رواية لحن الحياة الفصل السابع عشر 17والثامن عشر 18بقلم سهام صادق


رواية لحن الحياة

الفصل السابع عشر 17

والثامن عشر 18

بقلم سهام صادق

تجمدت ملامحها وهي تنظر للرجل الذي سمعت صوته للتو يتسأل عن عروسه .. كان رجلا أصلع الرأس بدين الجسد ذو شارب ضخم ..وأقترب الرجل منها يتفحصها وهي مازالت في صدمتها وصوت سهير يهتف بتهليل

- هي ديه العروسه ياحج صبحي 

لتحدق مهرة بوالدها الذي أرتبك من نظراتها ..حسرة تملكت قلبها وهي لا تصدق ان هذا الرجل الماثل أمامها أبيها ..وشعرت بيد الرجل علي وجنتها فنفضت يده عنها وأبتعدت بفزع

- أنت أتجننت ياراجل أنت 

ونظرت إلي زوجة أبيها 

- عروسة مين ديه اللي جاين عشانها 

وأقتربت من والدها وهي تضحك ساخرة 

- دلوقتي أفتكرت ان ليك بنات ياسيد عزيز 

فأبتلع عزيز ريقه بخنوع فهو زوج الست .. وكاد ان يتكلم الا ان سهير قامت بواجبها 

- لا انتي لازم تتجوزي عشان تتربي .. 

وتابعت بتهكم 

- لتكوني يابت معيوبة وخايفة من حاجه 

ولم تشعر بنفسها الا وهي تدفع سهير بكل قوتها نحو صبحي 

- أخرسي 

وجاءت علي صوتها السيدة صفاء .. تنظر لهم بفزع  وأقتربت من مهرة تحتضنها 

- عايزين ايه منهم .. مش كفايه رمينهم 

وأخذت سهير تهلل وتضرب علي صدرها 

- شايف بنتك ياعزيز .. شايف قلة ادبها 

ونظرت إلي صبحي الذي طالعهم بحنق 

- معيوبة أخص

وأنصرف الرجل.. ليعلو رنين هاتف عزيز 

وصرخ بأنفعال في العامل الذي يعمل في أحد متاجره

- حريقة ايه ديه اللي حصلت 

فأتسعت عين سهير .. وقد نست ماجاءت إليه 

- حريقة .. حريقة ايه ياعزيز 

فأندفع عزيز للخارج وهي تركض خلفه تهلل وتعول 

فأبتسمت السيدة صفاء وهي تضم مهرة إليها 

- سبحان الله ..ربك كريم 

فطالعتها مهرة بأعين شارده

- هو ده أب ازاي .. ده كان جاي يعرضني على راجل قد ابويا 

فدمعت عين صفاء وهي تحتويها في أحضانها بحزن 

- يُمهل ولا يُهمل يابنتي

..........................................................

أخفي سعادته سريعا عندما وجدها تجلس علي مكتبها تدون الملف الذي بيدها علي الحاسوب وتضع كل تركيزها عليه..وسمعت صوته وهو يلقي عليهم تحية الصباح ثم أردف إلي مكتبه وشعور الراحه تسلل لقلبه حينما رأها 

وأندمج في عمله ليجد رفيف تقتحم عليه مكتبه تخبره بضيق 

- لا أحد يستجيب لأوامري جاسم 

فتعجب جاسم من اقتحامها لمكتبه متسائلا 

- ايه تاني يارفيف

وتابع بحنق 

- انا بدأت أتخنق من حملة التصوير ديه 

فجلست علي حافة المكتب بالقرب منه ..تتأفف بدلال وقد أنزاحت تنورتها القصيرة لأعلى

- المصور أعتذر عن وجوده اليوم ..بعد ان حجزنا المكان وأكدنا على العارض

وألتفت بملل وهي تسمع طرقات علي باب الغرفة ثم أردفت مهرة وهي تتحاشا النظر اليهم 

- جاسم بيه ده الورق اللي طلبته من السيد أشرف 

فوقف جاسم وأقترب منها يأخذ الملف الذي قد طلبه من مني .. وتفحص محتواه ثم نظر اليها بأهتمام

- دراعك بقي احسن دلوقتي

فأبتسمت مهرة وهي تحرك رأسها .. وقد أسعدها سؤاله 

كانت أعين رفيف تخترقها .. فأندفعت نحوهم بدلالها 

- جاسم لم يتبقي على موعد التصوير الا ساعتان

فأستأذنت مهرة منهم ولكن عند الباب سمعت جاسم وهو يخبرها انه سيتصرف في أمر المصور 

لتعود إليهم 

- انا عندي مصور هو صحيح مش مشهور بس هينفع 

ورغم أعتراض وحنق رفيف الا ان جاسم وافق علي اقتراحها

وأنصرفت من أمامهم سريعا ..تبحث عن رقم أحدهم 

............................................................

وقفت بعيدا تنظر الي رقية بسعاده وهي تلتقط الصور .. فالمصور لم يكن الا رقية ..فبجانب هواية الرسم أخبرتها رقية عن حبها وعشقها للتصوير 

وأعطتها حسابها الشخصي تنظر لأعمالها تخبرها عن رأيها 

علاقتهم لم تصبح قوية للغاية ولكن نشأت صداقة بينهم حتي ان رقية زارتها في منزلها عندما عملت بأصابة ذراعها

كانت رفيف تقف حانقه من موافقة جاسم علي كل ماتقوله مهرة ..لم يعجبها ثقته بها بذلك الشكل

وأتجهت بعينيها نحو مهرة بملابسها التي لا تعرف من أين تأتي بها ..فهي تشمئز منها

ثم أنتقلت الي ملامحها الصغيره الهادئه .. وهي تعلم ان مهرة إذا اهتمت بمظهرها ستصبح فاتنة ...صحيح لن تكون مثلها ولكن تشعر أنها منافسة لها 

............................................................

أردف جاسم بهيبته الطاغية وهي يطالع القاعة المخصصه لحملة تصوير المنتج الجديد 

ودار بعينيه ليقع على ضالته وأبتسم  وهو يراها كيف تقف وتحمل علبة عصير ترتشفها وتسند ظهرها على الحائط تتابع مايحدث بحماس 

ووجد يد رفيف علي ذراعه تهلل بسعاده 

- سعيده أنك أتيت جاسم 

فأبتسم وهو يتحرك معها ..يسألها عن أمور الحملة الدعائية 

ووقعت عين مهرة عليهم وهي تلوي شفتيها بأمتعاض 

- ولا كأنها خايفة يهرب منها 

وعادت لأندماجها مع رقية كيف تقف وتلتقط الصور بأحتراف 

وأنهت رقية التصوير وصافحت جاسم الذي لم يصدق أنها أبنة السيد مسعود واثني علي عملها بتقدير 

وأندفعت بعدها لمهرة تحتضنها بحب 

- انا كنت خايفة اوي يامهرة ..شكرا بجد عشان ادتيني الفرصه ديه ووثقتي فيا 

فأبتسمت مهرة وهي تربت علي وجهها بحب 

- انتي موهوبة يارقية ... انا بس دلتهم علي طريقك 

وغمزت بعينيها ضاحكة 

فضحكت رقية بسعاده 

- انا لحد دلوقتي مش مصدقه أني أشتغلت في حملة دعائية كبيره كده 

وتابعت وهي تتذكر والدها 

- بابا هيتفاجئ من الأنجاز ده ..لسا ميعرفش اني مضيت عقد عمل في شركة الشرقاوي 

لتتقدم مهرة منها وهي تضحك علي حماسها الطفولي ..

وحدقت مهرة بالعارض وهي يقف مع جاسم متسائلة 

- هو مش العارض ده ممثل من الممثلين اللي لسا ظهرين 

فأبتسمت رقية وهي تطالع العارض ، ثم أخبرتها بأسمه

فأتسعت عين مهرة وهي تتذكر هوس شقيقتها بذلك الممثل

- ديه ورد معجبة جدا بتمثيله 

ونظرت لرقية ثم له بعد ان صافح جاسم وانهي حواره معه

- تعالي نتصور معاه 

وأخرجت هاتفها الصغير ذات الكاميرة الخلفية فقط 

لتبتسم رقية وتشير لكاميرتها 

- تعالي اصورك بالكاميرا أفضل

وتقدمت مهرة نحو العارض هي ورقية .. ليرحب بهم .. وألتقطت رقية لهم صورة ثم نظرت لمهرة 

- تعالي صوريني معاه انا كمان

فنظرت مهرة للكاميرا 

- بلاش انا ممكن أطلعك بالمشقلب 

فضحكت رقية وهي تخبرها بوضع الكاميرا ..ناظرة لذراعها 

- لو دراعك لسا وجعك قوليلي واشوف حد 

ورغم آلم ذراعها الا ان التجربة كانت بالنسبة لمهرة ممتعة 

وألتقطت الصوره بسعاده لهم .. وأخذوا يضحكون 

لتقع عين جاسم عليهم بجمود وكاد ان يتقدم خطوة نحوهم الا ان رفيف كالعاده تلتف حوله 

......................................................

نظرت ورد إلى الهاتف الذي جلبه جواد للتو يخبرها بهمس 

- سأريكي الصور التي أخبرتك عنها 

فحركت ورد رأسها وهي تطالع الصغير بحب ..فقد أخبرها أنه سيريها صور والديه

وجلسوا على الأريكة لتظهر بعض صور كنان ..فأدركت ان الهاتف خاص بكنان 

ثم نظرت إلى أعين الصغير المشتاق لوالديه 

وضمته إليها تخبره بحب

- تشبههم كثيرا 

فلمعت عين الصغير بسعاده 

وصوره وراء صوره إلى ان جائت صوره لأمرأة بجانب كنان تحتضن ذراعه وملتصقة به بشده ..ليعلو صوت كنان بأسم جواد فنظر الصغير الي ورد بفزع 

- سينكشف أمرنا ورد 

كانت ورد شاردة في الصوره تريد ان تسأله  لمن ولكن اندفاع الصغير خلف ظهرها جعلها تضحك 

ثم نظرت لكنان الذي ضحك هو الآخر 

- من الفأر الذي خلفك ورد 

فأبتسمت ورد وهي تحرك رأسها بنفي

- لا شئ

ووجدت يد جواد تتشبث بظهرها بقوه 

- لست فأر ورد 

فتعالت ضحكات ورد لينظر لها كنان وقد نسي كل شئ وغرق في ضحكتها وكأنها أعزوفة

.........................................................

اندفع أكرم لداخل الشقة بأسف وهو ينظر لمهرة 

- انا أسف يامهرة 

وطأطأ رأسه أرضا 

- اغلب الأجهزة اللي في المحل أتحرقت

فنظرت اليه مهرة وهي تربت علي ذراعه

- تفتكر اني هشمت فيكم ياأكرم 

وتابعت بأسف على حالها وحال شقيقتها

- كل اللي عايزاه منك تبعدهم عننا ..انا مبقتش عايزه أعرفه خلاص

فحرك أكرم رأسه بتفهم ونظر لذراعها 

- دراعك بقي كويس 

فأبتسمت له وهي تتذكر يوم ان علم بما حدث لها .. أخبرها أنه سيجمع أصدقائه ويذهب لهؤلاء الرجال ليقتص منهم وبعد محايلة كثيرة منها هي و ورد هدء وتراجع عن اندفاعه 

........................................................

جلست رقية بسعاده مع والدها ومراد تقص لهم مافعلته مهرة معها .. فضمها والدها بحنان

- بنت جدعه والله .. وبتتحمل شغل كتير اوي في الشركه 

فتسأل مراد عما تفعله ..لتتسع عيناه 

- ماله جاسم بيتعامل معاها كده 

فحرك مسعود رأسه وهو لا يعلم

فهتفت رقية وهي تتذكر كيف استجاب جاسم لأقتراح مهرة لأمرها

- بس انا اللي لاحظته ان جاسم بيه بيسمع ليها ويقدرها 

وساد الصمت للحظات فنهض مراد معتذرا وهو ينظر لساعة يده 

- الوقت اتأخر وعندي اشراف علي العمال بكرة في المصنع 

فأبتسم مسعود داعيا له بالتوفيق ..لتندفع رقية عن أحضان والدها وهي تتبع مراد بحماس تخبره أنها ستصبح مصوره ورسامة مشهوره 

فألتف اليها مراد يحتوي وجهها بين راحتي كفيه بحنان أخوي 

- انا فخور بيكي يا رورو 

وانصرف  لتقف وراء الباب تتنفس بسرعه وهي تحلم باليوم الذي سيكون لها 

...........................................................

حفلة أخرى من حفلاتها تدعوه لها ورغم هروبه منها ومن اتصالاتها الا ان مشيرة تلتف حوله كالعلقة 

خناقة أخرى حدثت بينه وبين مرام جعلته يستجيب لدعوة مشيرة 

وعندما ألتقت عين مشيرة به أندفعت نحوه تحتضنه 

- مبسوطة أنك جيت 

وداعبت لحيته الخفيفة ثم قادته نحو ضيوفها تعرفه عليهم 

- تيجي نرقص 

فتمتم كريم بأعتذار ولكن يدها سحبت يده نحو ساحة الرقص وبيد خبيرة كانت تحاوطه تنظر له بعينيها المرسومة بدقة تشبه أعين القطط ثم لفت يداها على عنقة 

...................................................................

وضع جاسم هاتفه بضيق بعد ان أنهي مكالمته مع مرام بعدما نهرها بأخوة على فعلتها .. فهي هاتفته تخبره عن رفض كريم ثانية  للعمل بعد ان مرض أحد الصغار ولكن هي تري أنه حقها تتذكر لشقيقه خذلانه لها في الماضي 

رغم أثناءه لشقيقه عن ذكاء زوجته في أخر لقاء بهم ولكن اليوم أدرك ان زوجة شقيقه متشبثه بالماضي وستهدم حياتهم بسببه ووجد الخادمه تخبره بقدوم رفيف له ..

ليجد رفيف تتطاوح في خطواتها...تندفع نحو جاسم تحتضنه 

- لا أحب تلك الفتاة جاسم 

فنظر لها جاسم بضيق وهو يساعدها على الوقوف بثبات 

- انتي ازاي تشربي يارفيف 

فتعلقت بعنقه 

- اطردها من عملها 

يعلم أنها غائبة عن وعيها .. ليسندها وهو يصرخ بأسم الخادمه

- هتيلي مفتاح العربية بسرعة

وتمتم وهو يضرب بكفه على وجهها 

- فوقي يارفيف

كانت تتشبث به بقوة وعقلها كالغائب واسندها برفق بعدما اعطته الخادمه مفتاح سيارته المصطفة بالخارج 

ووضعها في المقعد المجاور لمقعده

- إلى اين جاسم ؟

ليلتف الي المقعد الآخر وهو ينظر لها 

- هوديكي الفندق يارفيف 

وأمتعضت وهي تضم يديها لجسدها ..لتندفع السيارة لخارج الفيلا نحو الفندق الذي تقيم فيه 

...............................................................

جلست ورد شاردة علي فراشها تتذكر تلك الصوره وداخلها ألف سؤال تريد معرفة من هي تلك المرأة الفاتنه

وشعرت بيد مهرة علي ظهرها تسألها بقلق

- مالك ياورد .. انتي مخبية عني حاجه 

فأرتبكت ورد وجاهدت ان تداري أرتباكها عن شقيقتها ..فلو علمت مهرة أنها غرقت في حب صاحب العمل ووقعت في نفس تلك التجربة اللعينة 

فلن تتهاون معها 

وأبتلعت غصة بحلقها ورسمت أبتسامة هادئة علي ملامحها

- انا كويسه يامهرة متقلقيش

فطالعتها مهرة بشك

- انا بس زعلانه شويه عشان الأيام بتمر وعقد العمل بتاعي هيخلص وجواد هيرجع بلده

فأرتخت ملامح مهرة بعد ان علمت السبب والذي كان مقنع بشدة كي يرتاح قلبها

- بكرة ان شاء الله تلاقي شغل أفضل منه 

فأبتسمت ورد وهي تحتضنها بقوة 

- انا بحبك اوي يامهرة

فداعبت مهرة خصلاتها وهي تضمها اليها 

- طب ما انا عارفه ياعبيطه

لتتعالا ضحكاتهم وكل منهم تخبر الأخرى بحبها 

................................................................

أندفعت مهرة لغرفة جاسم بعد ان رحل مراد وهو يخبرها بأسف رفض جاسم لأنتقالها معه للعمل في المصنع 

- انت ليه رفضت نقلي من هنا

فرفع جاسم عيناه نحوها بعدما أغلق الملف الذي أمامه وحدق بها بقوه 

- اطلعي بره وأدخلي زي البني آدمين 

فوقفت مكانها وهي تحدق به بغضب 

- ولو مطلعتش 

فصرخ بها وهو ينهض عن مقعده ويقترب منها

- مهرة متختبريش صبري 

وطالعها بجمود 

- عقد عملك هنا في مكتبي فاهمه

فتنهدت بهدوء وهي تنظر حولها 

- وانا مش عايزه اشتغل هنا ..عايزه اشتغل في المصنع مع أستاذ مراد لحد ما مدة عقدي تخلص 

وقطبت حاجبيها بأستياء

- انت مش هتحتكرني لنفسك ياجاسم ياشرقاوي

وصدرت شهقة مستنكرة من رفيف وهو تنظر لمهرة 

- كيف تحادثك ذلك جاسم؟ 

ليمتقع وجه جاسم بغضب 

- لو سامحتي يارفيف روحي علي مكتبك 

وأشار لها بأن لا تجادله وتنصرف ..فأنصرفت رفيف وقد تجمدت ملامحها من طرده لها 

وتقدم جاسم من مهرة التي ألتفت لتطالع رفيف تتمتم بكلمات مبهمه 

وأنتفضت من صوته القوي 

- علي شغلك 

.............................................................

وضعت مني الدعوات أمامها وهي تنظر لها 

- انتي اللي هتوزعي دعوات حضور الحفلة السنوية الخاصه بالشركه 

فتناولت منها الأظرف وهي تعلم بأن هذا هو عقابه 

وأبتسمت بتهكم وهي تطالع الدعوات 

وأخذت حقيبتها وأنصرفت وهي تتمتم 

- الصبر ..بكره امشي من وشك ياجاسم ياشرقاوي

فضحكت مني عليها وهي تدق على مكتبها بقلمها

............................................................

نسيت أمر الفتاة ونسيت كل شئ .. وهي تنظر له وهو يعد لها ولجواد اكلة أسبانية طلبها منه جواد وبالطبع هي تشاركهم

كانت تشاهده وهو يشمر اكمام قميصه لاعلي ويبتسم لهم بعد ان أعدوا له المسئولون المطبخ وانصرفوا ليتركوا سيدهم في مهمته 

ونظر إلي ورد وجواد المسترخين علي مقاعدهم منتظرين تناول الوجبة التي يريدها جواد بحماس لأنه تذوقها منه من قبل اما ورد ارادت ان تستكشف الوجبة الجديده 

وأبتسم وهو يناول ورد السكين 

- لا تخبريني أنك لا تعرفي تقطيع الفلفل

فضحكت ورد وهي تنهض من مقعدها

- انا من اطهو لي ولشقيقتي

فرفع كنان حاجبيه بخبث 

- كان الله بعونها ..بالتأكيد تمرض من طعامك 

فحدقت به ورد بغضب وهي تحرك السكين أمامه..ليهتف كنان متصنعا الخوف

- امزح ورد 

واندمجوا فيما يصنعوه وجواد يمازحهم منتظرا الطعام ..

وانتهوا من مهمتهم لينظر كنان لورد بحب ..

معها نسي كل شئ نسي أنه رجلا خاطب لأخري ..هدء حزنه قليلا علي شقيقته وكأن وجودها في حياته كان كالبلسم

وجلسوا يتناولون الطعام والذي حفظت ورد كل مقاديره وطريقته كي تطهوه لمهرة وأكرم بل وستعلمه للسيدة صفاء أيضا 

............................................................

نظرت مهرة بضيق إلي الملابس التي تعطيها لها شقيقتها كي ترتديها ..هي تحب قمصانها وستراتها وبناطيلها والبذلات الرسمية التي تجعلها كالناظرة

ولكن ورد اليوم أنتقت لها تنورة طويلة ملونة بألوان هادئة وبلوزه شيفون مبطنه ذات أكمام طويلة تهبط بوسع من عند معصميها .. ملابس محتشمة ذو ذوق رفيع ..

ولم تترك ورد مهرة الا بعد ان أرتدت تلك الملابس مخبره اياها بضحك 

- ده انا دفعت فيهم دم قلبي

وأبتسمت بسعاده وهي تنظر لشقيقتها بحب متمنية داخلها ان ترتدي تكمل فرضها وترتدي الحجاب الذي سيجملها 

ولعلمها ان مهرة ستفعل ذلك يوما هو من يجعلها لا تخاطبها في الأمر بل تدعو لها 

واقتربت منها ورد وأحاطت وجهها 

- زي القمر ياحببتي

وألتقطت منها النظارة وهي تضحك

- هي ديه لتكملة الديكور ولا ايه

فأندفعت مهرة نحوها

- هاتي النضاره مش هروح الحفله غير بيها 

ومع ورد كل شئ يتحول للرضوخ ..وعقدت شعرها كالمعتاد تحت نظرات ورد التي لمعت عيناها وهي تجذبها نحو الفراش تجلسها عليه 

- استني اما هعملك تسريحة حلوه شبه تسريحة أبلة نظيرة 

فدفعتها مهرة برفق  وهي تضحك

- انا تسريحتي شبه ابلة نظيرة 

فحركت ورد رأسها وهي منشغلة فيما تفعل 

ومر الوقت ليستعدوا سويا ولم تنسي ورد الحذاء الذي يلائم ملابسها

ونظرت مهرة لورد التي وضعت دبوس حجابها وحملت حقيبتها 

- تعالي معايا وهاتي أكرم والبنت اللي بيحبها كمان واه اتعرف انا كمان عليها

فأبتسمت ورد وهي تحرك رأسها برفض 

- لا احنا ملناش في الجو الممل ده 

فأستائت مهرة  منها وتأففت بحنق 

- خلاص أجي معاكم ..انا برضوه بتخنق من الحاجات ديه 

فلوت ورد فمها بأمتعاض 

- ديه حفلة الشركة اللي انتي شغاله فيها يامهرة ..يلا ياحببتي أكرم هيموتنا بقاله ساعه مستنينا

وتابعت بحماس وهم يغادروا 

- هنوصلك الأول 

...................................................

نظرت مني لمهرة بسعاده علي تغيرها لنمط ملابسها 

- طالعه جميله ورقيقة يامهرة 

وتابعت بود حقيقي لها

- ديما البساطه في الشكل والهيئة هي اللي بتكسب

لم تتكلف مهرة بوضع اي شئ علي وجهها الا كحل العين الذي اصرت ورد لها بوضعه 

ملابس جديده منمقة وحذاء ذو كعب بسيط وتسريحة شعر ليست مختلفة كثيرا عن تسريحتها وكحل لعينيها .. بدأت تمتعض من نظرات البعض لها وكأنها لم تكن ذات ذوق 

ووجدت ياسر يقترب منها غير مصدقا 

- مش معقول مهرة 

فتمتمت بأستياء جعلت ياسر يضحك بقوة وهو يهتف 

- الاختلاف ديما بيميز .. وبصراحه انتي مميزة النهارده 

وابتعد عنها عندما لمح سيارة جاسم تصطف بالخارج.. فهي وياسر وقفوا ينتظروا قدومه وبالطبع لكونها مساعدته الشخصية ولكون ياسر ذراعه الايمن حتي مني كانت تنتظر قدومه ولكنها دخلت للقاعه مع أحد الضيوف 

ونظرت لجاسم الذي خرج من سيارته ورفيف معه بفستانها القصير العاري ثم اقتربت منه تتباطئ في ذراعه بتملك

وبدء عقلها يخبرها وهي تراهم يتقدمون نحوها 

" زوج وزوجه رائعين ..فمن سيليق بجاسم الشرقاوي غير رفيف " 

ونفضت رأسها سريعا من تلك الأفكار عندما سمعت صوت رفيف الساخر

-  مهرة ... لا أصدق 

كانت عين جاسم تجول عليها بتفحص ..كل شئ بها بسيط وهادئ ... وشعر بلمسة رفيف علي ذراعه 

فألتف إليها وسار معها للداخل 

فتأففت مهرة من نظراته وكأنه يخبرها انها مهما فعلت لن تصل للأناقة ..هذا ماظنه عقلها 

وسارت بجانب ياسر الذي أخذ يحادثها وهم يسيروا في الممر الطويل المفروش بالسجاد الأحمر 

كانت أحدي الفتيات العاملات تسير بهروله نحو القاعة ويبدو أنها خرجت للخارج لامر ما وتركض لتعود لخدمتها 

ودون قصد منها انزلقت قدماها فأنصدمت بجسد رفيف

- انا أسفه يافندم 

ونظرت إلي مهرة وياسر الواقفين بالخلف تستنجد بهم لأنهم بتأكيد لاحظوا انزلاق قدمها 

- ذراعي ايتها الغبية 

فنظر جاسم لرفيف التي تتأوه 

- خلاص يارفيف

فأمسكت رفيف يده تضعه على موضع الآلم

- أنظر جاسم ..لابد ان تحاسب من وظفها 

فنظرت الفتاه لداخل القاعة ومديرها يشرف على المكان 

- انا أسفه ياهانم 

وقبل ان تتمتم الفتاه بأعتذار آخر 

اندفعت مهرة وهي تنظر لهم 

- ماقالتلك خلاص... ايه تموت نفسها يعني 

وحدقت ب ياسر ..ليشرح ياسر ما رأه 

ولكن رفيف لم يعجبها الأمر ..فهتفت بغضب 

- كيف تتحدثي معي هكذا ؟

فأقتربت منها مهرة وهي تعض علي شفتيها بقوه 

لتجد يد جاسم تجذبها بعد ان أبتعد عن رفيف ومل من شغل النساء هذا 

- خد رفيف وادخل الحفله ياياسر

ونظر للفتاه برفق

- وانتي ادخلي كملي شغلك 

فتمتم الفتاه بشكر..لتنظر رفيف لياسر ثم جاسم الذي أخذ مهرة بعيدا يجرها خلفه وهي تجاهد ان تنزع يدها عنه ولحسن الحظ لم تكن يدها التي لم تشفي بعد

ووقف أخيرا وهو يزفر أنفاسه يحدق بها 

- أعمل فيكي ايه

فطالعته بتحدي 

- انت سكت وياسر سكت وانتوا شايفينها بتهين البنت ازاي مع ان الحكاية مش مستهلة 

وتابعت بحنق

- بس عشان خاطر رفيف هانم لازم تسكتوا وتراضوها

فلمعت عين جاسم وهو يتأمل تفاصيل وجهها 

- وتفتكري انى كنت هظلم البنت واطردها من شغلها عشان اللي حصل 

فحركت مهرة رأسها بأمتعاض وهي تلوي شفتيها بتهكم 

- تعملها عادي 

فأبتسم وهو يطالعها كيف تحرك شفتيها وحدق بها بمتعه 

- طالعه تجنني النهارده بس لسانك ده بيهدم كل حاجه 

وابتعد عنها وسار نحو القاعه كي يلقي كلمته مرحبا بضيوفه وموظفينه 

لتنظر هي لخطاه مبتسمة


يتبع بأذن الله

************


#لحن_الحياة ❤

#سيمو


مذاق الحلوى (18)

*************


وقفت وسط الحضور تنظر للمكان حولها وكيف الجميع يضحك ويثرثر مع بعضهم ..عرفتها مني علي زوجها الذي قد جاء لتلبية رغبتها بأن يكون جانبها اليوم بالحفل وكانت تتمني ان تعرفها علي أولادها ولكن المكان لا يسمح بهذا ووعدتها يوما ان تعرفها عليهم ..

اليوم مني أخبرت زوجها أمامها انها تعدها شقيقتها الصغري .. ثم انشغلت مع زوجها 

مندمجين مع بعضهم 

ووقعت عيناها علي رفيف وهي تصافح البعض بجانب جاسم وقد جاء ياسر يهمس له بشئ 

ليعتذر لضيوفه ويصعد للمنصه كي يلقي كلمته المرحبه ويرد علي الصحفين أصحاب الأسئلة الفضولية عن حياته 

أنطفأت الأضاءة ولم تتبقي الا الاضاءة المسلطه علي المنصه ... كانت بداية حديثه الترحيب بضيوفه الكرام والشكر والأمتنان لكل موظف يعمل معه 

كلماته كانت مرتبة ومتقنة مع انه لا ينظر لشئ الا لهم 

اليوم علمت من حديثه أنه لم يكن من الطبقة العليا 

وانما نشأته كانت في طبقة متوسطه ربته جدته المرأة العجوز لم يدخل في تفاصيل أكثر عن تربيته وأين كان والديه .. ولكن بعد برهة عندما صمت ثم عاد يتحدث عن عائلته كان يتحدث بفخر عن والده الذي استشهد في أحدي المداهمات العسكرية 

وكانت المفاجأة الأخرى التي لا تعلمها ولم تتوقعها رغم أنها من قبل بحثت عن معلومات عنه قبل اول لقاء لهم

جاسم طبيب صيدلي كان  هذا حلمه قبل الجامعه  .. الا أنه اكتشف أنه لم يكن شغوف بالأمر كما توقع

شغفه كان بعالم التسويق مع ان شخصيته كانت هادئه انطوئيه بعض الشئ إلا انه كان عبقريا في هذا

ثم هاجر لكندا ومع مساعدة احد أقاربه هناك 

بدء جاسم الشرقاوي يصعد سلم نجاحه ويبني كيانه في عالم آخر غير الذي درسه 

الاغلب كان مبهورا بالأمر ف القليل من يعرف حياته 

لأنه لا يحب التطفل علي حياته الخاصه 

العمل والنجاح بالنسبه له شئ وحياته وكيف كانت وكيف ستكون شئ آخر ...وضحك وهو ينهي حواره 

- النهارده الذكرى الخامسة لمجموعة الشرقاوي ..ويمكن لأول مره بتكلم بأستفاضه عن تفاصيل حياتي ... وده لان أسئلة الصحافه بدأت تكتر عن غموض شخصيتي 

وتابع وهي يزفر أنفاسه 

- نجاحنا مش بنحتاج نتكلم عنه كتير ...بس ديما ورا كل نجاح حقيقي حلم انت كنت مؤمن بيه وفي الأول والأخر ده توفيق وفضل من ربنا عليا

تصفيق الحضور صدح عاليا .. فأبتسم وهو يهتف بعلو ويخص كلمته لموظفينه

- احتفال الشركه مش احتفال لمؤسسه ..ده احتفال ليكوا انتوا بتعبكم وجهدكم 

وتابع بفخر وحب

- النهارده بنحتفل بنجاحنا كلنا 

ولم يجد كلمه أخرى يقولها بعد كل هذا التصفيق ..فهبط من علي المنصه وبعض الكاميرات تلتقط له الصور

وشعرت مهرة بيد أحد علي كتفها ..فألتفت وهي تسمع صياح رقية 

- مهرة 

فأبتسمت وهي تري رقية وبجانبها مراد الذي وقف يطالعها بنظرات لم تستطع تفسيرها 

- السيد مراد العظيم ساعه بتحايل عليه يجي

وتابعت  رقية بتذمر وهي تنظر اليه ثم لمهرة 

- قال ايه مبحبش جو الحفلات 

فتعالت ضحكت مهرة وهي تجد مراد يدفع رقية أمامه 

- كبرت وبقيت زنانه اوي البنت ديه 

فطالعت مهرة رقية التي تفضحها نظراتها نحو مراد .. اما مراد كالعاده لا يري رقية الا الفتاه الصغيره التي تربت أمام عينيه وعلى يديه 

وتقدم مراد من جاسم يصافحه ..وعين جاسم على مهرة التي تتحول لأنثي تضحك ويتورد وجهها مع الجميع الا هو 

لا يري منها الا الوجه الجامد والمناطحه 

ووجد نفسه يريد ان يتقدم منها وهي تضحك مع رقية الا ان رفيف كانت ملتصقة به ..تحتوي يده بيدها وأصابعها تتخلل أصابعه وصوتها يهمس بأغراء 

- كنت اريد ان اغضب منك واخاصمك وارحل 

ثم أبتسمت وهي تنظر لعينيه

- ولكن لم استطع جاسم ... قلبي لا يغضب منك

كلماتها كانت كالسحر تجعل عقله يغيب معها 

عقله يضع له رفيف في المرتبة الأولى كزوجه حتي لو سيتزوجها كأعجاب ورغبه ليس أكثر 

اما قلبه لا يعلم لما انطفئت لهفته عليها 

فأبتسم وهو يضغط على يدها التي مازالت في يده 

- تعالى أعرفك علي بعض الضيوف

فأبتسمت رفيف وداخلها يتراقص 

.........................................................

أنتهت الحفله أخيرا وعقلها شارد في تفاصيل بعض الأشياء بالأصح شارد بشخصين 

جاسم ورفيف الثنائي الذي يليق ببعضهم 

رجل وسيم وغني مع امرأه حسناء تليق به وبعالمه

كانت تقف خارج القاعه تنتظر اكرم و ورد .. عرض عليها مراد ورقية توصيلها ولكنها رفضت حتي السيد مسعود ومني وزوجها 

ووقفت سيارة سوداء حديثه تعرفها تمام فقد كانت سيارة جاسم 

جاسم بالخلف مع رفيف وسائقة بالامام

- تعالى يامهرة اوصلك 

فنظرت مهرة له وعيناها على رفيف التي تأففت من رؤيتها وأخذت تلعب بخصلات شعرها وكأنها تخبرها صراحة انها لا تطيق وجودها

- شكرا ..مافيش داعي 

ولمحت سيارة أكرم الصغيره تصطف في الناحية الأخرى علي الطريق ..فأشارت له هو ورد 

- عن أذنكم

فألتف جاسم نحوها وهي تخطوا الطريق نحو من أشارت لهم بيدها ... رأي شقيقتها من قبل ويتذكرها ولكن الشاب الأخر لا يتذكر أنه رأه او من المحتمل رأه ولكن قد نسي ملامحه

وشعر بيد رفيف علي يده ثم اقتربت منه تلتصق به وتهمس بهدوء 

- ايه رأيك نسهر مع بعض 

وطالعته بحماس 

- وافق جاسم ..أرجوك

فضحك جاسم علي تعبيرات ملامحها المتوسله

- للأسف مش موافق يارفيف 

فأمتعضت بدلال وهي تدفن وجهها بصدره 

- رفيف هتزعل ..انت المفروض تصالحني

وبدلالها المحنك حدث ماأرادت وذهبوا ليكملوا سهرتهم 

..............................................................

ذهبت للعمل بحماس وقد عادت لملابسها العاديه ولم تعد مهرة التي كانت بالأمس بالحفل 

اليوم هي سعيده بشدة بعد ان اخبرها شيكا وهو يفتح محل البقالة عن آخر مايعرف من اخبر حيهم

ف حسين سيأتي بعد شهر من الآن 

حسين جارهم واول حب لها حب طفولتها ومراهقتها حتي عمرها هذا .. حبها له نابع من أمتنانها لكل لحظه كان يقف بجانبها وهم صغار حينما كانوا الأطفال يسخرون منها ومن هيئتها التي لا تشبه الفتيات 

حتى الي ان كبروا كان يدعمها ويساعدها 

لم تصرح له بمشاعرها ولكنه قبل رحيله إلى خارج البلاد أخبرها بحبه لها في جواب صغير مازالت محتفظه به بين طيات ملابسها

وصعدت بعض الدرجات نحو بهو الشركه وهي لا تري أمامها لتشهق بآلم 

فوجدت فتاة بعمرها او تصغرها بقليل ترتدي السواد  وقد وقعت منها بعض الأوراق ويبدو عليها اليأس 

 - انا أسفه

فأبتسمت مهرة بود 

- مافيش داعي للاسف انا برضوه غلطانه ماشيه مش شايفه قدامي 

فأرتسمت أبتسامة شاحبة علي وجه الفتاه وأنحنت تجمع الأوراق التي بيدها 

فأنحنت مهرة تجمع معها الورق... ونظرت في أحد الأوراق لتجدها شهادة جامعية

فأعطتها الشهادة وهي تتسأل بفضول 

- انتي جايه تقدمي في وظيفة هنا

فأبتلعت الفتاه غصة بحلقها وهي تضع اوراقها في ملفهم 

- انا جيت اقدم ورقي بدل أخويا ..اتعين هنا من شهر وكان حلم حياته يشتغل في الشركه ديه بس 

ودمعت عيناها وهي تتذكر شقيقها

- مات 

لم تجد مهرة ما تقوله لها ..فربتت على كتفها بحنو

- ربنا يرحمه 

ولشدة رغبتها في ان تفهم سبب وجودها هنا تسألت

- طب هم وافقوا علي طلبك 

وعندما حدقت بها الفتاه بصمت

- مش قصدي حاجه ..انا بسأل عشان لو في أيدي أساعدك 

فلمعت عين الفتاه بأمل ولكن هيئة مهرة لا توحي بأنها موظفه مهمه بالداخل ..ولكن اخبرتها بكل شئ لعلها تستطيع مساعدتها 

وفهمت مهرة منها ان وظيفة شقيقها هي حلم عيلة تتكون من اب وام مسنين وشابان وفتاه 

شاب سعي بشده بعد تخرجه ليحصل علي تلك الوظيفه كي يريح والده الذي يعمل في النجارة 

وأم تعمل فراشة بمدرسة .. شقيقه تعلم ودرس بجد وتخرج من كلية الهندسه ولكن الحياه لا تعطي كل شئ 

وانتهت حياة شقيقها الاكبر ..لتبقي هي من عليها ان تتحمل مشقة الحياه عن والديها كما كان يفعل شقيقها 

ولأملها ان يعطوا لها فرصة بدلا من شقيقها 

ولكن لا فرصة هم شركة لا تقبل الا بالأشخاص المميزين ولا بديل لديهم 

فأبتسمت لها مهرة وهي تطيب خاطرها 

- هو صعب أنك تشتغلي بداله انتي خريجة تجارة واخوكي كان مهندس .. 

فتنهدت الفتاه وقد عاد اليأس إليها 

- كان عندي امل يشغلوني في قسم المحاسبه ...ديه شركه كبيره وليها فروعها ومركزها مش معقول مافيش وظايف فيها 

فضحكت مهرة وهي تشعر بأن نسخ شقيقتها ورد بكل مكان 

- ماهي عشان شركة كبيره ف التعين فيها بيكون صعب وكله بالكوسه  

ووضعت بيدها علي فمها تنظر حولها

- او حظوظ برضوه عشان منظلمش صاحب الشركه وتذكرت جاسم لو سمع مانطقت به للتو 

وعندما وجدت الفتاه تتحرك للمغادره 

- انتي رايحه فين

فتمتمت الفتاه بحزن 

- همشي خلاص مدام مافيش امل اني اشتغل 

لتمسك مهرة يدها نحو الداخل 

- لاء ان شاء الله هتشتغلي تعالي بس معايا.. لتشتغلي لأطرد انا واخلص من هنا خالص 

وضحكت ساخرة علي الحياه وهي تحادث نفسها 

- سبحان الله الناس بتدور علي فرصه تشتغل هنا 

وانا بدور علي اي فرصه اطرد منها قبل السنه ماتخلص

.........................................................

نظرة مني الي ساعة يدها ثم لمهرة التي أردفت وخلفها فتاه

- اتأخرتي كده ليه يامهرة 

وأبتسمت وهي تتذكر حفلة أمس 

- اكيد راحت عليكي نومه

فأقتربت منها مهرة ضاحكه 

- مش المفروض الشركه كانت أدتنا أجازه 

فحركت مني رأسها بيأس 

- قولي الكلام ده لجاسم بيه 

فطالعت مهرة باب غرفته ثم نظرت للفتاه

- هو فاضي

فنظرت مني للفتاه بفضول 

- رفيف هانم جوه عنده 

وتسألت مني وهي تنظر للفتاه التي تقف مرتبكة

- مين ديه 

فأتجهت مهرة نحو غرفة جاسم متمتمه 

- لما اخرج من عنده هفهمك كل حاجه  ..ضيفيها من النسكافيه بتاعك يامدام مني

فضحكت مني وهي تطالعها 

- حاضر يامهرة 

لتطرق مهرة الباب وتدخل بعدها ..لتجد جاسم يجلس علي مكتبه بأسترخاء ويدور بمقعده يطرق بالقلم علي المكتب ويحادث رفيف ويبتسم لها. ورفيف تجلس على المقعد الذي أمامه تضع ساق فوق الاخر وتتحدث بحماس وتضحك 

ورفع جاسم عينيه عليها وهو يشير لها بأن تقترب 

ام رفيق تأففت كالعاده من وجودها 

- في حاجه يامهرة عايزه تقوليها

نظراتها المرتبكه جعلته يعلم ان وجودها في مكتبه لشئ مهم

ونظر إلى عيناها المتجه نحو رفيف ففهم أنها لا تريد ان تحادثه أمامها 

- اتكلمي يامهرة قدام رفيف ..رفيف مش غريبه

فأتسعت أبتسامة رفيف بزهو

لتنظر لهم مهرة بضيق وهي تهمس داخلها وتقلد صوته

"اتكلمي يامهرة قدام رفيف "

وزفرت أنفاسها وهي تتذكر أمر الفتاه وأخبرته عنها وعن شقيقها الذي عمل هنا لشهر 

ونظرت رفيف نحو جاسم الذي كان يستمع بصمت وانتظرت ان يرفض طلبها من توظيف الفتاه

ولكن جاسم 

- تمام يامهرة خليها تقدم وراقها في شئون العاملين .. وانا هوصي عليها بنفسي 

فأتسعت أبتسامتها وهي لا تصدق أنه لم يعترض على توظيف الفتاه 

- شكرا 

وأنصرفت سريعا من المكتب... لتخبر الفتاه بأمر عملها 

اما رفيف حدقت بمهرة وهي تغادر وقلبها يشتعل بنيران الغضب ..وألتفت الي جاسم الذي لمعت عيناه لسعادتها

........................................................

كنان الذي كان أهم شئ بحياته هو عماله ..يضع العمل في المقدمة فوق كل شئ .. ولكن الأن أصبحت رؤيتها هي الأهم 

أختلس النظرات لها وهي تتابع أحد برامج الكرتون مع جواد

وأبتسم وهو يسمع تعليقها مع جواد علي اسم أحد الشخصيات الكرتونيه ويبدو ان كل منهم يشجع شخصية 

كان جالس كالمراهق علي الأريكه الأخرى يتابع الأوراق التي بيده تارة وتارة أخرى ينظر لهم

وسمع شهقتها بعد ان جذب جواد السلسلة التي بعنقها دون قصد فكان هدفه ان يراها ولكنه قطع السلسال خاصتها

- ماذا فعلت جواد ؟

فدمعت عين جواد بخوف من صوت كنان ونظر لورد وهي تحدق ب سلسالها

تحب تلك السلسال لأنها من والدتها .. اهدتها لها حينما دخلت الجامعه ...لأنها كانت دوما تخبرها أنها تريد سلسال ذهب كصديقتها ..

اما مهرة كعادتها لا تطلب ولا تتدلل 

وفاقت علي اعتذار جواد وهو يبكي وقد عنفه كنان..لتنظر له بفزع معتذرة 

- لا تبكي جواد حبيبي 

دارت حزنها وهي تحتضنه ..وهمست بأذنه بحنان 

- سأصلحه لا تقلق

فلمعت عين جواد وهو يطالعها 

- انا احبك ورد ..انتي لا تغضبي مني مثلما كانت ماما 

اوجعتها كلماته .. فضمته إليها أكثر تحت نظرات كنان الذي وقف متعجبا من تصرفها 

صادف الكثير ولكن كمثال ورد بأحتوائها لغيرها لم يصادف

نظرتها لسلسالها كانت تدل علي انه ذكري غالية 

ومد له يده وهو يطالع جواد الذي يتشبث بها

- أعطيني إياه ورد سأصلحه  لك 

فرفعت ورد عيناها نحوه بخجل وقد نسيت وجوده تماما

- لا تتعب نفسك سيد كنان 

واشاحت وجهها ..فعلم أنها لن تقبل منه خدمته رغم أنه هو من يجب عليه تصليح ما أفسده جواد

.............................................................

ارضخ كريم لرغبة مرام للعودة للعمل بعد ان اطمئنت علي صحة صغيريها 

ونظر لفراشهم الذي جمعهم سويا ليلة أمس بأبتسامة حالمة..فمرام ليلة أمس كانت كمرام التي عشقها 

ولكن بعد ليلتهم طلبت منه ان تعود للعمل....فعلم أنها تسير علي مبدء أعطي وأخذ المقابل

تقبل الأمر برضى لأنه يريد حبها مجددا وتصليح ما ما أقترفه بحقها قديما 

............................................................

نظرت مهرة للأوراق التي أمامها بسعاده ..فاليوم عملت ريم بالشركه تلك الفتاه التي تعرفت عليها منذ أيام ..فتأملتها مني بشك 

- وشك بيضحك النهارده لوحده 

فنهضت مهرة من فوق مقعدها واقتربت منها وهي تبتسم 

- ريم اشتغلت في الشركه ..والنهارده استلمت الشغل 

فتذكرت مني أمر الفتاه وقد سعدت هي الأخري بالأمر وفاقت علي سؤال مهرة الذي فاجأها 

- هو جاسم بيه بيفضل ايه من الهدايا 

فتعجبت مني من رغبة مهرة بأهدائه شئ 

- هتجيبي هدية ليه مش معقول 

فقطبت مهرة حاجبيها بحنق ...لتضحك مني وهي تفكر 

- علي العموم هساعدك ..بس الهدية ممكن تكون غالية شويه

لتتسع عين مهرة وهي تتذكر شامبو الاستحمام الذي لديه وكانت تريد ان تجلب مثله

- لاء انا معاكي من كذا لكذا في الفلوس غير كده ..كفاية عليه كلمة شكرا 

فضحكت مني وهي تضع بيدها علي فمها 

- اللي أعرفه أنه بيحب نوع شوكولاته جدا ..هي مستورده بس النوع ده بيفضله .. 

وتابعت وهي تنظر للحاسوب الذي أمامها 

- ومتقوليش عرفت منين ديه سر المهنه

لتلمع عين مهرة وهي تردد أسم نوع تلك الشوكولا 

.............................................................

لمعت عين ورد بسعادة وهي تري شقيقتها تردف نحوها ومعها علبة شوكولاته ... وركضت إليها دون تصديق 

- أخيرا أمنيتي اتحققت وحد جبلي هدية حلوه كده بتتاكل 

وتابعت بحماس 

- عقبال الورد 

فأخفت مهرة منها العلبة وراء ظهرها 

- انتي بتخبي العلبه مين يامهرة .. اه قلبي 

فأبتسمت مهرة لشغب ورد .. وأخرجت من حقيبتها نوع اخر من الشوكولاتة المعتاده عليها هي وشقيقتها 

- خدي ديه بتاعتك انتي

فنظرت ورد للعلبة ثم لقطعة الشوكولاته خاصتها

- لاء انا عايزه من ديه شكلها غاليه ونضيفه

فضحكت مهرة علي تذمرها الطفولي ..وصدح صوت ورد عاليا وهي تلتقط منها العلبه مهلله بحماس 

- أنسي خلاص ديه بقت من ممتلكاتي 

............................................................

أعطت ورد جواد قطعه من الشوكولاتة خاصتها تقص له عما فعلته شقيقتها بها وتفضيلها لصاحب الشركة عنها 

فقضم الصغير قطعته ضاحكا وهو يخبرها

- مهرة شريرة ورد

كان كنان يردف للجناح وهو يحمل علبة حمراء بها سلسال جديد من الذهب الأبيض

وعندما سمع حديثهم خبئ العلبة سريعا في جيب سترته وقد لمعت عيناه بفكرة يضع بها هديته 

ومنه يسعدها وأقترب منهم وقد انتبهوا لقدومه فأعتدلت ورد في جلستها بأرتباك

- كيف حالك ورد

فتمتمت ورد بهدوء

- الحمدلله 

وفتح ذراعيه لجواد يسأله عن يومه .. هو يعلم ان الصغير سيحكي كل شئ بأستفاضه

وجاء إلى الشوكولاه التي أخذتها مهرة ولم تعطي منها لورد 

فأتسعت عين ورد وأشاحت وجهها بخجل وهي تهمس 

- ماشي ياجواد مبتسترش علي حاجه 

فتعالت ضحكات كنان ..فأقامته هنا قوة فهمه للغه العربيه بل وفهم بعض العامية المصريه 

- مانوع تلك الحلوي ورد ..أريد ان أجلبها هدية لصديق عزيز لي يعشق الحلوي 

فنظرت اليه ورد وأخبرته عنها وبتلقائية اقترحت

- وممكن مع الشوكولاته... ورد 

وتمتمت بأرتباك 

- لو كان الصديق ده بنت 

فطالعها كنان مبتسما وهو يتفحص حركتها المعتاده 

تفرك يديها كلما توترت وأرتبكت

- شكرا ورد ..اقتراح رائع 

....................................................................

نظرت مهرة لمكتب مني الفارغ ..فمني أخبرتها أنها ستتأخر لساعه ثم ستأتي 

وفتحت حقيبتها لتخرج العلبة المغلفه ..ودخلت مكتبه لتضع له العلبة .. وابتسمت بحماس 

وأستدرات بجسدها قليلا ..لتقف ساكنه وقد تجمدت أقدامها بعدما سمعت صوته

- واقفه كده ليه يامهرة 

لتتنهد بأحباط ..فلم تكن تريد ان تكون موجوده وهو يري هديتها

وتنحنحت وهي تستدير بكامل جسدها له 

- كنت بنضف المكتب .. برتبه وكده يعني

فضحك جاسم على ارتباكها وهي تتحدث وتقدم منها ..فأتسعت عيناها وهو تراه يقترب 

- لاء اقف عندك 

فتعجب جاسم منها 

- مالك يامهرة ..اوعي تكوني عملتي مصيبة تانيه

فحدقت به بغضب 

- ليه هو انا مكتوب عليا مهرة مصايب

فعلت ضحكته وهو يتفحصها

- حاشا لله 

وتابع بجديه 

- وقفتك ديه مش مريحاني ..في ايه ورا ضهرك 

فركزت حول نقطه خلفه 

- جاسم بيه بص كده ناحية الباب 

فألتف جاسم نحو ما أشارت إليه...ليجدها تركض من امامه وأغلقت الباب خلفها 

فوقف جاسم يحدق بفعلتها مندهشا 

- مجنونه 

وألتف بجسده ثانية..لتقع عيناه علي العلبة المغلفه  وعليها كارت صغير مدونة به كلمه واحده 

" شكرا "

فمد يده نحو الهدية يلتقطها وازال تغليفها ..لتقع عيناه علي نوع الحلوي التي يفضلها 

وأبتسم بسعاده يلتقط واحده كي يتناولها 

يتلذذ بمذاقها داخل فمه وانفتح باب الغرفة فأغمض عيناه وهو غارق في عالم أخر وهمس بصوت لا يسمعه الا هو 

- هتجنيني يامهرة


   الفصل التاسع عشر والعشرون من هنا 

  لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

تعليقات