الفصل السادس 6
بقلم رغدة
بسم الله الرحمن الرحيم
مر اسبوعين والحال كما هو ف حاتم طلب من والدته ان تتريث قليلا حتى يجد طريقة مناسبة لمفاتحة نور بالموضوع ....كان حاتم يجلس على مكتبه بتوتر كأنه طالب سيقدم امتحان مهم وصعب .... نعم هذا حاله فهو قرر جس نبض تامر ورؤية رد فعله على ما سيقول له
دخل تامر وهو يحمل الشاي : وعندك واحد شاي للبشمهندس تامر وصلحوووو
ضحك حاتم على طريقة تامر الطريفة فهو منذ بدأ العمل معه وبرغم كل الامه وأوجاعه الا انه يرسم البسمة على وجه الغير
تعال اقعد يا تامر اردف بها حاتم وهو يعدل من جلسته . . انا عاوز اخد رايك بموضوع خاص شوية
تامر : خاص؟؟ اتفضل
حاتم وهو يتنحنح يحاول ان يخرج صوته طبيعيا : ايه رايك فيا ؟؟
تامر : انت راجل وجدع
حاتم : طب انا لو اتقدمت لبنت عشان اتجوزها ممكن ترفض
تامر : بصراحة يا حاتم اه ممكن ... كلمة صدمت حاتم كثيرا فبرغم تخوفه الا انه لم يرسم سيناريو واحد فقط يكون هذا كلام تامر
فأكمل تامر : انا شايف انك راجل ابن راجل تربية وأخلاق وكل حاجة كويسة ... إنما الجواز قسمة ونصيب وممكن تتقابل بالرفض لان كل حد فينا ليه مواصفات معينة لشريك حياته تختلف من واحد للتاني
فرح حاتم كثيرا بكلام تامر فيبدو انه كل يوم يثبت له انه رجل وليس طفلا وعقله أكبر من عمره بكثير
حاتم بمكر: طب يا تامر لو انت اتقدم لأختك عريس وكان فيه كل حاجة كويسة أخلاق فلوس وظيفه وعنده شقته يعني راجل جاهز و مناسب ردك ايه
تامر بحدة : اعذرني يا بشمهندس بس لو انت فاكر ان الفلوس والشفه معيار عشان اجوز اختي تبقى غلطان او اني انا اللي من حقي ارفض واوافق بموضوع مصيري زي ده تبقى لسا متعرفنيش
ووقف ليخرج ولكن حاتم سبقه وقال : تعال يا راجل تعال هو انت اتقمصت كده ليه
تامر : اصلي انا مبحبش الهزار بالحاجات دي
حاتم : تعال هنا تعال مين قال اني بهزر انا بجد عاوز اكلمك بموضوع مهم
أطلق تامر تنهيدة وقال : هو في ايه يا هندسة مالك النهاردة مش على بعضك
حك حاتم طرف انفه وقال بتردد : بصراحة يا تامر انا عاوز اكمل نص ديني
قفز تامر من السعادة: بتتكلم بجد... يا خبر ...ده انا هوزع شربات بالمناسبة دي ..كان يتكلم وهو يدور حول نفسه فضحك حاتم على حالة تامر الذي جرى نحوه وعانقه وهو يربت على ظهره ... مبروووووك يا حاتم والله فرحتني أوي أوي
حاتم : الله يبارك فيك يا حبيب اخوك ... فصل العناق وقال : بس انت مسالتش هخطب مين ؟ قالها بتريث
فقال تامر وهو يرفع حاجبه : هو احنا من امتى بنجيب سيرة الستات يا هندسة ... ابتسم حاتم ووضع يده على رأس تامر وأخذ يداعب شعره : ربنا يرحمها اللي ربتك انا كل ما بقربلك بقول يا ريتني اتعرفت عليها عشان اقولها قد ايه هي ست عظيمة
مسح تامر دمعة كانت قد تمردت وأبتسم بألم وقال : ربنا يرحمها .. انت عارف يا حاتم امي كانت احسن ام واجدع ست ممكن تقابلها .... أطلق تنهيدة وقال انا ابويا مات بحادثة من وانا عمري سنتين ... كتير رجالة طمعوا فيها وفي كتير طلبوها للجواز لكن هي رفضت وقالت انا هعيش على ذكرى جوزي واعيش لأولادي .... امي اشتغلت بالبيوت .... كانت بتطلع من الصبح لبليل عشان تجيبلنا حاجتنا ومنحتاجش حد خالص ..... كبرتنا ودخلتنا المدرسة ومصاريفنا كترت وبرغم كل ده كان عندها نموت من الجوع ولا نمد ايدنا لحد ..... امي يا حاتم عمرها ما جابت سيرة حد ولا اتكلمت على حد ... كانت دايما تقول ان اللي العبد بيعمله بيتردله ..... امي تعبت أوي وخبت علينا .... ومكشفتش على نفسها عشان القرش اللي معاها يكفينا لحد ما بيوم لقيناها وقعت من طولها .. مسح دموعه التي أغرقت وجهه ليقول ... كانت مريضة بالقلب .... قلبها الطيب مستحملش قساوة الحياة معاها ...... نظر له بعيون متحجرة وهتف بغصة مؤلمة : انت عارف يوم ما ربنا افتكرها وصتني على اختي كأنها كانت عارفة انها خلاص هتموت وتسيبنا .... قالتلي لو جبت سيرة بنت او بصيت ليها او عملت اي حاجة لبنات الناس هتترد فاختك..... انهار على الكرسي ممسكا برأسه : انا مستحيل اخون وصية امي أبدا
اقترب منه حاتم وجلس أمامه على الأرض ورفع رأسه وقال له : بص ليا يا تامر وافهمني انا مكانش قصدي انا بصراحة عاوز اتقدم لخطبة اختك عشان كده كنت بكلمك
نظر له تامر بعيون زائغة وربت على كتف حاتم وغادر المكتب متجها لمنزله كان مثقلا بالهموم فها هو في موقف لا يحسد عليه فهل يمكن ان يضحي بأخته ومن يعتبرها طفلته ليرضي ذلك ااشاب الذي كان السبب في حياتهم هذه وعدم ضياعه وعلاج اخته
هل عليه ان يختار
دلف المنزل وحاول رسم ابتسامة على وجهه ولكن نور ما ان رأته حتى شعرت بحزن كبير
اقتربت منه وقالت : تامر .. مالك ...حصل معاك ايه وشك مخطوف كدة ليه ؟؟؟
ملس على شعرها بحنان : مفيش يا قلب اخوكي بس شوية صداع هيفرتكو دماغي
ضربت بيدها على صدرها : صداع ... جالك منين
ابتسم على رقتها وخوفها عليهوقال : متخافيش ده بس ارهاق مفيش حاجة
اردفت وعينيها دامعة : مخافش ازاي يا تامر وانت اللي فاضلي من الدنيا .. مش عاوزة اخسرك زي ما خسرت امي ... امسكت وجهه بكلتا كفيها واكملت لو جرالك حاجة هموت ... موت امي كسر ضهري ووجع قلبي اوي
احتضن اخته بحنان وشدد عليها : بعد الشر عنك يا قلب اخوكي ... ايه الكلام الكبير ده ..... سلامة قلبك من الوجع ان شاء الله عمر قلبك ما هيوجعك وانا معاكي وعمر ضهرك ما هيتكسر وانا سندك
اخزي الشيطان واتعوذي منه ومش عاوز اسمعك تاني بتقولي ملكيش غيري
فقالت وهي تمسح دموعها : بس انا مليش غيرك
سار بها للداخل وهو يحدثها : لا يا حبيبتي ليكي
ليكي ربنا اللي هو اكبر من الجميع اللي قادر يغير الاحوال زي ما غير حالنا ... بصي يا نور احنا بعد موت امنا بقينا ازاي وديلوقت ازاي
ابتسمت وقالت : ونعم بالله يا حبيبي... ربنا يكملك بعقلك .... انت عارف يا تامر حنيتك دي بتفكرني بحنية امي .... واخذت تبكي
قرب رأسها من صدره وهو يربت عليها ودموعه ترفض الانصياع له ونزلت رغما عنه وهو يفكر كيف له ان يفرط باخته حتى لو كان الثمن حياته باكملها فستكون هي اختياره دوما
جاء اليوم التالي ولم يذهب تامر للعمل وقضى يومه مع شقيقته وجاء اليوم الذي يليه ولم يذهب وفي منتصف اليوم سمعوا طرفا على الباب ليفتح تامر الباب ويجد امامه هدى