رواية جراح الماضي
الفصل الثالث عشر 13
بقلم هالة سيد
فى ظلمات الليل يتناجى المناجون لربهم فمنهم من يشكره على نعمه اعطاها له ومنهم من يستغفره ويتوب إليه ،، ومنهم أيضا من يشكو إليه بثه وهمه يشكى همومه التى قد أثقلت قلبه وفاض الكيل به فقرر اللجوء إلى ربه.. رب السموات والارض كى يزيح كل ذاك الهم ... عن طريق سجده يمحى بها كل ما أهمه.... اما هى فكانت مزيج من الثلاث ،، لكن اليوم تشكو إلى ربها هما قد اثقل كاحلها وأحنى ظهرها لسنوات ....
************
هاهى واقفه بين يدى الرحمن على سجادة الصلاه وتقراء ما تيسر من القراءن بقلب خاشع وصوت يقطع نياط القلب على الرغم من حلاوته فى تلاوة القراءن.. ثم أخذت تدعو لوالدتها بالشفاء ولها بالهدايه وأن يصبرها ويغفر لها ولامها ولمصطفى أيضا . مر بعض الوقت ثم انتهت من أداء الصلاه ..أخذت تسبح ربها وبعدما انتهت أيضا قامت بطى السجاده وهى تشعر بالراحه.....
لم تشعر بالنعاس فقررت الولوج للشرفه لتستنشق بعض الهواء النقى (وما أروع من هواء الفجر) داعبت نسمات الهواء وجنتيها وأخذت تحرك بعض من خصلات شعرها مما جعلها تبتسم.. نظرت لاسفل ففوجئت به يجلس على إحدى الكراسى بالحديقه وعلى مايبدو شئ ما يؤرقه ويشغل باله لان تلك ليست عادته بأن يجلس حتى وقت متأخر من الليل
لذا قررت النزول لمعرفة مابه فواجبها ناحيته يحتم عليها ذلك مثلما يفعل معها ويساعدها فى كل مشاكلها.....
نزلت درجات السلم برشاقه كالفراشات ...وقفت خلفه تطالعه وهو يضع وجه بين كفيه لحظات وشعر بوجود أحدهم يقف خلفه فالتف ببطء فرأها واقفه تبتسم له بحنان فبادلها الابتسامه و...
*هتف مصطفى بتسأل مصحوب بأبتسامه متعبه :
أيه الى مصحيكى لحد الوقت دا؟
*ردت عليه قائلا :أنا كنت بصلى وبعدين طلعت البلكونه فأ شوفتك تحت ،، السؤال الاهم بقا.. أيه الى مصحيك انت ؟..*هو وقد قرر التهرب:اممممم شوية أرهاق من الشغل..
*طيب وبتهرب بعنيك منى ليه!
*مصطفى بتوتر لكنه حاول أخفائه: أنا الى بتهرب بردو ؟
*ردت عليه بهدوء: امممم بتستخدم كلماتى ضدى ذكى يا تيفه.. قالت اخر كلماتها بخبث..
*فوجه بصره نحوها بضيق :قولتلك بلاش تيفه دى صح
*صح... بس هفضل أقولها لحد ما تحكى الحقيقه ...
*شعر فجأه ببعض الصداع يجتاح رأسه فهتف فيها قائلا:
بس يابت زن و روحى هاتي مسكن للصداع (قالها وهو ممسك برأسه)
*هتفت بخضه وأعتذار : حاضر،، أنا أسفه معلش ثم أسرعت الخطى لكنها توقفت عندما قام بمنادتها: نعم
*آلاء امشى بالراحه ثم قال متذاكر :ثم انك مش لابسه الحجاب ليه؟
*نظرت له بأستغراب وقالت : وألبسه ليه وانت أخويا؟! وبعدين مفيش حد غريب (قالتها بتوجس)
*لأ فيه حد غريب.... قاطعته بضيق
*هو عبدالرحمن هنا ؟ نظر لها بغيظ ثم قال ببعض من الغضب..
و هو عبدالرحمن غريب ؟ثم انى مقصدش عبدالرحمن انا أقصد زياد..... هما نامو هنا وأنا نسيت أقولك لانك طلعتى الاوضه ومنزلتيش...
*طالعته بملامح مبهمه و:عن أذنك هروح أجيب المسكن وألبس الحجاب وأجى.. ثم تركته ذهبت للداخل..
رفع بصره للاعلى فرأه هناك يقف بأحدى زوايا الشرفه وعلى مايبدو قد أستمع لحوارهم..
**********
اما فىالاعلى فكان يتقلب على الفراش وكان النوم يجافى عيونه ظل هكذا لبعض الوقت إلى ان قام على دخول والدته للغرفه تطمئن عليه... لكنه أيضا يعلم بأنها خائفه من ان يتركها ويذهب وهذا أكثر ما يؤرق مضجعه أحساسه بالذنب تجاهها..... بعدما ذهبت حاول أيضا الخلود للنوم لكنه لم يفلح فى ذلك فقرر الخروج للشرفه ورأهم هناك يتحدثون وبسبب الهدوء الذى يعم المكان فقد سمع آخر جملتين لهم دون قصد فزاد ذلك من ألامه وعندما رأها تذهب قرر النزول.
**********
نزل لأسفل ثم توجه للحديقه لكى يتحدث مع مصطفى
-جلس جواره فى صمت تام ولم ينطق بكلمه واحده ظل بصره معلق بالسماء شعر به الجالس جواره فمن صمته هذا وعلامات وجه المبهمه علم بأنه قد أستمع لكلماتها وفى قراره نفسه هو لا يلومها فما مرت به ليس بهين لذلك هو مقدر موقفها
في السابق كان غاضب جدا من عبدالرحمن لكن عندما علم منه لما فعل هذا قل غضبه كثيرا..وأصبح يشفق عليه فهو ليس له ذنب *لذلك تحدث بتعب لذلك الجالس بجواره : سمعت الى قالته صح ؟
*هزت رأس الاخر أكدت له حدسه بأنه قد سمع :
-أضاف مصطفى قائلا بعدم فهم :
أنا مش عارف هو عمل كده ليه! ثم أضاف بشك وهو يضيق عينيه
انت متأكد انك متعرفش السبب؟
*زفر الاخر ثم تنهد تنهيده قويه تدل على مايعتمل داخله..
،،معرفش،، والله معرف غير الى قولته ليك ،، حاولت معاه كثير علشان يقولى السبب بس رأسه ناشفه وكل الى قاله بلاش توجع دماغك بالماضى يابنى علشان متتعبش ...
*أنا مش مصدق ،، فى أب يقول لابنه كده ،، اوف بجد رأسى وجعتنى من ساعة ما قولتلى... ومش مبطله تفكير (ليه... وأزاى.... مش ممكن) ثم نظر خلفه وجدها قادمه نحوهم...
*******
هم ان يتكلم لكن اوقفه فتح باب الغرفه ليدخل منه رجل فى ال60من عمره يغزو رأسه الشعر الابيض لكنه مازال محتفظ بجسد رياضى عيونه كعيون الجالس هناك دخل بلهفه رجل قلق على زوجته.. عشرة عمره ،، رفيقة دربه،، حب حياته،، *تحدث بلهفه وقلق ولم يلحظ الجالس هناك للان : حبيبتى أيه الى حصلك ..انتى كويسه ؟
*نظرت له بتعب وتوتر ثم طالعت الاخر وهى خائفه من مواجهه ستأتى يوما ما لامحاله.
أنا انا انا. الح م دلله ك و يس ه(الحمدلله كويسه) انت عرفت منين؟!
أتصلو بيا من البي...... بتر كلمته عندما رأه واقف هناك صدمه الامر على الرغم من معرفته السابقه بوجوده فى مصر لكن المعرفه شئ والرؤيه شئ أخر اغمض عينيه للحظات ليستوعب الامر ثم فتحهما ثانيه *ابتسمت إيمان على فعلة ابيها لانها أيضا عندما رأته فعلت مثله ..
*هتفت بمرح وسعاده : أكيد أتفاجأت يا بابى زى بالظبط أنا كمان مكنتش مصدقه أنه قدامى..
-لم يلتف لها وظل بصره معلق بالاخر ويبادله الاخر النظرات.
-كانت نظراتهم تتراوح بين الغضب ،، التحدى ،، حنين.
كانت مشاعر خالد مضطربه بعض الشئ لكنه تحكم جيدا فى أنفعالاته. لاحظت زينات حرب العيون الصامته بينهم وخشيت من اندلاع شجار بينهم. لذا تحدثت قائله بترقب : إيه يا محمود مش هتسلم على خالد وتأخدو فى حضنك ولا هو ماوحشكش ؟
-نظر لها بغضب لاعتقاده بأنها تعلم بوجوده مسبقا ولم تخبره لكنه تحدث بحنين وحب قد غلب على نبرته وهو ينظر فى عينيه مباشرا :لا طبعا وحشنى جدا بس واضح انى ماوحشتوش.
-أقترب خالد منه ووقف امامه مباشرا وتحدث قائلا قبل أن يحتضنه :أكيد طبعا وحشتنى يا حج ثم أحتضنه لكنه لم يكن مثل حضن والدته فهو كان حضن بارد نوعا ما.. لايعلم ربما يشعر بذلك بسبب غضبه منه. أما والده فقد أحتضنه بشوق وحب رغم غضبه منه لكنه لم يظهر هذا....
فى النهايه كلن منهما كان يخفى مشاعره عن الاخر بسبب غضبهم من بعضهم البعض... ولم يظهر خالد ايضا ضيقه وغضبه بسبب والدته المريضه.. فجأه انقضت عليهم تلك الطفله فى تصرفاتها هاتفه بمرح :هاااااااااي. خودنى فى حضنكم يلا... ابتسما على فعلتها تلك ثم احتضنها والدها بينهما ثم ابتعد خالد عنهم. وأضافت قائلا: أخيرا اتجمعنا بس ناقص زياد دا لما يشوفك هيفرح أوى .....
*هنا تحدثت زينات بحيره: انامش عارفه هو راح فين كل دا؟
هم ان يتكلم خالد لكن سبقه محمود قائلا بغضب وضيق : أناهتصرف معاه بس لما أشوفه .متتعبيش نفسك انتى يا حبيبتى.
-زفر خالد بضيق وهتف قائلا: متقلقيش نفسك ياماما زياد بخير وهيرجع بليل او بكرا الصبح .
*هتف أباه بدهشه: هو زياد يعرف أنك هنا فى اسكندريه ؟
-أوما له خالد مؤكدا فتسأل محمود بترقب: من أول مانزلت مصر صح ؟
-نظر خالد له بتحد ثم قال: فعلا زياد اول واحد يعرف انى هنا فى مصر ،،ثم أضاف،، وانا الى طلبت منه ما يقولش لاى شخص انىهنا.
*كز محمود على اسنانه وتوعد داخله لابنه الاخر ثم قهقه ساخرا : ههههه طلبت منه مايقولش لاى شخص حتى اهلك ثم وجه كلامه لزوجته : مبروك يا زينات عندك ولدين يفتخر بيهم. واحد كان هربان ورجع والثانى بيخبى علينا علشان اخوه طلب منه كده.... طيب حتى كنت قولت لوالدتك الى كانت بتموت كل يوم .
-رد عليه بغضب : بابا لوسمحت أنا مش هربان من حد
-أومال اسمى الى عملته ايه ؟
*رد عليه ببرود لكنه يخفى داخله بركان يحاول ان يتصاعد :ممكن تسميه حمايه لبعض الاشخاص من غضبى
-نظرله بضيق وقال ساخرا: وهى والدتك كانت جزء من غضبك بردو علشان متكلمهاش كل المده دى وحتى مش بترد على مكالمتها؟!
*محمود. قالتها زينات بتعب وترجى نظر لها وعندما شاهد تلك النظره فى عيونها زفر بضيق ثم صمت اما خالد فكانت الشياطين كلها تتلاعب أمام وجهه لذلك قرر الخروج فورآ.
*عن أذنكم يا جماعه وهم ذاهبا لكن اوقفه صوت والدته الذى يغلب عليه البكاء : هتسبنى تانى ياخالد.
التف لها ثم أقترب منها وقبل يدها ثم قال: ياحبيبتى انا رايح أشوف الدكتور علشان أطمن عليكى وهشوف هيكتبلك على خروج ولا لا ( قال ذلك على الرغم من انه قد اخذ قرار فى نفسه بالذهاب وعدم العوده حاليا لكنه غير موقفه بسبب حزنها الذى رأه فى عيونها) متأكد.. قالتها كأنها قرأت مابداخله فأبتسم قائلا :متأكد يا ست الكل. عن اذنك بقا. *خالد أستنى هاجى معاك (كانت تلك إيمان ) و رغم انه كان يريد ان يكون وحيدا لدقائق لكنه لم يرد ان يرفض طلبها. فأبتسم لها :تعالى
********
كان جالس والقلق ينهش فى قلبه ترى الى اين ذهب ابنه منذ البارحه وهو مختفى ولم يقل له إلى أين هو ذاهب فهو قد أستيقظ فى الصباح ولم يجد له أي أثر حتى ابنته الصغيره لم تعرف أيضا. كل مالاحظه مسبقا هو الشرود والتوتر هل يمكن ان يكون وجدهم لا لالا يمكن كيف يجدهم هنا وهم يسكنون فى القاهره وهو لم يذهب للقاهره حتى الان (كل تلك الافكار كانت تعصف برأسه ولم يفق منها إلا على صوت أبنته الصغيره)
*ماذا بك يا أبى. لما تبدو قلقا هكذا ؟!
نظر لها بأبتسامه باهته ثم تحدث :لا أعلم أين ذهب أخيكى .وأتصل به أجد هاتفه مغلق
-قالت ساندى بهدوء :
*ربما خالد يعلم أين هو لا تقلق ثم تذكرت شئ ما فهتفت صارخه بمرح :
هل تعلم أبى..انتفض بفزع لكنه نظر لها يحثها لاستكمال كلامها (ماذا)
عندما كنت فى الحفل كنت تائهه ولم اعلم ماذا أفعل فجأه وجدت أمامى فتاه رائعه الجمال قد ساعدتنى اتعلم أيضا ان لها عيون جميله جدا لم أره فى حياتى مثلها.
*تسأل مستفسرا : هل كانت من الاشخاص المدعوين للحفل ؟
*أومات مؤكدا :اجل وكان معها شخص آخر كان يتحدث مع خالد وشقيقه. هز رأسه بإيجاب وصمت لكنها لم تصمت فأكملت قائلا : أجل تذكرت ان عيونها تشبه عيونك كثيرا جدا لكنها أحلى ههههههههههههه قالتها بضحك.
عندما قالت ذلك الامر تذكر على الفور تلك الفتاه التى اصتدم بها دون قصد فى الفندق وتسأل في نفسه : ترا ما سر ذاك الحزن الذى كان فى عيونها) ثم سأل ابنته بمزاح : هل عيونها خضراء مثلى
*أجل .....*إذا ما أسمها ؟
قالت بحيره:امممممممم أن أسمها صعب لكننى أعلمه ثم أضافت: عندما أتذكره سوف أقوله لك وأتمنى كثييرا ان أقابلها ثانيا.. *قام من على الاريكه وقبل مقدمة رأسها بحب : حسنا صغيرتى ثم تركها وأنصرف كى يجرى أتصال بأحدهم..
**********
أفاق من شروده على صوت هاتفه فوجد ان المتصل والدته فأبتسم ثم أجاب متسائلا بأهتمام : آلو أذيك يا ست الكل عامله أيه ؟
-ردت عليه من الطرف الاخر قائله بحب :
الحمدلله يا حبيبي كويسه طول ما انت بخير.. أنا هستناك على الغداه ثم أضافت بلوم وعتاب:ومش هقبل أى عذر كفايه انك وصلتنى ومشيت بسرعه أمبارح
أبتسم بحرج وقال : أنا أسف ياست الكل بس كان عندى شغل كثير و كمان شريكى مسافر فكل حاجه على دماغي وأضطريت أهرب علشان عارف انك مكنتيش هتسبينى أمشى
*لم تقتنع بكلامه على الرغم بأنه صحيح لكنه أيضا يخفى سبب أخر فه فهي امه وتعلمه جيدا.
*صح بس انت عندك سبب تانى .
هتف بإحراج وتهرب : احم احم. هشوف كده هقدر اجى على الغداه ولالاء لان عندى شغل كثير. فانا مش عاوز أوعدك بشئ وأخلف بيه.
*سالت عبراتها وأختنق صوتها :
ماشى يا خالد براحتك يابنى
*شعر بنبرة البكاء التى غلبت على صوتها فصمت قليلا فعبرات امه غاليه جدا.
قال بهدوء رغم مابداخله :
ماما بلاش عياط. خلاص طالما وجودى على الغداع هيريحك هاجى.
*ابتسمت بحنان لم يراه لكنه شعر بالفرح فى صوتهاعندما قالت :هستناك وهعملك كل الى بتحبه... ثم اغلقت معه..
*أرجع رأسه للوراء ثانيا وتذكر السبب الذى جعله لا يرد على مكالمتها كل تلك السنوات.. إلا وهو تلك الدموع لانها وان كانت بكت له فى الهاتف كان سيأخذ أول طائره لمصر) لذلك تجنب الرد حتى يهداء ولو قليلا.
لحظات ودخلت السكرتيره بعد ان أستأذنت منه
هتفت نور بهدوء :الورق دا محتاج أمضت حضرتك يا فندم ثم أمالت بجزعها للامام قليلا حتى تعطيه الورق وتريه اى الورق يحتاج لامضاء.... أخذت تشير بيدها هنا وهناك إلي ان زفر بضيق :فى حاجه ثانيه يا نور؟
*ابتسمت ثم قالت: أيوة يافندم.. دى أخر ورقه
نظر لها بضيق ثم لفت انتباهه عيونها الخضراء فتذكر على الفور تلك القطه الشرسه صاحبة العيون الخضراء (لكن تلك عيونها أجمل بكثير وهناك وهج فى عيونها ولمعان ربما.. كل ما يعرفه أنه لم يرا اجمل منهما.. وليس كتلك الواقفه أمامه وعلى مايبدو ان عيونها صناعيه (لينسز)
*هتفت قائلاه حتى تخرجه من شروده:يا فندم دى أخر ورقه
أ*أحم احم. اوكى....اخذت السكرتيره الورق وهى تتعجب من شروده ذلك
******
رأته هناك جالس جواره ويتحدث فى شئ ما ويبدو الضيق على وجهه فى البدايه ترددت بالتوجه نحوهم لكنها حسمت أمرها...اما هم رأوها تقترب ورأو أيضا توترها ويعلمون ماسببه أشفق مصطفى على حال الاخوين أقتربت منهم ثم مدت يدها بالدواء
*هتفت آلاء وهى تنظر لمصطفى قائلا بهدوء
مصطفى اتفضل الدواء اهو
مد الاخر يده ليتناول منها الدواء وشكرها بحنان :
ميرسى يا لولو.. بجد رأسى وجعانى أوى.
قبل ان تهم بالرحيل تسألت : عاوز حاجه تانيه قبل ماأطلع
*لا شكرا
خطت ثلاث خطوات لا أكثر حتى أوقفتها كلماته.
*طيب ينفع اطلب أنا قالها بتردد وحزن لانها لم تعره انتباه
أغمضت عينيهاثم زفرت ببطء تستجدى الهدوء والتفتت ناحيتهم مره أخرى. اما هو كان ينتظر ردها عليه بخوف من ان ترده فى طلبه ...
ردت عليه بضيق دون حتى النظر إليه مما سبب إليه الضيق.
ينفع.. أطلب
ابتسم قائلا: ممكن فنجان قهوه
زفرت بقوه وقالت :قهوتك إيه ؟
مظبوط قالها مبتسم ثم اضاف و.م....
لم تعطى له الفرصه للحديث هى كل ما أرادت معرفته نوع القهوه لا أكثر لذلك ذهبت مسرعه من أمامه
زفر بغضب وجد فجأه من يربت على كتفه وذلك لم يكن سوى الجالس بجواره: معلش أستحمل. وعلى فكره دى بدايه كويسه انها قبلت تتكلم معاك.
تنهد بيأس ثم أجاب: لحد أمتى بس أنا كل الى طالبه منها تسمعنى مش أكثر والله أنا تعبت من حياتى الى عايشها.
*أردف مصطفى بسخريه : تعبت من حياتك! أومال هى تقول أيه. آلاء شافت من الدنيا دى جانبها السيئ بس ماشفتش غير الاسود منها ويوم ما كانت الدنيا بتتكرم عليها كانت بتوريها اللون الرمادى.
قاطعه قائلا :بس أنا
بس أيه دى واحده فجأه كده أبوها وأخوها نبذوها وبقت لوحدها من غير سند ولا ظهر يحميها...و الدنيا بتشيل وتحط فيها .عاوزها بعد كل دا تسامحك وتاخدك بالحضن اول ما تشوفك! لازم تديها وقتها. عارف يا عبدالرحمن انا كمان متأكد ان آلاء ماحكتش كل حاجه حصلت معاها ....
يامصطفى انا قولت كل حاجه اعرفها (قالها بقله حيله)
*وعلشان كده انا هخليها تسمعك ثم أضاف:بس مش هقدر أعمل اكثر من كده.... عقب أنتهاء كلامه أتت حامله قدحا من القهوه ووضعت أمامه وهمت راحله لكن نداء مصطفى أوقفها هذه المره.
*آلاءلو سمحت أستنى. التفتت له ثم قالت بتوجس : خير
*نظر فى عيونها وقال بجديه : أنا وعدت عبدالرحمن أنى هخليكى تسمعيه ويحكيلك كل الى يعرفه ممكن
كان واقفا ينظر لها بحنيه ونظراته هى من تتكلم. أخذ يحدث نفسه : أقسم لك صغيرتى العنيده لقد كان شئ خارج عن أرادتى وبتنهيده حاره خرجت من بين قلبه الممزق والجريح فهو أيضا ضحيه مثلها ااااااااه لكنك مع الاسف لا تريدين سماعى ااااااه لو تعلمين كم كنت متشوق لرؤياكم وكم كنت ومازلت اتتوق لاخدك بين أحضانى فقط أعطنى الفرصه فقط مره واحده... كان يقولها فى نفسه برجاء حار.....
أما هى فقد بادلته نظراته بأخرى قاسيه متحديه كارها لوجوده وقد أختفت عيونها الجميله وأصبحت قاتمه... فهى تشعر كمن طعن من أقرب الناس إليه... لاءلاء هى طعنت بحق فى أعماق قلبها الجريح فقلبها مازل ينزف منذ سنوات ولم يشف للان بل زادت جراحه.... وجهت نظراتها لمصطفى بغضب وتنهدت بقوه ثم اخذت تستغفر ربها و....
*موافقه بس دى أخر مره توعد حد بالنيابه عنى...
*أبتسم لها وقد علم أنها لن تخجله، جلست على الجهه المقابله لهم وقالت : رغم أن الى هتقوله مش هيغير حاجه لكن أتفضل كلي أذان صاغيه (قالتها بتهكم)
حاول الاسترخاء فى جلسته قليلا ثم أغمض عينيه يتذكر ذلك اليوم المشئوم الذى غير حياته رأسا على عقب.. يتذكر كيف دخل عليه والده كالاعصار فى ذاك اليوم.....
كان يجلس على مكتبه بالغرفه يذاكر أحدى دروسه فجأه فتح الباب بقوه فأنتفض من على الكرسى لدرجة أنه وقع من عليه داخل والده كالاعصار.. كالثور الهائج عيناه حمراوين من شدة الغضب يكاد يستشيط غضبا رفع الفتى عيناه لوالده وفزع من هيئته تلك وأخذ يتراجع إلى الخلف ويتسأل بخوف :بابا فى أيه مالك ؟لم يرد عليه لكنه أخذ ينظر حوله يمين ويسار كأنه يبحث عن شئ ما...
طيب أنا عملتلك حاجه زعلتك (قالها بتردد وخوف) لم يلاقى جواب أيضا وجده يخرج شنطة سفر من فوق الدولاب واخذ يلقى بثيابه فيها والاخر ينظر له بأستغراب ولا يعرف ماذا حدث ولما هو يلم ثيابه بتلك الطريقه..قرر الخروج من الغرفه وسؤال والدته وهم ان يتحرك تجاه الباب لكن أوقفه صوته الصلب القاسى.
*أستنى عندك ثم ترك الحقيبه وألتف ..ورأ الفتى نظره فى عين والده لم ولن ينساها ابدا كانت عيناه جامدتين وعندما تتعمق أكثر تشعر بأنه علي وشك قتل أحدهم بالفعل..
-نعم يابابا ...رد عليه بقسوه :لم هدومك هنسافر
عقد حاجبيه بأستغراب وقال: هنسافر فين وليه ؟!
*هتعرف بعدين قالها بهدوء ظاهرى
*طيب ماما جهزت هدومها هى وآلاء (قالها بتلقائيا)
*أظلمت عيناه بشده وأصبحت قاتمه عند ذكر أسمها وأخذ يتنفس بسرعه رهيبه ثم قال بحسم : أنا وأنت بس الى هنسافر
-ليه وماما ولولو هنسبهم لوحدهم ؟
أسرع فى خطاه ناحية أبنه وأمسك ذراعية بقسوه قد آلمت الفتى ودفعت العيون لعينيه.
*أمك وأختك دول تنساهم للابد (قالها بكره وغلظه)
ل يستوعب الامر وفغر فاهه بصدمه وقال:نعم ، أزاى
*رد عليه بجمود : زى الناس كأنهم ماتو... زادت صدمته ولم يعد يعرف شئ مما يقال: ماتو وأخذ يرددها بهذيان: ماتو ماتو
رد عليه الاخر مؤكدا وهو يضغط على كل حرف : أيوه ماتو
تسأل بتعجب مما يقال : ليه
من غير ليه أسمع الكلام الى بقوله.
لأ مش هسمع حاجه أنا هروح أشوف ماما وهم أن يرحل لكن أوقفته صفعة قويه على وجهه.
وضع عبدالرحمن يده على وجنته بألم وهتف بكره : أنا انا بكرهك مش بحبك سبنى ( وأخذ يحرر يده من ذراع والده) *مش أنا الى المفروض تكرهو.. الي لازم تكرهم أمك وأختك.
*هزرأسه بعنف وقال: لألأ ماما أحسن واحده فى الدنيا دي وآلاء أختى أنا بحبها وهفضل جنبها...
*ضحك بأستهزاء وتهكم : ههههههه أحسن واحده هههه... أبقى وريني هتفضل جنبهم أزاى أنت هتيجى معايا غصب عنك.
-لا لا أرجوك يا بابا سبنى ثم أخذ يتوسل له وهو يمسك بقدميه ثم أخذ يقبلها نفض ممدوح قدمه من بين يدين عبدالرحمن ثم أمال بجزعه للاسفل يمسك به ويقوم بإيقافه من على الارضيه و.
-هتف ممدوح فى ابنه عله يعقل :
ما تتوسل علشان اى شخص وخاصا علشان دول.
نفض يده من عليه وأخذ يهتف به :
حرام عليك دول أمى واختى الي انت كنت بتحبهم.. إيه الى غيرك.
نظر له ولم ينبث بأى كلمه ثم أقترب من ولده فجأه وهمس فى أذنيه بكلمات جعلت عينيه تجحظان من فرط الصدمه فأخذ يهز رأسه بعدم تصديق....
لأ لأ أكيد بتهزر صح.. قول انك بتهزر ثم أخذ يهز أباه عله ينفى ما سمعه منه..
-فنظر له ممدوح نظره جعلته يتراجع للخلف وهتف : ولد أحترم نفسك.
لم يهتم لما قال وكل مايفعله هو هز رأسه وبداخله وبداخله تتردد كلمات ممدوح.
(انت لو ماجتش معايا هقتلهم عارف يعنى أيه هقتلهم)
-فوق يلا ولم هدومك.
-نظرله بأستنكار وتهكم :
أنا الى أفوق بردو ثم ضحك بقهر وقله حيله فهو ليس بيده أى شئ فهو فتى فى (الخامسه عشر) من عمره والحياه على مايبدو قد قررت أن تأتى عليه وتذيقه كأس من المر وليس أى مر فهى قد خيرته بين أن يتركهم أحياء ويفقدهم أو أن يبقى معهم ويفقدهم موتا...
اااااااااه تبا لتلك الظروف التى قد تجعلك فى الحالتين تفقد أحب الناس على قلبك أما بأختيارك أو غصبا عنك......
*أنا طالع بره ولما أنادى عليك تيجى فاهم.. ثم خرج وأغلق الباب خلفه بقوه أهتز لها جسد عبدالرحمن دقائق وسمع أباه يهتف بأسمه فهرول مسرعا يلبى نداءه خوفا منه....
-نعم يا بابا.. قالها وهو مطأطأ الرأس والحزن واضح فى نبره صوته..
نظر له ممدوح وقال : قول لمامتك أنت هتروح معايا ولا لاء
*عبدالرحمن بتوتر:أنا ....انا
*ممدوح بقوه وزعيق: أخلص قول
*أستجمع عبدالرحمن شجاعه زائفه ثم قال بصوت قوى :أنا هروح مع بابا ياماما
ممدوح بنظره ذات مغزى : وأيه كمان
*وكمان مش عاوز أعيش معاكم ولا أشوفكم تانى..
-هتفت سميه ببكاء يقطع نياط القلب :ليه يا بودى دا أنا مامتك حبيبتك عاوز تسبنى وتسيب آلاء أختك
-رد عليها.
لأ انتي مش حبيبتى وآلاء مش بحبها أنا مش بحبكم..
ممدوح بقسوه: سمعتى قالك أيه
سميه ببكاء :قولت أيه للولد خليته يقول كده.. حسبى الله ونعم الوكيل فيك ربنا ينتقم منك حتى اخته الي بيحبها خليته يكرها منك لله...
*ممدوح بقسوه: بتتحسبنى على مين يا فاجره ثم قام بصفعها بقوه على وجهها مما أدى إلى سقوطها أرضا وسقوط بعض الدماء من فمها ...
-عبدالرحمن أنا نازل هات الشنط يلا علشان نمشى.. ثم سبقه للخارج... ذهب سريعا لاحضان والدته التى كانت تبكى بحرقه على ماحدث لها ولابنائها ثم همس فى أذنيها بشئ ما... أفاق من شروده (باك)
**********
مسح دمعه عالقه عالقه فى أهدابه وأخذ ينظر لها لكنها كانت فى حاله صدمه... صامته تماما فقط تحدق بهم.. أفاقت على صوته..
-هتف بمزاح لكنه خرج حزين رغما عنه حتى يخرجها من صمتها: بس يا ستى وبعدها أنتى فضلتى تضربى فيا وتقوليلى بكرهك يا بودى...
لم تستجب له لكنها ردت قائله بنبره خاليه من المشاعر بل نبره جامده: أنت قولت أيه لماما فى ودنها ساعتها ؟
*أبتسم بحزن : قولتلها أن أنا بحبها و أن دت غصب عنى....
*سألته بغباء :طيب أنت أخترت ليه تسافر معاه.
*للحظه لم يستوعب ماقالته ثم أفاق قائلا: نعم! أومال أنا بقالي ساعه بحكى فى أيه ؟ بقولك هددنى يا سافر يا يقتلكم...
*قالت بوجع:
-تعرف هيا مفرقتش كتير كده أتقتلت وكده أتقتلت الفرق في الطريقه مش أكثر...
بس نفسى اعرف هو عمل كده ليه.. ليه بيكرهنى كده،، حتىماما مش عارفه السبب ثم أضافت قائله : أدفع نص عمرى وأعرف السبب.
كانت دموعها تنهمر بغزاره على وجنتيها هم مصطفى ان يحتويها بين ذراعيه كالعاده لكن أوقفه تقدم عبدالرحمن ناحيتها فعلم بأنه سيقوم بتلك المهمه وتمنى من قلبه ان تتقبله آلاء فهو ضحيه مثلها أيضا...
*أقترب منها بتردد وخوف من ان تنبذه مره أخرى... اما هى فكانت تضع يدها على وجهها وتبكى فجأه شعرت بيد أحدهم تحيطها بحنان ثم قربها من صدره برفق وأخذ يربت على ظهرها بهدوء ...أنفجرت في البكاء بمجرد ان احتواها بين ذراعيه ثم تشبثت به بقوه.. أما هو دمعت عيناه لرؤيتها تبكى هكذا... شعرت بين ذراعيه بحنان ودافئ غريب.. ومع تهدئته لها خفت دموعها ...شعروهم بهدوئها.. أبتسم عبدالرحمن لفعلتها تلك وشعر بأنها قد سامحته....
-ربنا يخليك ليا ..بدت الفرحه تغمر روحه لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن..
-أكملت قائله وهى مازالت تحتضنه: ربنا ما يحرمنى منك يا.مصطفى ..
.. هى تعتقده مصطفى يااااااااالله أنطفأت أبتسامته فجأه وتصلبت عضلاته شعر كأن أحدهم قد سكب دلو من الماء عليه.... أما هى رفعت رأسها لتنصدم به فعلمت من كان يحتضنها منذ لحظات.. هى لا تنكر شعورها بالراحه بين ذراعيه لكنها لا ولن تسامحه.. فابتعدت عنه ببرود وهو مازال على حالته : عن أذنكم..
*سامحتينى ولالاء قالها ومازل مصدوم ...
بداخلها خوف من ان تسامحه ويخذلها... خوف من ان يكون مثل أبيه...
ردت ببرود تخفى به حزن وخوف ونيران مشتعله : أنا تعبانه جدا وعاوزه أنام عن أذنكم.... ثم تركتهم وذهبت مسرعه من أمامهم... جلسو ثانيا ثم هتف مصطفى بمزاح كى يخفف من وطئة الامر : بدايه مبشره ههههههه واضح أنك هتتعب جدا معاها يا معلم...
*فعلا عندك حق قالها زياد الواقف أمامهم..
-تسأل مصطفى : انت جيت أمتى
-أناواقف من بدرى بس محبتش أتدخل..
-سأله عبدالرحمن بأستغراب : أنت رايح فين كده ؟!
أه صحيح لابس ومتشيك ورايح فين ؟
*ردعليهم قائلا : راجع أسكندريه حاسس ان أبويا أكتشف حاجه وكمان عندى شغل كتير أوى... سلام قالها ثم ذهب.
فردو عليه معا: سلام...
-هتف عبدالرحمن بمرح لكنه يخفى ورأها وجع كبير: عارف انا كنت عاوز أخنقها وهى بتقولى يا مصطفى
-قهقه الاخر بضحكه رجوليا : هههههههههههههههه هههههههههههههههه أياك تفكر تيجى جنبها حتى
-هتف عبدالرحمن بهدوء: واضح انك بتحبها أوى
*توقف عن الضحك وقال بهدوء حزين: آلاء دى بعتبرها نعمه من ربنا بعتهالى فى اكتر وقت كنت محتاجها فيه ومش بحبها هى وبس لأ وماما سميه كمان...
*أبتسم له وقال بشكر : أنا مش عارف أشكرك أزاى على كل الى عملته معاهم..
*رد عليه بجديه : أنا معملتش حاجه غير واجبى ثم أضاف :وبعدين لسه بقولك دول أمى وأختى
****************
حل المساء وأتى معه بالكثير والكثير كلا بداخله العديد من المشاعر المختلفه...
*فى الاسكندريه :
وصل لمنزل والديه من الخارج صلب جامد اما بداخله تردد وحنين وخوف.
-ترجل من السياره بهيبه ووقار .... خطواته ثابته ونظراته واثقه....
وصل للداخل.. رأى هناك والدته تعطى أوامرها لأحدي الخدم وكانت تعطيه ظهرها وعندما رأته الخادمه هتفت متسأله : أيوه حضرتك عاوز مين ؟
-ألتفت زينات لترى مع من تتحدث تلك وعندما رأته هتفت بسعاده وهى تتجه نحوه : خالدحبيبى ثم أخدته فى أحضانها لحظات وأبتعد عنها ويعاتبها : تعبه نفسك ليه ياست مش الدكتور قالك ترتاحى.
-يا حبيبى أنا مرتاحه كده وأطمن أنا كويسه الحمدلله.
- يارب دايما (قالها مبتسم)
*أبيه خالد هتفت بها شقيقته التى ركضت نحوه تعانقه بقوه..
هتفت زينات : بس يابنت هتوقعى أخوكى.
-رد عليها خالد مبتسما: سيبيها ياماما براحتها.
ضحكت إيمان بطفوله ثم صفقت بيدها كالاطفال :هيه هيه هيه قالك سبيها براحتها.
-ضرب خالد جبهتها وقال : بس يا بنت فتأوهت إيمان ااااااااااااه الله فى أيه بس يا خالود
*إيمان خلى أخوكى يرتاح شويه على بال ما نحط الغداه على السفره ويكون كمان بابا جه...
-أعترض قائلا : لأ أنا هروح أقعد فى الجنينه ثم أكمل كلامه لشقيقته : هاتيلى قهوه يا إيمان
-أعترضت زينات قائله:بس ....ليقاطعها هو بهدوء : ماما أرجوكى بلاش تضغطى عليا... أومات بإيجاب ثم تركتهم وذهبت ‘‘ فتسألت إيمان بهدوء لكن نظراتها تحمل من الرجاء الكثير : خالد انت هتستقر معانا خلاص صح ؟
-رد عليها بغموض : سبيها لظروفها ياإيمو... هاتى القهوه بقا علشان مصدع...
-أوكى.. دقيقه وتكون عندك...
******* ذهب خالد كى يجلس ويريح جسده قليلا
بعد مرور بعض الوقت كان خالد مازال كما هو على حاله لكنه من التعب والارهاق أغمض عينيه ليريحهم قليلا فجأه وجد من يضع يده على كتفه ففتح عينيه وألتف ليرا من فوجده والده. الذى تحدث بجديه : واضح انك تعبان
*هز الاخر رأسه بإيجاب وقال بلامبالاه : فعلا
-طيب ما طلعتش ليه فوق تستريح ؟ ولا مش معتبره بيتك!
*ردعليه قائلا حتى ينهى الحديث : أنا لو طلعت نمت مش هقوم غير بعد يومين وأنا عندى مشوار مهم.
هم محمود ان يرد عليه لكن قاطعهم قدوم زينات التى نقلت بصرها بينهم بتوتر فطمئنها خالد بعينيه بعدما رأى نظراتها المتوتره *يلا ياجماعه السفره جاهزه.
*******
على المائده كانت زينات أعدت مالذ وطاب من الطعام لأجل أبنها وكل ثانيه وأخره تضع المزيد من الطعام أمامه *فهتف قائلا بمزاح : خلاص ياماما أنا هنفجر من كتر الاكل دا حرام عليكى ثم أضاف بحنان: كلى حضرتك ماأكلتيش حاجه.
-ردت بحنان و عتاب: أنت مش شايف نفسك ولا أيه دا انت خاسس النص يا حبيبى..... هم أن يرد لكن قاطعته شقيقته.. ردت إيمان بضحك : دا خاسس النص! أومال لو كان بيأكل كان هيبقى عامل أزاى ههههههههههههههههه
-ردت عليها أمها قائله : الله أكبر فى عينك
- هتفت بمزاح :ههههههههههههههههههه ياماما أنا مش بحسدو أنا كل الى بقصدو أنه ماشاء الله طول بعرض بأرتفاع ههههههههههه
*فجأه سعل خالد بقوه فأخذت زينات تربت على ظهره ثم ناولته كوب من الماء ونظرت لابنتها بضيق ثم نهرتها قائله : عجبك كده أهو كان هيتخنق.
لم يستطع خالد و إيمان كبح ضحكتهما أكثر من ذلك *خالد : ههههههههههههههههههههه *إيمان : ههههههههههههههههههه
كل هذا كان يحدث أمامه وهو صامت لكنه قرر أخيرا النطق.
*ربنا يدوم الضحك بس القعده كانت هتكون أجمل لو ...فقاطعته إيمان قائله بتأفف: أكيد قصد حضرتك على عاصم صح ...نظر لها بحده وقال: ماله عاصم راجل وقد المسئوليه بس أنا مقصدش عاصم بس أنا قصدى......... ترك جملته معلقه ونظر ناحية الاخر بتحدى وخبث ففهم الاخر ماذا سيقول.. قاطعهم رنين هاتف خالد... أخرج هاتفه وهو يجز على أسنانه ويكاد يحطم الهاتف بين يديه... رد دون معرفة من المتصل.. آلو
عندما رد علم أن الاتصال من أمريكا فتحدث بالانجليزيه ...
*أهلا فرديدرك... كيف حالك وماأخبار العمل.. صمت ليسمع رد الطرف الاخر ثم قال : حسنا فالترسله لى على الايميل الخاص بى أو الواتس... لحظات وأغلق الهاتف... كانت نظرات وجه مازالت جامده
*تسألت زينات بقلق : مالك ياحبيبى خبر وحش ولا أيه ؟
*نظر لممدوح بتحد وقال : لأ بالعكس ياأمى دا خبر كويس... أبتسمت له وقالت : طيب فرحنا معاك .هم ان يرد لكن قاطعه أباه بهدوء لكنه يحمل بعض من التهكم: آلا قولى ياخالد ياترى نجحت هناك ولأ.... للمره الثانيه يترك جملته معلقه *كاد الاخر ان يحطم أسنانه لكنه يرد ان يظهر ضيقه لوالده.
*رد عليه خالد بثقه لا تليق إلا به : مابقاش خالد البحيرى لو ما نجحتش فى شغلى وبجداره كمان.. ثم نظر فى عينيه وقال: و زى ما رفعت أسم عيلة البحيرى فى مصر رفعتو بره مصر كمان ولا حضرتك ناسى أني كنت شايل كل حاجه هنا لحد ما سافرت.... وأحب أطمنك ..أنا مش هبالغ لو قولت أنى من أكبر رجال الاعمال فى أمريكا .
والمكالمه الى جاتلى دى كانو بيقولولى فيها أنهم أختارونى أفضل رجل أعمال للسنه دى ...أنهى كلامه بأبتسامه أنتصار....
*نظر محمود بغيظ لكن بداخله فرح من أنجازات ولده التى ترفع الرأس.. *مبروك...
*زينات بفرح : مبروك يا حبيبى
*إيمان بسعاده :مبروك ياخالود ...عاوزه هديه بقا...
*خالد بجديه : الله يبارك فيكم ياجماعه ثم أضاف :عيونى ياإيمان..
ياأهل الدار أين انتم هتف بها زياد بمرح وهو يدلف لغرفة الطعام لم يراى أخيه للان فكل مالفت أنتباهه هو الطعام.
أيه دا أيه الاكل الحلو دا أنتى عرفتى منين انى جاى.... : ربنا يخليكى يازوزو حاسه بأبنك والله وعارفه انه هيموت من الجوع ..ثم أكمل مازحا وهو يضع فى فمه بعض من ورق العنب المحشى ويتلذذ به :اممممم بس ماكانش فى داعى لكل الاكل دا دى ولا عزومة ابو زيد الهلالى...
كانو ينظرون له ويضحكون على تلك العاصفه التى دخل بها... رفع بصره عندما لم يجد رد منهم لكن ألجمت الصدمه لسانه و فغر فاهه بذهول..فقال محمود بهدوء كهدوء ماقبل العاصفه : إيه شفت عفريت
*نقل بصره بينهم و: ها ثم أخذ ينظر حوله ليتأكد بأنه فى المكان الصحيح وحدث نفسه : هو المحشى دا فى حاجه ولأ أيه ؟ بعدما تأكد بأنه فى منزله... أتجه ناحية أخيه وأمال يهمس فى أذنه : هو إيه الموضوع *بادله خالد الهمس: هقولك بعدين.
*هز رأسه بإيجاب وتسائل بتوجس : طيب هو أبوك عرف انى عرفت أنك فى مصر من فتره وما قولتلهوش.
*هز الاخر رأسه بإيجاب وقال: أيوه عرف
أبتلع زياد ريقه بتوتر ونظر ناحية والده الذى كان ينظر له كالاسد الذى يريد أن ينقد على فريسته فى الحال.
*فقال لاخيه بتوتر : أشهد أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله...... يا عينى عليك يازيزو وعلي شبابك الى هيضيع... أبتسم خالد على كلماته.. هم زياد ان يرحل هاربا لكن أوقفه صوتا جهورى
*أستنى عندك رايح فين ؟
زياد بخوف : ها رايح أغير هدومى
*محمود بتوعد : لا كل الاول و تقولى كنت فين وبعدين تغير هدومك..
*زياد بأعتراض : نعم
*عندك أعتراض ؟
-أبتلع ريقه و : لأ وأنا أقدر بردو ثم جلس جوار خالد الذى ربت على فخذه وهمس قائلا : أجمد يلا
*أه ماأنت ما تعرفش عقاب أبوك عامل أزاى ..
*أبتسم بسخريه ثم قام قائلا : الحمدلله عن أذنكم يا جماعه
*هتطلع فوق يا خالد ؟
*لأ ياماما أنا ماشى
قال محمود بتهكم : ليه وهو دا مش بيتك ولا أيه ياخالد باشا
*أنا مقولتش كده بس كل الحكايه أن عندى شغل.
*طيب هتخلص وتيجى ؟
*لاياماما مأ أعتقدش أنى هخلص المشوار دا بدرى ثم أضاف : بس لو خلصت بدرى أحتمال أجى .
-ضحك ممدوح بأستهزاء : أحتمال هههههه
نظر لوالدته فوجد فى عيونها نظرة حزن : أوعدك ياماما هعمل جهدى...
-أبتسمت وقالت : ماشى يا حبيبى وأنا هستناك...
********* فى منتصف الليل
وفىخالد بوعده وأتى بعدما أنهى عمله... ففرحت امه بذلك... كان التعب قد بلغ منه مبلغه فهو يعمل على ان يرفع من شأن تلك الشركه وصديقه قد تركه وحيدا لكنه يتلمس له العذر.....
*زينات : هتلاقى فى أوضتك بيجامات جديده أطلع خد شاور و نام....
خالد بأعتراض : لأ ياماما أنا هنام فى الأوضه الى جنب المكتب وخلى حد يبعتلى البيجامه ...
*معقول هتنام فى أوضة الضيوف يا خالد...
رد بهدوء : صدقينى انا هبقى مرتاح كده... وثانيا أنا تعبان ومش قادر اطلع فوق...
*هى تفهمه أكثر من حاله لذلك لم ترد الضغط عليه يكفيها بأنه معها فى نفس المنزل..
-حاضر براحتك يا حبيبى ثم صعدت لاعلى وجلبت له بعض الملابس.. أخذها منها ..
*تصبحى على خير
-وانت من أهله يا حبيبى... تركته وصعدت لاعلى مره أخرى...
-أما هو دخل للغرفه لايريد أن يصعد للاعلى...
هل التعب مثلما قال أم ان شئ أخر ....أنهى الصراع معه نفسه وذهب لاخذ حمام منعش كى ينام ...
بعد مرور بعض الوقت خرج من الحمام يرتدى ملابس بيتيه مريح جلس علئ الفراش ثم حدث نفسه قائلا بغموض :
أنا مش هقعد هنا غير لما أظبط أمورى وأشوف هعمل أيه ....أول ما الصبح يطلع همشى لان أنا وبابا فى نفس المكان مع بعض مينفعش على الاقل حاليا.....
وبمجرد ما وضع رأسه على الوساده غط فى نوم عميق من فرط تعبه
******
تجاوزت الساعه الثالثه صباحا أستيقظ فجأه على رنين الهاتف
*فهتف بتأفف : فى حد بيتصل فى الوقت دا.. ثم رد دون ان يرى هوية المتصل :
-آلو
أستمع بأنصات للطرف الاخر ثم هب واقفا من على الفراش يرتدى ثيابه على عجاله من أمره ...
*******
جحظت عينيها وهى تراه ثم هتفت بصوت مبحوح : أنت.....