رواية روحي تعاني الفصل الثالث 3 الجزء الثالث بقلم أية شاكر

رواية روحي تعاني

الفصل الثالث 3 الجزء الثالث 

بقلم أية شاكر


-مش ناوي تتجوز بقا وتفك نحس العيلة دي؟


-والله أنا نفسي أتجوز بس العروسة بقا...

قالها حازم وهو بيبصلي، فكله بص عليا واتوترت جدًا...

شال عينه من عليا وهو بيحمحم بحرج واتوتر هو كمان لما حس إن الكل بيبص علينا، فرك ودانه وقال بارتباك:

-قصدي يعني لما الاقي بنت الحلال اللي تستحق تكون زوجة الدكتور حازم...


ضحكت خالتي دلال بتفهم، فلف حازم الإزازة وكان هو هيسأل كريم، فقال:

-قولي بقا يا كريم... إيه سر الدبلة اللي في ايدك؟


ارتبك كريم لكن جاوب بابتسامة:

-لا سر ولا حاجة... اتعودت عليها لقيت شكلها حلو وماشية مع الساعة!


وقف كريم فجأة وظهر عليه الارتباك قال:

-أنا همشي بقا لأن عندي شغل الصبح بدري...


وقف حازم وقال وهو ماسك موبايله:

-وأنا هعمل مكالمة وآجي.


نادى والدي هو كمان عشان نمشي فقومت أسلم على الموجودين، ولما وصلت لدلال همست في ودني:

-بيحبك يا بت...

قلبي دق بسرعة وبعدت عنها وأنا ببصلها بحدة! مش هتتغير أبدًا هي السبب في زراعة حبه جوة قلبي من صغرى ورعرع وكبر مع الأيام لأنها كانت بترويه بكلامها وتصميمها إنه بيحبني وإننا لايقين على بعض! 


سألت نفسي كتير ليه مختارتش حاتم أو كريم! ليه حازم بالذات! لكني مرسيتش يوم على بر.


مرت الأيام بعد اليوم ده وكل ليلة بفكر في حازم وبتخيل اليوم اللي هيتقدملي فيه، وبفكر هلبس ايه وهحط مكياج ولا لأ!


كنت بفكر فيه بالنهار واحلم بيه بالليل، مرة في الحلم يقولي: 

-بحبك...


ومرة يمسك ايدي، ومرة يحضنني، ومرة يجيبلي وردة ومرة يجيبلي ساعة...


وفي حلم من الأحلام الكتير دي قالي جملة عمري ما هنساها، بص في عيني وقال:

-الشمس نجمة بتضيء وتدفي حياة الناس وإنتِ النجمة اللي منورة ومدفية قلبي...


كنت بستنى وقت النوم بفارغ الصبر عشان أشوفه، وكل يوم حبه يزيد جوة قلبي ومشاعري تتحرك أكتر رغم إني مشوفتهوش في الحقيقة لإسبوع كامل لكنه مفارقش أحلامي...


وفي يوم صحيت من النوم وأنا في غاية السعادة والنشاط بعد الحلم اللي شوفته امبارح إن حازم اتقدملي وصحيت من النوم بعد ما زغردت وكنت واقفة وسط زغاريد كتير والفرحة مالية الحلم... 


فسرت المنام على جوجل وطلع إنه هيتقدملي قريب وفيه سعادة هتدخل حياتي، تفسير جوجل ده غريب جدًا كل ما أبحث عن تفسير منام يقولي هتتجوزي قريب!


قومت عشان أنضف الشقة لو إحنا مش في رمضان كنت هسمع أغاني رومانسية زي ما كنت بعمل وأتخيله في كل أغنية، رغم إني يبان عليا ملتزمة ومش بغلط إلا إني بغلط عادي لكن ربنا ساترني...


شغلت أنشودة مشاري ورددت معاه وهو بينشد وكأن حازم اللي بيقولي:

-اوعديني... اوعديني تعلميهم كل حاجة حلوة فيكِ ولو في يوم قصرت فيكم كمليني بالرضا... اوعديني ياخدوا اخلاقك عشان بتباهى بيكِ ويطلعوا ذرية صالحة يزرعوا الخير في الحياة.


أيوه كنت وصلت لمرحلة الذرية الصالحة! 


ومر اليوم وأنا برفرف بالسعادة...

لحد ساعة الفطار كنا قاعدين على السفرة فرن تلفون والدتي برقم خالي، قلت في نفسي أكيد الحلم هيتحقق وهيكونوا جايين يتقدمولي، ولما أمي قالت:

-أيوه يا حازم...


ابتسمت لما سمعت اسمه فتحت وداني كويس لكن اختفت ابتسامتي لما قالت أمي:

-النتيجة ظهرت؟ وشروق عملت ايه! لا حول ولا قوة إلا بالله...


لما أمي قالت كده قومت من على الأكل ودخلت أوضتي مستنتش أسمع حاجة تانية، أصل لو رد فعلهم على شروق لا حول ولا قوة إلا بالله، فأنا نفس مستواها ومجاوبين زي بعض ومراجعين مع بعض!


قعدت أعيط، وأمي بتنادي عليا، وجت تخبط عليا وتقول: 

-هاتي رقم جلوسك يا نجمة!


قلت بعياط:

-لأ مش عايزة أعرفها.


قعدت أعيط، ومحستش بنفسي إلا وأنا بصلي ركعتين وبدعي ربنا في كل سجدة:

-يارب محدش يشمت فيا ولا في أهلي...


وبعد شوية خبطت أمي عليا وهي بتقول بفرحة :

-افتحي يا دكتوره نجمة... نتيجتك ظهرت ورفعتي راسنا...


فتحت بسرعة وأنا بسأل:

-كام؟ جبت كام؟


ورغم إن مجموعي مكنش زي ما بتمنى إلا إني كنت زيادة عن شروق حاجة بسيطة ...


سجدت شكر لله مش عشان أنا فرحانة بالمجموع على قد ما فرحت إن محدش هيشمت فينا وكنت أقصد بده مرات خالي!


قال والدي بزعل:

-إنتِ فرحانة عشان جبتِ أعلا من شروق! بس الله أعلم هتلحقي كلية ايه!


-لـ... لأ أنا مش فرحانة... بس أنا عملت اللي عليا!

-الله المستعان.

قالها والدي ودخل أوضته، فحسيت بوخزة في قلبي، يعني أنا ممكن ملحقش أي كليه أهلي عاوزينها! أيوه أهلي! ما أنا مكنش عندي أي هدف إلا إني أرضيهم...


مرت الأيام والتنسيق جابلي انا وشروق مرحلة تانية...


كنت محتارة أدخل كلية ايه، التنسيق جابلي طب بيطري أو علوم أو تربية...


روحت مع أمي عند خالي، ومقابلتهم مكانتش لطيفة أبدًا مش عارفة هل دي غيرة! ولا فيه حاجة تانية حتى حازم ونظراته ليا! كان متغير لحد كبير...


قعدنا نتكلم مع خالي ومراته اللي مصممين إني أدخل تربية مع شروق، لأن بيطري وعلوم ملهمش مستقبل على كلامهم! 


حازم كان واقف في البلكونة فوقفت جنبه وقلت:

-محتارة أوي أدخل ايه!


مردش ولا التفت، فقولت:

-بفكر أدخل بيطري زيك! ولا ايه رأيك أعمل ايه؟!


قال بعصبية:

-اعملي اللي تعمليه... أنا مش عايز حد زيي...


قالها ودخل من البلكونة، فوقفت لوحدي شوية وحسيت إني عايزة أعيط، عيني دمعت لأنه أول مرة يكلمني بالطريقة دي! 

مسحت دموعي بسرعة ودخلت من البلكونة قلت لأمي:

-يلا يا ماما نروح...


قامت أمي ومشينا كنت ساكتة طول الطريق، وهي مصممة وبتقنعني إني أدخل تربية ووالدي وخالي مدرسين وهيساعدونا نتوظف، كانت بتتكلم بثقة وكأن خالي المحافظ ووالدي وزير التربية والتعليم! 


وطبعًا رفضت وكتبت الرغبات على مزاجي وقولت اللي يجي هتوكل على الله وأدخله وهيبقى نصيبي.


شروق جالها كلية تربية وأنا ربنا رزقني بكلية علوم ورضيت بنصيبي...


وفي يوم لقيت الباب بيخبط، ولما فتحت لقيت كريم قدامي، عدلت حجابي بسرعة، فقال:

-إزيك يا نجمة؟

عمتو هنا ولا أنا جاي في وقت مش مناسب ولا إيه؟


شاورت لجوة وقولت:

-لأ هنا... اتفضل ادخل...


دخل كريم وسلمني علبة جاتوه، وسقف وقال بمرح:

-يارب يا ستير اللي خالع راسه يغطيها...


ابتسمت وكنت مستغربه جدًا لأن كريم مش بيجي عندنا أصلًا! 

وبعد شوية قعدنا معاه كلنا فبصلي كريم وقال:

-أنا قولت أجي أبارك لنجمة... 

-الله يبارك فيك يابني...

قالها والدي، وقال كريم:

-وكمان عشان أقولها مميزات وعيوب كل كلية... أنا عارف إني اتأخرت بس لسة فيه فرصة وتقدر تحول لأي كلية!


شرح لي كريم مميزات وعيوب كل كليه وبعدين قال:

-لو عايزة رأيي أنا... فأنا أرشحلك تمريض...


فكرت للحظه! أنا إزاي مجاش في بالي كلية تمريض خالص! قلتله بتركيز:

-ايه مميزات الكليه دي؟!

-كتير أوي أولهم إنك لو شديتِ حيلك ممكن تتعيني دكتورة فيها هي دراستها صعبة بس مش أصعب من علوم! وفي أسوأ الحالات هتكوني موظفة حكومي دا لو بتدوري على وظيفة وشغل...


لما مشي كريم صليت استخارة وقررت أدخل كلية تمريض، ولما عرفت شروق قررت هي كمان تحول لكلية تمريض مع إن أهلها كانوا رافضين لكنها صممت وأصرت...


وبدأت الدراسة وشروق عملتلها صحاب جداد، ولأني مكنتش برتاح لأصحابها أخدت جنب عنها والعلاقة بينا بقت مهزوزة جدًا وكنت لوحدي مليش أي أصحاب، بمشي لوحدي وبقعد لوحدي وبذاكر لوحدي وفي البريك باكل لوحدي...


حازم كان بيجي أحيانًا الجامعة ياخدها فبيوصلني معاها، وكان بيركب معانا أصحابها الجداد اللي أنا مش حباهم اطلاقًا...


نظرات حازم ليا اتغيرت أوي، مكنتش عارفة ليه وهل هو بيحبني ولا أنا كنت فاهمة غلط!

المشكله إني كنت راسمة لحازم صورة في خيالي وأحلامي غير الواقع خالص وبحب الصورة دي ولما أشوفه قلبي بيدق...


وفي يوم بعد ما وصلني حازم للبيت والدتي كانت واقفة في البلكونة، وبمجرد ما دخلت للبيت قالتلي:

-واخدة جنب عن شروق بنت خالك ليه؟ بتشتكي منك!

-شروق مصاحبة بنات مش برتاحلهم عشان كده بحب أكون لوحدي...

-وإنتِ مالك ومال البنات! قربي من بنت خالك وامشي معاها.


سكتت شوية وقولت:

-حاضر يا ماما.


قولت كده عشان مجادلش لكني مقررة إني مش هكلمها، العلاقات السطحية دي مريحة جدًا...


تاني يوم وأنا راجعة من الكلية وراكبة عربية الأُجرة ركب جنبي شاب معانا في الكلية بس أكبر مني بسنتين ومن نفس بلدي، بدأ يتكلم معايا ويعرفني حاجات عن الكلية انتهت بـ:

-خدي رقمي ولو احتاجتِ أي حاجة كلميني في أي وقت.


ولما فتحت تطبيق الفيسبوك لقيته باعتلي أدد كان اسمه «ميسره» فقبلته وبدأنا نتكلم...


وكنت ببص على الأكونت بتاع سمر وزعلانة أوي لأنها مقبلتش الأدد ولا ردت عليا...


مرت الأيام وعلاقتي بميسره اتطورت بقينا نهزر مع بعض واحكيله تفاصيل يومي وهو كمان يحكيلي لكن مكنش في قلبي أي حاجة ناحيته كنا أصحاب وبس زي أخويا! لكننا كنا بنتكلم في أي حاجه إلا المذاكرة...


كنت لسة بفكر فيه وأنا قاعدة على مكتبي فلقيت رساله منه:

-صاحيه!!!

-أيوا...

-كنت عايز أحكي وأتكلم معاكِ شوية.

-قول...

-لو فيه واحد بيحب بنت وهي شايفاه صديق وبس أو مش شيفاه أصلًا يعمل ايه؟

كتبت بدون تردد:

-يتقدملها... يبذل كل جهده ويروح يتقدملها أنا كـ نجمة شايفه إن البنت اللي ترتبط بشاب لا تستحق تكون زوجة... دي خانت أهلها مش معقول هتصون زوجها.

-لا فيه بنات محترمين بس الحب بقا!


افتكرت حازم وكتبت:

-فعلًا الحب ده عـ ـذاب...

-جربتيه؟!

-لأ بس أعرف حد جربه...


سكتت فترة طويلة كنت بفكر في حازم وتغيره معايا اللي مش عارفة نهايته ده! خرجني من تفكيري رسالة ميسره:

-خايف يتقدملها ترفضه وعاوز يصارحها بمشاعره الأول.


افتكرته بيتكلم عن نفسه فقولت:

-ومين دي اللي هترفض عريس قمر زيك!


كتب بسرعة:

-مش أنا دا واحد صاحبي...

كتبت:

-مش عارفه بصراحة يا ميسره.


قريت المحادثه بينا مره تانيه وخوفت جدًا يكون قصده عليا! وفكرت شوية في كل كلمة كتبتهاله! أنا مش هقدر أعتبره أكتر من صديق وبرده مش هقدر أستغنى عنه لأني أدمنت وجوده في حياتي واتعودت على كلامنا مع بعض كل يوم لأني مفتقده دور الأخ ودور الأصدقاء في حياتي.


واستمريت في علاقة مش عارفة نهايتها تحت مفهوم الصداقه! 

يمكن لو كان قلبي فاضي كان دقله وخصوصًا إني كنت معجبة بمظهره وتفوقه لكني لا إرادي لقيت قلبي بيركنه على الرف وبيتحرك لحازم وبس...


ومرت الأيام وأنا بستنى كلمه حلوه من حازم زي اللي بشوفها في منامي كل فترة لكن مفيش جديد حتى النظرات بينا مبقتش موجوده!


وعلاقتي أنا وميسره بتبقى أقوى يوم عن يوم، في الكلية لما كان لما يلاقيني قاعدة لوحدي يجي يقعد معايا ومعظم الأوقات كان بيجيب أكل وناكل سوا...

استغفروا♥️

#كتابات_آيه_شاكر

                    ★★★★★★

في بيت حازم


من لما حازم طلب يتجوز نجمه يوم ظهور النتيجه وشروق بدأت تشـ ـوه صورتها قدامه وعند والدته بكلام محصلش وتقول إنها كانت بتتستر على نجمه! وإنها منـ ـافقة وبتكلم ولاد وبتصاحبهم، ولأنهم بيثقوا في شروق كانوا بيصدقوا!


قالت شروق: 

-يابني انسى نجمة بقا... البنت دي مش كويسة! دي بتكلم ولاد و... وبالأمارة أخر واحد مصحباه اسمه ميسره والكلية كلها بتتكلم عليهم!

-ميسره! مش الواد ده من هنا من البلد!

-أيوا هو... اومال أنا بعدت عنها ليه ما هي علشان سمعتها المهببة!


جز حازم على أسنانه وقال:

-من امتى بتكلم الواد ده؟!

-من زمان أوي... وأنا نصحتها كتير لكن مسمعتش مني... ولأن الصاحب ساحب خوفت أصاحبها تسحبني معاها فبعدت عنها...


قاطعتهم والدتهم اللي دخلت الأوضه وشاركتهم الحوار:

-بتتكلموا في ايه؟!

-كنت بقوله سبب بعدي عن نجمة وإنها مصاحبة ولاد وكده!

قالتها شروق، فقالت والدتها بسخرية:

-وقال ايه أبوكي كان عايز يجوزهاله! 


بصت لحازم وكملت:

-أما أنا بقا جبتلك حتة عروسة تقول للقمر قوم وأنا أنور مكانك، مش تقولي نجمة!


قالتها بسخرية: فوقف حازم وقال بضيق:

-وأنا مش عايز اتجوز...

-شوفي الواد!!

قالتها والدته بسخرية، فنفخ بزهق وسابهم وخرج من الأوضه وهو بيفكر في نجمة وازاي كان فاكرها بريئة ومخدوع فيها كل السنين دي!


وتاني يوم عربيته عطلت فاضطر يركب موصلات للشغل، ولسوء حظ نجمة صادفت ميسره فركب جنبها مع إنها كانت متوتره ومش عايزاه يقعد جنبها إلا أنها معترضتش وسألته في كام حاجه بخصوص الكليه فقعد يشرحلها ويتكلم معاها...


جز حازم على أسنانه بضيق وركب وراهم وهو سامعهم بيتكلموا وكل شويه يبص على ميسره شاب وسيم، يعني في الجمال أحلى منه بكتير وأصغر منه كمان!


ومن شدة غضب حازم قال:

-اقف على جنب ياسطى.

ونزل في نص الطريق وهو في قمة عصبيته....


فتح موبايله وكلم والدته، حاول يكون هادي، لما سألته عايز ايه، قال:

-كنت مكلمك عشان العروسة اللي قولتيلي عليها امبارح...

متنسوش التفاعل عشان أنزل كمان حلقه ❤️.



              الفصل الرابع من هنا 

لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

تعليقات