رواية روحي تعاني
الفصل الثامن 8 الجزء الثالث
بقلم أية شاكر
بصيت لوالد «نجمه» عشان أطلبها للجواز لكن لقيت لساني بيقول:
-حضرتك إزي صحتك... كـ... كويس؟
قال:
-يابني إنت سألتني عن صحتي عشر مرات من ساعة ما جيت! في ايه! هو حد قالك إني تعبان ولا حاجه!
-لأ يا عمي بعد الشر عليك طبعًا...
حمحمت بارتباك وبصيت لعمتي وقلت:
-هي نجمه نايمه برده؟!
-لأ نجمه صاحيه أصل فيه عريس جايلها دلوقتي...
اتصدمت ولساني اتلجم لثواني وقلت:
-عـ... عريس! مين ده؟
قال جوز عمتي:
-ميسره اللي كانت بتكلمه...
كملت عمتي:
-وهي دبه رجليها في الأرض ورافضه تقابله قال ايه مش عايزه ارتبط ولا اتجوز إلا لما أخلص تعليم... ما تتكلم معاها يا كريم يمكن تقتنع...
قالتها عمتي وأنا اتوترت جدًا، اطمنت شويه لأنها رافضه، يبقا هي أكيد معندهاش أي مشاعر ليه ودا مؤشر خير...
فكرت أطلبها أنا لكن لو طلبتها ممكن ترفضني! فأيقنت إن الوقت مش مناسب، بس العريس دا لازم أطفشه مع إنها مش أخلاقي خالص، بصيت لعمتي وقلت بنبرة مهزوزة:
-بصراحه عندها حق فعلًا الكليه صعبه والجواز مع الكليه صعب متضغطوش عليها يا عمتي...
قال جوز عمتي:
-بس دي فرصه يا كريم لو رفضنا الواد ده نضمن منين فرصه زي دي تاني بعد اللي حصل معاها!!
شاورت على نفسي وأنا بقول بثقة:
-أنا أضمنلك يا عمي... قصدي يعني... إن نجمه تستاهل أحسن من كده...
جرس الباب رن فوقفوا الاتنين، قالت عمتي:
-باينلهم وصلوا...
وقفت أنا كمان وخبيت الورد تحت الكرسي واستعديت لتطـ ـفيش ميسره وقلت:
-استعنا بالله...
قدمني جوز عمتي لميسره على إني زي أخو نجمه ودا نرفزني شويه، قعدنا ساكتين فبصيت لميسره وقلت بابتسامة صفرا:
-مش شايف إن لسه بدري على خطوة الجواز دي يا ميسره!
-لا هو بصراحه مش بدري... أنا مستغرب إن إنت لسه متجوزتش! يمكن لأنك ملقتش البنت المناسبه لكن أنا لقيتها... أنا معجب بنجمه وخايف حد يسبقني ليها... واحنا هنتخطب سنه اتنين تلاته...
كنت ببصله بضيق وقاطعته:
-تلاته ايه! التطويل في فترة الخطوبه مش كويس!
-بس أهو أحسن من إنها تروح مني وأنا بحبها...
قالها ميسره ومش عارف امته وشي احمر ووداني حسيت انها بتطلع نـ ـار، دا بيقول بيحبها! هو ازي جريء كده! صحيح شباب الأيام دي وشهم مكشوف!
فوقت من غضبي على صوت عمتي اللي كانت بتسمع كلامنا:
-هروح أنادي نجمه...
ضغطت على أسناني بغيظ، وكنت ببص لميسره بحده وهو يبتسم كالأبلـ ـه أو يمكن أنا اللي شايفه كده، الواد فعلًا مفيهوش غلطه! إلا إن ودانه طويله شويه! وده مش تنـ ـمر بس لفتت نظري! ولما لاحظ إني ببصله بقرف قال باحراج:
-منور يا أستاذ كريم...
نزلت عيني عنه وقلت وأنا بمسح دقني:
-دا نور اللمبه...
حمحم ميسره بارتباك وحاول يفتح معايا كلام بخصوص شغلي لكني كنت بقطع عليه الطريق وردودي كانت مختصره...
دخلت «نجمه» بالعصير، فوقفت بسرعه وأخدته منها...
كانت لابسه إسدال اسود وطرحه وردي فانهـ ـار كل غضبي واتحولت الحياه من حوليا لوردي واتبدلت نظراتي لـ اعجاب واشتياق وحنين ليها لأني مقابلتهاش من فتره طويله، انتبهت لنفسي بسرعه ونزلت عيني للأرض...
ألقت نجمه السلام وقعدت كان باين عليها الارتباك وبصيت أنا للأرض بضيق كنت عايز أخبيها جوه عيني وأقفل عليها عشان اللي اسمه ميسره ده ميبصش عليها! هيستغل الموقف بقا ويبصلها بما انها رؤية شرعيه! ولا أصلًا مفيش حد بيغض البصر في الزمن ده غيري! مش عارف أنا ليه محترم بزياده كده! ليه مكنتش باد بوي!
فوقت من سرحاني لما قام جوز عمتي عشان يخرج وشاورلي عشان أخرج معاه وأسيبهم يقعدوا لوحدهم لكني قلت:
-أصل... أنا رجلي منمله فشويه كده وهقوم... اتفضل إنت وهحصلك...
خرج جوز عمتي ووقف على الباب كل شويه يشاورلي أخرج وأنا عامل نفسي مش واخد بالي وبدلك رجلي، ولما يأس مني نفخ بضيق ومشي...
ساد الصمت بيننا لكني كنت ببص لميسره بقرف، وأنا بقول في نفسي مش لايق على نجمه أبدًا!
مش عارف ليه لمست وداني يمكن كنت بتأكد إنها مش شبه ودانه!
لما لاحظ ميسره إني مش هخرج بدأ يتكلم مع نجمه ويسألها عن أخبارها وأنا متابع وساكت...
نجمه بصتلي وابتسمت حسيت إنها ممتنه لوجودي فابتسمت وحسيت إن فيه أمل...
قال ميسره:
-مكنتيش موافقه تقابليني ليه؟
-عشان مش بفكر في الجواز دلوقتي وياريت تحترم رغبتي...
-أنا مستعد أحترم رغباتك كلها بس يبقى بينا وعد إنك هتستنيني!
-مش هينفع أنا مش عايزه أربط نفسي بأي وعود...
-أفهم من كده إنك مش بتحبيني زي ما بحبك!
اتدخلت وقلت:
-نجمه كانت بتعتبرك أخ وصديق مش أكتر إنت اللي فسرت علاقتكم غلط... وهي أصلًا غلط من البدايه... مفيش حاجه اسمها صحوبيه بين ولد وبنت!
قال وهو بيبصلي:
-فعلًا علاقتنا كانت غلط وأنا أهو جاي أصلح الغلط ده!
قالت نجمه:
-أنا آسفه يا ميسره إنت شاب كويس جدًا لكن أنا مش هقدر أوافق على طلبك.
-لكن...
قالها ميسره وهو بيبدل نظره بيني وبين نجمه، قاطعته وقلت:
-ما خلاص يا ميسره قالتلك مش هتقدر توافق...
لما لقى إن مفيش فايده سكت وبص للأرض وفي الوقت ده دخلت عمتي، فوقف ميسره واستأذن ووصلته عمتي وجوزها...
بصيت لنجمه بابتسامه فابتسمت، بصيت ناحية الباب وطلعت الورد اللي مخبيه وقلت بهمس:
-خدي خبي ده بسرعه...
قالت:
-ايه ده!
-ده ورد!
-أيوه ما أنا شايفه إنه ورد... جايبه لمين؟
قلت وأنا ببصلها بابتسامة:
-ليكِ...
ظهر في عينيها نظرات الخجل وانتبهت لوجود عمتي فحمحمت وقلت بجدية:
-دا عشان نجاحك السنه دي يا نجمه ألف مبروك.
قالت عمتي:
-هي نتيجتك ظهرت امته؟
نجمه معرفتش ترد، فقلت بلجلجة:
-إيه ده هي النتيجه لسه مظهرتش؟!
بصت نجمه لوالدتها وسكتت، فبلعت ريقي وقلت:
-بس أنا واثق فيها وأكيد هتنجح وبامتياز كمان... والورد دا مقدمًا.
قلت أخر جمله وأنا مبتسم، وعمتي وجوزها بصولي بشك فاضطريت أستأذن وأمشي وأنا مرتبك ومحرج جدًا...
وقفت قدام البيت أقول لنفسي:
-دا إيه اللي أنا عملته وبعمله ده!
تنهدت بعمق وبصيت لفوق لقيت نجمه واقفه في البلكونه بتبص عليا! فابتسمت بفرحه ومشيت وأنا بلمس الدبله في إيدي وبقول:
-هانت...
بصيت في ساعتي وقررت أروح أزور نسمه_بنت زوج والدتي_لأني بحب أولادها أوي ومشوفتهمش بقالي ٣ شهور.
وقفت قدام الڤيلا بتاعتهم ودخلني الحارس...
التفتت يمين وشمال وأنا بقول في نفسي ياسر حياته اتغيرت بشكل كبير، الظاهر أن الجوازه التانيه دي بيبقى وشها حلو على الراجل ولا ايه!
استقبلني ياسر بابتسامه وكان هيثم قاعد معاه واضح إنه بيزورهم شكلي! وبعد فتره من الكلام قال هيثم بجدية:
-بقولك ايه يا كريم ما تسيبك من التمريض ده وتيجي تشتغل معانا احنا محتاجين حد ثقه زيك...
قلت:
-أسيب التمريض ازاي! لا لا مقدرش طبعًا أنا بحب شغلي وبعدين إنت عارف أنا بقبض كام!
-كام يعني؟!
سألني ياسر، فحطيت رجل على رجل وقلت بفخر:
-أكتر من ٤ آلاف جنيه! وبشتغل ٣٦ ساعه فقط لا غير في الأسبوع...
بص ياسر وهيثم لبعض وسألني هيثم:
-حلو والله كل أسبوع ٤ آلاف!؟
قعدت أنا أشرب العصير بغرور واحد بيقبض بالدولار وقلت:
-لأ كل شهر!
ضحكوا، وقال ياسر:
-أنا ممكن أخليك تشتغل ٢٨ ساعه بس في الأسبوع وبمرتب ١٠ آلاف في الشهر.
شرقت وأنا بشرب من العصير وقعدت أكح فأخد هيثم العصير من إيدي وهو بيقول بضحك:
-اسم الله عليك يا حبيبي...
ولما هديت سألته بدهشه:
-١٠ آلاف جنيه في الشهر!
قال ياسر:
-دولار يا غالي ودا غير الحوافز والمكافآت والذي منه...
بصيتلهم بذهول خوفت يكونوا بيسخروا مني، قلت بضحك:
-مش طالبه هزار خالص يا جماعه.
قال هيثم:
-والله ما بنهزر... فكر ورد علينا.
-أفكر ايه! موافق طبعًا دا أنا هقدم استقالتي بكره.
ضحكوا على ضحكي، وقال ياسر بجديه:
-بص متسيبش شغلك إنت ممكن توفق بينه وبين الشغل في الشركه.
اتفقنا على كده واستأذنت عشان أمشي وأروح أبشر أمي، وبعد ما سلمت على الأطفال، ياسين دخل، ياسين عايش مع أخوه في الڤيلا في الدور الثاني، وكان شايل طفل صغير عمره شهرين أو ثلاثه وبيعيط، سلمت عليه وقلت:
-ابنك!
قال ياسين بابتسامه:
-أيوه...
ابتسمت وقلت وأنا بتأمل الطفل:
-اللهم بارك... زي القمر سبحان الله شبه سمر أوي.
بصلي ياسين بحده، فلاحظت اللي قولته! أنا تقريبًا بعاكس مراته! مش عارف مالي النهارده!
حمحمت وقلت وأنا بشاور على ودان ياسين:
-قصدي شبهك أوي نفس الودان سبحان الله... ودانك أصلًا شبه ودان ميسره تحس إن هي مرفوعه كده و... هو أنا بعك باين...
قلت أخر جمله وأنا بضحك وبحك راسي بحرج فضحك ياسين وقال من تحت ضرسه:
-هو إنت جاي هنا ليه يا كريم!
قلت بضحك:
-إيه ده! دا إنت كمان بتعك!!
سكت ياسين وبصلي بجمود ومن احراجي بصيت لابنه وقلت:
-زي القمر ربنا يباركلك فيه يارب.
لقيت زوجته سمر جايه ناحيتنا وبتنادي على ياسين، ابتسمت وكنت هلقي عليها السلام لكن ياسين وقف قدامي يداريها مني! ولما بصيتله ابتسملي ببرود حسيت إنه بيحبني أوي، الظاهر كده إنه غيران مني وليه حق وخصوصاً بعد اللي قولته!
ابتسمت واستأذنت عشان أمشي ولما مشيت خطوتين نادتني سمر:
-كريم... يا مستر كريم...
بصيت لياسين اللي بيقـ ـرصها في ايدها عشان تسكت، وبيبصلي بحده، فبصيت في الأرض سمعت سمر بتقول لياسين:
-ايه! هديه حاجه يوصلها لبابا...
رفع ياسين إحدى حاجبيه وقال بتوعد من تحت ضرسه:
-ماشي يا سمر.
أخدت منها الشنطه وأنا باصص في الأرض وقبل ما أمشي قالت:
-سلملي على بابا وطنط.
قلت من غير ما التفت:
-يوصل...
*****
وقف ياسين قدام سمر قال بهمس:
-اتفضلي بقا قولي حالًا أنا عبيـ ـطه وغلطانه حرمت أكلم رجاله وخصوصًا كريم...
-هو كل ما تضايق مني تقولي كده! إنت مش هتبطل! لا بقا أنا مش عبيـ ـطه!
قالتها وهي حاطه ايديها في جنبها، فقال ياسين:
-ماشي خدي بقا ابنك وشوفي مين هيبقا ياخده منك عشان تنامي...
شالت الطفل وقالت بقلة حيله:
-لا لا خلاص هقول... أنا عبيطه و....
قاطعها بابتسامة:
-عيب يا حبيبتي تقولي على نفسك كده! دا إنتِ ست العاقلين.
بصتله بسخرية فضحك وقال:
-قمر... كل نظراتك بتسحرني...
ابتسمت سمر وبدأ هو يغازلها فحمحم ياسر بصوت عالي...
اتوتر ياسين وقال بزعيق مصطنع وهو بيشاور لجوه:
-اتفضلي ادخلي جوه.
ابتسمت سمر ودخلت فقرب ياسين من ياسر وهيثم وهو بيقول:
-ستات مش بتيجي إلا بالعين الحمره....
ضحك هيثم وياسر وقال هيثم:
-منور يا ياسين...
ابتسم ياسين وعدل من هدومه وهو بيقول:
-الله يعزك يا مستر هيثم.
ولما دخلت سمر نفخت بضيق، بصت لـ همسه «زوجة هيثم» ونسمه «أخت سمر» وقالت:
-برده مسألتش كريم عن نجمه!
قالت نسمه:
-نجمة ايه؟!
عيط الطفل فحاولت سمر تهديه وهي بتقول:
-متاخديش في بالك؟
ومشيت من قدامهم، فبصت نسمه لهمسه وقالت:
-فاهمه حاجه؟!
رفعت همسه كتفها لفوق وهزت رأسها بالنفي!
استغفروا❤️
بقلم آيه شاكر
#كتابات_آيه_شاكر
★★★★★
«نجمه»
كنت بقرأ ورد القرآن بتاعي فدخلت أمي للأوضه وحطت موبايلي على المكتب وقالت بلين:
-خدي موبايلك أهوه.
ابتسمت بصمت فقالت أمي:
-باباكي اللي قالي أديهولك بما إنك مطلبتيهوش!
تنهدت بعمق وقلت:
-مطلبتهوش لأني اكتشفت اني مش محتاجاه وإنه بيضيع وقتي من غير ما أحس.
قالت أمي:
-كل حاجه في حياتنا بتضيع الوقت مش بس الموبايل... عشان كده لازم نتحكم في وقتنا... الوقت يا بنتي اللي بيمر مبيرجعش والفرصه اللي بتيجي مره مش هتيجي تاني...
عرفت إنها بتلمح لموضوع ميسره، قلت:
-والرزق اللي من نصيبي يا أمي مش هيروح لغيري مهما دارت الأيام لأنه مكتوبلي.
طبطبت أمي على كتفي وقالت بابتسامة:
-فجأه كبرتِ وعقلتِ.
-الإنسان مش بيعقل إلا لما يضطر يواجه الحياه عشان كده المشاكل دي نعمه لأنها بتهد بناء قديم وتبني واحد جديد ونضيف.
ابتسمت أمي وحضنتني وقالت:
-ربنا يحلي أيامك كلها يابنتي.
لما خرجت أمي تنهدت بارتياح وقمت أخدت موبايلي من على المكتب فلفت نظري الورد اللي إداهولي كريم، لما افتكرت كلامه وارتباكه ابتسمت، لكن اختفت ابتسامتي لما افتكرت حازم اللي فرحه قرب! سألت نفسي ازاي مشاعري بتتحرك لـ كريم وأنا أصلًا المفروض بحب حازم!! ومازلت حاسه بألم في قلبي رغم إني بدعي ربنا في كل سجده يشيله من قلبي...
أنا اللي غلطانه مكنش ينفع أعلق نفسي بيه، ياريتني كنت منعت نفسي إني أفكر فيه ويارتني ما تخيلت حاجات ملهاش أي أساس من الصحه! كلها كانت أحلام يقظه قصدي أوهام يقظه، دا حتى عقلي الباطن كان بيكمل مسِيرة اليوم ويخليني أشوفه في أحلام نومي...
كلها كانت أوهام لكن صعب أوي أنساها وصعب أغسل قلبي منها، أنا اتأخرت أوي على ما استوعبت، مكنش عندي حد يقولي إنتِ بتغلطي! والدي ووالدتي محترمين جدًا لكنهم بعيد عني أوي كل واحد في شغله!
رميت الورد بعيد عني وأنا بقول:
-بلاش كلام فاضي!
مسكت موبايلي وفتحت حسابي الجديد وبدأت أبعت صداقه للناس اللي أعرفهم...
افتكرت «سمر» وبحثت عن صفحتها اللي مازلت حافظه اسمها ولما لقيتها بعتلها طلب صداقه والمره دي اتقبل بسرعه فاستغربت أوي واتعدلت في قعدتي وأنا ببتسم، واستغربت أكتر لما لقيتها بعتتلي رساله بالسلام رديت بسرعه، فبعتت سمر:
-من زمان نفسي أكلمك حتى لما شوفت كريم النهارده كنت عايزه أسأله لكن نسيت...
ابتسمت لما قرأت اسم كريم، وبدأ الكلام بيننا لحد ما حكيتلها عن اللي حصلي كامل في صورة رسائل بيننا وأخر حاجه أخدت رقمي ووعدتني إنها هتكلمني وأننا هنكون أصحاب...
#روايات_آيه_شاكر
*****
مرت الأيام وظهرت نتيجتي اللي كانت أحسن من الترم الأول إلى حد ما!
اتبقى على حفل زفاف حازم وأسماء أيام بسيطه، حازم لسه ليه مكان في قلبي ولسه بحس بوخزه لما أعرف إنه هيتجوز خلاص، ولسه قلبي بيدق لما أشوفه...
كنت بروح مع أمي كل يوم عند خالي عشان نساعد في ترتيبات الفرح وعشان أثبت لنفسي إن الموضوع عادي لكنه مش عادي أبدًا...
وفي الأيام دي لحُسن حظي إني مشوفتهوش ولا مره...
-مش غريبه شويه نجمه بتبص على نجمه!
كنت واقفه في البلكونه باصه للسما، التفت على صوت خالتي دلال وقلت بابتسامة:
-حبيبتي يا خالتو.
وقفت جنبي نبص احنا الاتنين للسما بصمت، فسمعت صوته وهو جاي ناحيتنا وبيكلم خالتي بنبرة مبتهجه:
-عمتو كنت عايز....
بلع باقي كلامه لما دخل البلكونه وشافني وكأنه اتصدم لوجودي حتى ما ألقاش السلام عليا وكمل كلام بنظرات مهزومه:
-كنت عايزك تشوفي بدلتي وتقولي رأيك...
كان لابس بدلته وشكله عريس حلو أوي، وعشان أخفي توتري وصدمتي ووجع قلبي زغردت، وبنبرة مرحه لكن حزينه قلت:
-ما احنا مش هيكون عندنا عريس كل يوم بقا!
ابتسم وقال بنبرة لا تختلف عن نبرة صوتي:
-عقبالك يا نجمه...
غنيت بضحك ومرح مزيف:
-أنا لسه... أنا لسه... أنا لسه صغيره...
كملت خالتو بغناء وهي بتشاور عليا:
-الحلوه لسه صغيره... على الحب لسه صغيره...
ضحكنا فكمل حازم بضحك:
-زوقيني يا لمونه زوقيني زحلقيني فوق صابونه فرحيني... فرجيني الدنيا الحلوه فرجيني...
وقفنا نغني ونضحك وفجأه سكتنا ووقفنا ساندين على السور وبنبص للسما، واحنا التلاته بنفكر فقاطع تفكيرنا صوت حازم لما قال:
-قد يكون حلمك نجمه...
قلبي دق بسرعه أوي لما بص ناحيتي لكنه بص للقمر وكمل:
-ويرزقك الله بقمر...
قالها ودخل من البلكونه، فحسيت إنه يقصدني بالمعنى الحرفي لإسمي...
وحسيت بوخزة في قلبي، وأنا بتسائل معقوله احساسي بيه غلط! ومعندوش أي مشاعر ناحيتي! ويا ترى قصده ايه!!
بصيت ناحية خالتي اللي بتتأمل شكلي وابتسمت فابتسمتلي ودخلت من البلكونه ورا حازم...
******
وتاني يوم كان اليوم اللي قبل الفرح، مرات خالي كان باين عليها الضيق وبتكلمنا من تحت ضرسها، حازم كان واقف قدام أوضته ولما بصيت ناحيته شاورلي فروحتله، كنت متخيله إنه هيطلب مني أعمل أي حاجه أكوي هدومه مثلًا!
دخلت الأوضه كان واقف في نصها والباب مفتوح، ولما شافني قال بلهفة ظهرت في نبرة صوته:
-تعالي عايز أتكلم معاكِ ضروري...
وقبل ما أرد دخلت مرات خالي وقالتلي بعصبية:
-إنتِ بتعملي إيه هنا؟! هو إنتِ متخيله لما تضحكيله ضحكتين هيبصلك!! هيسيب مراته عشانك مثلًا؟!
بصيت لحازم الأول ورجعت بصيت لها وقلت:
-مـ... مش فاهمه تقصدي ايه يا طنط!!
-اعملي نفسك بريئه يا بت! روحي ياختي شوفي الصور والفيديوهات اللي نازله على النت من امبارح!
بصيتلها بذهول وصدمة، وقلبي اتقبض وبدلت نظري بينها وبين حازم وأنا بسأل نفسي معقول رجعوا ينزلوا عني صور تاني!!
كملت مرات خالي بنرفزه:
-احنا في مشاكل من امبارح بسببك روحي يا شيخه منك لله...
دموعي نزلت وحازم كان بيبصلي بشفقة شوفتها في نظراته، قال لوالدته بانفعال:
-ماما! نجمه ملهاش ذنب! قلتلك الصور والفيديوهات متفبركه و... وخلاص أنا حذفتهم والموضوع انتهى...
سألته بنبرة مرتعشة:
-صـ... صور إيه دي يا حازم!!
متنسوش التفاعل❤️
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا