسم وهو يحرك الماء علي جسده بيديه
- نفذي يامهرة اللي طلبته منك .. عشان نتفاهم مع بعض بالعقل علي موضوع شغلك وتقنعيني بوجهة نظرك الجباره يا روحي
لا تعلم لما انصاعت لطلبه واختارت له ملابسه بعناية بل وكانت سعيده بهذا الأمر
...............................................................
نظر كنان لورد التي تتحرك أمامه كالفراشة تحضر له الفطور ..وأقترب منها مطوقا خصرها بذراعيه بتملك
- صباح الخير زوجتي الجميله
لتلتف له ورد بعد ان تحكمت برعشة جسدها من ارتباكها لافعاله التي لم تعتاد عليها ..فمنزلهم الأخر تشعر بالتقيد
- صباح الخير زوجي العزيز
فيضحك كنان بقوه وهو يقضم شريحة الخيار التي وضعتها بفمه ..حتي ظهرت كلتا غمازتيه ..فتذمرت
- كنت أتمني ان يكون لدي غمازات مثلك
فتوقف كنان عن الضحك وأبتسم وهو يري تذمرها
- لا تضحك ولا تبتسم أمام أحد كنان
فأتسعت أبتسامته وهو يطاوق خصرها بتملك ..فدفعته علي صدره برفق
- قولت لا تبتسم
لينفجر كنان ضاحكا
- ما الأمر ورد ..تريدني الا أضحك والا أبتسم الاثنان معا
فحركت رأسها بمشاغبه
- أجل
ولم تشعر بعدها الا وهو يحملها بمكر
- سنري هذا الأمر في غرفتنا ورد
لتهتف بأعتراض وهي تنظر نحو الفطار الشهي الذي اعدته
- الطعام كنان أنه جميل
وضاعت جملتها الاخيره بعد ان اسكتها بطريقته الخاصه
..............................................................
كانت تتابع كل رشفة يرتشفها من فنجان قهوته بملل
وتنهدت بحنق من أفعاله معها متمتمه
- انا هادية خالص اه
فأبتسم وهو يطالعها وقد اردك أنها علي حافة الانفجار بوجهه ..وترك الفنجان جانبا وحدق بها بصمت .. لتزفر أنفاسها بقوه
- هنزل الشغل
فتمتم بهدوء
- مش موافق يامهرة
لتضرب الطاوله بقبضة يديها ..ووجدته ينهض متمتما بضيق
- اسلوبك ده لو متغيرش هتعامل معاكي ديما بالأمر .. وزي ماشوفتي أمبارح اوامري بتتنفذ
لتنظر له بغضب
- انت اتجوزتني عشان تحبسني .. انا عايزه أطلق
وتأوهت بآلم وهو يضغط علي ذراعها
- ولما اطلقك هتروحي لحبيب القلب يمكن يتجوزك وتبقي الزوجه التانيه
اوجعته عباراته فكيف يظن بها هكذا فحسين قد محته من حياتها بعد ان اخبرها أنه كان لا ينظر لها الا كشقيقه فهو راجل غارق في حب زوجته.. فحبها لحسين كان وهم ودفعت ثمنه في تلك اللعبة
التي دخلتها بأرجلها وكل هذا من أجل كبريائه الذي في لحظه حثها ان تخبر الجميع أنها أنثي مرغوب بها وليس اي شخص رجلا تعلم بأن اغلب النساء ومن اعرق العائلات ترغب به ..فجاسم جماله كان يتمركز في رجاحة عقله الذي يفقده معها
وعندما رأي الآلم ظاهر علي وجهها ..ترك ذراعها زافرا أنفاسه بضيق
- انتي ليه عايزاني اتعامل معاكي بالتسلط والأوامر
فدمعت عيناها وهي تدلك ذراعها
- انت اللي عايز تحرمني من حياتي القديمه...عشان خايف ليعيروك بيا ..
وتابعت بوجع
- وهتفضل تعيرني بحبي لحسين مع إنك متعرفش انا حبيته ليه ونسيت كرهي للرجاله معاه
عيناه كانت جامده عليها وهو يصارع أنفاسه من تلك المشاحنه التي تنفذ طاقته
- انا حبيت حسين عشان كان حنين هو الوحيد اللي معيرنيش بشكلي ولا بلبسي ... ولا اني بنت الست اللي جوزها رميها هي وبناتها ..الست اللي كل ستات الحي بتخاف علي جوزها لتخطفه منه
كلماتها اوجعته مثلما اوجعها .. لتجده يقترب منها يضمها بحنان ..انصدمت في البداية من فعلته ولكن شعور غريب اقتحمها وهي بين ذراعيه فيبدو ان هذا هو شعور الأمان الذي أخبرتها به ورد
- انا مش موافق علي شغلك في محل البقاله
وعندما شعر بتملصها منه .. ابتسم
- اسمعي كلامي للأخر
فأستكانت علي صدره تشم رائحة عطره بخمول واغمضت عيناها وهي مستمتعه بضمه إليها
- إي شغل شريف فهو بالنسبالي قمة الفخر ..بس ده لو انتي محتاجه يامهرة
فتمتمت بنبرة خافتة
- بتحاول تقنعني
فضحك وهو مستمع بتلك اللحظه متعجبا من سكونها الذي يعلم أنه هينتهي بلداعة لسانها
- اكيد بحاول اقنعك بالعقل يامهرة ..انا معنديش مشكله انك تحققي طموحك في المحاماه ..تعملي دراسات بالعكس هشجعك
فوجدها ترفع عيناها نحو غير مصدقه
- بجد
فتمتم بمرح
- لاء بهزر يامهرة
وتابع بحنان وهو يمسد علي ظهرها
- نجاحك من نجاحي .. انا ديكتاتور اه زي اي راجل شرقي في حاجات معينه بس في حاجات تانيه لاء
لتتسأل وهي غائبة معه في تلك اللحظه ... الي الآن تظن انها تحلم فهل هذا حقا جاسم الشرقاوي الرجل الذي عاشرته من خلال عملها معه
- زي ايه ؟
فطالعها مستفهما وعيناه مركزه علي عينيها التي تلمع بوميض عجيب
- تقصدي ايه !
فعادت تستكين بوداعة بين ذراعيه مما اثار دهشته
- ايه اللي حاجات اللي هتقف معايا فيها ومش هتكون ديكتاتور
فأبتسم وهو يضع بذقنه علي قمة رأسها
- زي أحلامك يامهرة ...طموحك .. رأيك مدام صح مش مجرد عند وتمرد
فأتسعت ابتسامته أكثر وقد شعرت انها تريد ات تغفو
فسمعها وهي تتثاوب
- مهرة انتي هتنامي
وكأن سحر تلك اللحظه أنتهي ..لتبتعد عنه بفزع تنظر إليه والي قربهم
- أنت ازاي حضنتني
فأنفجر ضاحكا
- ده علي اساس ان حضني مكنش عجبك
لترتبك من حديثه ونظراته .. تلوم نفسها علي ضعفها وأشاحت عيناها بعيدا عنه عائدة إلي نفس السؤال
- هشتغل في المكتب بتاعي ..وهسيب محل البقالة لشيكا
فرفع حاجبيه بتعجب
- مين شيكا ده
لتجيبه بهدوء
- شيكا جارنا في المنطقه ..هبقي أعرفك عليه
شعر باليأس منها .. وتنهد بضيق متذكرا حسين
- مدام عايزه تشتغلي تعالي امسكي الشئون القانونية عندي
لتهتف بصياح
- شغل تاني معاك لاء ..انت راجل ديكتاتور في شغلك
وكأن اليوم هو يوم الضحك ..فأشار علي نفسه
- انا ديكتاتور يامهرة
فحركت كتفيها بلامبالاة
- ايوه ..انا محبش شغل الرئيس والمرؤوس ده .. بحب ابقي مستقله بعملي الحر
فتهكم وهو يتذكر مكتبها الذي يعد حجرة ضيقها صغيره ويعلم أن موكلينها في القضايا ما هم الا اهل منطقتها البسطاء
- مكتبك اللي شبه جحر الفار ده عمل حر
وحرك رأسه بيأس ..لتتجمد عيناها بضيق من سخريته
- بتتريق عليا .. علي العموم نفذ وعدك ومتقفش قدام أحلامي وطموحاتي
وبدء رنين هاتفه يعلو .. لينظر في ساعته غير مصدقا ان حديثهم طال لتلك الدرجه فتنهد بتعب وهو يكتم صوت رنين الهاتف
- اه شوفي لأول مره بسببك هتأخر علي إجتماع
ومسح وجهه بأرهاق من مجادلتها والسير مع طريقة تفكيرها وطالعها بهدوء
- مدام رافضه الشغل معايا .. ادربي مع أستاذ فؤاد في المكتب بتاعه وبعدها هفتحلك مكتب كبير في اي مكان تشاوري عليه
اغراه اقتراحها حتي ان عيناها قد لمعت بسعاده ولكن تذكرت هدفها السامي من مهنتها هي لا تريد المال ولا الشهرة هي تريد ان تساعد الناس ومن كانت تحي وسطهم .. تقف بجانب المظلوم الضائع حقه وسط عالم ملئ بالحيتان ... وإذا ذهبت لعالم جاسم لن تحقق كل ماحلمت به
- انا موافقه ادرب مع أستاذ فؤاد بس هفتح مكتبي اللي تريقة عليه وسميته حجر الفار
وضغطت علي عباراتها الاخيره وهي تحدق به بتمرد
ليزفر جاسم أنفاسه متنهدا بقوه
- وانا موافق يامهرة .. وواثق فيكي
لم تفهم معني عباراته الأخيره .. رغم ان مغزاها كان واضح وهو حبها لحسين الذي مازال مقيما مع والديه ولم يسافر بعد
وأتسعت عيناه ثم ضحك وهو يسمعها تهتف بحماس
- والله انت راجل عسل .. وهبدء اغير وجهت نظري عنك
ليرحل جاسم من أمامها قبل ان ينفذ مخزون صبره منها
- الصبر يارب
لتحدق في خطاه متمته
- انا قولت حاجه غلط
وألتفت نحو المائدة التي تحتوي علي فطار صحي ولذيذ كانت تظنه انه في المسلسلات فقط.. وتذوقت المربي هاتفة
- المربي بتاعتهم طعمها غريب ..اكيد مستورده
..............................................................
كانت ريم تحمل الكثير من الملفات وتسير بها نحو أحد الأقسام
لا تعلم لما مديرتها غليظة معها في التعامل منذ ان انضمت للقسم الخاص بالمحاسبه والمعاملات المالية بالشركة ... زملائها يتعجبون من هيئتها البسيطه ومن دخولها للعمل في شركة ضخمة دون ان تكون مؤهله فهي من وجهة نظرهم لا تستحق هذا العمل ...وكأن الأرزاق توزع علي مؤهلاتك او هيئتك
وسقط منها ملف لتنحي لتجلبه ولحظها العثر سقطوا باقية الملفات ..لتلتقطهم سريعا ونظرات بعض الموظفين تخترقها ..واكمل حظها اليوم
ان يمر كل من جاسم وياسر من جانبها فهذا الدور
ليقف جاسم ينظر لها بجمود فترتبك من نظراته وانصرف...ليطالعها ياسر ببرود
- بتمشي في الشركه اما تخبطي في حد او توقعي حاجه
وتقدم نحو جاسم الذي سأله عن هويتها واي قسم كي ينذر مديرها لتنتبه فيما بعد
- مش عارف بصراحه .. بس تقريبا الملفات كانت محاسبات مالية ممكن تكون موظفه جديده في الحسابات
فوقف جاسم أمام المصعد وهو يحرك رأسه بتفهم
...................................................................
اتجهت إليه في وقت استراحة العمل ..لتجده جالس بأسترخاء يضحك علي حديث مشيرة التي ما ان انفتح باب الغرفة ابتسمت بمكر
- المدام باين عليها بتحبك اوي يابشمهندس
ليبتسم كريم لزوجته التي وقفت تحدق بهم بجمود ...وارخت ملامحها سريعا حتي لا تفسر مشيرة انها تخشاها ..فمن نصايح مهرة لها التي لا تعلم من اين تأتي بالنصائح تلك ..ان لا تجعل زوجها يشك بنوايا مشيرة الحقيقية اتجاهه .. حتي لا تفتح عيناه علي أبواب طريق هي في غني عنها
ورسمت ابتسامه هادئة علي شفتيها عكس مابداخلها
- أكيد يامدام مشيرة مقدرش استغني عنه
فلمعت عين كريم بسعاده وتقدم منها .. لتنهض مشيرة من مقعدها بأستياء
- نتكلم في مشروعنا مره تانيه يابشمهندس
وحملت حقيبتها لتسير بخطوات هادئة من أمامهم
وفور ان انصرفت... تحركت مرام نحو المقعد وجلست عليه ثم نهضت تتحرك مثلها بغنق
لينفجر كريم ضاحكا وهو يراها كيف تقلدها
وجذبها نحو بحب
- قولي انك بتغيري
فهمست وهي تحرك يديها علي وجهه
- مبحبش مشيرة ديه ياكريم
فضمها إليه بعشق
- ولا انا بستلطفها بس ده شغل يامرام والشغل مفيهوش بحب او اكره
فأبتسمت بسعاده فتصريحه قد اراحها
....................................................................
وقفت تفرك يديها بتوتر وهي تستمع لتوبيخ مديرتها لها
- الاهمال ده ميتكررش تاني ..مش علي آخر الزمن واحده زيك بسببها اخد لفت انتباه من جاسم الشرقاوي
فطأطأت ريم رأسها بخزي
- مش هتتكرر تاني اوعدك
لتنظر لها مديرتها والتي تدعي جيهان بضيق
- اتفضلي علي شغلك
ثم هتفت قبل ان تنصرف
- ياريت تهتمي شويه بكورسات اللغه والمحاسبه زي زمايلك علطوول بيطوروا نفسهم ولا عايزه تفضلي زي ما انتي كده ولا حاجه ..الانجليزي بتاعك سئ للاسف
فحركت رأسها بصمت وغادرت وهي لا تعلم من اين ستدفع مصاريف تلك الدورات المكلفه ... فراتبها يكفي معيشتها ودراسة أخيها وعلاج والديها
الهم أصبح مثقل علي اكتافها منذ وفاة شقيقها...
وتنهدت بآلم وهي تتذكر ذهابها اليوم لمهرة ...
.................................................................
أغلقت الهاتف بسعاده بعد ان اخبرتها رقية بأنها ستأتي إليها لتتحدث معها ... لتنظر إلي فوزية اللي كانت تقص عليها مغامراتها مع جارتها ..فمغامرات فوزية لم تتوقف مع زوجها فحسب
- وضربتيها بالشبشب يافوزيه
فتمتت فوزية بضيق
- وكان خسارة فيها و الله ياست مهرة
وتابعت وهي تضغط علي أسنانها بغل
- يعني يرضيكي تضحك عليا في فلوس الجمعية .. اه كل ما أفتكر الفلوس اللي راحت قلبي يوجعني... لاء انا هروح اضربها علقة كمان
فضحكت مهرة ...ثم نظرت إلى هاتفها الذي دق برقم غير مسجل لديها وتمتمت بسعاده وهي تسمع صوت ريم وهي تخبرها بهويتها ثم استأذنت منها لتأتي لزيارتها كي تبارك لها علي زواجها ..ونظرت هدي نحوها بتسأل
- في حد جاي تاني من أصدقائك
فحركت مهرة رأسها ... وهي تنظر لفوزيه
- نوقف النهارده مغامراتك اللي هتوحشني لما ارجع الشغل
فضحكت فوزيه كما ضحكت هدي ..لتتجه مهرة نحو الخارج متذكرة ان عليها أخبار جاسم بالأمر ففي النهايه هذا منزله
وهاتفته وهو ينهي اجتماعه ..ليجيب عليها بهدوء
- خير يامهرة
وتنهد بهدوء وهو يستمع لها
- في ضيوف جايلي .. اقابلهم هنا ولا بره ..لو هنضايقك بلاش
قاتل بحنق من تصرفاتها
- السؤال ده ميتسألش تاني ..ده بيتك انتي كمان وضيفي اللي تحبيه فيه
انتبه ابتسامتها
- شكرا... انا موافقه ادرب مع أستاذ فؤاد وبرضوه هفتح المكتب بتاعي
ليزفر جاسم أنفاسه وهو يطالع ياسر الذي مازال يجلس معه في غرفة الاجتماعات بمفردهما
- لما ارجع نبقي نتكلم .. سلام
وأغلق الهاتف ..لتنظر لهاتفها
- سلام
...........................................................
نظرت ورد للمياه بفرحه وكلما لامست قدماها الماء ابتعدت ..ليضحك كنان علي أفعالها حاملا أيها بين ذراعيه
- سنعوم ورد
لتنظر ورد حولها فالمكان كان خالي من الناس
- لا كنان أرجوك ..
ولكن كنان كان يستمتع بتشبثها به القوي
- لا تخافي ورد ... لو كان جواد هنا لضحك عليكي
فأبتسمت ورد بحنين إلى جواد الذي اعجبته الاقامه مع أبناء عمه
وبدأت رحلة تعليمه لها التي كان يملئها الضحك والمرح
.....................................................
تنهدت رقية بأسى وهي تقص لمهرة عن لقاء مراد بالعروس المختارة من خالتها وزوجها .. وكيف كانت هي الوسيط بينهم .. اوجعها ماعاشته رقية لتضمها لها بحنان
- بكره هيحس بحبك ...بس هو للاسف لسا شايفك البنت الصغيره اللي كبرت قدام عينه
ونظرت نحو ريم التي تجلس بخجل
- وانتي ياريم عامله ايه في شغلك
فرفعت ريم عيناها نحوها ..وهي تشرد في معاناتها مع مديرتها
- الحمدلله
فأبتسمت مهرة وهي تحذرها
- اي حد يضايقك قوليلي
فداعبتها رقية وهي تمسح دموعها
- دلوقتي بقت قوة عظمي
لتضحك مهرة ووكظة رقية في ذراعها
- لاء مش هستخدم سلطتي ..انا هستخدم معاهم القانون
لتتسع عين رقية
- هترفعي على شركات جوزك قضية
فأبتسمت بزهو
- اه لو ظالم هعمل كده
لتأتي هدي إليها تخبرها
- الغدا جاهز
ورغم اعتراض ريم وخوفها من التأخير علي والديها الا ان مهرة قد ارغمتها بل وحادثت والدتها ..اما رقية اتجهت لتناول الطعام وهي تمسح على معدتها بجوع
كانت جالسة ممتعه يملئها الضحك وكل منهم نست ما يشغل بالها
وانصرفت ريم مع رقية التي اصرت على توصيلها بسيارتها
انتهي اليوم بسلام وصعدت نحو غرفتها وهي تتذكر إنها الي الآن لم تنعم بحمام الجاكوزي الذي كل يوم تنوي عليه ولكن لعدم تعودها على هذه الأشياء كانت تنسي الأمر وتكتفي بأستحمامها الذي اعتادت عليه
وواعدت كل شئ وهي تهتف بحماس
- انا فعلا محتاجاك النهارده ... اما نجرب الجاكوزي اللي قرفنا بيه في المسلسلات
ومدت ساقيها ثم كان كامل جسدها أسفل المياه المعطرة بأرقي أنواع الزيوت العطرية وأبتسمت بسعاده وهي تري المياه كيف تتدفق
- لاء انا كده ممكن انام فيه
ومر الوقت وهي تشعر بالأسترخاء ومستمتعه بوجودها حتي أنها بدأت تدندن مع نفسها
...........................................
اردف جاسم بأرهاق للغرفة متعجبا من عدم وجودها فهدي اخبرته أنها صعدت منذ مدة لأعلي
وأسترقي السمع...لترتسم علي شفتيه ابتسامة خبيثة وهو يستمع لغنائها
- ياطالعة من باب الحمام وكل خد عليه خوخه
يامهرة
وحرك مقبض الباب وعيناه تلمع بوميض من المكر
الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون من هنا