رواية الماسة المكسورة
الفصل السادس والاربعون 46 ج2
بقلم ليله عادل
_ في عيادةالنسا٦م
_نشاهد سليم وماسة يجلسان أمام مكتب الطبيبة كانت بطن ماسة عالية لحد ما فهي الآن في الشهر الخامس.
الطبية بعملية: وجع رجلك ده طبيعي التحاليل مفهاش حاجة.
سليم بقلق: بس امبارح مكنتش قادرة تقف خالص على رجلها من الوجع لدرجة كنت هوديها المستشفى بالليل.
الطبيبة: التحاليل قصادي مفيهاش أي حاجة تقلق،
بالنسبة للتقل والارهاق والخمول دي حاجات طبيعية، كل سيدة حامل بتمر بيها وأكتر، هى شايلة جنين جواها، جرب حضرتك تحط مخدة كدة على بطنك وتتحرك بيها ونام ومارس يومك بيها، وقتها هتحس إن الأعراض إللي بتمر بيها مدام ماسة طبيعية جداً خلينا بردو نشوف في السونار ونطمن أكتر.
ماسة بفضول: حضرتك قولتيلي هنعرف نوع الجنين النهارده.
الطبيبة: إن شاءالله.
نهضت وتوجهت الى مكان السونار وخلفها سليم وماسة، تمددت ماسة على الفراش وساعدها سليم بكشف ملابسها توقف بجانبها وهو ممسكا يدها ويشاهدان الشاشة.
الطبيبة: أناشايفة الأمور مستقرة هو بس النونو شقي شوية بيتحرك كتير.
ماسةبضيق: بتتحرك كتير أوي وبصحى من أحلى نومة بسببها.
الطبيبة: أمال لما تدخلي في السابع هتعملي ايه؟ لسه نفسك بتروح إنك تشمي دخان.
ماسة: لا.
سليم؛ أنا الصراحة خوفت يكون الموضوع ده السبب في التعب اللي بتمر بيه دلوقت.
الطبيبة: هو بالتأكيد كان غلط وكويس إن حضرتك مكنتش بطاوعها معظم الوقت، بس لو كان في تأثير كان بان من وقتها متقلقش، ها انتم عايزين بنت والا ولد.
ماسةوسليم: بنت.
الطبيبة: طب مبروك ربنا حقق أمنيتكم وهي فعلاً بنوتة زي قمر.
سليم بسعادة وعدم تصديق: متأكدة يادكتور.
الطبيبة: ايوه.
فور نطقها تلك الكلمة ارتسمت على وجه سليم وماسة ابتسامة واسعة وبعين تملأها دموع الفرحة.. شدت ماسة على يد سليم لتعلن مدا شعورها بالسعادة.
وضع سليم يده على شعرها أكمل : ألف مبروك ياعشقي . وضع قبلة على جبينها.
ضغطت الطبيبة على زر في الشاشة. خلينا نسمع دقات قلبها أكملت: وده صوتها.
نظر سليم لماسة بفرحة كبيرة
ماسة بسعادة: حلو أوي. ممكن تسجليه وتدينا نسخة.
الطبيبة: حاضر كدة خلصنا.
مسحت لماسة الجيل وأغلقت الشاشة ونهضت ماسة وعدلت ملابسها بمساعدة سليم، توقفت أمامه.
ماسة بفرحة: قولتلك متأكدة.
سليم بسعادة: وأنا فرحان عشانك أوي لأنك حققتي حلمك.
ماسة: يعني مش مضايق، أنا عارفة إن كان نفسك فى ولد أكتر.
سليم بعشق: وعشانك بقى نفسي في بنت شبهك يا أحلى قطعة سكر، مبروك ياعشقي ،الأبدي.
ضمها بشدة وبفرحة كبيرة مسح على شعرها وأكمل: من بكرة لا من النهارده لازم أبدأ أعمل للملكة بتاعتي اوضة مافيش زيها في الدنيا أنابقيت أبو حور رسمي خلاص .... ابتعد قليلا ووضع يده على بطنها...
حور سمعاني أنا بابا إللي بيموت فيكي.
أثناء وضع يده على بطنها تحرك الجنين نظر لها سليم بفرحة غامرة بابتساع عينه: شوفتي عملت ايه؟
ماسة بحب وسعادة: بترد عليك وبتقولك واناكمان بحبك يا بابا وعايزة الاوضه باللون البينك.
هز سليم رأسه بسعادة: بس كدة حاضر. وضمها مرة أخرى بسعادة كبيرة.
💕 _________________بقلمي_ليلةعادل
_ مجموعةالراوي / مكتب فايزة العاشرة صباحاً
_نشاهد فايزة تجلس خلف مكتبها تكتب في الأوراق التي أمامها .. وبعد دقائق طرق الباب سمحت بالدخول .. دخلت نانا نظرت لها فايزة باستغراب.
فايزة بحدة: إنتي اتجننتي ازاي تيجي هنا؟
نانا بهدوء: متقلقيش ياهانم انا سكرتيرة الباشا ممكن أكون مدخلة لحضرتك ورقة أصل بصراحة الخبر إللي عرفته مايستناش، أناكلمتك إمبارح وحضرتك مردتيش.
فايزة: عزت كان موجود مكنش ينفع أرد عليكي، وبنام بدري، إيه هو بقى الخبر.
نانا: امبارح كنت عند دكتورة النسا مع صاحبتي عارفة قابلت مين هناك!
فايزةباستنكار: قابلتي مين؟
نانا وهي تتك على الكلمة: سليم بيه وماسة وكانت بطنها عالية شوية.
عدلت فايزة من جلستها بصدمة: انتي بتقولي ايه!؟ انتي متأكدة؟
نانا: بصراحة أنامش متأكدة أنابقولك إللي شوفته أناخفت أسأل الدكتورة أحسن سليم بيه يعرف، هو ماشفنيش،بس بطنها ده أكيد حمل هي مش عالية أوي ممكن نقول في الرابع.. الخامس كده يعني.
صمتت فايزة للحظات وهي تفكر فيما قالته نانا وذلك الخبر الذي طالما تمنت أن لا يحدث ثم قالت بإقتضاب: طيب يا نانا روحي.
نانا: تمام عن إذنك.
خرجت نانا وأخذت فايزة تفكر بعمق وهي تقول بصوت داخلي: لو فعلاً ماسة حامل في الشهر الرابع أو الخامس وأنت مقولتش يبقى أنت حاسس بحاجة !! ودي مشكلة أكبر، بس لازم أتأكد من الحمل ده، وبعدين نشوف موضوع إنك خبيت سببه ايه !! ...
أخذت تفكر بعمق كيف تتأكد من ذلك !! فهما لم يأتيا القصر منذ عدةشهور وهذا ما أثار شكوكها أكثر ...
ارتسمت على وجهها ابتسامة يبدو أنها تواصلت إلى شيء توقفت ثم تحركت وتوجهت الى الخارج.
_ مكتب فريدة
_نشاهد فريدة تجلس خلف مكتبها وتكتب على اللاب توب طرق الباب دخلت فايزة رفعت فريدة عينيها نحوها بابتسامة توقفت لاستقبالها باحترام.
فريدة بتركية: إنيم.
جلست فايزة على المقعد الأمامي للمكتب.
فايزة بتوضيح ممزوج بخبث: كنت قاعدة زهقانة كده قولت أما أقعد معاكي شوية هعطلك عن حاجة؟!
فريدة وهي تجلس: لاخالص تشربي حاجة؟
فايزة: ولا حاجة، بتشوفي سليم!
فريدة: مش زى الأول خالص، بالأخص بعد موضوع رشدي.
فايزة: بقولك ايه يافريدة،أنا عايزة أطلب منك طلب.
هزت فريدة رأسها بإيجاب وهي منتبهة لها بشدة: اتفضلي.
فايزة بخبث: أناحاسة إن سليم بعد عننا أوي الفترة إللي فاتت وبقالو كتير مبيجيش مش أسبوع ولا شهر، ده داخل على سبع شهور.
فريدةبأسف: عندك حق يا مامي بس هو إللي رافض حتى لما بيجي يقعد شوية ويمشي ومش بيجبها عشان بتمتحن.
فايزة بخبث: عشان كدة عايزاكي تتكلمي معاه يافريدة انتي أكتر واحدة قريبة منه كلميه وخلي يجي النهارده على العشاء هو وماسة وأكدي عليه خلينا نرجع زي الأول احنا بعدنا أوي أنا نفسي علاقتي بسليم تتحسن.
فريدة بطيبة: ياريت يا مامي خلاص هقوله بس يارب يوافق.
فايزة بيقين: أنامتأكدة لو فريدة حطت الموضوع في دماغها هتنفذه خصوصا إن سليم مابيقدرش يرفض لها طلب.
هزت فريدة رأسها بايجاب ونظرت لها فايزة بابتسامة ترسم على شفتيها بفرحة الانتصار فهي على يقين أن فريدة ستجلب سليم وحينها ستتأكد من خبر حمل ماسة.
_ أمام بوابة المجموعة الخامسة مساءً
_ كان سليم أمام سيارته على وشك صعودها وكان يتوقف عشري ومكي بجانبه أوقفه صوت فريدة وهي تنادي عليه
فريدة: سليم ...يا سليم
ألتفت لها سليم بابتسامة مشرقة ...
سليم: حبيبتي عاملة ايه؟
اقتربت منه حتى توقفت امامه عانقا بعض بشوق .
فريدة بمزاح لطيف: بقيت عامل زي الزئبق محدش عارف يشوفك.
سليم بمزاح: ده انا برده؟ أنا في مكتبي على طول انتي اللي مختفية.
فريدة بتوضيح: الأولاد ياسليم مطلعين عيني مبقتش بعرف آجي المجموعة كتير، بصراحة مش حابة أعتمد على البيبي سيتر زي وصافيناز ومني.
سليم: وده أحسن تفكير وأحسن خطوة عملتيها، بلاش توقعي في نفس الغلطة بتاعت فايزه هانم، بقولك ايه احنا هنفضل واقفين نتكلم كده !! تعالي نروح نقعد نتكلم في أي مكان.
فريدة: لا ياسيدي مش هقدر أتأخر على الولاد انت النهارده تيجي تتعشا معانا عشان نقعد نتكلم مع بعض، واعمل حسابك إنك هتبات مش عايزة أي اعتراض..
كاد سليم أن يتحدث أوقفته فريدة وقالت ...
متحاولش مش مسموح بأي رفض ولا حتى تقولي ماسة عندها امتحانات أو مصدعة ولا تعبانة هتجبها معاك، يا هاجي أخدكم إنتم الاثنين من الفيلا ماطلعش الراوي اللي جوايا ههههه بقولك أهو.
سليم بإبتسامة: هههه قلبك أبيض، طب أنا هاجي معنديش مشكلة بس ماسة فعلا عندها امتحانات، أصلاً هي بتمتحن دلوقت رايح أجبها من المدرسة.
فريدة بتصميم: ساعة واحدة ياسليم بطل عند والعرق بتاع فايزة ده...إنت فعلاً واحشني وهي بقالها كتير مجتش القصر دي بقالها سبع شهور مادخلتش القصر، ماينفعش تبقى بعيدة كده عننا.
سليم: صدقيني كده أحسن.
فريدة برفض: لامش أحسن احنا مش هينفع نتكلم هنا، هستناك والله العظيم ياسليم لو ماجيتش هزعل منك بجد ولو مجبتش ماسة معاك هزعل وهخاصمك، إنتم واحشني أوي وعايزة اتكلم معاك.
نظرلها سليم فهو لايستطيع أن يرفض لها طلب فهو يعتبرها أمه وليست شقيقته الكبرى ارتسمت على شفتيه ابتسامة جميلة وقال.
سليم: حاضر هاجي وهجيبها معايا،أنا مقدرش أرفضلك طلب اربع أشخاص في حياتي مابعرفش أقولهم حرف ماسة ومكي وياسين وإنتي.
تبسمت فريدة: يبقى كدة خلاص هستناك.
وضعت قبلة على خده وقالت: باي.
ابتعدت وتوجهت نحو سيارتها ظل سليم يراقبها حتى صعدت سيارتها وتحركت بها ثم صعد سيارته هو ومكي وعشري وتحركت السيارة..
💕________________بقلمي_ليلةعادل
_سيارة سليم٣م
_ أثناء الطريق تحدث مكي الذي يجلس بجانب عشري الذي يقود السيارة مع سليم.
مكي: هتروح النهارده على العشاء.
سليم بمزاح ممزوج بعقلانية: مش هتبطل ترمي ودنك هههه، اه هروح أنا فعلاً بقالي كتير مقعدتش مع فريدة ولا ياسين قعدة أخوة، كله شغل.
عشري: طب هتعمل ايه في موضوع ماسة ! إنت مش قايل لحد فيهم.
سليم زم شفتيه: اممم، بس عادي يعني هي بطنها مش عاليا، لو لبست حاجة واسعة مش هيبان.
مكي: هو إنت ليه مش عايز تقولهم؟
تنهد سليم بتشتت: مش عارف، ماسة كانت لسه شادة معايا من يومين بسبب الموضوع ده. جوايا إحساس عمال يقولي متقولش، أسكت، مع إن الحمل دي الحاجة الوحيدة اللي يستحيل تستخبى. بس مش عارف أعمل إيه؟
عشري بتعجب: هو إنت خايف لو حد من أهلك عرف يئذي ماسة هانم؟
أجابه سليم مسرعاً بيقين: لا طبعاً، بس مش عارف، حاسس إني بقيت مجنون.
مكي تبسم: حاسس؟ مش متأكد؟
سليم بحيرة من أمره: أول مرة يبقى جوايا الإحساس والفكرة دي بالشكل القوي ده ومصدقها وممتلكاني، لدرجة إن ماسة وصلت للخامس ومحدش يعرف غير أهلها وإنت وعشري والدكتورة، حتى إسماعيل ميعرفش.
عشري بتعجب: حاجة غريبة ولازم توجد لها حل عشان لو عدت النهاردة بعد كده لا، وأكيد هيزعلوا لو عرفوا إنك كل ده مخبي عنهم، خصوصاً فريدة هانم وياسين بيه.
أكمل مكي الحديث: بصراحة يا سليم، موقفك غريب ومش قادر أفهمه، إنت عمرك ما كنت بتخاف ولا كان بيهمك. بس أنا محترم مشاعرك. الشغل بتاعنا بيخليك حريص على الموضوع ده، بالأخص بعد مشكلة رشدي. بس مش لدرجة تخبي عن أهلك. عيلتك أكتر ناس هيحموك.
سليم: متأكد من ده حتى لو مش متقبلين جوازنا لحد اللحظة دي. المهم اليوم ده يعدي وبعدين هشوف حل.
فيلا سليم وماسة، 4 م
الحديقة
نشاهد ماسة تجلس على المقعد وتذاكر بتركيز... بعد دقائق، دخل سليم من الباب الزجاجي وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة.
سليم: عشقي.
جلس بجانبها وقبلها من جبينها بعشق.
ماسة: حمد الله على السلامة.
سليم: الله يسلمك، طمّني عليكي.
ماسة: الحمد لله، كويسة.
انحنى سليم وضع قبله على بطنها رفع راسه وهو يتحسس بطنها قالا وحور الحلوه عامله إيه؟
ماسة بمزاح ربنا هديها النهارده ضربانى مرتين بس.
تبسم سليم: النهاردة معزومين على العشا في القصر.
ماسة باندهاش: أكيد بتهزر.
سليم: لا.
ماسة: هنروح؟
سليم: أيوه، مش هينفع نعتذر عشان فريدة.
ماسة بحدة: ومطلوب أروح إزاي وأنا كده؟ قولتلك يا سليم لازم نقولهم، اتعصبت عليا، قولتلي مالكيش دعوة بأهلي وأنا حر.
سليم ببرود: هتلبسي فستان واسع، واحنا هناك هنشوف نقولهم ولا لأ.
مسحت ماسة على وجهها بتعب من طريقة تفكيره الغريبة ورفضه لعدم معرفتهم الغير مبرر: أنا مش عارفة أقول إيه، الصراحة تعبت... اعمل اللي إنت عايزه، أنا زهقت.
نظر لها سليم بضيق دون رد.
_ قصر الراوي،6م
_ الهول
دخلت ماسة وهي متأبطة ذراع سليم وترتدي فستان طويل لم يظهر بطنها، فقد أخفاه بشكل كبير. كان في استقبالهما جميع أفراد العائلة.
وقفت فايزة بجانب فريدة وهمست: برافو فريدة، قدرتي ترجعيهم.
فايزة بابتسامة مصطنعة قالت بنبرة مرتفعة: أهلاً يا سليم، إزايك يا ماسة؟ أخيرًا ظهرتوا.
سليم بسخرية وهو يمرر عينيه على الجميع: هو إيه الترحيب الحار ده؟ هو أنا مش داخل بيتي ولا إيه؟
عزت بتأكيد: طبعًا، بيتك.
هز سليم رأسه مستغربًا: أمال أنا حاسس إنه في ترحيب بيا زيادة ليه؟! الكل واقف وبيستقبلنا. على فكرة، أنا زي ما مشيت بمزاجي هرجع بمزاجي، وأنا راجع قريب جدًا كمان.
عزت بتمني: ياريت يا سليم.
فايزة باستهجان: أنا لساني تعب من كتر ما بتحايل عليك عشان ترجع إنت وماسة، وإنت اللي رافض. حقيقي تعبت.
تحدث سليم بطريقة تعكس قوته: مانا قولتلك زي ما مشيت بمزاجي هرجع بمزاجي. عموما، ميرسي على الاستقبال الحار ده. مشاعركم وصلت يا أشقائي العزاز.
دخلا وجلس الجميع في الهول.
هبة: عاملة إيه في الامتحانات يا ماسة؟
ماسة: طالع عيني والله.
فريدة: فضلك كم مادة؟
ماسة: أربعة.
منى: إيه ده؟ إنتي داخلة ثانوية عامة عادية؟
سليم: آه، وبتمتحن معاهم. هي حابة كده.
فريدة: إنتي أدبي؟
ماسة: آه.
صافيناز بخبث: إنتي مليتي شوية يا ماسة عن آخر مرة شوفتك فيها، خدي بالك.
تحمحمت ماسة وتوترت قليلاً: أممم، شوية.
حاول سليم تغيير الحديث مسرعًا: زين تعال، مش هتسلم على خالو؟ بقى عنده كام دلوقت يا صافي؟
صافيناز: سنتين ونص.
ماسة: ما شاء الله، كله عماد على فكرة.
رشدي: كده صافي هتحبك أوي. بتفرح لما حد يقولها على شبه عماد.
ماسة: بس دي حقيقة مش مجاملة.
صافيناز: شوفت يا رشدي، عشان تبطل تقول إنه شبهك. قال شبهك قال، ههه.
فايزة بغرورها المعتاد: هو يطول يكون شبه خالو رشدي الراوي.
رشدي: حبيبة قلبي اللي دايمًا رافعة معنوياتي.
سليم: امال فين مريومه.
صافيناز نايمه.
أخذوا يتبادلون الأحاديث بمودة... بعد وقت.
فايزة: خلينا نقعد على السفرة يلا.
جلس الجميع على السفرة وبدؤوا بتناول الطعام، غمزت فايزة لصافيناز وقالت.
صافيناز بخبث: ماسة، هو إنتي حامل؟
اتسعت عينا ماسة وشرقت وأخذت تكح، أعطاها سليم كوبًا من الماء بدأت تحتسيه.
لكن سليم أخفى توتره باحترافية شديدة، عكس ماسة التي ظهر عليها التوتر بشدة. كانت صافيناز وفايزة تراقبان ملامحها بشدة ليستشفّوا أثر تلك الكلمة عليها.
ماسة بعد احتسائها الماء: سوري.
صافيناز بخبث: ولا يهمك، إنتي حامل، مظبوط؟ باين عليكي خالص.
تبسمت ماسة بدهاء وحاولت كسب الموقف لصالحها: شوفت يا سليم، قولتلك تعال نقولهم من أول ما جينا، فضلت تقولي لا، اصبري شوية، خلينا نعملهم مفاجأة. أهي المفاجأة باظت وصافي خدت بالها. أيوه يا جماعة، أنا حامل في الشهر الرابع.
لقد أخفت عليهم أنها في الشهر الخامس...
نظر الجميع إليهم بصدمة.
فايزة بصدمة: في الرابع؟
وجه عزت نظره لسليم منزعجًا بتصنع: إزاي يعني ما تقوليش؟
أجابته ماسة مسرعة: إحنا لسه عارفين من أقل من أسبوعين تقريبًا.
فريدة بتعجب: إزاي؟
ماسة بتوضيح ممزوج بمزاح: أنا كنت مركزة خالص في المذاكرة والامتحانات، فما خدتش بالي وما ركزتش. ده الدكتورة زعقتلي انا وسليم إزاي كل ده مش واخدين بالنا.
فريدة: على فكرة، بتحصل. عارفة، أنا في سيلينا عرفت وكنت في نص الثالث.
أضافت بسعادة: ألف مبروك.
نهضت وتوجهت نحوهم. توقف سليم وماسة وصافحوها.
فريدة وهي تضم سليم: مبروك يا حبيبي، أخيرًا هبقى عمتو.
منى بتعجب وغيرة: ما أنتي عمتو من زمان.
فريدة: لا، سليم بالنسبة لي حاجة تانية خالص.
عزت: ألف مبروك، وعرفته نوع الجنين؟
سليم بمراوغة: لسه هنعرف في الخامس، هي لسه في بداية الرابع.
فايزة باستهجان: وكنت ناوي تقولنا إمتى بقى؟
سليم: كنت ناوي بعد امتحانات ماسة، بس لما جينا النهاردة كنت هقولكم بعد العشاء، بس كده أحسن. هناكل وإحنا نفسنا مفتوحة...
فايزة: أكيد طبعًا، مبروك. بس يا ماسة، متتعبيش نفسك بقى، الحمل ده جاي بعد شوق كبير.
عزت: فعلًا، خدي بالك من حفيدي. إنتي متعرفيش حفيدي من سليم بالأخص هيكون مكانته إيه.
صافيناز: طبعًا، ابن وريث العرش.
ياسين، وهو يقترب منهم قال بمزاح: سبوني بقى أبارك له، عملتها قبلي، بس وحياتك لحصللك.
سليم: بإذن الله يا حبيبي.
بدأ الجميع بتهنئتهم وأكملوا طعامهم وقضوا وقتًا ممتعًا مع بعض..
بعد فترة، رجع سليم وماسة إلى فيلتهما.
حديقة القصر،11 مساء
جلست صافيناز وفايزة في حديقة القصر تتحدثان.
فايزة: إنتي دخل عليكي إنهم لسه عارفين؟
صافيناز هزت راسها بالنفي: يستحيل. بطنها كبيرة، هي عرفت تداريها بس أنا أخدت بالي. هما عارفين من بدري، وشكلها في آخر الرابع أو الخامس. بس يا مامي، مش هي دي المشكلة. كده كده الباشا وقفنا وهي فعلاً مش مسببلنا أي تأثير، بس ليه سليم ما يقولش؟ مامي إنتي عارفة معناه إيه إن سليم ما يقولش؟ يعني خايف يقولنا...
بدأ التوتر يزيد على وجهها، أكملت بتلعثم: تفتكري يكون شك في حاجة عشان كده مقالش؟
فايزة هزت رأسها بنفي قالت بقوه: سليم لو كان شاكك في حاجة أو عنده إحساس 1% إننا ممكن نأذي ماسة أو ابنه كان جه وقف في وسط القصر وبص في عينيا أنا وعزت وقالنا: "شايفين أحفادكم دول؟ هاحسركم عليهم واحد واحد، بعدين على باباهم ومامتهم،. سليم ما بيتهاونش في حاجة زي دي. بس هو فعلاً الموضوع ده مثير وغريب، ليه ما قلش؟! إحنا لازم نوصل ونعرف السبب.، إنتي غبية يا صافي مكنش لازم تبعدي نفسك كل البعد ده عن ماسة.
صافيناز: عادي، ممكن أرجع تاني بس أنا مالِيّش مزاج. هي دلوقتي قريبة من هبة، وهبة دي سهل جدًا تاخدي منها كل حاجة، فما تقلقيش.
فايزة: ما هي ما قالتلهاش حاجة.
صافيناز: ما دي حاجة غريبة، شكل أهلها كمان ما يعرفوش، لأنهم لو كانوا عارفين كنا إحنا عرفنا. أنا متأكدة، الخدامين كانوا هيقولولي لو حصل أي حاجة يبلغوني على طول.
فايزة: يبقى خلينا ندور لحد ما نوصل ليه ما قلناش. أوعي تفتحي الموضوع ده قدام عزت أو قدام أي حد بالأخص الحرباية اللي اسمها منى.
صافيناز: ما تقلقيش.
فيلا سليم وماسة ١١م
دخل سليم وماسة من باب الفيلا، وكان يبدو على وجه ماسة الضيق. فور وصولهم، استدارت ماسة وتحدثت مع سليم بحدة.
ماسة بغضب: ممكن أعرف بقى إيه فيك؟ بجد مالك؟ مكشر ومتضايق ومتعصب، أنا عملت إيه عشان ده؟
سليم باستغراب: إنتي بتزعقي ليه؟
ماسة بتعجب: بزعق ليه؟ يعني مش عارف بزعق ليه؟
سليم ببحة رجولية ونبرة عالية قليلاً قائلاً بأمر: وطي صوتك يا ماسة، في إيه؟
ماسة بضيق وهي تجز على أسنانها: من أول ما خرجنا من القصر عندكم وانت مكشر ومتضايق، ليه؟ عشان قلتلهم إني حامل؟ قلتلك الحمل الحاجة الوحيدة اللي مينفعش تتخبى، قلتلك خد بالك، فات خمس شهور، وانت مافيش. كنت عايزني أعمل إيه لما سألوني؟ أكدب؟ كان لازم أقول الحقيقة، وفي الآخر متعصب وقالب وشك عليا كأني عملت جريمة. ولا تكنشي مستعر إني حامل منك وعشان كدة مش عايز تقولهم.
فور نطق ماسة لتلك الكلمة، اتسعت عينا سليم بضيق وقال بشدة: إنتي اتجننتي، أية الكلام اللي بتقولي ده؟ بلاش الكلام اللي يعصب ده. إيه مستعر دي؟ خدي بالك من كلامك كويس.
ماسة: امال مالك متعصب عليا ليه؟!
سليم يتحدث من بين أسنانه: قولتك أنا مش متعصب. كل الحكاية إن الموضوع مضايقني لأنه جه بالطريقة دي.
ماسة باتهام: إنت السبب! أنا كلمتك كتير. ده لسه من كم يوم قولتلك لازم نقول، فات خمس شهور، وانت فضلت تقول لي مش هينفع. مش عارف، جوايا إحساس مش حلو. إحساس إيه؟ انت نفسك مش عارفه ولا فاهمه. انت سلمت نفسك لوساوس الشيطان لحد ما حطتنا في الموقف البايخ ده. بقى شكلنا وحش جداً قدامهم.
سليم بجبروت: محدش لي عندي حاجة. أقول في الوقت اللي أنا عايز أقول فيه.
ماسة بتعجب: إيه الغرور ده؟ هو كمان غرورك في الحمل؟
سليم بنرفزة وبنبرة عالية: قولتلك خايف. إنتي مش قادرة تفهمي ليه؟
ماسة بضجر: خايف من مين؟ من أهلك؟ ده أنت مقولتش حتى لفريدة اللي بتعتبرها مامتك وياسين اللي بتعتبره ابنك.
زفر سليم بزهق: خلاص، مش قولنا خلاص؟ بتزعقي ليه؟ أنا مش عارف إنتي متعصبة ليه كده؟
ماسة باتهام: انت اللي متعصب يا سليم، مش أنا.
سليم بشدة: لا، أنا مش متعصب. كل الحكاية إني بحاول أستوعب الطريقة اللي عرفوا بيها. مكنتش عامل حسابي. وبعدين، إنتي فارق معاكي معرفتهم من عدمها في إيه؟
ماسة بتعجب شديد: إزاي يعني يا سليم؟ لازم يفرق معايا...
أكملت بنبرة متأثرة وعين أغرورقت بالدموع:
مش يمكن يا سليم الحمل يكون الأمل الجديد اللي يقربهم مني، ويخليهم يحبوني ويتقبلوني؟ أنا مش عايزة حور لما تكبر تشوف نظرة الكره دي في عينيهم وتيجي تسألني وتقولي: هما ليه مش بيحبوكي يا مامي؟ وقتها مش هلاقي إجابة. مهما حاولوا يخبوا وميقولهاش بلسانهم، عينيهم بتقول كل حاجة، بالأخص الهانم (بابتسامة شغف وأمل) مش يمكن حور تكون هي همزة الوصل اللي بيننا وتخليهم يشيلوا الغشاوة اللي على عينيهم دي، وينزلوا من البرج العالي اللي عايشين فيه، والحب يبقى من القلب.
أطلق سليم ضحكته الساخرة التي تميزه، وقال بسخرية: تكون إيه؟ همزة الوصل اللي بينكم وتخليهم يحبواكي ويشوفوكي بعين تانية؟ ههههه... إنتي مش فاهمة حاجة.
أكمل بعقلانية ممزوجة بقهر قال بتأثر:
طب الباشا ماشي، الباشا بدأ يتقبلك. أما فايزة هانم، مشكلتها معاكي حاجة واحدة، وهي إنك كنتي خدامة، وأصلك بالنسبة لها معدوم. هي طول عمرها بتبص على الناس من برج عااالي أوي، وبتقيم الأشخاص من أبشع المناظير الموجودة في الكون. إللي هو: ابن مين؟ انت أصلك إيه؟ الأصل إللي هو مش باختيارنا. محدش فينا بيختار أهله ومكانته، بس ممكن يطوره. هي نفسها كان ممكن تكون بنت سفرجي مثلاً! بس هي مش قادرة تقتنع بده مع الأسف. إخواتي بقى، نركن فريدة وياسين على جنب، ما عندكيش مشاكل معاهم. هيتبقى مين؟ طه ورشدي وصافيناز!!! عاوزاهم يحبواكي مرة واحدة؟ مش لما يحبوا أخوهم الأول...
قرب وجهه لوجهها بشدة وهو يمرر عينه باتساعها أضاف: هو إنتي فاكرة إن مشكلتهم معاكي إنتي؟ ومشكلتهم إنك بنت مين؟ وكنتي إيه؟
ارتسمت على شفتيه نصف ابتسامة حزن، وأكمل بقهر: كل الحكاية يا ماسة إنك مصدر تهديد وخطر ليهم..
نظرت له ماسة باستغراب بعدم فهم. أكمل سليم حديثه رداً على تلك النظرة: أيوة يا ماسة، إنتي مصدر تهديد ليهم وكبير كمان. مالك مستغربه ليه؟ إنتي هتكوني الملكة الجديدة المنتظرة اللي هتكون مكان فايزة رستم أغا، وأولادك هما إللي هيبقوا الأسياد وهم مجرد أتباع. فـ ازاي بقى يبقوا أتباع؟ فـ لازم يحاربوا عشان ياخدوا مكاني وبعد ما يتخلصوا مني أنا وأنتي هيحاربوا بعض لحد ما واحد فيهم يفضل وهو اللي يفوز وياخد الكرسي.
أكمل باشمئزاز: حرب قذرة عشان خاطر الفلوس والسلطة واسم العيلة. فـ عدم حبهم ليكي لانك مصدر تهديد مش أكتر. مش لأنك ماسة البنت الفلاحة إللي أخوهم أتجوزها... عارفة، حتى لو مكنتيش مرات سليم، ومراتي أي وحدة تانية مكانك، لورجينا مثلاً! كانوا قالوا اتجوز وحدة
ماسة بكذب: بيحبوك بس عايزين يبقوا كبار زيك.
ارتسمت على شفتي سليم ابتسامة حزينة، فهو يعلم أنها تكذب ولا تريد أن تحزنه: ما بتعرفيش تكدبي، المهم انسي إنك تشوفي النظرة دي. هما أصلاً ما بيحبوش بعض، وكل واحد مستني التاني يقع وياخد مكانه. للمرة الأخيرة، مشاكلهم معايا مش معاكي. الأول يحبوني يا ماسة، وأوعدك وقتها أكيد هيحبوك، لأنهم ما عندهمش أي أسباب لكرهك.
ماسة باختناق: والحل هنفضل كده؟
سليم: اممم، عيشي وتعايشي وثقي، كل ما هابقى أقوى، النظرة دي هاتقل. آه، هي من الخوف مش حب، بس مش مهم. كده كده أنا مش عايز ولادي يبقوا قربين أوي منهم. مش هيفوتهم كتير يعني. عمتهم مش الدكتورة الفاضلة عبلة الكحلاوي، وعمهم مش العالم مصطفى محمود... دي عمتهم صافيناز اللي بتقول على البسطاء رعاع وحشرات وبتتكلم من مناخيرها، ورشدي السوقي والمتحرش، طه جبان، واللي جبنه لعنة يتخاف منها ويتعملها حساب. لانك متعرفيش ضربته هتيجي إزاي، خصوصًا لما يكون متجوز وحدة زي منى. ده أنتي اللي تخافي عليهم منهم، وعلى نفسك كمان.
نظرت له ماسة بأسف وشفقة على ما يمر به: فهو محق، لماذا هي تكترث لهم لهذا الحد؟ فهم فاسدون ومن الممكن إفساد أبنائها.
ماسة باعتذار: أنا آسفة يا سليم، أكيد إنت معاك حق في كل اللي قلته.
سليم بلطف وتفهم: ما تتأسفيش، إنتي صح. طبيعي إنك تحبي تحسني علاقتك بأهل زوجك، بالأخص لو في أطفال. لكن مش دول، صدقيني، الحدود دي أفضل بكتير.
ماسة بتأييد: مظبوط.
وفجأة تبدلت ملامح سليم وارتسمت الابتسامة العريضة على وجهه وقال بمزاح: بس صراحة عجبتيني. عندك سرعة بديهة، عرفتي تقنعيهم، أنا نفسي اقتنعت. هههه.
ماسة تبسمت: بجد؟
سليم: آه، بالأخص لما فريدة أكدت إنه حصل لها كده.
ماسة: أنا قولت أقول في الرابع عشان تبقى مبلوعة، الخامس باين إنها تحوير، بس هو أنا فشلت أوي إني أخبي. ده الكرسي كان هيسقطني.
سليم: تقريبًا لما قعدتي وقربتي على السفرة أخدت بالها. صافيناز مش سهلة. مش مهم، المهم دلوقتي خلاص إفراج. اعملي اللي عايزاه، اتصوري وروحي في كل حتة براحتك.
زغرطت ماسة وقالت: وأخيرا.
سليم بابتسامة: للدرجة دي؟
ماسة: طبعًا، ده أنا كنت حاسة نفسي في سجن.
منزل نانا العاشرة مساءً
نشاهد عزت وهو يجلس على الأريكة ويحتسي كأسًا من الخمر وبجواره نانا.
نانا بتعجب: ليه خلتني أقولها متأخر كده؟
عزت: مكنتش ضامنهم.
نانا بتحذير: ممكن يجربوا يعملوها تاني من وراك!
عزت: فايزة عندها استعداد تقتل ماسة ولا يكون لها حفيد منها.
نانا بتعجب: للدرجة دي؟
عزت: وأكتر.
نانا: طب ما برضو ممكن يعملوا حاجة... هي في كام؟
عزت: لا دلوقتي صعب، أنا خلصت المشروع وهركز معها. المهم عينك تفتحيها كويس.
نانا: متقلقش.
💞___________________بقلمي_ليلةعادل
فيلا سليم وماسة
غرفة سليم وماسة11م
كانت ماسة متمددة على الفراش وترتدي قميص نوم باللون الفيروزي وتترك شعرها منسدلاً على ظهرها، وتلك الخصلات التي تهبط على وجنتها تزيدها جمالاً. وتضع القليل من مستحضرات التجميل التي تبرز ملامح وجهها الناعمة. كانت تشاهد التلفاز على أحد الأفلام القديمة. بعد دقائق، خرج سليم من المرحاض بعد أخذ شاور وهو يرتدي ملابس منزلية، بنطال وتيشرت نص كم. اقترب منها ونظر لها بابتسامة جميلة، ثم تمدد بجانبها على أحد جانبيه في زاويتها.
سليم بحب: عشقي.
تبسمت ماسة له برقة.
سليم وهو يمرر أصابع يديه على خديها بشوق ممزوج بمزاح محبب: بقول لك إيه، أنا خدت شاور وفضلت قاعد في البانيو ساعة ونص، نقعت نفسي بمعنى أصح قربت أبوش. استخدمت لك ثلاث شاور مختلفين بالروائح اللي إنتِ بتحبيها: القرنفل، والزهور، والمسك. وما حطيتش برفان، وشربت لك سجائر. في أي اعتراض؟ مش هينفع، الحقيني قبل ما أنحرف، بقول لك أهو، أنا على آخري.
نظرت له ماسة باستغراب ورفعت أحد حاجبيها بشدة: تنحرف!! إنت بتهددني ولا إيه؟ طب وريني كده هتنحرف إزاي؟
تبسم سليم وهو يتلاعب بخصلات شعرها بحب: يا روح قلبي، هو أنا أقدر أهددك؟ إنتِ روح القلب و الرواح. أنا أقصد يعني حني عليا وحسي بيا.
ماسة بتذمر: إنت محسسني إن هو بمزاجي.
سليم: عارف يا روحي إنه غصب عنك، بس حاولي يعني، فات ٥ شهور، كتير أوي. (أكمل بمزاح) بقول لك الحقيني قبل ما أنحرف وترجعي تزعلي.
ماسة: بص، أنا النهارده حاسة إني طايقاك.
سليم بمقاطعة معترض: ممكن بس تغيري كلمة طايقاني، وتخليها مثلاً حاسة إنك مشتاقالك،
(أكمل بمزاح) يا ماسة إنتِ من أول ما حملتي وإنتِ محسساني إن ريحتي وحشة وقرفانة مني، وفي أحاسيس كده واصلاني مش حلوة. والله لو راجل تاني مكاني مكنش فضل ساكت كده.
ماسة: دي أقل حاجة إنت ممكن تقدمها لي. إنت ما تعرفش أنا حاسة بإيه؟
تبسم سليم وهو يقبلها من يديها: أنا عارف، بس خلينا ناخد فرصة ونجرب. إيه رأيك؟ وأنا أوعدك لو مقدرتيش هبعد، اتفقنا؟
هزت رأسها بإيجاب وبابتسامة رقيقة.
سليم بعشق كبير وبعين تحدق بها: عشقي إنتِ.
نظر لها بشوق وبعين متعطشة لها، مرر أصابع يده على وجنتها وعاد بشعرها للخلف. اقترب منها ووضع شفتيه على شفتيها وقبّلها بشوق وشغف. بدأت ماسة تتجاوب معه وبعد ثوانٍ ابتعد سليم قليلاً وهو محتضن وجهها بكفيه قائلاً:
سليم بتركي: عشقي إنتِ، تمام؟
ماسة برقة مقلدة له باللكنة التركية بدلال: تمام، أكمل.
تبسم سليم لها وقال: وحشتيني أوي.
أخذ نفسه ومال بجسده عليها وأخذ يلتهم تلك السكاكر التي يشتاق لها. بدأ بوضع قبلات على وجنتيها ماراً بعنقها لكي يذيبها بين أحضانه. كانت ماسة متفاعلة معه وتبادله اشتياقه فهي الأخرى تشتاق له بشدة.
لم تمر إلا دقائق وبدأت ماسة تدفعه عنها شاعرة بالضيق.
ماسة باختناق: سليم بس، أوعى، مش قادرة.
ابتعد سليم وهو يلهث من فرط الاشتياق والاستثارة، كان وجهه قريباً من وجهها بشدة: في إيه؟
ماسة وهي تضع يدها على فمها بغثيان: مش قادرة، أوعى، أرجوك، عايزة أرجّع.
سليم بتأثر: ما تهزريش، ما إحنا كنا كويسين، حاولي تكملي.
هزت ماسة رأسها بتعب وتضع يدها على فمها: مش قادرة والله، بجد أوعى.
زفر سليم أنفاساً ثقيلة وابتعد عنها بتعب وهو يسند بظهره على ظهر الفراش محاولاً تمالك زمام شوقه لها. هو يعلم جيداً أن ما يحدث فوق إرادتها. حاول إخماد رغبته وعدم الغضب، فأي رجل مكانه من الممكن أن يصدر منه رد فعل حاد، لكنه كان متفهماً لما تمر به.
ماسة بأسف واعتذار: سليم، بجد آسفة، إنت كمان وحشني والله، بس غصب عني، مش قادرة.
نظر لها سليم بمزاح: ده أنا شربت ليكي ٤سجاير جوه عشان بتحبي ريحتها.
ماسة: سوري، بعدين. أخذت تدفعه عنها. طب أوعى شوية، الريحة اللي حاطتها مش قادرة أتحملها.
سليم: والله ما حاطط.
ماسة بضيق: معرفش بقى، لو سمحت اطلع بره خالص.
سليم وهو يرفع أحد حاجبيه باعتراض ومزاح: كمان مش مكفي اللي بتعمليه فيا، كمان أطلع بره؟ طب مش طالع بقى.
ماسة: طب أنا اللي هطلع، خليك براحتك.
حاولت النهوض، لكن أمسك سليم يدها وقال:
سليم بمزاح محبب: خليكي ياستي، الله يسامحك على اللي عملاه فيا ده. كده كده كنت هنزل عشان أهدى شوية، عشان طول ما أنا شايفك قصادي مش هقدر أمسك نفسي.
هزت ماسة رأسها بنعم بحزن: سليم، أنا آسفة، غصب عني، والله العظيم.
تبسم سليم بحب وتفهم وهو يضم بكفيه وجهها: عشقي، ما تعتذريش، أنا مش متضايق، أنا بس مشتاقلك أوي. قبلها من جبينها وقال: هنزل تحت شوية وهطلع.
تبسمت ماسة: البس تقيل، الجو برد.
سليم: حاضر.
_حديقة الفيلا
_ خرج سليم من باب الفيلا وهو يرتدي الجاكيت ويغلق السوستة. سار في الحديقة حتى وصل الى مكي الذي يجلس أمام نار مشتعلة للتدفئة، وكان بجانبه بعض الحراس وحين اقترب سليم حاولوا الاقتراب منه..أشار سليم لهم (بمعنى ما فيش حاجه خليكم زى ماأنتم) .
رفع مكي عينه نحوه بابتسامة ف يبدو أنه فهم سبب مجيء سليم في هذا الوقت المتأخر .
سليم بمزاح: مكوش عدل سليم المقعد وجلس بجانب مكي أمام النار.
سليم: أخبارك إيه؟
مكي: تمام، أعمل لك شاي؟
هز سليم رأسه بنعم. أخذ مكي البراد الموضوع على النار المشتعلة وقام بصب الشاي في أحد الأكواب وأعطاه لسليم في أجواء باردة جداً.
مكي بمزاح لطيف: شكلها طردتك تاني.
سليم بمزاح رداً عليه: ما تقولش طردتك، ماحدش يقدر يطردني، أنا ماشي بمزاجي. هههه.
مكي وهو يضحك: همشيها كدة. ههههه. بس إنت شكلك مش متضايق من اللي بيحصل معاك، ودي حاجة أنا مستغربها الصراحة، لأنه مش طبعك.
سليم باستغراب وهو يعقد حاجبيه ويحتسي الشاي: هضايق ليه؟! ما هو غصب عنها، مش بمزاجها.
مكي بتساؤل: أنا فاهم، بس إنت كمان ممكن يبقى غصب عنك، يعني إنت مفكرتش تخونها؟
سليم بتعجب: أخونها!
مكي بتوضيح: مش تخونها بالمعنى الحرفي، بس يعني مجرد نزوة.
سليم برفض تام: لا طبعاً، أنا مستحيل أعمل كدة مع ماسة. دي روح قلبي يا مكي.
وضع يده على قلبه وهو يقول: ماسة دي، عشقي، نفسي اللي بتنفسه. مستحيل أعمل كدة معاها.
كمل بعقلانية: أصلاً أنا لو فكرت مجرد التفكير، أبقى مستهلهاش، وأبقى أناني. ما هي كمان زيي محرومة وتعبانة، ده بالعكس، هي أكتر مني، متحملة وجع وألم وترجيع ودوخة، ومش عارفة تنام ولا تأكل عشان تخليني أب، ومخلصة ليا. يعني لو أنا تعبان والدكتور منعني، هي هتروح تخوني؟ أكيد لا...
أنا بأستحقر أي راجل يعمل كدة في مراته. تبقى هي بتقدم كل ده، وبتتنازل عن راحتها وفي الآخر يجازيها بالخيانة ويكسرها، قال ما تحملش! ويبررلك ده إنه راجل وعنده احتياجات كأنها رخصة للخيانة. إنت راجل فاهم إن ما فيش الكلام ده، الرجل لو عايز يتحمل ويبقى مخلص لمراته، هيبقى مخلص.
مكي بتوضيح: أنا فاهمك، بس سألت لأني مستغرب انك مستسلم ومتحمل كل اللي بتعمله.
تبسم سليم بعشق بعين تلمع: ده طبيعي، لأن ماسة حاجة تانية، بقولك نفسي اللي لو بعدت عني ينقطع. أقولك حاجة هتستغربها أكتر، أنا بقيت بقرف من كل الستات، أنا قابلت شاهندا من كم يوم لما كنت مع هارون في النايت، حاولت معايا، برغم إني ضعيف الفترة دي، بس مهزتنيش. لما شُفتها وهي بتقرب بنظراتها كنت فاهم هي عايزة إيه، للحظه خوفت. خوفت من نفسي لأضعف! ٥ شهور كتير، بس لقيتني متهزتش وبمشيها ومش طايقها. لما روحت، أخدت ماسة في حضني وأنا بقول جوا نفسي: لو فضلنا سنة، مستحيل أعملها. أنا عايزك إنتِ وبس. أنا متحمل وهفضل متحمل، لأني شايف ده أقل شيء ممكن أقدمه ليها قصاد كل اللي بيحصلها.
مكي: حقيقي أنا منبهر بيك.
سليم: لو حبيت من قلبك، صدقني هتبقى زيي. أنا مش بعمل الغريب أو الكتير. بالعكس، ده طبيعي لازم كل راجل يعمله ويقدمه لزوجته. لازم كل راجل يتحمل فترة تعب مراته وما يبررش خيانته بأنه عنده احتياجات. زي ما هما بيتحملوا ومخلصين لينا.
ولا هي كمان تخون وتقول احتياجاتي ووقتها. المفروض منتكلمش زي ما بنبررها للراجل.
مكي بعقلانية: إنت صح، بس مجتمعك للأسف بيقسم كل حاجة وبيبرر كل شيء للراجل، حتى الخيانة، وبيهمش الست. بس زي ما قلت، إنه مش طبعك عشان كدة سألتك، مش بأتدخل في خصوصياتك.
سليم تبسم بتفهم: أنا عارف، وانت الوحيد بعد ماسة المسموح له يتدخل. بس قولي يا أخي العزيز، هو أنا سليم بتاع زمان؟
مكي: لا.
سليم: يبقى اشمعنا في دي مش هتغير؟ دي أسهل حاجة.
مكي بمزاح وهو يضحك ويحتسي الشاي: بس هي طردتك.
سليم: طب بص قدامك بدل ما أرفدك. ههههه. وصبلنا شاي تاني، شكل السهرة صباحي.
بعد مرور شهرين:
وخلال تلك الفترة، نشاهد ماسة تخوض الامتحانات بمساعدة سليم لها، كما نشاهدهما أيضاً يتسوقان ويشتريان الملابس لحور، وتحضير غرفتها، والسعادة تغمر قلبيهما.
💕____________________بقلمي_ليلةعادل
فيلا سليم وماسة - 5 مساءً
في مشهد هادئ، تجلس ماسة على مقعد في الحديقة، ترتدي بيجاما قطنية وترفع شعرها في شكل ذيل حصان مع ترك بعض الخصلات على وجنتيها. بطنها الآن مرتفعة فهي في الشهر السابع من الحمل. كانت مشغولة بحياكة تريكو بتركيز. بعد قليل، اقترب منها سليم، يحمل مجموعة من الأوراق ويرتدي ملابس منزلية، وعلى وجهه ابتسامة جميلة.
سليم بابتسامة: قطعة السكر.
ماسة بابتسامة دافئة: كراميل.
جلس سليم بجانبها، وقبلها من خدها، ثم وضع قبلة على بطنها. شعرت ماسة بغيرة طفيفة وعلقت مازحة:
ماسة بغيرة: لازم تدي بوسة لحور!
سليم متعجباً: إيه، بتغيري؟
ماسة بمزاح: يعني بقيت بحس إن في حد تاني بيشاركني حبك واهتمامك.
سليم بنظرات عاشقة: بس هتفضلي إنتي رقم واحد عندي، عشقي الأبدي، واختياري الأول والأخير.
ماسة بمكر: اممم، حتى لو اتحطيت في مقارنة مع حور، هتختارني؟
سليم سريعاً وبدون تفكير: أكيد طبعاً.
ماسة بعدم تصديق: يا سلام!
مد سليم يده ولمس خصلات شعرها بأصابعه برقة، ثم قال بنظرات مليئة بالعشق: وحياتك عندي، أصل أنا أقدر أجيب غيرها وأعوضها، لكن مقدرش أعوضك إنتي.
ماسة بدلال: ليه؟ ما ممكن تتجوز غيري وأحلى وأحسن مني؟
سليم بعينين تلمعان عشقاً: بس أنا مش عايز غيرك. أنا عايزك إنتي، ومش عايز أي حاجة من الدنيا غيرك. إنتي كفاية عندي.
قرب وجهه منها ووضع قبلة على عينيها، ثم أكمل بصوت مليء بالحب: إنتي روح القلب، روحي، ونور العين، ونبض القلب. أنا عايش عشانك. لو في سبب مخليني متمسك بالحياة، فهو إنتي وبس.
ماسة بابتسامة عاشقة: أنا كمان بحبك أوي يا سليم. مش بلاقي نفسي، وهدوئي، وأماني إلا معاك. إنت كمان اختياري الأول والأخير.
سليم بجديّة: متأكدة؟
ماسة باستغراب: مش واثق؟
سليم: لا، واثق إنك بتحبيني أوي، بس عندك حاجات تانية تعيشي عشانها وتختاريها، باباكي ومامتك، وأخواتك، وحور لما تيجي بالسلامة، أنا موافق يشاركوني في قلبك عشان تبطلي تقولي إني متملك.
ضحكت ماسة برقة وقالت بمزاح محبب: ميرسي يا سيدي إنك هتسمحلي أحب أهلي وبنتك.
سليم بمزاح لطيف: بس متاخديش على كده، ها؟ وما تفضليش تحبيهم أوي قصادي.
ماسة وهي تضحك: ههههه، حاضر، أيها المتملك.
لاحظ سليم ما في يديها، فأشار إليه: ها، خلصتي السلوبيت؟
ماسة وهي تفرده لتطلع عليه: لسه شوية صغيرين، بس إيه رأيك؟ حلو؟
سليم بابتسامة: جميل يا عشقي، تسلم إيدك. ثم وضع قبلة على يدها وأكمل بنبرة جدية: سيبي ده وخليكي معايا. عايزين نتكلم شوية.
ماسة بتعجب: خير؟
سليم: بصي، أنا عملتلك توكيل عام بكل ما املك في حاله موتي او لو حصل لي اي حاجة.
نظرت له ماسة وهي تضيق عينيها بدهشة: مش فاهمة.
سليم بتوضيح : يعني كل حاجه بأملكها بحُر مالي كتبتها باسمك وبإسم حور ، البيوت وشركة السياحه وفندق ميامي والمدينة اللي بتركيا حتى نسبتي فى شركة الأدوية كتبتها ليكي وحولتلك رصيدي كله باسمك انتي وحور، في حساب مشترك، وأي مشروع هنفذه هيبقى باسمك بس الجزء اللى يخص عائلتي لا، يعني بصراحة مش عايزك تحتكي بيهم، وإنتي فهمه ليه.
ماسة بلوم: طب ليه عملت كده؟
سليم بتعجب: وليه ماعملش كده؟
ماسة بتأثر: عشان إنت أدتني كتير ومش أنا بس، وأهلي كمان. جبت لبابا مطعم والبيت اللي في البلد والفيلا، وشغلت إخواتي، وكل واحد فتحت له حساب في البنك، والعربيتين غير إن كل شهر بتديهم مبلغ، شغلت كل ولاد عمي ولاد خالتي.
سليم: كل ده ولا حاجة؟ أهلك هما أهلي. بعدين اللي عملته ده كان المفروض أعمله من زمان، بس للأسف اتأخرت. يلا، وقعي عشان أسجل العقود، أنا عملت لي توكيل بحق الإدارة.
ماسة باعتراض: لا مش هوقع. ده إنت ماسبتش ليك حاجة. أنا مش عايزة حاجة يا سليم، عشان خاطري بلاش.
سليم موضحًا: مين قالك إن معاياش حاجة؟ معايا نسبتي في المجموعة وفلوسي اللي بتخرج لي من المجموعة، وأكتر من بيت. بس كل ده بفلوس الباشا. وأنا زي ما قلت لك، مش عايزك تقربي من حاجة تخصهم ..
مسك يدها وهو يركز النظر في ملامحها: ماسة، الفلوس دي حقك إنتي وبنتي، عشان لو جرالي حاجة و...
قاطعته ماسة بلهفة ووضعت يدها على فمه وقالت بضيق: بعد الشر عليك، متقولش كده.
ارتسمت على شفتي سليم ابتسامة جذابة، ووضع كفه فوق كفها وقبّل يدها، ثم أكمل:
سليم: أنا مش عايزك تدخلي معاهم في أي حاجة او مشاكل تخص الميراث، خليكي بعيدة عنهم. عايز أكون مطمئن عليكي.
ماسة: يا سليم، أرجوك.
قطعها سليم: ده حقك كده، وإلا كده كنتي هتاخديه، بس عايزك تاخديه من دلوقتي، تاخدي ومحدش يفكر يقسمك فيه، خلاص بقي، بطلي عند.
ماسة برجاء: ده مش عند والله، طب بص، كفاية الفلوس، الحاجات التانية بلاش. أصلاً مش هفهم فيها.
سليم: ما تقلقيش، هعلمك كل حاجة. ولحد ما تتعلمي، همسك أنا الإدارة.
نظرت له بضيق، فهي غير راضية عن هذا.
رد سليم على تلك النظرات معلقًا: ممكن أعرف ليه كل الاعتراض ده؟
ماسة: لأن أي حد هيعرف، هيقول إني طمعانة فيك وضحكت عليك وأخدت منك فلوسك.
فور نطق ماسة لتلك الكلمات، أطلق سليم ضحكة مجلجلة.
نظرت له ماسة باستغراب: بتضحك أوي كده ليه؟ هو كلامي بيضحك؟
سليم: لازم أضحك، وأوي كمان. تضحكي عليا أنا؟! طب اضحكي وأنا موافق وراضي يا ستي. هههه. أكمل بعقلانية: ماسة، اللي يهمك أنا شايفك إزاي، غير كده المفروض ميهمكيش.
ماسة: ماشي، بس...
قاطعها سليم بجدية: مفيش بس، وكفاية اعتراض، لأن كله تضيع للوقت. لأنك هتمضي هتمضي، مفيش أمل إني أغير قراري. يلا، لو سمحتي.
أخرجت ماسة أنفاسًا ثقيلة، فهي تعلم جيدًا أن عندما يقرر سليم فعل شيء، لا يستطيع أحد تغييره مهما حدث.
ماسة: حاضر، بس أنا مش موافقة.
سليم: كفاية إني موافق.
قدم لها الأوراق والقلم، وأخذت توقع. وفور انتهائها:
ماسة: مبسوط كده؟
سليم: جدًا. مبروك يا قطعة السكر، بقيتي أحلى بزنس ومان في العالم. قوليلي، لسه بيجيلك مغص ورجليك وجعاكي؟
ماسة: لا، بقيت أحسن من الأول.
سليم: الحمد لله يا روحي. قبلها من يدها... تيجي نتعشى النهارده بره ولا مش هتقدري؟
ماسة: هقدر، أصلاً أنا زهقت من قعدة البيت.
قرصها من خدها بمداعبة وقال: روحي اللي زهق يا ناس. أنا همحي لك الزهق ده، بس سبيلي نفسك.
ماسة بدلع: سبتلك نفسي.
ارتفعت ضحكاتهما.
💞______________بقلمي_ليلة عادل
مجموعة الراوي
مكتب سليم الثانية عشر ظهراً
نشاهد سليم يجلس خلف مكتبه وهو يوقع على بعض الأوراق بتركيز، وكان يجلس على المقعد الأمامي للمكتب المحامي. وكانت تقف نور بجانبه تمسك ببعض الأوراق. كاد المحامي ان ينطق اشار له سليم باصابع يديه كي ينتظر حتى تخرج نور.
رفع سليم عينه تجاه نور: ها كده خلاص؟ ولا في أوراق تانية؟
نور: لا خلاص يا فندم... لملمت الأوراق. تؤمر بحاجة تانية؟
سليم: لا، اتفضلي إنتي.
أومأت نور برأسها وقالت: طب عن إذنك يا فندم.
وفور خروجها إلى الخارج، توقفت خلف الباب لكي تستمع لحديثهم بانتباه وبكل أذن صاغية.
سليم وعينه على الأوراق يوقع عليها، وقال:
تمام، يعني كده كل حاجة اتسجلت.
المحامي بإيجاب: أيوه يا باشا، وبقى ليها حرية التصرف في كل شيء، والجزء اللي يخص بنت سيادتك أول ما تيجي بالسلامة، أوتوماتيك هيتنقل ليها، بس طبعًا تحت وصاية الأم زي ما سعادتك أمرت.
سليم بتسأل: طب بخصوص الشروط اللي انت حاططها، هل بشكل ده تقدر ان هي تتصرف في الاملاك دي، ولا ده فقط فقط في حالة موتي.
المحامي بتوضيح: بصي يا سليم بيه، هي تقدر تتصرف طبعًا في وجودك حاليًا زي ما هي عايزة، لأن ده توكيل عام، حتى الحساب البنكي المشترك تقدر تصرف منه زي ما هي عايزة. وفي حالة موت حضرتك، ربنا يديك طول العمر، طبعاً، الاملاك أوتوماتيك هتتنقل ليها بشكل كامل. وهنا باقي العيلة ما لهمش حق خالص في الميراث. الجزء ده هيكون خاص بيها هي وبنت حضرتك فقط. وفي حالة موت ماسة بعد الشر.
سليم رد بسرعة:بعد الشر.
المحامي: كل حاجة هترجع لحضرتك تاني.
سليم: أنا أهم حاجة عندي إن أي حد من العيلة عندي، في حالة وفاتي أو في حالة حصل لي أي حاجة، ما لهمش أي حق في أي حاجة تخصها، غير طبعًا الجزء بتاع الميراث العائلة.
المحامي: حضرتك ممكن تعمل لها توكيل بحق الإدارة الاسهم، في حال حدوث أي حادث أو أي حاجة.
سليم: لا، أنا مش عايز أخليها لها علاقة بأي حاجة تخص العيلة، سواء في وجودي أو في غيابي. كده أفضل.
المحامي: تمام،
سليم بتنبيه: اهم حاجة سرية في الوقت الحالي، مش عايز حد يعرف حاجة.
المحامي: متقلقش يا باشا تأمر بحاجة تاني.
سليم : شكرا.
ابتسمت نور ابتسامة عريضة، فهذا الخبر بالنسبه لها كبير. تحركت مسرعة وجلست على مكتبها، أمسكت هاتفها وعملت مكالمة.
نور: الو، نانا، إنتي فين؟ طب نتقابل في التواليت، هقولك.
المرحاض
نشاهد نانا تقف أمام المرآة وتهندم مظهرها. بعد دقائق، فتحت الباب ودخلت نور، نظرت لها نانا باستغراب وقالت:
نانا باستغراب: خير، في إيه؟
نور بابتسامة خبث: جبتلك خبر بمليون جنيه.
عقدت نانا حاجبيها بفضول: خبر إيه ده بقى؟
نور: سليم بيه كتب كل ما يملك بيع وشراء لمراته وبنته.
نانا باندهاش: كل حاجة؟ حتى نسبته في المجموعة؟
نور: مش عارفة تقريباً لا.
نانا: لازم تعرفي، أنتي معاكش نسخة؟
نور: لا طبعاً. أنا سمعتهم وهم بيتكلموا، جيت قولتلك على طول.
نانا: لازم نتأكد.
نور: هحاول اعرفلك التفاصيل، هدخل على ايميل سليم بيه مع المحامي، المهم، أعتقد خبر زي ده هياخد فيه هدية حلوة أوي.
نانا: ده أكيد. دلوقت هتصل بالهانم وأحكيلها. روحي أنتي بقى عشان سليم ما يشكش في حاجة. بقولك إيه، صح، هو الخبر ده محدش لحد دلوقت عرفه غيرنا صح؟
نور: والمحامي، العقود اتسجلت خلاص... ومادام سجلت يبقى كلها كام ساعة والخبر ينتشر. فلازم تلحقي تقولي لفايزة هانم قبل ما تعرف من بره. بس هتستأذني عزت ولا...؟
هزت نانا رأسها بشيطانية: المرة دي لا.
💕_______________بقلمي_ليلةعادل
مكتب ياسين
نشاهد ياسين يجلس خلف مكتبه ومعه إسماعيل، وشاكر وفايزة يجلسان على المقاعد الأمامية للمكتب وهم يتحدثون.
ياسين بعدم اكتراث مصحوبًا بعملية:
السنيور كلمني. في صديق ليه عجبته لوحة في معرض من المعارض عندنا. هو حس إنهم مش مقدرين قيمتها، فهو هيقدرها بمعرفته، مهمتنا إننا نوصله لها. أنا قابلت مدير المعرض وخلصت معاه كل حاجة. هيأخذ 2 مليون دولار. هيجبلنا اللوحة وهنحط مكانها زيها..
مهمتك يا شاكر تدور على حد يرسملنا نفس الرسمة ومحدش يقدر يفرقها عن الأصل. هبعتلك الصورة على الإيميل.
هز شاكر رأسه بنعم. أكمل ياسين وهو ينظر إلى إسماعيل:
أما أنت يا إسماعيل هتسهل خروجها من المطار. كل واحد فيكم ليه نص مليون دولار ربع قبل التسليم وربع التاني بعد التسليم. وأي مصاريف هتصرفوها قولولي، هتاخدوا أضعافها.
إسماعيل بثقة: أعتبرها سافرت.
شاكر: وبالنسبة للرسام، يومين بالكتير وهيكون عندك. وأمان.
ياسين: تمام.
إسماعيل: هتقول للباشا؟
ياسين بعدم اكتراث وهو يخرج شفته السفلية:
عادي، ده شغل خاص بيا أنا. هو ما لهوش علاقة بيه. يعني لو جت فرصة هاقول له من باب العلم بالشيء مش أكتر. المهم أنجزوا بسرعة، أنا وعدتهم بأسبوع. فاهمين؟
هز شاكر وإسماعيل رأسيهما بالإيجاب وتحركا للخارج.
فايزة بعقلانية: ياسين إنت لازم تعرف عزت ما ينفعش ما تقولوش. إنت لسه صغير، عرفه عشان الأفضل يبقى منك لأنه كده كده هيعرف.
ياسين بضيق: أنا عايز أحس إني بقيت كبير زي سليم، وصفقه ده صغيرة دي تهريبت لوحة.
فايزة بإصرار: عرف عزت يا ياسين واسمع الكلام
ياسين موافقا: حاضر، قولي بقى حضرتك عايزة إيه.
فايزة: هتفضل لحد إمتى ماشي ورا كلام مراتك؟
نهض ياسين بابتسامة وجلس أمامها وقال بعقلانية:
ماما، أنا مش ماشي ورا كلام مراتي، أنا وهي مش مرتاحين في القصر، كمان انا محتاج يبقى لي حياتي. وبعدين هو أنا مانع نفسي خالص؟ ما أنا باجي.
فايزة بجدية: بتيجي فين، كل شهر تقعد يومين وبتمشي. ياسين، القصر ده مش حاجة عادية. جدود جدودك اتولدوا وعاشوا في القصر ده. القصر ده حكاية أسطورة مش مجرد قصر عادي. أمال الكل عاملين زي الكلاب السعرانة عليه ليه؟ شوف منى وعماد بيحاربوا ازاي عشان يوصلوا للقصر ده والعرش ده؟
ياسين بصدق: بصراحة هبة مش مرتاحة وحضرتك السبب.
فايزة متعجبة: مش مرتاحة في ايه بالضبط؟! عشان معترضة على علاقتها بماسة؟ عمومًا، خلاص مش هتكلم معها تاني. أما بالنسبة للأولاد، أنا فعلاً محتاجة أفرح بيك، ياسين، إنت بقالك ثلاث سنين متجوز، كفاية بقى، أظن كده.
ياسين: هو إحنا فعلاً اتكلمنا في الموضوع ده؟ وهي هتبدأ تروح للدكتور. وحاضر يا ماما، أنا هكلم هبة.وهاجي القصر بشكل أكبر.
فايزة بحزم : أسس حياتك وخصوصيتك في القصر ده، مش بره القصر.
ياسين: حاضر.
فايزة مررت عينيها عليه بانبهار: بس برافو عليك. عجبني أوي طريقتك وإنت بتتكلم مع إسماعيل وشاكر، بس ليه ما أخذتش مكي. مكي شاطر جدًا وما أعتقدش لو طلبت منه مساعدة هيرفض.
ياسين بتوضيح: مكي وعشري هم الاثنين بطلوا يشتغلوا في أي حاجة زي سليم.
فايزة: هييجوا لما تديهم نص مليون دولار، مستحيل يرفضوا.
ياسين: هيرفضوا عشان سليم بيديهم كتير. بعدين بصراحة أنا مش عايز أشتغل مع أي حد يخص سليم. هو إسماعيل كده كده شغال معانا كلنا، وشاكر يعتبر الراجل بتاعي عايز أحس إني نجحت بشغلي ومجهودي وبرجالتي من غير مساعدة حد.
فايزة: تمام، عمومًا عرف الباشا. وأنا معاك، أنا أكيد هبقى مبسوطة جدًا لنجاحك، أخيرًا شفت حد من ولادي نجح زي سليم.
ياسين بتطمين: ما تقلقيش يا هانم.
سألت فايزة: مراتك عارفة والا مخبي عليها زي سليم مامخبي على ماسة حقيقته؟
ياسين: لا، طبعًا هي ما تعرفش انما شغالين في التهريب، بس عارفة إننا بنجيب ألماس مهرب، بس ما تعرفش بقى حوار الآثار.
فايزة: وكان تعليقها ايه؟!
ياسين:، هي بس قالت لي خد بالك من نفسك. الحاجات دي غلط. أنا عارفة إن الألماس والذهب ده ما بيجيش بالكميات دي غير بالطرق دي.
فايزة مدت وجهها بإعجاب: اممم بنت واعية يعني وفاهمة اللعبة بتمشي إزاي.
ياسين: بس هي ما تعرفش إننا نعتبر عصابة مافيا. هي عارفة إن الموضوع ليه حدود.
فايزة: كدة أفضل.
في مكتب سليم
نشاهد سليم يجلس مع فريدة وإبراهيم وعزت يتحدثون عن المشروع الذي يديره إبراهيم.
سليم وهو ينظر في الأوراق: لا يا إبراهيم، بجد عامل شغل جامد، أنا شايف إن الباشا لازم يعليلك نسبتك في الأرباح، يعني لازم تاخد 30% مش 20%. إيه رأيك يا باشا؟
نظر عزت إلى الأوراق بتمعن: بصراحة، إبراهيم عامل شغل عالي جدًا، وأنهى كل حاجة بسرعة زي ما وعدني، وعشان كدة، هأمر المحامي يزود لك نسبة الأرباح في الفندق ده لـ 30% زي ما سليم قال.
إبراهيم بسعادة: أنا سعيد إني كنت عند ثقتك يا باشا، إن شاء الله، هنبدأ في المرحلة الثانية من الأسبوع الجاي.
أثناء حديثه، رن هاتف سليم. أمسك الهاتف ونظر إلى الاسم المدون عليه:
سليم وهو يرفع عينه لهم: معلش لازم أرد.
رفع الهاتف وابتسم ابتسامة عريضة على وجهه وقال بصوت منخفض: عشقي.
أتى صوت ماسة من على الطرف الآخر.
ماسة بدلال: سالوملوم، عامل إيه؟
سليم: الحمد لله، وإنتِ كويسة وحور؟
ماسة بدلال: إممم، إنت لوحدك؟
سليم: لا.
ماسة: طب...
يبدو أنها تتحدث مع أحدهم، استمع لها وهي تقول: لا، عايزها بالخوخ، ماشي...
أكملت حديثها مع سليم: ألو، حبيبي.
سليم: بتكلمي مين؟
ماسة: سحر، أصلي نفسي في الخوخ أوي وده مش الموسم بتاعه، ف هشرب عصير بقى.
سليم: نفسك في الخوخ؟
ماسة: أوي... بدلال يليق بيه. بقولك إيه، مش إنت قلتلي مرة إنك نفسك تكلميني وتقوللي سليم وحش ماسة قبل ما ينحرف؟
رفع سليم عينه نحو عزت وابراهيم وفريده، ليتأكد أنهما غير منتبهين له. لف بالمقعد وأعطاهم ظهره وقال بنبرة منخفضة: إممم.
ماسة: طب، سليم وحش ماسة هتيجي ولا...؟
نهض سليم بعدم تصديق، وقال بنبرة عالية: بتتكلمي جد؟!!
ماسة تبسمت: اها.
سليم بلهفة: حالًا، هابقى عندك.
أغلق الخط ونظر لابراهيم وعزت وفريدة
عزت: في حاجة؟
نظر لهم سليم وقال: لا، مفيش، رفع هاتفه وقام بعمل مكالمه لعشري.. عشري اقلبلي مصر كلها على خوخ، عايزاه في ظرف ساعة.
ابراهيم تبسم: ماسة بتوحم على خوخ.
عزت بتعجب: هتسيب الاجتماع عشان مراتك نفسها في خوخ؟!
سليم: الاجتماع انتهى ابراهيم طلع قدها بعد اذنك انا بقى.
فريدة: انت شوقتني الايام دي فاكر يا ابراهيم
ابراهيم وهو يضحك: فاكر مش عايزه افتكر.
فريدة: ما تعصبنيش بقى عشان ما تكبرش في دماغي واحمل.
ضحك جميع وخرج سليم
فيلا سليم وماسة
غرفة النوم ٢ونصف متر.
نشاهد الغرفة مزينة بالشموع والورود والبالونات، ويوجد على الطاولة طعام شهي. كانت ماسة ترتدي قميص نوم طويل وعليه روب، وتوقف أمام التسريحة لتصفف شعرها المنسدل. بعد دقائق، دخل سليم الغرفة وهو يمسك بين يديه علبة.
التفتت ماسة له بابتسامة عريضة: كراميلتي.
سليم بغزل: يا روح قلب كراملتك.
أغلق الباب وهو ينظر من حوله بابتسامة جميلة. إيه الجمال ده كله؟
أقتربت منه حتى توقفت أمامه مباشرة بنظرات عاشقة، وهي تلامس بإصبع يدها ياقة بدلته، تحدثت بدلال: عجبتك؟
سليم بنظرات عاشقة: أوي.
ماسة: اتأخرت كده ليه؟
سليم: كنت بجيبلك ده.
قدم لها العلبة. نظرت له ماسة بتعجب وهي تضيق عينيها، ثم فتحت العلبة لتجد الخوخ.
سليم: الخوخ اللي نفسك فيه وتوحمتي عليه. لفينا عليه ونزلت بنفسي ألف لما عشري اتأخر.
ماسة ابتسمت برقة: حبيبي، تسلم إيدك. بس ليه تعبت نفسك كده؟ ده مش وحم، شهور الوحم خلصت من بدري.
سليم: مقدرش أشوفك نفسك في حاجة ومجبهاش ليكي. المهم...
وهو يمرر عينه عليها. إيه الجمال ده؟ القميص ده جديد؟
ماسة: أممم، اشتريته النهاردة لما قولتلك رايحة أجيب حاجات بنات.
سليم: أمممم.
ماسة: بس قولي، إزاي صدقت إني هجيب حاجات بنات وأنا كده؟
نظر لها سليم لثوانٍ فطن لما ترمي إليه، ثم تبسم: أيوه صح. ههههه. ماينفعش... طب أعمل إيه، بأصدق أي حاجة بتقوليها.
ماسة: يا روح قلبي أنا...وضعت قبلة على خده. تعال شوف عملتلك إيه.
نظرت للطاولة وهي تشير بيدها. عملتلك حمام، ورق عنب، ورز معمر، وملوخية آخر دلع. أهو.
سليم: ده التعويض جامد أوي... ٧ شهور. ٧ شهور يا جاحدة، قدرتي تعمليها إزاي؟
ماسة بدلال: ما أنا أهو بأعوضك وباكفر عن السبع شهور...
زغدته بكتفها بدلع وهي تغمز له، ثم أكملت: أممم، أصلي خوفت الصراحة. قولت لحسن ينحرف بجد. ههههه.
تبسم سليم بجاذبية: لا تقلقيش، مش هنحرف. مقدرش أصلاً...
مسح على خدها بنعومة وبنظرات عاشقة.
كل ستات الدنيا متملاش عيني. أنا ملك لماسة وبس. حتى لو كنت هستنى لما تولدي وتقومي بالسلامة، هستنى عادي.
زمت ماسة وجهها بحب وأحاطت رقبته بذراعيها وضمته بقوة. وأحاط هو ظهرها بذراعه، ثم ابتعد عنها قليلاً. أخذت العلبة من بين يديه ووضعتها على الطاولة.
ماسة: طب يلا، تعال كل.
سليم بنظرات عاشقة مغوية: بعدين. أنا عايز أكلك إنتي الأول، بقولك ٧ شهور.
قرب وجهه من وجهها بشدة، وعينيه تحدقان بها، ثم سحب الروب من عليها فوقع أرضًا.
قرب وجهه بين حنايا رقبتها وتشممها بهيام، ثم وضع قبلة على عنقها جعلها تهتز وتذوب.
ثم حملها بين ذراعيه ووضعها على الفراش. اقترب منها حتى أشرف عليها دون ملامسة، ومرر أصابع يده على وجنتيها وعنقها، وهو يتشمم رائحتها بعشق قائلاً:
سليم: وحشتيني أوي أوي يا قلبي.
ماسة بعشق: وإنت كمان، وحشتني أوي، وبحبك وبموت فيك.
سليم بشغف:وأنا بموت فيك.
أخذ يقترب منها أكثر وأكثر...
بقلمي_ليلةعادل (◕ᴗ◕✿)🌹
في أحد الكافيهات الكبرى، 6 م
نشاهد فايزة تجلس على إحدى الطاولات وهي تحتسي القهوة بكبرياء يعكس هيبتها. بعد دقائق، اقتربت منها نانا بابتسامة.
خلعت نانا النظارة ونظرت إليها بابتسامة واثقة: فايزة هانم.
رفعت فايزة عينيها بغرور وقالت: أتأخرتي ليه؟
نانا، وهي تجلس على المقعد المقابل لها: الطريق زحمة.
تحدثت فايزة (بأرستقراطية وبخنافة من طرف أنفها) بإستخفاف: إيه بقى، هو الخبر المستعجل؟
ارتسمت على شفتي نانا نصف ابتسامة تعجبًا على غرور تلك المرأة الذي لا ينتهي. أجابتها بثقة:
نانا: حضرتك من فترة كده فضلتي تزعقيلي وتسخري مني عشان مش عارفة أجبلك أي أخبار، ووقتها رديت عليكي إنه مفيش حاجة ممكن أقولها، أو ربما هما يكونوا حاوطين زيادة عن اللازم، زي سليم لما خبّى حمل مراته 5 شهور. المهم بقى، عرفتلك خبر هيشفعلي السنين اللي فاتت.
فايزة، وهي تنظر لها بعدم تصديق باستخفاف: وهو إيه بقى؟
ركزت نانا النظر في وجهها وقالت بثقة: سليم بيه كتب لماسة كل حاجة بيملكها، بيع وشراء.
صلي على النبي 10 مرات ويا ريت ما تنساش تضغط على اللايك عشان تساعدني لو يهمك نجاحي تكتب لي كومنت حلو على رايك في الحلقه وفي الحلقه وفي المشاهد