رواية جراح الماضي
الفصل الثامن والعشرون 28 ج2
بقلم هالة سيد
تكملة
خذ عاصم يسعل بقوه وأخذ لحظات حتى عاد له لونه الطبيعى ثم نظر لخالد الذى أعطاه ظهر ثم أقترب منه وقال :من حقك تعمل أكتر من كده بس. . .
..وكأن خالد كان ينتظر تلك المواجهه منذ سنوات لينفث فيها عن غضبه وبدون سابق أنذار عالجه بلكمه قويه وعلى الرغم ان عاصم قوى البنيه إلا ان لكمه خالد أوقعته أرضا ولم يستطع تمالك نفسه من المفاجأه وسرعة رد فعل خالد .بعدما فاق من صدمته ووضع يده مكان اللكمه فوجد بعض الدماء تخرج من جانب فمه قام بمسحها ثم قام ووقف أمامه ثانيا... أما خالد فكان يلهث من فرط أنفعاله وفجأه سمعا صوت يهتف بقلق :
-خالد إيه الى بيحصل دا فى إيه(قالتها آلاء بقلق وخوف)
ألتف لها بعيون حمراه وكأن الجحيم أستعر بعينيه وهتف بها فى صرامه وصوته يحمل نبره مخيفه:
-أطلعى فوق و متنزليش إلا لما أناديلك وملكيش دعوه بالى بيحصل
مظهره المخيف هذه وصوته الذى يبعث الرعب فى اعتى الرجال أصابها بالشلل ولم تستطع ان تتحرك فأقترب منها وقام بإمساك ذراعيها بقوه وصرخ فيها قائلا : نفسى افهم كلام مبيتسمعش ليه.. يلا على فوق. أرتعشت آثر صوته العالى وكانت دموعها تملا أعينها لكنها لاول مره تأبى الهطول ....لاحظ عاصم حالتها فأقترب منهم وقال موجها حديثه ل آلاء: متقلقيش يا أنسه آلاء دى مشكله بسيطه وبنحلها أتفضلي انتى أطلعى ومتشغليش بالك... نظر له خالد بغضب فقال عاصم مصححا كلامه : احم أقصد يا مدام آلاء ...دفعت آلاء ذراع خالد فجأه وأنطلقت مسرعا نحو الاعلى حتى تترك العنان لدموعها....
-هتف عاصم بهدوء : ماكنش ينفع تكلمها كده قدامى انت كده أحرجتها..
رد خالد بصرامه : مالكش دعوه انت.. ويلا أمشى من وشى
-لا مش همشى إلا لما تسامحنى
- هتف خالد بجمود :يبقى ناوى على موتك يا أبن عمى
-عاصم بجديه : مش مهم المهم انك تسامحنى ...يا خالد قدر موقفى و قدر انى مكنتش فى وعيى ساعتها وأنا لما عرفت الحقيقه مترددتش انى أعترف بغلطى وجيت لك وبترجاك انك تسامحنى..
-كان خالد يتخبط بين العديد من المشاعر (الغضب.. الحزن... الضيق
)- عارف يا عاصم انا كان ممكن أنهيك فى لحظه ومعايا الدليل ومحدش يقدر يلومنى بس للاسف معملتش كده وراعيت صله الدم وانك ابن عمى وأخو عمر الله يرحمهم والاثنين دول غالين عندى علشان كده بس مبلغتش عنك وكمان عندى حاجات تانيه غير الفيديو .. ...اوعى تفتكر انى لما كنت فى أمريكا كنت نايم على ودانى لا انا كل حاجه كانت بتوصلنى اول بأول و مصايبك وبلاويك الخاصه بالشغل لكنى أتغاضيت عنها وقلت طالما الشغل ماشى فمفيش داعى انى اسبب مشاكل زى ماانت كنت بتعمل... وكنت ناوى أنتقم منك لما أرجع مصر بس فى شئ مانعنى
جز على اسنانه وأكمل : عارف إيه الى مانعنى غير عمى الله يرحمه وعمر...حب أبويا ليك وانك بقيت جوز أختى غير كده قول على نفسك يا رحمن يا رحيم ....صمت قليلا ثم قال : إيمان لسه على رأيها فى موضوع الطلاق ولا غيرته ؟
-زفر عاصم بقوه وقال: أختك عنيده أوى وهتجننى معاها.. ولسه مصممه على الطلاق
-رد خالد بجديه لكن غاضبه : على فكرك هيا لو قالت رأيها النهائى وصممت على الطلاق المهم انا هضطر أنفذهولها
هتف عاصم بصدق : لا ان شاء الله هتغير رأيها وأنا والله بحبها جدا وأتغيرت.علشانها فأرجوك متخليهاش تبعد عنى وأنا نفسى طويل وهستحمل كل الى هيا بتعمله فيا المهم متخلنيش أسيبها ..
شعر خالد بصدق كلماته وأنه بالفعل يحب شقيقته وهذا كل مايهمه لكنه لم يجعله يشعر بذلك وقال : انا حذرتك وبس
-قال عاصم برجاء وتصميم على ان يحصل على الغفران : طب ها سامحتنى ..أنا سبتك تفش غلك فيا ضرب وضربت وشتيمه وأتشتمت وأعتذار وأعتذرت سامحنى بقا يا خالود سامحنى يا أخويا
أدار خالد وجه للجه الاخرى وقال : روح أتأكد من ان الدعوات وصلت وشوف لو فى حد ناسينه من رجال الاعمال أصدقائنا انت عارف انا بقالى فتره بره مصر وأحتمال كبير أكون نسيت حد
فرح عاصم بشده لان خالد قد سامحه حتى لو لم يكن قد سامحه كليا وقال بصوت مرح : أوامرك يا كينج وقبل أن يذهب هتف قائلا : انا عارف أنك مسمحتنيش ميه فى الميه ولسه زعلان بس انا هثبتلك وهثبتلهم أنى أتغيرت وأولكم إيمان ...
*********
بعدما أنهى حديثه مع عاصم أخذ يحدث نفسه هل كان على صواب حينما أعطى له فرصه أخرى ...لكنى لم أكن لاعطيه فرصه لو لم أشعر بصدق كلماته النابعه من قلبه كما أنه أصبح زوج شقيقتى ولو أنتقمت منه سأكون وكأننى أنتقم منها هيا وليس منه خاصة واننى اعرف بأنها تحبه لكنها تعاند لانها غاضبه منه من أجلى..... اما شيرين فسأنتقم منها و عن قريب ثم فجأه تذكر والده فشعر بآلم وجرح غائر فى قلبه فكل ما فعله عاصم وشيرين لا يساوى شئ امام فقدان ثقة أبى فلم اكن أتصور بأنه لايثق بى مطلقا ...ياااااااااالله آلهمنى الصواب ودلنى على الطريق الصحيح ...وأثناء شروده وجد من يضع يده على كتفه فألتف له فوجده والده ويحمل فى أعينه نظرات الرجاء والاسف.. اما والده وجد فى عينيه نظرات أنكسار وعتاب وخذلان
هتف محمود برجاء : بلاش يا بنى تبصلى كده انا عارف انى غلطان بس نظراتك دى بتدبحنى
-رد خالد بجمود : طيب ما انت فقدان ثقتك كسرنى
- رد محمود بهدوء وتوضيح: يابنى انت المفروض كنت تفهمنى الحقيقه مش تسكت كده... وبعدين كان كل حاجه وعليها دليل عاوزنى أعمل إيه
-رد بحزن : تعمل إيه ؟ المفروض يكون عندك شوية ثقه فى ابنك الى ربيته وعلمته... لكن انت وكأنك ما صدقت ومع اول مشكله فقدت ثقتك فيا .
-رد محمود بحزن: بالعكس يابنى انا بثق فيك ولو ماكنتش كده أمنتك علىكل الشركات و كل حاجه أملكها
-رد خالد بعصبيه خفيفه: اهم من الفلوس انت ماوثقتش فى أخلاقى وتربيتك و الشركات والفلوس دى انا الى عملتهم بتعبى وسهر الليالى.. بدل الشركه خليتهم ثلاثه وأربعه وبدل المليون خليتهم 100مليون كنت تقولى روح يا خالد سافر كذا أقولك ماشى وأكون لسه راجع من سفر تقوم مسافرنى تانى وأستحمل حتى لو بموت من التعب مكنتش بتكلم ...وبعد دا كله كسرتنى وحتى لما سافرت مفكرتش تكلمنى مره واحده تطمن عليا .ولو ما رجعت مصر كنت وكأنك بتتعمد تقلل من إنجازاتى الى عملتها هناك فى امريكا ..اما عاصم فتقعد تشكر فيه وتمدح ..وأول لما عرفت الحقيقه بدل ما تيجى تأخذني فى حضنك زى أى اب روحت خدت عاصم وطبطبت عليه رغم انه هو الى غلطان فى حقى مش انا ....
- وانت فاكر ان انا مكنتش اعرف أخبارك ...بالعكس انا كنت بتابع أخبارك اول بأول وكنت كل فتره أسافر أمريكا وأشوفك من غير ما تحس بيا ومن.غير ما أخواتك وووالدتك يعرفو ..كنت ببان.قدامهم حجر مش بيتأثر لكن كنت بتقطع من جوايا على غيابك عنى والى كان بيصبرنى انى بسافر وأشوفك حتى لو مكنتش بتكلم معاك .. وانا محاولتش اكلمك علشان كنت عارف انك مش هترد عليا وكمان كنت زعلان منك... بالنسبه لانى كنت بقلل من أنجازاتك ..بالعكس انا كنت ببقى فخور جدا ان أبن يس رجل أعمال ناجح واليوم الى انت بتقول عليه دا انا ساعتها روحت الشركه وصرفت مكأفأه لكل العاملين هناك لانى كنت فرحان بيك وبنجاحك اما عاصم فأنا بحاول أعوضه عن حنان الاب الى فقده علشان ميحسش انه يتيم لكن من غير ما أشعر جيت على حقكم فأنا أسف يابنى
-لا ينكر أنه تفاجأ بما قال والده وسعد به لكنه لايزال غاضب وظهر ذلك فىصوته :
-دا يفرق إيه وأنا ماعرفش عنه حاجه و انى أتحرمت منكم سنين طويله انا كنت كل ليله بتعذب بالفراق ...وأنا كنت بفضل أسأل نفسى أخويا الصغير مصدق انى برئ ولا مكذبنى وفاكر انى تاجر مخدرات هو كمان ياترى منظرى إيه فعنين امى.... لم يستطع محمود تحمل كل هذا وخاصا الالم الذى يظهر فى صوت ولده فدهمه دوار شديد وهم ان يسقط أرضا فأسنده خالد سريعا عندما لاحظ ذلك وأجلسه على المقعد الذى جواره وهتف بلهفه وقلق بدو واضحين فى صوته : بابا مالك ..انت كويس يا حج
-هتف محمود بإبتسامه واهنه : انا ميهمنيش اى حاجه تحصلى حتى لو مت اهم حاجه انى شوفت القلق عليا فى عنيك دا معناه ان فى امل انك تسامحنى ...
-رد سريعا : بعد الشر عليك يا بابا.. قولى أوديك المستشفى ولا أعمل إيه
- هتف بتعب:فيش داعى يابنى دا تلاقى الضغط واطى شويه. هات النقط من درج المكتب الى جنبك ومعاه شويه مياه
- قال مسرعا : حاضر ثوانى وهجيبها ...وبالفعل جلبهم خالد سريعا وقام بإعطاء والده الدواء وجلس على المقعد الذى امامه يطمئن عليه وأخذ يتساءل بلهفه:
-عامل إيه دلوقتى
-رد محمود بتعب: الحمدلله احسن.. بس قولى يابنى سامحتنى ولا لسه
نكس خالد رأسه أرضا وقال بحزن : انا لو مكنتش بحبك مكنتش زعلت منك ...انا كل الى كان تاعبنى نظراتك ليا يومها كسرتنى وخذلتنى..و دى أكتر حاجه وجعتنى
-أنا أسف يابنى حقك عليا ووعد منى أعوضك عن كل الى حصل ..انت متعرفش معاملتك الجافه معايا كانت بتقتلنى أزاى
: انا الى أسف يا حج علشان كنت بعاملك وحش.. ثم زفر بقوه يخرج بها كل ما يعتمل بصدره وقال : مسامحك يا بابا وانت كمان سامحنى
-أحتضنه محمود بحنان أبوى وقال بفرح : انا عمرى ما أزعل منك يابنى دا انت سندى وظهرى
-أبتسم خالد داخل حضن أبيه وقال : ربنا يبارك لنا فيك يا حج
- أمن محمود على دعاء ولده وقال : ويبارك لى فيكم يابنى
*************
بعد مرور ساعه طلب خالد من آلاء ان تستعد لتذهب معه إلى بيت والدتها وبالفعل تجهزت وعندما كانا بالسياره لم تنطق ولا كلمه بسبب غضبها وحزنها منه لاحظ هو ذلك فزفر بقوه وقال :
-آلاء أنا أسف معلش انا مكنتش أقصد أزعقلك سامحينى
-رد بصراخ : اناتعبت بجد تعبت.. انت كل حاجه بتعملها بمزاجك تخبى عليا انك كنت متجوز و الفرح تحدده بمزاجك تصالحنى بمزاجك ..تزعقلى قدام ابن عمك عادى بردو
- رد بإعتذار : انا عارف انى غلط لما زعقتلك من الاساس وانتى ملكيش ذنب وخاصة قدام عاصم بس انتى جيتى فى وقت غلط تماما.. وانا كنت منفعل ومضايق فجت فيكى انتى
-قالت بحزن : انت جرحتنى جامد لما عملت كده
-ألتقط يدها وقربها من فمه وهم ليقبلها لكنها أنتفضت فجأه وأبعدت يدها مما جعله يستغرب من أنتفاضتها تلك وكأن لدغها عقرب : انتى أتنفضتى كده ليه وكأن عقرب لسعك
ردت بتوتر : ا ا تخضي ت مش أكتر ... لم يفكر بالامر كثير و رجح ذلك الامر إلى انها خجله منه وسرعان ما أبتسم لها أبتسامه ساحره قال: طيب سامحتينى ولا لأ
لم تستطع امام أبتسامته الساحره تلك إلا ان تؤمى برأسها وتقول برقه : سامحتك ...لكنها تحولت فجأه وقالت بتهديد :بس إياك تقررها تانى وإلا...
-لم تكمل كلامها بسبب جذبه لها من معصمها وقال بمكر : وإلا إيه يا ملاكى.. وبعدين انتى بتتحولى ولا إيه كنتى بتتكلمى برقه وفجأه قلبتى قطه بتخربش وبتهدد كمان
-قالت بتوتر: خا ل د ركز على الطريق احسن نعمل حادثه أرجوك
-قهقه خالد على توترها وقال : سلامة عقلك يا حياتى احنا وصلنا قدام بيتكم أهو
-نظرت ووجدت بأنهم بالفعل توقفو أمام إحدى الفلل فقالت : طيب سيب إيدى خلينى انزل
هز رأسه برفض وقال : لا مش قبل ما أخد حاجه الاول
-ردت بعدم فهم : حاجه إيه ؟!
رد ببساطه : بوسه يا حياتى
-شهقت بقوه وقالت بخجل : احترم نفسك يا خالد عيب
-هتف بتصميم : على فكره انتى مراتى ‘..وهاخدها يعنى هاخدها
بدأت الدموع تسيل على وجنتيها فلاحظ هو ذلك فهتف مسرعا وهو يترك يدها: خلاص انا أسف مش قصدى أضايقك انا كنت بهزر. ثم مسح دموعها
فأومت هى برأسها وهمت لتهبط من السياره لكن فجائها عندما نادى عليها وعندما ألتفتت له باغتها بقبله على وجنتها وقال بشقاوه : بصراحه مقدرتش أقاوم خدودك الحمرا دى يلا أنزلى بقا علشان ورايا مشاوير كتير لازم اخلصها قبل بكره
-هبطت من السياره وقالت له : انت قليل الادب على فكره.. ثم أنطلقت للداخل مسرعا خوفا من ان يلحق بها.. اما هو فأخذ يضحك عليها بقوه وقال : عنيده بس بموت فيكى.. انتظر قليلا حتى تأكد من انها دلفت للداخل ثم أنطلق بالسياره
**********
اماهيا حينما دخلت المنزل أحتضنتها والدتها على الفور وبادلتها هيا أحتضنها فكان كل منهم يشتاق للاخر وبعدما انتهو وجدت آلاء بأن مريم وشقيقتها ووالدتها قد أتو فقامت بتحيتهم وقامو بتبادل عبارات الاشتياق ثم أخذت تتساءل عن عبدالرحمن ومصطفى كما تسائلت عن والد مريم وملك فأخبروها بأنهم جميعا يمكثون لدى ممدوح حتى يتركو لهم المنزل ليجلسو فيه على راحتهم ولا يزعجهم أحد وتفاجأت آلاء بوجود حازم لكنها فرحت بوجودها لانها تعتبره مثل أخ لها... اما مريم فقد شردت فى جملة أخيها عندما أخبرها بأنه سوف يأتى معهم ليحضر حفل الزفاف
-معقول يا حازم عاوز تحضر الفرح انت كده بتعذب نفسك
-رد حازم بألم : عاوز أتأكد انها خلاص مبقتش ليا وان مفيش أمل
-ردت. مريم بحزن علي حال شقيقها: ربنا يريح بالك ويرزقك بالى تستحقك يارب..... فاقت من شرودها على صوت صديقتها وهيا تتساءل عما بها فتهربت هيا من الاجابه وبعد قليل وصل فستان الزفاف الخاص بآلاء والذى حاز على أعجبابها بشده وكان معه الحذاء الخاص به وكان مرفق معهم ورقه مدون بها بعض الكلمات الغزل:
- وحشتينى انا مش عارف انا هستحمل مشوفكيش لحد بكره أزاى.ربنا يصبرنى.. ويارب ذوقى يعجبك وأشوفك بكره احلى عروسه يا ملاكى وتنورى بيتك
أحمرت خجلا آثر كلماته تلك وقالت بينها وبين نفسها : مجنون بس بحبك.. ثم ظلت تنظر إلى فستان زفافها الذى يخطف الانفاس من شدة روعته ....
وظلت طول الليل تتلقى رسائل الحب والغرام من زوجها والابتسامه مرسومه على وجهها وتعترف فى داخلها بأنها تحبه بشده لكنها تأبى الاعتراف او بالاحرى لاتعرف كيفية قولها فهى تخشى تلك الكلمه بشده