رواية الماسة المكسورة
الفصل السادس عشر 16
بقلم ليله عادل
[ بعنوان: عشقة المستحيل]
أخرجت سعدية نفساً عميقا و أجابت بجمود : أنت عايز إيه بالضبط من بنتي يا سليم بيه الراوي؟
سليم بتلقائية شديدة وحسم : عايز أتجوز بنتك يا سعدية .
اتسع بؤبؤ عينيها من المفاجأة وقالت بذهول تام : إيه !!! بتقول إيه ؟
سليم بعين ثابتة و بتأكيد وهو يتك على كل كلمة : عايز أتجوز ماسة يا سعدية .
نظرت له سعدية بصدمة كبيرة فهي غير مصدقة أن سليم باشا الراوي أبن الأكابر ذو السلسال الملكي المتعلم المثقف الوسيم يريد أن يتزوج ابنتها الصغيرة الجاهلة .. أي شخص مكانها من الممكن أن يطير عقله بعد سماعه لتلك الصاعقة .
سعدية باندهاش ونبرة خافتة : سليم بيه، أنت واعي للي أنت بتقوله ده ؟
هز سليم رأسه بتأكيد و ثبات : أيوة واعي للي بقوله، أنا خلاص أخذت القرار وكنت هفاتح مجاهد النهاردة .
سعدية تساءلت بتوتر وقلق : طب والباشا والهانم .
سليم بثقة وقوة : محدش يقدر يرفض حاجة أنا عايزها .
سعدية بخوف وهي تربت ع صدرها برجاء : الله يخليك ياسيدي بلاش، أنت بتشوف بنات أشكال وألوان ، أحنا مش قد الحرب اللي هتدور بينكم، ومنصور بيه هيكرشنا من هنا وهنتبهدل أنا و الراجل والعيال، استحلفك بالله يا سيدي بلاش ، مش هينفع أنت فين وأحنا فين، اشمعنا بنتي.. الله يسترك بلاش، بلاش بنتي .
نظر لها سليم برفعة حاجب و بنبرة رجولية حادة و تعجب : أفهم من كدة إنك بترفضيني !!
سعدية برفض وأجابت مسرعة : لا طبعاً أنا أقدر ، أحنا نطول يا بيه ، ولا حتى نقدر نحلم باللي أنت بتقوله ده، بس أنا بوعيك يا بيه، إننا غلابة أوي و حشرات جنبكم .
سليم بعقلانية وكبرياء : أنا واعي يا سعدية وفاهم مخاوفك كويس، أنا بحب ماسة وهتجوزها ويستحيل أسمح إن حد يقرب منكم، مهما كان هو مين ؟( اقترب منها ونظر داخل عينيها بثبات وثقة شديدة) وتأكدي طول ما أنتي في الحرب دي معايا وفي صفي، هتكسبي يعني هتكسبي، أنتي مع سليم فاهمة ، ها جوزك فين ؟
سعدية ابتلعت ريقها بقلة حيلة: في الأرض يا بيه .
سليم : طب روحي نادي عليه عشان أكلمه .
نظرت له سعدية بتوتر... أكمل سليم بحسم وأمر .
سليم: يلا خمس دقائق وهجلكم على الاوضة .
وهنا تظهر ماسة وهي توقف فى الخارج جنب الباب تسترق السمع بابتسامة عريضة و عينين ملأتها دموع الفرحة .. بالطبع لابد أن تفرح ويرفرف قلبها ويرقص كبلبل يغرد سيمفونية رائعة وقت الشروق
فسليم يريد أن يتزوجها.. فهو كان حلم مستحيل تحقيقه حتى في أحلامها ، لكن ها هو يتحقق الآن .. و قبل أن تراها والدتها ركضت مسرعة نحو غرفتهما ..
**********************
_ الأرض
_ نشاهد أرض زراعية كبيرة، وكان مجاهد يقوم بعمله في الأرض مع باقي المزارعين تقترب منه سعدية وهي تنادي عليه بلهفة .
سعدية : مجاهد يا مجاهد .
رفع ظهره ونظر لها بتعجب : في إيه يا ولية إيه اللي جابك ؟
سعدية وهى تشاور بايدها : تعال هقولك .
اقترب منها حتى توقف أمامها
مجاهد : عايزة إيه يا سعدية ؟
سعدية : سليم بيه عايزك .
مجاهد بقلق : البت زعلته ولا إيه .
سعدية بصوت خافت : لا تعال نتكلم بس هناك لحسن حد يسمعنا .
و سحبته من إيده حيث غرفتهما
مجاهد باستهجان : في إيه يا ولية، بتسحبيني زى البهيمة كدة ليه ؟
وفجأة دخل عليها الغرفة سليم وقال بجمود .
سليم بثبات وثقة : عشان تقولك إني قررت أتجوز ماسة .
اتسعت عينا مجاهد وقال بذهول: تتجوز ماسة بنتي آني ؟
سليم بتأكيد : آه، و يلا لمو هدومكم بسرعة هتنزلو القاهرة معايا... أنتم من اللحظة دي مالكمش قعدة هنا، يلا عقبال مجيب العربية تكونو جهزتو.
رفع هاتفه وهو يرحل من أمامهم ويتحدث في هاتفه قبل أن ينطق مجاهد بكلمة واحدة فهو ينطق بأوامر فقط وهم عليهم تنفيذها ..
سليم : عشري جهزت ال .. أبتعد سليم ....
كانت عينا مجاهد معلقة على طيف سليم بتركيز وصدمة كبيرة و عدم تصديق فهو لم يستوعب أن سليم بيه الراوي يريد ان يتزوج ابنته .
مجاهد بذهول : اللي سمعته صح يا سعدية ؟ بقى البيه عايز يتجوز ماسة !!
سعدية بقلق : هنعمل إيه ؟
مجاهد بتعجب : هى دي عايزة كلام، لمي اللي تقدري عليه ، ده سليم بيه أبن الباشا الكبير .
سعدية بتوتر : آني مش عارفة أفرح ولا أخاف !!
مجاهد بسعادة : طبعاً أفرحي أخيرا هنقب على وش الدنيا يلا يا ولية بلاش تبقى وش فقر ده سليم بيه .
سعدية بقلق : أوعى تنسى إن أهله مش هيسكتو ولا منصور ، دول ناس قادره وفاجرة
ممكن يطلعو ع البت سمعة وحشة خصوصا أنها كانت بتقعد معاه بالساعات، بعدين هو ماله شادد حيله علينا ده عمال يدينا أوامر واحنا مفروض نقول حاضر... هاتجوز البت، حاضر لمو هدومكم حاضر .. هتنزلوا مصر وتسيبوا أكل عيشكم حاضر ، في إيه .
مجاهد بتساؤل : سعدية أنتي تقدري ترفضي ، عندك القدرة تقولي لسليم الراوي لا ، أو تعترضى حتى ؟؟ .
نظرت له سعدية بصمت ممزوج بقلق فهي خائفة مما سيحدث فهى تعلم أن هذا الأمر هو بداية إعصار مدمر ومن سيضيع فيه هم فقط .
سعدية بقلق : أحنا نقول لمنصور .
مجاهد بعقلانية : يبقى أنتي كدة فتحتي النار علينا، بطلي فقر ، بنتك أبواب السما اتفتحت ليها وسليم ده هيطلعنا فوق ومتخافيش هو أكيد هيحمينا، يلا همي يا ولية، عقبال مجيب العيال من الأرض .
توجه مجاهد للخارج وأخذت تنظر سعدية لآثاره بقلق وهي تقول .
سعدية : ربنا يسترها علينا.... ده أحنا غلابة يارب ..
بصوت عالي نادت وهي تستدير .
سعدية : ماسة يا ماسة أنتي يابت .
جاءت ماسة مسرعة من الغرفة الثانية .
ماسة : نعم ياما .
سعدية : روحي نادي على سلوى ، ولمى هدومكم الحلوة في شنطة وهدوم أخواتك كمان .
ماسة بتصنع عدم المعرفة : ليه ياما .
سعدية : هننزل مصر .
ماسه بتعجب مصطنع : مصر !! مصر ليه .
سعدية : سليم بيه عايز يتجوزك .
تصنعت ماسة الصدمةو الذهول: سليم بيه عايز يتجوزني آني ، أنتى بتتكلمى جد ولا بتتنقوري عليا .
سعدية : واتنقور عليكي ليه ؟ هو الكلام ده فيه هزار ، همي يا بت يلا هو مستنينا برة .
(بدأت ماسة في التحرك لكن أوقفتها سعدية )
سعدية : ماسة استني ... اقتربت منها ...
بت يا ماسة هو سليم بيه قالك قبل كدة حاجة ولا قرب منك .
ماسة بتوتر : قرب مني إزاي يعني ؟
سعدية : حضنك لمسك .
ماسة : لا والله عمره ، ده كان محترم جداً معايا...بعدين هو لو كان عمل كدة كنت لميت عليه الناس أنتي مش عارفاني .
سعدية : جدعة يا ماسة.. طب ولا قالك أنه بيحبك .
ماسة : لا والله ياما بس هو كان بيعاملني حلو زي ما كنت بحكيلك بس .
سعدية وهى تربت على كتفها : صادقة يا حبيبتي طب روحي يلا .
ماسة بسعادة : أماا آني مش مصدقة والله العظيم حاسة إني جوة حلم .
سعدية : والله ما لوحدك كلنا مش مصدقين... همي بس ونتكلم بعدين .
ماسة بسعادة : حاضر.. هوا .
((وبعد وقت )) ..
_ نشاهد سليم يقف عند سيارته ومعه مكى بسيارة أخرى ثم جاءت ماسة وعائلتها وهم يحملون بعض الحقائب البسيطة .
سليم بأمر : اركبوا يلا .
صعدوا السيارات وتحركوا لخارج القصر ..
جلس سليم على المقعد بجانب السائق وماسة و والدتها وسلوى في الخلف كان الجميع غير مستوعب مايحدث فسليم لم يعطيهم فرصة أو حتى دقائق لكي يستوعبوا ما يحدث معهم ..
أثناء الطريق كانت تنظر ماسة لسليم فى المراية بابتسامة سعادة، فهى أيضا تحبه لكنها لا تعرف ولا تفهم تلك المشاعر التى تشعر بها لأول مرة....
انتبه سليم لتلك النظرات الناعمة الرقيقة... تبسم لها وغمزها بعينه شعرت بالخجل و أزاحت عينيها عنه ونظرت للأسفل.. زادت ابتسامة سليم اتساعا وعدل المرآة قليلاً لتكون مسلطة عليها حتى يراها بشكل أوضح ... ظل عيناه معلقة عليها طوال الطريق بابتسامة عاشقة..
ثم نظر إلى كاسيت السيارة وقام بتشغل أغنية بعد البحث عنها وكانت( زى الملايكة لعمرو دياب)
مايتحكيش عليها ..
زي الملايكة أما تشوفها ورداية تحلم تقطفها
مايتحكيش عليها..
دانا لسة فاكر من يومها ساعة ما كنت بكلمها
ضحكتها وعنيها ... مايتحكيش عليها ..
أجمل ما فيها اللي واخدني .. ضحكة بريئة بتوعدني
دي حاجات كتير بحلم بيها ..أنا من زمان مستنيها لكني مش هحكيها ... وظل يستمعوا لباقي الاغنية..
أثناء ذلك رفعت ماسة عينيها على المرايا وهي تبتسم برقة وجاذبية له ظلا هكذا يتبادلان تلك النظرات والابتسامات الهادئة الرقيقة طوال الطريق ..
_ فهى كانت المرة الأولى لماسة الخروج خارج أسوار القصر ..
كانت تنظر من النافذة من حين لآخر وهي سعيدة ومنبهرة جداً لما ترى
فهي أخيرا خرجت من ذلك السجن الذى عاشت فيه طوال سنوات عمرها... لكن لم يخطر ببالها أن خروجها هذا كان فقط البداية ..
وبعد وقت وصلو لأحد الأبراج في جاردن ستي هبطو من السيارة وهم ينظرون لذلك البرج السكني العالي بانبهار ...
(ʘᴗʘ✿)بقلمي ليلةعادل 🌹✍️
_ القاهرة
_ منزل سليم ٢م
_ نشاهد شقة فاخرة ذات أثاث مودرن باهظ الثمن، فتح سليم الباب و دخل وخلفه ماسة وعائلتها ومكي .
بعد دخولهم التفت لهم سليم باهتمام وقال ..
سليم : أنتم هتقعدو هنا بشكل مؤقت لحد ماظبط الفيلا، وأي حاجة هاتحتاجوها مكي موجود .
مجاهد بترقب : متأخذنيش في السؤال يا سليم بيه،مش هتقول لمنصور بيه أحنا مشينا فجأة ليه ؟
نظر له سليم وهو يرفع أحد حاجبيه باستغراب مع نظرة تقليل واستخفاف.. قائلا بنبرة هادئة لكن بقوة .
سليم : منصور مين ده إللي بتفكر فيه و عامله حساب ؟؟ متفكرش بأي حاجة يا مجاهد، أنت من اللحظة دي بقيت مجاهد بيه، بقيت زيك زي منصور ويمكن أحسن ، هما أكيد دلوقت اكتشفو اختفاءكم ،... أنا لازم أمشي عشان ورايا شغل كتير، صحيح من بكرة هبعت كم حد يخدمكم ، وكمان يساعدكم عشان يعلمكم شوية حاجات وكمان يجبلكم لبس جديد ، عشان خلال الأسبوع ونص الجايين لازم تكونو بمظهر راقي يليق بفرح بنتكم، أعتقد يا سعدية من كتر معاشرتك أنتي وأولادك للباشاوات لقطي كم حاجة ياريت تراجعى عليهم والخميس اللي بعد الجاي هيكون الفرح، في أي سؤال تاني ؟
نظر مجاهد لسعدية بصمت فهو لا يعرف ماذا يقول فاختار الصمت والقبول بقل حيلة .
مجاهد : لا يا بيه .
سليم : تمام .
رفع عينه باتجاه ماسة التي كانت تنظر له ببراءة و ابتسامة خلابة فهي حتى اللحظة لم تستوعب ما هي مقبلة عليه تبسم لها .
سليم بأمر : مجاهد خد مراتك وأولادك وتفرجو على الشقة عايز أتكلم مع ماسة شوية لوحدنا .
مجاهد بابتسامة : طبعاً يا سليم بيه ماهي دلوقتي في حكم خطيبتك .. روحي كلمي سليم بيه يا بت...يلا يا ولاد ندخل جوة .
وبالفعل غادرو المكان ومكي ابتعد للخلف باحترام،
اقتربت ماسة من سليم وهو يتبسم لها بجاذبية .
سليم : مبسوطة ؟
هزت ماسة رأسها بنعم . ابتلعت ريقها بتساؤل : أنت ليه مقولتليش ؟
سليم بتساءل : كنتي عايزاني أقولك إيه .
ماسة : إنك بتحبني وعايز تتجوزني .
نظر لها بعشق وهو يدقق نظره داخل بحور عينيها بابتسامة رقيقة.
سليم بعشق : أنا بحبك وعايز أتجوزك، موافقة ولا محتاجة تفكري ؟
تبسمت ماسة بخفة وقالت : لا آني مش محتاجة أفكر آني مبسوطة وموافقة ، عارف أول ماسمعتك وأنت بتكلم أمي، فرحت أوي أوي بس كان نفسي تقولي الأول زي الأفلام .
سليم بعقلانية ولطف : أنسي الأفلام يا ماسة.. الواقع مش زي الافلام، وصدقيني اللى عملته هو الصح مكنش ينفع يحصل معاكي غير اللي عملته، واللي نفسك تعيشيه هعيشهولك بس وأنتي مراتي .. ماشى يا حبيبي .
تبسمت بخجل رقيق وهزت رأسها بايجاب...
تساءلت بتعجب : بس أنت أهلك وافقو إزاي .
سليم : لا أنا لسه مقولتلهمش ؟
ماسة بحزن : مش هيوافقو ولا حد هيوافقك وهيعملوا معاك مشاكل ياااما .
سليم بثقة ونرجسية : أنا مش مستني موافقة حد، ده قراري وحياتي،... هما هيعرفو بس لمجرد المعرفة... ( بحب) أنا لازم أمشي يا ماسة كنت حابب أقعد معاكي أكتر ونتكلم بس فعلاً مشغول جداً، لو حصل أي حاجة كلميني ع طول.. ماشي .
ماسة بنظرة حب بريئة : ماشي ربنا معاك، هشوفك تاني إمتى ؟
سليم بنظرة عاشقة : بكرة .
ماسة بابتسامة رقيقة و تمني : هستناك نفسي بكرة يجي على طول .
تبسم سليم لها ثم اقترب منها وقبلها من جبينها بعشق... رفعت ماسة عينيها بخجل و بابتسامة تخطف القلب ..
تبادلا الابتسامات لثواني بصمت وهما يسبحان فى بحور أعينهما بعشق جارف راقي بريئ.. ثم تحرك سليم للخارج وخلفه مكي .
***********************
((المصعد))
نشاهد سليم ومكي يقفان بجانب بعضهما ف المصعد وكان يبدو ع ملامح مكي الارتباك وكأنه يريد أن يقول شيء .
سليم بشدة : مكي عايز حراسة ٢٤ ساعة.. النملة متدخلش .
مكي : أمرك .
خرجا من المصعد بجانب بعضهما .
مكي بتردد : سليم بيه ممكن أقول حاجة ؟
التفت سليم لزاويته وتوقف وهو ينظر له فقد فهم ما يريد قوله.. أجابه بنظرة حب مبطنة بضعف .
سليم : بحبها يا مكي .
مكي باستغراب : أنا كنت فاكر إن الموضوع يعني كم يوم أو جواز عرفي، أي حاجة... بس جواز حقيقي !!!!
قاطعه سليم قائلا بجمود واستغراب وهو يعقد حاجبيه
سليم : عشان فقيرة ؟؟ ما أنا بتعامل معاك كاصديق واعتقد أنت متفرقش عنها كتير بل بالعكس هي أفضل منك ، أنت قاتل يا مكي و عضو في مافيا، على الأقل هي وأهلها بياكلو بالحلال .
مكي بتوضيح : بس الجواز حاجة تانية يا سليم
دى حياة وعلاقات متبادلة الموضوع كبير أكيد أنت فاهم ، كمان الباشا والهانم مستحيل يقبلو، الموضوع مش هيعدي عادي .
سليم بثقة : عارف ومستعد للحرب، لو أنت خايف قول وخليك في صف الباشا وما تخافش هأبقى متفهم ومقدر خوفك .
مكي بابتسامة حب : سليم أنت عارف إني بحبك وإني شغال معاك من سنين وبأعتبرك أخ مش أبن الباشا اللي باحرسه ، تأكد لو هتروح النار أنا معاك، أنا بس حبيت أنبهك لحجم المخاطرة .
نظر له سليم بنصف ابتسامة: فهمها وعارفها كويس، المهم أنت زود الحراس وفتح عينيك كويس يا مكي واختار الرجالة اللي تثق فيهم، أوعى حد يعرف مكانهم لأني متأكد إنهم هيحاولو يقتلوهم .
مكي بقوة : متخفش رقبتي قصادهم .
ربت سليم على كتفه بابتسامة ثقة قائلا :
سليم بحب : كنت متأكد إنك مش هتخذلني فيك .
بقلمي ليلة عادل 🌹♥️
_ على الإتجاه الآخر
شقة عائلة ماسة .
_كانت ماسة مازالت واقفة بشرود وهي تنظر لأثر سليم بإبتسامة سعيدة .. اقتربت منها سلوى وسعدية ومجاهد .
مجاهد متسائلا : مشي؟
التفتت ماسة له : آه
سعدية : كان عايزك ليه ؟
ماسة : مافيش قالي أنه هياجي بكرة وسألني إذا كنت مبسوطة ؟
مجاهد : وأنتي مبسوطة ؟
نظرت ماسة له بخجل وقالت بسعادة : طبعاً يابا مبسوطة جداً سليم بيه محترم أوي وبيعاملني معاملة حلوة .
مجاهد : مبقاش سليم بيه بقى خطيبك كلها أسبوع و هيكون جوزك .
سلوي وهي تسحبها من أيدها : ماسة تعالي أفرجك على الشقة دي حلوة أوي ولا الأوضة زي بتاعت الست لارا ولورين .
ماسة بحماس طفولي : ماشي يلاا
ذهبا بمرح إلى الداخل .
مجاهد وهو ينظر لسعدية : أبقي فهمي بنتك عشان شكلها مش فاهمة هي داخلة على إيه ! وعرفيها يعني إيه جواز دي مش هتتجوز أي حد فاهمة .
سعدية وهي تجلس بجواره على المقعد بتعجب ممزوج بتعب الصدمة : أصبر يا مجاهد آخد نفسي، آني لحد دلوقت مش مصدقة اللي بقينا فيه، بقى الشقة دي كلها بقت بتاعتنا، وسمعته بيقولك هيجيب فيلا وهيجيب خدامين يخدمونا .
جلس مجاهد بجانبها : أمال كنتي فاكرة إيه ،
ده سليم الراوي ابن باشا كبير، ولسة لما بنتك تتجوزه... أنتي مش كنتى عايزة تجوزيها وجيبالها أبن قريبتك مافرقتش بقى سليم من صبري على الأقل ده هيعيش بنتك في هنا .
سعدية : إيش جاب صبري لسليم، آني فرحانة ومش مستوعبة كل ده... وخايفة من أهله يا راجل مسمعتش قالها إيه لسة مجبش سيرة لأهله المشكلة أحنا ولا نقدر نقبل ولا نرفض ولا نفكر حتى خلاص بقى أمر واقع .
مجاهد : أنا مستبشر خير فيه وشكله بيحبها من معاملته معاها طول الفترة اللي فاتت... سبيها على الله .
*********************
_ إحدى الغرف
_ نشاهد ماسة وسلوى تجلسان على الفراش وهما تتحدثان وكان يبدو على ملامحهما السعادة .
ماسة بسعادة غامرة و عدم تصديق : أول ما قال لأمك أنا عايز أتجوزها قلبي انخلع من مكانه حسيت زي كهربا كدة مسكت في جسمي كله، وحسيت بزغزغة هنا ( وضعت يديها أسفل معدتها ) حسيت إني مش قادرة أخد نفسي من كتر الفرحة و الصدمة حاجات كدة عمري ما حسيتها بس اللي متأكدة منه إني فرحانة .
سلوى بابتسامة : ليكي حق تفرحي و تفرحي أوي كمان، أهو ده العريس اللي يفرح ويشرح القلب، أبن ذوات و أمور خالص، ومتعلم وطول بعرض و شكله بيحبك أوي .
نظرت ماسة لها بخجل : وآني كمان بحبه أوي
(تحولت نظراتها لخوف وقلق ) بس آني خايفة أوي .
سلوي بتعجب : ليه ؟
ماسة : قالي لسة مافاتحش أهله .
سلوى بقلق : تقصدي ممكن يرفضو ويغير رأيه ؟
ماسة بقلق : ممكن ، بس هو قالى ماتخفيش وإن محدش يقدر يرفض له طلب
سلوى : خلاص طيب.. خايفة من إيه يابت أفرحي هتتجوزي سليم بيه .
ماسة بسعادة طفولية : آااه آني فرحانة أوي أوي..كنت مرعوبة أتجوز صبري.. الحمد لله يارب عقبالك يا حبيبتي .
سلوى : يارب.... مبروك يا ميمي، آني فرحانة أوي إنك هتتجوزى سليم بيه .
ضما بعضهما بفرح و سعادة بريئة
**********************"***
_ قصر الراوي ٦م
_ نشاهد جميع أفراد العائلة يجلسون في الهول في انتظار سليم .
صافيناز باستغراب : أنا مش فاهمة سليم عايز إيه ومأكد إن كلنا لازم نكون موجودين؟
ياسين : يمكن شغل جديد .
فايزة برفض : معتقدش خالص مش أسلوبه .
عزت : كلها دقائق ويجي ونعرف .
وبعد ومرور دقائق دخل سليم القصر .
سليم : مساء الخير آسف على التأخير .
فريدة بتساؤل : خير يا سليم قلقتنا في إيه ؟
ابتسم سليم : هقولكم حالا .
سحب سليم أحد المقاعد و وضعه في زاوية جعلته في مرأى الجميع وقال بجمود شديد .
سليم بقوة : أنا قررت أتجوز .
نظر الجميع لبعضهم بتعجب !!
فايزة باستغراب : كدة مرة واحدة و بدون مقدمات ؟؟
سليم ببرود : آه .
صافيناز بتساؤل خبيث : ومين دي بقى اللي خطفت قلب الأمير الصغير ؟
سليم ببساطة : ماسة .
فور نطق اسمها ارتسمت ع شفتي رشدي وصافيناز ابتسامة فرحة لكن حاولا كتمها، فهم يعلمان أن هذا الأمر سيجعل موقف سليم ضعيفا أمام العائلة وحتما سيطرد وهذا ما يتمنونه لكي يأخذو مكانه .
منى باستغراب : مين ماسة دي؟
سليم : ماسة بنت مجاهد .
عزت باستخفاف وتهكم : ماتقول أنها الخدامة مش عايز تنطق بيها ليه ؟؟
أجابه سليم بجمود : لأنه كان فعل الماضي، وهي دلوقت ماسة مجاهد وبس، وبعد كام يوم هتبقى ماسة سليم الراوي .
نهضت فايزة بعصبية وهي تشير بإيدها بغضب .
فايزة : تبقى مجنون لو فكرت إن حد فينا هيسمحلك إنك تتجوزها .
رفع سليم عينه لها وهو يحرك رأسه ببرود واستنكار .
سليم : أنا مش جاي آخد الإذن أنا جاي بس أعرفكم .
طه وهو مستفز منه بشدة : إيه اللي بتقوله ده؟ يابني بطل أسلوبك البارد ده بقى .
رشدي باستهزاء : هو طول عمره واخد قلم في نفسه، أنا كنت فاكرك ذكي وداهية ، طلعت أهبل، بقى حتة بت فلاحة وخدامة مكملتش ١٦ سنه تعمل فيك كدة هههههههه وتخليك تتجوزها كمان هههه .
كان ينظر لهم سليم بصمت وهو يجلس بابتسامة مستفزة يرمق كل واحد فيهم يتحدث معه وهو يوبخه و يصب غضبه عليه بصمت وبرود تام .
فريدة بهدوء وعقلانية : سليم الموضوع ده بالأخص ماينفعش فيه عند، صدقني يا حبيبي خلينا نتكلم بعقل البنت دي ..
قاطعتها فايزة بتهكم وغضب و برفض : عقل إيه ؟؟ مافيش عقل, مش هتتجوزها يا سليم، وأنا هخلي منصور يرميها هي وأهلها في الشارع، أنا مش فاهمة إزاي جتلك الفكرة دي إزاي ؟؟
صافيناز بتكبر ممزوج بتعجب : سليم.. ماسة إيه دي اللي تتجوزها، دي أخرها تعطف عليها بشوية فكة، تجبلها جلبية، حتة لحمة مش أكتر، ولو نفسك فيها أوي ممكن نجبها وندي لأبوها قرشين واتجوزها عرفي ، وبعد ما تزهق منها أرميها .
فريدة باعتراض و تعجب : صافي بس أنتي متفكريش خالص أنتي بتفكري إزاي إيه اللي بتقوليه ده .
صافي بتهكم : واللي أخوكي بيقوله ده إيه ؟ دى سادية بذات نفسها لما يفكر يتجوز طفلة .
فايزة وهي تشير له باصبعها بشدة وحسم : أسمع مافيش جواز من الخدامة دي، أصلا المناقشة مرفوضة في الموضوع ده...،
أكملت بعصبية : ساكت ليه يا عزت ماتقول حاجة .
عزت بتعجب ممزوج بعقلانية وهدوء : بقى هي دي اللي اختارتها تكون شريكة حياتك و أم أولادك دي مش بتعرف تقرأ حتى .
كل هذا النقاش وسليم ينظر لهم بصمت رهيب وهو يرمقهم بعينه غير مكترث لأحد وينظر لهم ببروده المعتاد وبحركة استفزازية كان يضع أصبعه على خده مستمعا لهم.... تركهم يفرغون كل ما في جعبتهم ... فهو قد أخذ قراره الحاسم ومن المستحيل أن يتراجع عنه .
طه بتساؤل : أنت ما بتردش ليه ؟
سليم. ببرود : مستنيكم تخلصو حد عنده أي كلمة كمان.... أي اعتراض.. أي وصف... بقيت في نظركم مجنون وسادي و أهبل .. باقي ياسين و ابراهيم و منى متكلمتوش لسه يلا دوركم ؟
ياسين برفض : أنت عارف رأيي يا سليم مش هي دي البنت اللي ينفع تتجوزها ويكون ليك منها أطفال .
سليم : امممم وجهه نظرك وتحترم ، حد عنده أي كلام تاني آخر فرصة .
كان الجميع ينظرون له بضيق و وتعجب من أمره و من بروده المستفز .
حرك سليم رأسه وتنهد دون رد و نهض..ثم نظر لهم بجمود وقوة وقال بحسم :
الفرح يوم الخميس اللي بعد اللي جاي واللي مش هايجي هزعل وأنتم عارفين زعلي .
عزت بقوة وشدة : أنت كمان عارف زعلي شكله إيه يا سليم لو نفذت اللي في دماغك هتبقى من اللحظة دي برة امبراطورية الراوي
نظر له سليم بحدة وعدم اكتراث. .. وتوجه للخارج في صمت تام وتركهم يستشيطون غضبا .
فور خروجه للخارج
وجهت فايزة نظراتها لعزت بضجر و بتشنج : عزت هتعمل إيه أبنك اتجنن لازم تعمل حاجة لو وصلت إنك تقتلهم اقتلهم .
عزت بعقلانية : اقعدي يا فايزة وأهدي المسائل متتحلش بالغضب .
فايزة بضجر ممزوج بتعجب: أهدى !!! عايزني أقعد وأهدى وابنك رايح يرمى نفسه في حضن حتت خدامة فلاحة جاهلة .
صافيناز : بابي أنت لازم تاخد موقف، مستحيل بنت الخدامين دي تدخل القصر وتبقى مرات أخويا انا ممكن أموت فيها .
فريدة : لازم نهدى سليم مينفعش معاه أى عند أو أى رد فعل متهور لأنه بيعند زيادة .
فايزة بضجر : قول حاجة انطق وأنت سايب النار تاكل فينا كدة .
عزت : اتكلم إزاى وأنتم متعصبين كدة! بعدين ادينى فرصة أفكر استوعب سليم رمى قنبلة ومشى (وجه نظراته لياسين ) كنت عارف .
ياسين وهو يهز رأسه بإيجاب : امم كنت عارف بس محكاش تفاصيل، هو كل اللي قاله أنه مشدود ليها وحاسس بحاجة .
منى : ومحسش غير مع دي سليم اتجنن حقيقي شيء غير متوقع منه .
فايزة يتهكم وهى تصيح بهم : بقولكم إيه أنا مش عايزة كلام كتير أنا عايزة حل يوقف الكارثة دي .
رشدى : الحل الوحيد إنك تجمد كل حساباته وتمنعه أنه يدخل المجموعة .
عزت بتأييد : مظبوط ده حل حلو .
فريدة : معتقدش أن حاجة زى كدة تهز سليم .
عزت : سبينى أجرب، طه سليم من بكرة ممنوع من دخول المجموعة وكل حساباته توقف .
طه : أمرك يا باشا .
فريدة : أنا هاستنى كام يوم يهدى وأروح له أكلمه وأنت كمان يا ياسين هو بيسمع منك .
ياسين : هجرب .
فايزة بغضب : عقليه يا فريدة ، عشان لو معقلش هتكون النتيجة حرمانه من كل ده ، ويعتبرنا موتنا وأنه مش هيطول مليم واحد من العيلة ويبقى يورينى عيلة مجاهد هتعمل إيه .
هزت فريدة رأسها بإيجاب .
**************************
((اليوم التالي ))
منزل سليم ١ م
نشاهد سليم يقف مع مجاهد وسعدية وماسة .
سليم بأمر : أنا جاي عشان آخد ماسة مشوار .
مجاهد بتوتر : فين؟
نظر له سليم بقوة فكيف له أن يسأله هذا السؤال. تحمحم مجاهد وهو ويقول بارتباك .
مجاهد : بسأل عادي يا بيه مقصدش حاجة .
سليم بقوة : مجاهد لازم تعرف من لحظة ماقررت إني أتجوز ماسة وأنا معتبرها مراتي .. ماسة روحي ألبسي واجهزي بسرعة .
نظرت له ماسة بابتسامة و هزت رأسها بنعم وتوجهت إلى الغرفة
سعدية : سليم بيه كنت عايزة أسألك هتعمل إيه ف كتب الكتاب...ماسة لسة قاصر .
سليم : الجواز في الشرع أصله قبول وإشهار وده اعتقد تم ، بالنسبة للأوراق الثبوتية هنكتب ورقة عرفية لما تكمل ١٨ نكتب شرعي، زي ما بتعملوا في البلد ، وزي ما كنتي هتجوزيها لقريبك، ومتقلقيش كل مصر الأسبوع الجاي هتعرف أن ماسة مراتي شرعاً وقانونا .
مجاهد بموافقة : ماشي يا سليم بيه اللي تشوفه .
بعد قليل جاءت ماسة وهي ترتدي فستان طويل بكم بدون أى مستحضرات تجميل وهى ترفع شعرها الطويل لأعلى (ديل حصان)كانت جميلة للغاية... نظر لها سليم بعين عاشقة.. تبسم وهو يقول .
سليم :جاهزة.
هزت ماسة رأسها بنعم .
سليم : طب يلا .
اقتربت ماسة منه و توجها لخارج الشقة ..
فور خروجهم تمسكت ماسة بيد سليم كطفلة خائفة أن تتوه من والدها ..
نظر ليدها التي تمسك يده باستغراب لثواني.. تفهم ماتشعر به فقبض على كفها بحنان و بتملك ليشعرها بالأمان ..
أثناء قيادة سليم للسيارة كانت تنظر ماسة من النافذة على الشوارع والمحلات بابتسامة رائعة... كانت سعيدة بخروجها لأول مرة وكان سليم ينظر لها بابتسامة جذابة .
سليم : مبسوطة ؟
نظرت له ماسة : أوي برغم الزحمة بس مبسوطة .
سليم بتساؤل وهو يضيق عينيه: مش مبسوطة إنك معايا ولا إيه ؟
ماسة : طبعاً و أوي كمان (بتساؤل) : هو أحنا رايحين فين .
سليم : عملك مفاجأة .
ماسة بسعادة : أنا بحب المفاجئات أوي .
نظر لها سليم بابتسامة وقرصها من خدها بدلع وهو يقول : وأنا مش هبطل أعملك مفاجئات يا ماستي الحلوة .
تبسمت له بخجل ورقة
***********************
_ فى أحد الأتيليهات الخاصة بفساتين الزفاف ٢م
_ تدخل ماسة وهي ممسكة في كف سليم بقوة والفرحة تغمر قلبها... أخذت تنظر من حولها .
ماسة : هو إيه ده ؟
سليم : مش أنتي عروسة والعروسة لازمها فستان فرح يلا اختاري فستانك يا قلب سليم .
اتسعت عينا ماسة بسعادة : بجد يا سليم .
سليم بعشق : طبعاً بجد.. يلا روحي اختاري فستانك يا أميرة قلبي .
ركضت كالطفلة وسط المحل و أخذت تشاهد الفساتين وكان يقف سليم ينظر لها بابتسامة عاشقة... بعد دقائق .
التفتت ماسة له بحيرة : آني محتارة كلهم حلوين أوي .
اقترب منها سليم : طب تحبي اختارلك أنا .
ماسة : ياريت .
نظر سليم إلى الفتاة العاملة بعينه.. هزت رأسها بنعم وذهبت وعادت بعد دقائق بفستان زفاف راقي و بمنتهى الجمال .
عندما شاهدته ماسة اتسعت عيناها من شدة جماله و روعة تفاصيله .
سليم : أنا كنت محضرلك واحد بس قولت هسيبك بردو تختاري على ذوقك لو معرفتيش نطلع ده .
ماسة : ده تحفة هادخل أقيسه
سليم بتشجيع : يلا بسرعة عايز أشوفه على أميرتي .
دخلت ماسة ومعها الفتاة البروفة .
أخذ سليم يتجول في الإتيليه يشاهد فساتين السهرة وأخذ يختار بعضهم ويضعهم على الطاولة ..
وبعد دقائق .. فتحت ماسة الستارة وهي ترتدي الفستان كانت الأميرة الفاتنة التي سحرت قلب الأمير .. وهى تترك شعرها منسدلا
ماسة بنداء : سليم .
استدار سليم على صوتها.... فور وقوع عينيه عليها أخذ يحدق بها و يتأملها بانبهار وإعجاب شديد أخذ يمرر عينه عليها بالكامل بعين ثابتة لا ترمش من شدة جمالها .. فهو لم يتوقع أن يكون عليها هكذا فهي دخلت كالطفلة و خرجت أنثى رقيقة فاتنة للغاية ..
اقترب منها حتى توقف أمامها مباشرة وهو يحدق بها بعينين لا ترمش مركزا نظره في ملامح وجهها ..
سليم ببحة رجولية لطيفة ممزوج بغزل : مكنتش متخيل أنه هيبقى عليكي كدة .
ماسة برقة : إيه رأيك عجبتك ؟
سليم وهو يمرر ظهر كفه ع وجهها بعشق : أنتي عجباني من أول ما عينيا لمحتك يا ماسة .
فجأة اقترب من خدها و وضع قبلة رقيقة عليه بعشق ..
أغمضت ماسة عينيها بخجل شديد فقد أحمرت وجنتيها وارتعش جسدها بشدة مما فعله .
نظر لها بابتسامة رقيقة محبة .. ثم تنهد فهو يحارب نفسه الآن بشدة من أجل أن لا يفعل شيء يضايقها...
فهو يفهم أنها مازالت طفلة بريئة ليس لها خبرة .. فهي مختلفة عنه ومن الممكن أن تسيء فهم ما يفعله معها. ..
أعاد خصلات شعرها للخلف وهو يدقق النظر في ملامحها بعشق ..
سليم ببحة وهو يضم كتفيها بغزل : أنتي جميلة لدرجة من الصعب حد يوصف جمالك .
تبسمت له بخجل حتى أحمر وجنتيها بشدة أكثر ونظرت للأرض ..
نظر لها سليم وهو يرفع وجهها بأصابع يده برقة من أسفل ذقنها وهو يقول ببحة كلها عشق ..
أنا حبيتك أوي يا ماسة، أنا عمري ماكنت بآمن بالحب ولا حتى كنت بقول كلمة حب لأي حد... بس معاكي بقيت بقول بحبك وبعشقك ومش عارف حبك هيودينى لفين ؟ بس أنا مبسوط إني معاكي وإنك بقيتي ملك سليم،.....بس لسة مش عارف هو أنا صح و لا غلط ! و قدومي على خطوة زي دي في سنك ده حاجة مكنتش تخطر على البال ،
بس أنا كان لازم أعمل كدة قبل ماحد تاني ياخدك مني، لأن لو ده كان حصل مش عارف كنت هعمل إيه ؟ بس الأكيد كانت هتقوم حرب، وانا مش عايز أخدش البراءة دى حتى لو بخدشة دبوس،
أنا بحبك أوي ... أوي قبلها من جبينها بحب ورقة .
ماسة بابتسامة خجلى وجسد يرتعش من الموقف وهي تنظر للأسفل.. قالت بنبرة محشرجة و بتلعثم .
ماسة : آني كمان بحبك .
ارتسمت على شفتيه ابتسامة لطيفة بحب.. على طريقتها و خجلها....
لكنه شعر بسعادة غمرت قلبه المتصلب بشدة
ف برائتها وصدقها فيما تقوله تجعل كلماتها البسيطة التى تخرج بعفوية تكون مختلفة بشدة وتشعره بسعادة غامرة .
رفع سليم عينه نحو العاملة التي تقف على بعد قليلا : خلاص هناخد ده .. ماستي الحلوة يلا روحي بقى قيسي دول
ماسة وهى تنظر لهم :: بس دول كتير .
سليم : مافيش حاجة تكتر عليكي يلا روحي بسرعة .
ماسة بابتسامة : حاضر .
وبالفعل بدأت ماسة بقياس الفساتين فكانت عليها فى منتهى الجمال كان سليم مفتون بها بشدة.
***********************
_ في أحد المطاعم الفاخرة على النيل ٥م
_ نشاهد سليم وماسة يجلسان بجانب بعضهما وكان على الطاولة أشهى الأطعمة و المشروبات .
سليم : حبيبي لو مش عارفة تاكلي بالشوكة والسكينة سبيهم و كلي براحتك .
ماسة : لا آني بعرف حتى بص ..
أمسكتهم لكن بطريقة عادية بسيطة وليس بالطريقة الارستقراطية وقالت : ها صح ؟
سليم بابتسامة : هو أنتي مسكاها بشكل صح زي عامة الناس لكن الطريقة الأصح كدة ..
أمسك سليم الشوكة والسكينة وتناول بهما قطعة طعام برقي شديد ب ارستقراطية .
سليم : لمستي الفرق يا ماستي .. هزت رأسها بنعم...أكمل ... بس مادام بتعرفي تمسكيها سهل تتعلمي .
ماسة : هاتعلم بسرعة متقلقش .
سليم ؛ أنا مش قلقان ولا فكرت فيها أصلا كلى براحتك يلا افتحي بوقك. أطعمها بحب .
ماسة بتساؤل : عملت إيه مع أهلك قولتلهم ؟
سليم وهو يتناول الطعام : شاغلك الموضوع ده زيادة عن اللازم .
ماسة : لازم ما هو مهم جدا كمان .
سليم وهو يطعمها كطفلته المدللة بحب : لا مش مهم .
ماسة : إزاي بس!! طب قالولك إيه ؟
سليم : بتسألى كتير يا ماسة .
نظرت له ماسة بصمت ممزوج بتوتر
تبسم لها بلطف فهي غير الباقي وطريقته معها مختلفة تماما ، واجابها عن سؤالها برغم أنه لا يفعلها مع أحد سواها .
سليم : بس هقولك لأنك مش أي حد عندي... (تنهد ) هما رفضوا .
نظرت ماسة له بقلق وخوف : رفضوا ؟
سليم ؛ طبعاً يا ماسة أنا أصلا كنت متأكد من ده .
اغرورقت عيناها بالدموع بصمت وخوف...
فهي خائفة أن يتركها و لا يتم زواجهما .. فقد أصبحت تعشقه وتعلقت به بشدة، و تخاف أيضا أن تعود هي و أهلها مرة أخرى لقصر منصور الذي سيكون فيه هلاكهم .
نظر سليم بتركيز على ملامحها بتعجب : إيه ده أنا شايف دموع ؟
وضع الشوكة والسكينة على الطاولة و اقترب منها ومسح دموعها بأطراف أصابعه .. أمسك كفيها بحنان وحب واطمئنان .
سليم بنبرة حالمة : ماستي الحلوة رفضهم أو قبولهم مش هيهمني ، أنا واخد قراري ، أنا بحبك وهتجوزك خايفة ليه ؟ وليه الدموع دي ؟
ماسة بحزن : خايفة تسيبني وزعلانة إن أهلك زعلو منك بسببي .
سليم : طب هنتفق إتفاق وهتنفذيه.. ماشي .
هزت رأسها بايجاب و براءة
أكمل سليم : أنتي متفكريش فى أي حاجة غير فى الفرح إللى فاضل عليه كم يوم، عايزك تفرحي وتنبسطى وبس فاهمة، و أى حاجة تانية سيبك منها، اطمني مافيش أي حاجة ممكن تخليني أرجع في قراري، لأني ببساطة حبيتك يا ماسة .
ماسة بتساؤل ممزوج بترقب : طب وأنت مش زعلان ؟
سليم بابتسامة سعادة و بحب : أنا أسعد مخلوق على وجه الأرض، لأنك معايا و بقيتي ملكي .
قبلها من كفها بحب و أمسك الشوكة ووضع بها طعام
سليم : يلا افتحي بوقك ..فتحت فمها وأطعمها .
سليم : اضحكي بقى فين ضحكتك الحلوة اللي خطفتني .
تبسمت ماسة ابتسامة جميلة .
سليم بحب وغزل : بس هو ده المطلوب أشوفك بتضحكي يا ماستي الحلوة .
ماسة : دوري بقى أمسكت الشوكة وأطعمته... سليم ممكن أسألك سؤال .
سليم : اسألي من غير ماتستأذني .
ماسة : لو كنت اتجوزت صبري كنت هتعمل إيه ؟
سليم : صبري ده العريس ؟
ماسة : اممم .
سليم وهو يضحك : كنت هلعب معه لعبة الصياد .
ماسة بعدم فهم : إيه اللعبة دي؟
سليم : ما تشغليش بالك، أكيد مكنتش هستنى تتجوزي، كنت هوقف كل حاجة وأخطفك بسرعة واتجوزك، زي ما عملت، أقولك سر... موضوع العريس ده هو اللي خلاني أتأكد من مشاعري وأعرف إني بحبك، لما حسيت إنك هتضيعي مني، قلبي وجعني أوي ، زعلت وغيرت لدرجة إني كنت عايز أقتله عشان فكر ياخدك مني .
ماسة بسعادة : بجد يا سليم زعلت .
سليم : أوي أوي عشان كدة سافرت عشان متهورش ، (بمكر مازح ) بس أنا زعلان منك .
ماسة ببراءة : ليه بس... طب لو عملت حاجة آني آسفة .
سليم : لأنك وافقتي على العريس، ازاي بتحبيني ووافقتي .
ماسة بقهر : آني مكنتش أصلا نحلم إنك تحبني، وكمان تطلب أيدي، آني مقدرش أرفض أو أقبل ، ماينفعش أقول غير حاضر ونعم ، آني بصراحة كنت موافقة بس عشان هياخدني بعيد عن منصور وعيلته ويرحمنى من البهدلة ، طب عارف والله العظيم ، اتمنيت تكون أنت صبري أوإني مكان الست لارا عشان نكون مع بعض... لأن إيه جاب بنت الخدامين لابن الباشاوات .
سليم بعشق وهو يركز النظر داخل عينيها : أبن الباشاوات ساب الكل، وعشقك أنتي، وأوعي تقولي على نفسك وعلى أهلك خدامين.. أنتي أميرة فوق كل البشر.. فاهمة .
ماسة بحب : فاهمة آني بحبك أوي أوي .
سليم بحب : وأنا كمان بحبك أوي أوي ونفسى يوم الخميس يجي بسرعة عشان نتجوز ونعيش على طول سوا .
ماسة : يارب يجي بسرعة .
وأكملا حديثهما بكل حب وسعادة.
ثم اخذها سليم ليفسحها فى القاهرة ...
فنشاهدهما وهما يسيران في الشوارع والمولات والمحلات ليشتري سليم لها كل شيء تحتاجه
وقضا وقتا ممتعا سعيداً مع بعضهما .
((بعد يومين ))
أحد الفنادق الكبرى ٨ م
_غرفة سليم
_نشاهد سليم يقف فى الشرفة وهو ينظر إلى النيل من أعلى بنوع من الشرود .. وهو يدخن سيجاره..
يفكر في قرار زواجه من ماسة وحرمانه من الميراث، و سحب كل شيء منه ..
هل تستحق كل هذه الخسائر المهولة و الهيبة والمكانة التي فاز بها بتوليه عرش إمبراطورية الراوي و التي ضحى بها من أجل ماسة ..
فهو لم يخسر عائلته فقط !!! بل اسمه الذي ظل يبنى فيه من عمر ١٧ عشر عاما..
برغم انه لا زال يمتلك الكثير من الأموال والعقارات المكتوبة باسمه !! لكنها نقطة من بحر الامبراطورية
جال بخاطره تلك الصغيرة التي ملكت قلبه و وجدانه وجعلته يحارب من أجلها .. بتعجب
هل هو حقا سادى لأنه سيتزوج طفلة؟؟ ومجنون لأنه سيتزوج من فتاة جاهلة !!
أفكار كثيرة تتلاطم في رأسه ..
ارتسمت على محياه ابتسامة جذابة فور تذكر ماسة و ملامحها البريئة و كلماتها العفوية تذكر مكوثها معه عندما كان مريضا، بعد ترك والدته له ..
فهو لأول مرة يشعر أن هناك شخص مهتم لأمره وبصحته ...
فهو فاقدا للحنان والعطف والاهتمام....
و ماسةالوحيدة من أعطته الشعور بالحنان من داخل قلبها وبدون أي مصلحة..
خسارته لكل شيء لا يقارن من وجهة نظره مقابل فوزه بفتاة مثلها فهو عطشان للحنان لجو الأسرة الدافئ والحب الحقيقي بدون مؤامرات ..
بعد دقائق أفاق على صوت طرق الباب .. تنهد و ألقى السيجارة ..
و ذهب لفتحه كانت فريدة.. هي الوحيدة التي يكن لها كل حب واحترام ..
نظر لها سليم باستغراب : فريدة ! تعالي اتفضلي .
تحركت من أمامه وتوقفت وهي تلتفت له.. أغلق الباب ونظر لها باهتمام .
فريدة باهتمام ولطف : عامل إيه ؟
سليم : الحمد لله .
فريدة بلطف : ممكن نتكلم مع بعض شوية بالمنطق والعقل .
سليم بجمود وجدية : ماتضيعيش وقتك ووقتي يافريدة، أنتي عارفة كويس سليم مستحيل يرجع في كلمة قالها .
اقتربت منه وتوقفت أمامه مباشرة وهي تركز نظرها في ملامحه بعطف وعقلانية ..مسحت على كتفه بحنان ولطف ..فهي تحاول أن تنبهه لمدى سوء اختياره .
فريدة : ياحبيبي خلينا نتكلم بهدوء، أنا مش هتكلم معاك أنها فقيرة وبنت مزارع فلاح غلبان، خالص ..
أنت عارف أنا ماليش في الصراعات بتاعت التوريث والعرش..
بس هتكلم معاك في نقطة واحدة !!
أنها مش متعلمة ، وعندها ١٥ سنة يعني قاصر، طفلة لسة مش فاهمة حاجة ..
سليم أنت لما تيجى تتكلم معاها مش هتفهمك مافيش بينكم أي توافق فكري ...
انت واحد معاك ماجستير إدارة أعمال وتسويق دولي وهي حتى مش بتعرف تقرأ ..
لو جيت تاخد رأيها في حاجة تخص شغلك مش هتفهمك ...
يا حبيبي الجواز حياة كبيرة وعميقة، لازم تتبني ع أساس صح عشان تستمر، لازم يكون في تكافؤ بينك وبين شريكة حياتك، توافق ثقافي وفكري وعقلي ..
لكن أنت وماسة الموضوع بينكم بعيد أوي،
فكر في أولادك هتعلمهم إزاي ؟ هتربيهم إزاي؟
إللي أنت منبهر بيه دلوقت ده شي طبيعي لأنك أول مرة تقابل شخصية كدة .. لكن مع الوقت هيتلاشى تدريجياً..
بعدين تربيتها في القصر خلاها لحد ما ذكية وبتعرف تتكلم كم كلمة إنجليزي زى البياعين اللي قبلناهم في أسوان بيعرفوا لغات لأنهم حفظوهم لما اتقالوا قصادهم كتير. ف اللي أنت منبهر بيه ده مش حاجة واو .....
سليم الموضوع ده محتاج منك إعادة تفكير ده جواز صدقني الانبهار ده هيختفي تدريجياً بعد كم شهر لأنك هتواجه الحقيقة، و الواقع هيفرض نفسه أنها بنت جاهلة و طفلة مينفعش يبقى بينها وبينك أي حاجة .
كان ينظر لها سليم بتركيز شديد وهو يمعن النظر في ملامحها هز رأسه لها بضعف بإيجاب بعينين اغرورقت بالدموع .. ثم قال ببحة ممزوجة بضعف ووجع :
سليم : أنا عارف كل ده وفاهمه ومدركه كويس جداً يا فريدة، عارف إني هواجه معها بعض التعقيدات والوقفات، عارف كمان إني لو كنت اتكلمت مع أي واحدة من القصر كان ممكن تبقى زيها ..
بس هي الوحيدة اللي أسرتني بشكل أنا نفسي مش قادر أفهمه لحد اللحظة دي ..
حسيت أحاسيس عمري في حياتي محسيتها من أول ما شفتها ..
بريئة أوي يافريدة، عمري ماقابلت في حياتي حد برئ كدة ، بتتكلم ...(وهو يضع يده ع قلبه) ..
من هنا، من غير تكلف أو مصلحة...حتى تعبيرها عن حبها مختلف ..
أنا هربت أكتر من مرة لأني حسيت إني محتاج أشوفها كل شوية، لما لاقتني قعدت عند منصور وأنا مش بطيقه عشانها و لاقتني متحمل سخافته عشان بس أفضل شايفها أكبر وقت ممكن ..
وقتها حسيت إن في حاجة غلط بس مش عارف إيه هي !!
رجعت القاهرة وفضلت أفكر فيها، صورتها مكنتش بتفارقني شفتها بوشوش الكل، بردو مكنتش فاهم في إيه.. اشتياقي ليها سببه إيه؟
أنا مكنتش فاهم إن ده حب، أنا أصلا مابصدقش ولا باعترف في الحب و وجعه ولا إن فيه حد ممكن يدخل في حروب عشان شخص مش من لحمه و دمه !!
كل ده حصلي معاها هي بس يا فريدة !
أنا حبتها ومعنديش أي أسباب أو مبررات ليه هي بالذات ؟ بس اللي متأكد منه إني بحب البنت دي وبرغم كل العيوب والفوارق اللي بينا والمشاكل إللي هتواجهني ..
لكن أنا متمسك بيها وهكمل في المشوار إللي بدأته، مش عند فيكم زي ما أنتم فاكرين !!
لكن هكمل لأني مستمتع بكل إحساس بحسه لما بشوفها .. (تبسم بحماس)
بعدين أنا هعلمها وهخليها تليق بسليم، هي شاطرة لو اتكلمتي معها هتلمسي أوي مدي ذكاءها وجمال روحها ....( بضعف بعين اغرورقت بدموع )بحبها يا فريدة بحبها .
كانت تنظر له فريدة باندهاش وتعاطف و بعينين ملأتها الدموع على حال شقيقها الأصغر القوي المتجبر الذي يخشاه الجميع ويعملون له ألف حساب ..
كيف أصبح بهذا الضعف ؟
هو الذي لم تذرف دمعته علي أحد يوما، ها هو الآن تسقط دموعه ع وجنتيه بضعف ووجع !!
فأدركت أن ما يعيشه الآن هو عشق من نوع خاص وليس كما يعتقدون أنه مجرد تملك أو عناد .
تبسمت فريدة بوجع وقالت ببحة واستغراب .
فريدة : مكنتش أتخيل في يوم إن سليم يبقى بالضعف ده وأشوف في يوم دموعه !
وضعت يدها على قلبه و أكملت بعقلانية ولطف ..
أنا معاك في كل حاجة بس فكر تاني لأن البنت دي حرام هاضيع في النص لو طلع اللي جواك مجرد شغف وبعد شوية يروح لحاله .
سليم رفع أحد حاجبيه باستغراب و بضعف : لسه مش قادرة تصدقي أنه حب !!
بتفهم وهو يهز رأسه
حقك متصدقيش أنا نفسي خايف عليها مني، بس اللي متأكد منه إني يستحيل أخلي حد يقرب منها.. ومن النهاردة حمايتها أصبحت مسؤليتي .
تبسمت له فريدة وهي تهز رأسها : بعد اللي شفته ده .. مدت يدها و مسحت دمعته من ع وجنتيه و أكملت ...
بعد الدمعة دي أيقنت إن حتى لو مش حب بس هو حاجة كبيرة أوي .
سليم بتساؤل : هتحضري الفرح ؟
نظرت له فريدة ومسحت على خده بحنان و بابتسامة هزت راسها بالإيجاب ...
هاحضر طبعاً أنت أبني يا سليم
ضمته بحب رفع يده وضمها بشدة إلى أحضانه وهي تمسح ع ظهره بحنان .. ابتعد قليلاً
سليم : لازم تختاري من دلوقتي مكانك .
فريدة بيقين : أنت عارف أنا وياسين مختارينك من زمان، وأوعدك إني هحاول أأثر علي الباشا إنما مامي صعب جدا .
سليم وهو يهز رأسه بإيجاب : عارف .
*************************
قصر الراوي ١٠م
نشاهد جميع أفراد عائلة الرواي يجلسون في الهول ماعادا فريدة و سليم .. كان يبدو على ملامحهم الضيق وكأنهم في إنتظار شخص ما.. بعد دقائق جاءت فريدة..... و فور دخولها نظروا لها بلهفة .
فايزة : عملتي إيه .
فريدة وهى تجلس بأسف : للأسف مصمم خلاص الموضوع أصبح منتهى .
فايزة بضجر وصوت عالي : يعني إيه مصمم .
فريدة : مامي سليم بيحبها ومافيش حاجة ممكن توقفه على اللي في دماغه سبوه براحته.
فايزة بضجر : فريدة لو سمحتي ماتتدخليش يستحيل أقبل بالجنون ده .
كادت أن تتحدث فريدة اسكتها عزت قائلا
عزت بقوة :خلاص مش عايز ولا كلمة بعد كدة الموضوع ده انتهى .. كدة هو اللي أختار .
ماشي ياسليم هشوف هتعمل إيه بدون العيلة والمجموعة .
*************************
الفندق الذى يمكث فيه سليم ١٠م
نشاهد سليم يجلس على مقعد البار وهو يحتسي كاس من الخمر ويدخن سيجارة وهو يفكر فيما يحدث ... بعد قليل اقترب منه اسماعيل ومكي .
اسماعيل باحترام : سليم باشا
رفع سليم عينيه لهما وهو يهز رأسه بايجاب : هاي تعالو أقعدو .
جلس كل واحد على اتجاه وسليم في المنتصف .
سليم : تشربوا إيه؟
اسماعيل : أنا مش هينفع أشرب عشان رايح الشغل .
سليم : طبعاً... أنت واين يا مكي هز مكي رأسه بإيجاب
سليم وهو ينظر للعامل : أتنين . رد واين
( red wine).
هز العامل رأسه بإيجاب .
تنهد سليم ونظر لاسماعيل بعملية : اسماعيل أنا عايزك تحضرلي باسبور و شهادة ميلاد وعقد جواز وبطاقة لماسة أنت عارف أنها تحت السن وأنا هاخدها وأسافر مش عايز حوارات .
اسماعيل : ماشي أديني عشر أيام .
سليم بعملية : ستة بس...... أنت عارف الفرح الخميس .
اسماعيل : أنت جهزت الفيزا .
هز سليم رأسه بنعم
اسماعيل : تمام عايز حاجة تاني .
هز سليم رأسه بنفي .
وقف اسماعيل : أنا همشي عندى شغل... سلام .
رحل اسماعيل و وضع العامل كاسات الخمر..بدأو باحتساءها وأثناء ذلك تحدث مكي .
نظر مكي لسليم : أنا عرفت إن الباشا منعك من دخول المجموعة .
سليم بلا مبالاة ممزوجة بحكمة : ده شيء كان متوقع طبيعي إن الباشا يعمل كدة ، وإنه يستخدم كارت منعي من الميراث ومن دخول المجموعة كورقة للضغط عليا عشان اتراجع .
مكي باستغراب : وأنت هتسكت .
سليم بتعجب : المفروض أعمل إيه ؟ أنا مش عايز أدخل حروب ولا عايز أعمل مشاكل، أنا عايز أعيش حياة هادئة ، أنا مش فارق معايا موضوع التوريث والكرسي والفلوس، أنا عندي البيزنس الخاص بيا وقادر أعمل شركة كبيرة ، فالموضوع مش فارق ولا عمره كان فارق معايا ، وحتى لو فارق مش عايزه كفاية هي عندي .
مكي باستغراب شديد : للدرجة دي تستاهل إنك تعادي الباشا وتخسر ملايين، ومهما كان البيزنس بتاعك ، بس الباور بتاع العيلة ،وملايين المجموعة يزغلل عين أي حد ويخلي الواحد يفكر أكثر من مرة قبل ما يبعد .
سليم بنظرة عاشقة : بكرة لم تقع في الحب هتعرف أنها تستاهل ، وتعرف إنك مستعد تحارب جيوش العالم عشان بس تكسبها وتبقى معاك ولو المقابل تخسر مال قارون .
مكي تبسم مستعجبا : أنا مش مصدق إن سليم باشا هو اللي بيقول كلام الحب، ده وبيبص بنظرات نعسانة هيمانة ، سليم اللي كان بيقعد يتريق على كلام الحب والأجواء الشاعرية .
ضحك سليم مستغربا من نفسه : أنا نفسي مش مصدق مستغربني جداً، بس هقولك على حاجة أنا مبسوط إن ماسة طلعت مني حاجة حلوة قوي حاجة كان يستحيل أي واحدة في الدنيا دي تطلعها .
بقلمي ليلة عادل ❤️🌹(ʘᴗʘ✿)
(بعد كم يوم)
_ قصر الراوي .
_ غرفة نوم فايزة
_ نشاهد فايزة تجلس بالروب ويقوم أحد الأشخاص بعمل لها بادكير في قدميها وأيدها .
_ وكان يقف أمامها اسماعيل بحترام. وهو يقول
اسماعيل : عرفت المكان اللي مخبي فيه سليم ماسة وأهلها .
رفعت عينيها له وتنهدت بضيق نهضت وشاورت بيدها لكي يتركهما بمفردهما وبعد خروجهم .
فايزة بأمر : أنا عايزاك تخلصني منها والموضوع ينتهى بماس كهربائي عقب سيجارة.. حلها يا اسماعيل .. سليم فرحه الخميس الجاي .
اسماعيل بارتباك : صعب و .
قاطعته فايزة وهى تنظر له بحدة وهي تحدق داخل عينيه .
فايزة : هو إيه اللي صعب ياا اسماعيل أنا اختارتك أنت لأني واثقة إن الموضوع بالنسبة ليك تافه والا كنت جبت عيل صغير وعملها .
اسماعيل : يا فايزة هانم سليم بيه موقف ترسانة عليهم بعدين أنا مقدرش أخونه كفاية أوي إني جبتلك العنوان أكتر من كدة مستحيل .
فايزة باتساع عينيها و بعجرفة : أنت بترفض طلبي أنت اتجننت .
اسماعيل بقوة : أنا بس بفهمك الحاجة اللي ممكن أعملها غير كدة آسف ونصيحة مني أوعي تفكري تشتري حد من رجالة سليم لأنهم بيحبوه جدا وكل واحد فيهم مستعد يموت عشانه بعد إذنك يا هانم .
تركها اسماعيل وهي تنظر له بضيق وتجز على اسنانها ثم قامت بدفع طبق المياه بقدميها بضجر
**************************
_المنزل الذى تمكث بيه ماسة وعائلتها ١١م
_غرفة نوم (ماسة وسلوى)
_نشاهد ماسة تجلس على الفراش وهي تفكر فيما سيحدث غدا .. فغدا ستصبح زوجة سليم وستتحول من ماسة الخادمة لماسة هانم الراوي فكل شئ يحدث معها صعب تصديقه فكرت ماذا سيحدث غدا بعد ذهابها مع سليم إلى منزلهم أفكار كتيرة... قاطع تفكيرها صوت سلوى .
سلوى بدلع : ميمي .
ماسة : سوسكا تعالي ..جلست بجانبها .. إيه سرحانة في الفرح .
ماسة بسعادة : آني مش مصدقة... ده ولا في الأحلام .
سلوى : ومين يصدق ده خيال والله يارب نفضل بعقلنا لحد بكرة .
ماسة : بت يا سلوى آني خايفة أكيد بكرة هيطلبوا مننا نرقص زي ما بنشوف في الحفلات والمسلسلات .
سلوى : آه صح لازم تتدربي كويس.. تعالي ندرب سوى .
سلوى : بس البسي الجزمة بتاعت الفرح .
ماسة : دى كعبها صعب أوي .
ذهبت ماسة وارتدت الحذاء ذو الكعب العالي
اقتربت منها سلوى ووضعت يدها حول خصرها بابتسامة بتمثيل..تبسمت ماسة و وضعت يدها على كتفها وشبكتا كفهما الآخر ببعض وأخذتا تتمايلان وسط جو من الضحك والسعادة فكانت ماسة كل ثوانى تدوس على قدم سلوى ويخونها توازنها بسبب الكعب... وسط ضحكتهما .. واصلتا التدريب حتى نجحت ماسة بالرقص بشكل جيد وبعد وقت طرقت والدتها الباب
سعدية : ماسة تعالي أما أحميكي .
ماسة : أنا هاستحمى لوحدي .
سعدية : لا مينفعش أنتي عروسة ليكي طريقة مخصوص .
ماسة : حاضر .
ذهبت مع والدتها .
_ الحمام
_ نشاهد ماسة تجلس في البانيو وكانت سعدية معها تقوم بغسل جسدها با اللوفة بقوة .
ماسة بألم : بالراحة ياما وكفاية بقى بقالك ساعة بتحمي فيا كإني بقالي سنة ماستحمتش .
سعدية : كفاية إيه أنتي هتتجوزي بكرة ولازم تكوني قشطة، كدة وريحتك حلوة .
ماسة : أنا فرحانة أوي إني هتجوز بكرة،
ده سليم وراني قاعة على التليفون كبيرة وحلوة أوي .
سعدية طبعاً لازم تكون كبيرة، مش كفاية مش عملك حنة هتدخلي سكيتي .
ماسة : سكيتى إيه ياما ما هيعملى فرح كبير فى فندق كبير وقالك أعملى إللي عايزاه هنا وأنتي اللي كبرتي دماغك عشان محدش جاي .
سعدية بتهكم : آه هنعملها لينا، الحنة بتتعمل للحبايب بعدين من دلوقت أخدك تحت باطه وبتدافعي عنه طيب ياختي .
أكملت حديثها وهي تحممها وتحضرها لهذا اليوم .
((بعد وقت في الخارج ))
نشاهد ماسة وهى تلف فوطة حول جسدها وتخرج مع والدتها من الحمام .. وهى تشع بياضاً وجمالاً .
أجلستها والدتها على مقعد التسريحة وهي تبتسم لها أمسكت الفرشاه والزيت العطري ووضعته على شعرها وأخذت تصفف شعرها وهي تتحدث معها .
سعدية بحكمة وهدوء : ماسة عايزاكي تسمعيني كويس يا حبيبتي أنتي من بكرة حياتك هتتبدل كلها، هتكوني ست متجوزة مسؤولة عن راجل وبيت... آني عايزاكي تفضلي واعية و ذكية زى ما أنتي طول عمرك يا حبيبتى .
هزت ماسة رأسها بنعم بابتسامة رقيقة : ماتخفيش ياما عليا .
سعدية : اسمعي الكلام و قولي حاضر .
ماسة بطاعة : حاضر .
سعدية : أي حاجة يقولها سليم تقولي حاضر ونعم وطيب وبس ، أوعي تقولي غير حاضر و أمرك يا سليم ، لو جبلك حاجة تقولي شكراً لكن ما تطلبيش أكتر من اللي جبهولك ، ولا تبصى لحاجة مش معاكي عايزة عينك مليانة ليفكرك طمعانة فيه .
ماسة ببراءة : طب لو نفسي في حاجة ؟
سعدية بقوة : حتى لو نفسك فى حاجة ماتطلبيش،
اللي يجيبه تحمدى ربنا عليه فاهمة .
ماسة بطفولية : حاضر .
سعدية : والأهم بقى اسمعيني كويس وركزي معايا ..
التفتت وتوقفت أمامها عدلت ماسة من جلستها وتوقفت بزاوية والدتها .
سعدية بتنبيه : بكرة بعد الفرح لما تطلعي الاوضة عايزاكي تلبسي القميص اللي اشتريناه الأبيض وتحطي ريحة اللي اشترهالك سليم، وتسمعي كلامه فى أي حاجة يقولها تقولي حاضر ونعم وبس، ولو حط إيده عليكي سبيه و أوعي تصوتي وتلمي الناس عليكم .
وضعت ماسة يدها على فمها بصدمة : إيه اللي بتقوليه ده أسيبه ازاي.. ده عيب .
سعدية : لا مش عيب ده جوزك يا بنتي.. يعني لو حضنك ولا باسك ولا حط إيده على أي حتة مهما كانت فين سبيه مش هقولك تاني ده جوزك عادي مش عيب ولا حرام يا حبيبتى .
ماسة بصدمة وتوتر : أي حتة أي حتة.
سعدية بتنبيه : آه أي حتة ، أوعي تزعقي ، أو تقوليله لا على أي حاجة هيعملها معاكي بكرة سبيه حتى لو حماكي .
ماسة باتساع عينيها بصدمة وخجل : حماني إيه... إيه ياما اللي بتقوليه ده عيب .
سعدية بشدة : بت قولتلك مش عيب ده جوزك و ده حقه ، بت اسمعي الكلام متتعبيش قلبي معاكي ، مش عايزاكي تتكسفي ولا تخافي ولا ترفضي أي حاجة يقولها، أو يعملها، أوعي لحسن يسيبك ويطلقك ، عايزة سليم يسيبك وترجعي تخدمي عند منصور ؟
ماسة وهي تهز رأسها برفض وخوف : لالا .
سعدية : خلاص يبقى تسمعي كلامه وتفرحيه بكرة بيكي وتخليه مبسوط.. أنتي لما تسمعي كلامه هيفرح أوي ومش هيسيبك، بعدين أنتي مش بتشوفيهم في الأفلام بيعملوا كدة .
هزت ماسة رأسها بايجاب : حاضر هاسمع كلامه مش هقوله لا ولا هصوت .
سعدية : شاطرة يا ماسة مبروك يا حبيبتي... ألف مبروك ربنا يسعدك ويفرح قلبك يا بنت بطني... ضمتها بسعادة .
***************************
وبالفعل اتجوزت ماسة سليم الراوي.. وعملها فرح كبير أوي كانت طايرة من الفرحة، مش عشان أنه غني و معاه فلوس مالهاش نهاية..لا طبعاً لأنها مكنتش بتفهم في الحاجات دي وقتها، هي كانت فرحانة إن الشاب الحلو ده إبن الأكابر المتعلم المثقف حبها هي بالذات واختارها من وسط كل البنات، ماسة حبت سليم أوي، لأنه الإنسان الوحيد اللي اتعامل معاها بطريقة كويسة وباحترام، معاملة أبوها وأمها نفسهم متعاملوش معاها بيها، وهو كمان حبها أوي، حب مالهوش وصف ..
بس ماسة مكنتش فاهمة إن بعد الليلة دي حياتها كلها هتتقلب بالشكل ده..
وإنها هاتدخل في صراعات ومشاكل وحرب كبيرة أكبر منها بكتير ..
لأن إزاي سليم الراوي اللي بيتجهز لكرسى العرش إبن الباشاوات و سلسال الملوك، إبن فايزة هانم رستم اغا والباشا عزت الراوي، يتجوز بنت فلاحة جاهلة، بنت مجاهد المزارع الأجري وسعدية الخدامة ...
ونقول هنا