رواية ليلة الفهد الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم امال محمود

رواية ليلة الفهد

الفصل الرابع والعشرون 24

بقلم امال محمود


فى قصر المنياوى كان جميع مت بالقصر لا سيره لديهم سوى سعادة فهد مع ليله وصوت الضحكات والمرح المرتفعه جداً والقادمه من جناحهم. فكلما ذهبت خادمه منهم تحمل لهم مشروبا او طعام بناء على طلب فهد وتحت إشراف وفاء. تعود بصدمه وإحداث اكبر من الخادمة التى قبلها. فعرف جميع من بالقصر بجنون وشغف فهد الذى باتت السعاده واضحه على محياه وواضحه لمن يشاهده وهو الوقت الذي لا يتعدى لحظات حتى يأخذ منهم مايحملوه له او لصغيرته.

جلست الخادمات فى حلقه ثرثرة بالطبع كان بطلاها فهد وصغيرته التى جننته على الاخير.

خادمه1:يالهوووى عليه ده اتغير خالص. خادمه 2:شوفتيه وشه بيضحك ازاى.

خادمه3:هههههههه لا وشكلهم على طول قالعين.... كل ما اطلع اوصلهم حاجة الاقيه لابس روب طويل بالعافيه.

خادمه1:ههههههه ماهو فهد الدنجوان برضه.

خادمه 3:لا وليله.. صغيره ونغشه كده مجنناااااه.

خادمه2:الصراحه هى تتاكل اكل.

خادمة 3:ده انا امبارح بالليل سمعتهم وهما بيجروا ورا بعض وكأنه عيل صغير يمكن أصغر منها كمان.

خادمة 1:الشهادة لله فهد بيه يستحق يتبسط ويفرح شويه والست ليله كمان متواضعة كده وكويسه.

خادمه2:ههههههههه لا وهو دايب فيها دووب.

دخل حسن بحنق وغضب وقد أستمع لبعض حديثهم:عايز عصير.

نظروا له باستغراب شديد بينما قامت احداهم لتلبية طلبه فخرج هو بغضب وذهب لبهو القصر بحثا عن وفاء وقد وجد منه تجلس معها فنظر لها بغيظ قائلا لعمته:لا ماهو كده كتير... انا كمان عايز اتجوز واتبسط.

وفاء بتفاجئ:فى ايه يا واد مالك... واخد فى وشك زى القطر فى ايه.

حسن بجنون:اسالى بنتك... انا خلاص جبت اخرى اقسم بالله... انا عايز اتجوز واتهشتك كده زى فهد.

خجلت منه من حديثه واحمرت خجلا فقال هو حانقا:لا وحياة والدك مش طلبه كسوف دلوقتي.... احنا نتجوز الاول وبعدين نبقى نعمل حفله كسوف جماعى.

ضربت وفاء كف بكف قائله بحسره:الواد لسع خالص... فى ايه يا حسن مالك يابنى... وبعدين انت بتحسد اخوك انه أخيراً فرح شويه بعد الشقا اللى شافه من صغره.

حسن بصدق وجنون أيضا :ياستى ربنا يهنيه ويسعده كمان وكمان... بس انا عااااااايز اتجوز..... ياخلق.... عايز اتجوز.

صار بجميع الاركان حتى انه خرج للحديقة وهو يصرخ بذلك :عايز اتجوز والنعمه.

دخل للمطبخ محدثا الخدم بجنون وسط صدمتهم:عايز اتجوز بنت الهبلة اللى برا دى.

وفاء بحنق:مين اللي هبله دى يابن الهبله.

تجاهل حنقها وهو يصعد درجات السلم بجنون ثم يقوم بالتزحلق على جوانبه صارخا. نزل وعاد اليهم قائلاً بحسم:بت انتى يالى اسمك منه.. عليا النعمه من نعمة ربى لاكون متجوزك اخر الاسبوع.. ولو اعترضتى هكتفك واكتب عليكى غصب.

اخيرا تحدثت منه وسط صدمتها بما يفعله:حسن..... ياحرام انت اتجننت ولا ايه يا حسن.

حسن بجنون وهو يشد خصلات شعره بغضب:خليكى انتى كده ادلعى وقولى حسن بصوتك ده وانا اولع اكتر واكتر.

وقفت منه واقتربت منه بتفحص:اهدى بس ياحسن.. قاطعها صارخا بجنون:دى برضه هتتكلم بدلع وتقولى اهدى ياحسن.

شد ملابسه من عليه بغضب قائلاً :لااا.. انا هخرج من هنا قبل ما اتشل.... هتشل والله منك... مره منك ومره من امك ومرتين تلاته من اللى عمال يتهشتك فوق ده بالمزه بتاعته. وسايبنى كده هتجوز على نفسى.

كان جميع الخدم قد تجمع فى بهو القصر مع منه ووفاء وهم يتطلعون بصدمه ويحاولون كبت ضحكاتهم على هذا الذى فقد عقله كليا.

نظرت وفاء لاثره بشفقه على حاله ثم صرفت جميع الخدم بهدوء لعملهم ثم استدارت لأ بنتها متحدثة بجديه قائله :فى ايه يا منه.... ايه اللي بيحصل.....بتأجلى جوازكوا ليه.

منه:ياماما انا... قاطعتها وفاء قائله:بلا ماما بلا بتاع هو انتى فكرانى مش عارفة انك بتحبيه من زمان ولا ايه. نظرت لها منه بصدمه فاكملت وفاء:وكنت عارفه انه بيحبك بس كنت ساكته ومش بتكلم عشان كنتى صغيره ومش عايزه اشغلك بالكلام ده من وانتى صغيره بس انتى خلاص كبرتى وهو طالبك للجواز يبقى ليه نأجل.

منه:ياماما افهمينى.. انا لسه داخله الكليه مابقاليش اسبوع ولسه قدامى فيها اربع سنين وهو مش راضى حتى بخطوبه لأ ده عايز جواز على طول وانا حاسه ان ده هيبقى مسئولية كبيرة عليا.

وفاء بتفهم:حاسه بيكى وعارفه اللى بتفكرى فيه... بس هو كمان بيحبك ومستنيكى بقاله كتير... وانا معاكى مش هسيبك. ثم اكملت بمرح:وهو كمان مش هيرضى أبدا يستنى ده لسع خالص يابنتى.

قهقهت منه عاليا ومعها وفاء أيضاً وهى عازمة على التفكير جديا بالموافقه على موعد الزواج الذى يريده حسن.

فى أحد الأحياء الشعبية البسيطه دلف سيد(الساعى الخاص بفريد) الى شقة خالته ووالدة خطيبته رحمه.

الخاله:أهلاً وسهلا... ازيك يا سيد.

سيد بحزن:اهلا ياخالتى... امال فين رحمه.

الخاله:هندهالك حالا... والنبى يابنى مش عارفة مالها كده بقالها مده دايخه ومش بتاكل خالص ياحبة عيني.

ابتلع ريقه بذعر من كشف امرهم قائلاً :مانا اخدتها امبارح وكشفنا والدكتور قال إنه برد فى المعده.

الخاله:ربنا يشفيها يارب... هروح اعملك حاجة تشربها واناديهالك.

خرجت هى وتنهد بحزن على ماسيخبر حبيبته به ولكنه مضطر.

ثواني ودخلت رحمه بجمالها الهادئ الرقيق. ابتسم بحب رغم حزنه ونظر حوله لكى يطمئن من عدم وجود أحد ثم احتضنها بقوه بكت بين يديه بحزن شديد.

سيد وهو يهدئها:خلاص يا رحمه والنبى انا مش مستحمل.

جلست رحمه وجلس بجانبها وربط على كتفها قائلاً :اهدى يارحمه.. انا خايف عليكى.

رحمه:اعمل ايه... دى مصيبه ياسيد.

سيد :بصى هو فى حل.

رحمه بلهفه:حل ايه.

سرد عليها ما عرضه عليه فريد النجار فهتفت رحمه بذعر:ازاى ده....يبقى ابننا ونرميه.. ذنبه ايه هو.. الغلطه غلطتنا احنا يشيلها هو ليه.

سيد:مافيش حل غيره يارحمه دلوقتي هنواجه الناس ازاى بس.

ارتفع رنين هاتفه فأجاب عليه وقد كان فريد يخبره برغبة رانيا بالذهاب للكشف عند طبيب أمراض نسا ومعرفة نوع الجنين فهى تريد صبى كى تضمن جميع اموال فهد.


فى قصر المنياوى بجناح فهد وليله.

كان يميل عليها وهو يقبلها بهدوء وتلذذ وهى مغمضه عينيها باستمتاع. فصل القبله قائلاً من بين شفتيها:بحبك يا ليله.

ابتسمت له بدلال مثير وهى مازالت مغمضه عينيها فانقض عليها بشراسه من جديد وهو يزمجر باستمتاع ومتعه.

بعد مده كان يضمها اليه وهو مبتسم وعينيه مغمضه وشعور بالانتشاء هو المسيطر عليه. بينما هى تضم نفسها اكثر له بخجل منه. ومن نفسها ايضا لأنها باتت تعشق ما يفعله معها وهى التى لم تفكر بهذه الأشياء يوما ولكنها الان تعشق اوقاتهم تلك.

شعر هو بخجلها الذى مازال موجود فمد يده اسفل زقنها ورفع وجهها لمستواه قائلاً بهمس وصوت مبحوح من مشاعرهم الحميميه:مالك ياروحي.

ضمت جسدها الطرى اكثر لحضنه قائله:لا بس مكسوفه منك ومن نفسى.

فريد باستغراب :طب منى وهقول ماشى مع ان المفروض يكون كل ده خلص بس من نفسك ليه.

لم تدرى بماذا تخبره حقا فاردف قائلا :قولى ياروحي مالك. نظر لها بقلق قائلا بخوف:ليلتى... انتى متضايقه من اللى بيحصل بنا.

هزت رأسها برفض وهى ترى الخوف والحزن بعينيه ثم قالت بتلعثم:لا.. بالعكس.

فهد :امال مكسوفه ليه ياقلب فهد.

ليله:اصل... اصل.

فهد :اصل ايه قولى.

ليله:مكسوفه من نفسى عشان ببقى مبسوطه معاك.

عقد حاجبيه باستغراب قائلا:طب ودى حاجة حلوه ولا حاجة وحشه.

ليله:افهم بقا.. انا عمرى.. يعني.. ان انا اول مرة اعرف ان فيه حاجة كده وابقى كمان مبسوطه و. اا. اوف مش عارفة افهمك ولا عارفه اووصف.

كان يستمع لها بزهول وهو يبتسم بسعادة. ضمها اليه بحب قائلاً :حبيبتى.... ماتعرفيش قد ايه فرحتينى بالكلام ده.

ليله بغيظ طفله :مبسوط عشان بقيت قليلة الادب.

قهقه عاليا بشده على صغيرته البريئة وسط تذمرها منه وهمت للابتعاد عن حضنه بعبوس فشدد عليها مانعا اياها من الابتعاد وسط احتجاجها وهو يتغلب عليه ويضمها من جديد بقوه وهو مازال يضحك بشده عليها قائلاً :ايه يا روحى متعصبه ليه.

ليله :بتضحك على ايه حضرتك بقا.

فهد :عشان مبسوط ياحبيبتى.. انك تبقى مبسوطه معايا تبقى بتحبينى.

نظرت له بزهول ولم تعلق.

تنهد بحراره وهو يغمض عينيه ثم فتحهم من جديد قائلاً :حتى لو لسه ماقولتيهاش لحد دلوقتي.... بس انا هصبر وحاسس انه قريب اووى... وحتى لو ماقولتيش مش مهم انا حاسسها.

ابتسمت له بحب وهى تتمسح به كالقطه فزدادت دقات قلبه لفعلتها تلك. اغمض عينيه متلذذا بالنعيم الذى يعيشه حاليا مع معذبة قلبه التى نالها بعد صبر وعند كبير منها.

فى إحدى عيادات كشف النسا. كانت رانيا تجلس بتأفف وهى تنتظر قدوم سيد ومعه تلك الفتاه كما اتفق معهم فريد. دقائق ووجدت شاب اسمر طويل القامه ومعه فتاه من نفس عمره تقريبا يتقدمون منها يبدو أنه قد عرفها من صورتها التى بعثها فريد لها. وقف أمامها قائلاً بحزن :مدام رانيا.

نظرت له بغضب واحتقار قائله:رانيا هانم.

احتدت أعين رحمه ونظرت لسيد الذى قال متجاهلا حديثها :اهلا بحضرتك.

نظرت هى لرحمه بسخريه واحتقار قائله:انتى بقا اللى... ها. ثم اتبعتها بضحكه استهزاء واحتقار.

فبلغ غضب سيد لقمته فقال بحده وهو يعيد رحمه للوقوف وراء ظهره فكان فى مواجهة رانيا قائلاً بغضب:اسمعى ياست انتى.... انتى تتكلمى معاها عدل... انا اصلاً بعمل كل ده علشانها... انا راجل اهلى هيزعلوا منى شويه وخلاص لكن انا بعمل كده عشان ماحدش من أهلها يبصلها بس بصه وحشه فامش هسمى عليكى وانتى بتكلميها كده... فاهمه. قال الاخيره بغضب وتحذير. ثم اكمل بينما هى تنظر له بخوف وذعر وقد تلاشى كبرها وحل مخله الجبن والخوف :وبعدين... مش انتى مرات فهد المنياوى وبنت عمه.شحب وجهها عندما تعرف عليها فحاولت الحديث لكنه لم يمهلها قائلا وهو يجلس رحمه بعنايه وهدوء قائلاً بحده لها فقط :تلمى نفسك... وتتكلمى معاها عدل هى مش شغاله عندك... الى بنا اتفاق ربنا وحده اللى عالم انا اضطريت أوافق عليه ليه.

ثم جلس بجانب رحمه تاركاً اياها تقف بخوف وفزع بينما هو يضم رحمه اليه مطمئنا اياها فمن قال ان الرجوله والقوه والحمايه بالمال فقط.


بعد دقائق جاء دورهم بالكشف فاستجمعت قواها من جديد ودخلت معهم عند الطبيب.

الطبيب:اهلا اهلا رانيا هانم.

رانيا:اهلا دكتور.

الطبيب:ايه يا هانم جايه تكشفى تانى عشان الحمل.. ثم اكمل بيأس قائلاً :انا قولت لحضرتك قبل كده مستحيل يحصل.

رانيا:لا مش انا.. دى واحده قريبتى حامل وعايزين نطمن على البيبى.

سيد بلهفه وحب :وعليها.

ابتسمت له رحمه بحب بينما نظرت لهم رانيا بحقد وحسد.

الطبيب:طب اتفضلى معايا يامدام.

ساعدها سيد على التسطح على الفراش ووضع الغطاء عليها وقام الطبيب بفحصها.

رانيا بطمع ولهفه:هو ولد ولا بنت يادكتور.

الطبيب بابتسامه :لا ولد. تحبوا تسمعه نبضه. قلبت رانيا عينيها بملل وسأم بينما اماء كل من سيد ورحمة رأسهم بشغف.

الطبيب:بصوا الاول ده هو اهو.

لم تنظر هى نهائيا فهى كل مايهمها هو ان تحصل به على تركة فهد. أما رحمه وسيد فكانوا يتطلعون بحب وشغف للشاشه.

رحمه بحنان :بس ده صغير خالص.

الطبيب بهدوء:مش لسه في الشهور الأولى.. ثوانى اسمعكوا نبضه.

ارتفع صوت الجهاز بنبض الجنين وكان يستمع له كل من رحمه وسيد باعين ملتمعه من الدموع والسعاده والحزن ايضا بينما رانيا تحسب وتعد كم ستفوز باموال من وراء هذا الصبى.

نظرت رحمه لسيد نظره تحمل الكثير والكثير من معانى. تلقاها منها واغمض عينيه بحزن وقد فهم مايدور بخلدها.


خرجوا من عند الطبيب فوقفت رانيا قائله ولكن بترقب وجبن من سيد:تخلوا بالكوا من الولد.. وكل فتره هنييجى نطمن عليه. يالا سلام.

نظر كل من سيد ورحمه لاثرها باشمئزاز ونفور فهى حقا لاتمت للانسانيه بصلة ثم نطقت رحمه قائله:دى مش بنى ادمه ياسيد... بقى دى اللى هترميلها حتى منى ومنك. التمعت الدموع بعينيها قائله:سمعت نضبه... انا قلبى كان بيرقص من الفرحه ياسيد.

سيد بفرح:وانا كمان يارحمه... صوت دقات قلبه فوقتنى و نبهتنى.

نطرت له رحمه بتساؤل فاردف قائلا :حسيت انه بيلومنى...بيقولى انا ذنبى ايه... انا ليا حق أنى اعيش... انا موجود يابابا وقلبى بينبض... ماتسيبنيش مع حد غيرك. كان يتحدث وقد فرت دمعه من عينيه فمسحها بقوه ثم قبض على يدها قائلا بحزم:رحمه... يالا بينا نطلع على اهلك... انا هكتب عليكى النهاردة.

رحمه بخوف وفرح بنفس الوقت :بجد.. طب وامى وابويا واخواتى. هقولهم ايه.

سيد بقوه ورجوله:انا اللى هقول.... انا المسؤل وهواجهم كلهم... مابقاش رجل لو مادفعتش عن حبيبتى وابنى.... انتى ماغلطيش لوحدك... انا غلط معاكى ومش هسمح انك تتأذى ولا هروح ابيع حته منى عشان خايف اواجه شويه ناس... هعمل ايه لو ابنى ده فى يوم كبر وعرف الحكايه كلها وعرف ان ابوه باعه عشان خاف يكون راجل ويواجه اهله.. هقف قدامه ازاى ولا اصلا هقوله ايه.. طب وهقف قدام ربنا ازااى... وازاى بعد كام شهر هرضى اسلمه لحد غيرى ويتكتب على اسمه اذا كنت انا مجرد ما سمعت نبضه حصلى كل ده.. مابقاش راجل يارحمه أن ما صلحت كل حاجه ومش بس كده لا... انا مش هسمح لحد انه يضايقك ولا يعاملك على انك عامله جريمه. كانت تستمع له وهى تزرف الدموع فرحا وحبا ولم تبالى كونهم بالشارع امام الناس واحتضنته بقوه وهو ايضا ثم قالت بعد ان ابتعدت قليلا :ربنا يخليك ليا يارب... كان ليا حق احبك وامووت فيك كمان انت من الرجاله اللى خلصوا خلاص.

مسح دموعها من على وحنتيها قائلاً بحب وحنان :ششششش... مافيش دموع تانى كل حاجه هتتصلح عايز اشوف ضحكتك... يالا فين احلى ضحكه اللى بتهون عليا كل حاجه.

ابتسمت هى من بين دموعها فكانت جميله بحق. قبض على يدها وسار بها متوجها الى اهلهم كى يواجه ويصلح كل شئ.


فى قصر المنياوى بجناح فهد وسط الإضاءة ابخافته جداً والمثيره للمشاعر ارتفع رنين الهاتف فقطع وصلة قبلاته على رقبتها وصدرها العارى فرفع رأسه قليلا بتأفف من هذا الاتصال. ثم تجاهله وعاد يقبلها من جديد وهو يلهث من فرط الرغبه وهى مغمضه عينيها تستقبل قبلاته بشغف وقشعريره تسرى بجسدها كله. عاد رنين الهاتف مجددا وتجاهلوه مجددا لكن الرنين عاد مره ثالثه فسحبت ليله الغطاء بخجل مثير تغطى جسدها العارى تماماً والتقط هو الهاتف ومازال مائلا عليها ومتحكم بجسدها بين احضانه.

فهد:نعم.

احد رجاله :فريد النجار هرب ياباشا.

فهد :ازاى ده يحصل.

احد رجاله :حد حط منوم للرجاله ياباشا.

فهد :شوف مين عمل كده.

ثم اغلق الهاتف بوجهه. ونظر لها وجدها تغطى صدرها بيده وهى تقبض على الغطاء. فنسى غضبه ومد يده يحرر الغطاء ويظهر جسدها له بوقاحه قائلاً :بتدارى نفسك منى ياليلتى.

ليله بخجل :بس بقا انا لازم نلبس حاجة بقا ياعمو.

اغمض عينيه بإثارة :برضه عمو.. وكل ماتقولى عمو بنعومتك دى بتجنن عليكى اكتر واكتر وانتى مش أدى.

ليله:طب خلاص هسكت خالص.. بس انا..

فهد :إيه يا روحى.

ليله:عايزه اطلب منك طلب.

فهد :اطلبى ياروحى... فلوسى كلها تحت أمرك.

ليله:لا مش فلوس.... اا.. انا عايزه اشوف ماما... هى وحشتني اووى.

فهد محاولا الهدوء:ليلتى مش قولت ميت مره قبل كده مش عايزك تقولى على حد وحشك غيرى.

ليله:طيب خلاص مش هقول... بس انا عايزه اروح ازورها عند جدوا.

فهد رافضا بقوه :لاااااا... مستحيل تروحى بيت راجل تانى.

ليله:ده جدى.

فهد :ياحبيبتى أنتى المفروض انك بقيتى حافظه انى بغير عليكى حتى لو كان جدك. ثم اكمل بغضب متذكرا :وبعدين اللى اسمه مروان ده كمان هناك.. لالالالا مستحيييييل.

ليله برجاء :عشان خاطرى.

فهد باستسلام:عشان خاطرك هسمح ان حد يشاركني شوفتك وهبعت السواق يجيبها لحد هنا... بس اكيد مش دلوقتي عشان انا مش عارف ابعد بيكى بعيد عن سريرنا وعايزك كل دقيقه.

ابتسمت بفرحه شديدة وقبلته من وجنته بفرحه قائله:شكراً.. شكرا شكرا اووى.

فهد :انتى بتبوسى عيل صغير.. لا انا على التضحيه الكبييييره اووى اللى انا عملتها دى عايز مكافأة.

ليله :تضحية ايه.

فهد :ياااااااه.. دى تضحية كبيره اووى... ماهو أنى اسمح أن حد يشاركنى فيكى دقايق دى حاجة صعبه عليا اووى... فأنا عايز مكافئة.

ليله بدلال:وعايز ايه بقا.

فهد بوقاحه:بوسينى.

ليله :مانا عملت كده.

فهد:لا تبوسينى من شفايفى.

ليله :ايه.. لا.

فهد :يالااااا... والا هرجع في كلامى.

مالت عليه ليله باستسلام تقبله هى ولاول مره تكون المبادره منها وقد تركها تفعل هى متلذذا بهذا الشعور. فقد كانت تحاول تقبيله ففعلت بجهل وبراءه لكنها بفعلتها هذه قد اثارته الى اقصى درجة فرفع رأسه عنها وهو يلهث من خضم مشاعره :حبيتى البوس مش كده....البوس بيكون كده. قال هذت واعتلاها بشراسه شديدة وهو يعلمها اى مرحله من الجنون قد وصل هو لها بعشقها......


        الفصل الخامس والعشرون من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات