رواية روحي تعاني
الفصل الثاني 2 الجزء الثالث
بقلم أية شاكر
-تاني بتتكلمي في الحب! الحب ده عـ ـذاب يا خالتو... المفروض إنتِ أكتر واحده عارفه!
قالت بألم:
-وأصعب عـ ـذاب بيصيب القلب...
سمعت أمي بتنادي عليا من المطبخ، فبصيت ورايا واتصدمت لما لقيت حازم واقف ومبتسم خوفت يكون سمع حوارنا فيفهم غلط أو صح! أو يفهم اللي أنا مش عايزه أقوله لحد! خصوصًا هو! لأني عندي قناعه إن مشاعري دي نقطة ضعفي اللي مينفعش حد يتطلع عليها بغض النظر إن خالتي دلال عارفه لكنها مش هتقول لحد!....
بس يا ترى فعلًا هتحفظ السر ومش هتقول لحد؟
وقفت متنحه ببص لحازم بصدمه وأمي بتناديني، فقالي بابتسامة وهو بيشاور وراه:
-اجري عمتو بتنادي عليكِ...
هزيت راسي باقتناع ودخلت من البلكونه، وأنا باصه ورايا لخالتي بحذرها بنظراتي إنها تقوله حاجه فقفلت عينيها وفتحتها إنها فاهمه لكني مطمنتش!
وقفت ورا الباب أتجسس عليهم كنت خايفه أوي من خالتي! كنت بقول جوايا دي خاله دي ولا ابتلاء! فسمعته بيقول لخالتو:
-مش قولتلك متفتحيش عين العيال الصغيره على الحب والحاجات دي!
قالت بمكر:
-عيال! وهي نجمه عيله! دي بقت عروسه...
كانت بتلمحله إني عروسه وكده! عشان يتلحلح ويتقدملي...
ابتسم وبص قدامه وهو بيقول:
-فعلًا نجمه كبرت وبقت عروسه.
-طب ايه مش ناوي تتجوز بقا؟
-خطوه محتاجه دراسه...
-يعني مفيش حد في قلبك... يعني مش بتحب حد؟
-من ناحية بحب فأنا بحب...
-وحد بقا من العيله ولا من بره؟
قال حازم بعد تنهيدة:
-من العيله.
ابتسمت وحسيته يقصدني بكلامه، ولما أمي نادت عليا تاني، جريت أرد عليها وأنا في غاية السعاده في اللحظه دي لو كان ليا جناحين كنت هطير...
وقفت قدام المطبخ فقالت مرات خالي:
-بيقولوا نتيجتكم هتظهر الاسبوع الجاي يا نوجه.
بتدلعني بنوجه! يعني مش كفايه اسم نجمه! انا اسمي ده أول ابتلاء في حياتي يليه خالتي دلال....
حطيت ايدي على بطني وقلت بخوف:
-لزومه إيه الكلام اللي بيوجع البطن ده!
ردت شروق اللي بتعمل السلطه في ركن قريب وقالت:
-احنا عملنا اللي علينا...
قالت مرات خالي:
-خلي بالك أنا مش هقبل بأقل من ٩٨ يا شروق.
غمزتلي شروق وقالت:
-هنجيب ٩٩ أنا وانتِ يا بت... بكره تقولي شوشو قالت...
-يارب يا شوشو...
قولتها وأنا ببص لفوق....
عمري ما طلبت من ربنا كلية معينه أد ما دعيت إن محدش يشمت في أهلي بسببي، مش عايزه أجيب أعلى من شروق لكن برده مش عايزه أجيب أقل منها لأن مرات خالي أم شروق كانت دايمًا تتريق عليا ولو بهزار لكن كلامها كان بيجـ ـرحني...
مر الوقت وكان باقي على أذان المغرب ساعه...
بدأ الكل يتجمع والعيال الصغيره اللي في العيله كانوا بيلعبوا في البيت وصوتهم عالي...
لما افتكرت إني مصلتش العصر دخلت اتوضيت ودورت على شروق كتير عشان أسألها أصلي فين! وفي الأخر قررت أدخل أصلي في أوضه قدامي...
ولما فتحت الباب اتسمرت مكاني بصدمه لما لقيت تلت شباب منهم حازم نايم على السرير بتعب يا كبد أمه واتنين قاموا وقفوا، ودا كان «كريم» ابن خالي، و«حاتم» أخو حازم الأصغر منه.
قلت بارتباك:
-آسفه كان لازم أخبط على الباب...
جيت أخرج فقال حاتم بمرح:
-إيه يا نجمه مفيش ازيك عامل ايه؟!
قلت بتوتر حاولت أخفيه ورا ابتسامة:
-ما أنا قلت مره ولا كل ما أشوفك هقولك... على العموم ا... إزيك عامل ايه؟
-مش حلو خالص ومتسحرتش امبارح...
قال نفس الجمله اللي كررها كتير النهارده فضحكت، كل ما حد يسأله عامل ايه يرد بكده.
بص كريم لحاتم بحده وهو بيكلمني:
-سيبك منه يا نجمه...
كنت بعتبر ولاد خالي كلهم زي أخواتي وأهلنا عودونا على كده، بس أحيانًا بحس إني مكسوفه منهم وخصوصاً إني مقابلتش كريم من فتره طويله يمكن سنه!
وعشان أخفي توتري قلت وأنا ببص لحاتم:
-عارف لولا إني صايمه كنت رديت عليك بحاجه مش هتعجبك!
قال كريم بضحك:
-نعمل ايه يا نجمه معلش بقا أخونا ومضطرين نستحمله...
فتح حازم عينه بنعاس ولما لقاني واقفه قال بنعاس:
-في ايه صوتكوا عالي! صحيتوني من النوم!
قلت:
-ناس تنام وناس ليها بهدله وعمايل أكل وشرب وغسيل مواعين...
ديرت ظهري ومشيت وأنا بقول:
-يا بخت الرجاله... صحيح مجتمع ذكوري...
سمعت صوت ضحكهم لكن موقفتش، كنت عايزه أسأل كريم عن سمر لكن محبتش ألتفت تاني وقلبي كان بيدق بسرعه...
بقلم آيه شاكر
★★★★★★
«حازم»
-نجمه كانت عايزه ايه!
قلتها بنعاس فرد عليا حاتم:
-دخلت بالغلط! بس البت دي بقت صاروخ يا معلم وبتحلو كل يوم عن اليوم اللي قبله... اللهم إني صايم...
ضـ ربه كريم في ذراعه وقال:
-احترم نفسك عيب كده دي زي أختك...
ضحك حاتم وهو بيقول:
-ما أنا بقول على أختي صاروخ عادي...
نزلت من على السرير وأنا بقول بضحك:
-هو الواد قال ايه غلط يا كيمو! ما هي حقيقه فعلًا... اللهم إني صايم بالنهار قائم بالليل.
قال كريم:
-دا انتوا!!... أعوذ بالله منكم...
قمت دخلت الحمام وسيبتهم يتكلموا ويضحكوا...
كنت بفكر في نجمه اللي مشاعري ليها مش قادر أفهمها يا ترى أنا بحبها ولا عايزها زوجه! طبعًا فيه فرق بين الحب والجواز...
طيب ما أنا كنت بحب زميلتي في الكليه وكنت بحب رنا بنت خالتي بس الاتنين اتجوزوا ودلوقتي بحب أمينه بنت عمي بس طبعًا كلهم مش زي نجمه لأنها واخده الكوم الكبير أوي...
وفي الأخر مش هتجوز إلا واحده بس! ياريت كنت اقدر أتجوزهم الأربعه وتبقى نجمه الأولى طبعًا خرجني من شرودي صوت «حاتم» اللي بيخبط على الباب:
-حازم إنت هتقعد في الحمام كتير؟!
-طالع يا حاتم... اتكى على الصبر شويه...
-اتكيت بس الزرار باظ أنجز واخرج.
ابتسمت ومردتش، حاتم أخويا في طب بشري أخر سنه، وعقبال شروق ونجمه، قلتها لنفسي فخبط على الباب وهو بيقول:
-يا حــــازم...
-حاضر يا عم...
اتوضيت بسرعه وخرجت من الحمام ودخل حاتم...
كريم ابن عمي كان قاعد بيقرأ قرآن، شاب محترم، متدين، وموظف، خريج كلية تمريض وأصغر مني بسنتين لكن اتوظف حكومي وأنا اللي شغال في شركة خاصة وأكيد بيقبض وأحسن مني، بيقولوا التمريض بيقبضوا بالدولار!
مش عارف ليه دائمًا بحس بشوية غيره منه! يمكن لأن والدتي دائمًا تقارني بيه مع أنه أصغر مني! يعني المفروض هو اللي يتقارن بيا!
حسيت بالغيره منه ففتحت مصحفي على الجزء اللي واقف عنده وبدأت أقرأ لكن مش بتركيز لأن كل فتره أبص على كريم بطرف عيني، وسيم جدًا بشعره الناعم المموج اللي بيسرحه لورا واللي الهوا بينزله على عينه فبيرفعه لورا بطريقه عجبتني...
أما أنا فشعري مجعد ودايمًا بسرحه لورا برده لكني أسمراني شويه عن كريم الأحمراني، شبه والدته بالظبط...
******
أذن المغرب وخرجنا نفطر...
العيله كلها كانت متجمعه في نفس المكان لكن فيه ستاره هننزلها هتفصل بين الرجاله والستات...
وقبل ما الستاره تنزل شوفت نجمه واقفه جنب أمينه، قولت في نفسي اللي هتبص ناحيتي منهم هتبقى هي اللي بتحبني، في الوقت ده خوفت على نفسي حاسس إني اعاني من مراهقه متأخره!
التفتت أمينه وبصت عليا ولما لقتني ببص عليها اتوترت ونزلت عينيها بسرعه، فابتسمت، وأنا بقول بتحبني البت دي لكن برده نجمه ليها الكوم الكبير...
وبعد الفطار
عملت نفسي بساعد في لم السفره ووقفت قدام المطبخ أبص لأمينه شويه ولنجمه شويه، واحده بتغسل مواعين وواحده بتعمل شاي...
جت والدة أمينه من ورايا وهي بتقول:
-واقف كدا ليه يا حازم؟
اتوترت والصنيه كانت هتقع من ايدي لولا هي سندتها، ودخلتها أنا المطبخ، ونجمه وأمينه بيضحكوا...
من صُغري نفسي أتجوز اتنين أما لو يوافقوا يبقوا ضراير! وأهو واحده تغسل مواعين وواحده تعمل شاي...
أخدت الشاي من أمينه بعد نظرتين وابتسامتين وروحت قعدت مع الرجاله، لأن مينفعش الصراحه اللي بعمله ده! والله أنا متربي وابن ناس لكن مش عارف مالي! يمكن محتاج أتجوز والموضوع ده ميتسكتش عليه!
سمعت عمي والد أمينه بيقول لوالدي:
-فيه عريس جاي لـ أمينه والبنت مبدأيًا مرتاحه... كنا عاوزينك تيجي تقعد معاه...
قال والدي:
-ومالو يا حبيبي ربنا يتمم بخير يارب.
-عقبالك يا حازم.
قالها عمي فرديت بنبرة مرتعشة:
-وإنت طيب يا عمي.
كنت حزين جدًا من جوايا! يعني ايه أمينه مرتاحه طيب والنظرات اللي بينا! والابتسامات والحب والأشواق! دا أنا كنت لسه بتخيل إني بتجوز نجمه وأمينه في نفس اليوم وبفكر هقنعهم ازاي...
حسيت إني لازم أفوق لنفسي بقا ولو ملحقتش أمينه عادي! إنما نجمه مينفعش تروح من ايدي!
وفجأة سمعنا صوت حاجه بتنفـ ـجر من المطبخ وصوت صرخة خلاني اتنفضت وجريت وأنا بقول:
-دا صوت نجمه!
وصلت أول واحد للمطبخ وكانت أمينه حاضنه نجمه بتحاول تهديها وشروق بتضحك، قالت والدتي:
-إيه اللي حصل يا بنات؟
قالت شروق بضحك:
-أصل أنا حطيت غطا الحله سخن على الولاعه ففرقعت ونجمه اتخضت.
اتنفست أنا بارتياح وقلت:
-مش أول مره تعمليها! كل ولاعه نشتريها نهايتها بتكون بنفس الطريقه!
الولاعه بيكون فيها سائل نفاثلين أو بوتان مضغوط فلما حطت شروق عليها الغطاء سخن أكيد لازم تنفـ ـجر، وما شاء الله أختي ذكيه جدًا يعني دي خامس مره تعملها!
قالت شروق:
-ما انتوا اللي غلطانين بصراحه... المفروض تجيبوا ولاعات بتطش مش بتطلع نار! عشان الأخطاء غير المقصوده دي!
اتريقنا على شروق شويه وبعدين مشيوا كلهم ووقفت نجمه لوحدها تشرب مايه، مكنتش بقدر أمنع نفسي أبص عليها وأتخيلها زوجتي، وخصوصًا إنها شبه سعاد حسني حتى صوتها وضحكتها، والأكيد إن هي الحب الحقيقي والباقين مجرد نزوه!
بصيت حوليا ليكون حد شايف نظراتي دي وخرجت بسرعه، وأنا متأكد إني لازم أستعجل وأتجوز عشان اللي بعمله ده ميصحش أبدًا.
استغفروا ♥️
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين
★★★★
«نجمه»
زعلت من نظرات حازم لأمينه بنت خالي خوفت يكون بيعاملني أنا وهي زي أخواته! لكن اطمنت شويه لما عرفت إنها هتتخطب...
وبعد ما خلصنا شغل في المطبخ خرجت قعدت معاهم بره، قالولي إن الرجاله كلهم راحوا المسجد عشان صلاة التراويح، وقعدنا نتكلم عن عريس أمينه في حين بصت والدة شروق حوليها وقالتلي:
-هي شروق راحت فين يا نجمه؟
-مش عارفه!
-طيب قومي شوفيها كده وناديهالي...
دخلت بسرعه أدور عليها، وبما إني متطمنه إن مفيش حد في البيت خبطت على باب الحمام قصدي طبلت على الباب وأنا متأكده إنها جوه لأن كلهم في المسجد، ففتح كريم، قال بابتسامة وهو بيمسح وشه:
-معلش بقا كنت بتوضى.
-لأ أنا... أنا مش عايزه أدخل... كنت بحسب شروق اللي جوه.
قال بابتسامة:
-شروق طلعت فوق...
هزبت راسي بتفهم وأنا في قمة احراجي، وكنت همشي فقال كريم:
-نجمه! النتيجه هتظهر قريب؟!
بصيت له وقلت:
-أ... أيوه الأسبوع الجاي.
قال بابتسامة وتفاؤل:
-عارفه أنا متفائلك خير يا نجمه... ربنا يوفقك يارب.
ابتسمت وقلت:
-يارب...
في الوقت ده خرج حازم من أوضته وحسيت من نظراته إنه متضايق قال ببعض السخرية:
-مش يلا يا أستاذ كريم ولا مطول...
قرب منه كريم وهو بيقول:
-يلا... يلا يا غالي.
بصلي حازم بحدة وخرج معاه ووقفت أكلم نفسي وأقول:
-هما هنا ازاي! مش المفروض كلهم راحوا يصلوا!!
هزيت راسي يمين وشمال باستنكار وطلعت فوق أنادي شروق...
وبعد التروايح
اتجمعنا وقررنا نلعب الإزازه الراعي الرسمي للعزومات والتجمعات العائلية...
قال حاتم:
-شروق هتسأل نجمه...
قالت شروق بتفكير:
-طيب هسألها.... إنتِ بتحبي في قصة حب؟
ضحكت وقلت بكذب:
-أكيد لأ... حب إيه وكلام فاضي ايه أنا مركزه في دراستي...
بصتلي خالتي دلال بنظرة أنا فاهماها وهي مبتسمة فاتوترت ولفيت الازازه، قال حاتم:
-عمتو هتسأل كريم؟
-أ... هو إنت... مش عارفه أسأل ايه!
ضحكت خالتو فضحكنا كلنا وسألته:
-أ... بتحب شغلك ولا نفسك تغير المجال؟
قال كريم بابتسامة:
-أكيد لازم أحبه أصل هو ده نصيبي... عمري ما تخيلت إني أكون ممرض لكن التنسيق رماني ولا حدش لقاني...
ضحكنا كلنا، فلف كريم الازازه، قالت شروق:
-كريم هيسال حازم...
قال كريم:
-مش ناوي تتجوز بقا وتفك نحس العيله دي؟
-والله أنا نفسي أتجوز بس العروسه بقا...
قالها حازم وهو بيبصلي، فكله بص عليا واتوترت جدًا...
مستنيه رأيكم متنسوش التفاعل❤️
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا