رواية الماسة المكسورة الفصل السادس والاربعون 46 ج1 بقلم ليله عادل

رواية الماسة المكسورة

الفصل السادس والاربعون 46 ج1

بقلم ليله عادل


{~"إياك أن تغُرك تلك الليالي الدافئة ويعميك عشقك الأعمى، فكن دائمًا على يقظة، فلن تعلم من أين ستأتي الصفعة ''~} 

            [بعنوان: ليالي العشق الدافئة]


نانا: انا حامل.


عزت بصدمة: إنتي بتقولي ايه؟


نانا بجمود: زي ماسمعت.


عزت وهو يعقد حاجبيه قال بجمود: إنتي أكيد بتهزري، أو لعبة أومقلب من مقالبك .. 

أقترب منها ونظر داخل عينيها بقوة تعكس هيبته. أكمل..ويستحيل تكون حقيقة يانانا.


نظرت نانا داخل عينيه وقالت بثبات: للأسف ياباشا هي دي الحقيقة، أناحامل في الشهر التاني!!!


عزت بتعجب: وبتقوليلي ليه يانانا !! تفتكري مثلا هقولك خليه!! إنتي عارفة كويس إللي بينا بدايته أيه ونهايته ايه ولو كنت سمعت كلامك زمان وتجوزتك فتاكدي أنه بمزاجي.


نانا بإستخفاف: أمال فين بقى بحبك وياريتني عرفتك من زمان وإن إنتي رجعتيلي صبايا وشبابي وبنسى همي في حضنك وإن فايزة بقت ضاغطة عليا ولولا الملامة كنت طلقتها.


عزت بتوضيح: ومين قالك إن كل إللي بقوله ده مش حقيقي!! هو حقيقي، بس مش لدرجة نجيب أولاد! ده إنتي حتى عاقلة! إتجننتي ليه؟


نانا بشيطانية: متقلقش ياباشا أنا لسه عاقله متجننتش، أنا مش غبية،عشان أكتب نهايتي بإيدي، أناكنت هنزله لأني عارفه كويس إنك يستحيل تقبل إني أخليه.


عزت بتعجب: أمال كنتي بتجربيني بتختبريني يانانا بتختبري عزت الراوي.


نانا بخنوع: أنامقدرش يا باشا.


قرب عزت وجهه من وجهها بشدة مركزا النظر داخل عينيها بقوة، قال بتحذير: أوعي تلعبي معايا تاني عشان إنتي إللي هتخسري في الآخر.


بدأ بالتحرك لكنه توقف عندما أستمع الى حديثها.


نانا: مرات سليم حامل.


استدار بجسده لها وعلى ملامح وجهه الإستغراب أكملت: أصلها متابعة مع الدكتورة إللي كشفت عندها، شوفتهم بالصدفة، سألت السكرتيرة وقالتلي إنها داخلة على الثالت أقول لفايزة ؟ خبر زي دة ممكن آخد عليه طقم سوليتير.


عزت: متأكدة.


نانا بيقين:طبعاًمتأكدة وعارفين من زمان ومكنتش أول زيارة ليهم.


عزت بتعجب: أمال سليم مخبي ليه؟


نانا: يمكن عرف إن أنتم كنتم ورا إجهاضها المرة إللي فاتت عشان كده خايف يعرفكم.


عزت: يستحيل لو كان عارف أو حتى شاكك كان حرق القصر بينا، سليم ده دماغه محدش يعرف يفهمها ولاويعرف بتفكر ازاي؟! ومهما فضلتي تدوري مش هتوصلي لحاجة، هو أكيد مخبي لسبب!! ايه هو بقى لازم نعرف، المهم متقوليش دلوقت استني شوية، وأنا هقولك امتى بالظبط تقوليلها، وياريت تخلصي من موضوع حملك ده بسرعة. 


هزت رأسها بموافقة مرر عينه عليها وتركها وانصرف 

كانت تنظر نانا لإثارة بضيق وضجر

❤️______بقلمي_ليلةعادل______❤️


فيلا هبة وياسين، الساعة الرابعة مساءً.


اليفينج روم 


نشاهد هبة تجلس على الأريكة وهي تشاهد التلفاز، بينما كان ياسين يجلس على المقعد، يقرأ في أحد المجلات بتركيز.


هبة بدلع: ياسو، بتشوف سليم؟


ياسين، وعينيه في المجلة: آه، طبعًا، يجي الشغل كل يوم عادي.


هبة بحيرة: ماسة مختفية خالص الفترة دي، وكل ما أقول لها تيجي نخرج، تقول لي؟! مش فاضية، تعبانة، عندي مذاكرة، طب تعالي لي البيت، ترد بذاكر. بصراحة كنت هقول لها هاجي لك أنا، لكن اتكسف، أصل لو هي كانت عايزاني اروح لها، كانت قالت لي تعالي، حسيت إني هبقى ثقيلة لو قلت لها هاجي لك، حاسة إن هي متغيرة معايا، بس عارف، كلمت البنات وقالوا لي إن هي برده معانا كده، مش عايزة تخرج، حتى سوسكا، وعلى طول بتذاكر.


ياسين نظر لها: يمكن فعلاً مشغولة في الدراسة عشان امتحانات الثانوية العامة، وبعدين ماسة، أنتِ عارفة ما شاء الله عليها، أول ما الدراسة بتبدأ، تحسيها بتدخل نفسها في معسكر مغلق.


هبة بتأييد: آه، صح، ده الطبيعي بتاعها، بس حاسة إن المرة دي مزوداها قوي. 

صمتت لوهلة وأضافت: "بصي، أنا هكلمها وهقنعها نخرج.


رفعت هاتفها وأجرت مكالمة لماسة. وبعد قليل أتاها صوت ماسة من الجهة الأخرى وهي متمدد على الأريكة في اليفينج روم. 


ماسة بشوق: ألو، عاملة إيه يا هبوشة يا حبيبتي؟ وحشتيني موت!


هبة بمرح: بس يا كذابة! أنا لو وحشتك كنتِ جيتي شفتيني أو كنا خرجنا، ده أنا بقالي شهر ونص بتحايل عليكي نخرج، إيه أنتِ ما زهقتيش يا بنتي من قعدة البيت؟ فين ماسة اللي كان كل يوم والتاني تقول لي 'تعالي نخرج؟


ماسة، مبتسمة بخفوت: دي كانت أيام ما كنت فاضية، وما كانش ورايا ثانوية عامة. أنتِ أكيد عديتِ عليك المرحلة دي.


هبة بعقلانية: يا بنتي، تعاملي مع الموضوع عادي، امتحانات زي أي امتحانات. وأنتِ ما شاء الله عليك شاطرة، ما يتخافش عليكي. أنتِ لو فضلتي مخوفة نفسك كده مش هتعرفي تحلي.


ماسة: هحاول والله، بس ما تزعليش مني بجد.


هبة: لو مش عايزاني أزعل منك، تعالي نخرج! بجد يا ماسو، أنتِ وحشتيني اوي، لازم تخرجي وتطلعي من القعدة اللي حبستِي نفسك فيها دي، عشان تغيري مودك وتعرفي تحلي (بمزاح) ولا سليم حبسك؟


ماسة، بسرعة: لا، والله العظيم ما حابسني. أنا فعلاً منع نفسي من الخروج. معلش، كلها كم شهر وهخرج.


هبة: لا، ما ليش دعوة، هنخرج يعني هنخرج. لو ما خرجتيش يا ماسة، والله هزعل منك. ساعتين مش هيأثروا في حاجة. أو تعالي لي!


صمتت ماسة للحظة، ونظرت إلى بطنها التي كبرت قليلاً. كانت تريد الخروج، لكنها خائفة أن تكتشف هبة خبر حملها الذي أجبرت على إخفائه بسبب مخاوف سليم كثيرة. تنهدت، وقالت.


ماسة: طيب خلاص، هنخرج... بس خليها الأسبوع الجاي.


هبة: خلاص، ماشي. يوم السبت، إيه رأيك؟


ماسة: اتفقنا.


هبة: سلمي لي بقى على سليم كثير.


ماسة: الله يسلمك يا حبيبتي. وأنتِ سلمي لي على ياسين. يلا، باي.


أنهت هبة المكالمة وهي مبتسمة: أهو، أقنعتها!"


ياسين، بابتسامة: برافو عليك! مين قال لك إنك مش بتعرفي تقنعي حد؟ 


ثم تابع، وهو يغلق المجلة ويضعها جانبًا: حبي، وإحنا مش هنقعد في القصر شوية؟ ماما كلمتني النهارده وبتسأل.


هبة، وهي تنظر إليه بتردد: مش عارفة... خايفة. مامتك مش طايقاني.


ياسين، مقتربًا منها: ما تقوليش كده. ليه مش هتطيقك يعني؟ هي أصلًا عملية شوية، فبالتالي أحيانًا بنحس إننا مش عارفين نتعامل معاها. بس ده مش معناه إنها مش بتحبك.


هبة، بتفكير: طيب، إيه رأيك؟


ياسين: خلينا نرجع كم يوم نقعد هناك، نجرب، ولو حسينا إن الأمور مش مريحة، نبقى نرجع، إيه رأيك؟


هبة، بعد لحظة تفكير: ماشي، نجرب.


ياسين، مبتسمًا: كده الكلام. يلا، نرتب نفسنا.


فيلا سليم وماسة الثامنة مساءً 


غرفة النوم 


نشاهد أجواء شاعرية بسيطة: شموع مضاءة وبتلات ورد متناثرة على الفراش، مع إضاءة خافتة تضفي على المكان دفئًا وانسجامًا، بينما تعزف موسيقى هادئة في الخلفية. يظهر سليم مرتديًا ملابس منزلية، واقفًا أمام طاولة مُرتبة عليها الطعام. يتفحص التفاصيل بعناية للتأكد من أن كل شيء مثالي. يبتسم برضا، ثم يتجه خارج الغرفة نحو الطابق السفلي، متوجهًا إلى غرفة المكتب.


مكتب سليم.


كانت تجلس ماسة خلف المكتب تذاكر وترتدي ملابس منزلية.


سليم: قطعة السكر لسه مخلصتيش.


ماسة بزهق: هي المذاكرة بتخلص.


اقترب منها وسحب القلم والكتاب من يدها.


سليم: طب كفاية النهارده أرتاحي.


ماسة برفض: مش هينفع تعال سمع لي.


سليم: لاخلاص كفاية مذاكرة بكرة كملي.


سحبها من يدها وتوجه بها إلى غرفتهما


_غرفة النوم


فور دخولهما الغرفة، أخذت ماسة تمرر عينيها فى الأركان بإبتسامة جميلة.


ماسة بتعجب: ايه إللي انت عامله ده؟


سليم بإبتسامة: بأحتفل بالإفراج.


ماسةبإستغراب وهي تعقد حاجبيها: إفراج إيه.


سليم: مش الدكتور النهارده قالت خلاص إنت إفراج ياسليم.. وغمز لها.


فطنت ماسة لما يرمي إليه: اااه فهمت.


اقترب منها بشدة وأحاط خصرها بذراعيه: بنظرات عاشقة: وحشتيني أوي.


مال برأسه قليلاً ووضع قبلة على خدها أكمل: تعالى شوفي عملك ايه؟


ساعدها في الجلوس على الأرض على شلت أمام الطاولة وجلس بجانبها.


سليم ,:على فكرة أنا إللي عملت الأكل ده بايدي 

يارب يعجبك.


ماسة بدلال: امممم ده دلع جامد بقى.


سليم: لازم دول شهرين ونص ده أناكنت خلاص قربت أنحرف.


ماسة بمزاح محبب وهي تتك على الكلمة: تنحرف ياحرام، دي الحالة صعبة خالص. 


سليم وهو يقترب منها بشدة بنظرات مغرية: أه والله خالص خالص يعني لازم تعوضيني.


ماسةتبسمت: سلامتك.. سبني بقى أدوق المكرونة.. أمسكت الشوكة وبدأت بتناول الطعام مممم لا لذيذة تسلم ايدك.


سليم: ميرسي يا عشقي..


ماسة: يلا افتح بوقك.


وأخذا يتناولان الطعام و يتبادلان الأحاديث بحب...

بعد الإنتهاء.


ماسة: الحمدلله تسلم إيدك المكرونة والفراخ حلوين أوي.


سليم: ألف هنا يا روحي.


نهض سليم وساعدها بالوقوف


ماسة: هروح أغسل أيدي.


سليم: هاجي معاكي.


توجها الى المرحاض وبعد دقائق خرجا.


سليم: ايه رأيك نرقص.


ماسة: يلا.


شغل سليم إحدى الأغاني على هاتفه وربطها بمكبر الصوت، ثم أحاط خصرها بذراعيه، بينما أحاطت هي رقبته بذراعيها. أسندا جبينهما على بعضهما، واختلطت أنفاسهما، وبدأا في التمايل على أنغام الأغنية بعشق وهيام... ومع انتهائها.


سليم: كان بقلنا كتير أوي مرقصناش سوى ولا قضينا وقت حلو سوا،، تيجي نسافر.


ماسة بحماس: موافقة نروح اليونان ولا قولك سويسرا.


سليم: حاضر.


مرّر ظهر أصابعه برفق على وجهها، مركزًا نظره في ملامحها بعيون متسعة وبؤبؤ ثابت، وكأن الزمن توقف في تلك اللحظة. كانت عيناه تتحدث بصمت، تنقل كل ما يعتمل في قلبه من مشاعر. دقات قلب ماسة بدأت تتسارع بشدة، وأنفاسها تعلو وتنخفض تحت تأثير نظراته التي حملتها بعيدًا إلى سماء العشق، محلقة بسعادة كعصفور كناري يرقص فرحًا في موسم الربيع.


بدأ سليم يقترب ببطء، خطوة بخطوة، حتى لامست شفتيه شفتيها. تبادلا قبلة عاشقة مفعمة بالحب والهيام، كأنها أغنية صامتة تعزفها قلوبهما. بعد لحظات، ابتعد قليلاً وأخذها بين ذراعيه بشوق لا يُقاوَم، هامسًا بحنان:


سليم: وحشتيني أوي أوي.


حملها بين ذراعيه وتوجه بها إلى الفراش، ثم وضعها عليه بحنان. اقترب منها وتمدد بجانبها على أحد جانبيه، قرب وجهه من وجهها. بدأ بنثر قبلاته الحارة على وجنتيها، ومرر كفه على كتفيها، وقبل أن تلامس شفتيه.


عبس وجه ماسة قليلاً، إذ كانت هناك رائحة تضايقها. قالت:سليم، إيه الريحة دي؟


ابتعد سليم قليلا وعقد حاجبيه بإستغراب: ريحة ايه؟


ماسة: مش عارفة البرفن بتاعك تقيل أوي.


هز سليم رأسه بنفي؛ لا ،بعدين ده البرفن اللي بتحبيه.


ماسة: مش عارفة حاسة إنها تقيلة ومش طايقة ريحتها. 


سليم وهو يشم نفسه: لا طبيعي العادي.


ماسة: لاصعبة خنقاني أوعى.


سليم بشوق: طب خليكي بس معايا شوية، بقولك وحشتيني. 


حاول الاقتراب منها مرة أخرى 


أبعدت ماسة رأسها قليلاً قالت بتعب: سليم أنا تعبانة وعايزة أنام ومش طايقة الريحة دي اوعى.


سليم بتعجب: تنامي!!! 


ماسة باعتذار: اممم آسفة.


سليم بتذمر: يعني بعد كل الأجواء دي وبقولك وحشتيني وشهرين ونص بعيد عن بعض وتقولي برضو هنام.


ماسة بتعب: أصلاً مش قادرة، وريحة البرفن خنقني أوي.


سليم: طيب ..


خلع التيشرت وألقاه بعيدا وهو يقول: وادي التيشرت للي ريحته مضايقاكي. 


نظر لها سليم بنظرات عاشقة جذابة وهو يمرر عينه عليها بتحديق، بلمسات حارة محاولا إذابتها، وضع قبلات متفرقة على عنقها ووجنتيها بعشق.


سليم بنبرة ناعمة: يعني سليم ماوحشكيش ها. 


ماسة وهي تدفعه بهدوء بعيد عنها: وحشني بس بجد مش قادرة أوعى بقى سبني أنام.


رفع سليم رأسه قليلا بمزاح محبب: على فكرة بقى أنا هنحرف وهخونك.


ماسة بلا مبالاة: ماشي.


سليم بتعجب اتسعت عينه: مش فارق معاكي!! 


ضحكت ماسة: لا، فارق بس عايزة أنام.


سليم: ده أنا عملك أجواء شاعرية وعملك أكل بايدي كل ده محركش المشاعر خالص.


ماسة بمرح: ما أنت أخدت بوسة وحضن ورقصنا كفاية عليك كدة.


سليم بمزاح محبب: طب ماتكملي جميلك وبطلي غلاسة ارفقي بحالتي.


ماسة: سليم إنت بقيت رغاي أوي، بقولك ايه اطلع بره بجد ريحتك صعبة خنقتني مش قادرة أتنفس عايزة أرجع .. وأعطته ظهرها.


نظر لها سليم وهو يزم شفتيه بمزاح: أطلع بره كمان ،أنا أهو بقولك هانحرف.. الحقيني.


ماسة نظرت له: وأنا بقولك انحرف يا سليم، بس متنحرفش هنا متبقاش خاين وظالم هاا بليز .. هههههه.


سليم: هههه انتي بتهزري كمان 


ماسه: أمال أسيبك تهزر لوحدك يعني. 


سليم وهو يضحك:لا.


ماسة: بس كدة تصبح على خير وميرسي على الأجواء واطلع بره بجد شوفلك حل في الريحة دي وتعال. 


عدلت ماسة من جسدها ونامت..


عبس سليم وجهه بمزاح واخرج شفتيه السفلية بتزمر، امسك الورد من على الفراش: طب الورد !!.


تنهد بقلة حيلة..العفو يا عشقي.


لم تمر سوى دقائق حتى غفت ماسة في سبات عميق. أخذ سليم يمرر عينيه عليها بابتسامة جميلة، فبالرغم من شوقه الكبير لها، إلا أنه كان يقدر جيداً ما تمر به خلال شهور حملها، ذهب سليم الى حديقه جلس مع مكي وتبادلوا الأحاديث لوقت ثم عاد إلى الغرفة ونام.


(بعد عدة ساعات)


-كان سليم يغط في سبات عميق ويضع يده على خصر ماسة بينما ماسة مستيقظة بجانبه تحرك عينيها، رفعت يده من عليها ونهضت وتوجهت إلى الطابق السفلي حيث المطبخ فتحت الثلاجة وأخرجت طعام


ـ على اتجاه آخر عند سليم


_كان سليم مازال مستغرقا في نومه مد يده من أجل أن يضعها عليها وجد الفراش فارغاً !! 

فتح عينه ليتأكد من عدم وجودها ثم قال بصوت.


سليم: أكيد نزلت تأكل.


تنهد ونهض وأرتدى شبشبه وتوجه الى المطبخ، فور دخوله وجد ماسة مخرجة الكثير من الطعام وتتناوله.


سليم معلقاً: أكل الليل ده غلط.


ماسة بجمود: قول لبنتك.


توقف سليم أمامها من الإتجاه الآخر للطاولة: حاضر هقولها.


سليم: مش قايلك أكتر من مرة قوليلي لما تنزلي مافيش سمعان للكلام.


ماسة بتعجب: أقولك ليه ما أنا معاك في نفس المكان.


سليم: قولي وخلاص وقولي حاضر.


ماسة بمهاودة : حاضر.


انتبه سليم أنها تتناول الطعام بضيق كأنها تتناوله رغماً عنها.


سليم: مادام قرفانة بتاكلي ليه؟


رفعت ماسة عينيها نحوه بعين اغرورقت بالدموع: أصلي نفسي في همبرجر بالكاتشب ومش عايزه الأكل ده، بس جعانه.


سليم: برجر بالكاتشب.


ماسة وهي تزم شفتيها كالأطفال وتبكي: اممم.


سليم هو يمسك ضحكته: هو إنتي ليه بتعيطي؟


ماسة مسحت دموعها: مش عارفة.


سليم بمزاح لطيف: طيب يلا تعالي نلبس عشان أكلك برجر بالكاتشب ولاهمبرجر بالكاتشب.


ماسة بضيق ضربت على كتفه: بطل رزالة..ارتسمت على شفتها ابتسامة واسعة كالأطفال: طب هنلاقي محلات مفتوحة الساعة2


هز سليم رأسه بنعم: هفتحلك واحد مخصوص، أنامقدرش أشوف قطعة السكر نفسها في حاجة ومحققهاش يلا.

💕___________بقلمي_ليلةعادل 


أحد مطاعم البرجر الثالثة صباحا. 


في أجواء شتوية باردة نشاهد سليم وماسة يجلسان على المقاعد ويتناولان السندوتشات وكان الحراس بجانبهما وعشري.


ماسة بمزاح: تصدق فايدة بردو إن الواحدة تتجوز واحد له منصب كبير، ويفتحلها الأبواب المغلقة 


سليم وهو يتناول الطعام: شوفتي بقى، قدري قيمتي.


ماسةبدلال: ما أنا مقدراها ياكرميلتي.


سليم وهو ينظر على شارع من حوله: بس ليه تاكلي في الشارع مدخلناش جوه ليه، برد عليكي.


ماسة: مش عارفه حسيت هنا أحلى ..

نظرت له بتأثير على وشك البكاء: لو إنت مضايق ندخل جوه.


تبسم سليم ومد يده ومسح على وجنتها بحنان: لا يا عشقي طلباتك أوامر، الحمل مخلكي حساسة أوي مرهفة المشاعر .


مد سليم يده وأعطاها ساندوتش أخر 


تناولته ماسة منه: ليه هو أنا مكنتش بحس زمان.


أجابها سليم مسرعا: لالا بس أقصد زيادة شوية قوليلي مش نفسك في حاجه تانية.


عضت ماسة أسفل شفتيها بخجل: اممم.


سليم: أوامرك يا ماستي.


ماسة: عنب أحمر.


سليم: بس كدة.


أشار بيده للحراس اقترب عشري.


عشري: أمرك يا كينج.


سليم بجدية:.حالا ياعشري تقلب مصر على عنب أحمر.


عشري: بس الدنيا ليل ومفيش محلات ومش موسم و.. 


قاطعه سليم بنظرة حادة غامت بالسواد قائلا بشدة: يعني إيه مش هتعرف تجيب؟!


عشري: ساعة وهيكون عندك يا باشا.


رحل عشري مسرعاً.


ماسة بمزاح: ههههه بقولك عندك استعداد للتحول في أقل من ثانية، فظيع.


فجأة تبدلت ملامحها بتأثر شديد كانت على وشك البكاء.


سليم متعجباً: في ايه!حصل ايه مالك؟


ماسة بحب ودموع: شكراً ياحبيبي، أنا تعباك معايا أوي. 


بدأت دموعها تتساقط أكملت: كان ممكن تطنش وتقولي بكرة وأنا راجع، بس صحيت من نوم وجبتلي اللي عايزاه مع إني سبتك ونمت بعد المفاجأة الحلوة إللي عملتها. شكراً أوي هو أنا بعيط ليه ؟


سليم هو يحاول كتم ضحكته بأقوى قوة لديه مسح على كفها: عشقي، يعني لو أنا محققتلكيش إللي نفسك فيه مين يحققهولك !! إنتي طلباتك أوامر عندي ياقطعة السكر. مسح دموعها بحنان ...

ودموعك اللي زي الماس دي مش عايز أشوفهم تاني.


ماسة بعشق: أنا بحبك أوي أوي.


سليم بعشق أكبر: وأنا بموت فيكي. 


ماسة، وهي تنظر إلى ما بين يديه: هو أنت هتاكل الساندويتش ده؟


سليم ابتسم: لا، كليه إنتِ، ألف هنا.


ماسة بلطف وهي تتناول الطعام: سليم، بقولك إيه، أنا هقول لماما إني حامل، وهقول لهبة كمان. مش هينفع افضل مخبيه عليهم اكتر من كدة، أنا داخلة على الشهر الثالث، وأنا آسفة، مش هينفع، بجد أنت مش عايز تقول لاهلك؟ انت حر، لكن أهلي لا، وما تقليش بقى عن خوفك والاحساس إللي عندك، عشان مش داخل دماغي ولا هفهمه. إذا كنت قررت تمشي وراء وساوس الشيطان، براحتك، أنا مش هعمل زيك.


سليم بهدوء: إنتِ عايزة تفهميني إنك لحد دلوقتي ما قلتلهمش؟


نظرت له ماسة للحظة بتوتر، وعادت بخصلات شعرها للخلف، وابتلعت ريقها. مد سليم يديه، ورفع وجهها قائلاً بابتسامة: على فكرة، كنت حاسس إنك هتقولي لهم، عارف، إنتِ ما تقدريش تخبي عن والدتك وسلوى حاجة.


ماسة: بس لسه ما حكيتش لهبة. أصلاً بحاول على قد ما أقدر أتهرب من الزيارات والخروج.


سليم: بلاش هبة، عشان ممكن تقول لياسين.


ماسة: لا، مش هتقول لحد، أنا هاخد منها وعد، أنا هخرج مع هبة كمان يومين.


سليم.تنهد بضيق: طيب.


ماسة: شكراً يا كراملتي 


_ سيارة سليم الخامسة فجرا 


_نشاهد ماسة تجلس بجانب سليم وتسند رأسها على كتفه وهو محاوط ظهرها بذراعيه فى المقعد الخلفي وتمسك بين يديها علبة بها عنب وتتناولها بشراهة وكان عشري يجلس على المقعد بجانب السائق.


ماسة: ميرسي يا عشري على العنب تعبتك.


عشري: إحنا في الخدمة يا ماسة هانم.


ماسة وهي تنظر لسليم::أناهموت وأنام تعبانة أوي.


سليم: قربنا نوصل.


ماسة: هتقدر تروح الشغل الساعه5.


سليم: اممم هوصلك وهروح أجري شوية بعدين هطلع على المجموعة.


ماسة: بلاش النهارده ارتاح.


سليم بجدية: عندي اجتماع مهم مع مجلس الإدارة والوزير عشان داخلين فى مشروع إسكان.


ماسة: ربنا معاك ياحبيبي، سامحني مش هقدر أعملك مشروبك الصباحي.


سليم بحب: ولا يهمك يا عشقي . قبلها من رأسها.


💞________________بقلمي_ليلةعادلʘ⁠‿⁠ʘ


_ في أحد النوادي الرياضيه التاسعة صباحاً 


_ نشاهد سارة وصافيناز تجلسان على إحدى الطاولات وتتحدثان.


صافيناز: هو مش أنا جتلك من أسبوع وفضلت ساعة أقنعك وقولتيلي هفكر، بصراحة توقعت تقوليلي غيرت رأيي.


سارة: فكرت ياصافي بردو حسيت إن السفر الحل الأفضل، أنا ماليش حد هنا كل أهلي بره. 


صافيناز: طب إنتي مش محتاجة حاجة.


سارة: لا ياحبيبتي ميرسي.


صافيناز: لازم تقوليلي عشان أوصلك للمطار.


سارة بخبث: انتي عارفة مابحبش لحظات الوداع دي خلينا نسلم على بعض دلوقت.


صافيناز : مش عارفه هعمل ايه من غيرك


سارة: ابقي تعاليلي.


في احد الكافيهات الثانية مساءً.


نشاهد ماسة وهبة تجلسان على طاولة بجانب نافذة تطل على الشارع. يحمل كل منهما كوب عصير. هبة تبتسم وهي تنظر إلى ماسة..


هبة بمزاح: ده انت المذاكره جننتك امال لما تخشي الكليه هتعملي ايه؟


ماسة تضحك بخفة: اعمل ايه طيب مرعوبه اوي وحياه ربنا.


هبة تضحك وتمسك بيدها: اعقلي وظهري، والله وحشتيني اوي.


ماسة تبتسم بحنان: وإنتِ كمان يا هبة، والله ها طمنيني عليكي عامله ايه لسه بتفكريش تجيبي بيبي. 


هبة: لا لسه مش قبل ما اخلص رساله الماجستير.


تنظر هبة لملابس ماسة وتلمح تغيراً في جسمها


هبة: على فكرة، إنتِ تخنتي شوية... وبقى عندك كرش صغير! من كتر القعدة في البيت والأكل الكتير، خدي بالك من نفسك.


ماسة تضحك وهي تضع يدها على بطنها: بصراحة بقى... الموضوع أكبر من كده.


هبة بعينين متسعتين: ليه؟ فيه إيه؟


ماسة تغمز بخفة: أنا حامل... ولسه عرفه من أسبوع.


فهي لم تستطيع اخبارها الحقيقه لكي لا تضع سري في موقف محرج.


هبة تصرخ بحماس وتجذبها من يدها: بجد؟! يا نهار أبيض، ألف مبروك يا ماسة! دي أحلى خبرية سمعتها النهاردة.

ضمتها بحب مبروك يا روحي اخيرا 


ماسة تبتسم بخجل: الله يبارك فيكي، دعواتك بقى إن ربنا يكملها على خير.


هبة: أكيد، وأهو بقولك، من دلوقتي لازم تخدي بالك من نفسك أكتر... مفيش كرش من كتر الأكل، لكن الكرش ده مسموح له بس يكون "كرش بيبي.


ضحكت الاثنتان بصوت عالٍ، ثم قالت ماسة: أنا كنت عايزة أطلب منك طلب مهم ولازم توعديني بيه.


هبة: طبعًا، قولي.


ماسة بخجل: ما تقوليش لحد إن أنا حامل، حتى لياسين. الكلام ده بيني وبينك.


هبة باستغراب، وعقدت حاجبيها: اشمعنا؟


ماسة بحزن: يا ست سليم، اللي عايز كده. وما تقوليليش ليه، وعشان إيه؟! عشان أقسم بالله انا نفسي مش مقتنعة، ده بالعافية لما وافق إني أقول لك وأقول لماما وأخواتي، تصوري قال إيه؟ عنده شوية أفكار وهواجس، لو قلت إني حامل مش هيكمل. إننا جبناه بصعوبة والكلام الفارغ ده.


هبة بصدمة: مستحيل سليم يفكر بالعقلانية دي.


ماسة: تخيلي إنه بيفكر زي كده.


هبة بحيرة قالت بمزاح: يا بنتي، أنا كنت خلاص بطلت أشيل الأفكار المغلوطة عنه. ما تخيليش أحطها تاني في دماغي.


ضحكت ماسة: طب اعمل إيه 


هبه بحكمه: هو ممكن، عشان خاطر يعني حملك أتأخر شوية، فممكن يكون مقلق. عمومًا، حاضر، مش هقول. مع إنني كنت هقول لياسين، بس خلاص، مش هقول. وعد، كاني ما أعرفش حاجة. بس إنتِ هتفضلي تخبي كثير؟ بطنك باين عليها شوية. آه، اللي يشوفك، ممكن يقول تخنتي، بس بعد كده خلاص.


ماسة: هتكلم مع سليم بس مش دلوقتي، وأنا كده كده لسه في الشهر الثالث.


هبة بسعادة: مبروك يا حبيبتي، بجد فرحت لكِ. عشان كده يا اروبه كنت مخبية نفسك قال ايه بذاكر 

و أنا قولي البنت مالها؟ ما بتقوليش تعالي ليه؟ على طول كانت تقولي تعال اقعد معايا زهقانه.


ضحكت وأضافت بمزاح: بداتي تتعلمي اللؤم والكدب يا ماسة، لا يا ماسو ارجوكي بلاش ده، إنتي اجمل حاجة فيكي انك مالكيش بالحاجات دي وبحسك جايه من كوكب زمرده.


ماسة بخجل: والله العظيم غصب عني أعمل ايه ، حقيقي، أنا آسفة يا هبة. ما تزعلش مني، بس خلاص بقى، هنخرج سوا ونجيب حاجان للبيبي سوا.


هبة بحنان: لا يا حبيبتي، عادي. مش زعلانة والله بهزر معاكي، هو سليم له أفكار غريبة، بس مفيش مشكلة. هنعمل إيه؟ الحلو ما يكملش.


بقلمي_ليلةعادل(⁠◕⁠ᴗ⁠◕⁠✿⁠)⁩❤️


_ في أحد المولات الوحد ظهراً 


_ نشاهد ماسة وسلوى وهما يسيران فى المول ويدخلان محلات مختلفة وتشتريان الملابس ليهم و للبيبي.. كان الحراس ومكي خلفهما ..


وأثناء تحركهما في الممر تقابلا مع أحد الأشخاص الذي كانتا تعرفانه من البلد يدعى محمد (هو شاب طويل القامة شعر أسود بجسم نحيف نوعاً ما، شبه معظم الشباب المصريين


محمد: ماسة، سلوى ايه الصدفة دي؟


سلوى بتعجب: محمد!! ايه إللي جابك هنا؟؟ 


محمد: مافيش كنت بتمشى في المول بشتري حاجات، عاملة ايه ياسوسكا وإنتي ياماسة ولا تحبي أقولك ماسة هانم.


ماسة بابتسامة: لا ماسة بس.


اقترب منهم الحراس مسرعين


مكي: في حاجة ياماسة هانم؟


ماسة: لامفيش أي حاجة، ده محمد جارنا من البلد روح إنت يامكي.


هز مكي رأسه بنعم وأشار للحراس وابتعدوا قليلاً.


محمد: مابقتوش تيجوا البلد زي الأول.


سلوى: الدراسة بقى.


محمدبغزل: بس إنتي اتغيرتي أوي ياسلوى وحلويتي أوي.


فور نطقه تلك الكلمه ركز مكي فى حديثهم بغيرة شديدة، كان يود كسر فمه الذي نطق بتلك الكلمات.


سلوى: ميرسي.


محمد: تعالو نقعد نتكلم شوية في الكافيه.


سلوى: ماشي.


همست ماسة فى أذن سلوى: بقولك ايه انا همشي مش هينفع آجي معاكم، سليم لو شم خبر هيعلقني على شبكة العربية، ده مجنون.


سلوى بهمس: هو مش اتغير وعقل.


ماسة: أيوه أتغير بس أنا معملش حاجة تحضر العفريت،وبعد كده أعيط، وبعدين هو جايلك انتي، انتي ناسية إنه كان متقدملك.


سلوى بهمس: ماسة ماتخلعيش وتسيبيني خليكى جدعة شكل أمك إللي بعتته فضلت تزن علينا اننا نخرج l.


ماسة وهي تضحك ههههه: وأنا بقول سعدية مالها اتاريها مظبطالك ميعاد هههههه ..( بصوت عالي ) طيب يامحمد أشوفك مرة ثانية هروح أنا يا سلوى وهستناكي في المحل تحت ده، هشتري الفستان اللي كان عاجبني يلا باي .


تحركت ماسة مسرعة وقالت لمكي: خلي حد من الحرس مع سلوى ويلا بينا احنا.


أجابها مكي مسرعاً: هستنى أنا. 


كانت سلوى تنظر لاثار ماسة التي تركتها ورحلت بضيق وهي تزم شفتيها.


محمد: يلا يا سلوى.


هزت سلوى رأسها بالموافقة لكن كان يبدو عليها الانزعاج ..


وبالفعل توجها إلى أحد الكافيهات وجلسا كان مكي متوقفا بالقرب منهما خلف سلوى ومركز فى حديثهما


محمد: عاملة ايه.


سلوى: تمام.


محمد هو ينظر لمكي ثم نظر لها: هو إللي واقف ده هيفضل واقف كدة.


التفتت سلوى برأسها نحوه ابتسم لها مكي بسماجة ردت له تلك الابتسامة وحاولت إغاظته.


سلوى: اه للأسف..قولى يامحمد أخبار الدراسة ايه ماما قالتلي إنك خلصت ماجستير ما شاء الله.


محمد: اه فعلاً وبحضر الدكتوراة دلوقت.


سلوى: واو مبروك يامحمد عقبالي انا وماسة.


نظر لها مكي وهو يقلب وجهه بسخرية على حديثهما.


محمد: انتي٣ثانوي.


سلوى: اه ونزيت، ادخل حقوق إن شاء الله ادعيلي الامتحان كمان شهر.


محمد: ربنا معاكي ياسوسكا.


فور نطق ذلك الاسم مال مكي برأسه بغيرة شديدة وهو يجز على أسنانه: أستغفر الله العظيم يارب الصبر ... الصبر .


محمد: مش لوكنتي وأفقتي كان زماني بذاكرلك.


سلوى: نصيب.


محمد: احنا لسه فيها ياريت تفكري تاني أنا معجب بيكي أوي. 


حك مكي في رأسه من الخلف فلم يعد يحتمل أكثر من ذلك تقدم نحوهم وقال ببحة رجولية: 


مكي: سلوى هانم.


رفعت سلوى عينيها نحوه: خير.


مكي: ماسة هانم مستنياكي.


محمد موجها حديثه لمكي: هي عارفة إنها معايا احنا لسه مشربناش حاجة. 


مكي محدثا نفسه: أستغفر الله العظيم .. بنبرة عالية مرة تانية؛ يلا يا سلوى هانم ماسة مستنية .


توقفت سلوى: اوكيه معلش يامحمد نتكلم مرة تانية باي. 


محمد: باي.


توجهت سلوى مع مكي، تحركا للدرج وأثناء صعودهما الدرج الكهربائي... تحدثا.


مكي بجمود: ماسة مشيت.


نظرت له سلوى بذهول: مشت !!!أمال بتقولي مستنية ليه؟


مكي: أصلي حسيت إنك متضايقة من القعدة معاه قولت أساعدك.


سلوى؛ والله.


مكى ببرود: والله.


سلوى بضيق: بس أنامكنتش متضايقة ولاحاجة. 


مكي: أنا حسيت كدة.


سلوى: حسيت كدة.


مكي: اممم.


سلوى بضيق: طب لو سمحت متحسش تاني ماشي.


مكي وهو ياخدها على قد عقلها: إن شاء الله. 


وصلا حتى الطابق السفلي وتوجها نحو السيارة


مكي: هتروحي البيت والا هتروحي لماسة.


سلوى: لا هروح.


فتح لها الباب وصعد كل منهما في اتجاه

أثناء سير السيارة


مكي: كان متقدملك امتى ده !


سلوى بسخرية: ماشاءالله بتلمع اوكر جامد.


مكي بستخفاف: أوي أوي( بجديه) ها تجوبيني


سلوى: مالكش دعوة بتسأل ليه؟ حاجة غريبة الصراحة!! 


نظر لها مكي في المرايا وهو يجز على أسنانه بضيق: يا صبر يا صبر.


_فى إحدى العيادات،٣م


_ إحدى الغرف


_ نشاهد نانا متمددة على الفراش ويبدو عليها التعب إثر عملية الإجهاض، كانت تجلس بجانبها صديقتها نور.


نور: نانا إللي إنتي فيه ده غلط هتفضلي لحد امتى كدة.


نانا بضيق: أنا متجوزة على فكرة. 


نور: بس عرفي ويستحيل الباشا يحول كل ده لحقيقة.


نانا بتعجب: ومين قالك اني طمعانة إنه يوصل لحقيقة، عزت مجرد سلمة بنك أأمن بيه نفسي.


نور: ولسه مشبعتيش بعد كل إللي أخدتيه.


نانا بطمع: لسه شوية.


نور: خدى بالك ده عزت الراوي


نانا بثقة: وأنا نسمة العقاد وخليته يجيلي زاحف.


نور بنصح: اللي بيمشي فى طريقك ده بيخسر كتير دول حيتان واحنا مجرد سمك جنبهم هتخسري يا صاحبتي.


نانا: متخافيش عليا المهم فتحي عينيك كويس الأيام دي.


 💞________________بقلمي_ليلةعادل 


قصر الراوي- الثالثة مساء


الصالون 


في صالون القصر الفخم، حيث تحيط به تفاصيل أرستقراطية تنضح بالفخامة، كانت فايزة جالسة على أريكة مذهبة تحتسي الشاي. بينما دخلت هبة الغرفة، مرتدية ملابس أنيقة تعكس شخصيتها الواثقة.


نظرت فايزة إلى هبة فور دخولها، أخفضت فنجان الشاي بهدوء وقالت بنبرة هادئة ولكن حازمة:

كويس إنك جيتي، كنت محتاجة أتكلم معاكي.


جلست هبة أمامها، وضعت ساقًا فوق الأخرى، ونبرة صوتها متزنة: خير يا طنط؟ حصل حاجة؟


نظرت فايزة إليها نظرة فاحصة قالت: القصر ده مش مجرد قصر عادي يا هبة، ده تاريخ. عائلة الراوي، وكل عيلة ياسين عاشت هنا، جيل بعد جيل. واللي حصل الفترة اللي فاتت، إنك وياسين بعدتوا عن القصر، ده ماينفعش يتكرر. أنا وافقت إنكم يكون ليكم حياتكم الخاصة، لكن بحدود المسموح بها. لكن اللي حصل غير اللي اتفقنا عليه.


نظرت هبة إليها، وعقدت حاجبيها متعجبة، وسألت: وأيه اللي كان متفق عليه؟


ابتسمت فايزة ابتسامة لم تصل إلى عينيها، وأجابت: أنكم هتكونوا موجودين في القصر، وفي فيلتكم بشكل متوازن. بس ده ما حصلش!؟ تواجدكم في القصر بقى قليل جدًا، وده حاجة مش عجباني خالص، ولا ينفع أوافق عليها، أنا اتكلمت مع ياسين، وحسيت إنه معندوش مشكلة، لكن المشكلة عندك إنتِ، هو شايف إنك متضايقة أو مش حابة تتواجدي في القصر بشكل كبير. فيا ريت تعرفيني إيه المشكلة، ممكن نحلها سوا.


بهدوء وعقلانية ردت هبة: لو ياسين متضايق، أكيد كان اتكلم معايا، أنا وياسين مفيش بينا حساسية خالص في الكلام وبنتكلم في كل حاجة مع بعض ونتشارك، لأننا اتفقنا إن حياتنا مبنية على المناقشة، وناخد قراراتنا مع بعض، بس حضرتك ممكن تكوني فهمتي غلط، أو ممكن يكون هو مش عايز يزعلك، لكن أنا هكون صريحة معاكِ، القرار ده ما كانش قراري لوحدي. القرار ده كان قرارنا إحنا الاثنين، أنا وهو شايفين إننا لازم يكون لنا حياتنا الخاصة وعيلتنا الخاصة، و...


قاطعتها فايزة بنبرة أكثر جدية: قرار؟! ..ده مش موضوع ينفع فيه قرارات فردية، أو حتى خاصة بيكِ إنتِ وياسين لوحدكم، إحنا عيلة يا هبة، وكل أفراد العيلة لازم يبقوا هنا، أولاد وأحفاد عزت الراوي لازم يكبروا تحت سقف القصر ده، زي ما احنا تربينا واتعودنا مش هسمح إنك تيجي تغيري القواعد. 


تراجعت هبة في كرسيها قليلاً، ثم نظرت مباشرة إلى فايزة: أنا فاهمة إن القصر ده له قيمة كبيرة عندكِ. لكن في نفس الوقت، أنا وياسين لازم يكون لينا حياتنا بعيدًا عن القصر.


وضعت فايزة فنجان الشاي على الطاولة، واستقامت في جلستها: أنا مش هسمح إن اللي حصل مع سليم يتكرر.


ضاقت عينا هبة باستغراب: سليم؟ إيه اللي حصل معاه؟


فايزة بصوت خافت ولكن محمل بالثقل: سليم قرر يبعد عن القصر، وعن العيلة، وكل ده بسبب اختياراته الغلط، راح اختار واحدة ما تشبهناش، كانت دخيلة علينا، لأنه عارف كويس إنها مرفوضة في القصر، عشان كده دايمًا بعيد، لكن ثقي، لو كانت واحدة تانية، زيك مثلاً، بنت أصل، كان زمانه متواجد بشكل دائم ولا كان فكر في الأفكار الفارغة بتاعت الحياة الخاصة والكلام الغريب ده.


رفعت هبة حاجبها بثقة ونبرتها تتسم بالهدوء: حضرتك عارفة إن كل واحد له حياته وقراراته، وموضوع ماسة مالوش علاقة بيا أنا وياسين، برغم إني مش شايفة إنه في حاجة في ماسة تعيبها، أو حتى سليم من الشخصيات اللي بتخاف أو بتهرب من المواجهة، وأنا بحلل إن بعد سليم عن القصركان لأنه فكر بنفس الفكرة: إن يكون له حياته الخاصة مع زوجته بعيدًا عن القصر، بس بلاش نتكلم في الموضوع ده، لأن حضرتك عندك قناعاتك، وأنا كمان عندي قناعات مختلفة تمامًا عن حضرتك، المهم أنا شايفة إني عمري ما هاعمل حاجة تقلل من قيمة اسم الراوي، ولا حتى فكرت إني أكسر قواعد اترسخت من سنين، لكن اسمحيلي أوضح لكِ حاجة... قراري أنا وياسين لما نبعد شوية كان لأننا احتجنا يكون لنا خصوصية مش لأننا بنهرب من القصر أو منكم او حتى نكسر مفهوم العائلة. 


فايزة، وكأنها تزن كلماتها بعناية: أفهم من كده إنك هتفضلوا زي ما أنتم؟


هبة بثقة تحدثت بعقلانية: أوعدك إني هتكلم مع ياسين، لأن ده مش قراري لوحدي، وصدقيني، لو حسيت إن ياسين محتاج يقعد فترة أطول من كده هنا، أكيد مش همنع ده، اعتقد اللي يهم حضرتك راحة ياسين فين؟! العائلة مش مظهر خارجي إننا نعيش في نفس المكان، مفهوم العائلة أسمى من كدة بكتير، ممكن يعيش كل واحد فينا في مكان لكن الرابط بينا قوي، وممكن نعيش في نفس المكان و تحت نفس السقف ونفس السفرة، لكن كل واحد عايش كأنه في كوكب لوحده مظبوط.


نظرت فايزة إلى هبة قالت بقوة: واضح إن المناقشة معاكي ملهاش نتيجة، وكأنها مضيعة للوقت. شكلك بنت عنادية قوي.


أجابت هبة بهدوء: بالعكس، المناقشة أمر فعال جدًا. مش لازم نخرج منها مقتنعين بأفكار بعض، يكفينا إننا اتكلمنا وفهمنا أفكار بعضنا، وضحت لكِ الفكرة؟


فايزة بجدية وتحذير مبطن: تمام يا هبة، بس زي ما قلت لك، أنا مش هسمح إن اللي حصل مع سليم يحصل مع ياسين، استحالة، إنتِ لسه ما تعرفيش مين هي فايزة رستم أغا أنا مش هصبر على عنادك كتير.


نظرت لها هبة بإبتسامة باردة جدًا، دون أن تنطق بكلمة واحدة.


(بعد مرور اشهر)


_فيلا سليم وماسة العاشرة صباحاً.


_نشاهد ماسة تجلس على الفراش وحولها الكثير من الكتب و تقوم بالمذاكرة، بعد دقائق أمسكت هاتفها وقامت بعمل مكالمة👈 .. كراميل


على اتجاه اخر.


سليم يجلس في مكتبه مع تبادل المشهد بينهما.


بعد ثواني أتاها صوت سليم من على الاتجاه الآخر


سليم بحب: عشقي.


ماسة بدلال: كراميل عامل ايه.


سليم: الحمد لله وانتي؟


ماسة: تمام قاعدة بذاكر.. كراميل ممكن وإنت جاي تجيبلي حلويات زي اللي جبتها قبل كدة نفسي فيها أوي.


سليم: حاضر.


ماسة: شكرا اموووه.


سليم بمزاح محبب: نفسي في مرة تكلميني تقوليلي نفسي في سليم، هو سليم موحشكيش دول بقوا ٤شهور ياجاحدة هنحرف بقولك.


ضحكت ماسة بثقة: وأنا قولتلك متقدرش أصلاً.


سليم وهو يضحك: جايبة الثقة دي منين عايز أفهم.


ماسة: منك ياحبوبي، عارفة إنك مستحيل تعملها، بعدين كله يهون عشان حور.


سليم بمزاح لطيف: بلاش الكلام اللي بصحي الضمير ده، الحمل ده جاي عليا بخسارة والله .. هههه طب عايزة حاجة تاني ياماستي الحلوة.


ماسة: لا ياروحي، بس ماتتأخرش عليا.


سليم: حاضر، ذاكري كويس هاجي أسمعلك، كمان عندك معاد مع الدكتور الساعة 6.


ماسة: فاكرة هات سوسكا معاك وإنت جاي.


سليم: حاضر خدي بالك من نفسك.


ماسة: وانت كمان .. سليم.


سليم: نعم.


ماسة: بحبك.


سليم: وأنا بعشقك.


ماسة: باي.


اغلق سليم هاتفه ووضعه على مكتب بابتسامة جميلة، وجه نظراته للبرواز الذي يحمل صورتها. أمسكه وأخذ يتطلع على صورتها بعشق يخرج من عينه ثم وضع قبلة و وضعه مكانه وأكمل عمله


على اتجاه آخر عند ماسة


وضعت ماسة هاتفها بجانبها وأكملت مذاكرتها.


 🌹_________❤️بقلمي_ليلةعادل❤️_________🌹


في قصر الراوي السادسة مساءً 


غرفة النوم الخاصة بفريدة وابراهيم..


نشاهد إبراهيم وفريدة يقفان في منتصف الغرفة، وبينهما أجواء من التوتر. كانت ملامح الضيق واضحة على وجه فريدة، بينما إبراهيم يبدو غاضبًا ومحتدا. 


إبراهيم بعتاب: ما توقعتش أبدًا يا فريدة إنك تعملي كده. كنت متوقع إنك تدافع عني أكتر من كده. شوفي صافيناز لو حد بس اتجرأ يتكلم مع عماد بكلمة، كانت هتعمل إيه؟ أنا الوحيد اللي في المكان ده، عمري ما اتكلمت كأني مش موجود. احترمت رغبتك في وجودك في بيت العيلة، لكن توصل إنهم يتطاولوا عليّ، وتسكتي؟! لا يمكن أسمح بكده.


فريدة تحاول أن تكون هادئة: إيه اللي إنت بتقوله ده يا إبراهيم؟! أنا اسمح إن حد يتطاول عليك؟ أنا ما سكتش قدام حد فيهم والكلام كان قصادك! ولما انت خرجت، ما تعرفش أنا عملت إيه فيهم! لدرجة إني هددتهم إني همشي من القصر. وبعدين، ده بابا بنفسه اعتذر لك. عايز أكتر من كده؟!


إبراهيم بصوت أكثر ضعفًا، يحاول إخفاء خيبة أمله:

أنا عايز أحس إن ليّا قيمة عندك يا فريدة. على فكرة، الموضوع بالنسبة لي منتهي، أصلاً مش رشدي وصافيناز اللي اهتم بيهم، أو بكلامهم بس بصراحة، ما توقعتش إنك تكوني بالسلبية دي، كنت واخد عنك إنك قوية وهو ده اللي زعلني منك.


فريدة بضيق: أنا سلبية؟! يا إبراهيم؟!، أنا عملت كل اللي أقدر عليه علشان أوقفهم، بس مش كل حاجة بتتحل بالكلام والتهديدات بعدين صافيناز كعضو في مجلس الإدارة من حقها ترفض المشروع، اه اسلوبها متعالي ورخم بس إنت عارف صافيناز الغرور يتعلم منها، المفروض تكون اعقل من كدة.


ابراهيم بعقلانية: انا ما قصدتش تهديد يا فريدة.. أنا أقصد أحس إنك بتدافعي عني بشكل أقوى من كده انا كنت منتظر حاجة معينة منك بعد كل السنين دي بس للأسف ملقتهاش حتى لو ده الأسلوب صافيناز المعروفه بيه لانه مش مبرر.


فريدة: الحقيقه مش عارفة أقول لك ايه؟!


ابراهيم بيأس: ما تقوليش حاجة، ما تقوليش يا فريدة.


اقتربت فريدة من ابراهيم الذي أعطاها ظهره وضعت يديه على كتفه: ابرهيم من فضلك بصلي. 


التفت لها ابراهيم بصمت 


فريدة باعتذار: أنا آسفة لو كنت حسستك إني سلبية او اني مش قادرة اجيب حقك صدقني انا ما بحبش المشاكل ولا بحب المؤامرات بتاعة صافيناز والتهديدات بتاعة سليم أو بواخة رشدي، موقف بسيط محتاجش كل اللي إنت عامله ده.. ابراهيم ما تخليش موضوع بسيط زي ده يزعلنا من بعض.


نظر لها ابراهيم بحب: فريدة أنا بحبك وبحترمك بس لازم أحس إن قيمتي عندك أكبر حتى من حبك للعائلة وقلتلك مش كلام صافيناز اللي ضيقني ردك اللي زعلني.


فريدة بأسف: حقك عليا متزعلش،، خلاص بقى.


نظر لها ابراهيم بإبتسامة وهو يقول: مش زعلان وإنتي كمان ما تزعليش مني أنا آسف لو كنت زعلتك أو ضايقتك في كلامي. صدقيني هو عشم ... تبسما لبعضهما بحب.


فريدة بحب: أنا عارفة يا حبيبي بس كل اللي عايزاه منك إنك ما تهتمش بكلام صافيناز انت مش هتتوه عنها وعن طريقتها.. المهم دلوقتي احنا عايزين نركز في المشروع ده كويس جداً عشان نخرسهم خالص أنا واثقة فيك بس لازم نركز أكثر من كده، الفندق ده لازم يكون فندق ما فيش زيه في مصر، خصوصا موقعه بمكان مميز وده هيكون في صالحنا.


جلس ابراهيم: ما تقلقيش يا فريدة أنا مركز كويس جداً ودارس المشروع ده بامتياز قبل ما أفاتح الباشا فيه ما تقلقيش 


فريدة بجدية: أنا فعلاً مش قلقانة،لأني بثق فيك.


منزل مكي التاسعة مساءً 


نشاهد ليلى والدة مكي تجلس مع سيدة تبدو في أوائل الخمسينات ومعها فتاة تبدو في أوائل العشرينات يحتسون

 الشاي ويتبادلون الأحاديث بود ومرح، والابتسامات تعلو وجوههم. 


ليلى بابتسامة دافئة: وانتِ كده بقيتِ في سنة كام يا حبيبة؟


حبيبة بحياء: في رابعة تجارة.


ليلى: ما شاء الله! ابقي تعالي يا حبيبة أقعدي معايا، أنا على طول قاعدة لوحدي.


والدة حبيبة تهاني: هو لسه مكي شغال مع سليم وبيسيبك لوحدك؟


ليلى بتنهيدة: هعمل كلمته كتير؟ تعبت، ما فيش فايدة، هو بيحب الشغل ده، بس أنا حلفته، لما يتجوز يسيب الشغل ده ويشتغل أي حاجة مع سليم تانية.


تهاني بصوت حنون: ربنا يخليهولكِ يا رب، وتفرحي بيه.


ليلى بعيون ممتلئة بالأمل: آه والنبي يا تهاني، ادعي له ربنا يفرحني بيه وأشيل عياله.


وأثناء حديثهم، فُتح الباب، ودخل مكي، بابتسامة خفيفة تملأ وجهه.


مكي: السلام عليكم.


تهاني مازحة: ابن الحلال عند ذكره بيبان.


مكي مد يده باحترام: إزيكِ يا طنط؟ عاملة إيه؟


تهاني ضاحكة: يعني طنط إيه يا ولا! قول لي يا خالتي. أخبارك إيه؟


مكي بابتسامة،: تمام يا خالتي (ينظر إلى حبيبة) إزيك يا حبيبة؟ عاملة إيه؟ ما شاء الله، بقيتِ عروسة.


ليلى: طبعًا، عروسة في رابعة دلوقتي.


مكي: ما شاء الله. طب، أنا ثواني وراجع تاني بعد اذنكم.


توجه نحو الغرفة. بعد ثواني ، نهضت ليلى قائلة: جايه لكم تاني. 


ذهبت ليلى خلف مكي إلى الغرفة، حيث كان مكي يخلع قميصه.


فور أن فتح الباب، رفع عينيه وقال: في حاجة يا ماما؟


ليلى بنبرة عتاب: إنت سبت الناس قاعدة لوحدها ليه؟


مكي: تعبان، هغير هدومي وهنام. إنتِ عارفة إني ما بنامش هناك.


ليلى بغضب خفيف: لا، اعتبر نفسك في الشغل. تعال اقعد مع الناس، عيب.


مكي مستسلما: حاضر.


ليلى بإصرار: افتح كلام مع حبيبة، خدها واقف معاها في البلكونة كده وتعرف عليها.


مكي بضيق: ماما...


قاطعته ليلى بحنان وعتاب: يابني انا نفسي أفرح بيك يا مكي. كفاية بقى، أنت بقى عندك 30 سنة. هفرح بيك إمتى؟ العروسة زي القمر جبتها لك اهو لحد عندك عشان ما تقعدش تقول لي مشغول ومش مشغول.


مكي بابتسامة صغيرة: هي العروسة دلوقتي اللي بتيجي للعريس، مش هو اللي بيروح لها بيتها وهي معززة مكرمة.


ليلى بتنهيدة: ما تعملش كده.


مكي: أنا ما بعملش حاجة، حضرتك عارفة رأيي في الموضوع ده.


ليلى بحدة: رأيك إيه؟ هو إنت بنت عشان يبقى عندك رأي؟ ويبقى لك مواصفات؟! اهم حاجه ان البنت حلوه وبنت ناس ومتربية ومتعلمة عايز اكتر من كده؟


مكي بهدوء وثقة: أكيد لازم يكون عندي رأي في حياتي يا ماما. حضرتك عارفة إني في قلبي واحدة تانية.


ليلى بخنقه: يا دي سلوى اللي مجنناك دي! بقت كام.


مكي بابتسامة خفيفة: عندها 19 سنة، وهفتح الموضوع أول ما تخلص امتحانات الثانويه 


ليلى: ما فتحتش ليه معها الموضوع لحد دلوقت ما هي كبرت اهي 


مكي بتوضيح: كام مره مفروض اقولك أن مشكلتي ما كانتش مع سلوى بسبب سنها بس، كمان كانت في العقل في النضج في انها تختارني بوعي كامل، ماما لو سمحت انا عارف كويس انا عايز ايه وهعمل ايه وامتى وازاي؟!


ليلى باندهاش،: وعايز إيه بقى؟


مكي بإصرار: عايز البنت اللي وعدت نفسي بيها زمان، البنت اللي كنت بحبها بجد. لما بعدت عنها، كنت بحاول أحافظ عليها وما أحطهاش في مشاكل مع أخواتها أو أي حاجة تانية، اللي عهدت نفسي اني هرجع لها لما تبقى ناضجة كفاية وتختارني بعقلها وقلبها.عشان أثبت لها، إني ما بعدتش عشان ما بحبهاش، او بتسلى بيها ، بالعكس. بعدت عشان أحميها. واللي مارضهوش على أختي، ما أقدرش أرضاه عليها.


ليلى: وإمتى ناوي تكلمها؟


مكي بثقة: قولتك: لما تخلص امتحانات. وتكون ماسة ولدت كمان.


ليلى بتنهيدة عميقة: ربنا يهديك يا ابني، طب تعال اقعد مع الناس، مش عايزة حد يقول إني معرفتش أربيك.


مكي بهدوء: حاضر يا ماما، هقعد، بس أوعديني تبطلي تجيبي لي بنات تانية! انا راجل مش بنت عشان كل شويه تجيب لها عروسة.


ليلى بحنق: مش هجيب لك حد تاني، الله يسامحك ..

 اقتربت منه وأخذت تزرر قميصه: أنا بس عايزة أفرح بيك.


مكي تبسم وضع قبله على يدها: عارف يا ست الكل، بس صدقيني انا سعادتي مع الإنسانة اللي قلبي حبها.


ليلى: طب يلا معايا متخليناش نتأخر على الناس.


عاد مكي إلى الجلسة بابتسامة مصطنعة، وأخذ يحاول فتح حديث بسيط مع حبيبة، لكنه بدا واضحًا أن ذهنه كان مشغولا تمامًا بسلوى.


فيلا سليم وماسة، ٨مساء


غرفة النوم


نرى ماسة تتوقف أمام سليم، وملامحها غاضبة وعينيها مليئة بالاستفهام، بينما سليم جالس على الأريكة، عابس الوجه.


ماسة بغضب تتحدث بانفعال: إزاي لسه مش عايز تقول لحد؟ أنا خلاص في الشهر الخامس، لازم نقول، مش ممكن نخبي الموضوع أكتر من كده! هفضل مختفية لحد إمتى؟! لا عارفة أخرج ولا عارفة أتصور ولا عارفة أروح في أي مكان بسبب بطني اللي كبرت، كأني عاملة جريمة أو حامل في الحرام! إيه الجنون ده؟ بقولك إيه يا سليم، أنت هتقول لناس أنا مش هقبل المهزلة دي أكتر من كده!


رفع سليم بنبرة حادة: قلت لك، إنتي أهم حاجة عندك إنك قلت لأهلك، والناس اللي تخصك، وما لكيش دعوة بأهلي ولا عيلتي. النقطة انتهى! ما تفتحيش الموضوع ده تاني.


نظرت له ماسة متعجبه وقالت بغضب ورفض: إزاي؟ مفتحش الموضوع ده تاني؟ هو إيه اللي أنت بتقول ده؟ لا بقى هفتح وهنقول وهتتكلم معايا، أنا احترمت قرارك خمس شهور، لكن مش هحترمه أكتر من كده.


توقف سليم وانفعل في وجهها: هو إيه اللي مش هتحترمي قراري؟ طب هتحترميه غصب عنك، أنا قلت كلمتي وهتقولي حاضر، وما فيش مناقشة ولو فكرت يا ماسة تعملي حاجة من ورايا، ما تلوميش إلا نفسك، أنا عدّيت موضوع هبة وموضوع مامتك وأخواتك، لكن دي مش هعديها، أنا حر أعمل اللي أنا عايزه، دول أهلي وأنا مش عايز أعرفهم...

حرك سليم يديه محاولا جعلها تفهم و تستوعب... قال بنبرة متاثر:

إنتِ ليه مش عايزة تقتنعي بمخاوفي؟ مش عايزة تفهمي خوفي عليكي؟ وعلى البيبي، بقول لك إني خايف، في حاجة جوايا مخوفاني. ليه مش عايزة تحترمي رغبتي؟ أكيد هيعرفوا في يوم من الأيام، مش هنفضل طول عمرنا مخبيين، بس أنا مش عايز أقول دلوقت. ما تقوليش فات خمس شهور، إن شاء الله يفوت التسعة ويعرفوا في يوم ولادتك، أنا حر.


نظرت له ماسة باتساع عينيها قالت متعجبه: إزاي حر؟ الطفل ده مني ومنك، أنا وأنت مشتركين في القرار ده، والقرار بتاعك مش عاجبني.


سليم بضجر: اعملك إيه تاني، بقالك خمس شهور بقولك نفس الكلام وأنتي مش عايزة تفهمي! عقلك مش قادر يستوعب. 


ماسة بضجر: طبيعي مايستوعبش، عشان هي فكرة مجنونة، مجرد وساوس وأوهام خلقتها وصدقتها، ولحد إمتى هتبقى مصدقها؟


سليم بحسم: لحد ما الإحساس اللي جوه قلبي يا ماسة يهدأ. هدّي بقى دلوقتي، هدّي بعد شهر، يهدأ يوم ولادتك، معرفش

اكمل وهو يقرب وجهه من وجهها بتحذير:

ولازم تعرفي، إني مش هسمح لك تفتحي معايا الموضوع ده تاني، عشان بجد هتضايق. وأول وآخر مرة يا ماسة، تتكلمي معايا بالأسلوب ده فهمه.


تقف ماسة لحظة صامتة، وجهها مليء بالحزن والغضب، ثم تلتفت بعيدًا وتبتعد عنه، وجلست على الفراش بصمت لا تعرف ماذا تفعل معه، بينما سليم يواصل النظر إليها بحنق.


((بعد وقت))


غرفة النوم


نشاهد، الأضواء خافتة، وسليم مستغرق في نوم عميق، بينما ماسة تجلس على الفراش بجواره، وقد أضاءت الأباجورة الصغيرة بجانبها، كان في يدها كتاب دراسي تقرأه بهدوء، لكن كل بضع دقائق كانت تتوقف عن القراءة لتضع يديها على ساقيها، وكأنها تحاول تخفيف ألم غامض. بعد قليل، حاولت النهوض.


ماسة تتأوه بخفوت: آه... يا ربي.


جلست ماسة مرة أخرى على الفراش سريعًا بعد أن فشلت في الوقوف، يبدو أن الألم في قدميها أصبح شديدًا. حاولت والتوقف مجددًا، لكنها عجزت نظرت إلى سليم، لكنها تتردد للحظة، ثم قامت بنداء بصوت ضعيف.


ماسة: سليم... سليم، حبيبي.


استيقظ سليم ببطء،كانت عينيه نصف مفتوحتين وهو ينظر إليها بقلق.


سليم بصوت ناعس: إيه يا روحي؟ مالك؟


ماسة بضعف: معلش، قوم ساعدني... مش قادرة أقف على رجليّ. لازم أدخل الحمام.


سليم ينهض سريعًا من السرير، يجلس بجانبها ويمسك يدها بحنان.


سليم بلهفه: إيه اللي حصل يا ماسة؟ حاسة بإيه؟


ماسة بألم: رجليّ... وجعاني اوي، مش قادرة أقف عليها خالص.


يحاول سليم مساعدتها على الوقوف، لكنها تتأوه من شدة الألم.


سليم: طب استني... أنا هساعدك. تعالي.


يحملها برفق، ويسير بها نحو الحمام. عند الباب، تضع ماسة يدها على الحائط لتستند.


ماسة: هأدخل لوحدي... استنى بره، وأنا هخلص وأناديك.


سليم بقلق: مش هسيبك! 


ماسة سليم اطلع بقى مش هينفع مش قادرة أتكلم.


سليم تنهد بتعب: طيب، هستناكي قدام الباب.


يخرج سليم ويقف أمام الحمام، ينظر نحو الباب بقلق. بعد لحظات، تنادي عليه ماسة.


ماسة: سليم... تعالى ساعدني.


يدخل سليم سريعًا، يحملها مجددًا بحنان، ويعيدها إلى الفراش. يجلس امامها على قدمه ويمسك قدميها، يتحسسها برفق


سليم: حاسة بإيه يا عشقي؟


ماسة بأنفاس متقطعة: وجع جامد في رجليّ... حاسة بتقل مش طبيعي.


سليم: طب قومي، نروح المستشفى دلوقتي.


ماسة باعتراض: مستشفى إيه؟ ماما قالتلي ده طبيعي مع الحمل... بس ما كنتش متوقعة إنه يوجع كده ويمكن الزعيق والزعل السبب مش عارفة.


سليم بضيق: ما تسمعي الكلام، يا ماسة. دايمًا عنيدة. قوليلي حاضر لمرة واحدة.


ماسة: سليم أنا مش قادرة أتكلم ولا أجادل معاك. ساعدني أفرد رجليّ بس... وهبقى كويسة. هدهن المرهم اللي الدكتورة كتبته.


سليم متعجباً: مرهم إيه بس؟ إنتِ حامل. مش أي حاجة تستخدميها!


ماسة: الدكتورة قالتلي عليه، ما تقلقش.


تنهد سليم بضجر، يأخذ سليم علبة المرهم ويبدأ بوضعه على قدميها بحنان، يمسح عليهما بهدوء.


سليم بصوت مليء بالحب: سلامتك يا عشقي... معلش، بكرة هنروح للدكتورة، وهي تطمنا عليكي


بعد أن انتهى، ساعدها على الاستلقاء في السرير، ووضع قدميها على وسادة صغيرة، أخذها بين ذراعيه ووضعت رأسها على صدرة، وبدأ يتحسس شعرها بحنان، محاولًا تهدئتها.


ماسة بدموع وضيق: مش عارفة أنام، يا سليم... ما فيش ولا نومه مريحاني مكنتش متوقعه اني في الحمل مش هعرف أنام براحتي انا بقيت بكره النوم امال لما ادخل في السابع هيحصل لي ايه.


سليم وضع سليم قبله على يدها بحنان: سلمتك يا عشقي كله يهون عشان حور بكره لما تبصي في وشها هتنسى كل ده.


ماسة: ماشي.


سليم تبسم بدعم وهو يمسك يدها: ما تفكريش في حاجة، أنا جنبك... ودي مجرد فترة وهتعدي يا عشقي.


ماسة: بطل تعصبتي تاني وتزعلني منك.


سليم: حاضر يلا غمضي عينك ونامي.


بعد وقت غقت أخيرًا بين ذراعيه، بينما يبقى سليم مستيقظًا، يراقبها بحب وقلق.


مجموعة الراوي 


مكتب سليم العاشرة صباحاً 


نشاهد سليم جالسًا خلف مكتبه، يكتب في أوراق أمامه بتركيز. تقع عينه على برواز صورة موضوع على مكتبه، ويبدو أنه خاص بماسة. يحدق فيه بتركيز بينما تجتاحه ذكريات المشاجرة التي حدثت في الليلة السابقة.


سليم بصوت متأثر وهو يحمل الإطار ويحدق فيه:

مش عارف إزاي أقدر أقنعك باللي جوايا... ليه مش حاسة بيا؟ ليه مش عايزة تصدقي؟

أنا عارف إن من حقك تزعلي، تغضبي، ترفض، وتعملي أكتر من اللي عملتيه، بس انتِي لازم تفهميني...

ماسة، أنا خايف... ومش عارف خايف ليه.

مش لأنّي موسوس ولا لأنّي صدّقت الوهم اللي الشيطان خلقه في دماغي، بس حقيقي...أنا خايف... قلبي مش مطمئن.


يتنهد بتعب ويضع الإطار مرة أخرى على المكتب بعد أن يطبع عليه قبلة صغيرة. لحظات من الصمت قبل أن يُطرق الباب.


سليم بصوت عادي: تفضل.


تدخل نور، السكرتيرة، وتقول باحترام:سليم بيه، مستر ماركو في انتظارك.


سليم بجدية: دخليه بسرعة.


يغلق سليم دفتر الأوراق ويعدل جلسته بابتسامة بسيطة. يدخل ماركو(صديق قديم له) بابتسامة واسعة ويتحدث بالإيطالية.


ماركو بحماسة: سليم! اشتقت لك يا رجل! لهذه الدرجة نسيت أصدقائك؟


ينهض سليم لمصافحته بابتسامة دافئة: ماركو! كيف حالك؟


ماركو: بخير، وأنت؟


سليم: بخير، الحمد لله.


ماركو جلس بتلقائية: قلت أمر عليك قبل أن أسافر لإيطاليا.


سليم باستغراب: ستعود لايطاليا بهذه السرعة.


ماركو: نعم، انتهيت من أعمالي هنا،... لقد حصلت على مقبرة جديدة من الباشا، اشتقت للعمل معك يا سليم. العمل معك كان مختلفًا.


سليم يبتسم بحذر: ماركو، الأعمال دائمًا متعبة... وأنت تعلم.


ماركو بنبرة صريحة ومباشرة: لكن لا أحد مثلك يا سليم. أنت تعرف التفاصيل بدقة وتفهم الأمور بشكل أسرع.. مع رشدي وطه العمل صعب ويأخذ وقتًا أطول، يسألون كثيرًا ويثيرون الكثير من النقاشات، وأحيانًا أشعر بالتردد في قراراتهم..

أما ياسين، فهو يمتلك قوة أكبر، لا يشبهك لكنه أفضل منهم... ومع ذلك، ليس لديه تلك اللمسة التي تجعله مثلك تمامًا، فهناك سليم الراوي واحد فقط في ذلك العالم.


تبسم سليم ثم قال بتفخيم: اشقائي جميعهم أقوياء وأفضل مني..كل واحد منهم لديه طريقته في العمل، لديه شخصيته، وبصمته الخاصة. لا يوجد أحد من أبناء الراوي ضعيفًا أو لا يعرف كيف ينهي صفقة أو ينجح فيها.. أنت فقط اشتقت للعمل معي، ولذلك شعرت بهذا الإحساس!


ماركو بهدوء: ربما... ولكنك تعلم أن العمل معك كان دائمًا مختلفًا يا سليم. فكّر في الأمر، هل ما زلت مصمم ألا تعمل مرة أخرى لقد مرت سنوات عدة.


سليم بحزم: نعم. الموضوع انتهى بالنسبة لي.


ماركو يقترب بحماسة: لكن هناك مجموعة من الأحجار النادرة ستأتي من منجم في إفريقيا. فلاريو يريد تقسيمها معك. أريد أن نعمل معًا مرة أخرى.


سليم بهدوء حازم: ماركو، لا أريد الحديث عن هذا الموضوع. فهو منتهٍ بالنسبة لي. لقد اتخذت قراري، ولا رجعة فيه.


ماركو محاولا إقناعه: ستأخذ ٥٠٠ مليون دولار يا سليم... فرصة لا تُعوّض.


سليم بإصرار: حتى لو كان المبلغ أكثر... لا أريد.


يصمت ماركو لوهلة، متفاجئًا من رد سليم. ينظر إليه وكأنه يحاول فهم دوافعه. 


سليم يتبسم بهدوء لتخفيف حدة الحديث: دعنا نتعشى معًا غدا قبل أن تغادر. ما رأيك؟


ماركو يبتسم بدوره ويهز رأسه موافقًا: فكرة رائعة، يا صديقي! كنت بحاجة لقضاء وقتا ممتعا معك قبل الرحيل.


    الفصل السادس والاربعون ج2 من هنا 


تعليقات