رواية جراح الماضي
الفصل الخامس عشر 15
بقلم هالة سيد
كان التوتر والخوف هو المسيطر عليها اما هو فكان يحاول ان يطمئنها فتاره يهدائها بالكلمات وتاره ينظر للطريق امامه حتى وصلو للمشفى هبطت من السياره بسرعه فائقه اما هو قام بركن السياره ثم توجه هو والصغيره وحاولو ان يلحقو بها للداخل .وجدها تقف حائره ولا تعرف ماذا تفعل أقترب منها وأخذ يتسائل لما تقف هكذا فهتفت بحيره والقلق هو المسيطر عليها :
مش.....م ش عارفه هما راحو فين ؟
-طيب أهدى.. تعالى نروح نسأل فى الاستقبال.
بالفعل توجهت معه ثم اخبرهم عامل الاستقبال بأنهم فى الطابق الثانى فصعدو للاعلى ثم توجهو حيث أخبرهم العامل.. فوجدوهم هناك والقلق واضح على وجوههم...
-ركضت آلاء نحوهم مسرعا حتى وقفت أمام أخيها وتسائلت ببكاء والرجفه تجتاح جسدها.
مام..ا ف ين ؟
-تنهد تنهيده قويه ثم ربت على كتفها يحاول ان يبث الطمئنينه لها حتى وان كان يفتقدها هو..
الدكتور معاها وان شاء الله هتكون كويسه..
-لم تهداء بعد فذهبت ناحية شقيقها عبدالرحمن ولأول مره تتحدث إليه بتلك النبره الضعيفه المترجيه.
عبدالرحمن أرجوك قولى ماما حصلها أيه ؟ وهم ان تقبل يده فسحب يده مسرعا وأحتضنها بقوه وهو يتمتم ببعض الكلمات علها تهداء ولكن داخله يتمزق والقلق ينهش فى قلبه..
-شششششش أهدى أن شاء الله ماما هتكون كويسه تشبثت فيه بقوه وأخذت تبكى بقوه خوفا عليها.. اما الباقين فأخذو ينظرون إليها بشفقه وخوفا عليها فى نفس الوقت..
***********************
أخدت ترتدى ملابسها على عجله من أمرها وتدعو الله ان تكون السيده سميه بخير فهى امرأه حنونه وذات قلب كبير وأكثر ما تخشى عليه هو صديقتها فهى تعلم كم هى متعلقه بأمها كثيرا..
فهى منذ ان أخبرها حازم بالهاتف وهى خائفه عليها وتتوقع عند ذهابها للمشفى ستراها منهاره لذلك أسرعت بإرتداء ملابسها وذهبت لولداتها حتى تستأذنها فى الذهاب.
-مريم بحزن واضح فى نبرتها.
ماما انا هروح المستشفى ل آلاء.
-شهقت احلام بخضه وهتفت بقلق.
خير يا حبيبتى مالها آلاء ؟.
-مش آلاء دى طنط سميه الى تعبانه وحازم لسه مكلمنى وقالى.. وأنا لازم اكون موجوده معاها.
-أومات برأسها مؤكده: أكيد طبعا يا حبيبتى لازم تكونى موجوده معاها دى أكثر من أختك (ثم أضافت) أول لما توصلى ابقى طمنينى على سميه..
-تمتمت وهى تذهب مسرعا: حاضر.. حاضر
أما احلام فأخذت تدعو لهم وتشفق علي الفتاه وامها التى دائما مايأتى عليهم الزمن...
عينى عليكى يابنتى انتى وأمك ربنا يكون فى عونكم ويشفيكى ياسميه يارب...
*****************
بعد مرور بعض الوقت خرج حازم منهكا بتعب أول من لمحته هى فهيا لم تنزل عينيها من على باب الغرفه القابعه بها والدتها فأسرعت نحوه متسائله بلهفه وخوف : حازم حازم ماما مالها؟؟
للحظات نظر إليها وإلى حالتها التى وصلت إليها وعند شروده هذا أخذت تصرخ فيه وبتلقائيا أمسكت يديه فهى لم يكن بها ذره عقل لتعرف ماذا تفعل ... حازم حازم رد عليا ساكت ليه ؟
-أفاق من شروده ثم هتف قائلا بهدوء:
أطمنى هيا كويسه بس هتفضل فى العنايه المركزه شويه...
-أخذت تهز رأسها بعدم تصديق.
طيب لو هيا كويسه هتدخل العنايه ليه ؟ انت كذاب.
رغم صدمته من الكلمه إلا أنه مقدر حالتها تلك لكن جائه الاعتذار من فم مصطفى بحرج...
-أحم معلش ياحازم هى متقصدش أنت عارف .
-أوما مؤكد وقال بحنان:
أنا عارف كده كويس ومقدر حالتها علشان كده مش زعلان.
تدخل عبدالرحمن قائلا : يعنى يا دكتور ماما كويسه.
نظر له بتساؤل وقال: مين حضرتك ؟
بادله النظره بضيق وقال: أنا أبنها لو خلصت تحقيق قولى حالتها إيه.
شعربالحرج الشديد من كلماته وقال موضحا:
-احم انا مقصدش.
انا كل الحكايه انى اعرف طنط سميه وآلاء من زمان ومصطفى كمان علشان كده أستغربت مش أكثر... ثم أكمل بهمس حتى لا تسمعه تلك الواقفه..
بصراحه الحاله مطمنش وأنا حذرت أكثر من مره من الانفعال صح يا مصطفى... أوما الاخر بتأكيد ..
-المهم حاليا ال24ساعه دول يعدو على خير وربنا يستر.. ثم تركهم وأنصرف...
-أما الاخرى فكانت فى عالم آخر وكل مايتردد فى أذنها تلك الكلمات التى تدفعها للجنون ولا تتوقف.
-بنت حرام... بنت حرام... عشيقها.. خاينه.....
عندما لم تستطع إيقاف سيل الكلمات أخذت تصرخ وتضع يدها على أذنها علها تمنعها...
-بس بس كفايه حرام كفايه
أنتفض الجالسون من أماكنهم وهرعو إليها أما صاحب المشكله والذى لا يعرف لما قدم إلى هنا معهم يرمقها بأستخفاف وكره ولم يشفق عليها لو للحظه ويعتقد بأن ما تفعله مجرد تمثيليه هزليه... وكانت تجلس بجواره أبنته الصغرى والتى بمجرد سماعت تلك الصرخات أنكمشت فى احضانه تتشبث فيه وهو بدوره بادلها الاحتضان وأخذ يهدهدها بصوت حانى -أهدى يا حبيبتى متخافيش....
اما على الجانب الاخر.. هب عبدالرحمن ومصطفى وخالد لمساعدة تلك البائسه..
-خلاص يا حبيبتى الدكتور طمنا أهدى بقا.
-يا آلاء غلط الى بتعمليه دا .
-يا أنسه أقرى قراءن وأدعيلها أفضل..
لكنها لم تعرهم أهتمام فتلك الكلمات مازلت تتردد فى أذنها تلقائيا رفعت بصرها تجاه مايسمى أباها بأعين محتقنه وحمراء من كثرت البكاء : هدفعك التمن غالى لو حصلها حاجه...
تجاهلها ببرود تام ثم ألتفت لابنه قائلا :
-روح هات عصير لاختك علشان تهدى.
قطب عبدالرحمن مابين حاجبيه بأستغراب وقال..
-تقصد آلاء؟!
فنفى الاخر بقوه غاضبا: لا طبعا انا قصدى ساندى أنت مش شايف عامله أزاى بسبب صوت البنت الى واقفه هناك دى ...انهى كلامه بأشمئزاز مشيرا بسبابته تجاه آلاء..
-شعرخالد بالحنق الشديد من ذلك الرجل لكنه فضل الصمت الذى قطعه رنين هاتفه فأخذه وذهب بعيدا حتى يرد على المتصل.. أما مصطفى لم يعرف ماذا يفعل مع تلك الثائره وأغضبه أيضا هذا الكلام فأخرج غصبه فى ذلك الاحمق الحقير كما يلقبه : تصدق بالله انت انسان مستفز ولولا انك راجل كبير كنت أتصرفت معاك ..وبعدين انت أيه الى جابك معانا ؟؟!!هو انت مش بتقول ان سميه خاينه جاى معانا ليه بقا!.
-لم يكن يعرف بماذا يرد عليه لكنه قال أول شئ خطر بباله...
-أيوه خاينه وانا جاى ليه. فجاى علشان أشوف أنتقام ربنا منها وكمان عاوزها تقولى هيا عملت كده ليه... ثم انك انت بالذات تخرس خالص ممكن......
-لا يعرف لما دائما لا يطيقه وهى اول مره له يراه فيها أفاق من شروده وذهب تجاه أخته ثم أخذها من يدها وأجلسها على إحدى الكراسى الموضوعه فى غرفة الانتظار وأخذ يمسد بحنو على كتفيها ويقرء ما تيسر من القراءن حتى شعر بهدوءها فتسائل قائلا :
-بقيتى احسن هزت رأسها بإيجاب... فجأه جلس جوارهم عبدالرحمن وقال: انا هروح أجيب اى حاجه ل آلاء تشربها ولساندى وأجى عاوز حاجه ؟
-أوما بهدوء وهو يمسك برأسه التى تؤلمه بشده : محتاج فنجان قهوه أحسن رأسى هتنفجر من الصداع.....
هز الاخير رأسه بهدوء وهم ان يسير لكن أوقفه مصطفى قائلا : أستنا هاجى معاك ثم أمال بجزعه قليلا ناحية آلاء وقال : حبيتى هروح خمس دقايق وراجع تانى خلى بالك من نفسك.. هزت رأسها بمعنى لا تقلق.. قبل رأسها ثم ذهب الاثنان معا...
...........................................
على الجانب الاخر..
يتحدث فى الهاتف مع شقيقه الذى بادره بالقول مازحا..
-زياد بمزاح: إيه يا خالود روحت فين المره دى اوعى تقول الصين ههههههه
-كز الاخر على أسنانه بغيظ : ههه خفه يا واد أخلص عاوز إيه..
-يا عم بهزر معاك الله.. وبعدين مش انا الى عاوز دا أمك..
-تصدق بالله هقفل فى وشك
-هتف الاخر مسرعا: ليه بس؟
-هتف خالد بحنق : بقا فى شاب محترم يقول دا امك بقا دى ألفاظ.
-زياد بمزاح : اومال أقول إيه دا مامى ههههههههههههههههه
-خالد وقد بدء يقفد أعصابه فقال بصرامه :
حساب السخريه دى هتتعاقب عليه بعدين اول مارجع أسكندريه.. أخلص قول ماما عاوزه إيه؟
-بلع الاخر ريقه بخوف من نبره أخيه الصارمه وهتف مدافعا :
سخريه مين مين دا الى يقدر يعمل كده.. هو انا مستغنى عن عمرى ،، ياعم انا كنت بهزر مش أكثر..
-رد عليه بجديه : أخلص
-أه اه ماما صحيت مالقتكش فقعدت تعيط وفكرتك سافرت تانى وكمان مكانش معاها رقم الموبيل بتاعك فقالتلى أتصل بيك أشوفك روحت فين بس مش أكثر يا معلم...
-رد عليه خالد : طيب طمنها ان انا مسافرتش وانى فى القاهره مع عبدالرحمن.
-زياد بأهتمام : خير ماله عبدالرحمن؟
-حصل معاه مشكله كده ،، المهم انا أحتمال أرجع بكره
-قطب زياد جبينه ثم قال: مشكلة إيه خير!
-رد عليه بحزم : ملكش دعوه وأخلص أقفل
-زياد بإحراج مصطنع : احم احم وليه الاحراج دا يا شق (اختصار شقيق)
-أبتسم خالد على شقيقه الذى لا فائده منه :
-شق! أقفل يا زياد مفيش فايده فيك.. سلام
...................................................
فى الاسفل
*******
-مصطفى انا هستناك هنا لانى تعبان ومش قادر أمشى
-مصطفى بأقتراح: طيب تعالى أقعد هنا فى الكافيتريا
-عبدالرحمن برفض: لا لا مفيش داعى روح انت هات الحاجات وأنا مستنيك هنا...
-هز الاخر رأسه بإيجاب وذهب تجاه الكافيتريا..
********************
فى تلك الاثناء وصلت مريم امام المشفى.. بعدما هبطت من التاكسى وأعطته أجرته ركضت للداخل لتتسائل عن مكان والدة آلاء ثم أسرعت للصعود.......
رنين هاتفه أخرجه من شروده فأخرجه من جيبه ووجد ان االاتصال من الخارج فقام بالرد على المتصل وأثناء مهاتفته تلك وجد من يصتدم به فيقع الهاتف. من يده على الارض
........................
أثناء ركضها للاعلى كان هناك شخص يعطيها ظهره ويتحدث فى الهاتف وكلما تريد ان تتجاوزه يأتى امامها عدة مرات وعندما ابتعد وهمت بالصعود فجأها مره أخرى بالتوجه إلى تلك الناحيه فحدث الاصتدام ووقع الهاتف ...
ألتف ليرا من ذلك الذى تسبب بوقوع الهاتف فوجدها فتاه متوسطه الجمال قصيره بعض الشئ وتنظر له بحنق فتجاهلها وامال ليلتقط الهاتف اما هى فكانت تريد لكمه على وجه بشده فأنه حتى لم يعتذر منها على فعلته ياااااالله كم أنه وقح)
لذلك هتفت فيه بإنفعال : مش تفتح ولا انت أعمى .
-دهش من كلماتها فهى التى يجب ان تعتذر منه مما جعله ينظر لها بذهول..
-مريم بضيق : وكمان أطرش
كفا لهذا الحد لقد تجاوزت حدودها معه لذلك هتف بالانجليزيه دون وعى : What
-مريم بتأفف وهى تناظر ملامحه الوسيمه وجسده الرياضى وغصب عنها رسمت علامات الاعجاب على محياها فالتقطها هو بسهوله مما دفعه للابتسام :
- Whatوكمان اجنبى ومز لا كده كثير عن أذنك يا خواجه ثم تركته وركضت للاعلى.. اما هو فأبتسم على كلماتها وأدرك لتوه بأنه نطق بالانجليزيه بسبب تلك المكالمه التى واردته....
-مز وأجنبى ههههههه و خواجه ههههههههه البت دى مجنونه والله
...............................................
كانت آلاء جالسه تحدق فيه بغضب وسخط فهى لا تطيق وجوده فى مكان هى فيه يااااااالله كيف له ان يتهم أمى بتلك الجريمه البشعه فأنا يجب ان أبرئ امى من تلك التهمه فجأه تحدث جزء أخر منها
-كيف ستبرئيها وهو يملك دلائل على أدانتها ستخسرين يا عزيزتى لا محاله....
لأ لا سأبرئها مهما كان الثمن.. أفاقت من شرودها على تحديقه بها فتملك منها الغيظ.
-هتفت بهدوء رغم غضبها الداخلى :
-لو سمحت ممكن تمشى من هنا مفيش داعى لوجود حضرتك...
-ظهر البغض فى ملامحه وتكلم ببرود: ملكيش فيه انا الى أقول امتى أمشى وأمتى أقعد
-بلغ الغضب ذروته منها :
-انت عاوز أيه تانى مش كفايه الى حصل بسببك لحد كده ،، اهى جوة بين الحياه والموت.. كل دا مش مكفيك ولا مش هترتاح غير لما تموت... انهت كلامها والدموع تعرف مجراها على وجهها.
-تحدث بغضب : أنا معملتش لسه حاجه والى حصلها دا جزء صغير من عقابها او ممكن تقولى تكفير ذنوب.....
*لم تعرف ماذا تقول له فيبدو بأن ذلك الرجل قلبه من حجر فأخذت تستغفر ربها فأراد أستفزازها أكثر..
-ممدوح بأستفزاز: أستغفرى يمكن ذنوبك وذنوب أمك تقل
-قامت من مجلسها فهى لم تعد تتحمل أكثر من ذلك فصرخت بصوت عال :
-سبنا بقا فى حالنا حرام عليك حرام عليك
فى ذلك الوقت أتت مريم على صوت صراخها فركضت نحوها بهلع : آلاء مالك يا حبيبتى فى إيه بس أهدى
بمجرد رؤيتها لصديقتها جعلها ترتمى فى أحضانها وتجهش بالبكاء وهى مازالت تصرخ : أمشى بقا وسبنا فى حالنا... يارب يارب....
-للمره الثانيه يأتى أحدهم على صوت بكاءها وصراخها....
خالد بقلق وهو ينظر لهم : فى إيه مالك يا آلاء! ثم رمق من تحتضنها بتساؤل حينما لم يتلقى إجابه من آلاء سوى البكاء :مالها يا أنسه ؟
-مريم بجهل : معرفش أنا جيت لقتها بتزعق مع الاستاذ( ثم أشارت على ممدوح)
-ألتف خالد ناحية ممدوح : فى إيه يا عمى مالها وبعدين فين مصطفى وعبدالرحمن ؟
-ممدوح ببراءة الذئاب : مصطفى وعبدالرحمن راحو الكافيتريا وبعدين انا معملتلهاش حاجه هيا الى قاعده تزعق لم تخل تلك البراءه على خالد وعلم بأن ممدوح هو سبب انهيارها ذلك فشعر بالحنق الغضب تجاهه... ذهب ناحية آلاء لبهدئها وتعاونه مريم التى يجهل هويتها وتجهل هويته....
-خالد بحنان وهدوء: أهدى يا آلاء على الاقل علشان مامتك..
-مريم بدموع وهى تربت على كتفيها: يا حبيبتى اهدى علشان هتتعبى كده...
-خالد بنرفزه وهو يوجه كلامه لممدوح : مش معقول يا عمى أكيد عملتلها حاجه وحاجه كبيره كمان علشان تبكى بالشكل دا...
-انت بتخيل عليك الحركات دى برضو.
شعر خالد حينها برغبه شديده فى لكمه على وجهه لكنه ومع الاسف والد صديقه وثانيا : أنه رجل كبير وله أحترامه..
لذلك نفض الفكره عن رأسه...
-فجأه شعرت بدوار شديد يجتاح رأسها وغمامه سوداء تظلل عيونها وتسحبها شئ فشئ حتى أستسلمت لها.وسقطت مغشيا عليها فصرخت مريم بفزع : آلاء آلاء ألحقنى بسرعه يا أستاذ أرجوك.
-أسرع خالد نحوها وتلقاها بين ذراعيه وجلس أرضا ثم أخذ يضرب على وجنتيها برفق لكن ما من أستجابه.. أحس ببرودة جسدها التى تتنافس مع بروده الموتى.
-فهتف بقلق وصوت عالى: دكتور دكتور بسرعه.
-أتى حازم مهرولا آثر سماعه لأصواتهم المستغيثه أول من رأته مريم والتى صاحت به ان يلحق صديقتها فأسرع ناحيتهم ثم جثى على ركبتيه أمامها وأخذ يتفحصها.
-مريم بدموع وقلق : مالها ياحازم أرجوك ألحقها بسرعه
-للحظات لم يجب عليها فآثار ذلك غيظ وقلق خالد.الذى بجواره
-أنت هتفضل قاعد كده ؟ ياتكشف عليها يا نشوف غيرك.
-نظر له حازم بحنق من عصبيته تلك وقال:
-أكيد هكشف عليها بس الاول أدخلها أوضة الكشف عن أذنك ممكن تحاسب كده علشان أشيلها.
-رفعة حاجب توازيها نبره مستنكره هما كان جوابه :
- نعم؟!
-حازم وقد بدء حملها بالفعل ويتجه ناحية غرفة الكشف :
-نعم الله عليك. أوعى من قدامى.
-أفسح له خالد المجال لان الاخر قد حملها بالفعل وصار معه إلى غرفة الكشف ودخلت مريم وبقى هو بالخارج.
.................................................
كان عبدالرحمن ومصطفى يمران بالطرقة المؤديه للعنايه فلمحا خالد واقف بجوار غرفة ما فاتجاها نحوه ليعلما ماذا يفعل هنا.
-قطب عبدالرحمن جبينه بقلق.
مالك يابنى واقف كده ليه هنا ؟
-احم أصل.
-عبدالرحمن بتوتر: أصل إيه ياخالد أرجوك طمنى قول.
لم يجد أمامه مفر فقال بجديه وهدوء:
-أختك تعبت فجأه وأغمى عليها والدكتور معاها جوه.
-جزع الاثنان عند سماعهم ذلك وهما بأن يدخلو ليطمئنو عليها فإذا بباب الغرفه يفتح ويخرج منه الطبيب.
-أسرع مصطفى تجاهه يتساءل بقلق : مالها آلاء يا حازم ؟
-طالعهم بضيق وصمت كما العاده لبرهه من الزمن كادت تجعل أحدهم يلكمه فى فكه هذا الذى يلويه للجانبين بسخط.
-هتف مصطفى مره أخرى بحذر.
أوعى تقولى ان جالها انهيار عصبى مره ثانيه.
كان هناك زوجان من العيون يطالعان مصطفى وجمله واحده تتردد(أنهيار عصبى مره ثانيه)
حينما ذكر ذلك ألتف له حازم وتابع:
لأ الحمدلله هيا بس الاغمائه دى نتيجة هبوط فى الدوره الدمويه وواضح ان بقالها فتره ماكلتش دا غير الضغط على أعصابها فكل دا أدى للاغماء....
ثم أضاف محذرا: بس.
لو حالتها النفسيه متحسنتش دا هيدخلها فى أكتئاب وحاجات تانيه احنا فى غنى عنها وأعتقد المره الى فاتت شوفت حصلها إيه صح ؟
-صح. إن شاء الله هنحاول نخرجها من الحاله دى.
تمتم حازم برجاء : ياريت.. أنا أديتها حقنه علشان تنام شويه...عن أذنكم...
-بعدما رحل باغته شقيقها بسؤال: حصلها أنهيار امتى يا مصطفى ؟
-تنهد الاخر بتعب وقال: مش وقته الكلام فى الموضوع دا....
-رد عليه بعصبيه : يعنى إيه مش وقته هيا مش أختى ومن حقى أعرف عنها كل حاجه.
*أختك! صدقنى لو رديت حاليا عليك هجرحك.
كان هذا ما أراد قوله لعبدالرحمن لكنه هز تلك الافكار من رأسه وقال :معلش ياعبدالرحمن أنا حاليا تعبان فخلينى أروح أشوف آلاء وبعدين أي شئ عاوز تعرفه هقولهولك.... ثم تركه وأنصرف للداخل.
-ألتف عبدالرحمن لخالد: هو إيه الى حصل بالظبط يا خالد ؟
-رد عليه الاخر بجديه شديده:
انا كنت بتكلم فى الموبيل وبعدين رجعت لقيتها بتتكلم هيا وأبوك وكان واضح أنهم بيتخانقو...
-عبدالرحمن بغضب: انا مش عارف هو ايه الى جابه معانا هنا ...اكيد عاوز يشمت فيهم.. مش عارف قلبه قاسى ليه كده....
-نظر الاخر للفراغ وقال : مش يمكن مش عاوز يشمت.
-أومال ايه؟!
-رد عليه منهيا الامر : ماتخدش فبالك
...........................................
فى الداخل...
راقد على فراش المشفى ببشره شاحبه بعض الشئ ويبدو على وجهها التعب الشديد.. و بجوارها صديقتها التى تجلس على كرسى مجاور لها وتمسك بيدهامصحف وتقرء ماتيسر من القرءان ودموعها تسبقها قطع عليها قرائتها دخول مصطفى فصدقت وألتفت له.
-أهدى يامريم حازم لسه مطمنى عليها.
رفعت له عيونها الحمراء من البكاء:
-انا مش عارفه هيا بيحصلها كل دا ليه آلاء معملتش حاجه وحشه لحد.
حدثها بعتاب: دا قضاء ربنا وقدره ولا أعتراض عليه وبإذن الله آلاء هتكون بخير ومامتها كمان......
-ونعم بالله.... أستغفر الله العظيم.....ثم اكملت: بقول لحضرتك يا بشمهندس مصطفى.
أولاها كامل أنتباهه :نعم
-هو مين الشخص دا الى آلاء كانت بتتخانق معاه.
-قطب جبينه ثم قال بتساؤل: بتتخانق معاه!
-أيوه وجامد كمان... انا اول مره أشوفها بتكلم حد كده
علم بأنها تقصد ممدوح من كلامها..
يااااااااه دى حكايه كبيره ومحتاجه وقت أول ماآلاء تفوق أكيد هيا هتحكيلك.
-قالت بإحراج: أها.هيا....... ..
قطع كلامها رنين هاتف مصطفى والذي رد قائلا:
آلو.. أيوه يامحمود.... طيب طيب سلام ( أغلق الهاتف وقال: خلى بالك منها يأنسه مريم.
-آلاء اكثر من اختى متقلقش هشيلها فى عيونى
ابتسم لها أبتسامه باهته: كتر خيرك ..عن أذنك
-أتفضل.
*********************
خرج من الغرفه.
فتسائل خالد عن حالها :ها أخبارها إيه ؟
-رفع بصره تجاهه و رذ قائلا: لسه نايمه ثم وجه كلامه للاخر.
أنا هروح أغير هدومى لانى مضطر أروح الشركه ضرورى.. لولا ان عندى أجتماع مهم مكنتش مشيت....
-ربت الاخر على كتفه وقال : روح شوف شغلك ومتقلقش وكمان أرتاح شوية لانك مانمتش من أمبارح.
-يعنى انت الى نمت (ثم تذكر شئ) اها صحبة آلاء جوه معاها.. وياريت متخليش أبوك يدخل عند آلاء
-رد عليه بضيق: متنساش انها اختى ومش هسمح لحد أنه يضايقها... لحظات وتركه وانصرف...
**************************
على جانب اخر من العالم.. كان من يهتمون بأحدث صيحات الموضة
حيث يقام هناك حفل لعرض أزياء لاحد أشهر المصممين وهى ممن يهتمون بتلك الامور.
بل هى عاشقه للازياء والموضة... كانت تتابع مايعرض امامها من ملابس لكنها شردت للحظات فى حياتها السابقه وتذكرت احدهم ..عندما وصلت لتلك النقطه ظهر الغضب جليا على معالم وجهها... أفاقت من شروده علىنداء صديقه لها.
-هاي اين ذهبت يا عزيزتى...
تنهدت ثم أخرجت زفره حاره و: لا تشغلى بالك إلينا
-ربتت إلينا على ظهرها وقالت: إلا زلت تفكرين بالامر عزيزتى ...أمحيه من ذاكرتك فهو لا يستحق
-ردت بغضب: امحيه! انا يجب ان أذيقه من العذاب ألوان
-كيف ستذيقينه العذاب وانت تحبينه
-ردت عليها بغضب جم : انا احبه ههههههه كلا انا لا اكن له سوى الكره وسوف اجعله يندم على مافعله بى يوما ما.
-ردت إلينا بهدوء حتى لا تغضبها اكثر: حسنا حسنا لا تغضبى.. متى ستسافرين...
-اجابت بلامبالاه : ربما على أول الشهر..
-حسنا....
.............................................
-ساعات مرت وهم جالسون فلا سميه تحسنت حالتها ولا آلاء أستفاقت...
-هتف بهدوء : خالد روح أرتاح شويه وبعدين أرجع اسكندريه انت تعبت معانا.
-ربت الاخر على كتفه بهدوء :عيب الكلام دا يا صاحبى.
مفيش تعب ولا حاجه احنا اكثر من أخوات يا عبدالرحمن.
-هو دا العشم بس علشان خاطرى روح أرتاح شويه... وكمان الشغل محتاجك.
-خالد:انا مظبط كل حاجه.. وبإذن الله راجع أسكندريه بكره
-عبدالرحمن: طيب علشان خاطرى أرتاح شويه انت واضح عليك التعب.
-طيب هروح أرتاح شويه وأرجعلك تانى.
-رد عليه عبدالرحمن بهدوء: الى يريحك يا كينج
قام خالد من مقعده وقبل ان يذهب قال:
-أول ما آلاء تفوق طمنى (قالها بأهتمام واضح)
مما أدى لاستغراب عبدالرحمن: آلاء! طيب
-اكمل خالد بثقه وجديه : وكمان مدام سميه. عن أذنك.
-سلام
............................
بعد ذهاب خالد بلحظات خرجت مريم من الغرفه تبحث عن مصطفى لانها تريد منه شئ ما... رأت أحدهم يقف ويعطيها ظهره فذهبت ناحيته وقالت بتلقائيه :
-بشمهندس مصطفى انا كنت محتاجه هدوم ل آلاء من البيت.
ألتف ليواجهها ويرى من تحدثه فإذا به يصتدم بتلك الفتاه التى قابلها بالاسفل فى الصباح فأبتسم بتلقائيه ...اما هى فقد أرتبكت ولم تعرف ماذا تقول يااااالله أنه نفس الشخص الذى أصتدمت به ..ثم وبخت نفسها فكيف لها لم تلحظ بأنه لم يكن مصطفى فالان فقط حتى لاحظت الفرق ان مصطفى لم يكن يرتدى تلك الملابس ..ضربت جبهتها فهى دائما ماتتسرع ..
-فهتفت بإعتذار :Sorry سورى يا خواجه وهمت ان ترحل
لكنه أوقفها قائلا بمكر قد لمع فى ذهنه: كنتى عاوزه إيه من مصطفى يا........ قولتى أسمك إيه ؟
-اما هى فتيبست قدميها فى الارض من الصدمه ولم تقوى على الحراك من هول الصدمه (هذا يعنى بأنه قد سمع قلته عنه وعند تلك النقطه أحمرت وجنتيها بشده أما هو عندما لاحظ ذلك.
-أردف عبدالرحمن بخبث: بس حلوه خواجه دى ههههههههههههههههههه
عندما سمعت ضحكته تلك رفعت رأسها تلقائيا نحوه وظلت شارده فى ضحكته تلك فهى لم ترى اجمل منها.
-يخربيت ضحكتك يا شيخ... وبرضو مزه وحليوه
فرقع بأصابعه امام عينيها ليفيقها من شرودها: هاى.. يا أنسه روحتى فين ؟
-فاقت من شرودها لتقول بخجل وحرج: احم احم أنا أسفه عن أذنك.
-أوقفها قائلا :كنتى عاوزه مصطفى فى أيه؟
-طالعته بحيره ثم قالت: هو انت تعرف مصطفى ؟!
-أيوه أعرف مصطفى (قالها بأبتسامه)
-أومات برأسها وقالت بأرتباك : اها.. أنا كنت عاوزه هدوم لآلاء هو راح فين.
رد عليها وهو مستمتع بأرتباكها ذلك : راح الشركه من شويه.
-أردفت بحيره وقالت : طيب مين الى هيجيب الهدوم ..وكمان انا مش معايا رقم تليفونه
-رد عليه هو الاخر : وأنا تليفونى أتكسر... فى حد كده خبط فيا ومعتذرش كمان ..
هنا تذكرت بأنها من تسبب بكسره عندما أصتدمت به لكنه المخطئ... هذا ما جال بخاطرها...
-احم.. طيب عن أذنك وهم ان تلج لداخل الغرفه. عندما أوقفها بسؤاله قائلا
بجديه : هيا آلاء لسه مافقتش ؟
-نظرت له ببلاهه وفاه مفتوح: هو انت تعرف آلاء كمان
لم يستطع ان يكبح ضحكاته أكثر من ذلك على مظهر هذا.
-ههههههههههههههههههه هههههههههههههههه
-هتفت فيه بغضب : ممكن أعرف انت بتضحك على أيه ؟
بصعوبه أستطاع كبح ضحكاته ليرد عليها : أنا أسف والله سامحينى.
-تمتمت من بين أسنانها بضيق: متخلف دا ولا أيه ثم قالت بصوت مسموع: لا ولا يهمك عن أذنك وقبل ان تذهب قالت : اها آلاء لسه نايمه.
-بادرها بقوله: طيب اناهروح أجيب هدوم بس محتاج حضرتك معايا
-هدرت فيه بغضب: نعم! يعنى أيه عاوزنى معاك دى؟
-أسرع موضحا قصده: انتى فهمتى أيه بس..
انا كل الى أقصده أنى مش هعرف أجيب ليها أيه وكمان أنا مش حافظ الطريق كويس لانى بقالى فتره مجتش هنا... و بما أنك صاحبت آلاء أكيد عارفه العنوان كويس...
-لم تقتنع بكلامه بالاضافه بأنها تجهل هويته:
-أولا ..انت ممكن تخلى الشغاله الى هناك تحضرلك الهدوم
ثانيا..انا ممكن أكتبلك العنوان
ثالثا.. أنا معرفش حضرتك علشان أروح معاك فى أى حته
-قال بضيق وتعب من ثرثرتها : ياربى راديو وأتفتح !
على فكره انا أخو آلاء
-صدمت فى البدايه من قوله وهتفت بذهول: انت عبدالرحمن؟
هزت رأسه كانت كفيله بالإيجابه.. لحظات وظهر الغضب جليا على معالم وجهها بعدما تجمعت الخيوط أمامها... .
- أخوها...أممممممم وأكيد الشخص الى كانت بتتخانق معاه من شويه دا باباها مش كده
-أوما برأسه مره أخرى وقال بتسأؤل حرج:احم أيوه...فى حاجه
وقبل ان ترد عليه قاطعهم وصول حازم والذى هتف بتساؤل:
فى حاجه يا مريم؟
-لا يا حازم انا كنت بدور على مصطفى يجيب هدوم من البيت لطنط سميه وآلاء بس ملقتهوش..
- حازم قائلا بإعتذار :أها..... لولا ان عندى عمليه كمان شويه كنت جيت معاكى وصلتك..
*مريم :خلاص هروح انا لوحدى وأجي
-أعترض حازم قائلا : لأطبعا مينفعش تروحى لوحدك .
*عبدالرحمن بأقتراح: انا ممكن أروح معاها يادكتور.. كمان انا محتاج أغير هدومى..
-لا طبعا مينفعش.. وقبل ان يرد عبدالرحمن قاطعهم رنين هاتف مريم ووجدت رقم غريب يتصل بها فضغطت على زر الايجاب و: آلو السلام عليكم... اها.. ميرسى جدا لحضرتك سلام...
-هتف حازم متسائلا: مين يا مريم.
- هتفت مريم متعجبا:دا مصطفى بيقول انه بعت السواق بالهدوم !
-طيب كويس المشكله اتحلت اهى.. وهم ان يرحل لكن..
-عبدالرحمن: دكتور حازم ألتف له الاخر :أيوه
-أخبار حالة ماما أيه ؟ وآلاء كمان هتفوق امتى؟
-آلاء كلها ساعه ساعتين بالكثير وتفوق. .اما والدتك فحالتها نوعا ما مستقره بس ال24ساعه الى جايه هما الى هيحددو إذا كان هتفضل فى العنايه ولا تتنقل أوضه عاديه.. عن أذنك... سلام ياروما.
-سلام يا حبيبى .
بعد ذهابه قال عبدالرحمن بضيق : هو الدكتور دا جوزك ؟
-ردت عليه بضيق من تدخله فيما لا يعنيه : لأ دا أخويا ..عن أذنك أوف .
*******************
بعد مرور بعض الوقت خرجت مره آخرى من الغرفه متجها لاسفل.
-انتى رايحه فين..
-مريم بتأفف : وانت مالك
-عبدالرحمن بضيق : بلاش الاسلوب دا معايا ممكن.. انا بسألك علشان لو السواق الى جايب الحاجات جه أروح معاه الفيلا..
-شعرت بالحرج من ردها ذلك لكنه يستحقه فما فعلو بصديقتها وأمها ليس بهين
أه ..جه تحت.
-رد بجديه : طيب يلا.. ونزلا سويا للاسفل.
...........................
فى تلك الاثناء بدأت آلاء تفوق من أثر الحقنه تلك فتحت عيونها ببطء حتى تعتاد على الإضائه.. وسرعان ماأعتادت عليها ونظرت حولها لم تجد أي احد فى الغرفه ولم تعرف ما الذى جاء بها الى هنا.. كل ماتشعر به هو الصداع الشديد الذى يجتاح رأسها بشده.. أعتدلت فى جلستها على الفراش وأخذت تتذكر ما حدث معها وأصاب والدتها الحبيبه وأخذت تحدث حالها (ياربى إزاى أصدق ان امى تعمل كده.. لأ لأ.. مستحيل تعمل كده. بس أنا لازم أعرف الحقيقه وأثبت برائتها قدام الكل وخاصة قدام با.... قطعت كلماتها لانه لايستحقها.. فجأه لمع فى ذهنها فكره ستنفذها والان... أنزلت قدميها من على الفراش وهمت بالوقوف لكنها أصيبت بالدوار فجلست لدقائق حتى أصبحت بحاله أفضل وخرجت من الغرفه.. ولم تجد أي احد سواه هو..
................
شعر فجأه بظل يطل عليه من أعلى فرفع رأسه ليرى من حتي أصتدم بها و...
.....................................
اما مريم بعدما أخذت الحقيبه من السائق ذهبت تجاه الكافتيريا لتشرب كوب من النسكافيه الساخن.....
بعدما أستقل السياره فى الخلف أمر السائق بالذهاب للفيلا... ثم أرجع رأسه للخلف ليريحها وأغمض عيونه قليلا وأخذ يتذكر تلك الفتاه التلقائيه ويسترجع كلماتها ويضحك بصوت مسموع حتى ان السائق شعر بالغرابه من تصرفه ذلك ...فتح عيونه فجأه وهو مبتسم وأصتدم بنظرات السائق له فحمحم بحرج :
-أحم أحم بص قدامك لاحسن نعمل حادثه.
أومأ الاخر رأسه بحرج وأكمل طريقه للفيلا .
اما هو شعر بأن الايام القادمه ستكون مثيرا مع تلك الفتاه. و أخذ يدعو لوالدته وشقيقته بالشفاء...
.......................
بعد مرور ساعه كاملا قضتها بالاسفل صعدت للاعلى ودلفت للغرفه و لم تجد صديقتها بالفراش فإنتباها القلق الشديد خطر على بالها بأنها قد تكون ذهبت لرؤية والدتها.. فأسرعت للخارج.. سألت احدهم عن مكان العنايه المركزه ثم توجهت إليها وأخذت تبحث عنها فلم تجدها هناك. لم تعرف ماذا تفعل ولا اين ذهبت صديقتها.. رجعت مره أخرى للغرفه لكنها لم تجدها أيضا.. تنهدت بتعب وغضبت من حالها فكيف لها ان تتركها بتلك الحاله.. جلست على المقعد وظلت على حالتها تلك قرابة النصف ساعه حتى شعرت بأحدهم يدلف للغرفه فرفعت بصرها نحوه فإذا بها ترى آلاء هى من أتت هبت من مقعدها سريعا عند رؤيتها وأخذت تمطرها بالأسئله ولم تدع لها فرصه للإيجابه حتى هتفت آلاء بصوت عالى علها توقف ثرثرتها...
-بس بس أسكتى وهقولك كل حاجه.. إيه راديو وأتفتح ؟
-نظرت لها الاخرى بغضب وقالت بحنق: بقا أنا راديو! الله يسامحك أنا غلطانه علشان خايفه عليكى ..
-ردت آلاء بتعب : معلش يامريم انا مقصدش.. بس انا تعبانه أرتاح بس ونتكلم ..
-سلامتك ياحبيبتى.. أقعدى أرتاحى..
أجلستها مريم على الفراش ثم جذبت مقعد ووضعته جوار الفراش وجلست عليه ثم أخذت تتسائل.
-ها بقا كنتى فين ؟
- آلاء:الاول بقا. قوليلى أنتى عرفتى منين ان انا هنا...
-ردت مريم بمزاح :مش محتاجه فكاكه... أكيد من حازم يا غبيه ههههههههه
-قالت آلاء بإحراج وخجل : أحم حازم.
مالك يابت ؟ سألتها مريم بأستفهام
-أصل أصل
-أصل إيه وفصل إيه قولى وخلصينى
-أحم أصل انا زعقت لحازم بس والله مكنتش فى وعى
-هتفت مريم متفهما الامر: لأ متخافيش حازم مش هيزعل وخاصة لو منك.
-تسائلت بغباء : أشمعنا انا
-غمزت مريم بعينيها وقالت : يابت عليا أنا ثم أنك أزاى متقوليش ليا ان حازم طلب أيدك ها.
ردت آلاء عليها منهيا الامر : ما أنا قولت أنه أكيد قالك.. وبعدين الوقت حاليا مش مناسب علشان نفتح الموضوع دا..
-أها... طيب قوليلى كنتى فين وليه كنتى بتتخانقى مع أبوكى ؟
-أظلم وجهها بشده عند ذكره وهمست بقسوه لم تعتدها مريم منها :
-متقوليش أبوكى ماشى.. ياريت متجبيش سيرته قدامى أوكى...
-طيب طيب أهدى..
متزعليش منى ...المهم اناهحكيلك علشان هموت من القهر....
حاولت آلاء على قدر المستطاع ان لا تبكى وان تكون قويه حتى لا تحزن صديقتها معها ..وجلست تقص عليها ماحدث معهم منذ قدوم عبدالرحمن حتى الليله الماضيه. حتى أنتهت آلاء من سرد ماحدث وكان الزهول والصدمه هما الشئ الوحيد المرتسم بوضوح على وجه مريم
-هتفت بزهول : معقول حصل معاكى كل دا وأنا معرفش... سامحينى انى كنت مقصره معاكى..
-لا ياحبيبتى انتى ملكيش ذنب..
-هتفت مريم قائله: بس بس أنتى يعنى
قاطعتها آلاء :قولى يامريم عاوزه تقولى إيه؟
انتى عاوزه تقولى انتى يعنى متأكده من براءة مامتك) صح.
-أخفضت مريم رأسها أرضا وهتفت بخجل: أنا أسفه مقصدش.
-عادى ..بس أنا متأكده انها بريئة.. لانها لو وحشه كانت أستمرت فى الخيانه حتى بعدما سبها.. بس أمى عمرها ماعملت كده ومحدش هيعرفها أدى أنا ..دى احسن ام فى الدنيا كلها وهثبت أنه كذاب.
-أرادت مريم تغير الموضوع قائله: عارفه أحسن حاجه فى الحكايه إيه..
-ردت هى مستغربه : إيه !
-ان طنط سميه أتكلمت.
أبتسمت أبتسامه باهته وقالت : عندك حق والله.. بقالى سنين مستنياها تتكلم ثم أضافت بحزن: بس حتى ملحقتش أفرح أنها أتكلمت..
-أن شاءالله يا حبيبتى طنط هتكون بخير المهم أنتى لازم تكونى قويه علشانها ..
-أومات برأسها وقالت: المهم قوليلى مفيش أى حد هنا يعنى.. مصطفى فين؟
-مصطفى راح الشركه وعبدالرحمن راح البيت يغير هدومه..
-قطبت جبينها بأستغراب : عبدالرحمن انتى شوفتيه ؟
-احم احم أيوه
-طيب مالك بتقوليها كده ليه!
أحم أصل يعنى
-أه هيا فيها أصل و يعنى ..قوليلى عملتى أيه .
- مريم: مجرد سوء فهم.
-آلاء: أزاى يعنى؟
أخذت تسرد عليها ماحدث بينها وبين عبدالرحمن وعندما أنتهت.. أبتسمت آلاء وقالت:
-طول عمرك متسرعة هههههههههه بقا فى واحده تقول لواحد (مز وحليوه)
-هتفت مريم متسائله: قوليلى بقا الصراحه أنتى صالحتى عبدالرحمن وسامحتيه ولالاء؟
-مش عارفه الصراحه جزء فيا مسامحه وجزء لسه زعلان منه..
-طيب انهى كفه زايده عندك ؟
-بصى انا كنت مش طايقه أشوفه فى الاول بس بعد ما حكالى الى حصل ..سامحته بس بينى وبين نفسى ..خاصة أول مارميت نفسى فى حضنه لما حكالى الى حصل.. حسيت أحساس الى كان تايه و رجع لاهله مره تانيه...(ثم أكملت ضاحكة) لأ ولا لما قولتله يا مصطفى وأنا لسه حضناه خشب كده ومبقاش عارف يعمل أيه.. كنت حساه ساعتها عاوزه يضربنى.. (خرجت منها تلك الكلمات الاخيره دون قصد)
-أسرعت مريم قائله بخبث: أمممممم يعنى انتى كنتى عارفه انه عبدالرحمن وقصدتى تعملى كده.. كعقاب يعنى.
-آلاء بإحراج وخجل: الصراحه اه.. بس هو كان لازم يتعاقب...
-الصراحه أخوكى دا صعبان عليا أوى
-آلاءبجديه : مايصعبش عليكى غالى... أنا عارفه انه كان غصب عنه.. بس كان لازم يتقرص..
-مريم بضيق :جاحده ياساتر... بس أنا زعلانه من نفسى علشان عاملتو وحش..
-غمزت آلاء بعينيها : والله وأيه كمان
وكزتها مريم فى كتفها حتى تآوهت: أااااااااااه
-أحسن تستاهلى.. بس ماقولتليش مين الشاب دا الى كان هنا معاكو
-آلاءبتذكر:امممم مش فاكره
-يابت فاكره لما كنتى بتعيطى وهو جه وفضل يهدى فيكى.
-أه.. دا خالد صاحب عبدالرحمن وأخو زياد صاحب مصطفى
-اممممم أصلو الصراحه كان خايف وقلقان عليكى وكمان كان ناقص يضرب حازم لما أخدك وشالك من بين أيديه لما أغمى عليكى...
آلاء بغضب: والله. ..
أقسم بالله.. لهو انا محكتلكيش. ان خالد دا لحقك قبل ماتقعى على الارض وبعدين حازم وداكى أوضة الكشف..
-انتى بتتكلمى جد كل دا حصل ؟
-اه والله
-هتفت آلاء بغضب يشوبه بعض الخجل:
وأنتى عادى كده.. بتقوليها عادى يعنى ..واحد لحقنى قبل ما أقع والتانى خدنى من بين أيديه... وحضرتك كنتى فين
-مريم بغباء: كنت موجوده.. انتى كنتى عاوزانى أشيلك انا ؟
-آلاء بضيق: كنتى خليتى أى ممرضه تيجى تساعدك مش تخليهم هما يشيلونى ..حاليا انا أبص فى وش حد منهم أزاى ...
-مريم بنفاذ صبر: يابت هما كانو بيحبو فيكى.. دول كانو بيساعدوكى
-،،حتى لو مينفعش،،
-مريم: بس الصراحه هو شكله كده حاجه أستغفرالله العظيم حاجه حلوه كده (قالتها بمزاح)
-آلاء: يا بنتى أتلمى بقا..
-لم تعرها أهتمام وأكملت: شكله معجب بيكى باين لانه كان هاين عليه يضرب حازم..
لم تتحمل الاخرى اكثر من ذلك خاصة وأن الحديث بدأ يأخذ منحنى لم يعجبها لذلك قذفتها بالوساده..
-أاااه مفتريه.
-علشان تبطلى كلامك دا بطلى بقا.. لكلك لكلك صدعتينى وأنا تعبانه..
-خلاص هسكت بس قوليلى كنتى فين..
شردت آلاء فيما فعلت ولم تفق سوى على صوته المتسائل.
-مين دى الى كانت فين ؟
.................................
كان يرقد على الفراش بعدما أخذ حمام دافئ يزيل عنه تعب اليوم.. لايصدق كل ماسمع ..لكن الرجل معه دليل؟.. لايعلم لما أصبح يمقت ممدوح هذا ..فاليوم كاد ان يلكمه عندما تسبب بأنهيار الفتاه المسكينه.. ياااالله كم يشفق. عليها بسبب كل تلك الاحداث.. لا يعلم لما يفكر بها بل لما تضايق من حازم لانه حملها فهو كاد يلكمه هو الاخر فهو ليس لديه حق بذلك..
-فجأه حدثته نفسه : وأنت أيضا ليس لك الحق بذلك... صمت قليلا يفكر ...هو كل مايعلمه أن بهذه الفتاه شئ يجذبه ويجبره على التفكير بها... هنا حدثه عقله قائلا:
-ربما تشفق عليها ليس إلا.. ربما تشعر بأنها ظلمت مثلك رغم أختلاف الامر. فكل منكما ظلم بطريقة مختلفه عن الاخر.. لكنه يظل فى النهاية ظلم....
-أفاق من شروده قائلا: أيوه فعلا انا أكيد مشفق عليها مش أكثر... ثم قام ليرتدى ملابسه للذهاب إلى صديقه....
..............................
أرتبكت قليلا ولم تعرف ماذا تفعل. لذلك قالت :مصطفى انت جيت ..
-أنتى شايفه أيه!
-هتفت بجديه: أنا عاوزه أروح أشوف ماما..
-هز رأسه بأعتراض : الدكاتره مانعين الزياره ..
-هتفت برجاء وبوادر بكاء: أرجوك أبوس إيدك نفسى أشوفها أرجوك..
مسد على رأسها بحنان : طيب غيرى هدومك وتعالى نحاول ..ثم تركهم وخرج ..وأعطت مريم الثياب ل آلاء لتبدلها....
***********************
أما فى الخارج كان مصطفى ينتظر حتى مر أمامه ممدوح والذى أتى لتوه من الخارج كان يرمقه بنظرات حاده وكاره نافره ربما.. لدرجة انه بصق على الارض عند رؤيته.. لم يتحمل هو ذلك أكثر من ذلك : لأ هيا وصلت لكده ؟ حدث بها حاله.... ثم هتف فيه بغضب:
-أنت عاوز إيه بقا ياراجل انت ؟ مالك كل ما تشوف خلقتى تقلب وشك إيه شوفت عفريت ...ثم أضاف: لأ وكل ماأجى أتكلم تقولى أسكت انت بالذات.. هو انا قتلتلك قتيل ؟
-ناظره بإزدراء وقال بحقد وكره: هو دا الرد المناسب لابن الراوى...
-هتف بعصبيه : مالو ابن الراوى ان شاءالله..أحسن من ناس كثير.. على الاقل ماسبش أبنه وهرب.. وبعدين إياك تجيب سيرة أبويا انت فاهم. وثم انا فاكر أنكم كنتم أصحاب..
-ممدوح بغل: أصحاب! كنا لحد ما أبوك خان الصداقه دى..
-خفق قلبه بقوه وتسائل : خان الصداقه أزاى؟!
آتى عبدالرحمن وخالد مسرعان آثر سماعهم لصوتهم العالى.. وكذلك خرجت الفتاتان من الغرفه على صوتهم ذلك وأقتربو منهم جميعهم وأخذو يتسألون مالذى يحدث....
-فرد عليهم ممدوح وهويناظر مصطفى بغل وكره.. ولوكانت النظرات تقتل لأردت مصطفى قتيلا فى الحال...
-البيه بيسألنى ليه كل مابشوفه مش بطيقه وليه بكره أبوه( الاجابه واضحه جدا)
-مصطفى: أيوه إيه هيا بقا الاجابه؟!
-ممدوح: أنا مابكرهش حد أو عاوز أقتل حد زى ما كان نفسى أقتل أبوك بس هو هرب ومات قبل ما حقق الامنيه دى عارف ليه أتمنيت كده؟
نظر له الجميع بترقب و صوت أنفاسهم يعلو رويدآ رويدأ.حتى توقفت تماما من هول الكلمات..
-لان أبوك هو.......
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا