رواية لحن الحياة الفصل الثامن والاربعون 48 التاسع والاربعون 49 بقلم سهام صادق


رواية لحن الحياة

الفصل الثامن والاربعون 48

التاسع والاربعون 49

بقلم سهام صادق


لحظات(48)

سحبها من عليه بقهر وهو يتمتم ببعض الكلمات الحانقه مشيرا للفستان الذي ترتديه بعد ان نهضت من فوق الفراش 

- الفستان ده متلبسهوش تاني .. ولا تعمليلي مفاجأت يامهرة 

ونهض هو الآخر من فوق الفراش متجها إلي المرحاض ووضع كامل رأسه أسفل الصنبور يغرق وجهه وشعره بالمياه البارده زافرا أنفاسه بقوه 

كانت مازالت تقف في مكانها تطالع الفراغ الذي تركه وتعذره علي ما يحدث وتذكرت أمر شقيقتها ..ففتحت الباب بلهفة وقلق حتي أنها نست هيئتها وقد مال جزء من الفستان علي كتفها غير السحاب المفتوح من الخلف .. كانت ورد قد ابتعدت عن الغرفه وتسير نحو الغرفة التي تقيم بها وانتبهت لصوت مهرة فركضت نحوها تعانقها دون ان تنتبه لهيئة شقيقتها

- بابا بيموت يامهرة وعايز يشوفنا 

هتفت ورد بتعلثم وبكاء واكملت بآلم وهي تتذكر قدومه لهم أمس وكيف كان سينحني ليقبل ايديهم ليغفروا له مافعله بحقهم 

- كأنه كان حاسس ان في حاجه هتحصله ..هيموت بعد ما سمحناه 

كانت ورد تتحدث ببكاء وخوف علي ان تكون تلك نهاية والدهم ومهرة تقف صامته شارده في أمس عندما اتي الي منزلها يطلب غفرانهم يخبرهم أنه نادم بشده علي مافعله بيهم ..نادما انه لم يكن أب لهم 

وابتعدت عنها ورد تنظر إليها بقلق ..صامته شاحبه حتي اهدابها لا تتحرك .. وهيئتها مشعثه وقد ادهشتها هيئة شقيقتها فخجلت من حالها لإنهاء ليلة شقيقتها مع زوجها وهتفت بأسمها مردده

- مهرة انتي سمعاني

هتاف ورد أخذ يتردد في اذنيها ولكن عقلها كان كالغائب في تلك اللحظه التي كان يقف فيها والدها ويتوسلها هي خصوصا بأن تسامحه..مازال حضنه لها هي وشقيقتها وهو يخبرهم ان لو الزمن عاد به ماكان فعل بهم هذا .. وبدء عقلها يعود لوعيه ويد ورد علي ذراعها تهزها وتهتف بأسمها 

ونظرت إلي شقيقتها تحرك شفتيها بصعوبه 

- مين اللي بيموت 

فأشفقت ورد عليها 

- مهرة أدخلي ألبسي هدومك عشان نلحق نروحله 

ودفعتها نحو غرفتها .. ثم اتجهت هي الاخرى لتبدل ملابسها 

نظر لها جاسم وهو يجفف شعره بالمنشفة ..ووجدها تجلس علي الفراش تهتف بثقل 

- بيموت... بعد ما حضنا هيموت

لم يفهم جاسم ماتتفوه به .. وجلس جانبها بعدما بدء القلق ينتابه فقد ظن ان ورد اتت من أجل شئ خاص بها مع كنان فهو يعلم طباع ورد الهاشة 

ولكن من هيئتها علم ان الأمر أكبر من ذلك فسألها بهدوء وهو يحتوي وجهها بين راحتي كفيه

- مهرة مين اللي بيموت

فطالعته بتحديق وتمتمت وهي ترمي نفسها بين ذراعيه

- بابا ياجاسم بيموت ..هيموت بعد ما سمحته

لتتجمد ملامحه فليلة أمس لم تنم من اضطرابها بكل ما حدث وعدم تصديقها ان والدها اتي إليهم حتى انها بدأت تخبره عن ما اقترفه بحقهم ثم تعود وتخبره أنها لم تشاء يوما ان تري انكساره وانحناءه نحو يدها هي وشقيقتها ليقبلهما من أجل ان يسامحوه 

......................................................................

نظرت سهير الي زوجها الذي يرقد أمامها علي سرير  المشفي ويلتقط أنفاسه الاخيره ..فالطبيب أخبرهم أنها مجرد لحظات ليس أكثر فهم قد فعلوا كل ما بوسعهم ..كانت تتآلم وتبكي وهي تري حبيبها وشريك حياتها بتلك الحاله فروحه لا تريد الرحيل وكأنها خائفة وسمعت صوته الذي يخرج بصعوبه 

- فين بنات زينب 

كان يسأل عنهم وهو يلومها بعينيه .. لترتبك من نظراته فهي السبب في تفرقته عن بناته .. حبها له قد عماها يوما عندما رأته يميل لزينب وينساها .. لتركض الي خالتها التي اقترحت لها ان تسحر له بالمحبه لها وحدها ولا يري غيرها ..دفعت المال وهي تنتظر النتيجه وكانت النتيجه كما أرادت أصبح كالخاتم بين اصبعها لم يعد يري زوجته الأخرى وبناتها لم يعد يري الا غيرها 

وسمعته يخاطب أكرم الذي كان يقف بعيدا 

- فين اخواتك 

وبدء بالبكاء وهو يهتف 

- خلي بالك منهم ياأكرم وخليك جنب كرم ليضيع 

ونظر لسهير بعتاب 

- روحي مش راضيه تطلع ياسهير 

وعاد يلتقط أنفاسه بصعوبه 

- اوعي تاكلي حق بناتي في ورثهم فيا ..حقهم ياسهير 

رددها كثيرا .. وانتبهي أكرم لقدوم شقيقتيه يركضون في الممر الطويل ولكن مجرد ان ألتف لوالده يخبره أنهم أتوا كان قد رحل لتصرخ سهير بعويل وهي لا تصدق أنه رحل وتركها 

فوقفت مهرة و ورد علي أعتاب الغرفه ..لتبكي ورد بقوة ومهرة تستند علي جاسم الذي كان يطالع الموقف بحزن 

....................................................................

نظر ريان إلى ياسر بصدمه مما يخبره به من فعلت شقيقته وعشيقته وصدح صوته بجمود

- كنت عايز تفهم ده حصل ازاي... اظن كده الإجابة وصلتلك

لينظر إليه ريان وهو يتوعد داخله لشقيقته التي بات يمقت أفعالها والافعي الاخري ولكن كلمه ياسر اخذت تتردد في أذنيه هو وريم سيتزوجوا زواج صوري مؤقتا وانصرف ياسر بعدها حانقا من هجومه عليه ثم هدوئه ولكن قبل ان يصفع الباب خلفه 

- ريم  هترجع تاني تشتغل معايا 

ليضغط ريان علي أسنانه بقوه 

- اللعنه عليكي رفيف 

وخرج هو الآخر من غرفة مكتبه متجها إلي مكتب شقيقته ليتفاجئ بأنه فارغ 

....................................................................

سمعت صوته وهو يحادث صغيريهم عبر الهاتف الذي تحمله مربيتهم والصغيران يهتفان بأسمه ويهمهمان بكلماتهم المبهمه .. اشتاقت إليه ولم تعلم مرارة الخساره الا تلك الأيام ..علمت اليوم في الشركه ان رحلة عمله امتدت لايام أخرى واقتربت من غرفة صغيريها تقاوم دموع اشتياقها لزوجها وألتقطت الهاتف من المربيه

- كريم 

فور ان سمع صوتها تعالت أنفاسه وتمتم بضيق

- مع السلامه يامرام

وأغلق الخط بوجهها لتنظر للهاتف غير مصدقه ان كريم أصبح رجلا قاسيا .. لتطلب رقمه مجددا من هاتف المربية ولكن الهاتف قد غلق 

- لدرجادي ياكريم كرهتني 

ونظرت إلي اعين صغيريها شارده 

- بابا بقي يكرهني اوي 

فحدقت بها المربية بأشفاق .. لتغادر غرفة صغيريها سريعا وتهوي بجسدها علي فراشهما تبكي بحرقة علي ما كانت تظن انها لن تخسره 

........................................................

يومان مروا على وفاة والدهم وهم يأتون للعزاء كالاغراب متحملين نظرات سهير الممتعضه 

وقفت ورد بجانب سيارة جاسم الذي وقف مع أكرم وزوجها ... فقد اتي كنان اليوم معتذرا من شقيقها علي عدم وجوده أمس ..كانت تنظر إليه بأشتياق وحب حتي أنها لم تصعد السياره مع شقيقتها وفضلت الوقوف لرؤيته وكأنها تخبره بدعوة صريحه أنها هنا تريده... لم يقل كنان اشتياقا عنها ولكن قرر ان يتركها كما طلبت منه إلي ان تقرر العوده 

وسار كنان نحوها بعد ان صافح أكرم مخاطبا اياه اذا أحتاج لشئ فليخبره

وتقدم منها ببطئ حتي أصبح أمامها ومال نحو السياره ليقدم العزاء لمهرة التي كانت تود ان تقول لشقيقتها ارحلي مع زوجك 

ثم عاد يطالع زوجته التي ارتمت بين ذراعيه 

- كنان 

فضمها إليه بشوق يبثها حنانه وبعد لحظات ابتعدت عنه بخجل مدركة اين هي تقف ووجدت أكرم وجاسم يقتربوا منهم ..فنظرت إلى شقيقها الذي هتف وكأنه يترك لها الاختيار

- كنان طيارته بعد ساعه ياورد

فأتسعت عيناها ونظرت اليه ليشير له برأسه مؤكدا منتظرا منها لو تخبره أنها ستأتي معه ولكن كان صمتها هو الاجابه 

وأخفضت عيناها نحو يداها تفركهما بتوتر ..فأنحني كنان نحو جبينها يلثمه بقبلة حانية وانصرف 

لتنظر هي الي خطاه ثم ضمها أكرم إليها بحب 

- مدام لسا حاسه نفسك مش قد قرار الرجوع خليكي ياورد 

وخرج أخيرا صوت جاسم بتأكيد 

- أكرم كلامه صح 

وأشار إليها بالصعود للسياره ..ليغادوا تحت نظرات أكرم الواهنة 

................................................................

فور ان تحركت السيارة بهم... ألتفت مهرة نحو شقيقتها تسألها 

- كنان هيسافر ولا هيفضل في مصر 

فطأطأت ورد رأسها بحزن متمتمه 

- هيسافر 

ثم تابعت وهي تنظر في عين شقيقتها 

- مهرة انا عايزه ارجع شقتنا القديمه اقعد فيها 

وقبل ان تهتف مهرة بشئ.. أتاها صوت جاسم معاتبا 

- ليه ياورد ..حد ضايقك في حاجه ..انتي عارفه اني بعتبرك اختي مش اخت مراتي 

فخجلت ورد منه .. فجاسم بالفعل يعاملها كالشقيقه حتي انه عرض عليها المال لجلب حاجتها مخبرا اياها انها شقيقة له والشقيق يلبي حاجات شقيقته ولكن اكتشف ان كنان يبعث لها المال وكل احتياجاتها من خلال معاذ الذي كان مدير سابق لها في المنتجع 

وهتفت بصدق وامتنان وانتهت 

- نفس شعوري ياجاسم .. انت بالنسبالي زي أكرم.. بس انا محتاجه اقعد في بيتنا القديم كل حاجه وحشتني فيه 

ونظرت إلي مهرة التي تطالعها بصمت إلي ان هتفت

- خلاص انا هاجي اقعد معاكي... مش هسيبك تفضلي لواحدك 

لتتبدل ملامح جاسم للجمود بعد قرار زوجته ..فلمحت ورد ذلك سريعا وهتفت بشقيقتها بنبرة مرحه بعض الشئ

- لاء انتي خليكي مع جوزك ..انا عايزه ارتاح منك شويه  تعاليلي الصبح .. وكمان انا بقول عايزه اكون لوحدي 

وكادت ان تفتح مهرة شفتيها وتعترض الا ان ورد تابعت حديثها تطمئنها

- متنسيش اني مش لوحدي في البيت ..استاذ عادل وابلة صفاء هناك 

وانتهت مناقشتهم بذهابها غدا مدام انها مصرة على ذلك

....................................................

تمددت على الفراش جانبه ..لتجده ألتف بجسده للناحية الأخرى فتعجبت من ابتعده عنها متسائله

- جاسم انت مديني ضهرك ليه 

فأغمض عيناه بحنق منها فلولا ماهي فيه الآن لكان حاسبها على قرارها الذي اتخذته وهم في طريق العوده 

- نامي يامهرة 

فأقتربت منه تميل نحوه تفكر بالشئ الذي فعلته واغضبه

- انا معملتش حاجه تضايقك .. وانت شكلك مضايق مني 

فأعتدل حانقا فهي حتي لا تتذكر خطأها ..تقرر الذهاب مع شقيقتها ناسية ان قراراتها هذه لا بد ان تناقشه فيها

- معملتيش حاجه ..علي العموم نامي يامهرة وعدي الليله ديه علي خير ..ولولا اني عارف اللي انتي فيه وأنك مش بوعيك كنا اتحاسبنا 

فلمعت عيناها بضيق وحدقت به 

- يعني بدل ما تاخدني في حضنك تقولي نتحاسب 

فزفر أنفاسه بقوة وهو يطالعها 

- يعني تاخدي قرار تروحي بيتكم القديم مع ورد وانا قاعد جنبك  كأني كرسي 

فأبتسمت بشحوب على تشبيه 

- كرسي

فتأفف من هدوئها 

- لاء انا بقول لانتي تنامي لا انا اسيب الاوضه كلها 

وكاد ان ينهض من فوق الفراش ليترك لها الغرفه الا أنها جذبته نحوه 

- متزعلش مني .. مكنتش أقصد ألغي وجودك 

وهتفت وهي تدفعه نحو الفراش 

- نام وخدني في حضنك وطبطب عليا 

فرفع حاجبيه يطالعها وهي تندس أسفل ذراعه وتضع رأسها على صدره 

- اطبطب عليكي وماله ياحببتي 

وابتسم وهو يجدها مسترخيه على صدره تخبره 

- انا عايزه اعيط ياجاسم ومش عارفه

ادهشه ما تخبره به فتنهد وهو يمسح علي ظهرها 

- عيطي ياحببتي 

فرفعت عيناها نحوه متذكرة ليلة أمس... تخبره أنها تريد ان تبكي ثم تنفجر في البكاء ..ولم تتعدي الدقيقة الا ووجدها تبكي وتدفن وجهها بين احضانه 

- أكرم حكالي عن وصيته علينا كان نفسه يلحق يوشفني انا و ورد 

وظلت تهذي بالكلمات وهو يربت علي ظهرها ويهدأها ويخبرها ان تدعو له بالرحمه الي ان مسحت دموعها وهدأت وعادت ترفع عيناها نحوه 

- جاسم انا مكتئبه 

لم يجد شئ يفعله الا أنه أغمض عيناه بسأم 

- نامي يامهرة عشان انا اللي بدأت اكتئب وضعطي بدء يعلي عليا

وكالعاده تنسي كل شئ وتمسك بأحدي عباراته

- هي في رجاله بتكتأب 

فزفر أنفاسه وهو يحدق بها بأستنكار 

- اه ياحببتي لما يكون في زوجه زيك لازم يكتأب وكلمه تانيه وهسيبلك الاوضه وانام في مكان تاني 

فطالعته بأمتعاض من حنقه منها وقلة صبره 

- خلاص هنام ..واريحك مني 

فتنهد براحه واغمض عيناه بأرهاق... ليجدها تفتح عيناها مجددا وتخبره 

- جاسم انا جعانه 

ولم تكن تكمل كلامها وتخبره ان الطعام هو ما ستخرج به اكتئابها فدفعها عنه ونهض من فوق الفراش هاتفا

- جاسم سايبلك الاوضه كلها 

وخرج من الغرفه وهو يفرك خصلات شعره بقوه 

..................................................................

نظر ريان لجاسم الذي يخبره أنه لم يعد يرغب بعمل رفيف معهم بعد فعلتها تلك ليتذكر ليلة أمس بعد ان صفعها على فعلتها وكانت إجابتها المؤلمه 

انها اراحت ريم من انانيته وان ياسر يحبها وهي تبادله نفس الشعور وأكثر ولا تنظر حتي اليه 

اوجعته الحقيقة التي يعلمها ولكن هو اعتاد إذا أراد شئ يحصل عليه 

- ريان بلاش ريم .. انا عارف حياتك كويس ياريان ..وعلي فكره ياسر أتقدم ليها رسمي وحددوا ميعاد جوازهم 

لينهض ريان بضيق من امامه متذكرا ناريمان التي لا يطيق حتى لقاءها 

وخرج من مكتب جاسم عازما ان يهاتف ريم من اجل مقابلتها فهي لم تعد تأتي للعمل ودق عليها وهو متجه نحو سيارته ولكن كالعاده الهاتف مغلق 

ليردف داخل سيارته بغضب متمتما 

- ناريمان العاهرة 

..........................................................

استيقظ على صوت طرقات قويه علي باب شقته وبعدها صوت شقيقته المصدوم من اقتحام الشرطه لمنزلهم ..صارخه بأسمه 

- عمار 

ليندفع عمار خرج غرفته متسائلا

- في ايه ياباشا

ليدفعه الضابط المسئول أمامه 

- انت عمار الدسوقي 

فهتف عمار مجيبا 

- ايوه 

ليصدح صوت الضابط بجمود مع بكاء شقيقته

- هتعرف دلوقتي  

وخرج أحد العساكر من غرفته ممسكا أسوار من الألماس وسترته 

- لقينا ديه يافندم

لتتسع عين عمار بصدمه 

...............................................................

جلست مهرة بجانب شقيقتها بعد ان نظفوا المنزل وقد اتت إليهم رقية لتعزيهم على وفاة والدهم ثم عاونتهم وبعدها سمعوا طرقات علي الباب فهتفت مهرة

- اكيد ديه ريم .. اتصلت بيا الصبح 

وذهبت لتفتح لها الباب وعندما رأتها ريم احتضنتها بقوة 

- انا اسفه اني جتلك متأخر اعزيكي .. بس انا 

وقبل ان تكمل كلامها همست لها مهرة 

- انا عارفه ياريم 

وقادتها نحو شقيقتها ورقية التي كالعاده تضيف لهم بعض المرح .. كانت ورد تبتسم علي حديث رقية ومهرة تحدق بريم التي تجلس منطوية على نفسها ومر الوقت الي ان أشارت مهرة لريم 

- ريم تعالي معايا ساعديني نعمل حاجه نشربها 

فنهضت ريم ببطئ وسارت خلفها .. وعندما أصبحوا بمفردهما بكت ريم بحرقة واخذت تقص لها كل شئ يثقل علي كاهلها

- هما ليه عملوا فيا كده يامهرة 

كانت مهرة تقف أمامها مذهوله من يوم ما هاتفتها واخبرتها ان يذهب جاسم لياسر الي اليوم الذي تحدثوا عنها بالشركه وحديث ياسر أنهم سيتزوجوا قريبا 

- انا مش عايزه أتجوز ياسر يامهرة ..انا بقيت اخاف منه 

فطالعتها مهرة بهدوء .. امنية ريم قد تحققت ولكن بطريقة مؤلمه تعلم أنها ستزول مع الزمن مدام ياسر ليس له ذنب كما تقول هي 

- اهدي ياريم 

فتابعت وهي تمسح دموعها

- مبقتش عارفه أروح الشركه ازاي .. قبل ما اجيلك كنت بدور علي شغل هو ده انسب حل ليا 

ولمعت عيناها وهي تتذكر صمت جاسم عن الأمر 

- ياسر مقلش ليكي مين ورا الحكايه ديه مع هناء 

فحركت رأسها نافية وعادت للبكاء مجددا ..لتضمها مهرة إليها 

- ياسر بيحبك ياريم 

..............................................

عادت للمنزل بوجه محتقن وهي تريد ان تعلم من فعل ذلك ..علمت من هدي انه عاد مبكرا من عمله ويجلس بغرفة مكتبه ..واردفت للغرفة واقتربت منه 

- مين اللي عمل كده ياجاسم في ريم 

فرفع عيناه ببطئ نحوها وقد علم أنها تحدثت معها 

- مش لازم يامهرة ..ياسر كمان ضحية لعبة قذره 

اعادت سؤالها مرة أخرى ولكن الاجابه كانت 

- مهرة قولتلك مش لازم .. مش لازم كل حاجه تعرفيها ..الوحيده اللي من حقها تعرف ريم وبس وده ياسر اكيد هيوضحه ليها امتي بقي ديه حاجه تخصهم

فعقدت ساعديها امام صدرها بعدما وجدته يعود لمطالعة الأوراق التي أمامه ومالت نحوه 

- جاسم حبيبي 

فضحك بتهكم 

- لاء شغل المحامين ده بلاش معايا 

فداعبت وجهه بأناملها 

- لاء ده شغل زوجه مع جوزها .. قولي مين وانا هسكت خالص 

فحدق بها مبتسما 

- مافيش اجابه هتاخديها مني 

وجذبها نحوه حتى اختلطت أنفاسهم 

- روحي ياحببتي شوفي اي حاجه اعمليها وسبيني اكمل شغل

وتركها كما جذبها برفق وعاد لمطالعة بعض الأوراق التي أمامه ..لتقف تحدق به بحنق واندفعت خارج غرفة مكتبه تتمتم بقلة حيلة 

- مهما اصريت مش هيقول 

........................................................

كانت علي موعد بأحدي صديقاتها.. لتردف للمطعم الذي قرروا تناول الطعام به والحديث لتجد صديقتها تشير إليها بالاقتراب ..فأقتربت رقية من صديقتها لتقف بعد عدة خطوات تطالع مراد الذي يجلس مع احداهن ويتناول الطعام معها ويتحدثون 

ونظرت للمرأة التي تعرفها ولم تكن اي امرأة فهي طليقته .. وخطت نحوهم ببطئ تستمع إلي طليقته التي تخبره أنها تطلقت من زوجها وانها تعلم أنه لم يتزوج الي الآن 

معني كلماتها كان واضحا .. وقبل ان يرد مراد عليها وجد رقية أمامه تحدق به بقوة منتظره إجابته 

.................................................

حدق ريان بهاتفه وهو يعاود الاتصال مرة اخري بريم ولكن نفس الرساله الهاتف مازال مغلقا .. ليترك الكأس الذي يرتشف منه الخمر بعد ان سمع رنين جرس المنزل وسار نحو باب الشقة يترنح في خطواته وعندما فتح الباب وجد ناريمان أمامه واردفت للداخل 

- لقد أتيت لك بنفسي ريان .. ماذا تريد 

قالتها ساخره ..ليجذبها ريان من خصلات شعرها المصفوفه

- لو كنتي تظني انني سأتزوجك بعد ما فعلتيه ..لن يحدث ناريمان 

فأبتسمت وهي تزيح خصلات شعرها من يده واقتربت منه تعانقه 

- لا أحد ينفعك غيري 

وقبلته ليدفعها عنه بقوة 

- اخرجي من هنا لا اريد رؤيتك 

فعادت تقترب منه تقبله مرة أخرى ..ومرة وراء مرة إلى ان أصبح يبادلها حتي ابتعدت هي عنه 

- أرأيت

ف فاق من نشوته وسحبها بقوة إلى ان دفعها خارج شقته 

..............................................................

ارتدت بسمه ملابسها بسعاده بعد ان علمت عودة كريم... وارتدت الخاتم الذي أخبرته انها ستشتريه لزواجهم .. كانت سعيده انه أخيرا اقترب موعد زواجهم فغد سيعقدوا قرانهم .. ونظرت لساعة معصمها وحملت حقيبتها لتغادر الشقة التي تقطن بها متلهفة لرؤيته 

وعلى الجانب الآخر كانت مرام تستعد للقاءه وهي تحضر بعض كلمات الاعتذار إليه .. وتخبر نفسها أنه أتي دور التنازل واما تخسر زوجها واما تستعيده مجددا 

.....................................................

تسطحت على الفراش بعد ان انعشت جسدها بحمام منعش وجلست تحرك قدميها بملل...الي ان وجدته يفتح باب الغرفه وينظر إليها ببطئ ثم أشار لتسريحة شعرها 

- ايه ده يامهرة .. مالك قلبتي على معزة كده

فأحتقن وجهها ووضعت بيديها علي عقدتي شعرها من الجانبين علي هيئة كعكة 

- معزه .. ديه قطتين

وأقترب منها مبتسما 

- قطتين 

فحركت رأسها مؤكده 

- اسم التسريحة كده ..والمفروض تجبر بخاطري مش تقولي معزه 

فضحك بمتعه وهو يفك خصلات شعرها 

- انت بتعمل ايه 

وازالت يده عنها ..ليجذبها إليه

- بفكلك المعزتين ..قصدي القطتين 

فمدت شفتيها بتذمر ليلاحظ المنامه التي ترتديها

- بيجامه سوده ومرسوم عليها ارنب بياكل جزره 

وتابع هو يتحكم في نفسه قبل ان ينفجر ضاحكا 

- ايه عالم الحيوان اللي انتي عايشه فيه النهارده 

فأبتعدت عنه ليلتقط الحذاء الناعم المنزلي الذي ترتديه في قدميها 

- لبسالي لكلوك علي شكل فار 

فنظرت لقدميها كما نظرت للارنب المطبوع رسمته علي  الجزء العلوي من منامتها

- في ايه .. ده طقم كامل هي البيجامه كده 

فتحرك فوق الفراش ليجذبها نحوه ثانية

- لا ده انا كده هتقهر 

ومال نحوها اكثر يداعب جانب وجهها بوجهه متمتما قبل ان يغرقها بدفئ ذراعيه 

- لو محدش قطع علينا اللحظه ديه ..انا هحب بيجامه عالم الحيوان اوى ب فارها وارنبها 


يتبع بأذن الله

************


#لحن_الحياة ❤

#سيمو


متعة وندم  (49)

***************


أستيقظ علي لمسات ناعمه من يديها ..ففتح عيناه ببطئ مبتسما وهو ينظر اليها بحب 

- صباح الخير 

فأتسعت أبتسامتها بخجل متذكرة ليلة أمس 

فقهقه جاسم بصخب ووقعت عيناه علي صينة الفطور الموضوعه علي ساقيها

- ده ايه الهنا اللي انا فيه النهارده ..فطار لحد عندي وهدوء ونعومه ورقة من مراتي حببتي 

فأسبلت جفنيها بطريقة مضحكه 

- ميرسي ياحبيبي 

نظر طويلا اليها ورغم ذكائه الشديد في عمله وحنكته الا أنه الي الان لم يفهم طباع زوجته 

ليله يشعر وكأنها انثي كامله وليله أخري طفله صغيره واجب عليه ارضاءها وليله يريد خنقها ولكن مع كل هذا يحبها 

وداعب أنفها ب اصبعه مبتسما 

- شوفتي الهدوء والرقه ليهم سحر حلو ازاي

فوجدها تمد يدها تطعمه وتحرك كتفيها بغنج

- بحاول وبعمل قصاره جهدي عشان اكون زوجه رقيقه بس انت أصبر عليا 

كانت تهتف بمزاح الا أنه أبتسم بدفئ وحنان

- انتي عجباني في كل حالاتك يامهرة .. واكتر حاجه بتغفرلك مواقفك معايا ان كل حاجه بتعمليها بتعمليها بعفوية 

وقضم لقمة الطعام الممدوده له وشاكسها بتذوق 

- عسل بليل وعسل الصبح ..لاء انا حد كان بيدعيلي 

ضحكت من قلبها على مغزي مزاحه واكملت اطعامه 

- شوفت الأرنب والجزره واللكلوك أبو فار عملوا ايه 

فضحك هو الآخر ومسح فمه من أثر الطعام

- وتسريحة القطتين ..لاء كتري من البيجامات ديه الاحتشام طلع حلو وبينتهي بحاجات احلى 

قالها ضاحكا وهو يغمز لها بخبث قد فهمته سريعا ..فدفعته بخفة علي صدره 

- جاسم 

هتفت أسمه بنبرة حازمه يتخللها الخجل .. ليبتسم على هيئتها 

- انا زوج وقح ياحببتي .. أقول اللي أقوله براحتي سبيني اخد حقي من الأيام اللي فاتت عشان اشحن بطارية صبري 

وانحني يقبل خدها بلطف ونهض من فوق الفراش  لتسأله وهي تحدق به

- رايح فين ..مكملتش فطارك 

فأتسعت أبتسامته وطالعها قبل ان يتجه للمرحاض 

- عندي إجتماع بعد ساعتين ...ولو فضلنا قاعدين القاعده ديه انتي عارفه ايه اللي هيحصل 

ألقي كلماته مبتسما بمكر ..واكمل طريقه

لتطالعه  وهي تتنهد بسعاده لأسعاده لها...فعندما استيقظت قبله بعد ليلة حالمه يشعرها فيها بكل مشاعر الدفئ والحنان وجدته يضمها إليه يغفو براحه مطمئنا لحظتها أدركت أنها معه مكتمله 

وبعد مرور الوقت كان يقف أمام المرآه ينظر إليها وهي تزرر له أزرار قميصه بحب ويشاكسها بيديه اما يعبث بخصلات شعرها او يحرك كفه بحنان علي وجنتها ثم يقرصها بخفه علي خدها ويطبع بقبلة عليه 

- ياجاسم اقف مؤدب ياحبيبي 

قالتها وهي تضحك علي أفعاله ..فضحك هو الآخر بحبور

- انا مستمتع كده ... مراتي وانا حر 

فضحكت علي عباراته بشده وهي تهتف 

- تصدق انك اقنعتني 

فأبتسم بحب وداعب ذقنها بأنامله برقة  .. لتساعده في ارتداء سترته فهتف بمزاح مضحك

- قلبي راضي عنك النهارده يامهرة يابنت زينب 

وانفجروا ضاحكين ..ليضمها اليه وانحني يقبل قمة رأسها

- عشان الدلع والحاجات الحلوه ديه كلها قولي نفسك في ايه 

فأبتعدت عنه تضع بيدها أسفل ذقنها تفكر بحماس 

- بما انك عرضت ..فهستغل العرض 

فضحك وهو ينظر لوقفتها المضحكه 

- اطلبي العرض ساري لحد باب الاوضه ..طلعت من هنا اتسحب العرض 

فأخذت تحرك حاجبيها بمكر .. ووضعت بيديها علي عنقه تحاوطه بدلال جعله يبتسم 

- عايزه فلوس قول كده مثلا أربعين ألف 

فضحك علي طريقة طلبها ثم نظر إليها بهدوء 

- اسحبي من الحساب المفتوح ليكي 

وتابع ضاحكا 

- ده حتي الفلوس مبتقلش فيه .. زوجه مؤدبه انتي ياحببتي طلباتك مش كتير 

 فضحكت وهي تتميل عليه بخفه 

- لاء بس انا عايزه الفلوس ديه منك

ومدت يدها نحوه بمشاكسه

- هات الفلوس 

فضرب يدها بكفه بخفه 

- هات ايه .. ما تسحبي من رصيدك ما انا كده كده بحولك فلوس يامستغله

وعادت ترفع يدها مجددا اليه حتي أنها وضعتها أسفل عينيه 

- هات ومش هتندم والله .. بتاجر بفلوسك متخفش 

فداعبها ضاحكا بمتعه

- بتاجري بفلوسي يامهرة ..وامتي الربح بقي 

فأبتسمت وهي تعود لمعانقته

- في الاخره ان شاء الله هتلاقيهم وفي الدنيا برضوه ..يلا بقي ياجاسم هات الفلوس 

ليقهقه عاليا وهو يخرج دفتر الشيكات الخاص به ..ليضع لها رقم المال الذي طلبته ويوقع امضته ثم ناولها اياه 

- اتفضلي ياستي 

فتناولته منه بسعاده حقيقيه ثم عادت تتعلق بعنقه كطفله صغيره 

- شكرا ياحبيبي .. وعلي فكره الفلوس ديه لدار مسنين .. انا بتاجرلك مع ربنا في فلوسك 

فأبتسم بحب لها وعاد يضمها إليه 

- هو انا بستحمل جنونك وهبلك من فراغ ..بس ايه السر اللي بيخليكي تيجي تاخدي مني الفلوس مع ان في فلوس موجوده في حسابك وتقدري تسحبي منها من غير ما ترجعيلي 

فأبتعدت عنه تطالعه بأعين متمرده

- بعيدا عن مدحك الجميل ليا بالهبل والجنون .. بس هقولك يا سيدي 

فضحك وهو يقترب منها خطوه للأمام 

- قولي يا سيدي 

لتلمع عيناها وكأنها طفله صغيره 

- كان نفسي اجرب الإحساس ده مع بابا 

وأخذت تقص عليه أحد المواقف عندما كانت تري مرام تركض نحو أبيها تطلب منه المال ليعطيها بحب حتي لو كان أخر قرش معه .. حينها تمنت لو كان لديها اب مثل السيد عادل 

ومسحت دموعها التي سقطت علي وجنتيها 

- اول حب حقيقي بيكون للاب ياجاسم ..وانا معشتش الحب ده ..فبعيشه معاك 

ورغم أنه عاني فقدان الأب ورحيله من الحياة الا أنه ضمها بقوة اليه

- ياحببتي انا كلي ليكي زي ما انتي بقيتي كل حاجه ليا

وابعدها عن حضنه يشاكسها بتلذذ 

- واتأخرت علي الشركه بسببك 

لتتسع ابتسامتها ثم تأوهت بآلم عندما قرص وجنتها

-  اه ايدك تقيله 

فتحرك من امامها ضاحكا 

- ديه ضريبة التأخير ياحببتي 

.................................................

وقفت مرام خلف زوجها وهو يربط رابطه عنقه ببطئ متذكرة ليلة امس عندما أتي كانت تنتظره بشوق ولكن اطفئ كل هذا بجمله واحده 

" كل حاجه حلوه بينا انتهت يامرام "

واقتربت تلامس جسده ولكنه نفض ذراعيها عنه وانصرف دون كلمه .. فسقطت دموعها بعجز 

..................................................

كانت بسمة تجلس متلهفة للقاءه فبعد عدة ساعات ستصبح زوجته ولكنه بعث لها رسالة صباحا يخبرها أنه يريد الحديث معها .. ووجدته يتجه نحوها فأتسعت أبتسامتها بأشراق 

وجلس أمامها يحضر الكلمات المناسبه التي سيخبرها بها وهي تنتظر بلهفة ما سيقوله وترسم داخلها احلاما وردية ولكن مع مرور الوقت وصمته ..جف حلقها 

- بسمه انا مش هقدر أكمل معاكي ونتجوز

كلمات قالها في جملة واحده ..سقطت علي قلبها كالسوط ..وتلاشت بسمتها واهتزت يداها وهي تنظر إليه بصدمه وهتفت بصعوبه 

- ليه يا كريم 

فتأملها كريم بآلم وهو يطأطأ رأسه أرضا 

- انا عارف اني اذيت مشاعرك ..بس مش هقدر اذيكي معايا لحد كده ..انا بحب مرام وديه حقيقه مش هقدر اهرب منها 

وتابع وهو يشفق عليها أكثر 

- بس بحب ولادي اكتر يابسمه مش هأذيهم الاذي ده .. انا جربت شعور اليتم رباني راجل غريب صحيح هو عاملني زي ابنه بس في النهايه مكنش أبويا ..شوفت جاسم ازاي عاش حياته بعد جواز ماما وبعدها عنه 

وتذكر شقيقه الذي رغم مسامحته لوالدته قبل وفاتها الا أنه كان يعاتبها بنظراته اللائمه 

دموعها أخذت في الهطول بصمت تحرك له رأسها وكأنها تخبره انها كانت تعلم ذلك 

لينهض من فوق مقعده ناظرا إليها طويلا قبل ان يرحل من أمامها 

- اسف يابسمه 

عاد من ذلك اللقاء وعندما وجد مرام تجلس تطعم الصغيران بحزن تقدم نحوها ونظر إليها طويلا واتجه بعدها نحو غرفته التي نقل ملابسه إليها من أجل الابتعاد عنها 

.....................................................

نظر ريان الي ريم التي  أتت الشركه كي تقدم استقالتها .. فقد اتخذت قرار انها ستعمل في مكان آخر بعيدا عن كل هذا 

وفور ان دخلت مكتبه عندما استدعاها من شئون العاملين ..جاءت اليه مطرقة الرأس لينظر لها ريان بصمت ثم سألها دون مقدمات 

- زواجك من ياسر بسبب ما حدث ام كنتي تحبيه ريم

فاجأها سؤاله ..لترفع عيناها إليه وتقف الكلمات علي طرف شفتيها ..لحظتها علم ان حديث شقيقته حقيقي هي تحب ياسر وقد جاء كل ماحدث كفرصه 

ليلتف بظهره خافضا رأسه مفكرا ولكن تلك المره ليست بأنانية

- أتمني لكي السعاده ريم

...................................................

ضحك مراد وهو يتأمل رقية التي تجلس بجانب والدته تأكل بغل من طبق الحلوي الذي احضرته لها 

وبعدما نهضت والدته من جانبها كما نهض والده هو  الاخر كي يتركوهم بمفردهم

اقترب منها مراد يجلس علي مقربة منها متسائلا 

- هتفضلي زعلانه كده لحد امتي 

فرفعت شوكتها أمام عينيه تحركها بشراسه وهي تتذكره عندما كان يلتقي بطليقته التي تريده ان يعود اليها بل استنكرت كيف سيتزوج منها 

وعادت صدي جملتها الخبيثه تتردد في اذنيها 

" هتتجوز رقية الطفله اللي ربيتها "

ثم تابعت بتهكم 

" انا دلوقتي عرفت سبب نظراتها ليك وكرهها ليا لما كنا متجوزين "

كلماتها مازال صداها داخلها ولولا احترامها له وتعقلها في ذلك الوقت لكانت اخرجت لها الطفله التي داخلها 

وفاقت من شرودها عندما ألتقط مراد احدي قطع الحلوي من طبقها لتضربه علي كفه بحنق

- ده طبقي علي فكره ..خد من طبقك 

فقهقه مراد عاليا 

- أخيرا سمعت ليكي صوت 

فزمت رقية شفتيها بغضب 

- مش هنسالك لقاءك بيها يامراد 

فتنهد مراد بقوه وقد يأس من شرحه له 

- لو كنت قولتلك اني هقبلها كانت ردت فعلك هتبقي زي كده دلوقتي .. انا نفسي أفهم انتي مضايقه ليه ديه مقابله عاديه ما انا عارف انها أتطلقت من زمان لو كنت عايزها كنت رجعتها 

قالها صارحة كي ينهي ذلك النقاش الذي ارهقه ونهض من جانبها 

- وبتصرفاتك ديه هتخليني أتأكد ان مينفعش احكيلك حاجه

فأخفضت عيناها نحو طبقها بغضب ولكن حديث خالتها أخذ يدور بعقلها 

" ان تنشئ لها كيان داخل قلبه ان تريه رقية المرأة الناضجه وليست الطفله .. مدام تحب فلتربح جولتها "

ونهضت هي الاخري من فوق الاريكه بعد او وضعت طبق الحلوي علي الطاوله التي أمامها وحملت حقيبتها لتتخطاه مندفعه من أمامه 

- رقية انتي رايحه فين ..استني اوصلك 

ولكنها أكملت سيرها دون ان تستمع لندائه ووقفت فجأه وألتفت إليه تطالعه وهو يلتقط مفاتيحه الشخصيه كي يتبعها 

- انا موافقه نتجوز آخر الشهر ... ومنأجلش الفرح تاني 

واكملت سيرها لتفتح الباب وتخرج من منزل خالتها تتنفس ببطئ غير مصدقه ما تفوهت به 

كان مراد مازال واقفا لا يصدق ما أخبرته به للتو ..للتسع ابتسامته وهو يهتف ويلحق بها

- هتجنيني يارقية 

............................................................

وقفت بسمة أمام المرآه ترتدي الفستان الذي اختارته من أجل تلك الليله التي حلمت بها وسقطت دموعها بأنكسار .. كريم رفضها عاد لحياته فاق من غفوته اما هي لا شئ كانت مجرد محطة عابرة عبر من فوقها 

وانسابت دموعها بغزارة وقهر حتي تطلخ وجهها بكحل عيناها ..لتسقط علي الارض تضرب موضع قلبها بآلم

- ليه بيحصل معايا كده ..ليه انا حياتي كده 

ليمر شريط حياتها أمام عينيها ولكن مقطع واحد وقف امامها ماهي أيضا مخادعه كم رجلا دارت حوله وهدمت منازل كانت معمرة .. عاشت تظن أنها مظلومه فقط ولم تفكر انها ظالمه ايضا

........................................................

هبط جاسم من سيارته أسفل بناية والدة زوجته ..فمهرة قررت ان يتناولوا العشاء مع ورد ويقضون سهرتهم هنا معها حتي لا تبقي بمفردها 

وقبل ان يدلف لداخل البناية سمع صوت احدهم يهتف بأسمه ولم يكن الا حسين الذي تقدم منه بترحيب بل واحتضنه شاكرا 

- أخيرا اتقابلنا 

فأبتسم جاسم إليه رغم أنه مازال يشعر بقليل من الغيره منه لأنه كان اول شخص تميل اليه زوجته ولكنه اعتاد ان يسير مع الأمور بحنكة 

- ازيك ياحسين ..عامل ايه في مشروعك

لتتسع ابتسامة حسين فمشروعه قد ربح وبدء اسمه ينتشر بالسوق 

- انا مش عارف أشكرك ازاي .. بعد فضل ربنا عليا لولا مساعدتك مكنتش نجحت 

وربت علي كتف جاسم بحفاوة .. ليبتسم جاسم من فعلته التي تدل علي مدي سعادته وحماسه

- انت قولت ده فضل ربنا 

وبدء يسرد له انجازاته في تلك الفترة ومن تعرف عليهم بالسوق ..وانه انتقل من الحاره هو وزوجته منذ فترة وانتهي حديثهم عندما خرج الحاج إسماعيل والد حسين ينظر إلي سيارة جاسم ورغم أنه رأه بها من قبل الا أنه اقترب من السيارة يتفحصها بعينيه 

- سياره صناعه ألماني 

وظل يدور حول السياره ..ليضحك حسين علي أفعال والده أما جاسم قد اعتاد الأمر 

- ابويا بيعشق العربيات  .. معلش يا استاذ جاسم 

فأبتسم جاسم إليه وهو ينظر للحاج إسماعيل 

- انا اتعودت علي كده منه ..ربنا يباركلك فيه 

وانصرف بعد ان صافح حسين متمنيا له التوفيق 

ليدق علي باب الشقة ..لتفتح له مهرة الباب وتحتضنه 

- اتأخرت كده ليه.. انا شوفت عربيتك من نص ساعه 

فأبتسم وهو يردف للداخل مطالعا الشقه ..ناظرا الي ورد التي خرجت من المطبخ

- ازيك ياورد

فبادلته ورد السلام وعاد ينظر لزوجته يخبرها الاجابه التي تنتظرها

- طلعت لاستاذ عادل ومدام صفاء اطمن عليهم الأول 

فحركت مهرة رأسها بتفهم .. ثم نظر إليها والي ورد التي وقفت تضحك علي شقيقتها 

- مين اللي عمل فيكوا الاكل 

وأشار لورد وهي يعلم ان في النهايه ستكون ورد هي من فعلت الطعام 

- اكيد ورد.. انا عارف قدرات مراتي  

فضحكت ورد وهي تري نظرات شقيقتها نحو زوجها وكأنها تتوعد له 

- لاء ياجاسم انت كده ظلمت مهرة ..ده هي اللي عملت كل حاجه انا المرادي كنت بشجع بس 

فضحك وهو يدور بعينيه بينهم 

- يعني طلعت انا كده ظالم .. آسفين ياحببتي 

ومسح علي وجهها وهو يضحك من طريقة وقفتها الملتوية ونظراتها الممتعضة

- خلاص هقدم اعتذار لنقابة المحامين كلهم ..عشان ترضي عني ..حلو كده 

كانت ورد تقف تطالع مشاكستهم بسعاده وحنين الي زوجها متذكرة لحظاتهم السعيدة 

وضحكت وهي تجد شقيقتها تجذب جاسم نحو المطبخ بعد ان جعلته يخلع سترته

- عقابا ليك هتعمل السلطه 

وجاسم يلتف لورد حانقا منها

- ورد تعالي انجديني من اختك الشرسه 

وفي النهايه وقفت هي تقطع السلطه وهو يقف خلفها يبتسم بزهو 

- طيبه وقلبك ابيض ياحببتي .. ياسعدك وهناءك ياجاسم 

وفجأه وجدها تحمل الأطباق وتضعها بين يديه 

- خد بقي جهز السفره ياحبيبي ... انا عفوت عنك في السلطه اه .. بس انت اللي هتحط الاكل 

وتأوهت بآلم بعد ان ضرب جبهته بجبهتها 

- أنا جاسم الشرقاوي يتعمل فيا كده 

فردت له ضربته بخفه علي جبهته فقد كان مازال مائل نحوها 

- بلاش غرور ونافخة كدابه .. ما انت في الاخر اتجوزتني 

ليضحك بصخب حقيقي علي كلماتها 

- عندك حق صومت صومت وفطرت...

وقبل ان يكمل باقي تعبيره نظرة له بشراسه 

- جاسم 

ليبتعد عنها بوداعه ممسكا الاطباق يخرج بها من المطبخ .. وفور ان وجدته ورد أمامها تقدمت منه كي تأخذ الاطباق 

- بلاش ياورد لتعمل لينا محضر 

وأنقضي اليوم بمتعته وضحكاته حتي أنهم حادثوا مرام التي كانت ستبكي أمامهم ولكن تمالكت نفسها حتي لا يشعر جاسم بشئ 

واكتمل نهاية ذلك اليوم بآخر شئ كانوا قد توقعوا حدوثه 

لتقف ورد مصدومه وهي تري ليليان وجواد وامرأة أخري تعلم هويتها " عائشة " 

فآخر شئ كانت تتوقعه عندما اتجهت صوب الباب لتري من الطارق وفاقت من صدمتها علي صوت جواد

- ورد اشتقت لكي  وللنونو الجديد

واندفع نحوها يعانقها ..فأنحنت نحوه سريعا تعانقه وتقبله علي وجنتيه وهو يخبرها أنه أتي كي يأخذها وهمس بأذنها حتي لا يسمعه احد

- خالو أصبح نحيف ولحيته كبرت كثيرا ودوما غاضب 

كان صوته مسموع رغم أنه حرص علي ان لا يسمعه أحد فحتي مهرة التي تقدمت بترحيب من ليليان وعائشه سمعت ماحدث وضحكوا علي دعابته التي هي الحقيقه

لتعتدل ورد في وقفتها تحتضن ليليان بشوق ..اما عائشة وقفت تطالعها بخجل .. ثم اقتربت منها مطأطأة الرأس 

- أسفه ورد 

.........................................................

طالعت مهرة الطريق بسعاده وهي لا تصدق تلك المبادره الجميله من أهل كنان 

- كده ورد هترجع معاهم ..انا مبسوطه أوي أنهم بيحبوها 

فنظر إليها جاسم بطرف عيناه وهو يقود سيارته ..فقد كانت مفاجأة غير متوقعه 

- فعلا خطوه حلوه منهم ..

ورغب في ممازحتها قليلا 

- كويس أنك مقولتيش اقعد معاهم ..وروح انت ياجاسم 

فأبتسمت وهي تحدق به بمشاكسه 

- واسيبك ياحبيبي ده حتي عيبه في حقي ..ده انا واخده منك فلوس الصبح .. لاء انت ليك أسبوع عندي دلع وحاضر ونعم 

ليلتف نحوها بعبوس مصطنع 

- وانا اللي كنت فاكر حاجه غير كده ... ده المتوقع منك ياحببتي 

ثم ضحك وهو يطالع الطريق بتركيز

- ياريت متبقيش صريحه اوى واكدبي عليا 

............................................

وقفت ريم تطالع الكارت الذي أعطاه لها ريان من أجل وظيفه بشركة أخرى .. ففي آخر لقاء لها معه بالشركه وقبل ان تخرج من غرفة مكتبه .. قدم لها الكارت مدام لم تعد ترغب بالعمل هنا .. وابتسمت وهي تشكره داخلها علي مساعدته التي لن تنساها قط .. وتقدمت نحو مبني الشركه من أجل مقابله العمل 

وبعد ساعه كانت تخرج من الشركه بسعاده حقيقيه غير مصدقه انها حصلت على تلك الوظيفه بسهوله 

ووقفت ساكنه بعد ان سمعت صوته يهتف بأسمها 

- ريم انتي بتعملي ايه هنا

فألتفت نحوه ويبدو عليه انه كان بنفس الشركه من أجل إجتماع ما واجابته ببساطه

- كنت بقدم علي شغل فيها واتقبلت الحمدلله

لينظر لها ياسر بضيق 

- قولتلك مافيش شغل غير معايا وبس غير كده لاء

دام الصمت للحظات قبل ان يرى فتاة أخرى أمامه غير ريم التي يعرفها 

- وانا هشتغل هنا ومش هفضل البنت المنطوية اللي مستنيه حماية  وكرم اخلاق حد يااستاذ ياسر 

وانصرفت بعدها من أمامه .. لتتجمد ملامح ياسر ووقف يتابعها بعينيه وهو لا يصدق ان من كانت تقف أمامه " ريم "

...............................................................

نظر عمار إلى رفيف التي تجلس أمامه بعدما انصرف الضابط الذي كان يلتهمها بعينيه 

- ارايت عمار من يقف امامي افعل ماذا به

فنظر لها عمار بنفور وغضب 

- كنت حاسس انك وراها ..بس ليه كل ده عشان رغبة حقيره 

فوقفت رفيف علي الفور وتقدمت منه 

- أريد الزوج منك عمار ..انا أريدك 

ليبصق عمار جانبه فلم يعد يتحملها 

- ده ايه البجاحه اللي انتي فيها ..روحي اقضيلك ليلتين مع راجل غيري 

فتجمدت عيناها تطالع اشمئزازه منها ومازادها الا رغبه أكثر به

- انقذ نفسك من السجن عمار وإلا اجعلك تقضي بضعة سنوات به ..وتذكر شقيقتك 

وعندما ذكرته بشقيقته لمعت عيناه بجمود 

- اوعى تقربي منها 

وقبض على عنقها بقوة حتي اختنقت 

- عمار يكفي ..سأموت 

ليدفعها عنه متمتما وقد لمعت عيناه بقسوة

- موافق اتجوزك

...........................................................

وفي نفس التوقيت كانت تردف داخل مكتب ريان شقيقة عمار تلتقط أنفاسها بصعوبه بعد ان اقتحمت مكتبه وسكرتيرته الجديده تردف خلفها قائلة بخوف 

- اطلبلها الامن يافندم 

فصرخت بهم علياء بضيق 

- اختك هي  السبب 

وتقدمت من ريان بأعين حاده 

- اخويا في القسم دلوقتي بسببها ..طلعته حرامي منكم لله 

ليقف ريان مصدوما مما يسمع هاتفا بحنق اسم شقيقته

- رفيف 

وأشار لسكرتيرته بأن تنصرف فيكفيه فضائح منها .. لا تريد ان ترحل من مصر ولكن يبدو انها تريده ان يبعثها غصبا حتى لو ربطها بالحبال 

- انت يااستاذ .. انتوا مش تيجوا من بلدكم وتقرفونا خد اختك عديمة الحيا ديه وربيها 

ليلتف إليها ريان مصدوما مما يسمع وكأنه بالسوق 

- صوتك مزعج يافتاة 

لتلوي علياء شفتيها بأستياء 

- مزعج  وفتاة ايه نشرت الأخبار اللي خرجتلي منها 

ليحتقن وجه ريان واجلسها عنوة علي أحد المقاعد امامه 

- قولي ما عندك لاسمعه وارحلي 

لترفع علياء رأسها نحوه تستنكر الحديث معه فهو وكأنه مترجم للغة العربيه التي لا تسمعها الا في برامج الكرتون 

- قولي وارحلي 

نطقت كلماته بتهكم .. وأخذت تخبره بجدية عن فعلت شقيقته وما فهمته من المحامي الذي وكلته لشقيقها

لينظر لها ريان وقد بدء يفهم لعبة شقيقته .. تريد ان تساوم الرجل علي الزواج منها 

وزفر أنفاسه بقوة لتهتف هي

- هتطلع راجل جدع وتساعد أخويا مش كده

فحدق بها ريان وهو لأول مره يري فتاة مثلها تتحدث وكأنها أتية من الشارع 

- اتمنى الا اسمع صوتك..  اذا سمعته لن أفعل لكي ولشقيقك شئ 

فوضعت علياء بيدها سريعا علي شفتيها تحت نظراته المتفحصه لها 

................................................

صرخت سهير بأكرم الذي يطالبها بأن تنفذ وصية والده وتعطي شقيقاته حقهم

- ياماما حرام عليكي ده حقهم 

لتنهض سهير من فوق مائدة الطعام حانقه 

- حق مين .. ده حقكم انتوا ..كل الخير ده من فلوس ابويا ..ابوكم مكنش حيلته حاجه انا اللي كبرته وساعدته 

وانصرفت من امامه تتمتم ببعض الكلمات... ليقف أكرم مصدوما حتى موت والده لم يؤثر بها الا بضعة أيام وقد عادت والدته إلى طباعها 

ليجد كرم يردف المنزل هاتفا بضياع

- صباح الخير يااخي العزيز 

فأقترب منه أكرم يشم أنفاسه ..ليجد رائحه الحشيش تفوح من ملابسه وانفاسه 

- يا اخي اتقي الله في نفسك ..ابوك لسا ميت وانت راجعلي الصبح ولا علي بالك 

فدفعه كرم بخفه واتجه نحو غرفته غير مباليا بشئ

- الحزن في القلب مش في المزاج 

ليتنهد أكرم دون رضي عن حال شقيقه وهو يتمني ان لا يفيق بعد فوات الآون ف النصح أصبح لا يفيد معه

............................................

يومان مروا على وجود شقيقة كنان وليليان وجواد بمصر  وقرروا التجول قليلا في البلد ثم يرحلوا ب ورد لتركيا فقد قررت ورد الا تطيل البعد اكثر من ذلك خاصة بعد قدومهم اليها وخصوصا جواد وكانت مهرة ترافقهم جولاتهم 

لتهبط الدرج بعد ان ارتدت حذاء مريح لجولة اليوم 

واقتربت من جاسم وقد كان يرتشف من فنجان قهوته الصباحي ويطالع الجهاز اللوحي الخاص به يتفحصه وانحنت نحوه تقبله علي وجنته 

- صباح الخير ياحبيبي 

فأبتسم لها وترك الجهاز من يده 

- صباح الخير 

ثم سألها بأهتمام

- جولتكم فين النهارده

وقبل ان تخبره عن وجهتها... صدح رنين هاتفه ليتلقط الهاتف ويتحدث وهو ينهض من فوق مقعده

- ثواني يا ياسر خليك معايا 

وأتجه نحو غرفة مكتبه وأردف داخلها ..ليتأكد من وجود ملف ما لديه 

وتذكرت حفلة أمس التي دعوي إليها .. وجائها فضول ان تنظر في الجهاز اللوحي وتتفحصه قليلا 

لتقع عيناها علي بعض الصور المبعوثه لحسابه الشخصي فلم تهتم بأمرهم الا صوره واحده .. زوجها يضم خصر نرمين بذراعه ونرمين تعانقه وكأنها تخشي السقوط 


 الفصل الخمسون والواحد والخمسون من هنا    

لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات