رواية معدن فضة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم لولي سامي

رواية معدن فضة

الفصل الثالث والعشرون 23

بقلم لولي سامي


بعد أن وصل لمنزله ارسل لها رسالة صوتية شديدة اللهجة قائلا / 

_ ياريت لما ابعتلك رسالة تعبري اهلي وتردي عليا ولو عايزة تتهربي مظبوط متبقيش تنسي تعملي الواتساب غير مرئي علشان للاسف باينة عندي اون لاين يا هانم).

ثم اغلق التطبيق والقي بالهاتف بجواره ليصدح هاتفه بصوت عدة اشعارات يخبره بوصول عدة رسائل ولكنه وصل من الغضب لدرجة لا يريد أن يستمع فيها لأحد فأغلق الهاتف نهائيا دون أن ينظر للرسائل القادمة.

 واستقام ليغير ملابسه ثم نام في فراشه وهو يسأل حاله إذا كانت لم ترتاح إليه فلما وافقت على الخطبة ؟

واذا كانت الخطبة جاءت سريعة ولم تمهلها فرصة الرفض لما لم ترفض أن أشتري لها شيئا ؟؟

هناك تناقض في الأفعال والمشاعر لا اعرف سبب هذا التناقض ولكن علي أن أقف على سبب هذا التناقض ظل تتضارب به الأفكار حتى غفى مكانه.

بالجانب الاخر بمنزل هايدي كانت ترى رسائله ولكن لم تجب حتى سمعت رسالته شديدة اللهجة فاستأذنت لتغلق شات المحادثة التي به مرسلة رسالة صوتية للطرف الآخر/ 

_ طب هبقي اكلمك بعد شوية باي دلوقتي.

ثم دخلت بشات چواد التي لم تتعدي رسائلة على اليد الواحدة لترسل له عدة رسائل كانت فحواها الاعتذار وتقديم بعض المبررات الواهية ، ولكنه لم بجيبها عن أي رسالة لترفع شفتاها السفلى عاليا وتخرج من محادثته بعدم اكتراث محدثة نفسها / هتحايل عليك يعني! 

براحتك بقي انا مش فاضيالك اصلا.

وعادت لتكمل حوارها التي اغلقته منذ قليل.

........................................

في الصباح بمنزل غرام وقفت بجوار والدتها كالعادة تعد معها الافطار بينما كانت غزل بغرفتها تستعد للذهاب للجامعة .

نظرت غرام يمينا ويسارا حتى لاحظتها والدتها فسألتها متعجبة / 

_ يوه مالك يا بت عمالة تتلفتي يمين وشمال في حاجة شايفاها في المطبخ .

انتبهت غرام لحديث والدتها فقالت بصوت خافت /

_ ها..... لا مفيش حاجه في المطبخ انا بس كنت عايزة اكلمك بس واحنا لوحدنا لما غزل تنزل.

_ وايه اللي عايزة تخبيه عن غزل يا ست غرام.

التفتت غرام متفاجئة بوجود اختها خلفها فحاولت تشتيت انتباهها بشئ اخر / 

_ هخبي عنك ايه يا مفعوصة كنت بقولها على مسلسل تركي بس بعد ما تمشي علشان عارفاكي مبتحبهوش.

لوحت غزل بيدها وبوجه مشمئز قالت /

_ ييييه انا عارفه بتحبوا في ايه ده كله نحنحة بزيادة ،المهم الفطار خلص ولا امشى خفيف .

حملت الام بعض الأطباق لتجيبها / هاتي باقي الاطباق بدل مانتي واقفة كدة مش بتعملي حاجه.

رسمت غزل علي شفاها خط مستقيم تعبيرا عن التذمر لتحمل الاطباق وتخطو خلف والدتها نحو المنضدة جلسوا جميعا حتى انتهوا من أفطارهم وتوجهت غزل الي جامعتها بينما غرام تجلس أمام والدتها تتصبب عرقا وتفرك بأصابع يدها حتى وضعت والدتها يدها وامسكت بكفها وباغتتها قائلة /

_ اسمه ايه؟

اتسعت حدقتي غرام وجف حلقها فابتلعت ريقها التي لم تجد به أي شئ تبتلعه وحاولت ترطيب شفاها بلسانها وزاغت حدقتيها فلم تستطع النظر بوجه والدتها سائلة بتعجب وبصوت خافت مضطرب/ 

_ عرفتي ازاي ؟؟

ابتسمت الام ابتسامة ساخرة ثم قالت/ 

_ عيب لما تسالي امك السؤال ده وانتوا اكتر ناس عارفين اللي كان بيني وبين ابوكوا الله يرحمه وقد ايه كنت بحبه الله يرحمه مكنش في زيه ابدا .

ابتسمت غرام واستندت علي المنضدة واضعة يدها على وجنتيها كالتي تستمع لاحدي القصص الرومانسية بالرغم من استماعها لها مرارا وتكرارا حتى نكزتها والدتها قائلة/ 

_ متسحبنيش في الكلام وقوليلي اسمه ايه ؟

 وعرفتيه ازاي؟ ومنين ؟ 

عايزة اعرف كل حاجه وبصراحة .

اومأت غرام لوالدتها وبدات تسرد لها بداية الموضوع لآخره والإبتسامة تنير ثغرها، بعد أن سردت غزل لوالدتها بعض التفاصيل كست علامات المفاجأة علي ملامح الام قائلة/

_ يعني الحلويات اللي غرقتينا فيها ده بسببه، 

الله يسامحك يا شيخه دانا كنت قربت يجيلي سكر .

ابتسمت غرام لتوكزها امها بابتسامة قائلة /

_ وهو بقي حلوة زي حلوياته ولا كل الحلو في حلوياته؟

رمشت غرام بعيونها واخرجت قلوب من عيونها صادرة تنهيدة حنين وهي تحاول أن تتخيله قائلة / 

_ ده حلو اوي يا ماما اكتر من حلوياته كمان .

ادعت الام الجدية لتفيق ابنتها قائلة / 

_ طب يا اختي اتعدلي المهم أخلاقه .

اعتدلت غرام بجلستها ثم تنحنحت وقالت/ 

_ مانا قولتلك يا ماما هو مستعد يقابلك يعني اكيد مش بيلعب بيا وهو مش باين عليه الشخصية اللعبية ،

 لما تشوفيه هتصدقيني.

صمتت الام قليلا وضيقت عيونها ثم قالت لها/

_  ماشى يا غرام خلينا نقابلة ونشوف نيته بس لو مرتحتلوش مفيش كلام تاني .

اومأت غرام برأسها والسعادة تملئ وجهها وتكاد الفرحة تقفز من عيونها لتهب ذاهبة الي غرفتها ملتقطة هاتفها لترسل له رسالة من كلمتين

 ( ماما وافقت)

واتبعتها بملصق وجه يختبئ وراء كفوفه تعبيرا عن فرط خجلها.

بالجهة الأخري كان مازال يزيد بالمرحاض يستعد للذهاب للمحال بينما يزن يجلس أمام طبق الكعك واكواب الشاى الذى أعدها يزيد قبل دلوفه المرحاض يرتشف قليلا من الشاي ويلتقط كعكة من الطبق وذهنه يفكر في أمر ما حتى انتبه على صدوح إشعار من هاتف أخيه ليلتقط بعينه محتوي الرسالة فيبتسم بسخرية معلقا بصوت عالي/ 

_ بسرعة شوية يا عريس الشاي هايبرد.

خرج يزيد من المرحاض مشمئزا من صوت أخيه حتى فوجئ بانتهاء طبق الكعك الا من كعكة واحدة ليمسك بتلاليب أخيه قائلا/ 

_ خلصت الكحك اللي كنت هفطر بيه وتقولي الشاي هايبرد يا اخي ايه كمية السماجة بتاعتك ده.

امسك يزن بيده وانزلها وحاول جذب انتباهه لشئ اخر قائلا / 

_بتفكر انت في الكحك وسايب البنية تبعتلك رسائل وانت ولا معبرها.

عقد يزيد جبينه حتى أدرك معني حديث أخيه فاتسعت حدقتيه وتركه ليمسك بهاتفه يتفحصه حتى وجد رسالتها فقرآها وقد غمرت السعادة محياه بينما يزن امسك باخر كعكة وظل يتناولها وهو يشاهد أخيه وهو يقرأ الرسالة وكأنه يشاهد فيلم رومانسي.

كتب يزيد رسالة لها يعبر بها عن كم سعادته وينتظر اليوم المناسب الذى ستحدده والدتها لاستقباله .

ثم توجهها كلاهما من المفترض الي المحال ليتفاجأ يزيد بيزن يعتذر منه لذهابه لمشوار هام وسيأتي للمحال فيما بعد.

..............................................

عادت ماسة ووالدتها الي منزلهم بعد ليلة قضوها بالمشفى حتى اطمئنوا على حال والدتها وتحسنها الملحوظ وبعد أن أعدوا غداءهم جلست ماسة تتحدث مع والدتها في أمر محمد وأنه ليس من الضروري حضور خالها فيكفي عمها حاليا لحين الاتفاق على كل شئ ولكن والدتها رفضت بشدة قائلة / 

_ يا بت انا بعززك لما يجي هو واهلك ويلاقوا ليكي أهل ورجالة هيعملولك هيبه كدة مش اقابلهم برجل واحد بس ،ده تبقي عيبة في حقك انتى .

لتنطلق ماسة يتذمر / بس يا ماما انتي عارفه موقف خالي واللي عايزة ،مش بعيد يبوظ الجوازة .

ربتت الام على كفها قائلة /

_ متخافيش حبيبتي ماهو علشان محدش يطمع في حد ولا في حاجة هخلي عمك يقعد وخالك كمان .

زمت شفتاها واطلقت زفرة عالية ثم هبت واقفة وذهبت لغرفتها بخطوات تعبر عن احتجاجها وهي تدبدب باقدامها لعل اعتراضها يصل لوالدتها .

وبالفعل شعرت بها والدتها لتحرك رأسها بقلة حيلة متمتمة/

_ سامحيني يا بنتي لو معملتش كدة الدنيا هتبوظ اكتر .

لتتذكر اخر حديث مع أخيها حول ماسة وأبناءه

Flashback

_ هتفضل كدة لحد امتي انا تعبت من تحكماتك ده؟؟

حازم بتسلط وبكل برود /

_ والله عايزة تخلصي من تحكماتي تجوز بنتك لابن من ولادي .

_ يعني ايه يعني هو الجواز بالعافية ،

 التعليم وأدخلت فيه ومخلتهاش تدخل الكلية اللي عايزاها دلوقتي هتجوزها بالعافية .

_ والله انا بحافظ على بنتك ،ومن كرم أخلاقي سايبها هي تختار العريس اللي عايزاه من ولادي الاتنين غير كدة مش هتنازل تاني.

_ انت كل اللي همك ورثي من والدي ميروحش للغريب لدرجة أنك اتحكمت في تعليم بنتي واصريت تدخلها كلية بنات بس علشان متقابلش حد وتجبرها تتجوز حد من ولادك،

لكن لحد هنا وكفاية لو بنتي مش عايزة حد من ولادك انا لا يمكن اغصبها على ده بالذات.

_ وانا قولت اللي عندي ويبقى حد يهوب ناحيتها وانتوا هتشوفوا ايام اسود من قرن الخروب.

Comeback

_ اجبلك الدواء يا ماما ؟؟

انتبهت والدتها على سؤال ابنتها فردت بوجه حزين /

_ اخدته يا بنتي متشغليش بالك انت .

ثم تمتمت لنفسها / 

_ مقدميش غير أني احطه قدام الأمر الواقع مع العريس ويكون عمك موجود ،وربنا يستر بقى.

ورفعت هاتفها لتجري اتصالا بعمها اولا لتسرد عليه الموضوع ربما ساعدها وانقذها من حيرتها.

.....................................

كانت تقف بين زميلاتها أمام الجامعة لا تلاحظ وجوده بينما هو يكاد يحفظ تفاصيل ملابسها من كثرة تركيزه بها ،

ظل مرتكزا على سيارته وناظرا لها .

لاحظته زميلتها كارما التي حضرت معها الوقعة الأخيرة لتوكزها بكتفها فتلتفت لها غزل مستفسرة لتشير لها عن مكانه برأسها لتتقابل الأعين وتبدأ الابتسامات في الارتسام على الوجه لا تعلم اهي ابتسامة سعادة من كلا منهم ام ابتسامة خبث يتوارى خلفها هدف اخر لتوكزها صديقتها مجددا سائلة في حيرة/

_ ايه هتعملي ايه؟

ظلت الابتسامه على ثغرها وهي تجيبها بغير ما تنتظر ومازالت تنظر تجاهه مبتسمة قائلة من بين اسنانها/

_  طلعي البرجل من الشنطة .

عقدت كارما حاجبيها متعجبة من مطلبها فحاولت أن تفهم فاعادت غزل طلبها بطريقة مرعبة وهي تتحدث من بين أسنانها والإبتسامة لا تفارق ثغرها.

استدارت كارما خلفها وهي متعجبة من مطلب غزل لتفتح الحقيبة الخاصة بها وتخرج ما طلبته واستدارت تعطيها إياه فأمسكته غزل بين كفها محاولة اخفاءه وقالت لكارما / 

_ تعالي معايا .

وانطلقت دون أن تستمع لسؤال كارما أو حتى تخبرها بما سيحدث .

فعبرت الطريق وانطلقت خلفها كارما متمتمة لنفسها/ 

_ ربنا يستر من جنانك يا غزل .

توجهت غزل مباشرة الي يزن مرحبة به بكل وجه مشرق وابتسامة واسعة ليرحب بها هو الآخر قائلا/ 

_ صدفة غريبة كنت جاي اشتري شوية طلبات شوفتك فقولت لازم اسلم عليكي ،ولا لسه زعلانة 

ابتسمت غزل قائلة بأريحية تامة /

_ لا ابدا مش زعلانه انا قلبي ابيض اوي ، 

وكمان انت قولت مكنش قصدك واكيد مش هتكدب ولا ايه ؟

ارتاح يزن قليلا ليجيبها مرحبا /

_ اه طبعا ،

وعلشان خاطر اتصالحنا اسمحيلي اعزمكوا على اسموزي بدل اللي ادلق ،

ثواني وجاي.

اومأت له مبتسمة وتوجه هو الي الكافتيريا يبتاع منها العصير بنفس الطعم التوت فابرزت هي البارجل قليلا بيدها وطلبت من زميلتها أن تداري عليها ثم أخذت تمشيه على سيارته فاحدثت خدش كبير وبنهايته نحتت اسمها علي السيارة ثم وقفوا أمام ما فعلته فجاء يزن ثم حاولت التملص منه معتذرة بعد أن أخذت منه العصير الخاص بها قائلة بأسف /

_ كنت اتمنى اقف معاك اكتر من كدة بس اعذرني عندنا محاضرة مهمة وشكرا على الاسموزي بس المرة دي برعايتي عن اذنك .

وامسكت بكف كارما وانطلقا كالتي تهربا من وحش كاسر.

وصلا بداخل الكلية لتقفز فرحا مما فعلته .

أما بالخارج تعجب يزن من حديثها قبل جلب العصير وحالها الذي تبدل بعد ذلك وبماذا تقصد بكلمة (برعايتي) !؟

ولما التعجل هذا !؟

ولكن ارجعه ربما يكون قد تأخرت عن ميعاد المحاضرة .

ثم استدار ليفتح باب السيارة ولكنه لاحظ الخدش عليها في البداية توقع أن يكون اطفال فغضب كثيرا فسيارته لها مكانة خاصة بقلبه ولكن عند اقترابه من نهاية الخدش ومال عليه بجذعه ليدقق النظر جيدا فوجد امضاءها ليضغط علي أسنانه حتى كادت أن تنكسر ثم أطلق صوت غاضب لفت إليه كل المارة ثم اخرج هاتفه طالبا نضال قائلا بصوت عالي وغاضب فور رد نضال دون مراعاة وقت أو مكان تواجده / 

_ شوفت بنت ال...... عملت ايه في العربية؟؟

_ جرحت العربية يا نضال ، 

_ جرحتها بنت ال.... وتقولي انا قلبي ابيض ،

دانا هخلي أيامها سودة علي دماغها.

_ تعالالي دلوقتي ودخلني الكلية عندها.

_ بقولك عايز ادخلها يا نضال .

_ ماشي يا نضال بس ورجمة أمي مانا سايب حقي المرة دي.

_ لا المرة دي بقي غير المرة اللي فاتت .

_ ماشي يا عم انا ماشي دلوقتي بس راجعلها بنت ال....

_ وقبل ما تقفل عايزك تجبلي جدول محاضراتها والا هجيبه بمعرفتي. 

استقل سيارته وهو يكاد أن يخرج دخانا من أنفه وتوجه الي المحال بحالة نفسية سيئة للغاية ليخرج كل غضبه بالمحال والعمال.

.................................

بعد أن تأكدوا من عدم ثبوت الحمل وكأنهم اتفقوا دون اتفاق وخاصة عند شكهم بوجود مشكلة لديها على حسب توقعات الطبيب فاصبحت معاملاتهم اسوأ مما سبق ومن أجل التأكيد على سلامة ابنهم فأشاروا عليه بعمل التحاليل المطلوبة منه ومنها وبرغم شحهم المتصفين به ولكن لكي يجدوا ما يتشبثون به وهو الإذلال وهم مطمئنون البال .

حتى جاء موعد نتيجة التحاليل فتوجهوا كلاهما الي الطبيب في الموعد المحدد لهم وبعد رؤية الطبيب للتحاليل وبعد كشف مبدأي لكلاهما وسؤالهم بعض الأسئلة بلحظاتهم الخاصة  وحصوصا  لميار توجه الطبيب لمقعده أثناء هندمة ميار لملابسها ثم توجهت لتجلس أمامه لتلاحظ تجهم ملامحه فتسأله باضطراب واضح بملامحها ونبرة صوتها /

_ ااااه ..... خير ...... خير يا دكتور .

حاول الطبيب ان يبتسم قليلا ثم قال/

انا بصراحة مش شايف أي مشاكل في التحاليل ولا في حاجة واضحه قدامي في الأشعة بس بناء على شكوتك يخليني اتوقع حاجه كدة مش هتبان غير بالمنظار .

قضب ميار وحسن جبينهم ينظرون بتيه وعدم فهم ليكمل الطبيب محاولا تبسيط المعلومة لديهم فقال لهم/ 

_ بصوا انا بصراحة شاكك في بطانة الرحم المهاجرة اللي تقريبا اعراضها بتتشابه مع الأعراض اللي ذكرتها ميار وللاسف ده مبتبانش غير بالمنظار فعلشان كدة عايزين نعمل منظار استكشافي ولو طلع شكي بمحله ممكن وقت المنظار نعملها كي على طول.

لم يستوعبا ما قاله الطبيب فصمت كلا منهم محاولون إدراك ما استمعوا إليه ليتساءل حسن بطريقة ابسط قائلا / يعني يا دكتور قصدك تقول إن ميار مبتحملش؟؟

أبتسم الطبيب نصف ابتسامة ثم قال موضحا /

_ مين قال كدة بس الموضوع كله أن بطانة الرحم المهاجرة لها درجات وعلي حسب درجتها ممكن تخلي في صعوبة بالحمل فبتأخره واحيانا بتمنعه لو درجتها كبيرة.

شعرت وكأن أحدهم قد ألقاها في غيابة چب لا تري أو تسمع فيه شيئا كل ما أدركته هو استحالتها للحمل وستقضي الباقي من عمرها وحيدة بين براثن هذا الذى يدعى حسن وهو بعيد كل البعد عن الحسن.

وبالجهة المقابلة نظر لها حسن وقضب جبينه فقد شعر بالتيه هل هي تنجب ام لا ولكن كل ما استوعبه أنها تحتاج لمصاريف كثيرة من أجل الاقتراب من فرصة الحمل وكأنة اتخذ قراره فأطلق زفيرا عاليا وقال بعده /

_ يا خساره ..

فهم الطبيب ما يشير إليه فحاول طمأنته قائلا بابتسامة بسيطة /

_ مفيش خسارة ولا حاجه يا استاذ حسن كل الموضوع شوية مجهود وأن شاء الله ربنا يرزقكم ،

هو العيال بتيجي بالساهل برضه!؟

اومأ حسن برأسه وأستاذن للانصراف بعد أن استلم الورقة التي دونها الطبيب ثم استقام فلحقت به ميار دون أن تنطق ببنت كلمة وكأنها فقدت النطق وعلي استعداد تام بما ستسمعه دون حتى التعليق عليه.

احيانا ننظر للأمور من اتجاه واحد ولا ندرك أن ما نعتقده شر هو بوابة الولوج إلى الخير وربما افضل الخير .

انطلق حسن وميار بصمت تام كلا منهم في حساباته العقلية حتى وصلا إلى منزلهم صعدت ميار لشقتها بينما هو فضل اللجوء لوالدته ربما وجدت له مخرج من هذه الأزمة. 

.................................

كانت انوار وغادة يجلسون منتظرين حسن بفروغ الصبر وكل أحاديثهم عن توقعاتهم وخططهم المستقبلية تجاه ميار ما إن ثبت ما يتوقعوه حتى ولج حسن الي شقة والدته ليراها جالسة بتحفز هي وغادة اخته ينتظرا قدومه،

رأوا حسن متجهم الوجه فقالت والدته وكأنها قرأت ما تخطه ملامحه / 

_طلعت معيوبة مش كدة.

اومأ حسن برأسه وعلي وجهه ملامح الحزن لا يعرف لما يحزن !

هل لعدم إمكانية إنجابه من ميار ام لاضطراره تنفيذ ما تطلبه منه والدته.

لتكمل انوار وكأنها تقرا الغيب / 

_انا قولت من البداية البت ده معيوبة ،من ساعة ما طلبناها وأبوها كان متساهل معانا فى شروطنا وقال ايه انا بشتري راجل ،

ما طبعا لازم تلحق راجل بدل ما تعنس جنبهم

أصدرت صوتا من بين شفتاها ثم قالت/

_ وقال ايه احنا اللي افتكرناه طيب وابن حلال ومطلبش طلبات كتير .

ثم التفتت لذلك الذى يجاورها قائلة بنبرة حازمة/ 

_ يبقي تنفذ اللي اتفقنا عليه انا واختي وده لمصلحتك سامع؟؟

دون أن يحرك ساكنا أو يبت ببنت كلمة كان قد أطلق موافقة داخلية فلم يكن هناك أمامه خيار آخر ،فهذا الحل الوحيد الذي يعتبر أقل خسارة بالنسبة له.

أما عن غادة فأكدت عليهم أن يحذروا جيدا فيجب أن ما يحدث يكون غير ملموس لخطيبها .

وهنا كلا غنى علي ليلاه ولم ينتبه أحد لحال ميار التي صعدت لشقتها وتواصلت مع اختها التي حاولت تهدأتها ووعدها بتقديم كل سبل المساعدة والدعم المادي والمعنوي والا تحزن فربما فرج الله لقريب.

ولكن كان لميار رؤية أخرى للمعضله فقالت لأختها محاولة التفكير معها بصوت عالي/ 

_ المشكلة يا ماجدة أن لو عايزة اعمل المنظار هيحتاج مصاريف كتير جدا وانا مش عايزة اكلفك ولا اكلف بابا ولا محمد مش علشان حاجه علشان حسن ميعتمدتش على كدة وخاصة أنه بقاله فترة من غير شغل.

قضبت ماجدة جبينها بتعجب من الطرف الآخر وسألت باندهاش / 

_ ولما هو مبيشتغلش كل المصاريف ده من مين؟؟

قالت بتوتر وكأنها شعرت الان بفضح خطأها / 

_مني

وهنا انطلقت صيحات وسباب من اختها لعلها تفيقها من غفلتها كما أكدت عليها مَن ومتى نساند البعض؟

عندما يكون من نسانده يستحق الدعم ويكون ممن يقدر هذه المساعده والأهم هو أن يكون من المجاهدين لا من المتكالين.

وبالفعل كانت تشعر ميار بخطأها ولكن ينقصها الشجاعة لاتخاذ قرار بعدم مساندة هذا السئ . 

وبنهاية المكالمة أكدت عليها ماجدة بالاصرار والإلحاح عليه بالبحث عن عمل جديد وان لا تقدم يد العون مرة أخري حتى يشعر بالمشكلة والا أخبرت هي والدها واخيها وعملت على تصعيد المشكلة وما ادراك عندما تصعد ماجدة المشاكل...


         الفصل الرابع والعشرون من هنا 

تعليقات