رواية الماسة المكسورة الفصل التاسع 9 بقلم ليله عادل

رواية الماسة المكسورة

الفصل التاسع 9

بقلم ليله عادل

{بعنوان: اصطدم }

_ نشاهد ماسة في منتصف نبيلة ومصطفى وهى تضع الماء لنبيلة في الكوب، وأثناء ذلك اقترب إيهاب وهو يقول.


إيهاب وهو ينظر للاسم المحفور بتعجب

ـ ماسة.


فور استماعها لذلك الاسم، اتسعت عيناها وتملكها التوتر...ارتبكت بشدة مما تسبب بوقوع زجاجة الماء من بين يديها.


نهض مصطفى مسرعاً، واقترب إيهاب منها وهو يقول. 

إيهاب: 

ــ باهتمام أنتي كويسة ؟؟


مصطفى باهتمام:

ــ تعالي كدة عشان متتعوريش.


لكنها شبه غائبة عن الوعي، هي نعم تقف بثبات لكن عقلها يبدو أنه توقف للحظة عن الإدراك من أثر الخضة والصدمة  فمعرفة حقيقتها تعد كارثة بالنسبة لها.


مصطفى بنداء:

ــ حور .. حور.


استفاقت ماسة ونظرت حولها بارتباك وتلعثم:

ــ  أنا، أنا آسفة، مش عارفة ده حصل أزاي لحظة هلمهم.


مصطفى بلطف:

ــ ما تعتذريش مافيش حاجة.


لكن ننتبه لعين محمد التي تحدق بها بشدة و شك، كأنه يدرس ويحلل تعابير وجهها، ورد فعلها.


عائشة بلطف:

ــ ولا يهمك يا سكرة.


ماسة باعتذار وخجل:

ـ أنا آسفة جداً.


إيهاب بلطف: 

ـ ولا يهمك المهم أنه محصلكيش حاجة.


عائشة بمزاح وهي تضحك:

ــ يعني لازم تكلمها وهى ماسكة الأزازة، البت اتخضت من صوتك اللي شبه الضفدعة.


إيهاب باعتذار:

ــ  أنا آسف أنا بس كنت بسألها مين ماسة

 مد أيده وهو يعطيها الخاتم ويقول:

ــ امسكي خاتمك نسيتيه في الحمام.


أخذته ماسة منه وهي تقول : لحظة ، هلم الازاز...


لكن كان يبدو عليها التوتر الشديد .


مصطفى: 

ــ استني أنا هلمه، أنتي شكلك لسه مخضوضة. أقعدي وأشربي مياه. 


جلست ماسة...


قام مصطفى بلم الزجاج المكسور وألقاه في سلة المهملات... 


كل هذا و ماسة تجلس وهي متوترة بشدة، و كان محمد مازال يحدق بها بقوة و بشك، فهذا ليس رد فعل فتاة  مخضوضة، بل متوترة وخائفة من شيء....عاد مصطفى وجلس 


محمد بمكر وهو يسأل إيهاب:

ــ مقولتش يا هوبا إيه اسم ماسة ده اللي قلت عليه ؟


نبيله بانتباه:

ــ آه صحيح ماسة إيه يا إيهاب.


إيهاب

ــ مافيش لقيت مكتوب على الخاتم بتاع حور اسم ماسة فحبيت أسألها مين ماسة؟


محمد بتساؤل ممزوج بشك:

ــ أنتي مش اسمك حور ؟؟


ماسة ابتلعت ريقها بتوتر و حاولت بأقصى قوة عندها أن تحافظ على ثباتها لكي لا يفتضح أمرها خصوصاً أمام محمد الذي لحتى الان مازال يشك بها .


ماسة وهى تتناول الطعام بثقة كاذبة أجابت: 

ــاسماعيل كان بيشبهنى بالماس، وكان بيقول لي ماسة، نوع من الغزل يعني.


نبيلة. بمدح: 

ــوالله بيفهم، فعلاً أنتي زي القمر يا حبيبتي، تبارك الله، مش شكل بس وطبع كمان لازم يشبهك بالألماظ والياقوت كمان.


ماسة بابتسامة

ــ ميرسى يا طنط كلك زوق.


عائشة بتأييد:

ــ ده حقيقة أنتي فعلاً زي القمر وأنا بحبك جداً.


محمد بعدم تصديق واستغراب:

ــ بس غريبة هايحفر اسمك اللي بيتغزل بيكي فيه على الخاتم مش الاسم الحقيقي ؟؟؟


ماسة بجمود:

ــ هو كدة.


محمد يحاول استدراجها بأي شكل:

ــ مسألتهوش إيه السبب !!


ماسة بجمود:

ـ لا


محمد بتعجب:

ــ ليه ؟؟


مصطفى بحدة خفيفه:

ــ ما تاكل ياعم وبطل سئالة.


محمد بلا مبالاة:

ــ بندردش سوا.


عائشة بضيق:

ــ متاكل وأنت ساكت أحنا في تحقيق خلي الدردشة بعدين .


محمد بتوضيح:

ــ يا ستي بافهم، بعدين هي مش مضايقة، ولا مضايقة؟؟


ماسة بجمود مع المحافظة على ثباتها وهدوئها أجابت بتوضيح: 

ــ لا مش مضايقة، عموما أنا مش شايفة فيها حاجة خالص أنه يكتب اسم الدلع أو الحقيقي، الاتنين أنا.


محمد بنوع من السخرية:

ــ  امممم أوكيه يا ماسة أنا عجبني ماسة وهقولك ماسة . 


ماسة وهي تبتلع ريقها برفض:

ــ من فضلك لا.


محمد بتعجب:

ــ ليه ؟؟؟


ماسة بانكسار:

ــ بيفكرني بيه.


إيهاب بضيق:

ــ محمد كفاية و ماتغلسش عليها كل بقى من سكات.


عائشة بتهكم وهي تنظر لمصطفى:

ــ ماتقول حاجة لصاحبك يا مصطفى خليه يرحم البنت شويه 


مصطفى بضيق خفيف:

صاحبي وغلس، ومش هيسكت إلا لما هي ترد عليه رد ناشف يقصف جبهته. 


إيهاب بمزاح خفيف:

ــ حور شكلها طيبة و ملهاش في قصف الجبهات . 


محمد بتعجب ممزوج بضيق: 

ــ حتى أنت كمان بقيت معاها، لا أنتي طلعتي آخر جمدان وقدرتي تخلى إيهاب في صفك .


تنهدت ماسة بضيق واختناق ، يبدو أنها لم تعد تستطع تحمل استفزاز محمد المقصود لها أكثر من ذلك وضعت الشوكة في الصحن ...


و تحدثت بأرستقراطية خفيفة، وبخنافة بسيطة في طرف أنفها مع لكنة فرنسية خفيفة، ف يبدو أنها تتحدث بشخصيتها الحقيقية الآن.


ماسة بضيق وانزعاج مصحوب بجدية وعقلانية: 

ــ عارف يا دكتور، أنت لو ركزت لو شوية في حياتك الشخصية، ثق أنه هيكون أفيد ليك، أنت مش واثق فيا !!!  وده حقك، وأنا ماطلبتش منك الثقة أو إنك تصدقني، لكني هقولك نصيحة، طول ما أنت مركز بزيادة، مش هتوصل لحاجة، لأنه مافيش حاجة أصلا عشان توصلها، إللي قولته وسمعته، هو الصح والحقيقة، وفر طاقتك لأن في حاجات أهم من (حور) محتاجة منك تركز معها 

نهضت و تحدثت بالفرنسية وقالت:

ــ  استمتعوا بغداكم عن إذنكم.


_ نظر لها الجميع بتعجب من طريقتها فهى لأول مرة تتحدث بهذة الطريقة وهذه النبرة التي تعكس الكثير عن شخصيتها المجهولة لهم ، وتترك العديد من علامات الاستفهام .. 


كانت تنظر عائشة وإيهاب ونبيلة لمحمد باستياء من طريقته الاستفزازية مع ماسة .


نهض مصطفى مسرعا خلفها لتوقيفها وهو يقول:

ــ: حور أستني .


توقفت والتفتت له وكان يبدو عليها الضيق.


مصطفى بتساؤل:

ــ رايحة فين أنتي لسه ماكلتيش.


ماسة بهدوء و بنبرة بها حزن:

ــ  دكتور مصطفى أنا حاسة إني هعمل مشكلة بينك وبين صديق عمرك فأنا بفكر جديا إني أمشي


مصطفى بتوضيح وعقلانية:

ــ محمد موسوس، وأنا مش مركز معاه، فامتقلقيش مش هنتخانق سوا بسببك، وبعدين تمشي تروحي فين؟ بلاش الأفكار الاندفاعية دي .


ماسه بتوضيح ممزوج باستياء وعقلانية: 

ــ بس طريقته معايا وتكراره للأمر ممكن يعمل مشكلة بينكم ، أنت النهارده ساكت بكرة يجوز لا ، لكن بعدو ماعتقدش، وأنا ما أقبلش إني أكون سبب إنكم تتخناقو بسببي، حتى إيهاب و عائشة وطنط ماعجبهمش طريقته، وده بردو ممكن يسبب مشكلة.


مصطفى بعقلانية شديدة:

ــ أنتي لو مرجعتيش وقعدتي معانا على السفرة، تأكدي مجرد ماتخرجي من باب الشقة، كلهم هايشدو عليه، بعدين أنا مصدقك، وده المهم، مظبوط !!!


ماسه بابتسامة:

 مظبوط.


مصطفى بابتسامة لطيفة؛

ــ يبقى تعالي، يلااا 


تبسمت له ماسة وتحركت إلى السفرة واثناء ذلك قال:  مصطفى مازحاً .


مصطفى بمزاح:

ــ بعدين خفي علينا شوية أحنا مش قدك، كلنا كدة ثقافتنا إنجليزي صح يا هوبا .


إيهاب:

ــ أنا فهمت قالت ايه ؟. قالت أتمنى لكم غداء لطيف .


ماسة وهى تجلس بمزاح:

ــ لا كدة أنا اللي شكلى هديك درس أنا قولت 

( استمتعوا بغداكم عن إذنكم) 


إيهاب باستنكار:

ــ نفس المعنى.


نبيلة بحنان:

ــ حور متزعليش من محمد هو جالنف بس طيب .


محمد باعتذار:

ــ أنا آسف لو ضايقتك بس من حقي أخاف على أهلي.


ماسة بحزن: 

ــأنا اللي يتخاف عليا مش مني. أنت حسبتها غلط يا دكتور .


محمد:

ــ بس اللي. وراكي يتخاف منه .


ماسة وهى تهز رأسها بايجاب وحزن مصحوب بقوة : 

ــ مظبوط لكن متقلقش أنا يستحيل أسمح إن أي حاجة تمسهم بأي سوء ولو على موتي.. 


نبيله بتنبيه:

ــ محمد خلاص آخر مرة تتكلم مع حور كدة،  تاني مرة هزعل منك، يلا كملو أكلكم  .

                      بقلمي ليلة عادل ⁦ʘ⁠‿⁠ʘ⁩♥️🌹


_ منزل ماسة العاشرة مساءً 


_ غرفة النوم 


_ تدخل ماسة غرفتها وهي تحاول تمالك أعصابها بعد حديثها مع إيهاب ومحمد ، فكانت على وشك أن يفتضح أمرها، جلست على ع الفراش وهي تنظر إلى الخاتم بكراهية وإلى إسمها المحفور بداخله بضيق وهي تجز على أسنانها, قبضت عليه بين كفيها وهي تقول بصوت داخلي باختناق:

ــ الخاتم ده هو إللى هيوصل سليم ليا، هو اللي هيحكم عليا بالاعدام، مش هينفع يظهر معايا تاني لازم أتخلص منه.. 


فتحت درج الكومودينه ووضعته داخل الدرج... تنهدت بوجع وتمددت على الفراش وأخذت ترجع بذاكرتها للوراء.... 


_ فلاش باااك(( من ١٠ سنوات))


_ سويسرا 


_ الشاليه الثالثة مساء.


_نشاهد ماسة في عمر ١٥ عام، تجلس على أحد المقاعد في الحديقة وسط الطبيعه من حولها، وهي تحمل بين يديها وردة وتشم من عبيرها، بعد دقائق اقترب منها سليم الذي يبدو أيضا أنه في منتصف العشرينات، وهو يبتسم ابتسامة عريضة، مليئة بالحب، اقترب منها حتى وصل لها دون أن تشعر، توقف خلفها مباشرة، وقام بوضع كفيه على عينيها، تبسمت ماسة برقة و وضعت يدها فوق كفيه وهي تقول . 


ماسة بحب وابتسامة عريضة من القلب:

ــ طبعاً كراميل حبيب قلب ماسة .


لكن ننتبه هنا لطريقتها في الحديث ولكنتها الفلاحي !!!


تبسم سليم وهو يسحب يده من على عينيها وجلس بجانبها وهو ينظر داخل عينيها الساحرة بعشق واشتياق .


سليم باشتياق:

ــ وحشتيني .


ماسة بحب واشتياق: 

ــ أنت كمان وحشتني أوي .. مدت يدها له بالوردة... أمسك قطفتها ليك شوف حلوة أزاي.


وهو يأخذها منها بحب وغزل:

ــ بس أنتي أحلى منها .


قبلها في عينيها بعشق، كمل سليم حديثه، و هو يلمس خصلات شعرها بأطراف أصابعه بنعومة.


سليم:

ــ غمضي عينيكي .


أغمضت ماسة عينيها، أخرج سليم من جيبه علبة صغيرة قطيفة... فتحها وكان بها خاتم ألماس...

(لكنه كان خاتم اخري غيري الذي ترتديها الآن) 


سليم:

ــ فتحي


فتحت ماسة عينيها ونظرت مابين يديه بذهول وابتسامة عريضة .


ماسة بسعادة وحماس:

ــ  الله يا سليم دة حلو أوي.. ده عشاني


سليم بعشق و بتأكيد: 

ــ طبعاً عشانك.


ماسة بانبهار وسعادة غامرة:

ــ الله حلو أوي، ده خاتم ألماظ زى بتاع ستي لارا هانم د.


تحولت ملامح سليم في أقل من الثانية لضيق وغضب شديد فليس ذلك هو نفسه الذي كان يتحدث منذ ثواني !!!! 


تحدث سليم وهو يجز على أسنانه ببحة رجولية قوية : مــاسة 


انتفضت ماسة أثر تلك النبرة المرعبة بخوف وتوتر .


أكمل سليم حديثه على نفس تلك الوتيرة الغاضبة المستاءة:

 ــ قولتلك أكتر من مرة إن اسمها لارا وبس، أنتي دلوقت بقيتي مرات سليم الراوي، عارفة يعني إيه؟؟؟ يعني تدوسى على أي حد بجزمتك بلا مبالاة، أنتي بقيتي فوق السحاب، بقيتي ماسة هانم سليم مش ماسة بنت مجاهد، هي دلوقتي اللي تقولك يا هانم.


ماسة بخوف وتوتر:

ــ حاضر حاضر... مش هاقول كدة تاني... أني آسفة .


تبدلت ملامح سليم في أقل من الثانية لحنان وحب وهو يلامس وجهها بأطراف أصابعه وبعين عاشق.. فهو قد شعر أنه أخافها بقوة فأراد أن يصحح ما فعله بها.


سليم بوتيرة عاشقة: 

ــ روح قلب سليم وحياته ، أوعي تتأسفي أو تخافي مني كدة، أنتي لازم تتعودي تتعاملي على الوضع الجديد، أنا بفهمك وضعك دلوقتي بقى إيه، بعدين ماينفعش تخافي مني كدة مفهوم.


هزت ماسة رأسها بإيجاب وهي تبتسم له بلطف.


أمسك سليم كفها وألبسها الخاتم وقبلها من كفها.


سليم بحب:

ــ  مش عايزك تقلعي الخاتم ده أبداً مهما حصل، أنا إللي 

ده معمول ليكي مخصوص


شعرت ماسة بسعادة كبيرة لأنه قام بفعل ذلك من أجلها وأنها مميزة عنده .


ماسة بعشق وسعادة غامرة تخرج من عينيها تعكس مدي سعادتها وعشقها لسليم :

ــ أني بحبك أوي يا سليم أوي أوي .


سليم بحب:

ــ  وأنا بموت فيكي يا ماسة قلبي .


عانقا بعضهما بقوة وحب .


((بــااااك ))


_ نعود لماسة وعينيها مغرقة بالدموع وهي تقول بكراهية شديدة وغل:

ــ  أنا بكرهك يا سليم وبألعن كل لحظة كنت معاك فيها ونفسى أمحيك من ذكرياتي.. بكرهك.


         بقلمي ليلة عادل ⁦(⁠✿⁠^⁠‿⁠^⁠)⁩


_ القاهرة 


_ في أحد المقاهي البلدي في منطقة وسط البلد الثامنه مساء 


_ نشاهد ندى تجلس مع إحدى صديقاتها  (رشا)على إحدى الطاولات وكان أمامهما أكواب من الشاي وكان يبدو  ع ملامح ندى الضجر والحزن .


رشا بشدة وانزعاج:

ــ ندى لازم تفكك منه بقى.


ندى بعشق ممزوج بنبرة حزن بدفاع  وتبرير:

ــ بحبه.


رشا:

ــ  يابنتي ده رافض يسمعك حتى.


ندى  بحماس: 

ــأنا هروح لنبيلة وهي تكلمه أو تقوله إني حامل.


رشا باستخفاف:

ــ والله ده عبط بقى  ده مطلقك من أكتر من ٦ شهور .


ندى زفرت بضيق:

ــ هو مافيش حل غير إني أكلم نبيلة، تعرفي أنه هو ومحمد اشتغلوا في مستشفى شمس الحياة.


رشا:

ــ بتتكلمي جد.


ندى بضيق تتحدث من بين أسنانها: 

ــساب المستشفى بعد ما اشتغلت فيها.


رشا بحدة : 

ــ أنتي لازم تفوقي بقى وتركزي في مستقبلك.


نظرت لها ندى بحزن وانكسار:

ــ أنا حياتي وقفت لما أنا ومصطفى سبنا بعض... بصى أخلص الامتحانات لأني لازم أنجح المرة دي عشان أفرح مصطفى وبعدين أسافر اسكندرية أكلم نبيلة.


نظرت لها رشا وهى تهز رأسها بعدم رضى وضيق من أفعالها ...


          { خلال أسبوعين}


_ نشاهد ماسة وهي تعمل في  المركز  ومدا قربها من عائلة مصطفى وخصوصاً إيهاب بشكل ملحوظ


كمان نشاهد سليم مازال يتجول في الشوارع بسيارته بحثا عنها ...


ومحاولة ندى المستمرة في الإتصال بمصطفى لكنه لم يعطيها فرصة ..


وعمل مصطفى ومحمد في المستشفى التابعة لسليم  ...


بقلمي ليلة عادل ♥️🌹


_القاهرة


 مجموعة الراوي، الحاديه عشر صباحاً 


_مكتب عزت الراوي  


_ نشاهد عزت يجلس على مقعد مكتبه وهو يقوم بامضاء بعض الأوراق بانتباه شديد..


وكانت تقف بجواره سكرتيرته الخاصة الحسناء نسمة أو (نانا)  كما يطلق عليها، صاحبة الشعر البني الداكن والعيون العسلية بجسد مثير وملابس قصيرة.. 


كانت تقف وهي تنظر له بإغواء بعد ثواني مالت عليه قليلا وهي تمرر أطراف أظافرها ع ظهره بدلال أنثوي .


نانا؛

ــ هشوفك النهاردة ؟


رفع عزت عينيه لها بنصف إبتسامة راغبة وهو يهز رأسه بتأكيد .


عزت:

ــ بالليل هقولك عشان فايزة .


نانا وهى تعض أسفل شفتيها  بإثارة:

ــ  نانا موحشتكش .


عزت بجمود وشدة وهو ينظر في الأوراق:

ــ قولتلك بالليل . 


رفعت نانا جسدها ونظرت له بجمود:

ــواضح أنه جلالة الملكة أصدرت فرمان جديد .


عاد عزت  بظهره على مؤخرة المقعد وقال  بجمود وعملية وهو يخبط بالقلم ع طاولة المكتب.


عزت:

ــ بدأت تشك. 


كادت أن تتحدث لكن  استمعا الى طرق الباب استدرات نانا برأسها نحو الباب ورفع عزت عينه أيضا نحوه ، فتح الباب كان رشدي .


رشدى وهو يقترب وينظر بعينه على ع نانا قائلا .


رشدي بابتسامة خبيثة:

ــ أنتي هنا ؟؟


نانا:

ــرشدي بيه أزيك .


رشدي:

ــ  والله تمام .


نظر عزت لنانا بجمود وعملية شديدة قائلا.


عزت: 

ــ أخرجي أنتي دلوقت و أبقي خدى الأوراق بعد شوية .


نانا باحترام:

ـ تحت أمرك  يا عزت بيه.


توجهت نحو الباب و خرجت  .. فور خروجها. نظر عزت لرشدي بضيق  .


عزت بضيق ممزوج بتساؤل:

ــإيه اللي جابك ؟؟


رشدي بإعتذر مصطنع وهو يقف أمامه:

ــ جاي أعتذرلك، أنا معرفش عملت كدة ازاي  فعلاً مكنش ينفع أبداً أمد أيدي على ياسين وعموماً أنا اعتذرت له وتصافينا، ولازم أفوق بقى وأركز بالشغل.


عزت بعملية شديدة وهو ينظر داخل عينيه بتركيز: 

ــ أتمنى يكون اللي بتقوله حقيقي ومتكونش محاولة منك عشان

 وهو يخبط على يد المقعد بكفه:

ــ تقعد على الكرسي ده ، لازم تكون فاهم حاجة واحدة، برغم إللي بيعمله سليم،  يستحيل حد يقعد على الكرسي ده مكانه.. كفاية اسمه في السوق كبير والكل بيعمله ألف حساب.


جلس رشدي وهو ينظر له بضيق شديد ممزوج بتعجب وهو يلوي شفتيه بغيرة:

ــ  بعد كل ده هتورثه الكرسي !!!


  عاد عزت بظهره للخلف وهو يقول بتساؤل ممزوج بعقلانية:

ــ مين برأيك يستحق مكان سليم؟؟  طه !! اللي ماشي ورا كلام مراته !! ولا ياسين ؟؟ الطيب اللى مالهوش فيها،  ولا أنت ؟؟  باندفاعك وتسرعك وأنانيتك وإدمانك للمخدرات؟!  ولا صافيناز  اللى بتغرق وبتجري تعيط في حضن جوزها ووهو اللي بيصلح كل بلاويها.. ها رد مين ؟؟ وبعدين ما انتوا حاولتوا زمان وغرقتونا في الديوان ولولا سليم كان زمان كل ده راح.


رشدي بثقة: 

ـ كنا صغيرين وقتها يا باشا واول مره نتحمل مسؤوليه والمسؤوليه كانت ساعتها كبيره اوي علينا،  بعدين ما هو خلاص اتعلمت ودلوقتي بجيب مشاريع ومنقصات وبكسبها، يعني اعتقد ان التغيير واضح،  جربني .


عزت وهو يهز رأسه بلا وهو يخبط بأيده على يد المقعد:

ــ  أجربك بأي حاجة إلا الكرسي ده يا رشدى، حتى لو سليم حط أيده في أيد مجاهد الفلاح !! ده  مش هيخليني أرجع في قراري،  إللي لازم تفهمه، بعدين اللعب مع سليم  مخاطرة كبيرة، كفاية أنه كتب كل الاسهم الخاصه بي باسمها عند فينا.


رشدي بغل وحقد وهو يجز على أسنانه:

ــ وانتم بعد الحادثه كفائته وكتبتله كل الاسهم الخاصه بيك والهانم مكافاه، لو كنت سمعت كلامي وقتلناها.


عزت بعقلانية وتعجب:

ــ  نقتل مين ؟! هو احنا عصابه، دي مرات اخوك، 

انت عارف سليم لو وشم خبر بأن الفكره دي في دماغك هيعمل فيك ايه ؟! هيحرقك حي، انت عارف كويس ماسة بالنسبه له ايه، وانا مستحيل اقبل بحاجه زي دي، الموضوع ماسة منتهي من زمان بالنسبه لي، كفايه بطل تمشي ورا كلام امك واختك،  طب هما عشان بيفكروا بشكل طبقي وشكل سطحي، انت مشكلتك مع ماسة ايه؟ سيب الحاجات دي للستات مش للرجاله يا رشدي..


اقترب بجسده  للمكتب وهو يتحدث بهدوء ونصح قائل

 بنوع من الاحتقار:

ــ رشدي ركز إنه يبقى ليك اسم كبير في السوق، و إن مجرد ما يتذكر اسم رشدي الراوي يتخاف منك،  مش يتقال إنك فاشل و مدمن و لعيب قمار ومضيع كل فلوسك على البنات، وإنك مبتعرفش تعمل حاجة غير كدة، حاجة وحدة منهم قادرة تنهيك،  فما بالك إن كلهم معاك !!!!!  خليك زي سليم،.سليم ركز أنه يبقى سليم الراوي وبس،  مش أنه يحارب اخواته عشان الكرسي،  طفكر صح و نفذ بذكاء.


رشدي بتساؤل وترقب: 

ــ ولو اتغيرت وبقيت زيه وأحسن، أنا اللي هقعد هنا ؟؟


عزت تنهد:

ــ أنت بس اثبت ولاءك ووقتها هنشوف بس شيل ماسة من دماغك شوية .


نظر له رشدي بغل وضيق وهو يتحدث بين أسنانه ممزوج بنوع من الاستهزاء وبنبرة كلها تعالي وتكبر .


رشدي قال رشدي بصوت داخلي بكرهيه وغل:

اسيبني ازاي بس من ست الحسن والجمال وهي اللي هتكسر سليم وهتنهي، ده حلم العمر اللي من 10 سنين ولازم يتحقق مش بعد كل ده ما يتحققش.


رفع عينه الوالده وقال بصوت نبره فيها نوع من الاستهزاء والتقليل: 

ــ اااه،  ست الحسن و الجمال،  الأميرة ماسة، إللي بسببها عرش الامبراطور بقى ملطخ بشوية فلاحين رعاع.


عزت بعدم رضا وهو يهز رأسه بيأس:

ــ مافيش فايدة.


نهض رشدي وهو ينظر له بضيق وغل ممزوج بضجر  وبصوت عالي قليلاً .


رشدي باندفاع وغضب:

ــ  لازم تفهم إن هي نقطة ضعفه، ولو ضربناه بيها،  سليم هيقع، أنا مستحيل أسمح إن ماسة بنت مجاهد الجنايني و سعدية الخدامة يكون ليهم أي صلة بينا، ولو كلفني الأمر إني  أغرق عرش الامبراطورية بالدم هعملها،  فات أكتر من عشر سنين كفاية، انا مش عارفه لحد امتى هتفضل بدافع عنه وبتحمي وساندو، طب زمان كان قوي، لكن دلوقتي هو ضعيف وخسرنا اكتر من المشروع، بس الحد اللحظه دي انت بتثق فيه واخترت يكون هو الملك الوريث كاني ما عندكش ولاد غيره.


نهض عزت وهو يصيح به بقوة وضجر مصحوب بحسم وهو يشير بإصبع يده للمقعد .


عزت بشدة وقوة:

ــ وطول ما انا عايش يارشدي هفضل ورا سليم وادافع عنه،  هفضل صحلكم وعيني عليكم مش لان هو بس اللي يستحق، عشان انا لازم احمي سليم منك ومنكم كلكم، أنا هقف في وش أي حد يقرب منه يا رشدي،  ويستحيل هقف أتفرج على ولادي وهما بيحرقو بعض، ولو اضطريت أحرق حد فيكم، هيكون أنت يا رشدي مش سليم فاهم. 


رشدي وهو ينظر له من أعلى لأسفل بضيق: 

ــ عشان مصلحتك.


عزت بقوة:

ــ مصلحتنا كلنا يا رشدي، ركز في نفسك واثبت ولاءك وبطل غباء وغل بقى حب اخوك يا رشدي بطل غل ماتخليش الكرسي يسود قلبك ويعميك اكتر من كده.


تركه وتوجه الى الباب وهو يقول  بضيق: 

ــ عيل غبي .


كان رشدي ينظر لآثاره بغل وضيق فور خروج والده خارج المكتب .. أخرج هاتفه من بنطاله وقام بعمل مكالمة.


رشدى:.

ــ الو إيه يا عماد  مافيش جديد؟؟ ...هو فين دلوقت؟ ....  طب بلغني بأي حاجة تحصل ... لا معرفتش  اتعصبت... يا سيدي ما عرفتش امسك نفسي،  يووو... متقرفنيش   بقى ..  وأغلق الخط .


جلس وهو يمسح أسفل أنفه  ثم وضع يده بجيب بنطاله وأخرج كيس صغير  به مخدر أبيض.. 


أخرج محفظة وأخذ منها فيزا وضع عليها القليل من المخدر واستنشق وعاد بظهره وأسند على ظهر المقعد منتشيا  و يبتسم .

          بقلمي ليلة عادل ⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩❤️


_الإسكندرية 


_منزل مصطفى


_ الصالة الرابعه مساءً 


_ نشاهد ماسة وإيهاب يجلسان ع مائدة السفرة وكان على الطاولة كراريس وأقلام وكانت تقوم ماسة بالكتابة وكان إيهاب ينظر لها بانتباه .


بعد الإنتهاء قامت بإعطاءه الكراسة أخذ إيهاب يقرأ المدون بها  وهو يرفع حاجبه بانبهار واهتمام... كانت ماسة تنظر له بترقب .


إيهاب بمدح:

ــ  برافووو عليكي ممتازة.


ماسة بحماس:

ــ أنا فرحانة أوي  حقيقي يا إيهاب شكراً جداً لولاك مكنتش وصلت لده .


كان ينظر إيهاب لها بابتسامة جميلة وبسعادة  اكملت ماسة 


ماسة بامتنان:

ــ حقيقي مش عارفة أقولك إيه أنت متعرفش أنت عملت إيه؟ 


إيهاب بتواضع: 

ــ أنا معملتش حاجة أنتي اللي شاطرة .


ماسه بعقلانية ممزوجة بشعور بالعرفان:

ــ ازاي لولاك مكنتش هعرف أوصل للي وصلتله كفاية إنك أدتني من وقتك و مجهودك  وده شيء كبير جداً بالنسبة ليا .


إيهاب : 

ــ صدقيني أنا مبسوط أوي إني باساعدك.. إحساس جميل إنك تساعدي إنسان وتكوني سبب أنه يتغير للأفضل،  متتصورش لما بشوفك كدة فرحانة أنا بأبقى سعيد ازاي !! لدرجة إني بتحمس أكتر و أكتر، إني لازم أفضل معاكي لحد ما القراءة والكتابة تكون معاكي، زى الأكل والشرب،  وده  قريب جداً،  سبق وقولتلك أنتي ذكية جداً وشاطرة وبتستوعبي بسرعة .


ماسة بابتسامة لطيفة : 

ــ الحمدلله دي شهادة أعتز بيها كفاية، كدة النهاردة ! .


إيهاب : 

ــ تمام .


نهضت ماسة وهى تلملم متعلقاتها .


كانت تجلس نبيلة على الأريكة  تقرأ قرآن، وجهت ماسة نظراتها لنبيلة .


ماسة :

ــ  طنط أنا هطلع  فوق .


نبيلة :

ــ صدق الله العظيم .. نظرت لها بابتسامة .. انا سامعة إيهاب برافو عليكي ربنا يحفظك.. ماتقعدي هتطلعي ليه .


ماسة :  

ــ معلش هحضر حاجات الشغل وأنام... أصلي بحب أنام بدري .


نبيلة بتأييد  : 

ــ أيوة معك حق النوم بدري كويس وصحي مش  شغل الخفافيش بتاع عيالي...تصبحي على خير يا حبيبتي .


ماسة : 

ــ وحضرتك بخير .


بدأت بالتوجه نحو الباب. أوقفها صوت إيهاب .


إيهاب :

ــ  حور !!


التفتت له ماسة بابتسامة رقيقة جداً :

ــ  افندم .


اقترب منها بنظرات لطيفة ومد يده وهو يعطى لها عقدا أنيقا من الصدف... نظرت ماسة إلى ما بين يديه بابتسامة واسعة زادت من جمالها .


ماسة وهى تأخذه منه بابتسامة لطيفة


ماسة باستغراب:

ــ ده ليا أنا !!!


إيهاب بلطف:  

،ــ لازم  أكافيء تلميذتي الشاطرة. .


ماسة بسعادة غامرة وهى تضم العقد بين راحتيها  . 


ماسة:

ــ شكله حلو أوي .


وبتلقائية أمسكت ماسة إيهاب من معصمه بسعادة. وهي تقول ..


ماسة:

ــحقيقى شكراً . 


أرتبك إيهاب قليلا من فعلتها وتبسم قال


إيهاب؛

ــ  لا دي حاجة بسيطة .


ماسة بنبرة رقيقة : 

ــبالنسبة ليك، لكن بالنسبة ليا حاجة كبيرة، انا بحب الحاجات دي أوي .


كل هذا و مصطفى واقفا خلف باب الغرفة يسترق السمع والنظر دون أن يلاحظه أحد،  لكن كان يبدو على ملامحه قليلا من الانزعاج .


إيهاب بمزاح لطيف: 

ــ بس كدة هاغرقك صدف.


ماسة بحماس:

ــ موافقة جداً، يلا تصبح على خير 


التفتت وفتحت الباب وخرجت لكن قبل أن تغلق .. التفتت مرة أخرى و نظرت لإيهاب وقالت بنبرة ناعمة .


ماسة:

ــ إيهاب !!


  رفع عينيه لها.. أكملت ماسة حديثها .


ماسة بلطف:

ــ شكرا على ع  أحلى عقد جالي في حياتي .


تبسم لها وتبادلا الابتسامات اللطيفة.. صعدت ماسة للأعلى ... أغلق إيهاب الباب وتوجه إلى الصالون ...


تنهد مصطفى وخرج للخارج نظر له إيهاب  قائلا.


إيهاب بمزاح:

ــ أخيرا صحيت.


مصطفى بنوع من الضيق:  

ــ ما أنت لو رايح جاي من القاهرة للإسكندرية هتعرف إن الله حق. 


نبيلة بحنان: 

ــ أنت اللي تاعب نفسك يابني .


مصطفى بتوضيح: 

ــ عايز أجهز عائشة يا أمي وأعملي عيادة. 


إيهاب :  ربنا يوفقك .

              بقلمي ليلة عادل ⁦ʘ⁠‿⁠ʘ⁩♥️


_ القاهرة 


_ مستشفى شمس الحياة التخصصي


_ الممر الوحده مساء 


نشاهد محمد وهو يتحرك في الممر وهو يرتدي البالطو الأبيض و يعلق سماعة حول رقبته وأثناء سيره تصادف مع سليم.


محمد بابتسامة لطيفة: 

ــ سليم بيه !


انتبه سليم له بابتسامة لطيفة:

ــ أزيك يا دكتور


محمد:

ــ كله تمام. 


سليم باهتمام:

ــ أتمنى تكون مبسوط ومافيش أي مشاكل .


محمد :

ــ الناس هنا ظريفة ومحترمة .


سليم بتسال:

ــ أمال فين دكتور مصطفى ؟


محمد:

ــ النهاردة مش معاده . 


وأثناء حديثهما اقتربت منهما عائشة .


عائشة: 

ــ محمد مش بترد ليه على التليفون؟


نظر سليم لها من أعلى لأسفل بلطف .


محمد:

ــ التليفون في المكتب، عرفتي مكاني منين ؟


عائشة:

ــ من الممرضة .


انتبهت من وجود سليم


عائشة باعتذار:

ــ  آسفة ماخدتش بالي إن معاك حد .


محمد وهو يشير بيده باحترام:

ــ سليم بيه الراوي  يا عائشة .


عائشه بحماس:

ــ أنت اللي جبت المستشفي لمصطفى... مدت يدها... ازيك  .


سليم مد يده باحترام و رقي تعكس مدى رقيه وأصله العريق بنظرة خلابة زادت من وسامته .


سليم:

ــ أهلا بيكي  يا هانم .


عائشة وهي تصافحه:

ــ وبيك .


محمد:

ــ عائشة بتكون أخت مصطفى الصغيرة وكمان خطوبتنا قريب أتمنى تشرفنا.


سليم  بإبتسامة راقية: 

ــ عظيم مبروك وأكيد هاجي عن إذنكم، عندي مقابلة مع الدكتور بهجت 


محمد:

ــ اتفضل.


رحل سليم من أمامه رمقته عائشة وهو يسير  بابتسامة وهي تقول بإعجاب و برفعة حاجب .


عائشه:

ــ كارزما أوي .


محمد برفعة حاجب وقوة:

ــ هو مين ده ؟؟


و هي تشاور برأسها تجاه  سليم وهو يسير أمامهم من بعيد بابتسامة .


عائشة:

ــ سليم .


محمد بغيرة:

ــ  لا والله !


عائشه ضحكت بمرح:

ــ بتغيرى يا حلوة ؟؟


محمد مقلدا لها بمزاح : 

ــ أيوة باغير يا طعمة،(بجدية)  بقولك إيه أنا همر كدة على كم مريض تستنيني في المكتب أوكيه . 


عائشة:

ــ ماشي بس بسرعة يا موكتي لأني ميتة من الجوع....مافطرتش .


محمد : حاضر يا قلب موكتك .


     *********************

_ بعد وقت 


_ مكتب محمد


_ يدخل محمد المكتب كانت تجلس عائشة على المقعد الأمامي للمكتب تتناول كيس شيبسي بالملح .


محمد  وهو يقترب بابتسامة ظريفة و يقول.  


محمد: 

ــ طلبت لنا فطار شوية وجاي .


عائشة:

ــ  أوكيه .


جلس محمد أمامها ونظر لها بحب ممزوج باستغراب..


انتبهت عائشة لنظراته تلك فقالت باستغراب ممزوج بتساؤل وهي تتناول رقائق الشيبسي  .


عائشه بتساؤل:

ــ  بتبصلي كدة ليه؟


محمد بتعجب:

ــ مستغربك .


عائشة بتعجب وهي تضيق عينيها:

ــ اشمعنا !!


محمد بتعجب وهو يرفع أحد حاجبيه:

ــ  يعني أول ماطلبت منك إننا نتقابل عشان وحشتيني وافقتي على طول !! من غير ما أفضل اتحايل عليكي سنة !!!


تنهدت عائشة بابتسامة وقالت بتوضيح وعقلانية  .


عائشه: 

ــ الصراحة حسيتنا بعاد أوي والامتحانات قربت وهنتخطب وأحنا لسة منعرفش بعض بشكل كافي، يمكن نعرف بعض بالشكل الظاهري لكن التفاصيل  لا.


محمد بتأييد ممزوج بحزن:

ــ هو ده اللي كنت بتكلم فيه، د أدينا فرصة أنا مش عبد الحميد  يا عائشة .


عائشة نظرت له من أعلى لأسفل بضيق وحاولت تمالك اعصابها.


عائشة بوتيرة تعكس مدا قوتها:

ــ أنا اللي أحدد.


محمد:

ــ طيب موافق  بس لازم تديني فرصة . 


عائشة بجمود: 

ــ وأديك خدتها .


محمد  بابتسامة عاشقة بثقة: وأنا مش هضيعها مني أكيد .

بقلمي ليلةعادل⁦(⁠◕⁠ᴗ⁠◕⁠✿⁠)⁩ ❤️


_ فى إحدى الفيلل المجهولة الواحده ظهراً 


_ مظهر عام للفيلا من الداخل والخارج.. ثم نشاهد مجموعة من الحراس يحاوطون الفيلا من الداخل والخارج وهم يحملون الأسلحة. 


بعد قليل يقترب أحد التاكسيات من بوابة الفيلا الخارجية ثم تتوقف ...


اقترب منه أحد الحراس وهنا تفتح ماسة نافذة السيارة من خلف، وهي ترتدي زيها الخليجى بالنقاب، وتتحدث لكن باللهجة الفلاحي مع تغيير نبرة صوتها !!! .


ماسة بتصنع مع اتقان اللهجة:

ــ آني مديحة بنت أخو عمة سعدية، هي هنا.


الحارس:

ــ آه جوة بس مش هينفع التاكسي يدخل.


ماسة وهى ترفع أحد حاجبيها بتهكم مصحوب بسخرية : ليه يعني حد قالك اني معايا متفچرات ؟؟


الحارس بجدية: 

ـ أوامر .


أشار الحارس لأحد الحراس بفتح البوابة... هبطت هي من السيارة .


ماسة بتساؤل: 

ــهي لوحدها چوا ؟؟ .


الحارس: 

ــ مجاهد بيه معاها جوا.


أشار لأحد الحراس أن يتبعها .. وبدأت هى بالتحرك للداخل والحارس خلفها .


وأثناء دخولها كانت أعين الحراس تراقبها بشدة، وكان يبدو من نظرات عينيها التوتر الشديد... 


حين اقترابهم من حمام السباحة ... 


نشاهد رجل و امرأة في منتصف الخمسينات يجلسان وهما يرتديان ملابس منزلية .. 

نظرو نحوها باستغراب فايبدو أنهم لا يعرفونها !!!


توقف الرجل وهو ينظر للحارس بتساؤل:

ـ مين دي.


ركضت ماسة على السيدة وضمتها وهي مغيرة نبرة صوتها وتتحدث فلاحى لكي لا تنكشف هويتها.


ماسة بتصنع وحماس وباتقان التمثيل:

 أني مديحة يا عمة، وحشتيني.


واخذت تقبلها عدة قبلات من أحد خديها وأثناء ضمها. 


همست ماسة داخل أذنها وتنبيهها:

ــ أنا ماسة يا ماما، أوعي تلفتي النظر أوعي.


ابتلعت الأم ريقها وحاولت التماسك وتبسمت ابتسامة عريضة بكذب وهي تقول.


الأم ( سعدية ) باهتمام وسعادة وبتمثيل بارع:

ــ  بت يا مديحة يخرب بيتك كبرتي يابت إلا لبستى امتى البتاع ده، حمد لله على سلامتك.


وجهت نظراتها للراجل الذي يقف دون أن يفهم ما يحدث ومن هذه الفتاة ؟؟


سعدية وهي تحاول أن تلفت انتباهه بذكاء وتغمز بإحدى عينيها: 

ــ إيه يا مچاهد مش عارف مديحة بنت عبد الجليل.


فهم الرجل الذي اتضح أنه والدها انها ماسة، 

وأنها لا تريد أن يعرفها أحد، تصرف مجاهد بذكاء ..


اقترب الأب (مجاهد) وهو يضمها:

ــ ازيك يا بنتي معلش السن بقى، عاملة إيه يا مديحة.


ماسة وهي تبتسم:

ــ الحمدلله يا عمي .


مجاهد وهو يشير بايده:

ــ تعالو ندخل چوة


بدأ بالتحرك لداخل الفيلا ...


وأثناء ذلك، اقترب الحارس الذى كان يتحدث مع ماسة على البوابة وتوقف بجانب الحارس الثاني الذى كان يتابعها .


الحارس الأول بتساؤل وعينيه معلقة عليهم: 

ــ عرفوها ؟؟


الحارس الثاني وهو يهز رأسه:

ــ لا بس مثلوا انهم يعرفها.


الحارس الأول بشك مال برأسه قليلا:

ــ الموضوع ده، مش داخل دماغي، لازم نبلغ مكي. 


رفع هاتفه ومازالت عينيه معلقة عليهم:

ــ ألو مكي في حاجة غريبة حصلت .


_ ((في الداخل)) 


_أثناء دخولهم وهم يتحدثون معها كأنها مديحة .


سعدية بحب بصوت مرتفع قليلا:

ــ  وحشتينا يابت يا مديحة، كل دة متجيش تسألي على عمتك، كنتي فين ؟؟


ماسة بتمثيل: 

ــ أنتي عارفة يا عمة المشاغل (قالت بهمس ) تعالو نطلع الأوضة فوق عشان نتكلم براحتنا.


سعدية بصوت عالي:

ــ  تعالي يا بنتي أفرجك على الفيلا، تعالي شوفي الأملة إللي عمتك بقت فيها. 


_ وبالفعل صعدوا الدرج حيث الغرفة ..


_ فور دخولهما أغلق مجاهد الباب، رفعت ماسة نقابها وركضت على والدتها وضمتها بشدة و بشوق كبير .


ماسة وهى تضمها وتبكي:

ــ  وحشتوني أوي أوي يا ماما.


سعدية بحب:

ــ وأنتي كمان يا بنتي عاملة إيه؟


ماسه ابتعدت وهي تمسك بكفيها بوجع وانكسار دموعها تملأ وجهها:

ــ بقيت كويسة لما شفتكم .


وجهت نظراتها إلى والدها واقتربت منه وضمته ..


ماسة: 

ــحبيبي عامل إيه وصحتك عاملة إيه .


مجاهد وهو يضمها: 

ــ انا كويس يابنتي


أبعدها قليلا ورفع أحد حاجبيه بتساؤل واهتمام ؟


مجاهد: 

ــ فهميني فيه إيه ؟؟ وإيه اللي أنتي لابساه ده ومين مديحة ؟ . 


ماسة بانكسار مسحت دموعها بتوضيح:

ــ أنا مش هقدر أقعد كتير، كنت محتاجة أطمن عليكم، و أعرف عملكم حاجة ولا لا ؟؟ .


مجاهد باستغراب وتساؤل:

ــ مين ؟؟؟ 


ماسة وهي ترفع حاجبيها بتعجب:

ــ سليم !!!


نظر لها مجاهد بتعجب يبدو أنه لم يفهم شيء:

ــ يعمل إيه ؟؟؟


ماسة باستغراب شديد:

ــ أنتم متعرفوش إني هربت من سليم من حوالي شهرين؟؟


نظرت لها سعدية بتعجب وصدمة باتساع عينيها وخبطت على صدرها برعب دون حديث ومجاهد أيضا الذى شحب وجهه عند استماع الأمر، فاتضح أنهما لايعلمان إلي الآن عن هذا الأمر . 


رمقتهم ماسة بصدمة فكيف أنهم لا يعرفون ذلك الأمر حتى الآن، فهي غائبة منذ فترة ، وكيف لسليم أن يصمت عن غيابها كل هذة الفترة دون أن يقلب الدنيا عليها ويوجه الاتهام إلى والديها .


ماسة بصدمة:

ــ أنتم متعرفوش؟ 


سعدية بتعجب:

ــ  ولا قال حاجة، و لاعمل زى ما بيعمل كل مرة !  يجى ويتخانق ويتهمنا إننا ساعدناكي في الهروب !!!  ويفضل يخوف فينا ويهددني بالعيال زي كل مره،  ده قايلنا إنك مسافرة تغيرى جو !!!  واستغربت انه سابك تسافري كده،  قلت يمكن ربنا هداة أخيراً.


ماسة باندهاش:

ــ سليم !! 


مجاهد بعدم فهم:

ــ  اها، أنا افتكرت إنك جاية من وراه او مكي ساعدك.


تحك ماسة جبينها بإصبعها بعدم فهم وشعور بالضياع وهي تهز رأسها


ماسة:

ــ أنا مش فاهمة حاجة، إنما المهم مادام أنتم كويسين أنا كدة اطمنت، أنا كنت قلقانة وهاتجنن عليكم، سلوى وعمار ويوسف فين؟


سعديه:

ــ سلوى في المكتبه واخواتك في شغله.


نظر لها مجاهد بتساؤل وهو يربت على كتفيها بحنان .


مجاهد:

ــ طب فهمينا هربتي ليه؟ هو عمل لك حاجه تاني؟

 وهتفضلي هربانة طول عمرك يابنتي ؟؟؟ .


جلست ماسة على الفراش بيأس ودموع وبانهزام .


ماسة باختناق:

ــ  عندك حل تاني عشان أخلص من جحيم الراوي؟


اقترب مجاهد منها وتوقف أمامها وهو يقول بعقلانية:

ــ نحط أيدنا في إيد رشدى هو إللي هيخلصك منه.


رفعت ماسة عينيها له برفض تام:

،لا رشدي بيكرهني ومحدش فيهم بيحبني، رشدى ليه حسابات تانية خالص.


مجاهد بمنطق:

ــ مش مهم إيه هي حساباته ! المهم أنه يخلصك منه.


ماسه:

ــ رشدي مش هيساعد رشدي بيطلب وبيؤمر وبس ما بيحطش ايده، عايز يلعب من بعيد لبعيد وما يخلقش اي مواجهة مع سليم.


جلست سعدية بجانب ابنتها وهي تربت على قدميها بحنان، وهي لا تعرف ماذا يمكن أن تفعل لها !؟


ثم قالت وهي تنظر لمجاهد بحزن وعينين تمتلئ بالدموع و بقلة حيلة .


سعدية بقلة حيلة:

ــ  أحنا غلابة أوي يا أبو عمار، ماسة عندها حق، لا رشدي ولا صافيناز ولا جوزها الداهية عماد، هيقبلوا يساعدوها، دول نابهم أزرق وأحنا جنبهم صراصير، يفعصونا برجليهم، دول نفسهم يخلصو علينا من زمان، وسليم هو إللي حايشهم عننا.


مجاهد بتهكم ورفض للأمر: 

ــ يعني هنسيب البت هربانة طول عمرها، وعايشة برعب،  هنفضل سايبينه حرمنا منها وحابسها ومنعها عننا وبنشوفها في الخفه كاننا عاملين عامله، هو ده الحل، نقول لرشدي يطلق البت ويهربنا ويولعوا في بعض وأنتي تتنازلي عن كل حاجة .


نظرت له ماسة وهي تهز رأسها بتوتر وعدم معرفة فهو قرار صعب فهي تعلم جيدا مدي كره رشدي لسليم ولها .


ماسة:

  مش عارفة مش قادرة اخد قرار بعدين هيعمل ايه ؟

لو كان عارف يعمل حاجه كان عملها، تفتكروا يعني لو كان يعرف كان اتاخر!! ده حلم حياته ان اطلق من سليم.


سعدية بتساؤل وهي تمسح على وجهها بحنان:

ــ المهم دلوقت أنتي قاعدة فين يا حبيبتي؟ ومالك كدة شكلك تعبان !! دبلتي يا نضري .


تبتسم ماسة لها وقبلتها من أيدها بحب: 

ــ مش هينفع أقول أي حاجة يا ماما، نا كويسة متقلقيش ( نهضت) انا لازم أمشي . 


نهضت سعدية وأمسكتها من معصمها:

ــ  يابنتى أقعدي ماشبعتش منك،  وفهمينا أي حاجة، عملك إيه ؟ خلاكي تهربي وتعندي كدة !! .


ماسة وهي تحاول التماسك أمامهم فرغم من انها محطمة كليا وتحتاجهم بشدة، لكنها لا تسطيع أن تظهر لهم هذا . 


ماسة بابتسامة مصطنعة:

ــ بعدين يا ماما، لازم أمشي قبل ما الخبر يوصل له إن في حد جه زاركم .


سعدية باهتمام وتساؤل:

ــ  طب هنكلمك أزاي و نطمن عليكي ؟؟ 


ماسة وهى تمسح على كفيها بلطف بابتسامة مصطنعة  . 


ماسة بهدوء وتنبيه:

ــ أنا هكلمكم، المهم محدش يبلغ سليم، ولا حتى تخلوه يشك، استمرو دايما بالسؤال عني زي ما أنتم، أنا محتاجة فلوس.


سعدية بوجع وحزن على ابنتها:

ــ يا نضري يا بنتي، أديها يا مچاهد.


_ فتح مجاهد خزانة الملابس وأخرج منها رزمة من الأموال، وأعطاها لها وهو يقول بجدية .


مجاهد بجدية:

ــ فكري كويس في كلامي، ده الحل عشان تخلصي من كابوس سليم الراوي.


نظرت له ماسة بعدم معرفة، وهي تهز رأسها بايجاب ...


بدأت فى تنظيم ملابسها ونقابها، و توجهت إلى الباب ..


فتحته واثناء هبوطهم من على الدرج . 


ماسة بتنبيه وصوت منخفض:

ــ زي ما قولتلكم محدش يحسس سليم بأي حاجة، ولا تغيرو طريقة تعاملكم معاه، سليم ذكي.


سعدية وهي تقلب شفتيها بضيق.

ــ أنتي هتقوليلنا، هو عشرة يوم .


وصلو عند باب الفيلا ..


ماسة بهمس:

ــ ودعيني كأني بنت أخوكي.


سعديه بصوت عالى:

ــ مع السلامة يا مديحة سلميلي على أخويا وأبقي تعالي .


ماسة:

ــ حاضر يا عمة.


فور فتح الباب... وجدت ترسانة من الحراس يقفون أمامهم يحملون الأسلحة، حاولت ماسة أن تتحرك بلا مبالاة منها ، لكنها وجدت أحدهم يمنعها .


مجاهد بتعجب:

ــ ماتوسع يا عشري، خلي البت تمٓشي .


عشري بجمود:

ــ ممنوع.


ماسة بغضب مع الاحتفاظ بتغير نبرتها وتحدثها فلاحي : يعني إيه ممنوع ؟؟؟


عشري:

ــ أوامر مكي، خمس دقائق بس .


ماسة بشدة وتهكم تحاول الخروج:

ــ أوعى كدة خليني أمشي .


سعدية بغضب:

ــ ماتوعى بدل ما أكلم سليم أخليه يطين عيشتك أنت ومكي.


عشري بجمود شديد وقوة و بنوع من التهديد :

مدام أرجوكي حافظي ع هدوءك، خمس دقائق بس . 


زاح جزء من جاكيت بدلته وطالعها على السلاح الموضوع عند خصره ...


نظرت له ماسة بتوتر وابتلعت ريقها وهزت رأسها بايجاب.. أغلقت الباب  فور إغلاقه .


ماسة برعب شديد وتوتر وهي تتحرك:

ــ سليم جاي لازم أهرب.


مجاهد بتوتر:

ــ تعالي أهربك من شباك المطبخ ومنها تجري على جنينة الجيران سورهم قصير ومعندهمش حراس.


ماسة وهى تهز رأسها بايجاب:

ــ ماشي .


وبالفعل توجهها إلى المطبخ مسرعين .. كانت تراقبهما سعدية بحزن على ما تواجهه ابنتها .


سعديه بحزن:

ــ ربنا يحفظك يابنتي .


       ****************************

_ على الاتجاه الآخر .


_ المطبخ 


دخل مجاهد وماسة المطبخ ثم توجها بالقرب من النافذة، المطلة علي الحديقة.. 


وتوقفا باختباء، لكي لا ينتبه لهما أحد وأخذا ينظران ويراقبان الموقف ..


لكنهما وجدا أحد الحراس يقف . 


ماسة بتوتر:

ــ هنعمل ايه ؟؟


صمت مجاهد قليلا وأخذ يفكر ثم دار فى خاطره فكره. نظر لماسة وقال


مجاهد:

ــ  اصبري واستني هنا .


أخذ ينظر من حوله لثواني وهو يتفحص المكان وقعت عينه على زجاجة مياه أمسكها .


مجاهد وهو يشاور بايده بهمس: 

ــ خليكي هنا .


فتح النافذة ، وخرج للخارج، كانت تراقبه ماسة بعينيها ..


أخذ مجاهد يتحرك بحركات بطيئة، هادئة لكي لا ينتبه لتواجده ...

ومرة واحدة قام بضربه على رأسه مما تسبب في وقوع الحارس أرضا ..


فور أن رأت ماسة هذا الأمر ركضت للخارج مسرعة .


مجاهد هو يشاور بايده:

ــ  أجري من هنا ربنا معاكي يا بنتي.


ماسة بقلق وخوف:

ــ هتعمل إيه يا بابا ؟


مجاهد وهو يحاول أن يطمئنها: 

ــ مالكيش دعوة أنتي أجري.


نظرت ماسة له بحزن ووجع وأسف ودموعها تهبط لأنها السبب بكل هذه المصائب، رد عليها مجاهد بابتسامة دعم لكي يهديء من روعها .


ثم ركضت برعب..


أخذت تركض لكن بحذر حتى وصلت إلى سور الفيلا المجاورة لهم، وجدت أحد الحراس يقف ..


توقفت وهي تختبئ خلف إحدى الأشجار وهي تفكر ماذا ستفعل ؟؟


أمسكت طوبة وألقتها بعيدا لكي تلفت انتباهه لها .. ذهب الحارس نحو الصوت..


فور تحركه ركضت نحو السور وصعدته، حتى أصبحت في الحديقة المجاورة..


أخذت أنفاسها قليلا، ثم أكملت ركضها قبل أن يلمحها أحد من سكان الفيلا ..


خرجت ماسة من البوابة الخلفية إلى الشارع ...


_ فهو شارع فارغ من المارة، ذو اتجاه واحد .. 


به الفيلا التى خرجت منها ماسة، والمقابل له يشبه حديقة بها أشجار عالية .. 


نشاهد ماسة، وهى تركض برعب و توتر شديد، خشية أن يلحقها أحد ...


كانت تلتفت خلفها وأمامها برعب ..


ثم عبرت إلى الاتجاه الآخر حيث الأشجار لكي تختبيء خلفها وهي تركض، حتى مرت من أمام بوابة الفيلا الخلفية دون أن ينتبه لها الحراس وأكملت ركضها بأقصى سرعتها ... 


وبعد أن تأكدت أنها ابتعدت بمسافة معقولة خرجت من خلف الأشجار، وأكملت ركضها في منتصف الشارع .. 


حتى. وصلت إلى الشارع العمومي ..


كان الشارع خاليا لحد ما .. و ليس به الكثير من السيارات .. لكن بالرغم من ابتعادها لكنها كانت خائفة بشدة ولم تتوقف أبداً عن الركض..


_ على الاتجاه الآخر


نشاهد سليم وهو يقود سيارته بسرعة جنونية في نفس الشارع الذى تركض فيه ماسة .


فنشاهد الإثنان يركضان مقابل بعضهما ..


وأثناء قيادة سليم تفاجأ بفتاة منتقبة تركض أمامه، فضغط على الفرامل بقوة ، توقف وهي أيضاً برعب فهي كانت على مشارف الموت ...


أخذ سليم ينظر بصدمة على تلك الفتاة المنتقبة التي تبعد عنه بسنتيمترات، وهي تنظر له برعب وبأنفاس متسارعة للغاية..


فهما حتى الآن لم يعرفا بعضهما !!


لكن لم يمر سوا ثوانى حتى عرفا بعضهما.. 


عدلت ماسة من وقفتها ونظرت له باتساع عينيها بصدمة ورعب، وهو أيضا ..


فهو علم أنها هي من عيونها التى تفضحها دايما ... 


فتح سليم باب سيارته و و


              الفصل العاشر من هنا 


تعليقات