رواية أمنيات اضاعها الهوى الفصل الثالث عشر 13بقلم أسما السيد


 رواية أمنيات اضاعها الهوى

الفصل الثالث عشر 13

بقلم أسما السيد


- كيف حالك؟

- أعافر، أحيا داخل صراع أنا من خلقته بيداي، أقاوم كل ليلة حتى أنجو، وهذا أقصى ما أستطيع أن أخبرك به، وأنت كيف حالك؟


_ إنها تنزف.

_ اهدئي أنا بخير.

لم تشعر بنفسها، صُدمت حينما رأت الدماء. ما فكرت به، وهيأة لها عقلها أنه أصيب بطلق ناري، ولم تستمع له.

لم يصل فكرها لأن يكون مصابًا إصابة أخرى. امتدت يدها لتستكشف مكان دمائه بعدما سندة منذر ليدْلف لِسيارتة، وأمره بيجاد ليعود حتى يتمم على كل شيء. بالنهاية لا يثق بأحد غيره.

حاول دفع يدها لكنها لم تكترث:

_ ربى أنا بخير ابعدي يدك.

هتفت باستنكار:

_ يا الهي أي خير إنها تنزف دعني أراها.

كان بوضع حرج للغاية، ومتعب بذات الوقت. التعب نال منه على كل حال وأهمل علاجهِ بالآونة الأخيرة يأسًا من كل شيء.

ما أن مالت؛ لتراها اتسعت عيناها ما أن استمعت لصوت إطلاق النار.

صرخت مجددًا باسم طفلها قبل أن يسحبها هو وقد نسى ألَم قدمه؛ لتقف خلفة بينما امتدت يده لأسفل سترته مخرجًا سلاحة، هتفت:

_ عزالدين أين هو؟

_ اهدأي هو بأمان الآن.

لمحت الرجال بالخارج كأنهم خلية نحل منظر مهيب تراه بالأفلام فقط لم تتخيله أنها ستَعيشة ذات يوم، تبادل لإطلاق النار بين رجال بيجاد، وآخرين دلفو للتو. أين كان كل هؤلاء لما لم ترهم حينما كانت آتية لهنا؟!

عاودت سؤاله عن طفلها والخوف يملأ قلبها ليجيبها:

_ حسنا اهدئي.

ادخلها لسيارته، واستدار لِيجاورها نفذ صبرها وهمت بالصراخ علية لكن خرست تمامًا حينما مد يده لها بِهاتفه الذي كان مفتوحًا علي مكالمة مرئية من رامي وطفلها:

صرخت :

_ عز بُني.

_ أمي أنا بخير لا تقلقي.

انفجرت بالبكاء بعدما أخذ بيجاد الهاتف منها بعدما اطمأنت على طفلها أنه بخير لم تنتبه أنه بداخل السيارة. لقد ظنت أنه مازال بالخارج. لم تستطع إلا أن تبكي لتمتد يدة لها ببعض المناديل الورقية، وتنتبه بعدها على وجودة، وأنها نست أمر إصابته:

_ أريد الرحيل من هنا، أريد طفلي ثم هل أنت بخير؟

هتفت ببكاء بينما انتزعت منه المناديل بغضب حارق، وقد تحولت نبرتها كليًا من الحزن للغضب .

زفر بحنق محترمًا رغبتها قبل أن يشير لمُنذر بيدة بشيء فهمة على الفور، ويعود ليقود سيارته.

_ انتظر.

_ ماذا بعد؟

هتف بتأفف قبل أن تمتد يدها لذلك المقص التي لمحته علي التابلوة أمامها، ومن ثم تمد يدها؛ لتفك حجابها الطويل بنية أن تقصه .

اتسعت عيناه، وهو ينظر يمينًا ويسارًا يري أن كان أحد بتطلع إليهم؛ لِيصرخ عليها بغضب :

_ ماذا تفعلين اجننتي؟ ألا ترى كم من رجل أمامك؟

لم تكترث له. بالنهاية لم تخلعه كليًا قَصت نصفة سريعًا ومالت تمسك بقدمة التي صرخ من مجرد لمستها.

اتسعت عيناها ما أن وعت لما هي عليه؛ لتستقم وتلعن غبائها قبل أن تقوم بلف حجابها على الجزء النازف.

_ آسفة ظننتها طلق ناري، آسفة حقًا .

_ لا عليكِ.

لمحت وجُومة قبل أن تهتف بعد برهة مجددًا:

_ إلى أين نحن ذاهبون؟هذا ليس طريق المنزل ثم يجب أن يرى طبيب قدمك إنها تنزف بغزارة.

_ أعلم شكرًا لكِ.

زفرت بـ غيظ، وغضب ثم صاحت:

_ ماذا تعلم ؟ ثم أين أنت ذاهب بي؟!

أجابها بنبرة حاول أن لا تخرج غاضبة:

_ اف اصمتي لدقائق فقط! اصمتي ربى!

لم يزد غضبه إلا من غضبها، لينتهي الأمر بعد دقائق بوقوفه على جانب الطريق، وتندفع يد أحدهم لتضع طفلها بالسيارة من الخلف قبل أن تهتف بفرحة جعلته يبتسم:

_ عز.

_ ماما.

_ افتح الباب اللعين؛ لِأجاور طفلي.

كاد ينهرها لكنه آثر الصمت قبل أن يفتح لها الباب؛ لتجاور طفلها بالخلف، وتسرع لتحتضنة باكية.

لتبدأ هي، وطفلها بثرثرة لعينة صدمته حقًا، وطفلها يحكي لها بالتفصيل الممل ماذا حدث معه؟ وهي غير منتبهة تمامًا لما حولها، ولا للطريق الذي طال عن الحد، ولا حتى تذكرت نزف قدمة.

ساعة وكان عزالدين غارقًا بالنوم، وهي تقاوم النوم لتهتف قبل أن تغرق به :

_ أما زالت قدمك تنزف؟

_ لا، أصبحت بخير.

أشارت لحقيبتها التي وضعها أحدهم بجواره، ولم تنتبه متى، وهتفت:

_ بحقيبتي مسكن قوي للآلام ومياة يمكنك أن تأخذ منه حتى ينتهي طريقك اللعين هذا.

_ لسانك سليط جدًا لم أتوقعه.

_ أعلم.

زفر براحة حينما غرقت بالنوم، وكأنها لم تحظي به لليالٍ طوال.

امتدت يده؛ لتفتح حقيبتها كان بحاجة ماسة لذلك المسكن يشعر وكأن قدمة مشتعلة بالنيران.

لكن ذهب أمل الراحة من قلبة حينما دلفت يدة لمغارة، وليس حقيبة. ابتسم بقلة حيلة، وأوقف سيارته حتى يتسنى له الوصول إليه. كان سينادِيها لتستيقظ لكنه آثر تركها غافية ً.

أخيرًا وصل له وابتلع قرصًا، ومال برأسه بتعب للخلف قبل أن تقع عينيه على هاتفها المزين بصورتها بلا حجاب بعدما يأس أحدهم على ما يبدو من اجابتها؛ ليخطر على بالهِ أغنية عشق عزفها على كمانة تصفها تمامًا:

_ مذهلة.

*******

_ كيف تحتجزني هنا؟! هل جننت أتعي من أنا؟!

هذا كان صراخ فريد الزيني الذي دوى بالقصر الخاص بملذاته قبل أن يجيبه منذر بثبات انفعالي رهيب:

_ هذه أوامر دكتور بيجاد فريد الزيني، ولا أستطيع أن أخالفهَا.

صرخ فريد برجالة خصوصا ماجد ذراعه الأيمن الذي تذكر أنه أخفي ذلك الأمر عنه؛ ليهتف منذر بهدوء أكبر:

_ صدقني لا داعي لكل هذا، ولا لِانفعالك هذا. لم يعد هنا رجال غيرنا القصر قصرك . أفعل به ما شئت داخلة إلى أن تأتينا الأوامر بتركك أو شيء آخر!

الرعب تملك منه، قبل أن يردف:

_ شيء مثل ماذا؟

_ لا أعلم نحن ننتظر الأوامر.

_ لن تفلت بفعلتك هذة أنت وهو، وسترى ليس أنا من أسجن؟!

_ تمام..لنرى.

*******...



            الفصل الرابع عشر من هنا 


 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

تعليقات