رواية الماسة المكسورة الفصل الثاني والعشرون 22 جزء اول بقلم ليله عادل

رواية الماسة المكسورة

الفصل الثاني والعشرون 22 جزء اول 

بقلم ليله عادل


  [بعنوان: سأتغير من أجلك]


نانا بعقلانية:

ــ عزت أنا عارفة إن اللي بيحصل لنا دلوقتي حاجة مش سهلة، انا عندي الحل اللي تقدر من خلاله توقف كل ده وترجع المجموعة قويه!


نظر لها عزت بطرف عينه متعجبا:

ــ ازاى؟


نظرت له نانا وتوقفت بجانبه وقالت:

ــ صدقني حل كل إللي إحنا فيه في رجوع سليم

لازم ترجع سليم.


رفع عزت عينه لها بيأس ممزوج بنكران:

ــ معنى إني أروح لسليم، يعني وافقت على جوازه من ماسة يعني أعلنت اني عجزت اني أسيطر، إني مش قادر أسد مكانه.


نانا بعقلانية: 

ــ مصلحتك وسمعة العيلة أهم بكتير من كل ده، لازم شوية تنازلات (نظرت من حولها ).. عشان ده كله مينهدش، الصياد والشعراوي بقو حلفاء ومعاهم العلايلي وعامر وسالي، ومتاكده ان معاهم زعماء المافيا اللي من زمان بيتمنوا يلاقوا حاجة يحاربوك منها وهي بقت قصادهم على طبق من دهب، ومش بس كده، كمان بدأوا يفكروا إنهم ياخدوا مكانك مع الراجل الكبير، وطبعاً أنت عارف التهريبة الأخيرة بتاعت التابوت والتماثيل خلت الراجل الكبير يوافق يقعد معاهم على ترابيزه الإتفاق، ترابيزة الإتفاق اللي عمرهم ماكانو يحلمو بس يعرفو مكانها. مكنش ينفع أبداً حاجة زي دي تتم،. لازم تنازلات بسيطة عشان ترجع حاجات كتيرة أهم بكتير ..


نظرت له وعدلت من وقفتها متعجبة .. أكملت:

ــ وبعدين في إيه يا عزت؟ ما أنا بنت ناس عادية يعني ولا أهلي بشاوات ولا من سلالة الملوك، بابا وماما موظفين عاديين جداً وأنا كنت في جامعة حكومية بس باجتهادي وشطارتي عرفت اشتغل هنا في المجموعة ولولا إني لفت نظرك مكنتش جبتني هنا وخلتني سكرتيرتك الخاصة، بعدين ده أنا حتى مع الملك مش مع الأمير الصغير.


التفت عزت بزاويتها:

ــ أنت حاجة وماسة حاجة تانية، دي كانت خدامتنا، عموما أنا هاقابل التابيلو بعد فرح صافيناز ولو فشلت...( تنهد، )شكلها ملهاش حل تاني غير إن سليم يرجع، لأنه الوحيد القادر يرجع أسم عيلة الراوي من تاني.


_ طرق الباب دخل إسماعيل.


إسماعيل باعتذار:

ــ أسف يا باشا بس السكرتيرة مكنتش برة.


رفع عزت عينيه نحوه وهو يقول بنبرة متعبة:

ـ تعالي يا إسماعيل طبعاً خسرنا المزاد.


جلس إسماعيل على المقعد الأمامي للمكتب بأسف وهو يهز رأسه بإيجاب.


عزت بحسرة:

ــ اتعودت يا إسماعيل على الخسارة 

باختناق شديد وقهر لكن بنبرة هادئة:

ــ كل المساهمين بدأو يسحبوا أسهمهم ومعيش سيولة أعطيهم، عطيت للي أقدر عليه، والباقي عمالين يعوو زي الكلاب، ومضطر أتحمل سخافات شوية أوباش كانوا بيبوسوا رجليا عشان أقبل إنهم يكونوا في المجموعة، أعمل إيه؟ تخيل البنك مش عايز يديني سلفة !!!أسم العيلة وصل لحد فين ! البنك اللي كان بيرجع ليا عشان أقوله يدي قرض للعيلة دى ولا لا، رفض يديني سلفة بضمان أسم العيلة !!! شفت ولادي وصلوني لإيه ؟ لو وقفتهم قدامي دلوقت صف، وضربت كل واحد في دماغه رصاصة !! مش هندم، بس ثمن الرصاصة خسارة فيهم.. 


نانا محاولة تهدئته:

ــ عزت أهدى، صدقني الحل الوحيد إن سليم يرجع.


عزت برفض ونبرة عالية نوعا ما ممزوج بغرور:

ــ قلت لا، أكيد في حلول تانية، أنا بس محتاج سيولة تنقذني وأخرس الكلاب دول.


اسماعيل: 

ــ محتاج كام يا باشا ؟


عزت:

ــ يعني حدود ٥٠٠ مليون دولار على الأقل عشان أدي شوية الحشرات فلوسهم وبعدين أشوف هعمل إيه.


إسماعيل:

ــ ما تبيع حاجة من الأملاك يعني أي شركة من شركات المجموعة.


عزت برفض:

ــ يستحيل أعمل كدة لما أموت أعملوا كدة، مستحيل أسم عيلة الراوي ينزل من على أي شركة من شركاتنا السبعة.


إسماعيل بعقلانية: 

ــ كدة بقى الحل الوحيد إنك تاخد فلوس من كل ولادك والهانم، شوف كل واحد مخبي كام في البنوك بتاعة سويسرا، وفرنسا، ممكن يعملوا حوالي 300، أقل شوية أو أكتر، وترجع تاني تشتغل في السلاح، فيه صفقة وقعت تحت إيدي، أسلحة تقيلة وخفيفة، الجيش الروسي عايز يعدمها، أحنا هناخدها، ونعدمها بس بطريقتنا، ومتقلقش هجيبلك فيها أضعاف أضعاف سعرها، تبيعها ونسد اللي علينا ونرجع للولاد والهانم فلوسهم وفوقهم أرباحها و طبعاً نسبتي.


عزت هز رأسه بالموافقة:

ــ ماشي خلص أنت الموضوع ده، بس أوعى تدخل حد منهم فيها، خلي ياسين وفريدة بس معاك وأنا بنفسي اللي هكون معاك.


إسماعيل: 

ــ وأنا مش عايز غيرهم..

رفع عينه لنانا وقال بمزاح:

ــ مش تعمليلنا بقى كوبايتين قهوة من إيديكي الحلوين بمناسبة الصفقة الجديدة.


نانا،:

ــ عنينا.

💞ـــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلمي_ليلةعادل ⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩


فى أحد الشوارع أمام أحد الأبراج ، الواحدة صباحاً. 


_ نشاهد سيارة رشدى تتوقف أمام البرج هو ينظر لأعلى من النافذة بعين تملأها الدموع ويبدو عليه الوجع والضيق، كان يمسك صورة بين يديه حين نقترب نجدها لورجينا عشيقة سليم السابقة..

جز على أسنانه يبدو أنه تذكر شيئاً أغضبه بشدة... مسح دموعه مسرعاً ووضع الصورة فى المحفظة وقاد سيارته مسرعاً.


ــــ منزل لورجينا الواحدة صباحاً.


ــ نشاهد لورجينا تجلس في الراسيبشن على الأريكة تحتسي فنجانا من القهوة الساخنة، كانت تقرأ في إحدى المجلات الاقتصادية، لفت انتباهها ما نشر عن الأزمات المتتالية التي تلاحق عائلة الراوي خاصةً في غياب سليم وإلى متى سيظل سليم بعيدا عن عائلته والخسائر تكاد تقضي على اسم وسمعة الامبراطورية التي كانت في أوج ازدهارها، دققت النظر في صورة سليم وملامحه أخذت تمرر أصابع يدها على وجهه باشتياق وعينين تترقرق بدموع الحسرة، مسحت وجهها بوجع وقالت بصوت:

ــ للدرجة دي بتحبها! سبت العيلة وأمنياتك وحلمك عشانها! سبت كل ده عشانها.؟!


تغيرت ملامح وجهها للغضب والحقد والكرهية تذكرت شيئا ما.. 


فلاش باااك


ــ أمريكا /ولاية لوس انجلوس.


ــ منزل سليم و لورجينا السادسة مساءً 


ــ نشاهد لورجينا وسليم بعمر أصغر يجلسان على طاولة السفرة ويتناولان الطعام. 


لورجينا:

ــ ها عجبك الاكل؟


سليم وهو يتناول الطعام:

ــ امم لذيذ شكلك مغيرة المطعم.


لورجينا:

ــ اممم حبيت نجرب المطبخ الهندي.


سليم:

ــ حلو.


لورجينا:

ــ بس انا إللي عملت عصير والسلطة. 


سليم باقتضاب:

ــ تسلم ايدك. 


لورجينا: 

ــ هتفضل تتأخر كتير.


سليم وهو يتناول الطعام:

ــ لازم آخد توكيل العربيات ده وهيكون احتكار لينا، ولازم اظبط موضوع فرع الشركة الجديدة اللي في نيويورك.


مدت لورجينا يديها وأمسكت يديه بإشتياق وقالت: 

ــ بس أنت بقيت بتوحشني أوي. 

ده احنا مبقناش نشوف بعض خالص هو أنا موحشتكش. 


سليم بتوضيح:

ــ انتي عارفة إن هدفي الوحيد إني أثبت نفسي، لازم أشتغل على نفسي أوي الفترة دي عشان يبقالي أسم كبير في السوق وكل رجال الأعمال يعرفوا مين هو سليم الراوي وريث العرش المنتظر.


أمسكت لورجينا الكاس وأخذت تحتسي النبيذ الأحمر:

ــ أتمنى تبقى حاطت علاقتنا في حساباتك و وسط أهدافك.


رفع سليم عينيه نحوها وقال بجدية:

ــ أنتي عارفة كويس أوي، إني حاليا ماعنديش هدف غيره ومستحيل أي حاجة تخليني أتخلى عن هدفي ده مهما كان.


لورجينا بأمل: 

أنا ما قلتش اتخلى عن هدفك بقولك بس ما تنسانيش.


سليم بجمود:

ــ ما احنا علاقتنا كويسة عايزة ايه أكتر من كده قاعدين مع بعض بنتعشا وبنشرب، وفي الويك اند هاخدك ونقضي يوم في اليخت عايزة ايه تاني.


لورجينا:

ــ أقصد نكون في علاقة حقيقية انا نفسي تحبني زى ما بحبك.


سليم بحدة:

ــ لورجينا هتقفلي على الكلام ده والا أقوم أمشي.


لورجينا بيأس: 

ــ خلاص يا سليم 


رفعت كأسها ورفع سليم كأسه ضربوا ببعضهم وبدأا باحتسائه وأكملا تناول الطعام ..


نلاحظ سليم انه مع لورجينا بشخصية جامدة غير علاقته بماسة كأنه رجل آخر دون مشاعر أو قلب.


باااااك


نعود الى لورجينا التي امتقع وجهها من شدة الغضب والغيرة جزت على أسنانها وعينيها تنطق بدموع الألم..ضربت بيديها الطاولة أوقعت كل ما عليها وهي تصرخ بغل : 

ــ راحت فين أهدافك يا سليم يا راوي راحت فين والله لأندمك وأحسرك على البرنسيسة بتاعتك.


ــ في أحد الملاهي الليلية الثانية صباحا.


ــ مظهر عام لذلك الملهى البعض يرقص والبعض يحتسي الخمور..


ــ نشاهد شاهندا وزيزي وبعض أصدقائهم يرقصون على الأستيدج.. بعد قليل دخل رشدي المكان بهيبته استقبلوه بطريقة تليق به، توجهوا به نحو طاولة أصدقاءه وجلس على الأريكة يشاهدهم بصمت بعد قليل انتبهت له زيزي، أشارت له بيدها  بابتسامة عريضة.


توجهت نحوه مسرعة حتى توقفت أمامه:

ــ هاي رشروشي.


رفع رشدي عينه لها بجمود متسائلا:

ــ هي لورجينا رجعت أمتى؟


جلست زيزي بجواره بضيق:

ــ بعد ما سليم اتجوز بشهر كدة بس هى مختفية عن الأنظار.


رشدي:

ــ امممم مقبلتهاش؟


زيزي:

ــ  نوو بس سمعت إن معاها بيبي.


رشدي بتعجب:

اتجوزت!


مطت شفتها السفلية بعدم معرفة، هز رشدي رأسه بنعم وشرد قليلاً.. اقتربت منهما شاهندا وبعض الأصدقاء وجلسوا.


أحد الاصدقاء يدعى سامح:

ــ  أخيرا ظهرت.


رشدي بضيق:

ــ وهظهر كتير، فشلت.


سامح:

ــ  يابنى أحنا مالناش فيها سيبها لهم يديروها وأحنا نقبض على الجاهز ونتمتع ونسافر وبس، أحنا عايزين إيه أكتر من الفلوس، أحنا ملناش في الصحيان بدري والألعاب بتاعتهم دي،  بقولك إيه تعالى نسافر.


رشدي:

ــ حد فيكم شاف لورجينا!


شاهندة:

ــ  أنا شفتها وكنزى دايما معاها، بس هي قاطعة مع الكل، راجعة كدة متغيرة، الظاهر إن موضوع أخوك مجننها، خصوصاً لما عرفت أنه أتجوز بنت صغيرة وكانت خدامة.


زيزي بغيرة نوعا ما:

ــ أنت مالك مهتم كدة ليه؟ أنت لسة بتحن لأيام زمان.


نظر لها رشدي بصمت دون رد 


زيزي أكملت بضيق:

ــ انساها يا رشدي لورجينا عمرها ما هتبقى ليك.


سامح:

ــ  الصراحة بعد اللي حصل مع سليم ماينفعش الكل عارف إن هما كانوا مع بعض وإنها كانت حامل منه وبنسبة كبيرة الطفل اللي معاها يبقى أبن أخوك يا عموو.


صديق أخر يدعى نبيل:

ــ  بقى رشدي الراوي وحدة زي لورجينا تعمل فيه كدة.


شاهندا:

ــ هي بس عشان قالتله لا، وفضلت سليم عنه مش أكتر، رشدي ميعرفش يحب حد 


رشدي بشدة:

مش عايز أسمع حس حد فيكم، قفلوا على الموضوع ده، ماكنش سؤال اللي سألته... بقولك إيه يا سامح ظبط حوار السفر ده خلينا نقضي راس السنة هناك بس بلاش أمريكا.


سامح:

قشطات وانتم معانا والا.


شاهندا:

ــ أنا اوت هروح برشلونة


زيزي:

ــ  وانا بردو هسافر مع العيلة.


سامح:

ــ أحسن..

أخرج سيجارة حشيش وأعطاها لرشدى وهو يقول:

ــ امسك حتة حشيشة أفغاني أنما إيه من الآخر.


رشدي وهو يأخذها:

ــ مش عيب تكون قاعدة معانا بنت أكبر تاجر مخ،درات ..

وضع يده أسفل أنفه أضاف:

ــويبقى معناش غير السيجارة دي.


زيزي بتوضيح:

ــ أنا بابي لو شاف معايا سيجارة منهم هيدبحني، بس ممكن أجبلكم هو على طول بيقعد يقولي إدي لأصحابك واعزميهم، تقريباً عايز يعمل معاكم جمايل عشان لو وقع في مشكلة تنقذوه.


ضحك الكل بصوت عالي


💞ــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلمي_ليلةعادل⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。


ــ جاء عيد رأس السنة الميلادية.


ــ نشاهد مظهرا عاما للأحتفال برأس السنة والزينة الملونة وشجرة عيد الميلاد والأجواء الرائعة مع الاستماع للأغنية المعروفة في أمريكا.. 


نشاهد جميع أفراد عائلة الراوي وهم يحتفلون بتلك المناسبة في أمريكا مع أصدقائهم وبرغم ما تمر به العائلة من ضائقة مالية وتدهور شديد لكنهم لا يستطيعون منع أنفسهم من تلك المظاهر الكذابة مهما كانت الظروف. فنجدهم يقيمون حفلة صاخبة مع الزينة المناسبة لتلك الحفلة وشجرة الكريسماس الشهيرة ويرتدون الملابس الفاخرة وكأن شيئاً لم يكن.. 


ثم العودة لمصر لإتمام إجراءات حفل زفاف صافيناز...


ــ على اتجاه آخر 


ــ أحتفل سليم وماسة بتلك المناسبة في اسطنبول 

فلأول مرة تعيش ماسة تلك الليلة وتحتفل بها 

نشاهدهما في أحد أماكن الرقص وهما يرتديان الملابس الأنيقة وتلك القبعة الشهيرة والرقص بسعادة ثم العد عند الساعة الثانية عشرة وتبادل الهدايا والتقاط ماسة للصور مع بابا نويل، كانت السعادة تغمر قلبيهما متمنيان من الله أن يديم عليهما السعادة والهناء.

💞ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلمي_ليلةعادل(⁠.⁠ ⁠❛⁠ ⁠ᴗ⁠ ⁠❛⁠.⁠)


_ في أحد أكبر الفنادق الفاخرة المطلة على النيل الثامنة مساءً.


_ نشاهد أجواء احتفالية راقية جداً .. 

مع حضور صف المجتمع الأول والمشاهير.. كانت الأجواء كلاسيكية للغاية ..


نشاهد عائلة الراوي يجلسون على طاولة وهم يرتدون ملابس فاخرة تتناسب مع هذه المناسبة 


ثم نشاهد صافيناز تقف على الاستيدج وبجوارها عماد وهما يرقصان سلو وهما في منتهى السعادة ..


وبعد الانتهاء بدأ الحاضرون يتوافدون لتهنئتهما.


_على إتجاه آخر عند طاولة عائلة الراوي الخاصة.


نشاهد عامر يقترب من الطاولة وهو يقول باستخفاف:

ــ مبروك ياعزت خطة مدروسة وملعوبة صح عملت فرح بنتك عشان خاطر تغطي على اللي بيحصل.


عزت وهو ينظر بطرف عينه بجمود:

ــ الله يبارك فيك يا عامر. 


عامر باستفزاز أكبر: 

ــ المجموعة بتنهار وبتخسر ملايين بعد شهور بس من ترك سليم كل شيء واعتمادك على ... 


وصمت وهو ينظر نظرة استحقار لأبنائه.


فايزة رفعت عينيها نحوه بتعجب:

ــ هو مش ده سليم اللي كلكم قولتو أنه مش قدها!

وراهنتو على فشله، دلوقتي كلكم بتتمنوا أنه يرجع.


عامر بضيق: 

ــ يمكن كلنا اعترضنا أنه ياخذ كرسي العرش، بس مستحيل ننكر إن المهازل اللي بتحصل دلوقتي في المجموعة عمرها ماحصلت وهو موجود.


عزت بشدة:

ــ أنا مش عايز أي كلام في الموضوع ده، أحنا هنا في فرح بنتي، مش عايز كلام كتير، يلا على ترابيزتك يا عامر والا تحب أنت كمان تحصل عبد القادر. 


عامر بسخرية:

ــ أهو تكبركم ده هو اللي هيعجل بانهيار الامبراطورية دي كلها.


حاول رشدي الرد لكن أسكته عزت على الفور وهو يشير بيده.


عزت بعيظ: 

ـ رشدي ولا كلمة، كلمة تانية يا عامر هدفنك مكانك، المكان ده مش للشغل هتمشي ولا أمشيك بطريقتي.


رمقه عامر من أعلى لأسفل باستخفاف وغادر.


فريدة بضيق:

ــ إزاي خليته يتكلم معاك بالطريقة دي؟


عزت:

ــ اتعودي على كدة، بعد كل اللي راح مننا تخليهم يعملوا أكتر من كدة.


رشدي: 

ــ لحد أمتى هتفضل ساكت مابتردش عليهم.


عزت:

ــ لحد ما أرجع المجموعة زي ما كانت وتقف على رجليها والأسهم ترجع في الصعود زي الأول،.ساعتها هقدر أرد عليهم وهاربي كل واحد فكر أنه يمس إمبراطورية الراوي.


♥️________♥️بقلمي ليلةعادل❤️_______♥️


ـــ أماكن متعددة وأوقات متفرقة في ولاية ميامي.


ــ بعد حفل زفاف صافيناز وعماد سافروا إلى ولاية ميامي بأمريكا، لقضاء شهر العسل فنشاهدهما وهما يسيران على شاطئ البحر مرة ومرة أخرى يسبحان بمرح وسعادة، ويركبان الألعاب المائية، كانا فى منتهي السعادة والحب كما نشاهدها أيضا وهما يتجولان في تلك المدينة السياحية ويلتقطان الصور التذكارية المختلفة...


وفي الليل يحضران حفلات الرقص، ويرقصان ويحتسيان الخمر حتى الصباح وقضوا شهر عسل في منتهى السعادة...


وبعد قضاء شهر في ميامي سافرا الى كندا، ولندن وإيطاليا واليونان، فـعندما علمت صافيناز أن سليم وماسة يجولان العالم ويسافران من دولة لأخرى شعرت بنيران الغيرة تنهش قلبها الحقود، طلبت من عماد أن يسافرا لعدة دول لكن عماد كان لا يستطيع مادياً على مثل تلك الرحلة الطويلة، إلا أن صافيناز دفعت كل تكاليف الرحلة برغم ما تمر به العائلة من خسائر بلا مبالاة.


❤️ــــــــــــــــ بقلمي_ليلةعادل ــــــــــــــــ♥️ 


ــ تركيا 


ــ أماكن مختلفة أوقات متفرقة في إسطنبول 


ــ نشاهد سليم وماسة وهم يتنزهان في شوارع إسطنبول الشهيرة، حيث ذلك الكوبري المعلق الشهير، وتلك الكافيهات المختلفة، وزيارتهما برج غرناطة الشهير والتقاطهما الصور هناك، ومشاهدة ماسة لمدينة إسطنبول بشكل كامل من ذلك البرج من خلال التلسكوب وربط أمنيتها هي وسليم في ذلك البرج، ولعبهما بتلك الطائرات الورقية التي تحبها ماسة، والمخبوزات الشهيرة والحلويات المختلفة كالزلابيا والبقلاوة. والسندوتشات السريعة كالكباب والكفتة وبلح البحر، التي تشتهر بها تلك الشوارع وزيارتهما متحف الشيكولاتة الشهير وركوبهما التلفريك والدراجات وعمل سباق بينهما وإطعام ماسة لطيور النورس، وتناولهما الأفطار في الصباح في أشهر المطاعم على نهر تركيا..

وفي الليل كانا يتجولان في الشوارع وقضيا وقتا ممتعا هناك واستمتعت ماسة جداً بتلك الزيارة السريعة التي كانت لأسبوعين فقط.


ــ نشاهد ماسة تقف على سور المعدية وسليم يلتقط لها بعض الصور بأوضاع مختلفة شقية ومرحة، كان خلفها طيور النورس تطير في منظر جميل، اقترب منها وضمها حيث أحاط خصرها بذراعه بتملك شديد وقربها منه وهو يقول:

ها انبسطتي ياروحي، بكرة إن شاءالله هنروح مكان تاني. 


ماسة بسعادة:

ـ بالرغم إنها زحمة بس أنا حبيتها وحابة نجيها تاني.


سليم بحب:

ــ خلاص يا حبي نجيها تاني بس نكمل البرنامج عايز أوديكي على أكتر من مدينة هنا.


ماسة بفضول:

ــ هنروح فين؟


سليم:

ــ أكابادوكيا


وبالفعل في اليوم الثاني ذهبا الى مدينة أكبادوكيا 


ــ تتميز تلك المدينة ببيوتها وكنائسها المنحوتة في الجبال، وبلداتها المبنية تحت الأرض، واشتهرت بالمناطيد الملونة التي تزين سماءها.

وكالمعتاد زارا المدينة زيارة جميلة وسريعة وأكثر ما اعجب ماسة الخيول التي كانت تركبها و ركوبهما المنطاد الملون. 


نرى سليم وماسة على المنطاد كانت ماسة تنظر من حولها بسعادة شديدة بدون خوف كان سليم يتوقف بعيدا قليلاً يشاهدها بابتسامة عريضة ترتسم على وجهه.


ماسة بسعادة:

ــ الله يا سليم تحفة أوي.

ألتفتت له واقتربت منه:

ــ ممكن يدينا لفة كبيرة


سليم باستغراب:

ــ والله أنا هتجنن منك، مافيش حاجة ما بتخافيش منها وتيجي على الموتوسيكلات والمراكب بتترعبي. إيه ده انفصام ولا إيه!!! 


ماسة بتعجب:

ــ يعني إيه إنفصام


أحاطها سليم من خصرها:

ــ يعني عندك شخصيتين


ماسة بمرح:

ــ على الأقل أنا عندي شخصيتين مش عشرة.


سليم وهو يبتسم:

ــ ماشي يا لمضة، حاضر هخليه يدينا لفه كبيرة


ماسة بتحذير:

ــ لو بتتريق هخاصمك ٣أيام.


سليم متعجبا:

ــ هو أنا ممكن أسألك سؤال.. أشمعنا ثلاث أيام ليه مثلا مش أربعة ليه مش أتنين ؟!


نظرت ماسة له بصمت و هي ترفع عينيها وكتفها لأعلى بعدم معرفة:

ــ مش عارفة بس هو ثلاث أيام وخلاص.


سليم:

ــ أي حاجة وخلاص المهم إنك تكوني متمردة وبتعرفي تزعلي و ليكي شخصية.


ضحكت ماسة:

ــ هو أنا معنديش شخصية؟


سليم بحب:

،ــ ده إنتي قمر يا قطعة السكر.

وضع قبلة على خدها بدلع


ماسة بدلع و إغواء:

ــ طب ممكن نركبه بكرة تاني يا كراملتي. 


سليم :

ــ حاضر يا روح كراملتك


ـ مصر 


ـــ بالقرب من أحد المطاعم الفاخرة الثامنة مساءً.


ــ نشاهد ياسين الراوي وهو على وشك ركن سيارته في الباركنج، في المكان الوحيد الفارغ، وأثناء عودته للخلف قطعت عليه إحدى السيارات وركنت مكانه، نظر ياسين في المرايا بضيق وغيظ... أوقف سيارته وهبط منها متوجها نحوها وقف أمام نافذة القيادة وطرق عليها وهنا نظرت له تلك الفتاة بتعجب. فتحت الباب و وقفت أمامه، وهنا تظهر فتاة (وهي هبه في عمر أصغر). بشعرها الأسود وعينيها الواسعة السوداء.


هبة:

ــ خير في حاجة ؟


ياسين بضيق:

ــ أنتي ركنتي مكاني.


هبة بتعجب:

ــ مكانك ازاي يعني؟


ياسين:

ــ كنت خلاص هركن وحضرتك أخدتي مكاني اتفضلي بقى خدي عربيتك وشوفيلك ركنة تانية.


هبة:

ــ انا مش فاهمة ايه أشوف مكان تاني!!؟؟ هو مكتوب باسمك يعني انا لقيت مكان فاضي ركنت. 


حاولت التحرك لكن توقف امامها لإعاقتها عن التحرك 


ياسين:

ــ بقولك انتي خدتي ركنتي.


هبة زفرت بضيق: 

ــ هو انت ما بتفهمش أنا مش فاهة انت عايز ايه؟


ياسين بضجر:

ــ تاخدي عربيتك وتروحي تركني في حتة تانية.. 

هبة:

ــ ولو ماعملتش كده بقى هتعمل ايه؟


ياسين بإعتزاز بنفسه:

ــ الظاهر إنك ما تعرفيش أنا مين!! أنا ياسين الراوي. 


نظرت له من أعلى لأسفل:.

ــ مسألتكش انت مين.. انسان سخيف صحيح وعربيتي مش هتتنقل من مكانها 


نظرت لها باشمئزاز و تركته ورحلت


مسح ياسين على وجهه وقام بالإشارة للسايس الذي جاء على الفور 


السايس: 

ــ ما تقلقش يا ياسين بيه هنقلك العربية بتاعتها في مكان ثاني. 


ياسين وهو يلقي له المفتاح قال:

لا خلاص سيبها مكانها واركنلي عربيتي جوه.


توجه ياسين لداخل المطعم كانت هبة تجلس مع أصدقاءها على إحدى الطاولات... رمقها ياسين من أعلى لأسفل وجلس مع أصدقائه الشباب والبنات يصافحهم. وأثناء ذلك كان ياسين وهبة يتبادلان النظرات بضيق واستفزاز... انتبهت إحدى صديقات هبة لتلك النظرات قالت


صديقتها:

ــ بتبصي ل ياسين الراوي كده ليه! 


هبة بضيق:

ــ ده إنسان سخيف سخافة وطالع فيها عشان من عيلة الراوي .


نظر لها أحد أصدقائها الشباب:

ــ هو عملك ايه؟


هبة:

ــ مافيش كنت عمالة ألف على ركنة من ساعة، وما صدقت لقيت ركنة، الصراحة انا خدت بالي إنه هيركن بس قلت اللي يلحق بقى، سرعت وركنت، لقيته نزل وقالي شفيلك ركنة تانية وان ده مكاني وكلام سخيف كده.


قالت صديقتها وهي تضحك:

ــ يخرب بيت عقلك ما هو ده مكانه فعلاً المكان ده مخصص لعربيته، أصلا المكان ده ملكهم.


نظرت لها هبة بتعجب:

ــ بجد.


صديقتها:

ــ أيوه يا بنتي المكان ده مخصص ليه مفيش حد بيركن فيه غيره ملكية خاصة لياسين الراوي ممكن بس يعملوا استثناء في الأيام اللي ما بيجيش فيها.


هبة:

ــ طب افرضي مثلا ان اليوم ده ماكانش جاي وفجأة طقت في دماغه إنه يجي وكان في حد راكن مكانه هينقله عربيته.


صديقتها:

ــ اها


هبة بصدمة: 

ــ ايه الجبروت ده.


صديقة أخرى:

ــ دول عيلة الراوي يا ماما، بس عايزة أقولك ان ياسين ده يعتبر أنظف واحد فيهم، رشدي لما بيجي ممكن يشيل أي عربية من مكانها ويركن مكانها عادي صافيناز كده برضه صراحة دول طالعين فيها أوي. هبوش ما تحاوليش تدخلي معاهم في حاجة عشان بجد كلهم شايفين نفسهم بزيادة مستقويين وقلبهم جامد بسبب أبوهم.


هبة:

ــ سيبك منهم تعالي نقوم نرقص.


وبالفعل نهضتا وتوقفتا على الاستيدج وبدأتا بالرقص... كان ياسين يراقبها بعينه بابتسامة إعجاب فهي جميلة و رقيقة و ذات ملامح بريئة للغاية. 


وبعد انقضاء السهرة وفي وقت متأخر من الليل.


نشاهد ياسين يقود سيارته متوجهاً الى بيته وفي طريقه انتبه لسيارة هبة متوقفة على جانب الطريق وهي تقف بجانبها..أوقف سيارته و توجه نحوها


ياسين بتهذب:

ــ خير في حاجة يا آنسة!! واقفة كده ليه؟


هبة وهي تشير نحو سيارتها قالت:

ــ ما فيش الكوتش فرقع، بس كلمتهم في البيت وهيبعتولي عربية.


ياسين بجدية:

ــ بس انتي ما ينفعش تقفي هنا الوقت متأخر والحته دي تقريبا مقطوعة وانتي بنت حلوة.. أكيد فهماني.


هبة بتوضيح:

ــ هم أكيد مش هيتأخروا عليا.


ياسين بذوق:

ــ طب تفضلي وأنا هوصلك أضمن بلاش يتأخروا


هبة بإحراج:

ــ لا ميرسي شكراً ليك. 


ياسين بتوضيح:

ــ لا انا مش بعزم عليكي، بجد مش هينفع تقفي هنا المكان هنا ظلمة ومفيش عربيات بتمر من هنا ومش حلو خالص تعالي معايا أفضل (نظر لها بمزاح) كمان يعني المكان ده في حيوانات مفترسة. 


اتسعت عينا هبة بخوف:

ــ حيوانات مفترسة!!؟؟ 


ياسين:

ــ اه حيوانات مفترسة ديب تعلب ثعبان.


هبه هزت رأسها بقلةحيلة:

ــ ماشي استنى أقفل العربية.


أغلقت سيارتها وصعدت سيارته بعد أن فتح ياسين باب السيارة بذوق.. هزت رأسها بشكرا.

اثناء قيادة ياسين قامت هبة بالاتصال بعائلتها لكي تخبرهم بما حدث.... بعد الانتهاء نظرت لياسين وضحكت

انتبه ياسين لضحكتها


ياسين بتساؤل:

ــ ايه اللي بيضحكك.


هبة:

ــ مافيش أصل شوف الصدفة من كام ساعة كنا بتتخانق مع بعض.


ياسين:

ــ عادي حصل خير في حاجة عايز اقولها لك المكان ده بتاعي يعنى بحكم إن المطعم ده احنا بنمتلكه.. 


هبة

ــ مكنتش عارفة والله.. بس بردو دي عنصرية المفروض اللي يلحق يركن..


ياسين: يعني مش ده يعتبر قلة ذوق منك وانتي شايفاني بركن تسرعي وتاخدي مكاني 


هبة:

ــ الظاهر أحنا على كدة هنمسك في بعض وهنكمل اليوم في القسم 


ياسين تبسم:

ــ لا ياستي خلاص حصل خير أنا ياسين الراوي وانتي


هبة بابتسامة ناعمة:

ــ هبه زيدان نصر الدين فرحات.


ياسين بابتسامة:

ــ تشرفنا يا هبة.

      ♥️ــــــــــــ🌹بقلمي ليلة عادل🌹ـــــــــــــ♥️ 


تركيا / بالتحديد مدينة طرابزون.


ـ:مظهر عام لتلك المدينة الساحرة وطبيعتها الخلابة، التي تجمع بين الجبال الشاهقة والشلالات الرائعة، والساحل البحري الجميل.


نشاهد ماسة وسليم يقفان على ضفاف نهر جبلي ذو منحنيات صخرية صعبة، وهما يرتديان ملابس مناسبة كالخوذة واللايف جاكيت ويمسكان بيدهما عصا التجديف والاستعداد لركوب الزوارق المطاطية للتزحلق في النهر فهي لعبة مسلية وشيقة للغاية.


ماسة بفرحة:

ــ أنا متحمسة أوي، أول مرة تركبها يا سليم؟؟ 


سليم:

ــ لا ركبتها كتير، متقلقيش ومافيش أماكن عميقة في النهر.


ماسة بحب وثقة:

ــ أنا مابخفش طول ما أنا معاك لأني عارفة إنك هتنقذني مهما حصل.


تبسم لها بصمت ..


اقترب عشري ومكي وهما يرتديان مثلهما 


عشري:

ــ تمام يا ملك إحنا جاهزين .


ماسة بتساؤل:

ــ هو أنت هتخلي رجالتك تركب معانا بدل الناس الغريبة طب فين المتعة.. أنا عايزة بنات معايا عشان مصرخش لوحدي.


سليم بسخرية:

،ــ يعني أأجرلك بنات معاكي 


ماسة:

ــ أجر هههههه


عشري بضحك:

ــ على فكرة مجنون ويعملها، أنا هصوت معاكي هحفزك


سليم:

ــ أهو عشري معاكي مساندك ارتاحتي كدة!! 


ماسة:

ــ ميرسي يا عشري.


ماسة مررت عينيها عليهما قالت وهي تضحك:

شكلكم مضحك أوي عايزين صورة.. استنوا اقفوا جنب بعض أنتو التلاتة، أقف يا كراميل في النص.


توقف سليم و التقطت لهم ماسة صورة جميلة لتبرز تلك الصداقة الرائعة...وقفت بجانهم وطلبت من أحد الحراس أن يصورها معهم.


وبعد دقائق توقف زورق أمامهم ..


بدأوا بصعود الزورق ثم بدأ الجميع بالتجديف مع الإستماع لصرخات ماسة وضحكاتها... لكن ننتبه أنها كانت تجلس أمام سليم ويجلس مكي أمامها وبالاتجاه الاخر عشري، فهو يحاوطها بمن يثق فيهم..


نشاهد ذلك الزورق وهو يرتطم فى الشلال ويتزحلق من على منخفض وهما يجدفون بقوة، ووقوعهم فى الماء بسبب الصخور مع ضحكاتهم العالية والصعود ثانية ووقوعهم مرة أخرى وهكذا 


وبعد الإنتهاء بدلوا ملابسهم وصعدت ماسة وسليم أعلى الجبل ليركبو الأرجوجة التي تشتهر بها تلك المدينة.


وهي عبارة عن أرجوحة معلقة أعلى التلة، تحظى من خلالها بإطلالة رائعة على قرية وبحيرة ،كما يمكنك مشاهدة الأشجار والجبال والبحيرة من أعلى، تشعرك انك تحلق في السماء.


برغم أن مظهرها مرعب لكن كانت ماسة سعيدة جداً كان سليم قلق عليها بشدة وجعل العامل يربطها بحبل من أجل سلامتها ..


أخذا يمارسان الأنشطة المختلفة خلال العشر أيام التي قضوها في المدينة الساحرة .. في الصباح يتناولان الفطور على ضفاف النهر وسط تلك الطبيعة الخلابة و احتسائهما الشاي التركي وبعد ذلك يبدأن في برنامج الرحلة الحافل بزيارة الأماكن التاريخية والقلعة ..والتقاط الصور وصعودهما الجبل للطيران من فوق قمة الجبل بالبراشوت، والتخييم أمام البحيرة والاستمتاع بالغروب والشروق، والتجول بين الغابات الخضراء للتمتع بالمظاهر الطبيعية 


فكانت تلك الأيام العشرة في منتهى الجمال والحماس 


ــ في أحد المطاعم على النهر الثامنة صباحاً.


ــ نراهما يجلسان داخل المطعم الذي كان على شكل غرفة منفصلة (للخصوصية) مصممة من الزجاج مبنية على النهر ليساعد على الاستمتاع بالمنظر مع هطول الأمطار بشكل خفيف مما زاد جمال الطلة... كانا يجلسان على الأرض والنهر يجري أسفلهما وتحاط بهما التلال الجبلية الخضراء.


ماسةوهى تتناول الفطار:

ــ أنا وقعت في غرام المدينة دي.


سليم بمزاح محبب:

ــ ماسة أنتي بتقعي في غرام أي حاجة.


ماسة:

ــ قلبي كبير بيسع من الحبايب ألف.


سليم بغيرة وتملك:

ــ بس أنا مش عايز يسع غير سليم وبس... ماسة قلبها ماينفعش يبقى غير لسليم وبس.


ماسة وهي تطعمه بدلال:

ــ أنت قلبي كله يا حبيبى يا غيور روحي إنت ضمته وقبلته


سليم:

ــ  خلصي أكلك عشان اخدك ولففك المدينة كلها عشان نودعها.


ماسة:

ــ  بس هنركب عربيات السابق ومرجيحه تاني.


سليم:

ــ حاضر.


أثناء ذلك مر بجانبهما أحد الرجال توقف أمام الباب وطرق عليه باحترام.


أنتبه سليم توقف وهو يبتسم وقال:

ــ ده صديق لحظات وراجعلك كملي فطارك.


توجه للخارج ووقف أمام الغرفة، تصافحا وتحدثا بالتركي، لكن ننتبه أن سليم كانت متحفظاً في حديثه كأنه عاد لشخصيته القديمة كانت ماسة منتبهة لذلك بشدة وتبتسم، وبعد الإنتهاء عاد إليها وجلس، أخذت تنظر له بتعجب رفعت أحد حاجبيها متعجبة من أمره.


أنتبه سليم لتلك النظرات وهو يحتسى الشاي: 

_ بتبصيلي كدة ليه؟ 


ماسة:

ــ هموت وأعرف ازاي بتقدر تتحول في دقيقة كدة يعني كنت بتكلم صاحبك بشكل غريب كدة وأخدت بالك من كلامك و وقفتك ونظراتك، أصلا أنا لاحظت إنك لما بتكون فى أماكن عامة عموماً بتكون واخد بالك من تصرفاتك غير لما بنكون لوحدنا مكان خاص بتبقى حد تاني مجنون منطلق حر.


سليم بعقلانية: 

ــ ده طبيعي مينفعش تكوني مع كل الأشخاص بنفس الشخصية ده يبقى غباء منك.


ماسة باعتراض:

ــ لا يا سليم كدة من غير زعل أبقى بوشين والناس اللي بوشين مش كويسين.


سليم تبسم وقال بتوضيح:

ــ لا إنتي فهمتى كلامي غلط، أنا أقصد دلوقت ينفع وأنا معاكي اتعامل برسمية، وبنفس طريقتي مع الشخص ده...

هزت راسها بنفي أكمل:

ــ طب ينفع أنا وإنتي وأحنا بمكان عام وسط الناس نعمل نفس التصرفات والجنان لما بنكون في مكانا الخاص؟! ولا لازم ناخد بالنا من تصرفانتا؟! إنتي بتخجلي جداً لما ببوسك بوسة صغيرة وسط ناس، برغم إنك بتتقبليها لو كنا بردو برة بس لوحدنا.


ماسة:

ــ أيوة عشان عيب نعمل كدة قصاد الناس حتى لو جوزي حلالي.


سليم:

ــ أصبح إن في تصرفات لازم ناخد بالنا منها لما بنكون في أماكن عامة، عشان منظهرش بشكل غير لائق، ونكون بحريتنا لما نكون لوحدنا، 


عدل من جلسته ووضع الكوب على الطاولة و حدق بها وتحدث بعقلانية أضاف:

ــ بصي يا ماسة من الذكاء إنك تتعاملي مع كل إنسان بالطريقة اللى تناسب عقله وثقافته ومكانته الاجتماعية، ماينفعش مثلا تتناقشي مع أستاذ جامعي بنفس المصطلحات مع عامل بناء، أو تاجر أو موظف، أو جاهل أو دكتور وهكذا، كل واحد ليه طريقة، كذلك في العلاقات مينفعش أعامل صديق مقرب زى واحد عادي، او زى أخويا، زي موظف عندي، زي والدي، إنتي مثلا تقدري تهزري مع سلوى زى عمار؟!


هزت رأسها بلا أكمل: 

ــ طب نفس كلامك مع سلوى وأسرارك تبقى نفس طريقتك مع والدتك.


ماسة:

،ــ لا طبعاً مقدرش أمي بتضربني أنا مقولتش لأمي على الوردة ولا على الكهربا إللي كنت بحسها، ولا حاجة لكن سلوى بس اللي عرفتها لكن أمي قولتلها إنك محترم وطيب وبتعاملني حلو.


سليم:

ــ شفتي بقى إني طبيعي مش بمليون شخصية.


ماسة:

ــ بس أنت طريقتك بتتحس أوي بتتشاف للأعمى مستحيل أنسى طريقتك مع لورين مش بس يوم ماخدتلي حقي في العموم لا أنت مش بتشوف نفسك.


سليم بحيرة وهو يمد أسفل شفتيه:

ــ مش عارف، يجوز كلامك صح، وإني بزودها، بس حقيقي أنا بتعامل مع كل واحد بالمعاملة اللي يستحقها، أنتي كمان لازم تبقي كدة وهعلمك تبقي كدة.


ماسة:

ــ موافقة بس من غير نظراتك الشريرة.


سليم باستغراب:

،ــ أنا ليا نظرات شريرة 


ماسة:

ــ لما بتكشر وتتعصب.


سليم:

ــ أنتي فاكرة إني كدة شرير (ضحك بعلو صوته) ماشي يا ست ماسة ها خلصتي.


ماسة:

ــ ها، صحيح بقولك إيه لازم نستقر في مكان معين الفترة الجاية.


سليم:

ــ اشمعنا.


ماسة: 

ــ رمضان الأحد أو الاثنين اللي جاي وأنا مش هقدر على الفرهدة دي بالصيام.


سليم:

،ــ حاضر.


ماسة:

ــ وأختار مكان فيه روحانيات رمضان بالله عليك.


سليم تبسم:

ــ ماشي.


ماسة برجاء:

ــ ماتيجي نحضره في مصر ونرجع تاني.


سليم:

ــ إحنا اتفقنا ننسى مصر دلوقت،خصوصاً الفترة دي مستحيل أرجع.


ماسة:

ــ ماما قالتلي أهلك عندهم مشاكل كتير بالشغل وخسرو فلوس كتير.


سليم بجمود:

ــ وعشان كدة مستحيل أنزل عشان مش عايز وجع دماغ، أنا عايز أنبسط معاكي وبس وأعوضك عن السنين اللي فاتت وأعيش معاكي اللي انحرمت منه. 


ماسة بتعجب:

ــ إزاي بقى وأنت زرت كل البلاد دي وعملت كل ده كتير.


سليم:

،ــ بس من غير إحساس معشتهوش بمشاعر، صدقيني أنا معاكي حسيت إني عايش وبأتنفس.


نظرت له ماسة بإبتسامة تبادلا النظرات وضما بعضهما بعشق كبير


بالفعل خذها سليمان وأخذ يتجولان في مدينه طرابزون لكي يودعان تلك المدينه الجميلة وركوب الأرجوحة الهوائيه وسباق السيارات وبعض الانشطه التي تفضلها ماسة.

💞ـــــــــــــــــــــــــ بقلمي ليلةعادل⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩


ـ مدينة أزمير 


مظهر عام لتلك المدينة الساحلية الجميلة وأشهر شوارعها والمباني المميز والمقاهي 


ـ الكوخ الخاص بسليم وماسة، الرابعة عصراً


_ نرى ماسة تجلس على الاريكه في الراسبشن وهي تتحدث في هاتفها وكان سليم يجلس بجانبها يشاهد التلفاز.


ماسة بلطف: 

ـ الله يسلمك وإنتي طيبة يا ماما سلميلي بقى عليهم كلهم ... لا مش هينفع ..انتي عارفه ليه .. امم .. تمام بكرة هكلمك تاني .... حاضر، باي.


وجهت ماسة نظرها لسليم بإبتسامة عريضه وهي تقول:

ـ كل سنة وانت يا طيب يا كراميلتي، رمضان بكرة.


نظر لهاسليم بابتسامة حب:

ـ وانتي طيبة ياعشقي.


عبس وجه ماسة قليلاً وهي تضم شفتيها قالت: 

ـ ده أول رمضان أكون بعيدة فيه عن بابا وماما وأخواتي وكل العيلة والمزرعة إحساس غريب. 


نظر لها سليم وهو يقرصها في خدها بمداعبة:

ـ بس هتبقي معايا، ايه مش مكفيكي؟


ابتسمت ماسة ووضعت قبلة على خده وقالت:

ــ أكيد مكفيني يا قلب ماسة، ومبسوطة إننا مع بعض...

تأملته بحيرة واضافت:

ــ طب أنا دلوقتي مش عارفة الجو هنا عامل ازاي في رمضان وكمان نفسي أشتري حاجات رمضان الياميش والكلام ده.


سليم بلطف:

ــ عادي يا عشقي مفيش مشكلة هننزل نجيب كل اللي نفسك فيه. 


نظرت له ماسة متسائلة: 

ـ هو انت هتصوم؟


سليم وهو ينظر لها بتعجب:

اها هصوم إشمعنا؟


ماسة بتوضيح ممزوج بتلعثم: 

ـ أصل اا بص مش بفتن والله، بس منصور وكلهم، يعني ماكانوش بيصومو أوقات كتيرة


سليم بأسف:

ـ ما هو أنا برده مكنتش بصوم للأسف.


اتسعت عيناها بتعجب:

ـ بتتكلم جد، مش بتصوم ليه يا سليم؟؟ حرام.


سليم بأسف:

ـ متعودتش يا ماسة.


ماسة باستهجان: 

ـ يعني ايه ماتعودتش؟! ده حرام، ده فرض، أنا بصوم من وأنا ٨ سنين، هو انت ماتعرفش انه زي الصلاة فرض. 


سليم بتوضيح:

ـ لا عارف أخدتها في المدرسة، بس عمر ماحد قالي يلا نصوم، نصلي، مش متربي على الكلام ده، ماعنديش حد في القصر كان بيصلي ويصوم ما أنا حكتلك.


ماسة بعدم تصديق:

ـ خالص ولا يوم؟


سليم:

ـ بصي أنا مش متأكد، لاني ماعشتش معاهم كتير،

انا مسافر من وانا عندي 13سنة، أعتقد فايزة والباشا، كانوا بيصوموا بس مش كل الأيام، ولا حتى كانوا بيهتمو يخلونا نصوم، إللي متأكد منه وفاكره كويس، إن محدش كان مهتم أصلي أو أصوم، حلال أو حرام، لكن دادا عفت الوحيدة اللي كانت بتصوم وكانت بتعلمني أصوم أنا واخواتي، بس أنا عشان كنت بعزها ومتعلق بيها جداً كنت بسمع كلامها وكمان فريدة ولما كبرت وسافرت، مالقيتش حد يوجهني، فكنت بفطر أوقات كتير، بصراحة اللي مكنش بيخليني أصوم عشان كنت باشرب وأكون معاكي صريح أكتر، أنا بقالي أكتر من ٦ سنين مابصومش خالص. 


ماسة بتعجب: 

ـ كنت بتشرب في رمضان كمان؟ أستغفر الله العظيم 


سليم بنبرة بها ندم:

ـ اممم، مكنتش بفكر في الصح والغلط، الحلال والحرام، عمر ماحد من أهلي اتكلم في المواضيع دي معايا، زي مافهمتك قبل كده، الغلط بالنسبة لهم، إني أتكلم بطريقة غير لائقة، أعمل سلوك مش كويس، لكن حاجة تخص الدين تؤ. 


ماسة بأسف وهي تزم شفتيها بحزن:

ـ باباك ومامتك ربنا هيحاسبهم عليك حساب عسير انت واخواتك، بس انت برده هتتحاسب لأنك كبرت وفهمت الصح من الغلط والحلال والحرام، انت لسه قايل دلوقتي إنك عارف ان هو فرض ومع ذلك ماعملتوش.


سليم بجدية:

ـ خلاص أنا هابقى معاكي، انتي بس علميني.


ماسة بسعادة: 

ـ بجد ياسليم.


سليم: 

ـ طبعاً بجد، زى الصلاة مش انتي علمتيني الصلاة؟ هزت رأسها بإيجاب ..أكمل:

ـ خلاص هصوم الشهر كله معاكي إنتي بس شجعيني.


ماسة:

ـ طيب هنتسحر امتى وازاي؟


سليم: 

ـ عادى يا قلبي زى مصر قبل الفجر بساعة مثلا شوفي حابة تتسحري ايه .


ماسة:

ـ جبنه، بيض مسلوق، فول، شاي، زبادي ومياه كتير بقى، بس أنا حبه يا كراملتي أعملك السحور بايدي، المطبخ هنا فيه حاجات كتير ممكن اشوف ناقص ايه و نشتريها أو نبلغهم يجبوها، والا أقولك ايه رأيك نلبس وننزل مع بعض نشتري كل حاجة هنحتاجها.


سليم بحماس:

ـ ماشي، انا متحمس أوي. 


ماسة وهي تمسك يده بسعادة: 

ـ انا كمان متحمسه اوي، وفرحانه، عشان مع بعض وبكره هعملك أحلى فطار بايدي.


سليم وهو يمسح على خدها بحنان:

ـ متخليها يوم تاني يا عشقي، تكوني اتعودتي على الصيام بلاش تتعبي نفسك.


ماسة:

مافيش اى تعب متقلقش عليا يا حبي، أنا واخدة على كده، بعدين هاخد أجر إفطار صائم، بعدين ده أول يوم وإحساسه بيكون مختلف بالأخص ليك لأنك أول مرة تصوم بعد سنين، عايزة أعمل لجوزي حبيب قلبي الفطار بايدي ممكن.


سليم :

ــ ماشي على شرط ماتتعبيش نفسك. 


ماسة:

ــ طب يلا بينا بقى نروح نشتري الحاجة.


سليم:

ــ يلا يا ماستي الحلوة.


وبالفعل ذهب سليم وماسة الى أحد الأسواق الشهيرة ليشتروان ياميش رمضان وكل ما تحتاجه ماسة خلال الشهر الكريم، فأخذ سليم ماسة لأحد الأحياء التي يغلب عليها الأجواء الرمضانية حيث الزينة والياميش والفوانيس وغيرها ..


كانت ماسة سعيدة جداً وهي تشتري الياميش والمكسرات، وسليم أيضاً فهو لأول مرة يعيش تلك الأجواء..


أخذا يتنقلان من محل لآخر ويلتقطان الصور..

واشتري سليم فانوس كبير وزينة رمضان ولم ينسى ماسة بفانوس جميل شعرت ماسة بسعادة كبيرة وضمته بشدة...


وعندما وصلو إلى الشاليه علقت ماسة الزينة واللمبات الملونة و هلال وفانوس رمضان في الشرفة بمساعدة سليم، كانت ماسة تحاول خلق أجواء رمضانية لتشعر كأنها في مصر ..


ثم جاء ميعاد السحور وقامت ماسة بتحضير السحور لها ولسليم ولم تنسى الحراس أيضاً من ذلك السحور، بعد ما اخذت تتحدث معهم عن فوائد الصيام وأجر الصائمين عند الله فكانوا يستمعون لها بترحيب كبير، كان سليم ينظر لها بسعادة تغمر قلبه.


جلس سليم وماسة فى الشرفة ذات الإطلالة الساحرة وسط الزينة الرمضانية المعلقة مع الإستماع لأغاني رمضان المختلفة على مكبر الصوت.


سليم وهو ينظر من حوله بإنبهار وسعادة قال:

ــ ايه الجمال ده، حاسس بروحانيات ما حسيتهاش قبل كده، أحاسيس ومشاعر لأول مرة أحسها في حياتي.


ماسة:

ــ ولسه ولسه بكره كمان هتحس أكتر لما تصوم وتصلي التراويح ولا العشرة الأواخر من رمضان دول في حته تانية خالص.


ركز سليم النظر في ملامحها مد يده وأمسك يدها وقال بحب وامتنان:

ـ حقيقي انا مش عارف أشكرك إزاي، لأنك خلتيني أعيش الحاجات دي لأول مرة، لولاكي انا كان يستحيل يخطر على بالي أعيشها، حتى الناس إللي حوليا كانوا يستحيل يفكرو اننا نعيش ليلة وحدة منهم، كنت هفضل طول عمري محروم من الأحاسيس الجميلة دي، شكراً، شكراً لأنك في حياتي، شكراً لأنك خلقتي جوايا حجات جديدة، قولتها وهفضل أقولها انا ممتن للصدفة اللي جمعتني بيكي، يا أحلى حاجة في حياتي، ويا أجمل حاجة حصلتلي، تصدقي أنا ربنا بيحبني لانه كتبك من نصيبي يا أحلى قدر في حياتي.


نظرت له ماسة نظرة عاشقة:

ـ والله انا اللي ربنا بيحبني لأنه رزقني بيك، وكتب لقلبك تعشقني أنا من وسط كل البنات اللي شفتها وعاشرتها وأكيد في منهم أحلى واجمل مني، ماتشكورنيش يا سليم، أنا ماعملتش حاجة أصلا، ده أنت إللي عملت كل حاجة، عملت كتير لماسة أنا اللي لازم أشكرك، كفاية ال..


قاطعها سليم باعتراض وهو يقول بلطف متعجباً:

عملت إيه؟! عملت إيه بس؟! انا ماعملتش أي حاجة، هو إنتي فاكره بقى عشان شويه اللبس اللي انا جبتهالك وسفرتك بره وجبتلك شويه ذهب يبقى انا كده عملت حاجات كتير تستحق الشكر؟؟

هزت ماسة راسها بإيجاب:


أكمل سليم بعقلانية بنبرة لطيفه مفسرا وهو يهز راسه بنفي:

ــ إطلاقاً، إللي إنتي عملتيه أكبر وأعظم بكتير، قيمه الاشياء يا ماسة في انعكاسها على الشخص، الحاجات إللي انا عملتها معاكي حاجات سطحية، حاجات بلا قيمة عندي، حاجات سهل تجبيها بالفلوس، لكن إللي إنتي عملتي معايا حاجات ملايين الدنيا متشتريهاش، إنتي علمتيني أصلي وأصوم ابطل خمرا، غيرتيني لإنسان نقي ونضيف، إنتي اخدتيني من الضلمه إللي كنت عايش فيها، للنور، خليتيني أشوف الحياه والدنيا بنظرة ثانية، أحلامي فجأة أتحولت، أنا زمان كنت شايف الدنيا بشكل مختلف، من شباك البيزنس والعائلة، لكن دلوقتي الموضوع أختلف تماماً، الحاجات دي يمكن غيري ميحسش بقيمتها، بس انا حاسس بيها ومقدرها، أنا مهما عملت معاكي مستحيل ارد 1% من اللي انتي بتعمليه معايا، انتي اديتيني كتير يا ماسة وانتي مش واخده بالك، من إبتسامتك الحلوه دي، وبراءتك، صفاء قلبك، نقائك، ماتعرفيش دول عملوا فيا ايه من يوم ماشفتك في الحفلة، بالمختصر انتي اخدتيني من بير عميق ضلمه وطلعتينى للنور.


ماسة بذهول:

ــ أنا عملت كل ده؟


سليم تبسم بتأكيد:

ـ اه يا ماسة إنتي عملتي كل ده اوعى تقللي من قدرتك.


ماسة بسعادة غامرة:

ــ أنا مش عارفة انا عملت ايه بالضبط، بس فرحانه إنك سعيد، يا رب دايما اشوفك سعيد ومبسوط كدة يا حبيبي.


سليم بحب:

ــ كل همي في الحياة إني اشوفك سعيدة ومبسوطة 

(قبلها من يدها ) ربنا ميحرمنيش منك ابداً ولا من ضحكتك الحلوة دي، يا أم أحلى عيون في الكون.


ماسة:

ــ ولا منك يا عشقي الأول والأخير يلا خلينا نتسحر.


وبالفعل بدأا في تناول السحور وهما يتبادلان احاديث وبعد الانتهاء كانت ماسة تشرب ماء بصورة مبالغ فيها.. 


سليم بمزاح معلقاً:

ـ كفايه مياه انتي بتخزني زى الجمل ولا ايه؟


ماسة:

ـ اصلي بعطش أوي.


سليم:

ـ احنا بالشتا مش هتعطشي، تسلم إيدك على السحور يا عشقي.


ماسة: 

ـ ميرسي، هتصلي الفجر بيا.


سليم:

ـ اممم 


مالت برأسها للخلف حيث الساعة المعلقة عدلت جلستها وقالت:

طب، فاضل خمس دقائق اشرب بقى واتوضى وانوي الصيام وقول " اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملاً لوجهك الكريم إيمانا واحتسابًا، اللهم تقبله منى واجعل ذنبى مغفورًا وصومى مقبولاً". 


ردد سليم خلقها الحديث: 

ـ بس ده أقوله بعد الأذان. 


ماسة:

بعد ماتشرب على طول عشان تنوي الصيام.


سليم:

ــ اوكيه.


وأذن الفجر وذهبا للوضوء ثم أداء فريضة الفجر. وبعد الانتهاء 


ـ غرفة النوم 


ماسة وهي تخلع الحجاب: 

ـ تقبل الله.


سليم:

ـ مني ومنك يارب 


ساعدها فى النهوض ووضع قبله على جبينها قال بمزاح محبب:

ـ يلا نامي، ومشفش وشك غير وقت الفطار لان معنديش أي إستعداد أصوم شهرين.


اتسعت عينا ماسة بصدمة:

ليه؟


سليم بتعجب:

ـ ايه ده انتي متعرفيش لو حصل بينا حاجة وقت الصيام لازم نصوم شهرين كاملين ورا بعض لو فطرنا يوم نعيد من الأول!؟


ماسة بنظرات متعجبة وكادت عيناها تخرج من مكانها وهي تفتح فمها:

ـ بتتكلم جد.


سليم: 

ـ اها والله.


ماسه بتوتر: 

ـ أنا هنام في أوضه تانية، 

تراجعت كم خطوه للخلف:

ابعد عني خالص يا سليم.


سليم: 

هههههه طب يلا ننام.


توجها الى الفراش تسطحت ماسة بعيد عنه عند أول حافة الفراش.


سليم وهو يتسطح قال معلقاً:

ـ مش للدرجة دي؟ 


ماسة:

ـ لا للدرجة دي، نام وأتقي الله دول شهرين فاهم يعني ايه؟


ضحك سليم عليها ضحكة عالية وتسطح على ظهره: 

ـ حاضر يا شيخة ماسة، هتقي الله تصبحي على خير يا عشقي الأبدي. 


ماسة بدلال: 

ــ وانت بخير ياعشق ماسة.


( اليوم التالي ) 


أستيقظت ماسة في الصباح لكي تشرع في عمل الفطار فـ نشاهدها وهى تقف في المطبخ بحماس كبير وكان يساعدها رجال سليم في إعداده..


حيث نجد أحدهم يقوم بتقطيع البصل والخضره، واخر يقوم بتتبيل الدجاج، واحدهم يجلس امامها يقوم بلف ورق العنب معها، كانت ماسه تباشرهم وكان الجميع يتبادلون الأحاديث بمرح ويعملون بحماس فلم نشعر لحظة أن أحدا مستاء بما يفعل.. كان مكي يشاهد ما يحدث بابتسامة.


على إتجاه آخر نشاهد سليم مستغرقا في نومه فهو لم يستيقظ طيلة النهار الا عندما كانت ماسة توقظه للصلاه، كان يصلي وينام مرة أخرى فهو مازال لم يعتاد على الصيام ويشعر بالتعب..


وبعد وقت دخل سليم عليهم المطبخ يبدو أنه استيقظ لتوه وفور وقوع عيناه على رجاله نظر بتعجب. 


سليم:

ــ مساء الخير.


رد الجميع ببحه رجوليه:

ــ مساء الخير يا سليم بيه كل سنة وانت طيب.


سليم:

ــ وانتم طيبين 


التفتت له ماسة بابتسامة جميلة التى كانت تتوقف امام البوتاجاز.

ـ اخيراً صحيت، كل ده نوم، على فكرة مش محسوب لك صيام.


نظر لها سليم بصدمة:

ـ بجد.


ضحكت ماسة:

ـ بهزر معاك، بس مش حلو إنك تفضل نايم طول النهار، عشان تحس بالصيام وتاخد أجر كبير.


سليم:

ــ تعبان ومصدع أوي 

نظر وعينه على رجاله معلقا:

ـ هو في ايه؟ هما بيعملوا ايه هنا؟


ماسة بتوضيح 

ــ أصلي خلتهم يساعدوني، لما دخلت المطبخ الصبح شفت منظر الأكل على بعضه، انصدمت حسيت اني تايهة مش عارفة ابدأ منين؟ كلمت ماما قالتي مش هتقدري تعملي كل الكميه دي لوحدك، وهي اللي رشحتلي اني أخلي الحراس يساعدوني، قالتلي خلى رجاله سليم تساعدك طلبت منهم ووافقوا وتحمسوا جداً. 


سليم مستنكرا:

ــ أصلا ليه تعملي الكمية دي كلها؟ جبتي منين الحلل الكبيرة دي بتاعة العزايم.


ماسة:

مافيش طلبت من مكي، وهو جابهم، أصل أنا عملت حساب الحراس معانا على الفطار، عشان يفطروا معانا وآخد أجر افطار الصائم.


سليم بتنهيدة:

ــ مش أنا قولت بلاش تتعبي نفسك؟


ماسة بتعب:

ــ كنت عايزة آخد ثواب افطار صائمين يا سليم بس بصراحة طلع الموضوع صعب ومتعب.


سليم:

ــ طب إنتي خلصتي كدة ولا ايه؟


ماسة: اها ..

نظرت لهم وقالت:

ــ في حد لسه معاه حاجة يا رجالة؟


أجاب أحدهم:

ــ خلصت السلطة أهو يا ماسة هانم


ماسة بامتنان:

ــ تسلم ايدك، ممكن تغطيها وتسبها مكانها.


اقترب منها أحدهم وهو يقدم لها الملوخية متخرطة. نظر سليم لما بيد الحارس الذي تقدم بالطبق متعجبا ومعلقا بحركة الشفايف:

ــ كمان ملوخية؟


ماسة بشكر:

ــ تسلم ايديكم ياجماعة، اتفضلوا انتم ان شاء الله نتجمع على الفطور، وكل سنة وانتم طيبين.


بدأ الحراس بالخروج من المطبخ... نظر سليم لها معلقا. 


سليم بتعجب:

ــ ملوخية يا ماسة!! خلتيهم يخرطوا ملوخية!!! 


ماسة:

ــ وحياتك وخليت واحد منهم يلف معايا ورق عنب ويقوروا الباذنجان والكوسة ما تخافشي عليا مراتك مسيطرة.


سليم ضحك:

ــ انتي مفترية مش مسيطرة، بجد اقنعتيهم ازاي ؟

طب بلاش اقنعتي صبحي ازاي؟ ده دراعه أكبر منك؟


ماسة:

ــ مش هقولك تاني ماتستصغرنيشي.


ضحك سليم وقال:

ــ والله مقدر، طب تعالي ارتاحي شوية ياقلبي ولا في حاجة تحبي أساعدك فيها؟


ماسة:

ــ لا خلصت هوطي بس على الأكل.


بدأت بخفض درجة حرارة البوتجاز توجها معا؟ 

الى الخارج. 


جلست ماسة على الأريكة وسليم بجانبها وعدل جلسته في زاويتها قائلا.


سليم بتنبيه:

ــ اعملي حسابك ده مش هيحصل تاني فاهمة،

لو عايزة تعملي اعملي ليا وليكي بس، ومتقلقيش عليهم أكيد هجبلهم فطار مش هجوعهم يعني. 


ماسة:

ــ والله كان نفسي اخد الأجر و الثواب، بس فعلا تعبت أوي بس بقولك ايه عملتلك شوية فطار جامدين.


سليم بحسم و ببحة رجولية:

ــ مش عايز كلام كتير، ولا مبررات، ولو هتعملي لنا فطار يبقى أنا وانتي وبس، ومش كل يوم كمان، إحنا قاعدين هنا في فندق، الحاجة اللي تحبيها قوليلي وأنا أبلغهم بيها ماشي، بصي وشك أصفر ازاى؟! شكلك تعبان خالص بس أعمل فيكي ايه عنديه.


قرصته ماسة من خده:

ــ خلاص يا بونبانونيه بقى حاضر هعملنا بس.


.أمسكت ماسة الريموت وفتحت التلفاز وأخذت تبحث في القنوات يبدو أنها تبحث عن قناة معينة، عبس وجهها بملل.


سليم بحب: 

ــ ما تثبتي على قناة.


ماسة:

ــ بدور على القناة الأولى عشان أتفرج على بكار والمغامرون الخمسة واشوف هتابع مسلسلات ايه.


ضيق سليم عينه متسائلا: 

ــ مين بكار؟


اتسعت عيناها وتوقفت أمامه مندهشة:

ــ ازاي متعرفوش؟


مد سليم وجهه وهو يهز برأسه بعدم معرفة:

ــ معرفهوش.


ماسة:

ــ ده كرتون، بكار ورشيدة، أمال كنت بتتفرج على ايه وانت صغير.


سليم بتوضيح:

ــ مكانش عندي أوقات فراغ، يعني على طول تمارين سباحة، ألعاب قتالية، بيانو، فروسيه، غير طبعاً دورس اللغات والدراسة كدة يعني.


ماسة: 

ــ امممم لا انت فاتك كتير أوي، المهم دلوقتي اتفرج ازاي بقى؟ 


نظر سليم للتلفاز وهو يشير له:

ــ أنا جايبلك العرب سات بيجيب هنا قنوات عربية. 


ماسة بتذمر: 

ــ بس مش عليه القناه الأولى.


سليم:

ــ طبيعي لأن دى قناة مصرية مش تركية.


ماسه عبس وجهها بطفولة:

ــ بس هو مش بيجي غير على الأولى مصرية.


سليم: 

ــ شوفي أي حاجه ثانية يا ماسة هاتي قناه mbc 3 أو سبيستون أي قناة كرتون


ماسة: 

_يعني بيجيب مازنچر وسلاحف ننيجا.


سليم ضحك معلقا: 

ــ سلاحف النينجا (ضحك) بعيداً عن النطق، بيجيبوهم عادي وبيجيبوهم كمان مترجمين عربي ما تقلقيش.


ماسة:

ــ ماهما عربيين أصلاً.


نظر لها سليم متعجباً وهو يضيق عينه مقلدا لها: 

ــ هما مين دول اللي العربيين أصلاً؟!.


ماسة: 

ــ مازنچر وافروديت والمعلم راجلان وسابق ولاحق وريمي وكابتن ماجد بكيمون ونيمو وسمبا وحاجات كتير.


سليم: 

ــ هو انتي فاكرة إن المسلسلات والافلام دي مصريه؟ 


هزت ماسة رأسها بإيجاب أكمل سليم مفسرا:

ــ تؤ في منهم ياباني وفي منهم امريكي بس مدبلجين باللغة العربية.


أتسعت عين ماسة وهى تقول بصدمه: 

ــ يعنى افروديت أجنبيه والمعلم رجلان والسلاحف.


هز سليم رأسه بإيجاب وهو يبتسم:

اممم عشان البنوتات القمرات إللي زيك يعرفوا يتفرجوا عليه، بس بكار ده شكله عربي وأكيد المغامرين الخمسة، هسألك وأتاكدتلك من المعلومة


عبس ماسة وجهها: 

ــ طب هاتلي ام بي سي 3 دي.


أخذ سليم منها الريموت وهو يقلب قى القنوات.. 

قال معلقاً:

ــ هو احنا مش كبرنا على الحاجات دي؟


ماسة: 

ــ تؤ.


سليم باستسلام:

ـ حاضر أهي دى mbc3.


ماسة:

ــ طب خلينا نشوف هتجيب ايه وقت الفطار، مش كفاية مش هاعرف أشرب حمص الشام. 


سليم: 

ــ انا حاسس إنك بتأنبيني.


ماسة: 

ــ خالص والله بس بحاول أتعود على الوضع الجديد.


سليم اقترب منها ويمسح على خدها بنعومه قائلا: 

ــ انتي كنت بتعملي ايه في رمضان أصلا يعني يومك بيمشي ازاي.


ماسة بتوضيح: 

ــ مافيش الصبح بنشتغل في المزرعة ونحضر الفطار بعدين نفطر، وأنا بأتفرج على الفوازير وعلى بكار ولو في كرتون تاني والمسلسلات وأصلي التراويح وأروح الكتاب عشان حفظ القران، بعدين نروح نتمرجح أنا والبنات وسلوى ونشوي درة و نشرب حمص ونلعب بقى نط الحبل .. باميه ولا عاميه ..كدة يعني لحد السحور.


سليم بلطف: 

ــ إحنا كبرنا على موضوع اللعب ده، حتى لو ماكناش اتجوزنا، انتي بقيتي مودمزيل جميلة في مودمزيل جميلة تلعب في الشارع ها ؟!! لكن مسلسلات والافلام عادي هتعرفي تتفرجي عليه، لازم تتعودي على الحياة الجديدة اللي بقيتي فيها الملائمة لسنك والوضعك الجديد تمام يا روحي وضع قبلة على عينيها.


ماسة:

ــ ماشي ( نهضت) أنا هاعمل الملوخية وابص على الأكل وبعدين أتوضى وأقرأ قرآن شويه، ماقرأتش النهارده خالص لحد الفطار، هو خلاص فاضل ساعة تقريباً، تيجي تقرأ معايا.


سليم: 

ــ امم هاروح أتوضى أنا كمان واستناكي.. وضع قبلة على جبينها. 


بالفعل أخذت ماسة بعمل الملوخية ثم توضأت وأخذت تقرأ القرآن هي وسليم وتعلمه كيفية تلاوة القرآن بالأحكام حسب ما تعلمت في الكتاب وبعد وقت ذهبت ماسة لتجلب التمر والماء ليستعدوا للافطار. 


ماسةوهي تقدم لسليم الماء والتمر: 

ــ بص أول ما الأذان يأذن هتقول(" اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وبك أمنت وعليك توكلت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر باذن الله.. بسم الله الرحمن الرحيم" ) وبعدين هتاكل التمرة دي وتدعي دعوه نفسك فيها لأن دعوة الصائم وقت الفطار مقبولة، وتشرب مية ونصلي المغرب ونرجع نفطر بقى، بس لو انت عايز تفطر قبل ما تصلي مافيش مشكلة بس هو سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام وصحيا أفضل لأنك بتجهز المعدة للأكل.


سليم:

ـ لا أنا عايز أعمل الصح انتي بس قوليلي ايه اللي المفروض أعمله وأنا هعمله.


ماسة:

ــ اتفقنا.


وبعد دقائق أذن المغرب بدأ سليم وماسة في تناول التمر والماء


ماسة: 

ــ سليم اوعى تنسى الدعاء


سليم:

ـ هادعي ربنا يخليكي ليا وما يحرمنيش منك ابداً ويديني طول العمر بس عشان خاطر أسعدك واحققلك كل أحلامك وأشوف ابتسامتك الحلوة دي.


ماسة بسعادة:

،ــ وأنا هدعي إن ربنا يحفظك ليا ويخلينا لبعض لحد آخر نفس ومانتفرقش عن بعض ابداً مهما حصل واجيب بيبي منك يبقى شبهك وقمر زيك.


رفع سليم عينه لأعلى وهو يقول: 

ــ يا رب.


ماسة:

ــ يلا افطر عشان نصلي.


بدأو بتناول التمر وشرب الماء ثم قاما لأداء صلاة المغرب ثم قامت ماسة وسليم بتوزيع الوجبات على الحراس ثم جلسا لتناول الفطار على طاولة السفرة أمام التلفاز ..


كانت على الطاولة ما لذ وطاب ورق العنب والملوخيه والجلاش والفراخ المشوية والسلطات والمخلل فقد قامت ماسة باعداد طعام مصري أصيل في منتهى الجمال. 


سليم وهو يمرر عينيه على الطعام قال:

ــ ايه الجمال ده تسلم ايدك يا حبيبة قلبي، تعبتي نفسك أوي.


ماسة

ــ مفيش أي تعب، أنا ببقى مستمتعة جداً وأنا بعملك الأكل بإيدي،ان شاء الله الأكل يعجبك 


سليم بحب:

ــ انت عارفة إن أكلك بيعجبني. 


ماسة.


ــ طب يلا افطر.

بدأوا في تناول الفطار... نظرت ماسه له قالت:

عارف برغم إني مفتقدة بابا وماما واخواتي وخناقاتي مع عمار على التلفزيون بس حاسة اني مبسوطة وأنا قاعدة معاك بنفطر سوا احساس حلو أوي وأنت حاسس بإيه


سليم:

ــ بصي هو أنا حاسس إني مبسوط، حاسس بحاجة كده مختلفة الأجواء اللي انتي عاملاها اللي أول مرة أعيشها مخلياني حاسس احساس حلو مش قادر أوصفه، عارفه كمان بعد ما نخلص فطار ونشرب كوبايتين شاي كده هاخدك ونروح نصلي التراويح في جامع بعيد شوية بس بيقولوا أحسن جامع هنا لصلاة التراويح، تعرفي دي أول مرة أصلي التراويح في حياتي. 


ماسة:

ــ بجد.


سليم:

ــ بجد عمري ماصليتها، بس بعد الفطار عرفيني بتتصلى ازاي. 


ماسة:

ــ ماشى، والله متحمسة خالص.


أثناء ذلك استمعت لأغنية محمد منير الخاصة بمسلسل بكار اتسعت عيناها بسعادة وصرخت 


سليم بتعجب:

ـ مالك. 


ماسة بسعادة:

ــ الله ياسليم القناة جابت بكار.


سليم:

ــ طب أتفرجي وإنتي بتفطري.


ــ على اتجاه آخر  مصر


عند عائلة ماسة.


ــ السفرة


نشاهد الأطعمة المتنوعة على طاولة السفرة وكان جميع أفراد العائلة يجلسون حولها وهم يتناولون الافطار مع الاستماع لأغنيه بكار.


ابتسمت سعدية باشتياق وهي تنظر إلى التلفاز وتقول:

ماسة كانت بتحبه أوي يا حبيبتي كانت بتقعد مستنياه من السنة للسنة...

نظرت إلى مجاهد بحزن:

ــ البت قطعت بينا أوي يا أبو عمار كان نفسي تبقى معانا وتقضي معانا الشهر الكريم، بدل ما تقضيه في بلاد الخواجات اللي ما بيعرفوش ربنا دول، أنا قلتلها امبارح ما تيجي يا بت كده واحضري معانا رمضان وارجعي سافري تاني، قالتلي أنا مش هاقدر أقول لسليم لحسن بيزعل لما بقوله يلا نرجع.


مجاهد:

ــ سبيها يا ولية مادام مبسوطة مع جوزها. 


سعدية وهي تقطع البطة وتوزعه في الأطباق بيدها:

ربنا يصلحلها الأحوال يا رب.


عمار بشوق:

بس والله وحشاني أنا كمان كان زمانا دلوقتي أنا وهي عمالين نتخانق مع بعض على التلفزيون عشان المسلسلات كانت بتمسك الريموت احتكار طول رمضان.


يوسف:

والا البقلاوة بتاعتها كانت جميلة.. فاكر لما نقعد كلنا بالليل نلعب بنط الحبل وتكسبنا كلنا.


سلوى

،ــ والا المرجبحة اللى كنا بنعملها بحبل الغسيل فى البوابة والحراس يفضلوا يزعقولنا هههه.. 


مجاهد مؤكدا عليهم:

ــ بلاش الكلام ده يا ولاد، أوعوا لما تكلموا أختكم بالليل تقولوها الكلام ده لحسن تزعل عشان بعيدة عننا


سلوى بضيق:

ــ بس يا بابا أمي عندها حق، كان حتى رجعها في رمضان، أنا مش عارفة هروح اصلي التراويح ازاي من غيرها

ايه رأيك يا بابا نسافر البلد انا حاسة إن رمضان هنا هيبقى رخم.. هناك هنروح نقعد مع خالتي وعمتي وأقعد مع البنات، لكن هنا احنا ما نعرفش حد.


يوسف:

ــ ايوه يا بابا خلينا نروح نقعد عند خالتي،بصراحة أصحابي وحشوني.


سعدية بتساؤل: 

ـ طب هنقعد فين يا ولا أنت وهي ما احنا ما عندناش بيت هناك.


عمار:

ــ عند خالتي نهى أو عند عمتي هالة 


مجاهد بضيق:

دي بيوتهم على قدهم إنت نسيت ولا ايه يا عمار.. أنا هبقى أخدكم كده نقضي يومين هناك.


يوسف وهو يتناول الطعام:.

ياريت سليم بيه يشتريلنا بيت في البلد 


مجاهد بامتنان :

ــ كتر خيره على كل اللي عمله معانا.. احنا هنطمع في الراجل أكتر من كده، كفاية أوي اللي عمله ده احنا مكناش نحلم بشقة حتى مش بفيلا زي دي. 


سعدية باستفسار :

ــ بقولك ايه يا مجاهد هو سليم ما شاء الله عليه مش بيبعت لنا كل أول شهر شهرية كبيرة، ايه رأيك آخذ منها ألف جنيه والا ألفين وأعمل جمعية ونجيب لنا بيت هناك حتى لو صغير..والله العيال عندها حق مصر مش لادة عليا عشان احنا منعرفش حد فيها ومافيش حد شبهنا وأنا صراحة زهقت.


سلوى بتأييد:

اه ياما اعملي كده والنبي. 


مجاهد موافقا:

ــ ماشي يا سعدية زين ما فكرتي.


سعدية بتهكم

ــ بس قول لأولادك يتهدوا شوية، مش كل شوية هاتي هاتي.


مجاهد بضيق:

عيالي دول أنا مستني عليهم شوية وهنزلهم يشتغلوا عشان هم بدأوا كده ما يعجبونيش. ما هو مش عشان سليم بيصرف علينا هناخد بقى على القعدة ولا شغله ولا مشغلة. 


يوسف:

ــ ما احنا بنذاكر يا أبويا.


سعدية بسخرية:

ــ بتذاكروا..

لوت شفتيها يمين ويسار:.

ــ سلوى الوحيدة اللي بتذاكر والوحيدة اللي هتنفع فيكم، انت واخوك مش نافعين ماوراكمش الا السرمحة بالعربية. 


عمار:

ــ طب نعمل ايه ما احنا تعلمنا الحاجات تانية دى للستات.


سلوى بتهكم:

والرجالة كمان مشفتش سليم بيتكلم ازاي وبياكل ازاي وبيقعد ازاي والا كل اللي كانو بيجوا السرايا 


سعدية:

ــ اختك بتتكلم صح لازم تشرفوا أختكم


عمار:

ــ احنا عايزين ندخل المدرسة والجامعة هو ده اللي يشرف بجد.


سلوى:

ــ ونعرف نقرأ ونكتب 


سعدية:

ــ إن شاء الله استنوا إنتم بس شوية أعمل جمعية و نشوفلكم الموضوع ده وتدخلوا منازل زي سوسن بنت عمتكم.


قصر الراوي


ــ السفرة 


ــ نشاهد إبراهيم وفريدة يجلسان على طاولة السفرة ويتناولان الإفطار.


ابراهيم وهو ينظر من حوله:

ــ هو محدش صايم غيرنا النهارده ولا إيه ده حتى اول يوم؟


فريدة وهى تقلب وجهها:

ما انت عارفهم نادراً لو حد فيهم صام.


ابراهيم:

ربنا يهديهم بس كويس كلهم بيصومو ٢٧ماعدا رشدي.


فريدة:

ــ وسليم للأسف بردو بس كان زمان بيصوم لما كانت عفت عايشة، عارف سليم من وقت موت عفت اتغير كتير خصوصا بعد سفره.. 


ابراهيم  وهو يتناول الطعام:

ــ ليه هو الوحيد اللي سافر فيكم.


فريدة:

ــ هو اللي طلب ده عشان كان في مدرسة داخلي ولما تم ١٦ سنه قرر يستقل بحياته، ومامي رحبت جداً لأن المدارس الداخلي بتعلم أساسيات الاتيكيت بيكونوا كمان افضل في التدريس.


أثناء ذلك أقترب ياسين:

ــ مساء الخير كل سنة وانتم طيبين. 


ابراهيم: 

ــ ايه صايم.


ياسين جلس:

ــ لا.  


فريدة:

ــ ياسين بليز صوم انت كنت بتصوم زمان.


ياسين:

ــ مش بقدر


فريدة:

ـــ طب صوم كام يوم مش كله أنا كمان مش بقدر كله وبدفع فلوس اعمل زيي


ياسين: 

ــ حاضر.


فريدة بتأكيد: 

ــاعمل حسابك بكرة هتصوم وهنفطر سوا


ابراهيم:

ــ كمان على السحور هصحيك.


ياسين:

ــ تعالوا نروح نفطر في خيامه.


ابراهيم:

ــ ماشي تغيير بردو.


  الفصل الثاني والعشرون جزء ثاني من هنا 

تعليقات