رواية حياة المعلم
الفصل السادس الثلاثون 36
بقلم خلود أحمد
........... نظر عيسى بغضب لتلك التى تمشى بجانبه ليقول وهو يضغط على اسنانه
" عارفه لو اتحركتى من جنبى هعمل فيكى ايه ولا عملت اي حركه من تصرفات المجنونه هعمل ايه خلينا نشوف الاسبوع دا هيعدى ازاى "
ليكمل بغيظ
"اللى غايظنى انك مش بتاعت شغل دا احنا بنحركك بالعافيه علشان تشتغلى دا انتى كنتى عايزة اجازة سنه علشان شغل تلات شهور خلينى ساكت و مرة واحده كده
حبيتى الشغل"
لتجيب زمردة بغرور
"طول عمرى بحب الشغل احنا بس انفصلنا لفترة ورجعنا تانى"
"رجعتوا جايه تحبى الشغل دلوقتى ثم اموت واعرف ازاى اهلك وافقوا انك تيجى هنا ولا اصلا ازاى قدرتى تقنعى استاذ عشري"
"والله ي حضرة المدير دى حاجه تخصنى اتمنى تشتغل فى صمت"
"امم تخصك قولتيلى" ليقول بعدها بغضب
"هتقولى وافقوا ازاى ولا لا"
لتنظر له زمردة وهى ترفض الحديث وهى تتذكر كيف استطاعت القدوم الى هنا
flash back
خرجت زمردة من الجريدة وهى تلعن عيسى لتتفأجا برؤية الاستاذ عشرى
لتقترب منه وهى تقول بترحاب
"اهلا اهلا عم كسرى قصدى عشري نورت الشركه ي مديرنا العظيم "
نظر لها استاذ عشرى بعنجهيه فهو لا يزال يتزكر ما حدث اخر مرة
"عايزة ايه"
لتهمس زمردة لنفسها
"والله واحتجتلك ي كسرى يلا كله يهون لأجل حلم العمر جايالك ي غزة "
لتكمل بصوت عالى
"كنت عايزه اعزم حضرتك على الغدا والاهم استشير حضرتك فى شويه حاجات بخصوص الشغل" لتكمل بتملق
"والله ي فندم كفايه بس انك تبص فيها والواحد هيتاكد انها هتوصل للعالميه"
ليبتسم استاذ عشرى بغرور وهو يشير بيده
"ماشى بس هى ساعه انا عندى شغل كتير"
لتجيب زمردة بفرحه
"طبعا طبعا مشاغل حضرتك كتير الله يعينك"
ليذهب معها الاستاذ عشرى وبعد الكثير من التملق اخبرته زمردة بغرضها من تلك العزومه ليسالها استاذ عشرى
"امم بس انت مش شايفه انه صعب عيسى يوافق لانك بنت وبعدين انتى بتقوليلى ليه عيسى هو المسئول عن الموضوع دا"
لتجيب زمردة بمكر
" عيسى مين بس ي فندم دا انا قولت انك الكل فى الكل دا انتى اكبر المساهمين فى الجريدة من غيرك الدنيا تخرب تقوم تقولى استاذ عيسى "
ليجيب عشري بغرور
"هو انا فعلا الكل فى الكل بس عيسى هو المسئول عن الموضوع دا"
"مفيش حد مسئول غير حضرتك دا انت الكل فى الكل
والا بقا الكلام اللى بتقال فى الجريدة صح"
لسال عشرى بترقب
" كلام ايه "
"خلاص بقا مش لازم"
"لا لازم قولى كلام ايه"
لتجيب زمردة بمكر
" ان استاذ عيسى هو الكل فى الكل وهو اللى كلمته بتمشى عليك هما بيقولوا كده وانا مصدقتيش بس انت صراحه اكدت الموضوع "
" بقا هما بيقولوا كده "
لتؤمى زمردة براسها
" طيب ايه رايك بقا انك هتروحى معاهم "
لتتحمس زمردة
" بجد "
" اه طبعا دا انا الكل فى الكل "
" طبعا دا انت الكل والجميع والانفس وكل حاجه "لتسال بعدها بترقب" طيب افرض استاذ عيسى اعترض"
" ولا يقدر يعترض لازم امضى على أى قرار قبل ما يتنفذ انتى نستى انى اكبر مساهمين "
" طبعا طبعا ودى حاجه تتنسى بس بقولك ايه ما تخليها مفأجاة ونصدم الكل ونوريهم قد ايه انت كلمتك بتمشى على اي حد "
ليفكر عشرى بالموضوع
" تفتكرى "
لتهز زمردة رأسها بحماس
ليقول عشرى باقتناع " خلاص تعملها مفاجأة لعيسى"
لينتهى ذلك الغداء الملئ بالتملق والذى ليس من عادة زمردة لكن ماذا تفعل كله يهون لأجل حلم العمر
وهكذا استطاعت زمردة بسهولة السفر رغما عن أنف عيسى والذى صدم بشده وقت رؤيتها امامه وهى تخبره بكل شماته انها قادمه معه
end flash back
لتفيق على صوت ذلك الرجل الذي يستقبلهم وهو يقول
"اهلين بالغالييين نورتوا اراضينا"
ليبدا بعدها تعريف نفسه
"أنى عمكم مليح فيكم تقوليلي ابو يوسف بدى كون معكم برحلتكم"
ليقدم عيسى فريقه لكن لم يشير لزمردة
ليسال أبو يوسف
"وهادى الصبيه ويش بتسوى معكم مانوا خطير انها تكون معكم هون"
كاد عيسى يرد لكن زمردة قاطعته وهى تقول
" ومالهم ي عم ابو يوسف البنات بس امال لو ما مكنوش بيضربوا المثل ببنات فلسطين فى قوتهم واحنا وفلسطين ايه مش ولاد عم ولا انت بقا مش شايف كده "
ليجيب ابو يوسف
"لا ي بنتى الله يعلم معزة مصر بقلبى ربنا يديم الود بيناتنا"
لتكمل زمردة بغرور وتقول ما يشيل عيسى
"وبعدين انا زمردة يعنى مش اي حد انا عايزة اقولك انهم اخترونى اول حد للمهمه دى بس علشان الشكليات وانى مينفعش لوحدى قالوا نجيب الباقى"
ليسال عيسى بغضب مكتوم
"شكليات"
لتؤمى زمردة بغرور اممم
" طيب اسكتى ي ام شكليات انا مش قولت مش عايزة اسمع نفسك "
"الله انت مالك كده متغاظ من نجاحى كل ما اتكلم عنه تستكنى اعداء النجاح بصحيح "
كاد عيسى يرد لكن اوقفهم صوت أبو يوسف
"والله انكم كتير لايقين على بعض ربنا يخليكم لبعض"
كادت زمردة تعترض لكن ابو يوسف تحرك وتحرك معه الجميع وبالطبع نظر لها عيسى بغضب وهو يقول
" خليكى جنبى احسالك "
..........
خرج الطبيب من غرفه العمليات وهو يقول بحزن
" احنا عملنا اللى علينا وطلعنا رصاصه كانت قريبه من قلبه وغير اللى كانت فى دراعه لكن هو فقد دم كتير وقلبه وقف اثناء العمليات فادعوا لأن الحاله خطيره ادعوا يعدي ال 24 ساعه دى "
ليغادر بعدها بينما تنهار امنه
" ابنى ابنى ي يحيي قوم ي قلب امك"
بينما محمد لم يجيب على من يهاتفه فهو يحاول التماسك امام ما يسمع
بينما يستمر المتصل فى السوال
"الو الو الو حضرتك معاى الو الو الو"
حتى كاد يغلق لكن محمد اجابه بصوت متحشر وهو يحاول التماسك
" ايوه معاك مالها بنتى "
"مش هقدر اتكلم فى التيلفون يا ريت حضرتك تيجى بنفسك"
لينقبض قلب محمد ويسال بلفهفه
"هى تقى فيها حاجه مالها بنتى"
لتسمع امنه ما يقول لتقترب سريعا وتسال بلهفه
"تقى مالها بنتى رد عليا ي محمد مالها البنت فيها ايه"
لكن محمد لم يرد وهو يسمع المتحدث يقول
"ما تخافش حضرتك بنتك كويسه بس لو سمحت تيجى بسرعه على العنوان اللى هبعته ليك"
ليغلق بعدها بينما امنه مستمرة فى سؤاله
"بنتى مالها ي محمد رد عليا قلبى وجعنى مش هتحمل حاجه تانيه البت كويسه صح تقى كويسه صح"
ليطمنها محمد رغم قلقه
"مفهاش حاجه متخافيش هروح اجيبها "
ليغادر بعدها سريعا وهو يتمنى ان يطير ليصل لطفلته فقلبه منقبض رغم ان المتصل طمأنه
ليصل للمكان المرسل فيجد ما صدمه حيث كانت تقى تبكى و تجلس منكمشه فى ركن وملابسها يبدو عليها التمزق
اقترب منها محمد بخطوات متألمه وكأنه فهم ما يحدث ليضم تقى والتى كادت ان تصرخ لشعورها اقتراب احدهم منها لكن برؤيه محمد اندفعت لحضنه وكأنها وجدت ملجأ وارتفع بكائها وهى تردد كلمه واحده كأن تلك الكلمه تسكن آلمها لكنها تقتل محمد وتفهمه ما يحدث
" بابا بابا بابا "
احمرت عينه محمد لتسقط بعدها دموعه رغما عنه
ليقاطعهم صوت احدهم والذى لم ينتبه محمد له فهو عند دخوله، بل لم ينتبه لأحد فقط ابنته وكسرتها ما رأى
" متخافش ي استاذ محمد الانسه تقى بخير محصلهاش حاحه "
لينظر له محمد بعدم فهم فهيئه ابنته لا توحى بذلك
ليؤكد له ذلك الشاب وهو ينظر له نظرة مطمأنه
" الانسه تقى بخير " ليشير بعدها لشخص ملقى على الارض
"الكلب دا ملحقش يعملها حاجه ليكمل وهو يضغط على كل كلمه
" بنتك الانسه تقى بخير "
ليشرح بعدها ما حدث
🩶دمتم ساالمين 🩶...