
رواية لحن الحياة
الفصل الخمسون 50
الواحد والخمسون 51
بقلم سهام صادق
مشاعر الغيرة انتابتها فهي لم تتجاوز حديث المرأتان بعد لتأتي لها تلك الصورة لإشعال ماحاولت اخماده .. ولمعت عيناها بحده وهي تدقق في تفاصيل الصوره الي ان سمعت صوته واقترابه منها .. فحركت اصبعها سريعا علي شاشة الجهاز اللوحي لتتخطي تلك الصورة .. وسمعته وهو ينهي حديثه مع ياسر وعاد يجلس علي مقعده ثانية ناظرا لها
- مالك يامهرة سرحانه ف ايه
كانت تصارع داخلها الكثير من المشاعر المضطربه .. أتنهض غاضبه من أمامه ، ام تظل جالسة هادئه
وابتسم عندما وجدها تحدق بالصور التي تم ألتقاطها في حفل أمس وقد بعثت له من اجل ان يختار الصور التي يفضل نشرها علي أحد مواقع المشاهير بالمجتمع
- مهرة .. انتي نمتي ياحببتي
وطرقع أصابعه أمام عينيها .. لتحرك رأسها كي تفيق من حالة السكون التي رافقتها في تلك اللحظه
- سبني أفكر مع نفسي شويه ..عشان اخد قرار
تمتمت بعفوية لتكتشف بعدها انها اخرجت ما بداخلها.. فسألها بقلق
- قرار ايه ده ... لا بلاش تفكري وتقرري ..انا بقلق منك
قالها مازحا وهو يضحك فوجدها تحدق به بصمت عجيب .. ثم عادت تركز مع شاشة الجهاز متسائله
- هي ديه صور الحفله
فنظر إلى ساعه يده ثم نهض من فوق مقعده
- اه ياحببتي .. افطري بسرعه عشان اوصلك عند ورد تكملي جولاتكم واروح الشركه
وعندما وجد عيناها نحو الصور تمتم بدعابه
- واحنا في العربيه نبقي نختار الصور اللي هتنزل على الموقع سوا
فنهضت على الفور وحملت حقيبتها لتقف أمامه
- مش مهم الفطار ابقي افطر هناك
فتعجب من لهفتها ودفعها برفق نحو مقعدها
- اقعدي افطري يامهرة ومن غير جدال
فنظرت له قليلا قبل ان تحسم أمرها وجلست تتناول وجبه الإفطار سريعا تحت انظاره الي ان ضحك
- هتفطسي وانتي بتاكلي كده .. انا مش مستعجل
فمها كان ممتلئ بالطعام الذي تدفعه داخله لتنهي وجبتها في اسرع وقت ..فأختيار الصور معه ينتظرها وتنتظرها الإجابة عن تلك الصوره وسط حديثهم
وبعد دقائق كانت تتبعه وهو يتحدث بالهاتف .. إلى ان جلست جواره بالمقعد الخلفي
وعندما أنهى مكالمته وضعت الجهاز اللوحي أمامه تشير للصور التي اختارتها وتعمدت ان تظهر عدم اهتمامها بصوره نرمين
- هي نرمين كانت معاك في الحلفه
فطالعها ببطئ وقد فهم سبب سؤالها
- اسألي بوضوح ياحببتي من غير اللف ده كله .. انتي عايزه تعرفي ازاي اتخدت الصوره ديه مع نرمين
وداعب وجهها بأنامله مبتسما
- بس حلو العقل اللي بقيتي فيه .. ومستنيه تعرفي الاجابه بهدوء
ففضلت الصمت فبروده حاليا سيجعلها تخرج كل مافي جبعتها وبدء يشرح لها لتلوي شفتيها بأمتعاض
- كانت هتقع ومتعلقة في رقبتك
فضحك وهو يري حنقها الظاهر علي ملامحها ثم ألتقطت منه الجهاز مجددا ومسحت تلك الصوره لتتنهد براحه ونظرت إليه وهو يحدق بها فهتفت ببرآة
- حرام ياحبيبي ..وانا بخاف عليك من الفتنه
وارتمت عليه تحتضن ذراعه تخبره بأستياء
- بس كانت حفله مش حلوه
ليتأملها بدقه ..ومال نحوها هامسا
- مجنونه ياحببتي
.........................................
خرجت نرمين من سيارتها حانقة متجها إلى منزل شقيقتها لتفتح لها الخادمه الباب مرحبه بها واتجهت نحو مكان جلوس شقيقتها هاتفه
- ايه اللي عملتيه ده .. نزلتي الصوره علي صفحتك الشخصيه
لتضحك عايدة بصخب وهي تنظر إليها
- صورتك وسط مجموعه من الصور
فحدقت بها نرمين بضيق هي تعلم هدف شقيقتها ..فنهضت عايدة من فوق الأريكه واقتربت منها تريها التعليقات الكثيره على صورتها مع جاسم .. فالكل انتبه لتلك الصوره رغم وجود العديد من الصور غيرها
- الحقيقه بتبدء بأشاعات يانرمين
وهتفت بسعاده حقيقيه وهي تنظر للصوره
- حقيقي مناسبين لبعض
كانت تقف عايدة منبهرة وهي تتمني داخلها لو تزوجت شقيقتها بجاسم ..وابتسمت بفخر وهي تعلم ان الصوره ستنتشر بسرعه بالغة في الوسط فمن لا يطالع أخبار الإعلامية المشهوره "عايدة الدميتري"
لتنظر لها نرمين ثم زفرت أنفاسها وجلست علي أحد المقاعد في صمت .. مصيرها ان تحب رجلا متزوج رفضت الكثير والكثير لتسقط في النهايه في حب من لا يحق لها
وشعرت عايدة بتخبط شقيقتها واقتربت منها لتجلس جانبها تربت علي ظهرها
- انا بعمل كده عشان عارفه أنك بتحبيه ..انتي مش بتشوفي نفسك لما بتيجي سيرته
وأخذت تبرر لها نواياها
- ما مدحت متجوز عليا... وهو عايش اه وانا عايشه والحياه جميله
لترفع نرمين عيناها نحو شقيقتها
- بس انا مش كده ياعايدة ..انا مبحبش المكر والخداع .. انا عايزه اتحب
فضحكت عايدة بعلو صوتها
- حب ايه اللي بتتكلمي عنه ..الفلوس دلوقتي هي الحب ..ووجهتك الإجتماعية
وتابعت وهي تتخيل المشهد أمامها
- تخيلي كده لما بدل ما تبقي مجرد موظفه في الشركه تبقي مرات صاحب الشركه نفسها ..تخيلي اسمك مع اسم جاسم
ونهضت من جانبها وهي ترسم لشقيقتها مستقبلها
- انتي وجاسم مناسبين لبعض يانرمين ..مراته مجرد زهوة بس وهتروح وهيمل منها مع الوقت ... ديه كانت مجرد حتت موظفه عنده يعني مافيش مستوى اجتماعي يشرفه
اما انتي عيله وجمال وتعليم في أوروبا يعني سيدة مجتمع تليق بيه
وعندما بدأت تشعر بأن شقيقتها تتقبل الأمر وتنصت إليها ..ابتسمت ومالت نحوها ترفع ذقنها بيدها
- جربي اللعبه ومتفكريش بالمبادئ .. الحياه سباق
لتحدق نرمين بشقيقتها وقد بدء كلامها يقنعها
............................................
كانت رقية تقف تلتقط الصور لهم بمرح في جولتهم تلك ..ف رقية لا تترك جولة ممتعه لا تكون فيها
جواد كان متشبث بورد يسألها عن أسماء الأهرامات الثلاثه ومن بناهم وكيف تم بناءهم و ورد تجيب عليه ورقية تصحح لها معلوماتها ... الجو كان جميل وممتع .. وعائشه وليليان كانوا لا يكفون عن إلتقاط الصور بعد ان توقفت رقية عن تصويرهم
اما مهرة جلست علي أحد الصخور شارده خائفه من ان تسرق حياتها منها وكل هذا انهم لا يروها نجمه من نجوم المجتمع المخملي الذي يعيش فيه زوجها
واقتربت منها رقية بعد ان لاحظت ابتعادها وجلست جانبها تسألها
- مالك يامهرة ..اوعى تكوني زعلانه علي الصوره اللي اتنشرت في مواقع التواصل والتعليقات اللي شوفتيها
وفركت رقية يديها حانقة من نفسها فهي من اعطتها هاتفها لترى تداول الصورة والتعليقات عليها
- رقية هو أنا ليه مش عارفه اكون زيهم
فنظرت إليها رقية بأسي ..وقد فهمت معني سؤالها فهو لا يحتاج للتوضيح
- لأنك بسيطه يامهرة مش مصطنعه زيهم وبتدوري على الرفاهية اللي أقصى أمنيات الناس البسطاء وبالنسبالهم لا قيمة
وربتت على يدها بدعم
- متخليش الكلام يأثر على حياتك .. وجاسم اختارك انتي وبيحبك انتي
ولكي تجعلها تبتسم أكملت حديثها بمرح
- هو حد يعني ضربه علي ايده عشان يتجوزك ويحبك... إنها قرارات القلب ياساده
ألقت عبارتها الأخيره بطريقه دراميه ..جعلت مهرة تضحك ووكظتها علي ذراعها بخفه
- انتي فظيعه ... الله يعينك يامراد
لتنظر لها رقية بتحديق
- ياسلام ماجاسم كمان الله يعينه عليكي
وحدقوا ببعض للحظات لينفجروا ضاحكين .. وعلي ضحكاتهم أتت إليهم ورد راكضه
- انتوا شكلكم كنتوا بتتكلموا في حوار ممتع
وازاحتهم عن بعض وجلست بالمنتصف
- احكولي بالتفاصيل
لتلتف كل من رقية ومهرة إليها ولم ينجدهم من إلحاح ورد الا جواد الذي أتى نحوها راكضا يجذبها كي تنهض معه
.................................................
جلس ريان يطالع بعض الأوراق بجديه وبعد دقائق مال علي مقعده يسترخي قليلا ..لتسير من أمامه صورة تلك الفتاه فضحك وهو يتذكر مشهد لقاءها بشقيقته عندما ذهب معها ليخرج شقيقها وينهي الأمر بطريقته الخاصه هو ومحاميه ولكن تفاجئ بوجود رفيف هناك ..واتسعت ابتسامته ومازال المشهد مطبوع بذاكرته
علياء تقف تحدق برفيف بأعين شرسه كالقطه التي تريد ان تنقض بمخالبها علي فريستها
وفاق من شروده على رنين هاتفه .. فألتقطه فقد كان
شريكه يخبره بأن الفتاة التي أوصي بتعينها أستلمت وظيفتها اليوم
..........................................
وضعت علياء الطعام أمام شقيقها الذي يجلس بصمت غير معتاده عليه منه .. ولكن تعلم ان الثلاث ايام التي قضاهم بالحبس اثروا به ونظرت لشقيقها
- انت مش هتاكل
ثم ابتسمت بمشاكسه
- ده انا عامله ليك كل الاكل اللي بتحبه
فتعلقت عين عمار بها ليجذبها إليه ويحتضنها بدفئ ..فمنذ وفاة والدتهم ووالدهم وهم كل شئ لبعضهم
- تسلم إيدك ياحببتي
هتف بها بعد ان احتضنها ..لتبتعد عنه
- تسلم أيدي ايه ..هو انت أكلت حاجه
ومدت يدها تتذوق الطعام
- تسلم ايدك ياعلياء
جعلته يضحك بعد ان كان يشعر ب الهم ..فمنذ ان دخلت رفيف حياته وكل شيء يتدمر .. لا عمل لديه الآن وسمعته بدأت تتأثر في حارتهم وخوفه يزداد علي شقيقته .. فنظر لها بعمق ثم تنهد بعد ان اتخذ قرار اخبارها
- اقعدي ياعلياء عايز أتكلم معاكي
فطالعته علياء بتوجس وجلست علي المقعد الذي بجانبه منتظره منه الحديث
- انا هتجوز
كلمتان قالهم ب هم يجليه من قلبه . لتتحمس علياء بسعاده مصفقه
- هتتجوز فاطمه جارتنا
وعندما لم تجد أجابه منه ..اخذت تخمن
- يبقي اكيد صفا صاحبتي
جلبت كل فتيات حارتهم علي أصدقائها بالمعهد الذي تدرس فيه سنتها الاخيره ولكن لا اجابه
- لاء خلاص انا تعبت
وارخت رأسها على المقعد وقد ارهقها التفكير... لتتسع عيناها بصدمه وهو يخبرها بالعروس
- هتجوز رفيف ياعلياء
لتنهض من فوق مقعدها ضاربه يدها علي صدرها بطريقه مضحكه لا تليق الا بها
- يامصيبتي ..تتجوز ام عرقوب
............................................
عادت من الخارج بأرهاق تضع بيدها علي رأسها من أثر الصداع ..لتجد جاسم يجلس بحجرة الجلوس ومعه ياسر ويبدو انهم قد انتهوا من حديثهم ..فياسر ينهض من جلسته واتبعه جاسم
ليحيها ياسر بحركه من رأسه... وجاسم ينظر إليها بتوعد ثم تخطاها
وبعد دقائق عاد إليها فوجدها تمد ساقيها وتجلس بأسترخاء على الاريكه
- اه ياراسي ..اه يارجلي ..اه ياضهري
فوقف يطالعها عاقدا ساعديه أمام صدره
- ياسلام تلفي زي النحله طول اليوم وترجعيلي بالمنظر ده
فحدقت به بصمت
- يعني عارفه نفسك غلطانه وبتبصيلي كمان
فأستاءت من حديثه واعتدلت في جلستها
- يعني ابص فين امرك عجيب
وتابعت وهي تضع بيدها علي رأسها ثم هتفت بأستعطاف
- جاسم انت ايدك خفيفه تعالا اعملي مساج علي راسي
فطالعها بأمتعاض مستنكرا طلبها ...فهو في وضع الخناق معها وليس الدلال وفجأة وجدها تضع بيدها علي بطنها مذعورة ثم ابتسمت
- ده بيتحرك ياجاسم
انتهى وقت حنقه منها بعد تلك اللحظه الجميله .. وجلس جانبها يضع بيده علي بطنها فصغيره أخيرا قرر ان يشاركهم صخب الحياه ...فضحك وهو يشعر بحركته القويه وهي تتآوه من حركته مستمتعه
- كان قاعد في حاله وساكت ومش تعبك .. ايوه ياحبيبي خد حقي وطلعه عليها
وتابع وهو يحرك كفه علي بطنها المستديرة ببروز صغير أصبح واضح
- انا عارف أنها مزعجه ومتبطلش حركه وتعباك معاها
كان يشكو لصغيره وينظر إليها
- انا مزعجه ياجاسم
فتأملها بحب
- جدا ..كلمه إزعاج ديه قليله عليكي
فمدت كفها تلامس خده بحنو ثم مالت عليه تقبله
- بحبك
كلمه نطقتها اصهرت بينهم كل متاعب الحياه
لتجد نفسها بين ذراعيه وهو يحرك يداه بحنو على موضع الآلم برأسها
..............................................
رحلت ورد وعادت للمنزل الذي خرجت منه مكسورة الخاطر ولكن اليوم عادت بأرادتها ولم تجعل عائشة وجواد يخبروا كنان بشئ ولا حتي عظيمه وليليان كانت هي صاحبة الفكرة
وحزنت على حال فريدة فقد علمت أنها ذهبت الي الضيعه التي تقع فيها مزرعة ملك للعائله للانفراد بنفسها فهي لم تعد تحتمل نظرات الزائرين لها من شفقه
ونظرت إلي عائشة وجواد الواقفين جانبها بسعاده ..فقد عادوا بها وتخيلوا سعاده كنان بالامر حينما يعود من عمله ليلا فهو أصبح يأتي للمنزل متأخرا .. فهي أحبت عائشة بعد ان علمت حكايه والدتها وماعاشته من حياه قاسيه
..................................................
وقفت والدة ريم تطالع الشقة بأعين منبهرة لا تتمتم الا بكلمه واحده " ماشاء الله "
كان ياسر ينظر لوالدتها بحب حقيقي فهم اناس بسطاء وأحبهم وعلم سبب طيبه ريم لتهتف والده ريم بحنان
- متغيرش عفش البيت يابني ..حرام العفش جديد
فأبتسم ياسر لها بلطف ونظر لريم التي تقف صامته
- لاء طبعا ريم زي اي عروسه وكل حاجه جديده تجلها
فأتسعت إبتسامة تلك السيده الطيبه وهي داخلها لا تتمني أكثر من ذلك لابنتها ..فهي لا تريدها ان تعيش حياه معدمه وتشقي مثلها
داخلها كان آلم لا تقوي علي تحمله وهي تري سعاده والدتها وايضا والدها ..فياسر أصبح لديهم رجلا شهم الطباع خلوق فهو لا يريدها الا بشنطة ثيابها ليس استخفافا بهم وبفقرهم بل لأنه يري ان هذا واجب عليه فيكفيه أنهم اعطوه جوهرة
وتذكرت تلك الكلمه ..لتبتسم ساخره وهي تردد داخلها " جوهرة " ستعود لهم مطلقه بعد أشهر
ولم تسمع حديث ياسر ولا والدتها الدائر عن موعد إختيار الأثاث الجديد
................................................
انتظرته كثيرا حتى غفت من شدة الارهاق ليردف كنان للغرفه غير منتبها لوجودها ولكن بعد برهة وقف متسع العينين غير مصدق ما يراه
- ورد
واقترب منها يلامسها ليتأكد أنها بالفعل هنا ..لتتسع ابتسامته وينحني نحوها يغرقها بقبلات مشتاقه
لتفتح عيناها ببطئ مبتسمه وعاد يتساءل
- انتى حقيقه ورد
فضحكت وهي تحرك رأسها
- لا انت تحلم كنان
فضحك وهو يحتوي وجهها بين راحتي كفيه
- إذا مدام حلم فسأغرق به
لتتآلم من خشونه لحيته الطويله ..فأبتعد عنها خاشيا من ان يكون ضغط علي بطنها دون قصد
- ماذا ورد ما بكي
لتضحك علي فزعه ..ناظرة للحيته ..ففهم مقصدها فحرك كفه عليها ضاحكا
- أصبحت كرجل الكهف ..
وتابع بمزاح
- انتم المصريات عقابكم قاسي ..تحزنوا تهجروا علي الفور
فكتمت ضحكتها بصعوبه لتنظر له بعبوس مصطنع
- وماذا عن نسائكم كنان
فضحك بسعاده حقيقيه وقد تأكد بالفعل انها هنا وليست حلم .. فزوجته الشقية قد عادت وغمز لها بمكر واستمتاع
- نصالحهم بقبلة فقط
..............................................
اليوم علم ان بسمه قد رحلت من كندا .. نظره واحده ألقتها عليه حين اتت الشركه تجمع اشيائها وتقدم استقالتها ..وكأنها كانت تلومه ...انطفأت داخليا وخارجيا وقد شعر بالآلم من أجلها وهذا مازاد قسوته علي مرام
كان متكئ بجسده علي الأريكة يقلب بقنوات التلفاز بملل .. ليجد مرام تقف أمامه ب رداء نوم قصير ثم جثت علي ركبتيها
- كريم انا اسفه .. انا عارفه اني كنت انانية بس انا بحبك سامحني
فأشاح وجهه للجهة الأخرى يؤلمها بكلماته
- ادفعي تمن انانيتك شويه يامرام
ثم اعتدل في جلسته ونهض من فوق الأريكة وازاحها من أمامه وسار نحو غرفته ليتوقف ويلتف إليها
- انتي اللي بنيتي الجدار ده بينا ..رغم اني اديتك كل حاجه انتي عايزاها
واكمل سيره ليغلق باب الغرفة خلفه ... فسقطت دموعها حتى خرجت صوت شهقاتها المتآلمه
...............................................
انتظرت يوم عيد ميلاده بفارغ الصبر كي تفاجأه بالتخطيطات التي ستفعلها له.. فقد جهزت كل شئ ولم تخبره قبل ذهابه للعمل انها تعلم أن اليوم عيد ميلاده ..
رغم أنه ذات مرة أخبرها أنه لا يفضل تلك الأشياء ..
ولكن لا بأس ان تسعده ويحتفلوا معا متذكرين اللحظات الجميله والمضحكه التي مرت بعمرهم والأحلام التي تحققت
ولا تعلم لما جاء بذهنها ان تهاتف مني وهي تغادر مكتب السيد فؤاد بعد ان اعطت لاحد زملائها أوراق قضيه
وفور ان فتحت مني الخط هتفت بدعابه
- ما تاخدي جاسم وتسافروا كده شهر ،شهرين أه ارتاح شويه من طلباته واوامره
لتضحك مهرة وهي تسير بجانب الطريق .. فأخذت مني تخبرها عن ضغط العمل وتسألها عن حالها الي ان توقفت عن الحديث بعدما أردفت نرمين للغرفه متجها إلى غرفة جاسم بغنج عجيب تلك الأيام
فهتفت مني بحنق ولم تعي ان مهرة مازالت معها علي الهاتف
- لاء وبتسألني اي ساعه فاضي عشان تعمله مفاجأه هي ومدراء الشركه بمناسبه عيد ميلاده ..من امتي هو بيهتم بالحاجات ديه
كانت مهرة تسمعها بتركيز ويدها تمسك الهاتف بجمود
- مين اللي هيعمل مفاجأة
لتتذكر مني مهرة ..فتضع بيدها علي فمها فحنقها من نرمين جعلها تخرج ما بداخلها ومع تردد سؤال مهرة أخبرتها
- نرمين ياستي عايزه تعمل مفاجأه لجاسم
................................................
نظرت إليها مني بسعادة وهي تجدها تدلف لغرفة الاجتماعات وبعض الموظفين الهامين بالشركة بالغرفة يهنئونه بعيد ميلاده ونرمين تقف جانبه مبتسمه وهو يشكرها علي مبادرتها اللطيفه في جلب قالب الجاتوه
وانتقلت اعين البعض نحوها .. لتتجه عين نرمين هي الاخري اتجاهها فتتلاشي ابتسامتها
فتقدمت نحوه كما تقدم هو الآخر إليها ..فأعطته باقة الأزهار بسعاده وحماس أرادت ان ترسل به رسالتها لمن تقف تحدق بهم
- كل سنه وانت طيب ياحبيبي
فأحتضنها جاسم غير مصدقا وجودها ومفاجأتها تلك وهمس بأذنها
- حلوه مفاجأتك ديه ..بس انا طماع وعايز هدية أكبر من كده .. مش ورد بس
وابتعد عنها بعد ان تنحنحت حرجا ..ليطالعهم كل من يقف مبتسما ماعدا نرمين التي أرادت ان تظهر له نفسها بذلك اليوم
وألتقطت يده بيدها ونظرت لهم ضاحكه
- ممكن اخطفه منكم
فضحكوا علي عبارتها ..ففي النهايه هي زوجته ومن يحق لها ان تكون جانبه ومعه
فضحك جاسم هو الآخر ومني وقفت تنظر لها بسعاده من أجلها
وخطي معها خارج الغرفه وهي تشعر بنشوة الإنتصار .. فنظرات نرمين جعلتها تدرك أنها حقا انتصرت اليوم في حق لها وحدها
وبعدما اردفوا لغرفة مكتبه ..حاصرها مبتسما ومال نحوها
- فين هدية عيد ميلادي
فنظرت لباقة الأزهار التي مازالت بيده
- في ايدك أهي ياحبيبي
فطالع ما بيده بأستياء ثم ضحك
- لاء الورد ده احنا الرجاله بنضحك بيه عليكم
وغمز لها وهو يرفع أحد حاجبيه .. لتدفعه عنها برفق
- قليل الأدب ياحبيبي
فقهقه بصخب حقيقي وطاوق حضرها بذراعيه
- انحرف يعني مع ستات غيرك
فحدقت به بشراسه وهي تضغط علي أسنانها ..ليهتف ضاحكا
- شريره انتي يامهرة
وأقتربت منه ثم تعلقت بعنقه بدلال ومرح
- لاء انا بخوفك بس .. عشان متفكرش تبص لغيري
فأبتعد عنها ليطالعها بتحديق ثم انفجر ضاحكا
- انا توبة خلاص بعد ما اتجوزتك .. هو اللي يغلط مره يفكر يغلط تاني
وتعلقت عيناه بها وهو يجدها تدور حول نفسها بغنج ورقه
- انا غلطه ياجاسم
فعاد يحاوط خصرها مجددا وهو يدفعها نحو الحائط
- أجمل واحلي غلطه عملتها رغم مصايبك وجنانك
ومال نحو شفتيها يقبلها ولكن طرقة علي باب الغرفه ثم انفتح الباب سريعا ..لتقف نرمين مرتبكه شاحبة الوجه من رؤيتهم هكذا
يتبع بأذن الله
************
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
قرارت تأخذ بنا لقدرنا (51)
********************
أرتجفت عيناها المثبته على ذلك المشهد وكلمات شقيقتها صداها مازال يقنع قلبها بأن تحارب من أجل حبها... لتخرج من شرودها على صوت جاسم الجامد وهو يسألها بضيق ملحوظ حاول أن يداريه حتى لا يحرجها فهي موظفة ذو كفاءة لديه
- خير يانرمين... في حاجه مهمه عايزه تبلغيني بيها
فهتفت نرمين بتعلثم وعيناها ثاقبة نحو مهرة التي وقفت بجانب جاسم بزهو تعدل من حجابها وابتسامتها تنير وجهها
- إجتماع مع الشركاء الأتراك بعد ساعه.. حبيت افكر حضرتك بس
خرجت الكلمات من شفتيها بصعوبه وقلبها يصارع رغبته في الفرار فالوضع أصبح لا يحتمل.. فمشهد اقترابه من زوجته وسعادتها جانبه يجثم على أنفاسها بقسوة
لينظر لها جاسم متذكرا ذلك الاجتماع الذي سيحضره خارج الشركه ثم اجابها بحسم
- ريان هو اللي هيحضره معاكي يانرمين
فحركت رأسها بثقل وانصرفت بعد ان وقعت عيناها على مهرة التي تبدلت ملامحها للجمود والشراسه
وأبتسم وهو يطالع زوجته وقد اخذت تضغط على اسنانها بقوه وتحدق بالباب المغلق الذي أغلقته نرمين للتو..واتسعت ابتسامته وهو يناديها
- مهرة
ولكن لا رد منها أتاه... فهي مازالت جامده الملامح وكأن نرمين مازالت أمامها وعاد يهتف بأسمها ضاحكا
- مهرة...نرمين خرجت من بدري على فكره
فأنتبهت لصوته الضاحك وهو يطالعها...فزفرت أنفاسها بقوة لعلها تخلص نفسها من ثباتها هذا
وارتسمت على شفتيها ابتسامه رقيقه وحدقت به بعمق
- هو مينفعش تنقل نرمين ياحبيبي.. انا مش بقول تطردها انقلها بس
ف لاح الجمود على ملامحه واتجه ناحية مكتبه
- تاني يامهرة.. قولتلك أني شغلي مبدخلش فيه بحبه ومش بحبه.. مدام نرمين ناجحه في شغلها يبقى خلاص.. غير ان مش شايف تصرف منها يخليكي تغيري كده
وتابع وهو ينظر لعيناها
- مبحبش غيرة الستات اللي ملهاش اي مبرر.. تمام
فتمالكت حنقها سريعا وعادت تبتسم.. فهي أصبحت تفهم طبيعة زوجها وتتأقلم على طباعه
- تمام
واقتربت منه تعانقه بلطف ودلال
- همشي انا بقى وانت كمل شغلك ياحبيبي
وطبعت بقبلة طويلة على وجنته ثم ضحكت
- كبرت ياحبيبي سنه زيادة وعديت منتصف التلاتين.. عجزت ياجاسم
وتأوهت بآلم ويداه تقرص وجنتيها بقوه
- لطيفة ياحببتي
لتضحك على حنقه وازدادت ضحكاتها وهي تجده يشير على نفسه
- انا في رعيان الشباب
فوقفت تضع بيدها على بطنها من شدة الضحك.. ليجذبها إليه متذمرا كالأطفال
- عجبك الهبل اللي بقيت فيه بسببك
فأبتسمت بعشق حقيقي واندفعت تلقى نفسها على صدره وتحاوط خصره بذراعيها
- انا بحبك اوي ياجاسم... هفضل احبك لحد ما أيدينا وملامحنا تعجز
وشعرت بذراعيه تضمها بتملك لجسده
- وانا مش عايز اكمل عمري اللي جاي الا بيكي ومعاكي
فبكت وهي تشعر بالخوف من القادم من حياتهم.. فأبعدها عنه برفق
- بتعيطي ليه يانكديه
ومد يداه يمسح دموعها مبتسما وهي سارحه في لمساته الحانية على وجهها
- لا انا عايز النهارده رومانسيه.. صحيح يامهرة متلبسيش اي فستان ولا تظبطي نفسك ياحببتي... بقيت اتشاءم من الحاجات ديه
لتتسع عيناها ثم انفجرت ضاحكه وهي لا تصدق ان الامر وصل به هكذا
ورفعت يديها نحو وجهه تمسح على خديه تداعبه وهي تضحك
- ده انت اتعقدت
فطالعها بنظرات مستاءة
- ياحرام
فأزداد حنقه منها
- كله منك يامهرة.. ما ديه آخرة الجواز بنستحمل ولنا الأجر والثواب
كان يقف كالبائس وهو يحادثها..فمن يراه الأن يشعر بالفعل انه زوجا مظلوما وهي الظالمه
لتنظر إليه بتحديق مصدومة من قدرته الخارقة في التحول
..............................................
نظرت رقية لطليقة مراد بترقب تنتظر حديث الهام الذي هاتفتها من أجله كي يتقابلوا...كان الصمت يحاوطهم فأحداهما تنتظر البدء بالحديث واخري تفكر من أين يبدء حديثها
واخيرا خرج صوت الهام
- اكيد انتي بتسأل نفسك انا طلبت اقبلك ليه يارقية
فطالعتها رقية للحظات
- من غير مقدمات
فضحكت الهام ساخره
- رقية الخجوله المنطوية كبرت.. السنين بتغير
كان حديثها الساخر ما يزيدها الا امتعاض
- ابعدي عن مراد يارقية انتي متنسبهوش ولا هو يناسبك
وتابعت وهي تنظر إليها بأعين ماكرة
- مراد لسا بيحبني
لتتجمد ملامح رقية.. فأبتسمت الهام وهي تعلم أنها أصابت هدفها ولكن لم تتوقع ردت فعل رقية وهي تنهض
- انا ومراد جوازنا آخر الشهر...هنبقي نعزمك
وانصرفت من أمامها...لتحدق بها الهام وعقلها لا يستوعب أنها لن تحصل علي مراد مجددا
..................................................
وقف جاسم مدهوشا من رؤية ما فعلته لأجله... الغرفة كانت مزينه بالبلالين ذات شكل القلب ومدون عليها كلمات عاشقه لا يصدق انها تخرج منها حتى الطعام جلبته لغرفتهم.. واتسعت عيناه وهو يجدها تخرج له من غرفة الملابس تهتف بمرح
- ايه رأيك
كانت تشير للغرفة غير واعية لمنظرها الذي سرق أنفاسه
فستان قصير ذو لون فيروزي وتسريحة شعر جانبية على شكل فراشة وطلاء شفاه يدعوه بدعوة صريحة لتقبيلها واعين قد كحلتها.. كانت تنتظر إجابته عما صنعته ولكن هو كان غارق بملامحها إلى أن تركزت عيناه على بطنها التي أظهرها الثوب الضيق..حياه مكتملة أصبح يعيشها معها رغم اختلاف طباعهم الا انه جعلته يكتمل.. هو لا ينفعه زوجه تسير على طراز واحد ولكن معها جرب كل شئ الجنون والتعقل والنعومه.. العند والغضب والتمرد أصبح يراها تتعلم مما يزعجه
- جاسم انت سرحت في ايه
ف فاق على حركة يدها أمام عينيه وصوتها ثم ابتسم
- سرحان فيكي
لترتبك من نظراته على جيدها وساقيها فالفستان قصير للغاية
وأخذت تجذبه لاسفل قليلا متمتمه بحرج
- قصير وضيق اوي صح
فضحك وهو يرى فعلتها.. فجذبها نحوه غامزا لها
- عجبني كده
ثم ابتعد عنها متذكرا شئ... ليخرج من الغرفه دقائق ويعود إليها ثانية متسائلا
- فين تليفونك
فأعتطته هاتفها متعجبه مما يفعله لتفهم اخيرا السبب بعد أن أغلق هاتفه هو الآخر
- نبهت على هدي محدش يزعجنا... والتليفونات واتقفلت.. لو حصلت حاجه قطعت اللحظه ديه يبقى احنا لازم نسيب بعض
قالها ضاحكا مستمتعا بضحكاتها وقبل أن يجذبها إليه ثانية يدفن وجهه بعنقها ابتعدت عنه تجلب هديته
ووقفت بها أمامه بحماس تعطيها له..لينظر جاسم لهديتها مبتسما فقد كانت عباره عن أزرار قميص وقلم مدهب أنيق مطبوع عليه اسمه
فأبتسم وهو يتناول هديتها شاكرا
- شكرا ياحببتي.. مكنش في داعي للهديه يكفي كل اللي انتي عملاه عشاني وفكراني
ومال نحوها يقبل جانب شفتيها برقة هامسا بدفئ
- لو كنت اعرف حرمان الدفي والعيلة اللي انا اتحرمته زمان.. هيكون تعويضه كده مكنتش في يوم حزنت
حتى هي كان نفس شعورها
وبدأت ليلتهم وانتهت كما يرغب القلب
وبعد ساعات كانوا مندسين تحت الغطاء يضحكون على ذكرياتهم القديمه
- انت مكنتش طفل مشاغب خالص ياجاسم... كنت طفل ابن ناس
فضحك على عبارتها فهو بالنسبه لمشاغبات زوجته وتشردها الطفولي لابد أن يبدو هكذا
- بالنسبالك ياحببتي انا ملاك
وضمها إليه يشعث خصلات شعرها..لتتذكر هي أحد مواقفها الطفوليه لتبتعد عنه وتعتدل في جلستها تحكم الغطاء على جسدها وبدأت تقص عليه مافعلته بأحد أطفال حيها
- ضربتيه وبعدين لبستي في الحيطه
فضحكت بمتعة وهي تتذكر ذلك المشهد بالتفصيل...خطتها الطفوليه أن تضربه ثم تركض إلى المنزل
- اخدت الحيطه بالحضن بداله..اصل هي اللي كانت قدامي
ضحكاته كانت تعلو وصمت وهو يتأمل احمرار وجنتيها وهيئتها البريئة التي هي عليها الأن... فجذبها نحوه وهو مندمج بحماسها وكأنها عادت معه الليله طفله صغيره... ليغرقها بين ذراعيه ودفئ أنفاسه
......................................................
كانت نرمين تتقلب على فراشها بأعين دامعه وهي تتذكر مشهده هو وزوجته.. أصبحت تريده بشدة تريد أن تجرب كل ماهو خاص بزوجته معه تريد أن تختبر تلك المشاعر معه هو وحده
ووضعت بيداها على قلبها تخبره انها ستسعى للحصول عليه حتى لو سلكت طرق غير مشروعه
......................................................
تعجب من اهتمامها في وضع طعام الفطور له قبل أن يذهبوا للعمل سويا بل واطعمت الصغيران..فجلس كريم على مائدة الفطور صامتا وقبل أن يشرع في تناول فطوره وجدها تطالعه بسعاده... فنهض علي الفور متمتما بضيق
- نفسي اتسدت
وتركها وانصرف..لتنظر إليه بآلم حقيقي.. فهي جنت من حصاد اهمالها وها أتى وقت الصبر وارضائه بعد أن كانت تتدلل عليه
.....................................................
نظرت فريدة إلى ورد بأبتسامة صادقه تفرد لها ذراعيها بدعوة صريحة أن تقترب منها..فنظرت لكنان ثم اتجهت نحوها تسألها عن حالها وفريدة تعتذر لها عن كل شئ اقترفته في حقها
- لماذا رحلتي ورد كنت احتاجك
ودمعت عين فريدة وهي تخبرها عن شماتة رفقائها بها
- الكل تركني ورد بعد أن أصبحت عاجزه
فمسحت ورد على وجهها بحنان وداعبتها
- ابتعدوا عنك لأنكي مازلتي فريدة الجميله
فأبتسمت بشحوب وهي تنظر إليها متذكره كل ما فعلته بها
حتى عائشة التي كانت تمسك يد جواد وتقف خلف كنان بكت على ضعف فريدة بعد أن كانت امرأة جبارة
فأقترب كنان منهم وقبل جبين والدته ثم حاوط ورد بذراعيه بحنان...فالحياة عادت إليه من جديد معها
.....................................................
دلف عمار برفيف داخل شقته البسيطه التي يقطنها هو وشقيقته...لتنظر رفيف حولها بشمئزاز
- انا سأعيش هنا.. لا عمار هيا الي منزلي
ليصدح صوت عمار بغضب
- هتعيشي في المكان اللي يعيش فيه جوزك حتى لو في خيمه
لترتجف رفيف من صوته وسارعت في رسم ابتسامة علي شفتيها... فلا بأس أن تعيش هنا مع عمار الرجل الوحيد الذي ارادته عن أي شئ من قبل تجربة جديدة عليها ولكن ممتعه
وخرجت علياء من غرفتها بعد أن استيقظت من غفوتها متسائلة
- بتعمل ايه الست ديه هنا
فأقتربت رفيف منها مبتسمه
- انا وعمار تزوجنا
لتتسع عين علياء ووقعت عيناها على حقيبة ضخمه يبدو أنها ملابس العروس الجديدة
- عمار انت اتجوزت الست ديه
فنظر لشقيقته نظرة طويلة ثم ضمها إليه
- علياء مافيش حاجة هتتغير في حياتنا
كان يطمئن شقيقته بلطف إلى أن اغمض عيناه بقوة بعد أن سمع حديث رفيف الوقح
- هل سنقضي الليلة كلها في الحديث مع شقيقتك.. انسيت اني عروس ونحتاج أن نبقى بمفردنا
لتشهق علياء من وقاحتها.. فألتفت إليها وقبل أن تصيح بها وجدت شقيقها يجذب ذراع رفيف بقسوة متجها بها لغرفته.. ليغلق الباب خلفه وعلياء تقف تنظر للباب المغلف وتسمع صراخ شقيقها برفيف.. لتنكمش على نفسها من صوت شقيقها واندفعت داخل غرفتها تقضم اظافرها بتوتر مفكرة بحياتها القادمه
..................................................
نظرت رفيف لعمار وهو ينهض عنها بعد أن أعطاها مارغبة به ولكن قبل أن تكتمل لحظتهم دفعها باصقا بوجهها
- انسانه مقرفه.. قرفت من نفسي وانا بلمسك
كانت سعيده بلمساته ولكن عيناها أظلمت بعد أن دفعها عنه بكل مهانه لأول مره تشعر بها..
وألتقط قميصه تحت نظراتها المصدومه وارتداه.. لينظر إليها ثم اقترب منها يجذبها من خصلات شعرها المصففه
- قومي ياعروسه حضري العشا لجوزك
وصرخ بوجهها ليرتجف جسدها وهي إلى الآن لا تصدق ما يحدث معها
- أين الخادمه..اجعلها تصنع لك الطعام
لتصدح ضحكاته عاليا
- لاء الخدامه ديه عندك يابنت الذوات..هنا في اكل يتحضر لجوزك في غسيل يتغسل في لبس يتكوي
وفجأة وجدته يجذبها من فوق الفراش
- مفهوم
فأبتلعت ريقها بصعوبة وهى تنظر للهيب الغضب الذي يخرج من عينيه
- مفهوم
..................................................
نظر أكرم إلى ملامح ضحى الحزينه وهي تقف في المطبخ تجلى الأطباق.. تأتي يوميا لتطمئن على والدته ولكن لا شئ يحرك قلب والدته
- انا اسف ياضحي
فأغمضت عيناها تستجمع قواها وتبتسم
- انا مش زعلانه منها يااكرم
لتدلف سهير في تلك اللحظه وتنظر إلى وقفت ابنها بجانب خطيبته
- عال يااكرم قاعد انت والهانم تحبوا في بعض وسيبني لوحدي
ونظرت لضحي بقسوة.. لتشيح عيناها بعيدا عنها فلولا أكرم وحبها الكبير له ما تأتي لهنا
لينظر أكرم لوالدته بجمود
- انتي شايفه ده منظر ناس يحبوا في بعض
وتعلقت عيناه على ضحي التي عادت تجلى الأواني بصمت
- يلا يا ضحى عشان اروحك
لتستحيب هي لأمره بعد أن شعرت بالحزم في صوته.. وخرجت أمامه من المطبخ تحت نظرات سهير الحاقده
فتعلقت بذراع أكرم لتبتسم إليه بحب
- متتأخرش ياحبيب امك
وماكان منه إلا أن مسح على وجهها بطيب خاطر داعيا الله بأن يهديها
.................................................
تمدت رقية على فراشها تحادث مراد عن عرسهم الذي اقترب...الي أن عادت لنفس السؤال
- ليه انفصلت عن الهام يامراد
ليزفر مراد أنفاسه...كل يوم ينتهي حديثهم لهذا الأمر الذي بدء يخنقه
- تاني يارقية... قولتلك وهقولهالك تاني.. انا والهام انفصلنا من زمان وكل واحد راح لحاله.. مش انا الراجل اللي يتكلم عن ست كانت مراته
وقبل أن تشرح له وجهة نظرها فقد صدمها اليوم ردت فعله فهو كان ينهي الأمر بلطف.. وانقطع الخط لتنظر لهاتفها بأعين متسعه ودفنت وجهها بوسادتها حانقه
- انا كان مالي ومال الحب والأرتباط.... كل يوم انام متنكد عليا
........................................................
جلست مهرة بجانب ريم على فراشها بعد أن أعدت معها حقيبة ثيابها... فقد مرت الايام وأتى موعد العرس ولم يتبقى عليه إلا يومان.. فنظرت مهرة لتوتر ريم ضاحكه
- نفسي افهم سبب لتوترك ده
فحدقت بها ريم متسائلة
- مهرة هو ليه لأزمة الهدوم ديه.. انا وياسر مش هيحصل بينا حاجه
فضمتها إليها وهي تشعر بها.. ريم كانت تتمنى اليوم الذى ستصبح به عروس بل وربطت حلمها مع ياسر ولكن في النهايه اكتشفت ما هي إلا ب لعبة دورها الوحيد فيها أن تكون الزر الذى يضغطون عليه من أجل اللعب
- انتي قويه ياريم... اتمسكي عشان والدك ووالدتك حاولي تفرحيهم وسيبي الباقي يجي من تدبير ربنا
فأبتعدت عنها ريم بأعين دامعه
- سبب سكوتي هما يامهرة... مستحمله كسرتي عشانهم
ونظرت لفستان عرسها المعلق
- كان نفسي البسه وانا فرحانه
ونهضت من فوق الفراش نحوه تلامسه بإحساس تمنت أن تعيشه يوما.. فأتبعتها مهرة بصمت ورغم أنها متأكده ان ياسر يحب ريم لكن يوجد شئ مخفي بحياة ياسر يتهرب جاسم في أخبارها رغم إلحاحها الا انه كالعاده الا يخبرها الا بما يرغب
.....................................................
وقفت أمامه وهي تريد أن تعلم الاجابه منه... فكلما سألته عن بسمه وسبب رحيلها يتحاشى الاجابه ويتركها ولكن اليوم أصرت أن تعلم لما رحلت دون أن تودعها
- بسمه راحت فين ياكريم انا قلقانه عليها.. حاسه انك تعرف سبب رحيلها
فتجمدت عين كريم وعاد شعور الذنب يقتحم فؤاده
- قولي فين طريقها أو عنوانها محتاجاها الفتره ديه معايا
كان يعلم حب زوجته لتلك الصديقه ومع إلحاح سؤالها نهض من فوق مقعده بالشركة صارخا بها
- سابت كندا كلها بسببك... انتي السبب دمرتها مع انتقامي منك
لتبهت ملامح مرام بصدمه وقد جف حلقها
- انا مش فاهمه حاجه
فأقترب منها يحاصرها بذراعيه بقسوة
- كنت هتجوزها عليكي يامرام
..................................................
جلست علياء مع إحدى صديقاتها بعد نهاية محاضرتهم في أقرب حديقة اعتادوا الجلوس فيها
- انا عايزه اشتغل واساعد عمار يارانيا.. من ساعه تهمة السرقه والفضايح اللي عملتها ليه اللي منها لله .. ومحدش بيشغله حارس شخصي
ورفعت كفها عاليا تدعو على رفيف فعاونتها صديقتها علي الدعاء بغل ثم عادوا لحديثهم
- هتشتغلي ايه واحنا لسا متخرجناش واكيد هتكوني محتاجه شغل يناسب وقت المحاضرات وميعاد رجوعك البيت
فطأطأت علياء رأسها بيأس..لا يوجد عمل سيناسب وضعها
فعمار إذا طرحت عليه الفكره سيعنفها.. لتطرقع رانيا اصابعها بحماس
- وجدتها
لم يقل حماس علياء عنها.. لتلمع عيناها وهي تهتف
- ها قولي
فنظرت إليها رانيا طويلا.. وعيناها معلقة على عين صديقتها
- روحي لاخو مرات اخوكي يساعدك.. انتي قولتي انه غني.. اكيد إشارة منه فأي مكان هيخدمك
فحدقت بها علياء وهي لا تستوعب الأمر إلى أن نفضت رأسها وهي تطالع صديقتها متمتمه بأسمه
" ريان"