رواية لحن الحياة الفصل الرابع 4 والخامس 5 والسادس 6 بقلم سهام صادق


رواية لحن الحياة

الفصل الرابع 4 والخامس 5 والسادس 6

بقلم سهام صادق

ورطه (4)


يسيران بجانب بعضهم بعد ان غادروا حفل الزفاف الذي طردوا منه للتو ..

يداها ترتعش دون شعور منها ..فالغضب يشتعل داخلها بقوه .. رغم أنها أخذت حق شقيقتها الا ان شيء داخل قلبها يوجعها وحرقه تقف في حلقها وتريد  ان تصرخ 

وشعرت بيد ورد تضغط علي يدها بقوه  :

 - انا أسفه يامهرة انا السبب 

وتابعت بألم : 

-  انا اللي اصريت اتحرك من مكاني واروح اتصور مع مرام 

لتتمالك مهرة غضبها وتتحول نظراتها لحنان ودفئ 

ثم ربتت علي كفها بحنو واكملوا طريقهم وهم لا يعلمون ان الطريق مازال طويلا

................................................................

الأيام مرت وكل يوم يحمل شيء جديد وخبايا لا نعلمها ... سافرت مرام وكريم الي كندا بعد ان قضت مرام امتحاناتها النهائيه لسنتها الاخيره واخبرت اهلها بحملها قبل ان ترحل 

حملها الذي لم تشعر بلذة إحساسه بسبب ما اقترفته بحق نفسها أولا 

…………………………………….................................

ضرب جاسم بقوة علي مكتبه وهو يتلقي خبر خسارته في عضوية المنظمه .. فمبدأ الخساره لا يستهويه 

لينظر إليه ياسر بتوتر  :

 - للاسف صور كريم وسهراته وصلت ليهم .

فنظر إليه جاسم بصمت ..وأخذ يزفر أنفاسه بقوه  :

 - البنت اللي بنرقبها تبقي علي معرفه ب الصحفي اللي نشر عن كريم سهره وسكره في الكباريهات قبل مايتجوز

ثم تابع بتخمين : 

 - اظاهر أنها حبت تنتقم منك بسبب يوم الحلفله وطردك ليها هي وأختها 

لتلمع عين جاسم بجمود .. وأشار بيده نحو الباب : 

 - أخرج ياياسر دلوقتي 

ليجلس علي مقعده وهو يطرق علي مكتبه بطرقات خافته مفكراً في أمرها 

فبعد زواج شقيقه أخذت الصحافه تعبث في ماضيه ..حتى انهم بدئوا يبحثون عن علاقة شقيقه بمرام قبل الزواج .. ووصلوا لحقيقة معرفتهم ببعض ولقائهم بشقة المهندسين 

ولمكانة جاسم وامواله كان يجعلهم ينفون تلك الأخبار بعد تصريحها .. حتي بدء الأمر يبدوا وكأنه حقد علي نجاحه ولم يجدوا له ثغره ..فأصبحوا يتبعون شقيقه الذي لم يكن يوماً تحت الأنظار

وها الان كل شيء جاء ضده .. ولم يحصل علي منصب العضويه في تلك المنظمه لأنها تأخذ الحياة الشخصية علي محمل الجد 

ونهض من فوق مقعده وسار للخارج ليجد ياسر يقف امام مني يُحادثها 

فنهضت مني سريعا لتهتف : 

-  جاسم بيه في أجتماع بعد نص ساعه 

ليرفع جاسم يده نحوها كي تتوقف عن الحديث :

 - ألغى كل مواعيد النهارده 

وتحرك من أمامهم في صمت لينظر ياسر لمني التي وقفت لا تعلم بما ستقوله 

وتحرك ياسر خلفه بخطوات مهروله وأقترب منه قبل ان يستقل المصعد  :

-  هنعمل ايه بخصوص البنت ديه 

فطالعه جاسم للحظات ...لينفتح باب المصعد وأردف داخله  :

 - اقفل الموضوع ده ياياسر .. لأنه أنتهي خلاص 

لينغلق باب المصعد ..فيقف ياسر مدهوشا من قراره ولكن كما أمر 

...................................................................

بعد أشهر 

كانت ورد تمسك هاتفها بسعاده وهى تقلب فيه  :

 - شوفتي يامهرة ولاد مرام 

لتأخذ منها مهرة الهاتف وتنظر إلى الصغيرين بأبتسامه واسعه : 

 - دوول حلوين اوي ياورد 

لتنحني ورد نحوها وتكمل تصفح الصور بسعاده 

فتلك الصور بعثتها لها مرام 

واشارت نحو الصوره العائلية التي بها جاسم وعائلة مرام فهم ذهبوا اليها برفقة جاسم 

فنظرت مهرة للصوره ..ووقعت عيناها علي جاسم 

لتجده يحمل أحد التوأمين ويبتسم 

صوره كانت تحكي ألف كلمه وكلمه

وأبتسمت اكثر وهي تري كيف يلتصق كريم بمرام فيبدو ان ثمار نصائحها جائت بفائده 

وقلبت في باقي الصور إلى ان وجدت صورة بها أمرأه تلتصق بجاسم 

فرفعت عيناها نحو شقيقتها تُريد سؤالها عن هوية تلك المرأه ولكن ورد قامت بالمهمه وأخبرتها عما قالته لها مرام عندما سألتها عنها :

 - ديه حبيبته وقريب هيعلنوا عن خطوبتهم

لا تعلم لما اجابة شقيقتها وقعت على قلبها كالحجر وتمالكت نفسها ففي النهايه هي تكره منذ آخر لقاء بينهم 

..................................................................

يقف وقطرات الجليد تتساقط عليه ..ينظر للقبران بألم فمنذ سته أشهر توفت شقيقته وزوجها في حادث 

لتترك له صغيرها الذي قد نجي من الحادث بأعجوبة دون ان يتأذي الا بكسر وخدوش صغيره 

ليضع باقة الزهور علي قبرهما بجمود 

ثم تحرك نحو سيارته ليقودها بسرعة رهيبة في شوارع "أسطنبول"

.....................................................................

تحمل قدرة الفول بصعوبة لتخرج بها للواقف أمام باب شقتهم 

-  اهي القدرة بتاعت كل يوم ياشيكا 

ليحمل منها شيكا القدرة هاتفا  :

 - الصراحه ياست الاستاذه ..الست ورد عليها قدرة فول تقولي ايه ملبن

فأبتسمت مهرة وهي تمسك باب الشقة لتغلقه : 

 - ماشي يابتاع الملبن انت ..يلا روح شوف المطعم بتاعك 

وأنصرف شيكا وهو يحمل القدرة علي كتفه 

لتخرج ورد من المطبخ تجفف يديها بالمنشفه  :

 - شيكا أخد قدرة الفول 

لتضحك مهرة وهي تلتقط حذائها :

 - بيقولك عليكي قدرة فول ملبن 

فتبتسم ورد .. وتنهى مهرة أرتداء حذائها : 

- هنزل المحل بقي 

وانصرفت نحو الأسفل وهي تقفز على الدرج 

فمهما كبرت ستظل تلك العاده الطفولية 

..............................................................

نظر إليه مدير أعماله وهو لا يُصدق ان أخيرا سيده 

سيعود لمباشرة أعماله بعد ان اعتزل كل شيء لأشهر بل وايضا سيسافر لمصر لإكمال ذلك المشروع الذي بدئه زوج شقيقته وشريكه قبل ان يتوفي هو وشقيقته

- حقا لا أصدق أنك عدت سيد كنان

ليرفع كنان عيناه عن الأوراق التي أمامه :

- عزيز ، أريد منك ان تخبرهم في مصر بأيجاد مربية لجواد تتحدث التركيه .. افهمت 

ليحرك عزيز رأسه بنعم ..ثم انصرف ليُتابع أعماله 

ليتنهد كنان وهو يزيح الأوراق من أمامه ويمد بيده نحو الصورة التي تجمعه بشقيقته التي كانت كل شيء بالنسبه له :

- لا تقلقي على جواد ياهازان 

....................................................................

جلست بداخل مكتبها تنظر إلي الفراغ الذي أمامها تزفر أنفاسها بقوه .. فمنذ شهران لا قضية قد أتت إليها 

لتجد رقم احدي صديقاتها يدق عليها :

-  أيوة ياشروق بجد ..خال خطيبك وافق أشتغل عنده في المكتب 

وتابعت بسعاده  :

- مش عارفه أشكرك أزاي .. 

وأغلقت الخط معها بأبتسامة مشرقة .. 

فخطيب شروق صديقتها يبدو من عائله ذو وضع 

فوالده رئيس تحرير جريدة وهو يعمل صحفي وقد تعرفت عليه عندما كانت ستجتمع بشروق رفيقتها من أيام الجامعه 

لتتنفس براحه ..فيبدو ان الحياه ستبتسم لها قليلا ولشقيقتها فهي تعلم ان صاحب مكتب المحاماه هذا لديه اسم عريق ولا يحصل الا علي القضايا الهامه 

ونهضت من فوق مقعدها تُدندن بأحد الألحان الشعبيه :

 - واه لو لعبت يازهر .. واتبدلت الأحوال 

وركضت لأعلى تخبر شقيقتها ..أنها لديها مقابلة غدا 

.............................................................

وجاء يوم المقابلة ولم تسعى للتأنق كعادتها ..فأرتدت ملابسها العمليه التي تتكون من قميص وبنطال قماش أسود اللون وعقدت شعرها كالمعتاد وأرتدت نظارتها وحذاء مسطح وحملت حقيبتها 

ووقفت تنظر إلى اليافته الضخمه التي تحمل أسم المحامي الذي سوف تعمل معه 

وبعد دقائق كانت تقف أمام مكتب السكرتيره 

لتجد فتاه غاية في الأنوثة ترتدي قميص شيفون أبيض فوقه ستره سوداء وتحته تنورة قصيرة بعض الشئ وحذاء ذو كعب عالي 

فنظرت السكرتيرة لمهرة بتفحص ثم تسألت  :

 - جايه عشان الوظيفه 

لتحرك مهرة رأسها بنعم .. فيردف بتلك اللحظه المحامي المشهور " أشرف الجمال "

ويشير إلي سكرتيرته : 

 - مين دول يانيره

فأعتدلت نيرة في وقفتها وتمتمت بأحترام  :

-  دول اللي متقدمين للوظيفة يافندم

ليلقي أشرف نظراته المتفحصه عليهم... 

فهتفت مهرة سريعا بعد ان شعرت بنظرة رفض منه :

- انا جايه من طرف ...

وقبل ان تُكمل باقي عباراتها جائها الرفض صراحة :

- انتي تعالي ورايا... 

وكان يشير نحو الفتاه الاخري .. لتذهب الأخري خلفه 

لتنظر مهرة للسكرتيرة بتسأل :

- يعني ايه مش فاهمه 

لتشير إليها السكرتيرة نحوالخارج بأبتسامة عملية :

 - يعني مع السلامه

لتبتلع مهرة ريقها بصعوبه وهي تتأمل المكان حولها 

ثم غادرت وهي تجر اذيال خيبتها خلفها 

...................................................................

قفزت ورد بسعاده وهي تري الإعلان الوظيفي 

" جليسة أطفال تتحدث اللغه التركية بطلاقة للأعتناء بطفل احد المستثمرين الأتراك ..العمل سيكون داخل منتجع سياحي مازال يتم انشاوه يقع خارج العاصمه بمرتب مجزي"

لتنظر ورد للمرتب وهي لا تُصدق .. اخيرا ستمارس عمل بشهادتها حتي لو كانت مجرد جلسية لطفل 

وعادت تنظر إلى الإعلان ثانية...وهي تخشي ان ترفض مهرة بسبب بعد المكان 

ولكن في النهايه حسمت أمرها وقررت ان تُقدم في تلك الوظيفه

لتسمع صوت الباب يغلق بقوة ...فتخرج من غرفتها راكضه : 

-  عملتي ايه يامهرة .. أتقبلتي 

فترفع مهرة عيناها نحوها .. وتزفر أنفاسها  :

-  أترفضت 

فأقتربت منها ورد وجلست جانبها...تربت علي يدها بحنو :

- هما اللي خسروا محاميه شاطرة زيك 

فتبتسم مهرة بشحوب ..لتتنحنح ورد بحرج  :

 - مهرة انا لقيت شغل بمرتب كويس أوي وقدمت فيه 

........................................................

كل شيء قد تم بسرعة ولا يعلم كيف انفتح نور الإضاءة ليظهر أحدهم ثم أتبعه شخص آخر يحمل سلاحا يصوبه نحوه... 

ليهتف به ياسر الذي كان يقف في الأمام  :

 - اتصل بالبوليس يامعنم 

لترتعش يد كرم الذي سقطت منه الأموال التي كانت بالخزنة القابعة في غرفة المكتب 

ويتقدم منه ياسر وقد أخرج سلاحه : 

 - واقف بتترعش ياحلتها 

ووضع السلاح بجانب رأسه : 

-  بدور علي مين ها ...

ثم تابع بقسوه : 

 - هيام اعترفت عليك 

ليدفع الحارس الثالث هيام بقوة ..فينظر ياسر نحوهم  :

 - عضيتي الايد اللي أتمدتلك... عندها حق نعمه لما كانت بتشك في سلوكك 

لتهتف هيام بخوف من المصير الذي سيحدث لها :

- انا مظلومه ياياسر بيه 

ليطالعها ياسر ساخرا فكل شيء سار تحت مراقبته 

فقد علم باليوم الذي خطت فيه مع شريكها من الخادمة الأخرى التي تُدعى نعمه 

......................................

أستيقظت من النوم فزعاً وهي تنظر لشقيقتها التي خرجت للتو من غرفتها 

لتهتف ورد بقلق :

- مين اللي جيلنا في الوقت ده يامهرة 

فتقدمت مهرة نحو الباب ...لتري الطارق 

لتجد والدها أمامها يتنفس بصعوبه :

-  أخوكي في القسم يامهرة 

وتابع وهو يضغط علي قلبه :

-  سرق فيلة راجل مهم في البلد 

ولم تجد بعدها نفسها الا في قسم الشرطه ...فلم تتحمل كسرة والدها امام عينيها وترجيه لها 

فقد كانت تظن أن قلبها أصبح متحجراً بسبب تركه لهم ..ولكن أكتشفت الحقيقه 

الدماء لا تكون يوماً ماء ..

ووقعت بعينيها علي زوجة أبيها التي تجلس تنتحب وبجانبها شقيقها الآخر أكرم الذي لم تراه منذ سنوات عندما كان مراهق

لتقف زوجة أبيها مقرتبة منها  :

-  انت رايح تجبلي بنتك اللي بتكرهنا ..انت عايز تضيع أبني 

لتلتف مهرة بجسدها بعيده عنهم وهي تتمتم بغضب لم يسمعه أحد 

ليجذبها والدها من ذراعها برجاء :

- هتسيبي أخوكي يابنتي

أبتسامه ساخرة أرتسمت على شفتيها ..فكلمة أخ لم تُدركها يوما كما لم تُدرك معني كلمة اب

............................

كان جاسم يجلس مع ضابط الشرطه بجسد مرهق 

فاليوم عاد من لندن بعد ان أتم احد الصفقات 

وحينما وقف سائقه امام فيلته كانت سيارة الشرطه تقف ...

 لتنتهي الليلة هنا 

وفرك عنقه بأرهاق ... لينظر محاميه الخاص له  :

 - اتفضل انت ياجاسم بيه وانا هكمل المحضر 

ونظر إلي الضابط يطلب منه تأكيد علي كلامه  :

 - اتفضل حضرتك وبكره تقدر تيجي نكمل الإجراءات قبل ما يتعرضوا على النيابه

وكاد ان ينهض جاسم من فوق المقعد ..الا أنه وجد العسكري يخبرهم عن حضور شقيقة المتهم وهي أيضا محاميته الخاصه 

فدلفت مهرة وقبل ان تنطق بكلمه وقفت مصدومه  :

- أنت !

ليقف جاسم ساخرا وهو يطالعها بنظرات بارده  :

-  طلعتي اخت الحرامي ده 

ثم تابع وهو يقترب منها ونظر إلي محاميه الخاص  :

 - انا مش هتنازل عن القضيه ..وتحبسهوملي هو والخدامه أكبر مده تقدر عليها 

وتخطاها ببرود وقد أرتسمت علي شفتيه أبتسامه مُتشفيه ... فالقدر جاء بها اليه مجددا كي يُعلمها كيف تتلاعب مع "جاسم الشرقاوي" فهو لم ينسي الي الان أنها السبب الأساسي في ازالته من المنظمه

وكيف وقفت تتحداه بل وأيضا تعاونت مع احد الصحفين في نشر كل مايسئ لشقيقه دون ان يعلم أنها لم تفعل ذلك فالقائها ب باسم الصحفي ماكان الا أنه خطيب رفيقتها 

ولكن كل شيء جاء ضدها ووضعها القدر ذليلة أمامه 

وانصرف دون كلمه..ليحرك لها الضابط رأسه بيأس  :

-  لازم جاسم بيه يتنازل عن القضية انتي عارفه القانون كويس .. اخوكي مسكوه وهو في بيته وبيسرق خزنته بعد ما اتفق مع الخدامه اللي سهلت دخوله للفيلا 

فنظرت مهرة له ثم جلست على أقرب مقعد 

فيبدو ان الطريق لم ينتهي مع جاسم الشرقاوي 

بل وتلك المره خيوط اللعبه في يده 

.....................................................................

في صباح اليوم التالي كانت تقف في وقت مبكر امام باب الفيلا بخطوات متثاقله مجبره 

 فأمس عندما ألتقت ب كرم شقيقها أخذ يترجاها بأن تساعده 

لم تكن يوما قاسية كما عاهدت من قسوة الناس 

واقتربت من الحارس تخبره  :

 - عايزه اقابل جاسم بيه 

فنظر الحارس إلى ساعة يده : 

- الساعه سبعه دلوقتي والبيه لسا نايم .. ومنقدرش ندخلك غير لما هو يسمح بمقابلتك

لتزفر مهرة أنفاسها بقوه ثم أبتعدت قليلا لتقف بجانب البوابه :

 - وماله نستناه 

ومرت ساعه وهي واقفه ... الي ان تأففت ونظرات إلى البوابه التي اغلقها الحارس لتبقي هي بالخارج وأطرقت على البوابه بقوه 

ليخرج لها الحارس وهو يحمل كوب شاي يرتشف منه  :

- ما قولنا تعالي وقت تاني 

فحدقت به بنظرات غاضبه  :

- عدي ساعه والبيه بتاعكم لسا نايم .. لاء وسع بقي كده 

فوقف الحارس أمامها يزيحها عن طريقه .. ودون قصد منه أسقطها أرضاً 

ليخرج في تلك اللحظه جاسم بسيارته.. وعندما وجدها تقف وتنفض يديها 

اوقف سيارته وهبط منها بملامح جامده  :

 - قولت مش هتنازل عن القضية ..وياريت تتفضلي

فطالعته بنظرات محتقنه : 

- أنت إنسان معندكش دم ولا ذوق 

ليقترب منها بقسوة وكاد ان يجذبها من ذراعها..فهتفت بضعف لأول مره يراه فيها : 

- متضيعش مستقبله عشان كرهك ليا... انا عارفه انك عايز تاخد بتارك مني 

وتابعت برجاء :

- بس انا كنت بدافع عن الحق وحكاية أخوك ومرام أنتهت 

فأبتسم ساخرا  :

 - انتي لعبتي معايا كتير من غير ماتحسي 

وألتف بجسده نحو سيارته  :

 - تنازلي عني القضيه بشرط ..تنفذيه كل حاجه تنتهي 

ثم تابع ببرود وهو يفتح باب سيارته  :

- متنفذش نسيب القانون ياخد مجراه ياحضرت الافوكاتو


يتبع بأذن الله

**********

#لحن_الحياة <3

#سيمو


بداية بقيد (5)

***********


طرقت علي الأرض بقوه وهي تعض على شفتيها بقهر فقد وضعها بين خيارين وأصبح هو الأن من يلعب بها 

وقبضت علي يدها بغضب حتي ظهرت عروقها وطيف سيارته يختفي من أمامها 

لتلتف نحو بوابة الفيلا فتجدها قد غلقت فور انصرافه 

وأصبحت كمثيلة أيامها السابقه تجر أذيال الخيبه خلفها 

………………………………................................

فتحت باب الشقه بأرهاق وهي تسترقي السمع 

فيبدو ان لديهم ضيف ..وتقدمت بخطي ثقيله نحو الداخل لتجد ورد تجلس مع أكرم شقيقهما 

وقبل ان يشعروا بوجودها ..أخذت تطالع وجه شقيقتها المبتسم وهي تحادث أكرم الذي يماثلها في العمر 

تخيلت لو كانت علاقتها بأشقائها طبيعيه ولكن زوجة أبيها هي من بعدتهم عنهم

فأصبح كل منهما في عالم أخر وكأنهم ليسوا أخوه

وزفرت أنفاسها بفتور... ليرفع كل من أكرم و ورد عيناهم نحوها 

لينهض أكرم متسائلا بأمل ان تكون قد توصلت لحلا .. ولكن علامات وجهها كانت لا توحي بالخير :

 - رفض مش كده 

وجلس علي مقعده ثانية يهتف بضعف :

 - ضيع مستقبله وضيعنا معاه 

وتابع وهو يضع وجهه بين راحتي كفيه :

-  قولت لماما بلاش الدلع الزايد والفلوس الكتير 

اه سرق عشان يصرف فلوسه علي شرب المخدرات والستات 

كانت مهرة تقف تسمعه بوجه جامد .. دلع وأموال كثيره وهي وشقيقتها يصارعوا من أجل ان يعيشوا فقط 

وتنهدت بأرهاق أثقل كتفيها وسمعت صوت شقيقتها الراجي :

-  أعملي حاجه ليه يامهرة عشان خاطري 

وأتبعها أكرم بتوسل :

-  كرم مش وحش يامهرة صدقيني ... حب ماما لينا الزايد هو اللي ضيعه

لتنظر لهم مهرة طويلا قبل ان تتحرك ببطئ نحو غرفتها وهي تفكر هل تذهب إليه وتسمع شروطه ام تتخلي عن شقيقها كما تخلي عنهم أبيهم

.......................................

وقف ياسر غير مصدقا لما يقصه عليه جاسم ما حدث في الصبح :

 - يعني هتتنازل عن القضيه بشرط أنك تشغلها هنا سنه كامله تذلها فيها 

فأبتسم جاسم بجمود وهو يبعد أنظاره عن حاسوبه :

 - مسمهاش أذلها ... بس هعلمها ازاي تقف قصادي بداية من حكاية كريم ومرام وتهديدها ليا لحد يوم الحفله واللي عملته وخسارتي لعضويه المنظمه 

ليطالع ياسر جاسم قليلا وهو يتنهد :

 - جاسم انا مش متأكد ان هي السبب في المعلومات اللي وصلت للصحافه

ثم حك فروة رأسه :

 - انا شوفتها اه مع الصحفي ده ..بس معرفش ايه علاقتهم ببعض 

ليسترخي جاسم بجسده وهو يدور بكرسي مكتبه بظفر :

 - مش مهم .. لأن خلاص أخدت قراري 

ليتسأل ياسر بعد ان علم ان لا رجوع فيما اتأخذه :

-  طب وهتشغلها ايه هنا ..احنا مش محتاجين محامين 

فضحك جاسم وهو يتوقف بكرسيه عن الدوران :

-  اشغلها محاميه .. ده انا هخليها تنسي المهنه ديه 

ثم تابع ببرود :

-  هتشتغل كل حاجه... هتكون زي اللبيسه اللي بتكون للفنانين 

فأبتسم ياسر وكتم صوت ضحكته :

-  مسمهاش لبيسه ... دلوقتي بقي أسمها مساعده شخصيه او مديرة أعماله 

فحرك جاسم شفتيه ساخرا :

 - المسميات النضيفه ديه لناس التانيه النضيفه 

ثم تابع بقسوه :

 - اما ديه لاء 

لتتسع عين ياسر بدهشه :

 - انت بتكرها كده ليه ياجاسم .. أحنا من ساعه ماعرفنا بعض مشوفتكش بتكره حد كده

وتابع بتشتت :

 - أنت حتى يوم ماعرفت مني بلقائها بالصحفي اللي عمل هجوم عليك ..سيبتها ومفكرتش تعمل ليها حاجه 

فحدق به جاسم للحظات ..فهو بالفعل لم يفكر قط بأذيتها ولكنها هي من تأتي اليه بقدميها وكأنها تريد أن تذكره دوما بأحداهن كانت شعلة من التمرد والقوه مثلها تمام 

كانت زميلته بالجامعه أحبها بشده خاصة لطباعها الصبيانيه وملابسها التي تشبه ملابس مهرة ولكن في النهايه كان ردها له 

" أنه ليس من الأشخاص التي تستهويها ..انه هادئ الطباع منطوي .. وهي لا تحب هذا النوع من الرجال"

يومها كره ذاته وكرهها بشده ليس لأنها رفضت حبه بل كره تكبرها الذي لم يراه من قبل او بالأصح حبه لها هو من أعماه 

وفاق علي صوت ياسر الذي كان يهتف بأسمه ليتمتم هو بشرود :

 - بكرها لأنها شبها 

.....................................................................

أستيقظ على قبلات دافئه تجول علي صفحات وجهه ..وسمع صوت ضحكات يعرفها ففتح عيناه ليجد جواد الصغير فوق الفراش بجانبه  :

 - استيقظ ياكسول 

فأبتسم كنان وهو يمد ذراعيه نحوه كي يجذبه اليه ثم أخذ يدغدغه الي ان أحمر وجه جواد من شدة الضحك  :

 - لن أتركك ..الي ان تقول أسف خالو كنان 

فحرك الصغير رأسها برفض .. ورفع راية استسلمه أخيرا :

 - أسف خالو

فأتسعت أبتسامة كنان التي كان قد نساها وضم جواد اليه بقوه ..ليجد الخادمه التي هي بالأصل من ربته ...تطرق الباب وتدلف بعدها مبتسمه وهي ترى إبتسامة كنان مع جواد 

 - فريدة خانو هنا سيد كنان 

فزفر كنان أنفاسه بضيق ..فوالدته بالتأكيد جائت لهنا ليس لأجله ولا لأجل حفيدها بل من أجل المال 

الي الأن يتسأل هل هذه ام حملت وأنجبت 

لم يشعر قط هو وشقيقته بحبها 

وتنهد بألم وهو يتذكر شقيقته ..فهي لم تحزن علي أبنتها المتوفيه..فبعد وفاتها بشهران علم بسفرها الي باريس والمبرر كان 

" أريد ان أنسي موت صغيرتي"

وشعر بدغدغت جواد له ..فنهض من فوق الفراش وحمله علي كتفه مخاطبا من تقف خلفه :

-  أريد كأس من الحليب

ثم تابع وهو ينظر لجواد :

 - أحرصي بأن يكون أكبر كأس لديكي عظيمه 

فضحكت المرأه التي رغم سنها الخمسون مازالت جميله 

لتتسع عين الصغير بشقاوه ثم أخفي وجهه بين كفوفه الصغيره صارخا :

-  لاااااا

وهبط الدرج حاملا جواد وهو يضحك .. الي ان تلاشت أبتسامته وهو يري خطيبته تجلس بجانب والدته يتشاطروا الحديث 

خطيبه أكتشف معدنها في شدته 

ووضع جواد أرضا وأقترب منهم وشعره مشعث من أثر النوم  :

 - يبدو أنكم أتفقتوا اليوم على القدوم سويا 

فنهضت سيلا وأقتربت منه تقبل وجنتيه وتداعب عنقه :

 - أشتقت اليك كنان 

فأزاحها جانبا واقترب من والدته التي لم تفاجأه بسؤالها :

 - صحيح أنك ستذهب لمصر انت وجواد؟ 

...................................................................

نظرت إليها مني بنظرات متفحصه ثم أشارت لها بأن تردف لمكتبه .. لتسير مهرة من أمامها بوجه جامد 

ودخلت الغرفه التي سبق لها ان دخلتها مرفوعة الرأس ولكن اليوم هي أتيه تسمع شروطه التي ستجاهد على تقبلها كي تخرج شقيقها من ورطته

ووجدته يتحدث بالهاتف بأسلوب جاد وصارم .. فطالعها بنظرات بارده ثم أشار لها بالتقدم والجلوس إلى ان ينهى مكالمته 

وبعد دقائق كان يلقي هاتفه بأهمال فوق مكتبه

ويرخي من رابطه عنقه التي باتت تخنقه 

وزفر أنفاسه بقوه ثم حدق بها بصمت   :

 - شروطك 

فأبتسم جاسم وهو يستمع لنبرتها .. وجلس علي مقعده بأسترخاء وبنبرة متهكمه هتف : 

-  يعني مش هتسيبي القانون ياخد مجراه .. وهتتحملي انتي غلطت اخوكي 

فصمتت مهرة للحظات وهي تهدأ من تسارع أنفاسها وتمالك غضبها  :

 - أفتكر ان قولت تنازلك عن القضيه قصاده شرط 

وتابعت بجمود :

 - ياريت تقول الشرط 

فحدق بها جاسم قليلا وهو يطرق بقلمه علي مكتبه :

 - هتشتغلي هنا سنه كامله مساعده شخصيه 

وتابع ببرود :

 - شايفه كرم أخلاقي ..هخرج اخوكي من السجن وهديكي شغل في شركه مكنتيش تحلمي تشتغلي فيها لاء وكمان بمرتب متوقعش أنك بتاخديه من مكتب المحاماه بتاعك 

وهتف جملته الأخيره بتهكم... لتضغط علي راحتي كفيها بقوه :

 - مش عارفه من غير كرم أخلاقك العظيم كنا عملنا ايه 

فضحك وهو يري قسمات وجهها الحانقه .. ورفع سماعة هاتف مكتبه :

-  اتصل بالمحامي يجي عشان تمضي علي سنه عقد عمل انا المتحكم فيه واتنازل عن القضيه ولا 

وهتف بسخريه :

 - نسيب القانون ياخد مجراه ونحقق العداله 

فحدقت به ببرود وبهدوء قاتل :

-  أتصل 

فأبتسم جاسم بزهو وقد ظهرت أسنانه المصفوفه واخذ يطالعها وهو يحادث محاميه يأمره بالقدوم اليه

…………………………...................................

وقف يتأملها وهي ترضع الصغيران بأرهاق واقترب منها يطبع بقلبه دافئه علي رأسها 

فنظرت إليه بهدوء تتأمل ملامح وجه المرهقه من أثر العمل فيبدو ان جاسم يعاقبه علي طيشه السابق ويحمله فوق طاقته من عمل 

ووضعت صغيريها في مهدهما . وسارت خارج الغرفه يتبعها هو بعدها : 

-  هتفضلي لحد أمتي بارده كده معايا 

فطالعته مرام ساخره ..ثم أتجهت للمطبخ تسخن الطعام في صمت... وكاد ان يقترب منها الا أنه قرر ان يتركها قبل ان يتشاجروا كالمعتاد ..فهذه هي حياتهم الماضي مازال عالق بينهم

............................................................

جلست مهرة في محل البقالة تتذكر كل ماحدث اليوم معها .. وأخذت تحرك قدميها بغضب وتقزقز حبات اللب وتقذف قشره أرضً .. لتدف ورد إليها بأكواب الشاي متسائله :

 - من ساعه ماجيتي من عنده وانتي كده .. مالك يامهرة ماالشرط اللي قالوا عادي 

وتابعت مازحه  :

 - انا موافقه أروح أشتغل عنده ... ديه شركته كانت من أحلامي وأحلام شباب كتير 

فأخذت منها مهرة كوب الشاي خاصتها لترتشفه بصمت... وعادت تهز قدميها إلى ان :

-  سنه هقعد في خلقة الراجل ده سنه 

فضحكت ورد على تعبير شقيقتها .. لتقذف مهرة حبات اللب بوجهها : 

-  نضفي المكان وأقفلي المحل بقي ..عشان تعرفي تضحكي تاني 

وانصرفت بخطوات حانقه وعقلها يفكر بالغد وكيف ستقف ند لجاسم الشرقاوي حتي بعد ان جعلها تحت رحمته بعقد عمل يتحكم بها 

..................................................................

خلع نظارته السوداء بعد ان هبط من سيارته أمام المنتجع الخاص بسلسلة مايملك في مجال السياحه بالكثير من البلاد 

وشرد في بداية إقناع عدي له بأن ينشأوا منتجع هنا وانه سيشرف عليه هو وهازان وقد تم شراء الأرض ووضعوا أساسيات المشروع الي ان وصلوا لنهاء نصف المنتجع ولكن الحلم قد توقف بعد ان توفوا 

الم أحتل صدره فقد أشتاق لرفيق عمره وشقيقته بشده 

ووجد جواد يجذبه من يده يحثه علي الحركه 

فأخفض رأسه أرضا يطالعه بحب  :

 - هل أعجبك المكان 

فهتف الصغير بحماس  :

 - أجل ، أجل 

ليبتسم كنان وهو يلتقط يداه الصغيره 

...............................................................

أشرقت شمس الصباح لتبعث الدفئ 

وقف يحتسي فنجان قهوته في الحديقه ببرود قاتل 

ثم نظر الي ساعه يده بتمهل 

ليدق هاتفه..فينظر إلي رقم المتصل :

 - صباح الخير 

فأبتسم جاسم وهو يستمع لصوتها :

-  صباح الخير رفيف

وسألها بدفئ :

-  أستيقظتي مبكرا اليوم 

فدعبت رفيف عنقها وهي تبتسم :

 - لقد اشتقت لك جاسم 

فتحرك جاسم للداخل ومازال يحادثها :

-  وانا أيضا

رفيف شقيقة أحد أصدقائه من كندا تعرف عليه وعلى عائلته حتي أصبحوا كالعائله ..فهم من أصول عربيه جزائرين الأصل ولكنهم عاشوا سنين بكندا ..فأصبحت كندا وكأنها موطنهم الأصلي 

حتى العربيه لا يتحدثون بها الا والدهم السيد عدنان

وألتمعت عيناه وهو ينهي حديثه معها 

وتنهد وهو لا يعلم إلي الان لماذا لم يتزوج ب رفيف رغم إعجابه الشديد بأنوثتها وعقلها ونجاحها في عملها

..............................................................

أرتدت مهرة ملابسها البسيطه المعتاده عليها ولم تفكر في نظرة أحد بملابسها التي لا تشير بوجود أنثي .. وأخدت تتنفس ببطئ تخبر نفسها  :

 - هي سنه يعني 12 شهر يامهرة 

لتسمع طرقات ورد على باب حجرتها ثم أردفت بعدها تنظر إليها :

-  حضرتلك الفطار 

ونظرت إلى ملابسها بتقيم :

 - هتروحي كده 

فحدقت مهرة بهيئتها في المرأه ..فقد كانت ترتدي بنطال من الجينز وقميص فضفاض :

 - اه هروح كده .. ولو مش عجبهم منظري يرفدوني 

فأبتسمت ورد واقتربت منها تقبل وجنتها

فبادلتها مهرة الابتسامه .. وسارت معها نحو المائده المعده بوجبة الأفطار التي تعد هي أساس يومهم الشاق من عمل 

وبعدما انهوا فطورهم ..تنحنحت ورد :

 - مهرة انا هروح المقابله النهارده

فطالعتها مهرة قليلا وكادت ان ترفض ولكن نظرات الرجاء اللي كانت في عين ورد 

-  طب مين هيروح معاكي ..المكان في الصحرا 

فضحكت ورد وهي تنظر لشقيقتها :

 - صحرا ايه يامهرة ده الطريق بقي كله شركات وقري سياحيه...متقلقيش عليا بقي 

وأخذت تترجاها الي ان حركت مهرة رأسها :

 - أول ماتوصلي تكلميني واول ماتخلصي المقابله تكلميني وأول ماتركبي عشان تروحي تكلميني واول ما تيجي البيت تكلميني 

فضحكت ورد وهي تضرب لها التحيه العسكريه :

-  علم وينفذ يافندم ... اي أوامر تانيه 

فضمتها مهرة إليها بحنان :

-  خلي بالك من نفسك 

فأبتسمت ورد في أحضان شقيقتها... فالعالم كله بالنسبه لها يتلخص بين ذراع شقيقتها التي تقصي حياتها بعيدا ولا تفكر بشئ غيرها 

...............................................................

وقفت في منتصف حجرة مكتبه تنتظر ان يخبرها بمكان عملها ..الذي مازالت تجهله ولكنها تعلم أنه سيذلها به 

واقتربت من مكتبه حيث كان غارقا في بعض الأوراق التي يتفحصها 

وطرقعت بأصابعها امام عينيه :

 - انت ياحضرت المدير 

فرفع جاسم عيناه نحوها بضيق.. فتابعت بحنق :

 - فين مكتبي اللي هشتغل عليه .. ولا هي المساعده الشخصيه ملهاش مكتب 

فأسترخي جاسم بجلسته وهو يتفحص ملابسها التي لم تغير منها :

 - اوعي تكوني فاكره ان المساعده الشخصيه هتكوني زي بتوع القصص ولا المسلسلات وليكي قيمه 

ونهض من فوق مقعده واقترب منها واخذ يدور حولها :

-  عارفه صبي القهوه ..اللي بيعمل كل حاجه للزباين وبيخدم عليهم 

وتابع بقسوه وهو يقف أمامها يطالع عيناها :

 - انتي هتكوني كده .. مساعده شخصيه ليا ولكل موظفين الشركه 

فأخذت مهرة تحدق به ثم حدقت بأركان الغرفه باحثة عن شيء تقذفه به ووقعت عيناها علي الأوراق الموضوعه على مكتبه لتلتقطها ثم قذفتها أرضا وغادرت المكان وهي تسمع صوته الغاضب يهتف بأسمها 

..............................................................

انقطع حذائها وهي تسير بالطريق الطويل بعض الشيء كي تغادر المنتجع الضخم الذي يبدو سيكون مكان كالخيال 

وفي اللحظه التي انحنت كي تري فيه حذائها وتخلعه عن قدمها 

سمعت إطار سيارة يحتك بالطريق بقوه ..ومن شدة احتكاكه اندفعت ورد ارضا ..فلم يكن يفصلها عن السياره الا سنتي واحدا ..فالطريق لم يكن به اي سياره لذلك كانت تسير بمنتصفه دون ان تدري ان حظها سيضعها بذلك الموقف 

ليخرج كنان من سيارته بفزع ويقترب منها متسائلا بالعربيه التي يتقنها بعض الشئ 

 - هل انتي بخير ؟

لترفع ورد عيناها نحوه ..ثم أتسعت حدقتيها وفتحت فمها كالبلهاء 

.................................................................

وجدتهم يضعون لها مكتب ومقعد في الحجرة الواسعه التي بها مكتب مني 

وبعد ان جلست بظفر .. وجدت أحد الموظفين يضع أمامها أوراق كثيره  :

 - رجعيهم 

ثم جائت إليها مني تحمل بعض الملفات :

 - رتبي الملفات ديه حسب التواريخ 

وبعدها وجدت موظف أخر يضع أوراق أخرى...

فأنكبت عليهم بصمت تدعو داخلها عليه :

الي ان سمعت صوت مني  :

 - مهرة خدي القهوه من عم سعيد ودخليها لجاسم بيه 

فنظرت مهرة للرجل الذي يحمل القهوة ونهضت من فوق مقعدها بهدوء تعجبت منه مني 

وأخذت القهوه ..وسارت بها نحوه ليرفع جاسم وجه مشيرا إليها بغطرسه : 

 - حطيها وأخرجي

فوضعت فنجان القهوة بقوه علي المكتب وقد تناثرت بعض القطرات منها علي الملف الذي يطالعه 

لتتسع عين جاسم بغضب وطالعها بنظرات قاتمه 

ليجدها تفر من أمامه هاتفه :

 - سوري ياجاسم بيه 

وأنصرفت من أمامه تبتسم علي مافعلته فهي كانت تود ان تقذف فنجان القهوه بوجهه وليست بعض القطرات علي الورق 

....................................................................

كانت مازالت تنظر إليه كالبلهاء الي ان هتفت  :

-  انا دخلت مسلسل تركي من غير ماأحس

ليسمع كنان همساتها التي فهمها ودون شعور منه أبتسم ثم أتسعت أبتسامته وهو يراها تضرب جبهتها برفق  :

 - فوقي ياورد وركزي 

ووجدته يمد لها يده ولكنها تجاهلتها

ونهضت تنفض ملابسها ..ثم سمعت رنين هاتفها لتجد رقم أكرم شقيقها الذي أتى معها اليوم بعد ان هاتفته تخبره بخجل أنها تريده معها فهي لاول مره تشعر ان لديها شقيق فذلك اليوم الذي جاء فيه اليهم شعرت بحبها له وان بعده عنهم هو وشقيقه كرم بسبب والدتهم 

وهتفت بفزع :

-  انا جايه ياأكرم 

وركضت من امامه فوقف يطالعها بصمت متعحبا من ركضها وهي ترتدي فردة من حذائها وفردة أخرى تحملها بيدها


يتبع بأذن الله

*********

#لحن_الحياة <3 

#سيمو

تفاعل ;

الجوله الأولي (6)

***************


فتحت عيناها بأرهاق من كم الأوراق التي أخذت تُدققها وأسترخت قليلا تُطالع مني المنشغله في عملها ... فرفعت مني عيناها نحوها وطالعتها ببرود فالأنطباع الأول الذي أخذته عنها جعلها تتحاشاها 

وعادت مني الي ماتفعله ..لتزفر مهرة أنفاسها بقوه 

فرفعت مني عيناها مجدداً نحوها تدق بالقلم علي مكتبها 

لتنهض مهرة من فوق مقعدها وهي تضع بيدها علي ظهرها بآلم  :

-  منكم لله 

ثم تابعت بحنق : 

 - وهو بالذات منه لله 

ليخرج جاسم في تلك اللحظه من مكتبه متسائلا وهو يقترب منها :

- هو مين اللي منه لله 

فحدقت مني بمهرة ضاحكه ..وأنتظرت ان تسمع ردها الذي ادهشها :

 - اي إنسان ظالم منه لله 

ثم أشاحت بوجهها بعيدا عنه  :

-  وعلى رأي المثل اللي علي راسه بطحه يحسس عليها 

فكتمت مني صوت ضحكاتها بصعوبه ..لتتسع عين جاسم بغضب فهو يعلم تمامً انها تقصده هو :

 - اتفضلي قدامي 

فتسألت بغباء :

 - اقف قدامك ليه ... ماترجع انت ورا 

وهنا انفجرت مني ضاحكه ..فطالعها جاسم بقوه 

فكتمت صوت ضحكاتها بأحراج :

 - الصبر يارب .. انتي جايه هنا تشتغلي مش تعرضي علينا غبائك 

وقبل ان ترد علي اهانته وجدته يتركها وينصرف وهو يهتف :

 - دقيقه والأقيكي قدام الشركه 

لتنظر مني لمهرة قائله :

 - الدقيقة قربت تخلص 

فحدقت بها مهرة بحنق .. ثم أخذت حقيبتها وأنصرفت خلفه 

وبعد نصف ساعه ..أوقف السائق السياره امام أحد المجمعات السكنية الضخمه التي مازالت في طور الأنشاء

ليترجل جاسم من مقعده وهو يشير لسائقه ان يظل مكانه 

فتعجبت مهرة من فعلته ولكنها ظلت جالسة بمقعدها بجانب السائق :

ليلتف جاسم نحوها وهو يشير إليها بأن تتبعه :

فطالعت مهرة السائق :

-  هو بيشاور عليك ولا بيشاور عليا انا 

فأبتسم لها السائق بطيبه :

 - لا يابنتي بيشاورلك انتي وألحقي أخرجي قبل ما جاسم بيه ...

وقبل ان يكمل السائق عبارته .. وجدت جاسم يقف أمام السياره يزيل نظارته السوداء عن عينيه :

-  هو انا جايبك معايا ليه .. عشان تقعدي في العربيه هانم 

لتدفع مهرة باب السياره بحنق وطالعت المكان متسائله :

 - وانا هعمل هنا ايه .. المكان كله عمال وصحرا 

وكاد ان يهتف جاسم بشئ ...فوجد أحد المهندسين يتقدم نحوه :

-  نورت يافندم 

فسار معه بأتجاه المباني.. وأشار لها بعينيه أن تتبعه 

لتبدأ رحلتها معه في الشمس الحارقه .. رغم ان العمال أعطوهم خوذات يرتدوها للوقايه من أشعة الشمس 

ووقفت تطالعه بفتور وحبات العرق تتساقط على وجهها ..فتمسح وجهها وهي تتمني ان ينتهي الوقت سريعاً ..فلم تعد تتحمل حرارة الشمس 

ووجدته يقترب منها بحنق  :

 - بقالي ساعه بنادي عليكي 

فتمتمت بوجه محتقن :

 - مسمعتش

وتسألت بأمل ان تحصل على اجابه ترغبها :

 - أحنا هنمشي من هنا امتي 

فحدق بها جاسم بتفحص وهو يراها كيف لا تستطيع ان تتحدث :

 - لما نمشي هتعرفي 

وتسأل ببرود :

 - فين الميه 

فحدقت به بغرابه :

 - مية ايه ..أحنا في صحرا 

ليتهجم وجه جاسم بجمود :

 - ارجعي العربيه وهاتي ازازة المية 

فأتسعت أبتسامتها وتسألت دون تصديق :

 - في مية في العربيه 

وقبل ان يهتف بشئ ركضت نحو السياره ..فهي كانت تشعر بالعطش بشده وبحثت بعينيها كثيرا كي تجد مكان الماء ولكن ليس شيء بعد فها هي زجاجة المياه المعدنيه المغلقه 

وروت جسدها وتنهدت براحه ..ونظرت للزجاجه التي أبتلعتها كلها :

 - آه أخيرا شربت مية... الحمد لله 

ونظرت إلى العلامه التجاريه المطبوعه على الزجاجه هاتفه بتهكم :

 - لاء ومن أنضف نوع .. بتاعت الوزراء 

وعادت إلى جاسم وهي تجفف وجهها بالمناديل الورقيه :

-  فين المية يابني آدمه انتي 

فأتسعت عيناها وهي تطالع وجه الحانق :

-  هو انت كنت عايز تشرب 

وأدارت له ظهرها قائله بأسف وهي تبتسم :

 - شربتها 

ولمحت عامل يحمل زجاجة مياه  :

 - اهي فيه ازازة مية معديه ..معرفش كانت فين من زمان 

وذهبت اتجاه العامل وأخذت منه الزجاجه فأعطاها لها بحبور :

 - اتفضل ياجاسم بيه ولا انت مبتشربش زي عامة الشعب 

فأغمض جاسم عينيه بغضب فرؤيتها تزيد من غضبه ... وألتقط منها الزجاجه : 

-  غوري من وشى 

فأبتعدت عنه وهي ترفع يدها نحو العامل الذى وقف يتابعهم من بعيد :

 - شكرا ياريس 

فأشار لها عامل بيده ثم أنصرف 

لتلتف نحوه فتجده يرتشق من زجاجة المياه ..ثم أعطاها لأحد العمال 

................................................................

أقترب منه مساعده الشخصي :

-  سيد كنان

فألتف نحوه كنان يشير إليه بأن يمهله لحظه حتي ينهي مكالمته الهاتفيه 

وبعدما أنهى المكالمه ..تقدم معاذ مساعده المصري :

 - ماذا هناك معاذ؟ 

ليتنحنح معاذ بأحترام :

 - لقد أنهيت المقابله مع المتقدمات للوظيفه 

ثم هتف :

-  ووقع الأختيار على أثنتين .. فبقي الخيار الأخير لك سيدي 

ليحك كنان ذقنه بتفكير :

-  هاتفهم لأقابلهم غدا 

وانصرف من أمامه بخطوات واثقه صاعدا نحو الجناح الخاص به 

...................................................................

أتبعته بصمت وهي تجر أرجلها بصعوبه ..ووجدته يصعد احد الأبنيه خلف أحد المهندسين ونظرت للمبني الذي مازال في بداية أنشاءه :

 - كان يوم مطلعلهوش شمس يوم ماطريقنا اتقابل ياابن الشرقاوي

ووقفت تنظر إلى درجات الدرج التي لا يحاوطها شئ وهو يصعد 

وقررت ان تظل مكانها هنا فقدماها قد تورمت ولم يعد لديها جهد للصعود خلفه 

ووضعت بيدها علي رأسها فالصداع بدء يدرب رأسها من حرارة الشمس خاصه بعد ان تخلت عن خوذتها 

وظلت تنظر هنا وهناك إلى ان وجدت أحدهم يقف بجانب طاوله بها بعض الأشياء المخصصه لصنع الشاي 

فأبتسمت وتقدمت منه متسائله :

 - ممكن كوبايه شاي 

فأشفق عليها الرجل وأعطاها كأس الشاي خاصته :

-  ميغلاش عليكي يابنتي خدي... وانا هعملي واحد تاني 

فأعترضت مهرة بخجل بعد ان أدركت ان هنا كل منهما يخدم نفسه بنفسه ..وبعد أصرار الرجل عليها أخذت كأس الشاي وأرتشفت منه ووقفت تحادثه 

فبدء الرجل يحادثها عن البلده التي يعيش فيها وأنه أتي إلى هنا من أجل لقمة العيش ..الي ان ذكر زوجته وبناته ووجدته يتحدث عنهم بكل حب 

فتمنت لو كان أبيها مثل ذلك الرجل الذي رغم سنه يغترب من محافظة لمحافظة أخري كي لا يحوج أسرته لأحد 

وشعرت بآلم بقلبها وهي تتذكر والدها 

وبعد وقت أنصرف الرجل لتلتف مهرة عائدة من حيث أتت ومازالت ترتشف من كأس الشاي 

ووجدت جاسم يصافح أحدهم...ثم وقعت عيناه عليها فتقدم نحوها :

 - شايف أتأقلمتي على الموقع 

فتذوقت مهرة الشاي ببرود :

-  جميل اوى الشاي ده 

لتجد جاسم ينفخ أنفاسه بحنق ..ثم تخطاها عائدا نحو سيارته  :

-  حصليني بسرعه 

فأبتسمت وهي تري حنقه وتركت كوب الشاي  :

-  كانت كوبايه شاي طعمها حلو اوي 

وخطت بخطوات سريعه كي تلحقه 

فوجدته احتلي مقعده بالخلف وقد خلع نظارته السوداء .. فأردفت نحو مقعدها وجلست بأسترخاء تتنفس براحه : 

 - الحمدلله أخيرا

فأبتسم السائق وهو يقود السياره بعد ان أشار له جاسم بالمغادره 

ولم تشعر مهرة بشئ بعدها الا عندما وصلت أمام مقر المجموعه وصوت جاسم يخبر السائق : 

-  صحي الهانم اللي نامت ... شكلها فاكره نفسها على السرير في بيتها 

وانصرف بحنق لتفتح مهرة عيناها متمتمه بعبوس :

 - اللهي تتكعبل يابعيد وانت ماشي 

لتسمع ضحكات السائق ... وغادرت خلفه حانقه :

-  اليوم معاك بسنه 

...............................................................

جلست مرام تنظر إلي صور عُرسها بأبتسامه منكسره ..فالكل ليلتها ظنها بأنها أسعد عروس 

ولكن في الحقيقه كانت عروس تُداري خيبتها 

وشردت في اول ليله جمعتها بكريم وهي حلاله  :

 - تعبتي من الفرح .. تحبي نروح لدكتور 

فنظرت إليه وهي تحبس دموعها  :

 - ليه عملت فيا كده.. ليه كسرتني

فطأطأ رأسه للحظات وهو يعتذر :

 - أسف يامرام وجودك في حياتي كان غلط 

ورفع وجهه نحوها فوجدها تبكي بحرقه

ليقترب منها بهدوء 

-  أنت حبتني ياكريم

وكانت الاجابه هي الصمت 

وفاقت من شرودها على سقوط دمعة من عينيها علي يدها .. وأكملت تصفح الصور وهي تنظر إلى ملامحه التي مازالت تعشقها 

................................................................

تأوهت بآلم وهي تتمني ان تصل لباب الشقه 

واقتربت من البناية التي يقطنوها ونظرت الي محل البقالة فقد كان مغلقً وتذكرت ان اليوم موعد حصص ورد مع تلاميذها وتمتمت وهي تكمل خطاها للداخل  :

- انا لازم اشوف حد يمسك فترة الصبح بدالي .. ورد ملهاش في وقفت المحل 

وأخيرا تنفست براحه رغم الآلم الذي يحاوط جسدها .. وفتحت باب الشقه بصعوبه دون ان تهتف بأسم شقيقتها كالمعتاد

وجلست علي أقرب مقعد قابلها... وخلعت حذائها بأرهاق ثم نظرت إليه بأسف  :

 - مش هتكمل يومين مع الراجل المفتري ده 

وزمت شفتيها بحنق ..لتجد ورد أمامها تحمل طبق بيدها تقطع به الخضراوات  :

-  شكلك ميبشرش بالخير

ونظرت لهيئتها وأنفجرت ضاحكه...فلم تتمالك مهرة غضبها وقذفتها بالحذاء 

لتتعالا ضحكات ورد  :

 - اومال فين الأسترونج ومن والأشعارات الحلوه ديه اللي بتحفظهالي كل يوم

فنهضت مهرة من فوق المقعد وهي تضع بيدها علي رأسها  :

-  مش هستسلم ..لانا لأنت يا..

وقبل ان تهتف بأسمه تأوهت : 

 - انا مبقتش عارفه ايه اللي وجعني .. ورد حضرليلي الاكل انا هموت من الجوع 

وتابعت وهي تستنشق رائحتها التي لم تعد تتحملها

 - لحد ما انقع نفسي في المية 

فضحكت ورد وجلست علي أحد المقاعد تقطع السلطه .. 

وبعد ساعه كانوا يجلسون على المائدة يتناولون الطعام سوياً ومهرة تستمع إلى ورد عما فعلته اليوم وكيف كانت مقابلة العمل وعندما وصلت شقيقتها بالحديث عن جمال أحدهم 

رفعت مهرة حاجبيها بمكر :

-  انتي كنتي في الوقعه اللي وقعتيها ..ولا في صاحب اللحيه الجميله 

فأبتسمت ورد بحالمية : 

-  الراجل جميل اوي يامهرة .. يابختها 

فأعتدلت مهرة بمقعدها أتجاهها :

-  مين اللي يبختها

فهتفت ورد وهي تُسبل بأهدابها : 

-  حبيبته ... خطيبته ... مراته

فمالت مهرة نحوها وهي تمسك كأس الماء :

 - اه قولتيلي 

وفجأه شهقت ورد وقد فاقت من هيامها ونظرت إلى كأس الماء الفارغ الذي أنكب على وجهها وملابسها

 - فوقت والله فوقت أرتحتي

فضحكت مهرة برضى وهي تسترخي بجسدها علي المقعد الذي تجلس عليه 

- ايوه كده يا بنت زينب 

................................................................

حمل كنان جواد الذي نام علي قدميه بعد ان تعب من اللعب وأبتسم عندما وجده يحاوط عنقه ولكن أبتسامته قد

تلاشت عندما وجده يهمس 

" لا ترحلي أمي.."

ووضعه على فراشه وأخذ يُطالعها قليلا بآلم وحزن يجاهد على تجاوزه من أجله 

وانحني يطبع قبلة صغيره علي جبينه ثم أغلق الأنارة وغادر الغرفه بل الجناح بأكمله 

............................................................

كانت ورد تتقلب في فراشها تتذكر ماجد وخطبتهم وكيف كان يخبرها بأنه يحبها ولا يري غيرها ام لأولاده 

وسقطت دموعها وتنهدت بآلم وهي تنفض عقلها من تلك الذكريات 

................................................................

أما مهرة كانت في سبات عميق تحلم بكل ماتمنت فعله بجاسم في الصباح ..تضربه في الحلم وتقذفه بالرمال وتخنقه بأيديها 

............................................................

اما جاسم بعدما أنهي مكالمته مع رفيف التي بدأت تغدق عليه بأهتمامها ومكالماتها الهاتفيه 

وضع هاتفه علي المنضدة الصغيره التي بجانب فراشه وتمدد على الفراش ولا يعلم لما صورة مهرة وهي تركض من أمامه نحو السيارة عندما علمت بوجود الماء أقتحمت عقله

وأرتسمت أبتسامه على شفتيه ثم غفا بأرهاق بعد ان طرد صورتها من عقله 

......................................................................

جلست مهرة على مقعدها بعد أن ألقت التحية علي مني 

ونظرت إلى جهاز الحاسوب الذي لم يكن موجوداً بالأمس 

وتطلعت للأوراق التي لم تكملها وتنهدت بسأم 

لتجد مني تخبرها عن بعض الايميلات التي ستبعثها ثم ذهابها إلى أحد المدراء لجلب بعض التقارير منه 

لتضع بوجهها بين راحتي كفيها ثم دفنت وجهها بين الأوراق 

وبعد ساعه نهضت من مقعدها وأقتربت من مني تمد لها يدها :

 - انا مهرة 

فأبتسمت مني بعد ان فهمت أنها تريد ان تبدء معها صفحه غير مشوها :

 - وانا مني او مدام مني 

فجلست مهرة على المقعد الذي أمامها :

 - اول أنطباع أخدتيه عني كان وحش 

فهزت مني رأسها وهي تضحك وتركت ما كانت تطالعه :

 - بالعكس 

فرفعت مهرة أعينها نحوها بدهشه

لتتابع مني حديثها :

 - شخصيتك عجباني جدا يامهرة بتفكريني بنفسي قبل مااتجوز

فأتسعت عين مهرة من ردها وعدلت من نظارتها .. لتبتسم مني :

 - لو اتجوزتي الراجل الصح ..هتعرفي

وعادت تنظر إلي الملف الذي كان أمامها وأكملت بجديه :

-  يلا علي شغلك 

فنهضت مهرة من أمامها وفاقت على صوت رنين هاتفها ...فأخرجته من جيب سروالها :

-  ايوه ياورد 

وأنهت حديثها مع ورد بعد ان أخبرتها ان لديها مقابله ثانية اليوم وسيتحدد لها إذا كانت ستعمل ام لا 

كما أخبرتها ان أكرم سيذهب معها أيضا 

......................................................

جلست ورد بتوتر تفرك أيديها وهي تنتظر دورها لمُقابلة والد الطفل كما ظنت .. وجدت الفتاه تخرج بأبتسامه متسعه فيبدو أن الأختيار سيقع عليها 

فأزداد توترها فالأختيار بينها وبين تلك الفتاه بعد ان كانوا سبعه متقدمين لتلك الوظيفه 

وطرقت الباب بطرقات خافته ..ثم أردفت وهي تهتف 

-  السلام عليكم 

فرد كنان عليها بلكنته التركيه السلام وفعل ذلك أيضا معاذ مساعده 

فرفعت ورد عيناها نحوهم... وأتسعت حدقتيها غير مصدقه ان الرجل الذي يجلس أمامها الأن هو نفسه من ألتقت به أمس 

فحدق بها كنان للحظات وأشار إليها بأن تجلس 

فتقدمت ورد نحو المقعد وجلست عليه وبدء يتحدث معها بالتركية .. فكانت تجيب عليه بتوتر 

الي ان إنتهت المقابله وشعرت من نظراته الجامده انها لا تُقبل في تلك الوظيفه 

وانصرفت وهي تُطأطأ رأسها ارضاً ونظرت الي الفندق الذي قد أنتهي تجهيزه بأبداع 

وكادت ان تغادر الفندق ..لتجد صوت معاذ يهتف بأسمها : 

 - أنسه ورد 

فوقفت تنتظر قدومه نحوها ...فأبتسم معاذ مهنئا :

 - مبرووك على الوظيفه

فأرتسمت السعاده علي وجه ورد غير مصدقه :

-  يعني انا أتقبلت 

فحرك معاذ رأسه بالموافقة : 

-  بكره تكوني هنا الساعه تسعه بالظبط ..

وتابع بأبتسامة عمليه :

 - اهم حاجه مواعيدك تكون مظبوطه ... سيد كنان دقيق أوي في مواعيده 

فهتفت ورد بسعاده :

 - متقلقش حضرتك تسعه بالظبط هكون هنا 

وأنصرفت من أمامه وهي تخرج هاتفها كي تخبر أكرم أنها قادمه اليه 

................................................................

وقفت مهرة امام مكتبه تُطالع الغرفه الواسعه بتفحص...ثم نظرت إلي الأوراق التي اعطتها لها مني قبل ان تسبقها لاستراحة العمل كي تضعها علي مكتبه 

ووقعت بعينيها علي مقعده وألتمعت عيناها :

-  من زمان وانتى نفسك تقعدي علي كرسي زي ده يامهرة

ورغم ان مقعد مكتبها بالخارج مريح الا ان هذا المقعد له هيبة خاصه أرادت ان تُجربها 

ووضعت الأوراق علي المكتب ..وأتجهت نحو المقعد الجلدي ولمسته :

 - هجربه عشان أشتري واحد للمكتب بتاعي زيه 

وجلست علي المقعد بأسترخاء :

 - لاء عنده حق ميتعبش من القعده 

وظلت تطالع المكتب الفخم المرتب بعنايه وحاسوبه الذي يحمل ماركه عالميه بأستياء متذكره أفعاله معها :

 - شوف معاك فلوس ازاي ..

وتابعت وهي تشير نحو موضع القلب :

 - بس مش نضيف من جوه 

وأخذت تدور بالمقعد بمتعه ..الي ان أصبح ظهرها لباب الغرفه وعيناها نحو الشرفه التي تطل علي منظر مريح للنفس 

وزفرت أنفاسها ببطئ .. ثم بدأت تُقلد صوته وتقمصت شخصيته

ولم تشعر بوقوفه خلفها إلى ان وجدت المقعد يدور للأمام ..فأتسعت عيناها وقد أخرستها الصدمه 

وهي تنظر إليه وجاسم يحدق بها.....


    الفصل السابع والثامن والتاسع من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

تعليقات