رواية الماسة المكسورة
الفصل الخامس عشر 15
بقلم ليله عادل
[بعنوان: مازال القلب حائرا ]
دخل سليم سيارته وقادها .. وفي الطريق أثناء قيادته..
فجأة اقتربت عليه إحدى السيارات وكان يخرج من نافذتها أحد الأشخاص وهو يطلق النار عليه ..حاول سليم القيادة مسرعا والهروب منهم بأقصى قوة عنده لكنهما نجحا في توقيفه ..خرج منها الشخصان وهما مصوبان المسدسات نحوه ..وكان يقول أحدهما بقوة.
أحد الرجال:
ــ أخرج برة العربية يلا.
رفع سليم عينيه له بابتسامة مستفزة وبلا مبالاة ..
لكن اقترب منه الآخر وفتح الباب وضغط على المسدس اتجاه قدم سليم، وقبل أن يضغط على الزناد دفع سليم باب سيارته. مما تسبب بدفع الشاب ووقوعه أرضا ..حاول الآخر أن يفتح عليه النار لكن انتبه له سليم مسرعا وأعطاه لكمة قوية وبحركة ذكية سريعة أخذ المسدس من بين يديه، وأطلق النار وقتله،قبل ان يحاول الآخر أن ينهض لضرب سليم، سبقه سليم برصاصة في قدمه.. اقترب منه بخطوات بطيئة حتى توقف بالقرب منه.
سليم ببرود شديد هو يميل برأسه:
ــ:مين اللي بعتك؟
نظر له دون تحدث حاول أخذ مسدسه الذي يبتعد عنه سنتيمترات لكن ضربه سليم برصاصة أخرى في يده.
سليم:
ــ مبحبش أكرر كلامي كتير، لآخر مرة مين اللي بعتك؟
الرجل بألم:
ــ عبد القادر بيه.
هز سليم رأسه بإيجاب وفجأة أطلق على رأس الرجل رصاصة وهو يقول ببرود.
سليم:
ــ مابحبش الخباصين.
جز سليم على أسنانه بضجر ثم توجه الى سيارته و قام بعمل مكالمة..
سليم:
ــ ألوو. اسماعيل في أتنين كدة دمهم خفيف حبو يلعبو معايا لعبة الصياد وخسروا هبعتلك العنوان في رسالة .. أغلق الهاتف...
بقلمي_ليلة عادل (ʘᴗʘ✿)🌹
_قصر الراوي الحاديةعشر مساء
_مكتب عزت
_ نشاهد عزت وفايزة وفريدة يجلسون ويبدو على ملامحهم القلق بعد ثواني دخل سليم من باب الغرفة ركضت عليه فريدة وضمته.
فريدة بلهفة:
ــ حبيبي، أنت كويس؟؟
سليم بلطف:
ــتمام يا فريدة متقلقيش قبلها من جبينها.
عزت وهو على مقعده:
ــ مين اللي عمل كدة.
رفع سليم عينه نحوه قال بكذب بصتنع:
ــ لسه هعرف.
فايزة بجبروت:
ــ اللى عمل كدة لازم يتحاسب.
عزت:
ـ أكيد طبعاً،أنت سلمت للزغبي الحاجة.
سليم:
ــ واستلمت الفلوس، أنا هطلع أنام، بكرة هروح المزرعة.
فايزة بجمود:
ــ عندنا مزرعة أحسن منها.
سليم ببرود:
ــ أناحببها هي.
فايزة بسخرية:
ــ هي ولّا الخدامة؟
سليم باستخفاف:
ــ سألتي وجاوبتى برافو يا فايزة هانم، تصبحو على خير.
نظرت فايزة لآثاره بضيق وهي تقول:
ــ مافيش فايدة.
_كفر الشيخ
_المزرعة/ قصر منصور الثانية عشر ظهراً
_ نشاهد سليم يهبط من سيارته وكان في استقباله ماسة وأحد الغفر وكارولين.
كارولين:
ــ حمد لله على السلامة شكل الجو عجبك هنا
جيت تاني.
سليم وعينه على ماسة:
ــ جداً مش قادر أقولك قد إيه.
كارولين:
ــ الاستراحة بردو.
سليم:
ــ آه.
كارولين:
ــ جابر خد شنطة سليم بيه.
سليم:
ــ هارتاح شوية وهاجي أسلم على أنكل.
كارولين:
ــ براحتك.
توجهت كارولين الى القصر كانت تقف ماسة تنظر له بتلك الابتسامة الجميلة ... اقترب منها سليم.
سليم:
ــإيه مافيش حمد لله على السلامة ؟
ماسة:
ــ حمد لله على سلامتك، نفذت وعدك.
سليم:
ــ طبعاً برغم إني كان ممكن أموت امبارح وما تشوفنيش تاني.
ضربت ماسة على صدرها بخضة:
ــ يالهوي من إيه ؟
سليم بلامبالاة:
ــ اتضرب عليا رصاصة.
رفعت ماسة حاجيبيها بتعجب:
ــ رصاص!!!! مين ابن الحرام اللي عمل كدة ؟
سليم:
ــ واحد مابيحبنيش.
ماسة باستغراب:
ــ في حد يعرفك ومايحبكش؟
سليم بإبتسامة:
ــ كتير يا ماسة.
ماسة بقلق:
ــ الحمد لله إن ربنا سترها عليك خد بالك من نفسك هتقعد كتير ؟ ولا هاجي أشوفك ألاقيك مشيت فجأة.
سليم بلطف:
ــ قاعد لحد ما تزهقي مني.. حتى خلصت كل الشغل مش هسافر تاني.
أخذا يتبادلان النظرات بإبتسامة لطيفة لثواني بصمت.
ماسة:
ــ إحم مش هتروح الاستراحة.
سليم تنهد:
ــ هروح
وتوجها إلى الاستراحة.
_حديقة القصر
_نشاهد سليم يقوم ببعض الألعاب الرياضية ( البوكس) في الحديقة كعادته وكانت تجلس مامة ماسة تشاهد كعادتها
وكان على الطاولة زجاج الماء ومنشفة الوجه وهاتف سليم، كانت تنظر له ماسة بإبتسامة جميله ..
رن هاتفه مسكته وهرولت له وهي تمسكه قالت:
ماسة:
ــ سليم بيه تليفونك بيرن.
توقف ونظر لها وخلع القفاز أخذ منها المنشفة وقامت هى بتجفيف عرقه من جبينه بالمنشفة أخذ منها هاتفه بيده الأخرى وقام بالرد.
سليم بعملية:
ــ ألو امممم .... تمام ... خلص انت .. سلام أعطي لها الهاتف ..
سليم بلطف:
ــ ميرسي يا ماسة.
ماسة رمشت بعيونها:
ــ العفو يا بيه.
وأثناء ذلك تحركت خصلات شعرها وتطايرت على وجنتيها مما جعل رائحته أن تطير في الهواء وبسبب قرب سليم منها جعله يستنشق رائحة شعرها بهيام أغمض عينه لثواني بتأثر، كادت أن تتحرك أوقفها وهو ممسك بكتفها وقال.
سليم:
ــ استنى تعالى.
ماسة بتوجس:
ــ في حاجة يا سليم بيه ؟
قرب وجه بانفه إلى شعرها وأخذ يستنشقه بهيام وهو مفتعل ومتاثر بها بشدة ومغمض عينه.
ماسة بارتباك ابتلعت ريقها:
ــ في حاجة؟
هز سليم رأسه عدة مرات قال:
ــ ريحة شعرك حلوة أوي.
ماسة رفعت عينيها قالت ببراءة:
ــ أصل لارا هانم ادتنى شامبو جبته من برة جميل.
هز سليم رأسه بابتسامة وقرب أنفه من شعرها مرة أخرى واستنشقه ثم مرر يده على خصلات شعرها البندقي واقربها من أنفه وهو مازال هائم به بشدة.
سليم باعتراض:
ــ مستحيل يبقى شامبو بس، أكيد ريحة شعرك طبيعته جميل زيك.
تبسمت ماسة بخجل ووضعت عينيها على الأرض بصمت .. اقتربت منهم لورين .
لورين بالتركية:
ــ مساء الخير ؟
تحرك سليم بعض الخطوات للخلف وهو لا ينظر لها قال وهو يرتدى القفازات مرة أخرى .
سليم بالتركي:
ــ مساء الخير .
ماسة:
ــ مساء النور يا هانم تحبي أعملك حاجة يا هانم أنا رايحة أحضر للبيه الغدا.
لورين بسخرية:
ــ معتقدش سيلم هيوافق، أصلك خلاص بقيتي ملكية خاصة لسليم يا ماسة، محدش عارف يطلب منك كوباية مياه حتى،
وجهت نظراتها الى سليم
ــ ماتخدها معاك مصر وخليها تخدمك هناك.
سليم وهو يمد وجه بالموافقة:
ــ فكرة، هكلم منصور وأخد ماسة وأهلها مصر..
وجه نظرته لماسة وقال:
ــ ماسة يلا روحي حضري، الغدا وخدى تليفونك من الشاحن عشان لو كلمتك.
ماسة:
ــ حاضر عن اذنكم.
ابتعدت ماسة حتى دخلت داخل الاستراحة،
وقالت لورين معلقة بتعجب:
ــ يعنى جبتلها تليفون وعقد ومعاملها كأنها واحدة مننا هو في إيه ؟
سليم بجمود قال متعجباً:
ــ المطلوب منى اديكي مبرر يا لورين.
لورين:
ــ تبقى مجنون يا سليم لو فعلا طلعت معجب بيها.
سليم برخامه:
ــ لورين.
لورين تبسمت بمكر:
ــ نعم .
سليم باستخفاف:
ــ معندكيش حل للنموس، النموس عندكم فظيع هنا.
فهمت لورين باطن حديثه قالت:
ــ امممم كويس إن أنت اخدت بالك من النموس، وعرفت قد إيه إن سليم الراوي مستحيل يتمنى الهنا مهما حصل.
نظر لها من أعلى لأسفل دون تحدث ورحل.
جزت لورين بشدة على اسنانها بغيظ وغيرة قالت: بس تمشى وأنا هعرف شغلى مع الخدامة دي.
((بعد وقت ))
الإسطبل الرابعة عصراً
نشاهد سليم وهو يحضر أحد الخيول وكانت تقف بجواره ماسة وهي تساعده وبعد الإنتهاء صعد الفرس وهو يقول.
سليم:
ــ اقعدي استنيني.
ماسة:
ــ حاضر بس متتاخرش بقى عشان الغدا هيبرد.
تبسم سليم:
ـ حاضر .
وبالفعل توقفت ماسة عند السور تشاهده وهو يركض بالفرس ويقفز عن الحواجز فكان يستعرض مهارته بنوع من النرجسية والكبرياء .. وأثناء قفزه من أحد الحواجز اختل توزانه و وقع وارتطم بالأرض.... صرخت ماسة برعب وركضت نحوه وهي تقول.
ماسة برعب ودموع:
ــ سليم. سليم.
وصلت له وجلست على قدميها وهي تمسك كتفيه بذراعيها الصغيرة وتضع رأسه على قدميها.
ماسة بتوتر:
ــ سليم بيه أنت كويس.
سليم بألم:
ــ ااه ظهري مش قادر.
صرخت ماسة بصوت عالي لكى يأتي الغفر ...جاءو وحملو سليم إلى الاستراحة وكانت ماسة خلفهم تهبط دموعها بحزن عليه
(( بعد وقت))
_ الاستراحة
_ نشاهد سليم متمددا على الفراش وكان يقف منصور وزوجته وبناته حول الفراش ومعهم ماسة وكان الدكتور يقوم بالكشف عليه.
الدكتور:
ــ لا مافيش أي حاجة خطر.
سليم بتعب:
ــ أناحاسس إني مدشدش.
ماسة بتلقائية:
ــ ده وقع جامد أوي من فوق الحصان.
الدكتور بعملية:
ــهي شوية كدمات بس من أثر الوقعة، هكتبلك مسكن وإن شاءالله تبقى زي الفل، محتمل تسخن بالليل.
منصور:
ــ شكرا يا دكتور.
كارولين:
ــ سلامتك يا سليم نظرت إلى ماسة
( بضيق.. وقالت) ماسة أنا مش قولت سلوى هي إللي تخدم سليم واقفة ليه؟؟؟
كادت ان تنطق ماسة سابقها سليم وقال بحدة:
ــ أنا اللي قولت مش عايز غيرها، وياريت تتفضلو وتسبوني لوحدي، ماسة خليكي .
نظرت كارولين ومنصور بضيق ثم خرج الجميع وظلت ماسة معه ..
اقتربت ماسة من الفراش وهي تقول:
ــ ألف سلامة عليك، أنا هروح أجبلك الأكل عشان العلاج لازم له أكل مغذي.
_ في الخارج
لورين بتهكم:
ــ شفت اللي عمله.
منصور بجبروت:
ــ لورين طلعي سليم من دماغك، أنا مش عايز مشاكل، وأنتي يا كارلا سبيها معاه، هو يومين وهيرميها ووقت ما ده يحصل انا هعرف أربيهم وارجعهم للشارع تاني .
((بعد وقت))
_ الاستراحة
_ غرفة سليم
_نشاهد سليم ممددا على الفراش وهو يتحدث في هاتفه أنا كويس ... لا شكرا .... سلام.
وضع هاتفه على الفراش بحزن مبطن..كانت المكالمة من والدته التي لم تفكر بالمجيء للاطمئنان عليه فهو يفتقد بشدة لكثير من الاهتمام والعاطفة من والدته وعائلته ..
دقائق و دخلت ماسة وهي تحمل صينية بها طعام وهي تقول .
ماسة:
،ــ السلام عليكم.
سليم:
ــ تعالي يا ماسة.
ماسة:
ــ آني جبتلك الغدا.
سليم:
ــ شكراً.
حاول أن يعدل جسده لكنه كان يتألم ..حين رأته هكذا وضعت الصينية على الطاولة وركضت عليه وحاولت مساعدته وهي تقول:
ماسة بحنان:
ــ استنى يا سليم بيه أناهساعدك.
وبالفعل بدأت ماسة بمساعدته باهتمام برغم صغر حجمها نوعا ما لكن كانت تحاول بأقصى قوة عندها أن تساعده .. كان ينظر لها سليم بابتسامة فقربها منه وهذا يشعره بسعادة كبيرة .. وبعد أن انتهت.
سليم بجمود:
،ــ هو مش اناقولت تقولي سليم من غير بيه وسيدي !!.
هزت ماسة رأسها بنعم بابتسامة رقيقة خجولة:
ـ حاضر أسفة.
سليم بلطف:
ــ من غير اعتذار بس متنسيش تاني.
ماسة:
ــ طب يلا عشان تاكل.
ذهبت وجلبت الصينية وجلست بجانبه وبدأت باطعامه.
ماسة:
ــلازم تاكل الأكل ده كله عشان تخف بسرعة... أمي دايما كانت تقولي كدة.
هز سليم رأسه بايجاب بابتسامة جذابة.
ماسة وهي تطعمه:
ــ تعرف لما شفتك بتقع والله قلبي انخلع من مكانه معرفش وصلت إزاي لحد عندك.
سليم بدهشة:
ــ خوفتي عليا بجد!
ماسة:
ــ أوي والله لدرجة إن قلبى وجعني أوي، الحمد لله إنها جت على قد كدة، خد بالك المرة الجاية.
هز رأسه بإيجاب بصمت ..
كانت السعادة تغمر قلبه عندما شعر أن هناك شخصاً يهتم بأمره ويشعر بالحزن والأسى حينما يصيبه مكروه ...
ماسة بتساؤل:
ــ هما أهلك مش هايجو؟
سليم:
ــ مشغولين وفايزة ما قلتش لحد.
ماسة بطيبه:
ــ أكيد خافت تخضهم عليك.
هز سليم رأسه بحسرة ارتسمت على محياه:
ــ اممم.
فماذا يقول !! فهي لم تهتم حتى بالسؤال عليه بالهاتف سوا دقائق كأنه شخصاً عاديا و ليس فلذة كبدها....
سليم:
ــ عارفة أنابقالي سنين محدش أكلني كدة.
ماسة:
ــ وأناعمر ماحد أكلني كدة، طب مين اللي كان بيأكلك الست هانم؟
سليم ضحك باستخفاف:
ــ الست هانم مالهاش بالكلام ده، هي تخلفنا وبس ، دادا عفت كانت بتعمل كدة الله يرحمها بعد ما ماتت افتقدت حاجات كتير.
ماسة:
ــ دي المربية بتاعتك صح.
سليم:
ــ صح.
ماسة:
ــ الست لولو ولارا كدة برضه جبولهم ناس من برة تربيهم وتاخد بالها منهم أم بديلة يعني.
سليم بوجع وضعف:
ــ ما أنا كمان كدة تربية دادا.
وفجأة تحولت ملامح وجهه لغضب وجز على أسنانه فتذكر هذا الأمر يبدو أنه يزعجه بشدة فقال بقوة.
سليم بضيق:
ــ أنا محبش أتكلم في الحوار ده بيضايقني.... (بشدة) خلاص أنا شبعت.
حاولت ماسة التحدث:
ــ بس أن ..
قاطعها سليم بشدة:
ــ ماسة من فضلك سبيني لوحدي.
ماسة:
ــ حاضر خد الدوا الأصفر اللي الدكتور قال عليه بعد الغدا وارتاح آني برة لو احتاچت حاچة .
هز سليم رأسه بصمت وهو يشعر بالاختناق
****************************
_ بعد وقت
_ نشاهد ماسة تجلس في الصالة تشاهد التلفزيون وكل ربع ساعة، تفتح باب الغرفة لتطمئن عليه وهو مستغرقا في النوم، وفى أحد المرات .. وجدته يهذي في نومه ويتفوه بكلمات غير مفهومة... نظرت له باستغراب.
ماسة وهى تقف عند الباب:
ــ سليم بيه في حاجة.
لكنه لا يجيب فهو في عالم آخر ..اقتربت منه
ماسة:
ــ سليم يا سليم بتوتر أكتر يا سليم بيه !!
لكنه مازال كما هو اقتربت منه لكي تفهم مايقول لكنها لم تفهم وضعت يدها على جبينه... كان ساخنا ومتعرقا بشدة ...اتسعت عيناها بخوف وهي تقول. .
ماسة بخضة:
ــ يا لهوي ده ملهلب .
ركضت على الثلاجة وقامت بوضع ماء مثلج في وعاء وعادت للغرفة وبدأت بعمل كمادات له .
ظلت هكذا طوال الليل تهتم به لقد كانت قلقة عليه بشدة...حتى جاءت والدتها لكي تعرف لماذا تأخرت ..
فكانت الساعة ١٢ منتصف الليل
سعدية بتساؤل:
ــ أنتي مجتيش ليه يا بت؟؟؟
ماسة بتفسير:
ــ سليم بيه سخن وجسمه مولع و بعمله كمادات.
سعدية:
ــ طب أنا هاقعد معاكم.
جلست على المقعد.
ماسة بتعجب:
ــ تصوري ياما محدش جه زاره حتى العالم دول ولا سألوا فيه.
سعدية:
ــ ماهما الناس الأغنيا كدة مش فاكرة لما لارا تعبت محدش قعد معاها وأنا اللي قعدت بيها مع حورية.
ماسة:
ـــ صح .. خلينا معاه حرام والله غلبان.
ومر الوقت ظلت ماسة مستيقظة بجوار سليم حتى الصباح وغفت سعدية من التعب .
_فى الصباح
_ نشاهد ماسة مازالت تجلس أمامه وهي تنظر له بتركيز بدأ سليم بتحريك جفونه.. انتبهت له و ابتسمت
ماسة بابتسامة مشرقة:
ــ صباح الخير.
سليم بنعاس:
ــ صباح النور.
اقتربت ووضعت يدها على جبينه وتحسست وجهه.
ماسة بابتسامة مشرقة:
ــ لا بقينا عال العال.
سليم هو ينظر بعينه لوالدتها النائمة باستغراب:
ــ هو إيه اللي حصل.
ماسة : حضرتك سخنت شوية وفضلت أعملك كمدات طول الليل.
سليم باستغراب:
ــ قعدتي جنبي طول الليل !!
ماسة:
ــ طبعا .
استيقظت سعدية على أصواتهم ونهضت بابتسامة ناعسة
سعدية:
ــ حمد لله على سلامتك يا سيدي سليم.
سليم بلطف ورقي:
ــ الله يسلمك روحو أنتم أنا بقيت كويس، ارتاحي يا ماسة ونامي شوية.
ماسة باعتراض:
ــ آنى مش تعبانة هروح أجبلك الفطار.
سليم:
ــ اسمعي الكلام.
ماسة بعند:
ــ وآني قولتلك مش تعبانة، مش هتأخر عليك.
خرجت ماسة مع والدتها... أخذ سليم ينظر لآثارها بابتسامة هائمة... ثم نهض بتعب خفيف وهو يتألم وتوجه إلى المرحاض ..
عاد بعد دقائق لفت انتباهه ربطة شعر ماسة التي كانت ملقاه على الأرض.. أحنى ظهره وأمسكها بشغف و بابتسامة حالمة.. قربها من أنفه واستنشق عبيرها الذي يطغى عليه رائحة القرنفل
أغمض عينيه وابتلع ريقه بتأثر وسرح في ملامح ماسة المحفورة بداخله قائلا بصوت داخلي:
ــ عملتي في سليم ايه يا ماسة وخليتيه مشدود ليكي كدة .. تنهد وتاه في أحلامه ....
((وبعد وقت))
عادت ماسة وهي تحمل صينية الفطار وقامت بإطعامه بيدها كان هذا الشيء يشعر سليم بسعادة كبيرة وبعد الإنتهاء.
سليم بامتنان:
ــ شكرا يا ماسة.
حاول النهوض
ماسة بتساؤل:
ــ رايح فين؟؟؟ الحمام ؟
سليم:
ــ لا عايز أتمشى شوية زهقت.
ماسة باعتراض ممزوج بتعجب:
ــ تمشي إيه بس أنت واقع من مرجيحة ده حصان وامبارح كنت ملهلب.
سليم:
ــ أنا لو قعدت أكتر من كدة هموت، محبش أشوف نفسى نايم على السرير مريض وعاجز.
ماسة:
ــ محدش بيحب يشوف نفسه تعبان بس على الأقل ارتحلك يوم.
سليم بجمود وهو يتك على الإسم:
ــ مــاسة .
نظرت له ماسة بعينيها بتفهم فهي فهمت أنه لا يريد أن يتحدث في هذا الأمر أكثر من ذلك .. و بدأ بالانزعاج .. فهي أصبحت تحفظ وتفهم شخصيته جيدا.
ماسة:
ــ حاضر طب على الأقل اتسند عليا.
سليم وهو يرمقها من أعلى لأسفل فكيف لفتاة صغيرة مثلها أن تسنده وهو بهذا الجسد القوي الرياضي.
سليم وهو يتك ع كلمة:
ــ اتسند عليكي !!
ماسة رفعت حاجبيها:
ــ ما تستصغرنيشي.
تبسم سليم وقال مقلدا لها:
ــ مابستصغركيشي بس هتقدري يعني !! .
نظرت له ماسة بثقة بصمت وهى تطلعه على عضلات ذراعيها الصغيرة💪
تبادل معها سليم تلك النظرة بابتسامة وهو يتطلع على عضلات ذراعيها الصغيرة ..
مد سليم يده ووضعها على عضلاتها وهو يمررها عليها وهو يقول مازحا.
سليم:
ــ لا جامدين أوي هههههه.
ماسة بثقة:
ــ مش قولتك.
ضحك سليم ضحكة مكتومة رقيقه ثم
مد ذراعيه لكي يتعلق بذراعيها وقال:
ــ:يلا بينا.
وخرجا فــنشاهدهم يتجولان في المزرعة وهما يتحدثان وكان وعلى وجهيهما الابتسامة الواسعة
وظلت ماسة ثلاث أيام بجواره تهتم به بشدة لا تذهب إلى غرفتها إلا فى ساعات متأخرّة .
**********************
_ مزرعة منصور
_ الاستراحة الخامسة مساءً.
_ نشاهد ماسة تقوم بتنظيف الاستراحة....
بعد دقائق فتح الباب فجأة دخل رشدي وهو يمرر عينيه من أعلى لأسفل يتفحص تفاصيل جسدها بابتسامة خبيثة ممزوجة بشهوانية دنيئة.
رشدي:
ــ ست الحسن.
رفعت ماسة ظهرها مسرعة و ابتلعت ريقها ونظرت إليه بقلق وارتباك ممزوج بخوف.
ماسة:
ــ رشدي بيه في حاجة؟
تبسم رشدي واقترب منها:
ــ عمال ألف عليكي في القصر كله لحد ما قالولي إنك أخدتي فرمان بإنك تشتغلي مع سليم و بس.
ماسة بتوتر خفيف:
ــ سليم بيه اللي أمر بكدة وهو مش موجود دلوقتي حضرتك عايز حاجة.
تقدم نحوها بعض الخطوات وفي نفس اللحظة عادت ماسة بخطوات للخلف فهي تهابه بشدة لكنها اصطدمت بالحائط توقف رشدي أمامها مباشرة بمحاصرة.
رشدى:
ــ مالك يا ست الحسن مرعوبة كدة ليه؟؟
تصنعت ماسة القوة وحاولت أن تبدو ثابتة:
ــ آني مش خايفة شوف حضرتك عايز إيه وأعمله .
رشدي بمكر:
ــ حضرتي جاي يتأسفلك يا ست الحسن على اللي حصل، كنت شارب مش عارف بعمل إيه ، متزعليش مني هاا .
ماسه:
ــده فات يجى اكثر من اسبوعين لسة فاكر !!
رشدي ببرود:
ــ لما ركزت بقى المهم سماح ولا مش سماح يا ست الحسن والجمال.
مد يده وأعاد بخصلات شعرها للخلف بنظرة إعجاب.
ارتبكت منه بشدة وشعرت بالخوف فهي تخاف منه و تعلم حقيقته وفى نفس الوقت دخل سليم نظر بإستغراب !!
سليم بتعجب:
ــ رشدي إيه اللي جابك ؟
رشدي باستخفاف:
ــ أشم الهوا زيك أصل هوا الأرياف يجنن فقولت آجي أقعد النهاردة وبالمرة أطمن على اخويا الكبير لما وقع من على ظهر الحصان.
سليم تبسم باستخفاف:
ــ فات ٤أيام؟
رشدي:
ــ كنت مشغول معلش، و بصراحة أكبر أنا أساساً جاى أتأسف لست الحسن..
سليم بتعجب وهو يضيق عينيه:
ــ ست الحسن !!!
أشار رشدي بعينه نحو ماسة وقال بغزل:
ــ ماسة أنا بقولها ست الحسن والجمال.
نظر له سليم بغيرة مبطنة... تصنع عدم الاكتراث: ماشي.
رشدي:
ــ خلاص يا ست الحسن مش زعلانة؟
ماسة:
ــ خلاص يا بيه حصل خير.
مد رشدي يده لكي يضعها على خدها.. تراجعت ماسة برأسها للخلف قليلاً بتوتر.. لكن أمسك سليم يده وأنزلها بغيرة مبطنة.
رشدي:
ــ في إيه يا عم، ده أنا كنت هعدلها القصة.
سليم بجمود ممزوج بأمر:
ــ إيدك جنبك يا رشدي ويلا روح على القصر.
ضحك رشدى باستخفاف:
ــ ههههه طيب خارج وأنت مش خارج معايا.
سليم بحدة:
ــ جاى وراك.
توجه رشدي للخارج..... راقبه سليم بعينه حتى أبتعد
نظر لماسة:
ــ عملك حاجة، ماتخبيش عليا.
ماسة بارتباك:
ــ لا، هو اعتذرلي وبس.
سليم:
ــ طب ممكن ما تقفيش مع رشدي لوحدك تاني، رشدي معظم الوقت شارب مش بيكون مدرك تصرفاته .
ماسة ببراءة:
ــ ده دخل عليا فجأة كنت فاكراه حضرتك.
سليم بتنبيه:
ــ تاني مرة أقفلي الباب عليكي و لو خبط أخرجي كلميه في الجنينة.
ماسة بلطف:
ــ حاضر.
سليم:
ــ كملي اللي بتعمليه... أنا رايح القصر.
ماسة:
ــ ماشي أتفضل.
نظرا لبعضهما بابتسامة لطيفة ثم توجه سليم للخارج..أخذت ماسة تنظر لآثاره بابتسامة جميلة... ثم أكملت ما تقوم به.
_ في الخارج / الحديقة.
كان رشدي ينتظر سليم في الخارج بابتسامة خبيثة اقترب سليم حتى توقف أمامه.
رشدي:
ــ: الصنارة غمزت ولا إيه.
سليم بتصنع عدم الفهم:
ــ إيه اللى أنت بتقوله ده !
رشدي باستفزاز:
ــ الصراحة البت حلوة وطالعة من عيني.
سليم بأمر:
ــ أبعد عنها يا رشدي ماسة أصبحت تخصنى فاهم يعني إيه؟
رشدي بسخرية مبطنة:
ــ أكيد فاهم بقت من ممتلكات سليم الراوي يعنى( don't touch) ممنوع اللمس والاقتراب.
سليم:
ــ مظبوط فـا إللي بتفكر فيك أنساه.
نظر له رشدي وحاول استفزازه وإثاره غضبه: هتصدقني لو قولتك البت عجباني قولت أجرب يمكن أحب وأتوب على إيديها، بس خلاص أنت سبقتني.
سليم:
ــ بقولك إيه.
رشدي بنبرة استخفاف مع ضحكة خفيفة:
ــ قول يا ملك .
سليم:
ــ أرجع القاهرة عشان محدش فينا يقتل التانى وغالبا هيكون أنا.
ضحك رشدى بسخرية:
ــ معرفش متعصب ليه؟ أنا بكلمك بجد فعلا كانت عينى عليها بس مافيش نصيب، مابحبش أكل حاجة مطرح حد، المهم وصلت معاها لحد فين، انا سمعت انها مش بتخرج من الاستراحة غير على النوم !!! قول قول ماتخبيش عليا، بس أوعى توصل معها زى لورجينا هناك اختلاف أسمع نصيحني أنا حرمجي قديم.
سليم:
ــ أنت هتقول لى متخصص في التحرش بالخدامات واغتصابهم.
رشدي بوقاحة:
ــ أصلهم ليهم لذة كدة يا واد يا سلم جامدة، أكيد أنت جربته مع ماسة.
رمقه سليم من أعلى لأسفل بهدوء قاتل بابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيه فهو يفهمه جيداً ويعرف أن رشدي يحاول إثارة غضبه بأي شكل .
سليم ببرود:
ــ مشكلتك إنك دائما لما بتحب تستفزني بتكون واضح ومقفوش أوي، وأنا مش هوصلك للي أنت عايزه، بس محاولة كويسة منك، أديلك ٢ من ١٠ ، عليها، ذاكر تاني، ونصيحة صغيرة أوي، أوعى تجيب سيرة ماسة على لسانك بالطريقة دي تاني فاهم، عشان ساعتها صدقنى هوصلَك للي أنت عايزه، بس مش هتلحق تفرح لأننا هنكون بنقرأ عليك الفاتحة، ولا أنت محروق عشان اخترتني أنا وأنت لا !! زى لورجينا وغيرها .
ضحك سليم ضحكته المستفزة وتوجه الى القصر .
وترك رشدى النار تأكل به فهو كان يحاول إثاره غضبه، لكن سليم تعامل مع الموقف بذكاء شديد وقلب الموقف في صالحه.
♥️_____🌹بقلمي ليلة عادل🌹_______ ♥️
(بعد كم يوم)
المزرعة / قصر منصور
_ الاستراحة الثامنة صباحاً
نشاهد سليم يقف في منتصف الصالة وهو يقوم بتدريب البوكس بتركيز شديد وعرقه يهبط بغزارة من جبينه.. لقد استعاد صحته في أيام قليلة ..
بعد دقائق يطرق الباب.. تدخل إحدى الخادمات وهي تحمل صينية الفطار .
ابتسم سليم فهو ظنها ماسة ألتفت.. لكن حين وقعت عيناه عليها عبس وجهه قليلا وقال بتساؤل .
سليم وتسأل متعجباً:
ــ أمال فين ماسة ؟
الخادمة:
ــ واخدة إجازة النهاردة.
سليم باهتمام ممزوج بقلق مبطن:
ــ في حاجة ولا إيه ؟
مطت الخادمة شفتها السفلية للخارج بعدم معرفة: معرفش يا بيه والله.
سليم بضيق:
ــ مش المفروض تستأذن مني أنا؟
نظرت له الخادمة بصمت
هز سليم رأسه بإيجاب وبصمت وهو يفك رباط التدريب من كفه وهو يفكر عن سبب غياب ماسة.
الخادمة:
ــ تؤمر بحاجة تانية
هز سليم رأسه بلا دون حديث
خرجت الخادمة وأخذ سليم يفكر بقلق وهو يتساءل عما بها فهو قلق عليها بشدة ..
مسح وجهه بالمنشفة.. وتوجه إلى الخارج حيث غرفة ماسة ..
عند وصوله شاهد نافذة غرفتها مفتوحة اقترب منها ونظر في الداخل باحثا عنها ...
وحين وقعت عينه عليها وهي تتوقف أمام البتوجاز... قام بالتصفير لها بهدوء ..
انتبهت ماسة ونظرت باتجاه الصوت بتعجب وهي تعقد حاجبيها وحين رأت سليم !
ارتسمت تلك الابتسامة الواسعة على وجهها بسعادة ..
ركضت للخارج وتوقفت أمامه بابتسامة سعادة
ماسة باهتمام ممزوج باشتياق مبطن:
ــ صباح الخير يا سليم بيه عامل إيه؟
سليم باهتمام ممزوج بقلق:
ــ أنا كويس، المهم أنتي مالك إيه اللي حصل؟
ماسة بستغراب:
ــ مالي !!
سليم بتساؤل:
ــ هو أنتي مش تعبانة؟
ماسة بمزاح:
ــ لا، ما آني زي القردة قصادك أهو.
سليم بتوضيح:
ــ لما مالاقتكيش جبتيلى الفطار، و سألت تقى قالتلي واخدة إجازة قولت أكيد تعبانة حبيت أطمن عليكي.
ماسة باندهاش:
ــ تطمن عليا آني.
سليم بابتسامة حب:
ــ طبعاً أحنا مش أصحاب لازم نسأل على بعض.
ماسة بسعادة:
ــ تعرف إن عمر ماحد قلق عليا كدة، قد إيه حلو الشعور ده إن حد يهتم بيك؟
سليم:
ــ المهم فهميني واخدة إجازة ليه وأزاي متقوليليش.
ماسة:
ــ أمي قالتلي أنها هتقولك.
سليم:
ــ تقولي إيه؟
ماسة:
ــ هفهمك آني جالي عريس ابن عمة أمي، وأمي استأذنت الباشا قالتله إني تعبانة وكانت المفروض هتقولك، وتعرفك، قال عشان أحضر نفسي وأتزوق وأعمل غدا يشرف من أيدي.
سليم بصدمة:
ــ عريس !!
ماسة بتأكيد:
ــ آه عريس.
سليم بتساؤل ممزوج بصدمة:
ــ بس أنتي مش ١٥ سنة؟
ماسة بتفسير:
ــ عندنا عادي بيچوزو البنات من وهما ١٣ سنة و١٢ كمان.
ابتلع سليم ريقه وسألها بنبرة مبحوحة:
ــ وأنتي موافقة ؟
ماسة بتوضيح:
ــ آني اديلى ياماا مشفتهوش من وآني عيلة، أصله كان مسافر ، ولو اتچوزني هياخدني معه السعودية واترحم من الخدمة بقى وأشوف الدنيا.
سليم بنبرة مكتومة مهزوزة قليلا بوجع:
ــ يعنى موافقة.
ماسة نظرت له وهى تهز راسها بايجاب:
ــ آه، عشان اترحم ( بوجع وحزن ) بعدين يا سليم بيه حتى لو رافضة ومش عايزة، ماقدرش أقول لا، معندناش بنات توافق أو ترفض أحنا مش زيكم يعني هتجوز غصب عني، حتى لو مش عاجبني أو مش عايزة.
نظر لها سليم بنصف ابتسامة تحمل الكثير من المعاني وهو يهز رأسه عدو مرات بصمت يفتك به ..
فهو لا يعرف لماذا شعر بهذه الغصة التي زلزلت قلبه،
وبهذه الرعشة التى هزت كيانه، ودمعته التي كادت أن تخونه وتهبط على وجنتيه بألم ...
فحاول الثبات أمامها بأقصى قوة عنده و بنبرة مبحوحة كأنه يخرج الحديث بصعوبة.
سليم:
ــ تمام أنا همشى مادام اطمنت عليكي يلا باي.
تبسمت ماسة وقالت بحزن مبطن:
ــ سلام.
رحل سليم و الألم يعصف بقلبه وتوجه إلى الاستراحة..
أخذت تنظر ماسة لآثاره وهو يتحرك أمامها بابتسامة وتتحدث بصوت بنبرة حزينة كلها حسرة وعينين اغرورقت بالدموع .
ماسة:
ــ ياريتك كنت أنت اللى قريب أمي !!
أو كنت آني مكان لارا ، والهوانم اللي بتشوفهم !
بس للأسف أنت سليم بيه ابن الباشا وآني ماسة الخدامة بنت الخدامين ، آني حتى متحرم عليا إني أحلم.....
وضعت يدها على جبينها وقالت:
ــ آني اتجننت ولا إيه !!
هبطت دموعها بوجع ودخلت الى الغرفة
_ الاستراحة
_ دخل سليم الاستراحة وأنفاسه ثقيلة ويشعر بالاختناق والغضب الشديد كلما تذكر كلمتها أنها ستتزوج يزداد غضبه و وجعه أكثر وضع يده عند قلبه الموجوع وشعر أنه يدق بقوة
اتسعت عينا سليم بشدة ..يبدو أنه بدأ يدرك حقيقة مايشعر به نحوها...
سليم بعدم تصديق:
ــ لا مستحيل مستحيل.
تحرك مهرولا الى الخزانة وبدأ فى تحضير حقيبة سفره .
وهرول بسرعة حيث سيارته وقادها وغادر ..
هل هو يهرب من ماسة التي أصبحت جزء من كيانه أم يهرب من تلك الحقيقة التى لا هروب منها ؟؟؟
بقلمي ليلة عادل \(^o^)/❤️
_اليوم التالي
_الاستراحة التاسعة صباحاً
_نشاهد ماسة تطرق على الباب فهي لا تعرف بسفر سليم حتى الآن .... انتبه لها أحد الغفر
الغفير:
ـــ البيه سافر.
ماسة بتعجب:
ــ متأكد؟
الغفير:
ــ سافر إمبارح و أخذ معاه شنطة كبيرة.
ماسة وهى تهز رأسها بحزن مبطن بصدمة:
ــ الكبيرة كمان ماشي.
وتحركت باتجاه القصر
_القصر
_ المطبخ
_ دخلت ماسة المطبخ وجلست على الطاولة بصمت وحزن... انتبهت لها والدتها وقالت.
سعدية:
ــ مالك يابت ؟
ماسة باختناق:
ــ مافيش شوفي محتاجة إيه أعمله.
سعدية باستغراب:
ــ سليم بيه سمحلك تشتغلى هنا؟
ماسة بحزن:
ــ سافر من امبارح وأخد شنطة كبيرة شكله مش راجع تاني.
سعدية:
ــ صحيح ده متغداش امبارح، ومختفي كدة، كويس أنه مشي وجوده كان جيبلنا الكلام... روحي نضفي الهول.
ماسة:
ــ حاضر.
_ توجهت الى الهول وهى تحمل أدوات التنضيف.
_ الهول
_ نشاهد ماسة وهى تقوم بتنضيف الهول وبعد دقائق شاهدتها لورين من الأعلى نظرت لها بشماتة وفرح ... هبطت إلى الأسفل.
لورين بشماتة:
ــ إيه سليم سافر.
ماسة توقفت إحتراما لها:
ــ آه
لورين:
ــ أديكي أخدتي يومين إجازة ورجعتي، عشان تعرفي إن مالكيش مكان غير ده.
لم تتحمل ماسة طريقتها تلك فقالت بتساؤل ممزوج بانزعاج.
ماسة:
ــ هو حضرتك بتكلميني كدة ليه ؟ آني مش فاهمة ؟
لورين بقوة:
ــ أنا اتكلم براحتي فاهمة.
ماسة بقلة حيلة:
ــ أمرك.
لورين وهي تحاول أن تخلق مشكلة:
ــ أنتي بتردي عليا يابت.
ماسة باعتراض ممزوج بحزن:
ــ أني مقولتش حاجة يا هانم !
وفجأة قامت لورين بصفعها على وجهها بقوة وهي تصيح بها:
ــ وكمان بتكدبيني
وضعت ماسة يدها على وجهها بقهر وأخدت تهبط دموعها أمسكتها لورين من كتفها وهي تهزها بشدة وتقول بجبروت.
لورين بقسوة:
ــ بت أنتي مش عشان سليم دلعك شوية تفتكري نفسك حاجة، أنتي حتت بت خدامة جاهلة، فاهمة وسليم عمره ما هيفكر فيكي اوعي تكوني اتجننتي، وفكرتي أن ممكن يبصلك انتي حتت خدامه فاهمه ده مكانك، ويلا روحي هاتي مياه سخنة عشان تغسليلي رجليا.
دفعتها للخلف بعجرفة..
هزت ماسة رأسها بايجاب بحزن وانكسار وعينين اغروقت بالدموع:
،ــ أمرك يا هانم.
وبالفعل ذهبت ماسة المرحاض
واخذت تبكي بحرقة و طبنهنهة وهي تنظر في المرآة على مكان الصفعة...تذكرت سليم ومعاملته الطيبة معها تذكرت اخر حديث لورين عندما قالت انها خادمه ولا يمكن ان يكون لها مكان في حياه سليم مهما حدث ... تنهدت بوجع ثم قامت بتحضير المياه للست لورين عادت ماسة وهي تحمل الطبق..
جلست تحت أقدام لورين وقامت بغسلها ..فكانت تحاول لورين بحقدها وجبروتها أن تكسر ماسة وتذلها وتشعرها بفقرها وقلة حيلتها، فهي تغير منها لأنها تفوقها جمالا ورقة، ولأن سليم أيضا فضلها عليها وتشعر أنه يحبها وهي كانت تعجب به وتود أن تتزوجه، لكنه كان لا يراها ويتعامل معها بعدم اهتمام، وهذا ماجعلها تكره وتحقد أكثر على ماسة ..
لم تكتفي لورين بهذا !! وبدأت بتصوير ماسة وهي تغسل قدميها وهي تضحك بتكبر، كانت ماسة لا تعرف ماذا تقول ولا تستطيع الاعتراض فهي مجرد خادمة والثانية ابنة سيدها ..
_ القاهرة
_ أحد الكافيهات الراقية على النيل السادسةمساءً.
_نشاهد سليم وياسين يجلسان أمام بعضهما وهما يتحدثان.
ياسين:
ــاهتمامك بالبنت دي مخلي القصر كله يتكلم مش بس هنا وعندك لدرجة إنهم بيفكرو يكلمو منصور يمشيهم وبابا إللي منعهم.
سليم باستغراب ممزوج بحيرة بنبرة حالمة:
ــ أنانفسي مش فاهم مالي يا ياسين، أنا أول مرة يحصلي كدة،حاسس إني عايز أشوفها باستمرار،أسمع صوتها مشتاق لتفاصيلها، ببقى سعيد جداً وأنا معها مش عايز الوقت يعدي، أول ماعرفت إن فى عريس جالها قلبي انقبض خوفت، خوفت أوي، وحسيت بخنقة كأن فيه شخص حاطت إيده على بوقي وكاتم نفسى وأنا عامل أعافر معاه، و إن روحي بتنسحب مني بالبطئ، حسيت إني بموت حرفيا وغيران أوي.
ياسين باستغراب:
ــحبتها
سليم بعدم معرفة:
ــيمكن، أنامعرفش الحب ولا بآمن بيه بس لو هو ده الحب يبقى أنا فعلا حبيت.
ياسين باعتراض:
ــحبيت الشخص الغلط، محدش هيسمحلك إنك تاخد أي خطوة مع البنت دي، وأنا هبقى معاهم لأول مرة، سليم افهم في فرق كبير بينكم في السن والثقافة والوضع الاجتماعي مافيش أي تقارب بينكم.
سليم بضعف ممزوج بابتسامة رقيقة:
ــ وبرغم كل المستحيلات دي حبيتها ياسين، ياسين افهمني ماسة هى الإنسان الوحيد اللي معاه بحس بأحاسيس عمري ماحسيتها، لدرجة إنى مش فاهم معناها لكن هى حلوة، فرحة وسعادة من القلب بجد، أنا نفسى أتأكد بس مش عارف إزاي؟ أكيد هلاقي حل واتأكد من حقيقة مشاعري، ووقتها أكيد هاخد خطوة مانا مستحيل أسمح انها تكون لشخص تاني أنا ممكن أموت فيها، أنا غيران ومتعصب أوى مجرد التفكير ان في حد هيشاركني ضحكتها اهتمامها كلامها يسمع صوتها وكل اللي كان ما بينا ده، بيعصبنى وموترني، أنا كدة حبيتها صح !!!
ياسين تنهد:
ـ مش قادر أاكدلك ياسليم أنت لوحدك اللي لازم تتأكد من إحساسك، اتأكد الأول لأنه ممكن يكون انبهار شديد لأنها حاجة جديدة عليك، وخليك فاهم اللي هينداس هي وأهلها في حوارك ده.
سليم بقوة:
ــانامش هسمح بده.
ياسين:
ــحتى لو، بس فيه حرب هتقوم، لازم تفكر كويس لأنك لو أخذت أي خطوة جدية معاها كام سنة وممكن تندم.
سليم بحيرة
ــ أنا لسة مش عارف ولا قادر أخد قرار، ومدرك حجم الحرب والخساير، ده لو الموضوع أخد شكل تاني.
تنهد بوجع.
ياسين:
ــ فرق السن أهم نقطة لازم تفكر فيها مش عشان بينكم تقريبا ١٠سنين الا كام شهر تؤ، لأنها لسه ١٥سنه قاصر طفلة.
سليم باختناق:
ــ من غير ماتقول هى دي النقطة الوحيدة اللى هتجنني، لأني لو اتاكدت من مشاعري، أناممكن استنى لحد ماتوصل ١٨سنة، على الأقل، بس أهلها مستحيل يستنوا، بقولك جالها عريس يعنى أنا لازم أفهم بسرعة قبل متضيع مني ووقتها مش عارف هعمل إيه؟
ربت ياسين على آيده بحنان:
ــ أهدى عشان تفكر صح، مسألة أنها تتخطب وتتجوز هتاخد وقت مش أقل من شهرين ثلاثة ، انت هتكون أكيد وصلت وفهمت ولو لسة، بكلمة واحدة منك هتوقف جوازتها أو نبعت العريس في رحلة.
سليم باعتراض:
لالا مش هعمل كدة معاها مستحيل اتعامل مع أى حاجة تخصها بالشكل ده، أنت مشفتش براءتها ونضافتها، تصدق أنا مستخسرها فيا من كتر نضافتها ونقاء قلبها.
ياسين:
ــوالله شكلك طبيت ياسليم يا راوي وشكلنا داخلين على معارك كبيرة مع الهانم والباشا أصل استحالة يقبلوا.
نظر له سليم وابتلع تلك الغصة التي تكونت في حلقه بتوتر
ــخلال يومين كان سليم دائم التفكير في ماسة ويرى طيفها في كل مكان يشتاق لها بشدة ولا يعرف كيف يهرب من التفكير بها وهذا الحب
ــــــ💞بقلمي ليلة عادل💞 ــــــــــ
_ كفر الشيخ
غرفة عائلة ماسةالعاشرة مساء
نشاهد ماسه تجلس على الفراش وهي تسند ظهرها على الحائط وتمسك هاتفها بين يديها وهي تقوم بعمل مكالمه .. كان يبدو على ملامح وجهها الضجر والضيق بعد ثوانى هبطت يدها وهى تزم شفتيها زفرت باختناق.. نظرت لها سلوى التي كانت تجلس بجانبها تشاهد التلفاز على احد الافلام العربي القديمه.
سلوى سالت:
بت ياماسه مالك بتنفوخي كده ليه؟
ماسه بضيق:
ــ بكلم سليم بيه مش بيرد عليا؟
سلوى:
ــ مايمكن مشغول.
ماسة:
ــ ده انا ببقالي ياما بكلمه مش بيرد.
سلوى:
ــ الله اعلم، بس انتي بتتصلي بيه ليه؟ هتقولي له على اللي عملته معاكي لورين؟
ماسة:
ـ لاطبعا اني بس هشوفه هيرجع ولا لا، اصله مشىٓ كده من غير مايقول، مع انه كان واعدني ان هو مش هيمشي تاني.
سلوى:
ــ هو كان هيجي عليه وقته ويمشي مش هيفضل يعني العمر كله هنا.
نظرت لها ماسة بحزن وقامت بالاتصال به مره اخرى ..
على الاتجاه الاخر
نشاهد سليم وهو يقود سيارته رنه هاتفه نظرله بطرف عينه وجد اسم ماسة، اخذ ينظر له لثواني بافكار مضطربة، ثم نظر امامه بعد ان وضعه على الصامت واكمل سيره
على إتجاه اخر عند ماسه
ماسة بضيق:
ــ برده ما بيردش.
وضعت الهاتف على الفراش باختناق:
ــ شكله خلص مش راجع خساره.
سلوى:
ــ بنت ياماسه اوعي تكوني حبيتي سليم بيه.
ماسة:
ــ ما انا بحب سليم بيه، يعني انتي مابتحبيهوش؟وانتي ما تعاملتيش معاه غير كم مره.
سلوى:
ــ يا بت اناماقصدش الحب ده، اقصد الحب اللي بيجي في الافلام.
نظرت لها ماسه بضجر وقالت:
ــ بس ياسلوى عيب احنا ما نعرفش الكلام ده، أني بس عشان خاطر كان بيعاملني حلو اديكي شفتي اول ما مشىٓ لورين عملت ايه؟
سلوى:
ــ منها لله بكره جربي تكلمي تاني.
ماسة:
ــ ماشي.
نظرت ماسة امامها وأخذت تفكر بسليم بشوق.
🌹______♥️بقلمي_ليلة عادل♥️_____🌹
_أحد النايت كلب
_ البار الثانيةعشرصباحاً
_ نشاهد سليم وهو يجلس على البار يحتسي الخمر ويبدو عليه الثمالة قليلا ..وبعد دقائق اقتربت منه إحدى الفتيات الحسناوات ذات الملامح الفاتنة بملابس مثيرة تظهر أكثر مما تخفي وهى تمرر أطراف أظافرها على أعلى ظهر سليم بحركات مدروسة مغوية جلست بجانبه.
الفتاة بنظرات مثيرة:
ــ وحشتني
سليم وهو ينظر لها بطرف عينه بنصف ابتسامة:
ــ شاهنداا
شاهندا:
ــ كنت فين.
سليم:
ــ مسافر.
شاهندا:
ــ رجعت أمريكا.
سليم وهو يحتسى الكأس:
ــ تؤ كفر الشيخ.
شاهندا:
ــ اممم عند قرايبك، أنا ممكن أسافر كمان شهر. ماتيجي نسافر سوا.
نظر لها سليم بتركيز أكبر وشاهد في وجهها ملامح ماسة ... فتح عينيه بتركيز وأفاق على صوتها.
شاهندا:
ــ سليم روحت فين.
سليم:
ــ لا خلاص رجعت مصر عشان الشغل في المجموعة.
شاهندا باستغراب:
ــ ما أنت كنت ماسك شغل الباشا هناك وكبرت شركته.
سليم بملل:
ــ شاهي، فكك من الكلام ده، تعالي نرقص.
نهض وسحبها من كفها حيث الاستيدج ..
وبدأ فى الرقص والتمايل على أنغام الأغاني الصاخبة وهى تضمه وتقرب منه بشكل مثير ..
وفجأة شاهد سليم ماسة تقف من بعيد.. توقف عن الرقص وأخذ ينظر باتجاه طيف ماسة بتعجب وقال بهمس ثمل ماسة !! وفجأة اختفت.
أمسكته شاهندا من معصمه وقالت:
ــ ماتيجي نروح الشقة عندك الجو هنا ملل .. سليم. .
حرك رأسه بنعم دون إدراك فعقله وعينه مازالت على المكان الذى شاهد فيه ماسة ..
_ منزل سليم الواحده صباحا
_ نشاهد شقة كلاسكي للغاية تعكس شخصية سليم الكلاسيكية الغامضة.
يدخل سليم هو وشاهندا من باب الشقة وهما يلتهمان شفتي بعضهما بجنون ..دفعها سليم على الحائط وهو ينهال عليها بقبلات شهوانية على رقبتها ...أخذت شاهندا بخلع جاكيت البدلة ثم فتح أزرار قميص سليم توجها إلى الأريكة وهما على ذات الوضع... دفعها سليم بخشونة عليها وهو ينظر لها بإثارة وعيون قاتمة راغبة ..اقترب منها ومرر أصابع يده على جسدها بالكامل وقبلها من رقبتها باشتهاء حتى اقترب من شفتيها ..وقعت عينه على وجهها وجدها ماسة ..انتفض وقام عنها بسرعة كالملسوع وهو ينظر باتساع عينيه وهو يلهث ويحاول أن يهديء من وتيرة أنفاسه...
نظرت له شاهندا بلهفة واقتربت منه وهي تضع يدها على كتفه باستغراب.
شاهندا بتساؤل:
ــ سليم مالك.
عدل سليم من جلسته حتى وضع قدميه على الأرض وهو يحنى ظهره قليلا ويضع أصابع يده على جانب جبينه، وهو يحاول السيطرة على ارتباكه حرك رأسه وهو يقول:
ــ شاهندا سبينى لوحدى من فضلك.
شاهندا بتعجب:
ــ حصل إيه بس؟
صاح سليم بها هو ينظر لها بعينين غامت بالسواد وبصوت رجولى جهور حتى برزت عروق رقبته:
ــ قولت سبيني لوحدي .
انتفضت بخوف من تلك النبرة والنظرة القاسية ..
نهضت مسرعة نحو الباب وهي تعدل ملابسها وخرجت..
فور خروجها كان الغضب مسيطرا على ملامحه و وجهه يقطر عرقا وهو يجز على أسنانه من فرط الاختناق ..
مسح وجهه بقوة يريد أن يفوق من توتره وهو يقول: ــ هو مالي في إيه !
نهض وهو يمسح على أعلى شعره للخلف باختناق و يزفر بقوة... بدأ يفهم كل ما يمر به جيداً...لقد وقع فى عشق تلك الصغيرة وهو لا يعرف كيف ومتى ولما هي بالذات !!!
فهو لأول مرة يعيش تلك الأشياء في حياته !!
فا بالرغم من محاولته للهروب، لكنها مازالت تطارده كظله... يراها باستمرار في جميع الوجوه وفي كل الأماكن ..
مازالت رائحتها في أنفه وصوتها يرن في أذنه ..
كان يفكر أن الابتعاد عنها سيساعده على نسيانها !!
لكنها جعلته أضعف بكثير ويشتاق لها بشدة ..
جعلت من سليم الذي يشبه الإعصار الهائج، صاحب القلب القاسي الذى يخشى منه الجميع،ىعاشق متيم بها مسلوب الإرادة..
نظر باتجاه الأريكة وتذكر أنه لم يستطع الاقتراب من شاهندا عند رؤية ملامح ماسة في وجه شاهندا، بابتسامة عاشقة تمنى لو كانت هي حقا من كانت معه !!
أخذ يتذكر أحاديثهما معا وبراءتها معه ورقتها وابتسامتها الخلابة التي طيرت النوم من عيونه أخذ يسأل نفسه بصوت داخلي:
ــ فيكي إيه خلاني أبقى كدة !! أنا أول مرة يحصلي كدة !!
أناسليم اللي لفيت كل العالم وشوفت بنات أشكال و ألوان محدش منهم قدر يهز شعرة مني، ولا تلفت نظري، تيجي أنتي تعملي فيا كدة ؟ أنا مش فاهم إزاي؟ انا مش عارف أسيطر على نفسي ولا على شوقي ليكي !! أناعايز أشوفك حالا !! أناخلاص اتأكدت إني حبيتك وواضح إن مافيش أي سبيل للتراجع أو الهروب.
بقلمي ليلة عادل♥️
مجموعة سليم الراوي
غرفة الاجتماعات العاشرة صباحاً
_ نشاهد عزت الراوي وفايزة وأبنائهم ماعادا سليم..كان يجلس أيضاً منصور والشركاء في إنتظار سليم يبدو عليهم الضجر .
عامر بنوع من العجرفة:
ــ أنامش فاهم أحنا مستنيين إيه؟
فايزة ببرود:
ــ سليم ط.
عبد القادر بنوع من التقليل والشماتة وهو يخبط بقلمه ع الطاولة،
عبد القادر:
ــ ولحد امتى هنستنى فات ربع ساعة، شكله فشل عشان كدة مكسوف يورينا وشه، أنا قولت لسة مافيش حد من أولاد عزت الراوي على مستوى مشروع زي ده، ولا يستحق لقب الملك الجديد .
نظر عزت بخجل وتوتر مبطن فــسليم وضعه في موقف محرج وهو الذي راهن عليه أمام الجميع لكنه يبدو أنه خذله.
سالي:
ــ يلا نبدأ الاجتماع.
فايزة بأمر:
ــ مافيش اجتماع من غير سليم يا سالي.
حاولت أن تتحدث لكن قاطعها دخول سليم وخلفه مكي والسكرتيرة، توجه إلى مقعده وجلس بكبرياء دون أن يتفوه بكلمة واحدة.
وأثناء ذلك قامت السكرتيرة بتوزيع الملفات عليهم.
عبد القادر باستخفاف:
ــ ما لسة بدري يا سليم بيه.
نظر سليم له بابتسامته المستفزة التي تميزه وقال
باستهزاء وبرود:
ــ لا أناجاي في ميعادي المظبوط الكبار دائماً مواعيدهم مظبوطة يا عبد القادر، الكبير أنت اللي تستناه مش هو اللي يستنى.
عبد القادر بتهكم:
ــ شكلك نسيت نفسك أنا عبد القادر غالي.
سليم بنظرة تقليل:
ــ بالنسبة لمين؟
عبد القادر:
ــ بالنسبة لأي حد.
ضحك سليم باستهزاء:
ــ ده كان من ساعة، إنما أنت دلوقت برة الامبراطورية،يعني طلعت على المعاش.
نظر له باتساع عينيه بتعجب أكمل سليم ..
ــ أنت قعدت على الترابيزة دي من ٣٠يوم بالظبط وقولت إنك هتكون مستقيل لو أخدت المشروع.
ياريت جميع الشركاء يبصو على الأوراق اللي قصادهم.
أخذ الجميع ينظرون للاوراق وهم يقرأونها بابتسامة بالأخص فايزة وعزت الذين يشعرون بلذة الانتصار .
وأثناء ذلك قال سليم:
ــ مش بس أخدنا الصفقة كمان أخدناها بثمن أقل بكتير من الرقم اللي كان جايبه محمود ابنك يا أنكل عبد القادر.
سالي:
ــ بس أنت هتاخد نسبة 10٪ ليه؟
سليم ببرود:
ــ أناعايز كدة بس بعد سؤالك أنتي دونا عنهم هتبقى ١٥، اعتراض تاني هطلعك ع المعاش د.
سالي بضجر:
ــ أنت بتهددني.
سليم بهدوء قاتل:
ــ لا بعرفك مكانتك أنتي هنا تقولي حاضر ونعم وبس.
سالي:
ــ أنتم عجبكم اللي بيقوله ؟؟
منصور بانبهار:
ــ بعد اللي عمله ده لازم يعجبنا، سليم عمل اللي محدش فينا قدر يعمله.
سليم:
ــ أعتقد كدة الاجتماع انتهى.
خبط بيده على الطاولة ونهض وحاول الخروج.. قام عزت بالنداء عليه
عزت:
ــ سليم.
توقف سليم:
ــ نعم.
عزت:
ــ تعالي معايا على المكتب.
توجها سويا الى المكتب وخلفه فايزة وباقي الأشقاء
كان يجلس عبد القادر بضجر واختناق
سالي بغل وتعجب:
ــ إزاي سليم أخذ الصفقة دي؟ أحنا مش عملنا كل احتياطاتنا عشان سليم يفشل.
عبد القادر :
ــ معرفش أحنا بالشكل ده ضعنا هنفضل تحت رحمة عائلة الراوي، سليم لازم يموت.
عامر:
ــ بلاش دلوقت أي تهور لأنك لسة كنت عاملها من كم يوم، كلم محمود وشوف إزاي سليم عدي.
مكتب عزت الراوي.
دخل عزت وفايزة وسليم وأشقاؤه وتبدو على وجوههم نظرة إنتصار.
طه:
ــ لازم نحتفل.
عزت:
ــ عملتها إزاي ؟؟
سليم ببساطة:
ــ استخدمت نظرية عدينى أعديلك.
عزت باستغراب:
ــ يعني إيه؟
سليم:
ــ هما عايزينا نفوتلهم المزاد الجاي، إللي عاملاه وزارة الزراعة، مقابل إننا ناخد أحنا المشروع، وكمان ناخده بسعر أقل، بمقابل هنساعدهم فى عملية التهريب الجاية في الشحنه بتعتنا من غير ولا مليم، بس حد يسافر معهم للتسليم.
رشدي بتهكم واعتراض:
ــ ويبقى كمين واللي يسلم الشحنة يتحبس، ناصح أوي بعدين هتبقى شحنه سلاح طبعا.
سليم بحدة:
ــ أطمن أنا اللي هسافر.
فايزة بقلق:
ــ بس مخاطرة يا سليم.
وأثناء ذلك دخل عشري عليهم المكتب وهو يبتسم لسليم ويحرك رأسه...تبسم سليم قائلا..
سليم:
ـ كانت مخاطرة قبل ما عشري ييجي أصل ولاد مسيو ميلاد ضيوفنا كم يوم في المزرعة.
صافيناز بمكر:
ــ وأكيد لما ترجع، بعد ماتسلم الشحنة، التنازل على باقي المبلغ ثمن مواصلات الضيوف.
سليم باعتراض:
ــ لا مش هغير الاتفاق، كلمة سليم سيف ، واللي اتفقت عليه هيتم، ولو حد فيكم حب يغير في السيناريو هبعته لعبد القادر يونسه في فترة مابعد المعاش، اعتقد كدة أنا نجحت في الاختبار.
فايزة بانبهار:
ــ طبعاً ولازم نحتفل.
رشدي بغيره وحقد:
ــ بس انت يا باشا وقفت شغل السلاح، او وانك تساعد حد انه ينقل شغل من النوع ده، اشمعنا المره دي ما اعترضتش يعني.
عزت بتوضيح:
ــ لان سليم عمل كده بمقابل المشروع اللى اخدناه، دي قصادي دي تفرق كتير يا رشدي.
سليم:
ــ احتفلو أنتم أنا هرجع كفر الشيخ أريح أعصابي.
صافيناز باستخفاف:
ــ أعصابك أخذت على هوا الأرياف.
سليم:
ــ أوي أوي مش قادر أقولك قد إيه.
فايزة باستهجان:
ــ كنت فاكراك بتروح عشان لارا مش عشان البنت الجربوعة دي؟؛
فريدة بتأييد :
ــ فعلاً يا سليم كارلا ومنصور اتكلمو في موضوع اهتمامك الزايد ده.
رشدي باستهزاء محاولا استفزازه:
ــ صنف جديد على سليم قال يجربه بقى.
طه:
ــ هو سليم كدة لما بيشوف حاجة مختلفة بينبهر بيها ويحب يمتلكها ومجرد ما يملكها يلعب بيها شوية ويرميها.
سليم بشدة:
ــ بس ماسة مش تجربة ولا لعبة جديدة مفهوم، وياريت محدش له علاقه بحياتي تاني.
فايزة بتعجب:
ــ تقصد إيه ؟؟ .
سليم بجمود:
ــ هتعرفي قريب يا فايزة هانم رستم آغا..عن إذنكم
خرج سليم وفايزة تنظر له بضجر.
فايزة بتهكم:
ــ أنا هخلي منصور يرميها هي وأهلها برة.
فريدة بتحذير:
ــ أوعي تعملي كدة عشان لو ده حصل سليم مش هيسكت، هتوهي عنه. هما يومين وهيزهق منها.
رشدي:
ــ سليم طول عمره كدة لما بيشوف حاجة جديدة يشبط فيها زي العيل الصغير وشوية ويرميها..
عزت باستهجان:
ــ أنا نفسي أشوفك ربعه، عملت إيه في المهمة بتاعتك!.
رشدي بلامبالاة:
ــ لسة.
عزت باستخفاف:
ــ طبعاً لسة، هو أنت فايق.
_ فى أحد مناطق الفيوم الثالثة عصراً.
_ نشاهد عبد القادر وهو يمسك بندقية وهو يصطاد بط، وكان يحيط به الحراس من بعيد ..
بعد دقائق اقتربت منهم سيارة سليم وسيارتين جيب ..
هبط سليم ورجاله منهم وعلى شفتيه ابتسامة مستفزة ..
اقترب رجالة عبد القادر منه وهم يجهزون الأسلحة ..
عبد القادر بتعجب:
ــ سليم فيه حاجة.
سليم وهو يخلع نظارته الشمسية:
ــ عرفت إنك هنا بتصطاد بط قولت أما آجي أعرض عليك لعبة أحلى.
عبد القادر باستغراب:
ــ لعبة إيه؟
سليم:
ــ بدل ما تقعد تصطاد بط وتقتل الطيور البريئة دي، نلعب لعبة أكثر تشويق وحماس... لعبة الصياد والفريسة والصياد هو الفريسة.
عبد القادر بتعجب:
ــ مش فاهم.
سليم:
ـ بسيطة كل واحد من رجالتك ورجالتى هياخد سلاح بعدد رصاص واحد، بشرط أنا وأنت كمان هنلعب، وكل واحد مسؤول عن حياته، مافيش حد من رجالتك هيفديك، يعنى هتبقى في نفس اللحظة صياد وفريسة..نشوف مين هيصطاد عدد أكبر وهو الكسبان، ( تبسم وغمز له) مش بذمتك دى حماسية وفيها تشويق ومتعة أكتر.
عبد القادر:
ــ أنت أكيد بتهزر.
سليم:
ــ تفتكر جاى كل المسافة دي عشان أهزر معاك،
على فكره اللعبة دى شروطها إنك توافق يعني توافق.، مافيش فيها مجال للرفض، قصادك دقيقة عشان أسمع كلمة موافق يلا واحد.
التفت سليم بظهره وفجأة ركض عبد القادر مع رجالته لكن قام رجال سليم بإخراج أسلحتهم بسرعة وأطلقو سيل من النيران، فوقع جميع رجال عبد القادر على الارض وهو معهم أيضا، اقترب سليم منه وأنحنى قليلا له وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.
سليم ببرود:
ــ نسيت أقولك أهم قاعدة في اللعبة، اللي بيهرب قبل مالدقيقة تخلص بيموت.
رفع ظهره وشاور لرجاله.. اقترب منه عشري ومكي.
سليم وهو يرتدي نظارته:
ــ الموضوع ده ينتهي وتخفي كل حاجة، اسماعيل جاي هينضف معاكم ولو حصل أي حاجة كلموا اللواء فاضل.
مكي:
ــ تمام هتروح ع كفر الشيخ؟
سليم:
آه.. عشري كل حاجة جاهزة !
عشري:
ــ زى ما طلبت
سليم:
ــ استنى مني تليفون.
توجه الى سيارته وقادها وغادر المكان...
عشري بتساؤل وهو عينه على سيارة سليم:
ــ تعرف عايز شقة ليه ؟
مكي:
ــ هو تقريبا قرر يجيبها هنا وشكل الحرب هتقوم.
عشري بثقة:
ــ سليم قدها.
مكي بقلق؛
ــ خايف عليه.
عشري:
ــ أحنا في ظهره... خلينا نخلص بسرعة.
كفر الشيخ
قصر منصور السادسةمساءً
نشاهد سليم يجلس مع منصور وكارولين
في الهول.
منصور بسخرية مبطنة:
ــ زياراتك كترت هنا يا سليم، شكل الأجواء هنا سحرتك.
سليم بجمود وثقة:
ــ دي آخر زيارة.
منصور باستغراب:
ــ ليه كدة ؟
سليم بغموض:
ــ هتعرف بكرة بالكتير.
منصور:
ــ أنا عرفت إنك لعبت لعبة الصياد مع عبد القادر.
سليم:
ــ مظبوط ماهو اللي حاول يقتلني وانا اللى نشرت الخبر عشان لو حد تانى عقله وذه يعمل كدة.
كارولين:
ــ محمود مش هيسكت.
سليم بعدم اكتراث:
ــ عادي نلعبها معه هو كمان عن اذنكم هروح ارتاح شوية.
وأثناء تحركه إلى غرفته قام بعمل مكالمة لماسة
سليم:
ــ ألو ماسة أنا في الجنينة عندالاستراحة تعالي... أغلق الخط .
((بعد دقائق ))
_ نشاهد سليم يجلس على مقعد في الحديقة
بالقرب من الاستراحة... اقتربت منه ماسة ويبدو على ملامحها الضيق قليلاً
ماسة بجمود:
ــ تؤمر بإيه ياسليم بيه
التفت سليم لها برأسه بابتسامة اشتياق : عاملة إيه وحشتيني.
ماسة بجمود:
ــ الحمدلله في حاجة؟
نظر لها سليم هو يعقد حاجبيه باستغراب نهض بتساؤل:
ــ في إيه مالك؟
ماسة وهي تحاول ألا تنظر بعينيها له:
ــ مالي؟
اقترب أكثر لها ورفع وجهها بأطراف أصابعه باهتمام و تساءل بأمر.
سليم
ــ في إيه؟؟ مالك؟ مش هقول تاني .
رفعت ماسة عينيها له بعتاب بريء:
ــ بصراحة آني واخدة على خاطري منك لأنك سافرت ومقولتش حاجة، وكمان كلمتك كتير على التليفون ومردتش عليا، مش قولت إننا أصحاب.
ابتسم سليم بجاذبية:
ــ مظبوط ، هما كلموني بالشغل وكان لازم أسافر، ولما اتصلتي كنت مشغول فمتزعليش مني ممكن.
تبسمت ماسة ببراءة:
ــخلاص مش زعلانة بس أبقى قولي بعد كدة مش تاخد بعضك وتمشي.
سليم تبسم:
ــ ماشى.
ماسة:
ــ أجبلك قهوتك.
سليم:
ــ ياريت.
ماسة:
ــ مش هتأخر .
أخذ ينظر لآثارها بابتسامة حب..
((بعد وقت ))
_الاستراحة
_ نشاهد سليم يجلس أمام التلفاز وخياله يسرح بماسة وعلاقته بها وما ستؤول إليه وكيف تعلق بها لهذه الدرجة... قطع خياله دخول ماسة وهي تحمل صينية بها فنجان من القهوة.
ماسة:
ــ أنا عملتلك قهوة.
سليم بإبتسامة لطيفة:
ــ تسلم إيدك.
ماسة:
ــ عايز حاجة تانية أعملهالك.
سليم هز رأسه بنعم: امم
ربت بكفه بجانبه على الأريكة وهو يقول:
ــ تعالي اقعدي شوية.
نظرت ماسة بخجل إلى الأريكة محل إشارته، و جلست بجانبه لكن بعيد نوعا ما.
تبسم سليم برقة فهو فهم أنها تخجل من الجلوس قريبا منه اقترب هو منها ونظر لها باهتمامظ
سليم بتساؤل:
ــ بالحق عملتي إيه مع العريس؟
ابتسمت ماسة ونظرت له بزاوية قائلة:
ــ أسكت مش عمل حادثة وموضوع الخطوبة باظ.
سليم بسعادة مبطنة:
ــ ازاي ؟
ماسة:
ــ وهو جاي علشان يشوفني خبطه متوسكل ورجله تكسرت وأمه قالت إن وشى وحش عليهم.. وحلفت عليه ما ياخدني.
سليم بغزل:
ــ أنتي وشك وحش!! بقى الوش القمر ده والعيون الجميلة دي وحشين!! دول أكيد عمي ومابيقدروش الجمال، ده أنتي ملكة يا ماسة.
سعدت ماسة من كلماته التي أخجلتها، ابتسمت ونظرت للأسفل نظر لها سليم لثوانى بحب وسعادة تغمر قلبه فهو يشعر بالراحة لفشل مشروع زواجها.. قطع سليم ذلك الصمت قائلا.
سليم:
ــ ومامتك قالتلك إيه؟؟
ماسة:
ــ أمي قالتلي متزعليش هما الخسرانين.
سليم بترقب:
ــ هو أنتي زعلانة؟
ماسة:
ــ لا بس كان نفسي أمشي من هنا، بس أمي قالتلي ماتعرفيش نصيبك فين والقدر مخبيلك إيه؟!
تبسم سليم برقه وجاذبية بتأييد وهو يهز راسه بنعم:
ــ مظبوط يا ماسة متعرفيش نصيبك مخبيلك إيه !! أنا متأكد أنه حاجة حلوة زيك، لأنك ماتستهليش غير الحلو، ها قوليلي حد ضايقك وأنا مش موجودة ؟
نظرت له ماسة لثواني، فهي تود أن تخبره عن ما فعلته معها لورين لكنها خائفة من رد فعله ولا تريد أن تفتعل مشكلة كبيرة فاختارت الصمت.
ماسة بتلعثم:
ــ لا.
سليم:
ــ متأكدة.
ماسة:
ــ اممم متأكدة، إيه هتمشي تاني؟
سليم:
ــ آه بس المرة دي مختلفة.
ماسة بعدم فهم:
ــ ازاي يعني؟
سليم بغموض:
ــ هتعرفي بكرة.
ماسة بتعجب:
ــ ليه اشمعنا بكرة؟
سليم:
ــ ما تستعجليش.
ماسة:
ــ طب متخليك شوية كمان!!! هو حضرتك مينفعش تاخدنى أنا وأمى وأختى نشتغل عندك ها ومش لازم ناخد مرتب ممكن زي هنا باكلنا وشربنا وابويا وامي بس اللى يأخذه مرتب.
سليم بلطف وهو يداعب أنفها:
ــ ماسة كلها بكرة أصبري
ماسة:
ــ حاضر، أنا هقوم بقى.
سليم:
ــ خليكي شوية.
رفعت ماسة عينيها له بابتسامة خجولة فكانت عينا سليم مسلطة عليها، تنهد ونظر أمامه على التلفاز قائلا.
سليم:
ــ خليكي قاعدة معايا في فيلم حلو هيبدأ نتفرج عليه سوا.
ماسة بابتسامة:
ــ ماشي.
وأثناء مشاهدتهم للفيلم كان كل منهما يسترق النظر دون أن ينتبه الآخر....
_(( اليوم التالي))
_ الاستراحة التاسعةصباحاً
_ نشاهد سليم وهو يجلس على الأرجوحة وهو يمسك بين كفيه رباطة الشعر الخاصة بماسة، أخذ ينظر لها بتركيز وهياام، قربها من أنفه وأخذ يستنشق عبيرها الذي مازال آثاره عالقة بها، كان تأثره بها واضحا على ملامحه بشدة، أغمض عينيه وتاه ولم يعد إلى صوابه، إلا عندما أستمع إلى صوت طرق الباب، تنهد ووضعها في جيب بنطاله وتوجه نحو الباب ...فتحه ... كانت ماسة وهي تحمل صينية الفطار..
ماسة بابتسامة عريضة:
ــ صبحك بالخير يا سيدى سليم بيه؟
ارتسمت على وجنتيه ابتسامة عريضة بسعادة رغماً عنه فعشقه لها أصبح خارج نطاق السيطرة.
سليم بسعادة مبطنة:
ــ ماسة تعالي.
أفسح لها الطريق وهو يراقبها بعينه، دخلت و وضعت الصينية على الطاولة.... التفتت له قائلة:
ماسة:
ــ جبتلك الفطار يابيه.
اقترب منها سليم وهو ينظر لها برفعة حاجب بشدة بنزعاج:
ــ هو كل مرة لازم أزعقلك وأفكرك !!
تبسمت ماسة بخفة وهي تقول:
ــ لا بلاش والله بخاف منك لما بتتظرظر كدة، حاضر سليم سليم مبسوط كدة.
سليم بتأييد ممزوج بمزاح:
ــ أيوة، أنا مبسوط كدة متظرظرنيش.
ضحك ثم نظر للطعام الموضوع على الصينية وهو يقول بملل ..
سليم:
ــ أنا زهقت من الفطار ده.
ماسة باهتمام:
ــ طب تحب تأكل إيه؟
سليم بلطف:
ــ امممم مش عارف بس ممكن بيض بالخضار.
ماسة:
ــ بتعمله إزاي ده وانا أعمله.
سليم:
ــ أنا هعمله.
ماسة بدهشةواستخفاف:
ــ بقى أنت بتعرف تعمل بيض !!
سليم بثقة:
ــ آه بعرف طبعاً.
رمقته ماسة من الأعلى إلى الأسفل بعدم تصديق، فهم سليم من نظراتها أنها لم تصدقه ...
أجابها سليم على تلك النظرة بلطف وهو يبتسم .
سليم بتأكيد:
ــ يابنتي أنا عشت لوحدى فى أمريكا أكتر من ١٢ سنين وفضلت أتنقل من بلد لبلد ومعظم الوقت كنت بعمل أكل لنفسي.
ماسة بتعجب واستنكار:
ــ عايز تفهمنى بقى إن سليم الراوي ابن الباشا بيعرف يطبخ !!
سليم:
ــ مش أوي يعني بس أناممكن أعملك بيض اسباني هيعجبك جداً.
ماسة بحماس:
ــ لا ده آني كدة هاقف اتفرج بقى.
سليم:
ــ اتفرجي.
التف سليم خلف البار وهو يقول:
ــ بس أنتي هاتساعديني ها يلا هاتيلي ال..
صمت ونظر لها بابتسامة فهو يريد أن يعد لها الطعام بيده يريد أن يجعلها ملكة كما يراها ..
مد ذراعيه وأمسك كفيها لجعلها تجلس على المقعد أمام بار المطبخ وهو يقول ...
سليم:
ــ لا أنتي هتقعدي هنا هانم وأنا هعمل البيض !
اتسعت عين ماسة وارتعشت بشدة حين تلامست يداهما، سحبت يدها بسرعة بخجل وارتباك.
ماسة برتباك:
ــ إيه ده يا سيدي مينفعش طبعاً.
سليم بأمر وحدة خفيفة:
ــ هو إيه اللي ماينفعش !! أقعدي قولت، وبعدين مش قولتلك اسمي سليم.
ماسة بخوف:
ــ حاضر حاضر آني آسفة.
سلبم بأمر وشدة نوعا ما:
ــ آخر مرة أقولك حاجة وترفضي تعمليها، اللي أقوله يتنفذ من غير مناقشة فاهمة !
هزت رأسها بايجاب وجلست على المقعد كأنها طفلة أمام والدها، ابتسم سليم لها بلطف وأخذ يعد طبق البيض الإسباني ...
كانت تشاهده ماسة بانتباه وتركيز بابتسامة عريضة وهي تسند خديها بكفيها... كان يقطع الطماطم والخضار بشكل احترافي.
سليم بتساؤل:
ــ تعرفي تعملي كدة ؟
ماسة ببراءة:
ــ لا بس أمي بتعرف.
تبسم لها وأكمل ما يقوم به وبعد الانتهاء وضعه في طبق على طاولة البار التي بينهما.
ماسة بانبهار:
ــ لا طلعت شاطر، ريحته حلوة أوي، ياترى ريحته زى طعمه.
سليم وهو يأخذ قطعة بالشوكة ويقدمها لها بلطف.
سليم بحماس:
ــ كلي وهتعرفي وتحكمي بنفسك.
ماسة بحماس:
ــ ماشي.
تناولت قطعة من الخبز وأخذت تغمسها ..نظر لها سليم بتعجب وهو يقول:
سليم بتعجب:
ــ أنا بمدلك أيدي بالأكل على فكرة ؟
ماسة بتعجب:
ــ هو أنت عايزني أكلها !!
سليم برفعة حاجب:
ــ أمال إيه ؟
ماسة بارتباك:
ــ بس يا سليم بيه مش هينفع!
رمقها سليم بنظرة حادة وباتساع عينيه وبأمر:
ــ يلا قولت.
ماسة بتوتر:
ــ حاضر.
ابتلعت ريقها فتحت فمها وتناولتها .. وحين تذوقتها.. ارتسمت على وجهها ابتسامة رائعة.
سليم بتساؤل:
ــ هااا رأيك إيه !!
ماسة بابتسامة:
ــ ده حلو أوي ماشاء الله عليك لا كسفتني .
ضحك بخفة والتفت وجلس على المقعد المجاور لها
سليم:
ــ يلا كلي معايا.
اتسعت عينين ماسة بندهاش:
ــ أكل معاك يالهوي.
سليم بحدة خفيفة:
ــ هو أنا كل ما أقولك على حاجة تتصدمي وتبرقي !! في إيه؟
ماسة:
ــ أصلك بتقول حاجات غريبة.
سليم بحدة خفيفة:
ــ هو أحنا مش اتفقنا نبقى أصحاب وتبطلى تقوليلي سليم بيه ،!!
هزت رأسها بنعم.
سليم:
ــ وأنتي مش بتعملي أي حاجه منهم.
ماسة بخوف:
ــأصل خايفة.
سليم بتعجب:
ــ خايفة من إيه ؟ مني يا ماسة !!
ماسة بابتسامة محبة بريئة:
ــ آنى مابنخفش منك، بس لو حد شافني باكل معاك وسمعني بقولك سليم حاف كدة هيموتوني .
اتسع بؤبؤ عينه بشدة وقال لها بنبرة رجولية حاسمة وقوة وهو يقرب وجهه من وجهها.
سليم:
ــ محدش يقدر يقرب منك مهما حصل فاهمة.
نظرت له ماسة باتساع عينيها بارتباك وخوف من تلك النظرة وهي تهز رأسها بإيجاب عدة مرات.
ارتسمت على سليم شفتيه ابتسامة عريضة جذابة وهو يقول:
ــ هتاكلي معايا ماشي.
ماسة وهي تهز رأسها بابتسامة وقبول.
وبالفعل بدأا يتناولان الفطار سويا وهما يضحكان بشدة وكان سليم يطعمها بأيده وكانت تبتسم بخجل وقامت هي أيضا بإطعامه مقلدة له..
فهي مازالت بنوتة صغيرة في سن المراهقة لا تفقه شيئا تقلد ما تري على تلك الشاشة التي سحرتها بما تعرضه فهي تأخذ منها الكثير من المعلومات ..
وأثناء ضحكهم اقتحمت عليهم سعدية الاستراحة ونظرت بتعجب شديد الى ابنتها وهي تجلس بجوار سليم وتتناول معه الفطار ويضحك معها.....
مشهدهم بذلك الوضع لا يوحي لمن يراهم أنهم خادمة وسيدها بل أقرب بكثير !!!!؟
نهضت ماسة مسرعة خوف من والدتها مما جعلها تتوتر وتوقع المعلقة من بين يدها.
ماسة بخضة:
ــ أمي !!
نهض سليم وهو ينظر لها بعدم اكتراث للأمر !
سعدية بجمود وشدة:
ــ ماسة اطلعي استني برة، عايزة أتكلم مع البيه لوحدنا .
ماسة وهى تهز رأسها بايجاب وخوف وركضت للخارج مسرعة دون حديث ..
أخذت تنظر سعدية لسليم بجمود وهي ترمقه من أعلى لأسفل بجمود ثم قالت بشدة وقوة و عقلانية.
سعدية:
ــسليم بيه !!
نظر لها سليم بانتباه وأخذ يستمع لها بتركيز شديد وعلى شفتيه ابتسامة خفيفة.
سعدية:
ــإحنا غلابة أوي يا بيه، ومحلتناش إلا شرفنا هو اللي نملكه من الدنيا الغدارة دي، ماسة بنتي طفلة وهبلة وعلى نياتها ، فاكرة إن الدنيا عبارة عن الصندوق الصغير اللي بتشوف فيه ناس بتتحرك، وواخدة كل معلوماتها منه، وفاكرة إن الدنيا كلها زي الصندوق ده ! ماتعرفش إن التلفزيون وان دة كله تمثيل في تمثيل، بيظهر جزء واحد من الحقيقة، وإن الدنيا أكبر بكتير منه، غابة كلها وحوش يأكلو الغلابة اللي زيها، ماسة عمرها ماخرجت برة القصر ده، ماتفهمش باللوع، ولا بالكلام اللي على كل لون !! لسة عود أخضر ما تلوثشي .
سليم بتصنع عدم الفهم:
ــ أنامش فاهم إنتي بتقوليلي الكلام ده ليه؟
أخرجت سعدية نفساً عميقا وأجابت بجمود:
ــ أنت عايز إيه بالضبط من بنتي يا سليم بيه الراوي؟
تبسم سليم ونظر لها بتركيز و